نصوص ومقالات مختارة

  • حديث الثقلين سنده ودلالته ق(41)

  • المقُدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة هذا الأسبوع (حديث الثقلين سنده ودلالته، القسم الحادي والأربعون) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.

    سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.

    المقُدَّم: ذكرتم وأشرتم في الحلقة السابقة أنه ما يؤخذ على صحيح مسلم أيضاً يوجد مثله في صحيح البخاري، هل كان البخاري أميناً في نقله للنصوص التي أوردها في صحيحه أم أن الأمر ليس كذلك.

    سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

    في المقدمة بودي أن أشير للمشاهدين وهو أنه أساساً نحن إنما دخلنا في هذا البحث عرضاً وإلا فليس له علاقة ببحثنا وهو البحث في وسند ودلالة حديث الثقلين، باعتبار أن المشهور على الألسنة والمتداول على الألسنة أن ما ورد في صحيح البخاري وما ورد في صحيح مسلم فهو أدق مما ورد في غيرهما، قلنا: لا، ليس الأمر كذلك، هناك موارد متعددة ثبت فيها أن ما ورد في هذين الصحيحين لا يمكن الاستناد إليه، لا من حيث السند ولا من حيث المضمون والصيغة.

    إذن هذه الصيغة الواردة لحديث الثقلين في صحيح مسلم، ليست بالضرورة هي أصح الصيغ الواردة لهذا الحديث المتواتر بين علماء المسلمين.

    في الواقع هنا مقدمة أشير لها وأدخل في البحث مباشرة، وهو أنه من أهم ما يجب على كاتب أو راوي أو ناقل الحديث ان يكون أميناً في نقله، في الواقع بأنه إذا لم يكن الناقل والراوي والمؤلف لكتاب حديثي لم يكن أميناً في النقل عند ذلك واقعاً يسقط اعتبار ذلك الكاتب وذلك الكتاب وتلك الأحاديث لاحتمال أن هذا الإنسان تلاعب بتلك النصوص.

    وهذا ما نجده واضحاً وصريحاً في كلام أحد أئمة الحديث كما يعبر عنهم وهو الإمام مسلم، في (صحيح مسلم، ج1) تحقيق مسلم بن محمود عثمان السلفي الأثري، بودي أن يلتفت إليها جيداً لنرى بعد ذلك أن هذا ينطبق أو لا ينطبق على محل كلامنا. قال: (وإنما ألزموا أنفسهم) يعني الذين ينقلون الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله (وإنما ألزموا أنفسهم الكشف عن معايب رواة الحديث وناقلي الأخبار وأفتوا بذلك حين سُألوا لما فيه من عظيم الخطر، إذ الأخبار في أمر الدين إنما تأتي بتحليل أو تحريم أو أمر أو نهي أو ترغيب او ترهيب فإذا كان الراوي لها ليس بمعدن للصدق والأمانة) إذا لم يكن من كبار الصادقين ولهم درجة عالية من الأمانة العلمية (ثم أقدم على الرواية عنه من قد عرفه ولم يبين ما فيه لغيره ممن جهل معرفته كان اثماً بفعله ذلك غاشاً) لأن البعض يقول لماذا أنت تعبر عن الإمام البخاري بأنه خائن لانه بعد ذلك سيتضح أنه لم يحفظ الأمانة العلمية للنصوص التي نقلها في كتابه (كان أولاً اثماً بفعله ذلك غاشاً لعوام المسلمين ..).

    إذن من لم يحفظ الأمانة العلمية في نقل الحديث فهو اثم أولاً بنص الإمام مسلم، وهو أيضاً غاش للمسلمين.

    الآن تعالوا معنا إلى الروايات إلى صحيح البخاري لنرى أنه واقعاً راعى الأمانة العلمية أم لم يراعِ الأمانة العلمية.

    المورد الأول الذي أشرنا إليه في الحلقة الماضية ولكن للاستذكار وهو ما ورد في (الجامع المسند الصحيح المختصر، ص263، رقم الحديث 2223) صحيح البخاري لا يوجد فيه كل الروايات الصحيحة الواردة عن النبي، فلا يأتي قائل ويقول لنا أنه ما لم يرد في البخاري ومسلم هذا لا نقبله، لأنهم يعبرون عنه بأنه كتاب مختصر، قال: المسند الصحيح المختصر من أمور صلى الله عليه وآله وسننه وايامه، للإمام الحافظ البخاري، المتوفى 256هـ الرسالة العالمية التي هي أهم الطبعات في هذا المجال. قال: (حدثنا الحميدي) إذن ينقل البخاري الحديث عن شيخه عن الإمام الحميدي (حدثنا سفيان حدثنا عمر بن دينار، قال: أخبرني طاووس أنه سمع ابن عباس يقول: بلغ عمر أن فلان فلاناً باع خمراً) في هذا النص الذي ينقله عن الإمام الحميدي يقول أنه فلان، يعني لم يذكر الاسم. (بلغ عمر أن فلاناً باع خمراً فقال: قاتل الله فلاناً ألم يعلم أن رسول الله …).

    السؤال المطروح: الآن أن هذا الحديث الذي نقله والذي يقول (حدثنا الحميدي) يعني ينقله عنه سماعاً لا أنه ينقل عن كتاب آخر وإنما هو سماع يقول (حدثنا الحميدي).

