نصوص ومقالات مختارة

  • الإمامة مقام وراء النبوة والرسالة (القسم الثاني)

  • 25/12/2008
    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وعترته المعصومين، ورحمته تعالى رضوانه على الصحب الكرام الميامين الذين آووا ونصروا وما بدلوا تبديلا حتى اتاهم اليقين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته، نحييكم اطيب تحية ونلتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة. عنوان هذه الحلقة: الإمامة مقام وراء النبوة والرسالة القسم الثاني.
    مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة سنقف ان شاء الله تعالى واياكم على جملة من الحقائق المتعلقة بكون مقام الإمامة ومرتبة الإمامة ومنصب الإمامة الالهي يأتي بعد النبوة وبعد الرسالة وانه مختلف عنهما، ما هي الشواهد على ذلك، ما هي الطرق المؤدية إلى تصحيح ذلك، كيف يبحث هذا الموضوع، مشاهدينا الكرام احيي باسمكم ضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحبا بكم سماحة السيد.
    آية الله السيد كمال الحيدري: اهلاً ومرحباً دكتور.
    المقدم: حياكم الله. سماحة السيد عودة أخرى إلى هذا الموضوع المهم وقد تحدثتم عنه مشكورين في حلقة سابقة في القسم الأول وهو موضوع ان الإمامة مقام وراء النبوة والرسالة، ارجو من جنابكم الكريم اولاً ان تعطوا للمشاهد الكريم خلاصة موجزة لما تم عرضه في القسم الأول من هذا العنوان.
    آية الله السيد كمال الحيدري: أعوذبالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. في الواقع بانه قلنا في الأبحاث السابقة بانه هذه الآية المباركة من سورة البقرة وهي قوله تعالى (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) وقع الكلام بين المفسرين ان هذه الإمامة التي اعطيت لابراهيم الخليل (عليه أفضل الصلاة والسلام) هل هي مقام ودرجة غير النبوة والرسالة ام انها تأكيد للمقام الذي كان عند إبراهيم الخليل من مقام النبوة والرسالة، اشرنا إلى ان المفسرين اختلفوا فيما بينهم فذهب جملة من المفسرين الكبار إلى ان هذه الإمامة هي نفس مقام النبوة والرسالة التي كان قد اعطيها ابراهيم الخليل (عليه أفضل الصلاة والسلام) وهذا هو الذي لعله بنى عليه كثير من اتباع مدرسة الصحابة ان هذه الإمامة في الآية المباركة ليست مقاماً وراء مقام النبوة والرسالة لابراهيم خليل.
    المقدم: ترادف ألفاظ، مجرد ألفاظ.
    آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم مع اختلاف بعض النقاط أو الخصوصيات أو الحيثيات. التوجه الآخر أو النظرية الأخرى أو الوجه الآخر انه لا، ان هذه الآية المباركة تريد ان تبين درجة جديدة ومقاماً جديداً وراء المقامات والدرجات التي انتهى إليها ابراهيم الخليل (عليه أفضل الصلاة والسلام) يعني ظاهر الآية المباركة تبين لنا ان ابراهيم كان نبياً وكان رسولاً كلا هذين المقامين كان موجود عنده وهذا المقام وهو (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) هذه اشارة إلى مقام جديد، والى درجة جديدة والى منقبة اضافية انتهى اليها ابراهيم الخليل بعد تلك الابتلاءات التي مرّ بها لان صدر الآية المباركة يقول (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ – عند ذلك استحق ابراهيم الخليل مقام الإمامة- قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا)، ونحن اتجهنا بهذا الاتجاه يعني اعتقاد مدرسة أهل البيت اتباع مدرسة أهل البيت، علماء مدرسة أهل البيت المفسرون من أهل البيت يعتقدون ان الإمامة التي ذكرت في هذه الآية المباركة هي مقام وراء النبوة ووراء الرسالة التي كانت لابراهيم الخليل، من هنا يتذكر المشاهد الكريم نحن دخلنا في بحث تفصيلي لبيان القرائن والشواهد والادلة التي تثبت هذا الاتجاه وتثبت هذه النظرية وهي ان الإمامة مقام وراء مقام النبوة والرسالة وهي للناس، هنا يتذكر المشاهد الكريم ذكرنا مجموعة من الشواهد المرتبطة بالبعد اللغوي أو الادبي أو المضموني أو التاريخي قلنا مجموعة هذه الشواهد الداخلية في القرآن الكريم تؤيد لنا وتثبت لنا مقام الإمامة شيء وراء مقام النبوة والرسالة، ولكنه انا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت إلى هذه الحقيقة المنهجية أو القاعدة المنهجية التي سأبينها وهي اننا لاننا نعتقد ما ورد في حديث الثقلين لان الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) هكذا قال لنا: اني تارك فيكم ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، يعني النبي (صلى الله عليه وآله) النبي الذي قال عنه القرآن الكريم (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) النبي الذي قال عنه القرآن الكريم (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) هو الذي صرح لنا بهذا النص المتواتر بين علماء المسلمين كما اوضحت ذلك مفصلا في كتاب (علم الإمام) وهناك بينت ان