    تعالوا معنا إلى مسند الإمام الحميدي المتوفى سنة 219هـ يعني تقريباً قبل وفاة البخاري بأربعين عاماً. هناك ينقل هذا الحديث بشكل واضح يقول، في (ص154، رقم الحديث13) يقول: (حدثنا الحميدي) بنفس العبارات حدثنا، هذا الذي نقل لنا مسند الحميدي يقول حدثنا لا الحميدي يقول (حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمر بن دينار قال: أخبرني طاووس) نفس العبارات التي وجدناها في البخاري (أنه سمع ابن عباس يقول: بلغ عمر بن الخطاب أن سمرة) الذي هو سمرة بن جندب الذي هو من الصحابة (أن سمرة بن جندب باع خمراً) إذن الاسم مذكور في مسند الإمام الحميدي ولكن التلميذ يعني الاسم مذكور عند الاستاذ ولكن التلميذ عندما نقل الرواية عن استاذه هل راعى الامانة العلمية أم لم يراعِ الأمانة العلمية؟ هذا أتركه للمشاهد الكريم ليرى بعينه أن هذا الإنسان لم يراعِ الأمانة العلمية في هذا المجال. ولا يمكن أن يقول أحد أنه اشتبه، وحتى لو قبلنا. طبعاً نحن نعتقد أنه تعمد حذف الأسم حتى لا يطعن في أحد من الصحابة، ولكن حتى لو فرضنا أنه اشتبه ووهم وغاب ونسي إذن من يضمن لنا أنه في الأحاديث الأخرى التي ينقلها ويذكر فيها الأسماء أو يحذف فيها الاسماء يكون مصيباً في هذا المجال.

    هذا هو المورد الأول الذي أشرنا له في الحلقة السابقة.

    المورد الثاني وهو مورد خطير جداً أيضاً بحسب الموازين، في (صحيح مسلم، ج4، ص732، كتاب الزهد، رقم الباب 53، باب عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله وينهى عن المنكر ويفعله) نفس الطبعة التي أشرنا إليها يعني لما تفعلون ما لا تقولون، كما هو واضح في سورة الصف، أن القرآن الكريم يقول كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون، انظروا صحيح مسلم من يذكر مصداقاً لهذا الأمر وهو يأمر بالمعروف ولا يفعله وينهى عن المنكر ويفعله. رقم الحديث 2989، قال: (حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شقيق عن أسامة بن زيد قال: قيل له ألا تدخل على عثمان فتكلمه) طلبوا منه أن يذهب إلى عثمان، طلبوا من أسامة بن زيد أنه اذهب إلى عثمان وكلمه؟ كلمه في أمر ماذا؟ الآن يتضح في أي شيء … (فتكلمه فقال: ألا ترون أني لا أكلمه إلا اسمعكم) يعني أنتم تتصورون أني لا أتكلم معه سراً، ليس بالضرورة أني أكلمه وأنت تسمعون، قد كلمته سراً، كما يقول في الحاشية (ألا ترون أني لا أكلمه إلا اسمعكم، معناه: أتظنون أني لا أكلمه إلا وأنتم تسمعون) لا ليس بالضرورة، أكلمه وأنتم لا تعلمون (والله لقد كلمته) وهذه قرينة على أنه كلمه سراً (والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما دون أن افتتح أمراً لا أحب أن أكون أول من فتحه) أنا تكلمت مع عثمان مرات عديدة ولكنه لا يعجبني ولا أريد أول من يخالف عثمان ويخرج على عثمان، فيقول في الحاشية (يعني المجاهرة بالإنكار على الأمراء بالملأ كما جرى لقتلة عثمان) يقول أنا لا أريد أن أكون أول منكر وأول معارض لعثمان. (ولا أقول لأحد يكون علي أميراً أنه خير الناس) أنا من الآن بعد أن رأيت من عثمان ما رأيت لا ألتزم بأنه إذا صار أميراً علي فهو أفضل من جميع الناس، يعني عثمان الآن خليفة رسول الله وأمير المؤمنين ليس بالضرورة أنه أفضل الناس، لماذا لم يثبت أنه خير الناس؟ يقول: (ولا أقول لأحد يكون علي أميراً أنه خير الناس بعدما سمعت رسول الله يقول( انظروا إلى هذا الحديث واربطوا بين ما كلم به عثمان من هذا الحديث سيتضح ما هو الأمر الذي تكلمه به أسامة مع عثمان (بعدما سمعت رسول الله يقول: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه) يقول تندلق أقتاب بطنه (قال أبو عبيدة: الاقتاب الأمعاء، والاندلاق خروج الشيء من مكانه) إذن تندلق أقتاب بطنه يعني تخرج أمعاء بطنه من مكانها (فيدور بها) هذا الإنسان الذي وضع في النار (فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان ما لك) الحديث مع عثمان (فيقولون يا فلان ما لك) لهذا الشخص الذي في النار (ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول: بلى) هذا الذي كان في النار يكون أمره كالحمار بالرحى (فيقول: بلى، قد كنت أمر بالمعروف ولا أتيه وأنهى عن المنكر واتيه).

    سؤالي هو: عثمان مصداق أو ليس بمصداق لهذا الحديث؟

    إن قلتم ليس مصداقاً فلماذا أسامة ينقل الحديث في ذيل المكالمة مع عثمان. إذا لم يكن عثمان ممن ينطبق عليه هذا العنوان لماذا نقل أسامة هذا الحديث هنا، ولماذا الإمام مسلم جعل عثمان في هذا الحديث في باب (عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله وينهى عن المنكر ويأتيه).

    الرواية الأخرى قال: (حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل، قال: كنا عند أسامة بن زيد فقال رجل: ما يمنعك أن تدخل على عثمان فتكلمه في ما يصنع) سؤال: هل كان ما يصنعه عدلاً أو ظلماً؟ إن كان عدلاً فلابد أن يمدح ويشكر عليه لماذا يطلب من أسامة أن يتكلم معه. إذن الذي كان يفعله عثمان كان ظلماً من إمام جائر وإلا لماذا يقول أدخل فكلمه (أن تدخل على عثمان فتكلمه فيما يصنع وساق الحديث بمثله) الحديث الذي تقدم واشرنا إليه.

    هذا المعنى الذي أشرنا إليه واقعاً أنه ورد أيضاً في كلمات أمير المؤمنين ما يشبهه وهذا يكشف لنا أن القضية كانت أنه لم يذهب إليه واسطة واحدة أو واسطتين أو ثلاثة مرة كانوا يبعثون أسامة ومرة كانوا يبعثون علياً بن أبي طالب.

    منها ما ورد في (نهج البلاغة) بشرح الشيخ محمد عبده، خرج مصادره فاتن محمد خليل، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت، (ومن كلامه له عليه السلام لما اجتمع الناس عليه وشكوا ما نقموه من عثمان وسألوه مخاطبته عنهم واستعاتبه لهم فدخل عليه فقال: أن الناس ورائي وقد استسفروني بينك وبينهم) يعني جعلوني سفيرهم إليك (والله ما أدري ما أقول لك، ما أعرف شيئاً تجهله) البعض يقول أن هذا النص يدل على أن كل ما كان يعلمه علي كان يعلمه عثمان. لا. القضية مرتبطة بهذه الواقعة يعني المظالم التي استسفروني فيها لا أريد أن أضيف عليك شيئاً لأنك تعرف تلك المظالم (… فأعلم أن أفضل عباد الله عند الله إمام عادل) إذن ينصحه أن تكون عادلاً ولو كان عادلاً لما احتاج أن يستنصح ولا يحتاج أن تذكر له المظالم (إمام عادل هُدي وهدى فأقام سنة معلومة وأمات بدعة مجهولة … وأن شر الناس عند الله إمام جائز ضل وضل به فأمات سنة مأخوذة وأحيى بدعة متروكة) نفس البيان الذي قلناه في اسامة يأتي في هذه الخطبة، يعني إذا كانت القضية شيئاً آخر لماذا الإمام يبين له الإمام العادل والإمام الجائر، هذه المقارنة، هذا يكشف عن المشكلة التي كانت مع عثمان كانت مرتبطة بجوره وبكونه إمام جائر وإمام ظلم (فأمت سنة مأخوذة وأحيى بدعة متروكة، وأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر) نفس المضمون الذي قرأناه من صحيح مسلم (يؤتى بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر فيلقى في نار جهنم فيدور فيها كما تدور الرحى) كما قال أسامة في صحيح مسلم (ثم يرتبط في عقرها، وأني أنشدك الله أن …). ثم يقول الإمام عليه السلام: (فلا تكونن لمروان سيقاً) لا يسوقك هذا المستشار، وفي الحاشية يقول: (أن مروان كان كاتباً ومشيراً لعثمان) الإمام يحذره بان بهذا يوردك المهالك كما أورده المهالك.

    (فلا تكونن لمروان سيقاً يسوقك حيث شاء بعد جلاء السن وتقضي العمر).

    إذن من الواضح والصريح أن الرواية تطابقت من السنة والشيعة أن هذا ا لمضمون وارد في عثمان، الخليفة الثالث.

    الآن تعالوا معنا لنرى الإمام البخاري صاحب صحيح البخاري صاحب أصح كتاب بعد كتاب الله، هل راعى الأمانة العلمية أو لم يراعِ الأمانة العلمية.

    في (صحيح البخاري، ج2، ص713) الرسالة العالمية، الرواية رقم (3267) الرواية أيضاً عن أبي وائل كما قرأنا عن صحيح مسلم (عن أبي وائل، قال: قيل لأسامة لو أتيت) هناك لو أتيت عثمان والرواية واضحة، هذه هي الأمانة العلمية (لو أتيت فلاناً فكلمته) أيضاً إيهام وستر وتلاعب وخيانة وعدم مراعاة الامانة العلمية، البعض يقول: سيدنا واقعاً الإنسان يصيب ويخطأ. نقول: نعم، نحن نريدكم أن تعترفوا بهذه الحقيقة، لا تقولوا أن هذا الكتاب كل ما ورد فيه صحيح، لابد أن يتعامل معه كأي كتاب آخر لنرى أنه كان أميناً أو لا، كان خائناً أو لم يكن. كان صادقاً أم لم يكن، راعى الموازين العلمية والدينية، وأنا لا أريد أن أبحث أن مثل هذا الإنسان تبقى عدالته ووثاقته أو أنه يحصل شك في عدالته ووثاقته.

    (أتيت فلاناً فكلمته، قال: أنكم أترون أني لا أكلمه إلا اسمعكم، أني أكلمه في السر دون أن فاتح باباً، لا أكون أول من فتح ولا أقول لرجل أن كان علي أميراً أنه خير الناس بعد شيئاً من رسول الله، قالوا: وما سمعته يقول؟ قال: سمعته يقال يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى بالنار فتندلق اقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار برحى فيجتمع أهل النار عليه …). إذن نفس الحديث ولكن حذف منه اسم عثمان.

    قد تقول: هنا اشتبه. في مورد آخر.

    الجواب: نعم، هذا (الجامع الصحيح، صحيح البخاري، ج5، ص133) الرسالة العالمية، ايضاً نفسه (قيل لأسامة ألا تكلم هذا) لا أنه لا تكلم فلاناً وفي صحيح مسلم كان ألا تكلم عثمان، ولكن هنا صار (ألا تكلم هذا، قال: قد كلمته ما دون أن أفتح باباً ..).

    قد يقول قائل: الشراح ماذا يقولون في هذا المجال.

    الجواب: الشراح صرحوا أن المراد من فلاناً وهذا هو عثمان.

    من أهم شراح هذا الكتاب ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ج7، ص559) في هذين الموضعين الذي أشرتم لهما من البخاري، يقول: (حديث أسامة بن زيد قوله لو أتيت فلاناً فكلمته هو عثمان كما في صحيح مسلم). لماذا حذفت أنت؟! هذا مورد.

    المورد الثاني في (فتح الباري، ج16، ص510) قال: (ووقع اسم المشار إليه عند مسلم وهو من رواية أبي فلان … ألا تدخل على عثمان فتكلمه) إذن هذه هي الطريقة الثانية أو أنا أقول بعبارة أخرى هذه هي الأمانة العلمية التي يتغنون بها في صحيح البخاري.

    المورد الثالث يتذكر المشاهد الكريم هذا المورد أشرنا له وهو ما ورد في (صحيح مسلم، ج4، ص298، رقم الحديث 2493) (أن عائشة قالت ألا يعجبك) أنا في اعتقادي ان العبارة لابد أن تكون ألا يعجبّك، لأن العجب ليس من التعجب وإنما من التعجيب يعني ألا تتعجب من .. (ألا يعجبك أبو هريرة جاء فجلس إلى جنب حجرتي …) الحديث ليس مهم عندي لأنا قد نقلناه فيما سبق (ألا يعجبك أبو هريرة) هذا الحديث في صحيح مسلم. وكذلك ورد هذا الحديث في (مسند الإمام أحمد، ج141، ص358) (عن عائشة قالت: ألا يعجبك أبو هريرة) وفي الحاشية يقول: (أسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق وهو المروزي فمن رجال الترمذي وهو ثقة).

    الآن تعالوا معنا إلى صاحب الأمانة وصاحب أصح كتاب بعد كتاب الله لتروا ماذا فعل، (الجامع الصحيح، ج3، ص116) نفس الرواية التي أشرنا إليها الرواية (3568) قال (عن عائشة أنها قالت ألا يعجبك أبو فلان) واضح أن المراد منه … لم يقل فلان بل أبو فلان، واضح أنه أبو هريرة ولكن يريد أن يضيع هذا الاسم ليتستر على هذا الرجل، لماذا يريد أن يتستر وأنا لا أريد أن أجل في التفاصيل، ولكن أهم سبب هو يريد أن ينقل عنه أكثر من 440 رواية البخاري ينقل عن أبي هريرة، فإذا كان مذموماً من عائشة زوج النبي الأكرم فلا تبقى له قيمة.

    في (البداية والنهاية، ج11، ص373) للحافظ بن كثير، تحقيق عبد التركي، يقول: (وقد روي أن عائشة تأولت أحاديث كثيرة من أبي هريرة ووهمته في بعضها) يعني نسبته إلى التوهم وأنه توهم هذه الأحاديث (وفي الصحيح أنها عابت عليه) ففيه عيب وفيه ذم، ولهذا تستر على اسمه حتى لا تقع المشكلة.

    إذن إلى هنا اتضح لنا بشكل واضح وصريح أن هناك موارد تلاعب فيها صاحب أصح كتاب بعد كتاب الله فكان ينبغي عليه مقتضى الأمانة العلمية أن يذكر هذه الأسماء كسمرة وعثمان وأبي هريرة ولكنه خان الأمانة العلمية ولم يذكرها.

    المقُدَّم: قد يقول قائل تكتفون بهذا أم أن هناك شواهد أخرى تثبت أن البخاري لم يلتزم بالأمانة العلمية في نقل أحاديث رسول الله.

    سماحة السيد كمال الحيدري: قد يقول قائل: وهو أن هذه مرتبطة بالأسماء سواء ذكرت الأسماء أو لم تذكر.

    الجواب: يا ليت أن صحيح البخاري اكتفى بهذه الموارد، نجد أنه خان الأمانة الدينية والعلمية والأخلاقية في الأحاديث المنقولة عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وهذه خطيرة جداً بعد ذلك كيف يمكن لأحد أن يعتمد على أحاديث صحيح البخاري وقد تلاعب إما بالأسماء وإما النصوص الواردة عن رسول الله.

    أين ذلك؟

    النص وارد في (صحيح مسلم) وأنا تجدوني أنا أحاول أن أؤكد على صحيح مسلم باعتبار أنهما أصح كتابين بعد كتاب الله، فصحيح مسلم ذكره فلماذا انت لا تذكره وهو بنفس السند وبنفس المواصفات.

    (صحيح مسلم، ج2، ص543، كتاب النكاح، باب نكاح المتعة وبيان أنه أبيح ثم نسخ ثم أبيح ثم نسخ واستقر تحريمه إلى يوم القيامة) أريد أن أقف لوقت عند كتاب النكاح، هذا عنوان الباب الذي يذكره صحيح مسلم. المحشي في الحاشية يقول: (نكاح المتعة: قال الإمام النووي) وهو أحد الشراح الكبار لمسلم (الصواب المختار أن التحريم والإباحة كانا مرتين، فكانت حلالاً قبل خيبر ثم حرمت يوم خيبر ثم أبيحت يوم فتح مكة وهو يوم أوطاس لاتصالهما ثم حرمت يوم إذ بعد ثلاثة أيام) يعني في عهد رسول الله حرمت (تحريماً مؤبداً إلى يوم القيامة) إذن هؤلاء يقولون كما يقول الإمام النووي أن التحريم كان في زمن رسول الله بعد فتح مكة. (قال القاضي واتفق العلماء على أن هذه المتعة كانت نكاحاً إلى أجل لا ميراث فيها وفراقها يحصل بانقضاء الأجل من غير طلاق ووقع الإجماع بعد ذلك على تحريمها من جميع العلماء إلا الروافض).

    الآن أنا لست بصدد أن أثبت أنها محللة الآن أو محرمة فله حديث آخر ولعلي أوفق وأقف عنده من مصادر القوم، ولكن أريد أن اقف عند نقاط ثلاث:

    النقطة الأولى: اتفقت كلمة علماء المسلمين أن نكاح المتعة شرعت من قبل رسول الله تشريعاً نبوياً ثابتاً من قبل رسول الله.

    النقطة الثانية: أنه رفع هذا التشريع في زمن رسول الله، يعني نسخ من قبله صلى الله عليه وآله أو لم ينسخ؟ يدعي كما نقلنا عن الإمام النووي أنه نسخ.

    أنا الآن لا أريد أن أدخل في التفاصيل ولكن يكفيني أن أقرأ روايتين في هذا المجال من صحيح مسلم:

    الرواية ا لأولى في (ج، ص544، رقم الحديث 1404، رقم 15 من نفس هذا الباب الذي أشرنا إليه) قال: (قال عطاء قدم جامع بن عبد الله معتمراً فجئناه في منزله فسأله القوم عن أشياء ثم ذكروا المتعة) هذه ليست متعة الحج بل متعة النكاح ومتعة النساء كما قال نكاح المتعة لأن مسلم يأتي بها في باب النكاح (فقال: نعم، استمتعنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وأبي بكر وعمر) القائل جابر بن عبد الله أحد الصحابة الكبار.

    سؤال: بيني وبين الله هذا النص يثبت أنه نسخ أو أنه كان موجوداً إلى عهد عمر؟ كان موجوداً إلى عهد عمر.

    إذن لا يقال لنا قائل: أنه نسخ في عهد رسول الله، لا اقل أن هناك روايات تقول أنه كان موجوداً في عهد رسول الله وفي عهد الخليفة الأول وفي عهد ا لخليفة الثاني. أو إلى شطر من عهد.

    (قال أبو الزبير: سمعت جابر بن عبد الله يقول: كنا نستمتع بالقبضة) يقول: (القبضة ما قبضت عليه من شيء) (القبضة من التمر والدقيق) الذي هو المهر (الأيام على عهد رسول الله) نستمتع أياماً يعني إلى أجل (وأبي بكر حتى نهى عنه عمر في شأن عمر بن حريز) يعني في قضية خاصة نهى عنه عمر.

    سؤالي: أن عمر بعد أن ثبت بهذا الحديث أنه كانت على زمن أبي بكر وشطر من خلافة عمر، أن عمر نهى عنها نهياً تشريعيا أو نهياً ولائياً. احتمالان لا ثالث لهما:

    الاحتمال الأول: أنه نهي تشريع، وهذا اتفقت كلمة علماء المسلمين أنه بدعة، كيف يمكن لحلال محمد ان يحرمه أحد ولحرام محمد أن يحلله أحد، فإذا فعل ذلك بعنوان التشريع وهؤلاء يتبعون عمر بعنوان التشريع، فهذه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار كما في الأحاديث الصحيحة والمعتبرة عندنا وعندكم، هذا أولاً.

    وإن قلتم: أنه لا، أن عمر باعتباره ولي الأمر وباعتباره خليفة رسول الله وجد المصلحة أن ينهى عنها، الجواب: أنا لا اريد أن أتكلم الآن أن عمر هل هو ولي الأمر حقاً أو لا فله حديث آخر، ولكن أقول حتى لو تنزلنا وسلمنا وقبلنا جدلاً أنه هو ولي الأمر الشرعي فبموته يزول أمره لأن الأوامر الولائية إنما تبقى بوجود مصلحتها فإذا زالت المصلحة يرجع الحكم الأصلي الشرعي إلى حاله. ذكرت هذا الأمر ليتضح هذا الذي يشنعون به على الفضائيات أنتم أهل المتعة، يا أخي هذه أحاديثكم الصحيحة تقول بشكل واضح وصريح أنها مشرعة من رسول الله وأنها كانت مستمرة إلى عهد أبي بكر وشطر من عهد عمر وأن الذي نهى عنها عمر، نحن لم يثبت عندنا هذا النهي، نحن لا نقلد صحيح مسلم حتى نعمل به، هذا مضافاً إلى أنه أساساً أن هذا النهي لا يمكن أن يكون نهياً أبدياً بل هو نهي زماني مرتبط بظروف خاصة.

    ارجع إلى محل كلامي:

    إذن في صحيح مسلم الرواية (إلى أجل) الرواية (سمعت عبد الله) يعني عبد الله بن مسعود الرواية 1404 يقول: (كنا نغزوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ليس لنا نساء فقلنا ألا نستخصي) في الذيل يقول: (أي ألا نفعل بأنفسنا ما يفعل بالفحول من سل الخصي ونزع البيضة بشق جلدها حتى نخلص من شهوة النفس ووسوسة الشيطان فنهانا عن ذلك، ثم رخص لنا أن ننكح المرأة) يعني نهانا عن أن نستخصي لا أنه نهانا عن المتعة (ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل، ثم قرأ عبد الله) عبد الله بن مسعود (يا أيها الذين أمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم) هذا تعريض بعمر الذي حرم الطيبات التي أحلها الله، هذا يكشف عن أمرين:

    أولاً: أن عبد الله بن مسعود قائل بأن هذه المتعة كانت موجودة حتى بعد رسول الله.

    وثانياً: يجعلها من الطيبات، (يا أيها الذين أمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا أن الله لا يحب المعتدين).

    ولا يتبادر إلى الذهن أن هذا الحديث ورد في صحيح مسلم فقط، بل ورد في (مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج7، ص93) في 241هـ، الرواية (عن عبد الله قال كنا نغزوا مع رسول الله … ثم قرأ عبد الله: يا أيها الذين أمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم).

    وأيضاً نقلها من هو أقدم من مسند أحمد وهو (مسند ابن أبي شيبة، ج1، ص143) تصنيف الإمام الحافظ ابن أبي شيبة المتوفى 235هـ تحقيق أحمد بن فريد المزيدي، عادل بن يوسف العزازي، دار الوطن، بنفس البيان (فقلنا يا رسول الله ألا نستخصي، قال: لا. ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل ثم قرأ عبد الله …). وعشرات المصادر الأخرى الآن تعالوا إلى صحيح البخاري.

    (صحيح البخاري، ج3، ص524، كتاب التفسير، باب 63، باب لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم) لنرى أنه أيضاً حفظ لنا الامانة العلمية أم لم يحفظ، ونفس الرواية أيضاً، الرواية (عن عبد الله قال: كنا نغزوا مع النبي صلى الله عليه وآله) لأن الرواية عن عبد الله بن مسعود (وليس معنا نساء فقلنا: ألا نختصي فنهانا عن ذلك) إلى الآن نفس النص (فرخص لنا بعد ذلك أن نتزوج المرأة بالثوب) وحذف إلى أجل. حتى يظهر أنه زواج دائمي. أهذه هي الأمانة العلمية لصحيح البخاري. نعم، لا مشكلة، انقل الرواية ولكن قل نسخت من قبل رسول الله.

    أما أن تتلاعب بحديث رسول الله حتى أنه توهم أن القضية مختلف فيها، هذا هو الأسلوب الذي يتبعه كثير من أتباع النهج الأموي وهو أنهم يتلاعبون بالأحاديث يزيدون كلمة أو ينقصون كلمة، يحذفون الاسم … (ثم قرأ) حذفت أيضاً كلمة عبد الله (ثم قرأ) هناك كانت (ثم قرأ عبد الله) حتى لا يتضح أن عبد الله بن مسعود كان قائلاً بالمتعة. (ثم قرأ). هذا النص الأول.

    والنص الثاني ورد في (صحيح البخاري، ج4، ص39) الرواية واضحة وضوح الشمس، ايضاً بنفس البيان الذي اشرنا له، يقول: (عن قيس قال عبد الله: كنا نغزوا مع رسول الله … ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب ثم قرأ علينا) هناك قرأ وهنا قرأ علينا، ولكنه حذف عبد الله أيضاً.

    وملخص الحديث، وهو أنه هنا حصلت خيانتان من صاحب أصح كتاب بعد كتاب الله:

    الأولى: أنه حذف (إلى أجل) افترضوا أننا سلمنا معكم أن رسول الله شرع ثم نسخ، لماذا تتلاعبون بحديث رسول الله.

    الثانية: أنه حذف اسم (عبد الله بن مسعود) حتى لا يتضح أنه من القائلين بذلك.

    المقُدَّم: الأخ زكريا من السعودية، تفضلوا.

    الأخ زكريا: السلام عليكم.

    المقُدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

    الأخ زكريا: شكراً على هذا البرنامج، ونحن من السعودية نحييك وأن يحفظك الله وتكون لنا ذخراً.

    المقُدَّم: الأخ عباس من إيرلندا، تفضلوا.

    الأخ عباس: السلام عليكم.

    المقُدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

    الأخ عباس: عندي سؤالين: أولاً ما السر في عدم وجود وفرة في الأحاديث المنقولة عن الإمام علي والحسن والحسين …

    سماحة السيد كمال الحيدري: هذا البحث أشرنا إليها في ابحاث سابقة … يقولون أن الحسن والحسين كانوا صغار وذهب رسول الله فلم ينقلا أحاديث كثيرة.

    المقُدَّم: الأخ عبد الواحد من فرنسا، تفضلوا.

    الأخ عبد الواحد: السلام عليكم.

    المقُدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

    الأخ عبد الواحد: جزاكم الله لما فيه خير الدنيا والآخر، نحن نستفيد منكم ونريد أن نشارككم ليستفيد المسلمون جميعاً وأنا طالب علم، قال الرسول: أذكروا أمواتكم بخير، وقال الله سبحانه وتعالى (الطيبون للطيبات) وكذلك من أحاديث رسول الله يقول: من علامات الساعة أن يلعن آخر هذه الأمة أول هذه الأمة.

    سماحة السيد كمال الحيدري: هذا المنطق نحن لا نقبله، نحن لسنا بصدد اللعن، لم نلعن أحد وإنما نبين حقائق علمية. لماذا تقرأ هذه الروايات فتشوش. لا تقرأ لي هذه الروايات لأنها تشوش البحث أنا لم ألعن أحداً.

    الأخ عبد الواحد: نحن طلبة ونريد أن نستفيد، نحن معكم حينما قلتم أن العلماء يشبهون الله ونحن متفقون معكم، وهنا نريد الحقيقة وأنتم الأساتذة وجزاكم الله خيراً.

    سماحة السيد كمال الحيدري: الله يعلم أنا لست الآن بصدد لا تسقيط أحد ولا اتهام أحد وإنما بحث علمي محض هؤلاء يدعون أن هذا الكتاب أتقن وأصح ما في الكتب، الأحاديث الواردة فيه أصح ما ورد ولا يوجد من هو أكثر أمانة ودقة من الإمام البخاري، هذا أنا لا أقوله، مضطر إلى أن أنقل للأعزاء هذا المصدر وهو من المصادر المهمة والكتبة المهمة والطبعات المهمة والطبعات القديمة لصحيح البخاري وهو الطبعة المعروفة بالطبعة الأميرية (الجامع الصحيح) تشرف بخدمته والعناية به محمد زهير بن ناصر الناصر، المشرف على أعمال الباحثين بمركز خدمة السنة والسيرة النبوية بالمدينة المنورة، دار المنهاج، دار طوق النجاة، الطبعة الثانية سنة 1429هـ انظروا ماذا يقول في المقدمة؟ يقول (محمد بن إسماعيل فقيه هذه الامة، أكيس خلق الله، أعلمنا، أفقهنا، أغوصنا، أكثرنا طلباً، وجالست الفقهاء والزهاد والعباد ما رأيت مذ عقلت مثل محمد بن إسماعيل …).

    هذه التعابير نحن حديثنا مع هذه الكلمات وإلا توجد أحاديث معتبرة وكما قال العلامة الألباني قال نحن لا نوافق أن كل ما في صحيح البخاري باطل، ولكن أيضاً لا نوافق تلك الكلمة أن كل ما في صحيح البخاري صحيح يحتج به وفيه هذه المخالفات والخيانات العلمية التي أشرنا لها.

    المقُدَّم: الأخ أبو محمد من السعودية، تفضلوا.

    الأخ أبو محمد: السلام عليكم.

    المقُدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

    الأخ محمد: عندما يريد أن يوثق حديثاً لكلا الرجلين البخاري أو مسلم، فيرجع السامع إلى رقم الجزء ورقم الصفحة ولا يذكر رقم الحديث، مع العلم أن الطبعات تختلف من طبعة إلى أخرى.

    سماحة السيد كمال الحيدري: ولهذا ذكرت الكتاب والباب ورقم الحديث، أحسنت إلى هذه المداخلة ولكني ملتفت إليها ولهذا ذكرت باب النكاح .. رقم الحديث كذا.

    المقُدَّم: الأخ سلمان من النرويج، تفضلوا.

    الأخ سلمان: السلام عليكم.

    المقُدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

    الأخ سلمان: أولاً نبارك لكم مولد الصديقة الزهراء، أذكر ما ورد في صحيحي البخاري ومسلم ما قاله … شاع .. والطاعون.

    سماحة السيد كمال الحيدري: أعرف ما قيل، صحيح هذا كل الذي نقلته، ولكن وقتي لم يسع لأقرأ لكم هذا الكتاب، وأنه ما قرأه أحد إلا شفي. حديثي ليس في البخاري وما في البخاري، بل أنا الآن بصدد من الناحية العلمية أنه ليس كل ما ذكر صحيح، أنا أنقل لكم أنه ما قرأ على مريض إلا شفي، وما قرأ على صاحب هم إلا زال همه. كل هذه الكلمات موجودة، ولكن هذا لا يهمنا الذي يهمنا أن نثبت أن هذا الرجل لم يلتزم الأمانة العلمية في نقل النصوص والروايات الواردة عن رسول الله في جملة من الموارد.

    الأخ عباس: ما أريد أن أفهمه وخصوصاً أني قد تربيت في مدرسة أهل السنة، في حديث صحيح معترف به أنه (أنا مدينة العلم وعلي بابها).

    سماحة السيد كمال الحيدري: لم يعلم صحة هذا الحديث، أبداً، في وقتها إذا بحثنا سنعرض لكم الأدلة هل أن هذا الحديث صحيح أو لا، الآن لا تنقل أحاديث في هذا البرنامج العلمي الذي يقوم على أساس علمية حتى يقولوا غداً أن السيد الحيدري نقلوا له حديث وسنده ضعيف ولم يبينه، لا أبداً، هذا الحديث في الوقت المناسب سنعرض له حتى نتأكد أن له سند صحيح أو لا.

    المقُدَّم: الأخ إبراهيم من الكويت، تفضلوا.

    الأخ إبراهيم: السلام عليكم.

    المقُدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

    الأخ إبراهيم: نطلب من سماحة السيد في المحاضرات القادمة يبين لنا الإسرائيليات الموجودة في صحيح البخاري التي تشوه سمعة الأنبياء كالنبي سليمان أنه تزوج …

    سماحة السيد كمال الحيدري: ليس حديثي الآن في البخاري ومسلم وإنما حديثي في دلالة حديث الثقلين وفي نص حديث الثقلين، وإنما عرضنا لهذا تبعاً وبالعرض، إن شاء الله تعالى لعلنا أن نوفق إذا تكلمنا عن مقامات الأنبياء عند ذلك نعرض للروايات الواردة في صحيح البخاري حتى يتضح للأعزاء أن هذا الذي ينقلوه كمداخلات كله بيدي ولكن الوقت لا يسع.

    يقول أن صحيح البخاري ما قرئ في شدة إلا فرجت ولا ركب به في مركب فغرق.

    هذا لو قلناه في كتاب الله لقالوا أن هذا غلو لأنه لم يثبت، ولكن قالوه في صحيح البخاري. لو قال قائل أن القرآن لو وضع في سفينة لا تغرق، يقول لك قد تغرق وقد لا تغرق، ولكنهم يقولون ذلك في صحيح البخاري، هذه المبالغات كثيرة وأنا لست بصدد بيان هذه. بل أنا بصدد هذه النكتة التي أشرت لها بشكل واضح وصريح.

    المقُدَّم: الأخ أبو زكرياً من السويد، تفضلوا.

    الأخ أبو زكريا: السلام عليكم.

    المقُدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

    الأخ أبو زكريا: سؤالي هل كانت الرخصة في زمن الحرب فقط.

    سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز استمع لي جيداً، ليس بحثي في المتعة ونكاح المتعة وشرائط نكاح المتعة وأنها شرعت أبدية أو نسخت، هذا له حديث في محل آخر، أنا كل همي كان الإشارة إلى أن هذا النكاح المنقطع أو إلى أجل كما في صحيح مسلم أن هذا شرع في زمن رسول الله وهناك أحاديث صحيحة وردت في صحيح مسلم وغير مسلم تقول أنها كانت باقية بعد رسول وأن النهي جاءنا من عمر بن الخطاب.

    أعزائي الآن بحث نكاح المتعة هل هو رخصة مطلقة أو رخصة نسبة هل هو في زمان، ما هي شرائطها، هذا مربوط بنكاح المتعة وبحثنا ليس في نكاح المتعة.

    المقُدَّم: هل هناك كلمة موجزة.

    سماحة السيد كمال الحيدري: تلخص مما تقدم، وإن شاء الله أتمم هذا الحديث في الأسبوع القادم، وهو أنه إلى هنا ثبت لنا أن الإمام البخاري في كتابه الذي يعده البعض أصح كتاب بعد كتاب الله أولاً لم يحفظ ولم يراعِ الأمانة العلمية في حفظ الأسماء لنا، ثانياً لم يحفظ ولم يراعِ لنا الأمانة العلمية عندما تنقل الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله كما وجدنا في نكاح المتعة إلى أجل حيث نجد أنه حذف كلمة إلى أجل، وثالثاً أنه حذف اسم الصحابي الذي روى حتى لا يتضح أن عبد الله بن مسعود كان قائل بهذا ويقرأ هذه الآية التي تبين أنها من الطيبات وأنها ليست من الخبائث. وستأتي تتمة الحديث في الحلقة القادمة.

    المقُدَّم: وهو يذكر بقوله تعالى (فانكحوا ما طاب لكم من النساء).

    شكراً لكم آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    • تاريخ النشر : 2011/06/09
    • مرات التنزيل : 2729

  • جديد المرئيات