هذا الحديث متواتر بين علماء المسلمين ولا يوجد الا شاذ خالف في تواتر هذا الحديث وإلا متفق عليه بين علماء المسلمين ان هذا النص صدر من فم الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) يعني بتعبير آخر من مصاديق قوله تعالى (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)، وحيث ان القرآن أمرنا بأنه (ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) إذن نحن عندما نريد ان نعمل بآية قرآنية ونفهم آية قرآنية ينبغي ان توجد عندنا شواهد وقرائن روائية صدرت من العترة تؤيد هذا الفهم الذي انتهينا إليه من النص القرآني، يعني النص القرآني هو الأصل لأنّه نحن نعتقد ان الروايات لابد ان تعرض على كتاب ربنا ولكن ينبغي ان تتضح هذه القاعدة وهو انه إذا انتهينا من خلال الظهور القرآني إلى فهم معيّن نحاول ان نرجع إلى عدل القرآن الكريم إلى العترة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لنرى انهم يؤيدون ما فهمناه من الآية أو يخطئونا في هذا الفهم، التفتوا جيدا لا اريد ان اجعل المرجعية للرواية، المرجعية لكتاب الله للقرآن، ولكن الروايات تؤيد ما فهمناه من الكتاب الكريم تؤيد ما استوضحناه من الكتاب الكريم، وبتعبير آخر تؤيد ما استنطقناه من القرآن الكريم، نحن وقفنا عند الآية المباركة وجدنا ان الآية المباركة بشواهد متعددة في نص الآية المباركة وشواهد أخرى تثبت لنا ان الإمامة مقام وراء مقام النبوة والرسالة، من هنا لابد ان ننتقل إلى المقام الثاني أو الخطوة الثانية وهو ان الشواهد الروائية، النصوص الروائية تؤيد هذا الفهم من الآية المباركة لانك تعلم فهمي من الآية ليس فهماً معصوماً، ليس فهمي وتفسيري للآية فهم معصوم وانما هو فهم بشري قد يصيب وقد يخطئ، عند ذلك نحتاج ان ندخل إلى الخطوة الثانية، ما هي الخطوة الثانية، ان ننتقل إلى عدل القرآن الكريم إلى من جعلهم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) عدل القرآن الكريم نسألهم ان ما فهمناه من ظاهر الآية المباركة تؤيدون هذا الفهم أو لا تؤيدونه أو ترفضونه، من هنا واقعاً انا بودي انه لابد ان ننتقل الآن إلى النصوص الروائية الواردة في هذا المجال.
    المقدم: احسنتم سماحة السيد، إذن هنا السؤال يأتي ما هي القاعدة التي تعتمدونها في الاستناد على النصوص الروائية يعني هل هناك قاعدة معينة.
    آية الله السيد كمال الحيدري: جداً جيد، واقعا انا بودي ان المشاهد الكريم لأنّه هذه الأبحاث التي هي ترتبط ببيان المنهج الآن اتضح للمشاهد الكريم نحن اسسنا قاعدة ان الأصل عندنا هو الظهور القرآني، ما نستفيده من الظواهر القرآنية ولكن نؤيد فهمنا نستشهد على فهمنا من خلال النصوص الروائية، ولكنه يأتي هنا هذا التساؤل الأساس الذي طرحتموه وهو انه ما هي القاعدة التي نعتمدها في قبول الرواية وعدم قبولها، الآن انا لست بصدد دخول البحث التخصصي في هذا المجال انتم تعلمون انه في ابحاث علم الأصول هناك بحث مفصل تخصصي في مسألة حجية الاخبار وان الخبر المتواتر ما هو ومتى يقبل واذا لم يكن متواتراً وكان خبر آحاد ما هي شرائط قبول خبر الآحاد، مرادنا من خبر الآحاد بنحو الإجمال يعني الخبر الذي لم يصل إلى حد التواتر لم يصل إلى الحد القطعي بصدور هذا الخبر أو بصدور هذا المحتوى والمضمون من المعصوم (عليه أفضل الصلاة والسلام)، في الواقع على مستوى انا اشير إلى المنهج الذي اعتمده شخصياً لعله بعض المدارس لا توافق على ذلك ولكنه ما اعتمده شخصياً في هذا المجال ابينه، هنا لابد ان نميز جيدا بين المنهج المتبع في قبول خبر الآحاد أو خبر الواحد في المسائل العقائدية والمنهج الذي يعتمد في مسائل فروع الدين، فيما يتعلق بفروع الدين يعني في باب الصلاة في باب الصوم في باب الحج في باب العبادات في باب المعاملات هذه المسائل الفرعية أو ما يعبّر عنها بفروع الدين هناك منهج وهو انه لابد ان يتوفر في المخبر الوثاقة، لابد ان تتوفر فيه مجموعة من الشرائط الآن لست بصدد بحثها، الآن حديثي هناك ليس بصدد بيان القاعدة التي نعتمدها في مسائل الفروع، خبر الواحد متى يعتمد في الفروع ومتى لا يعتمد، هذا بحثته مفصلاً في ابحاث الأصول الآن لا اريد ان ادخل فيه، ولكن فيما يتعلق بالمسائل العقائدية هنا بودي ان اشير إلى قاعدة أيضاً منهجية واساسية وهو انه المسائل العقائدية تنقسم إلى قسمين، قسم من المسائل العقائدية تعد من المسائل العقائدية الأساسية الاصلية كأثبات وجود الله (سبحانه وتعالى) أو اثبات نبوة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه نحتاج فيها إلى ادلة قطعية يقينية اما عقلية واما نقلية لاثباتها، يعني لا يكفي فيها الدليل غير القطعي لابد ان يكون الدليل واصل إلى درجة القطع واليقين مئة في المئة حتى يمكن الاعتماد عليه، هذا الدليل سواء كان هذا الدليل دليلا عقليا أو كان هذا الدليل دليلا نقلياً، لابد ان يفيد اليقين، هذا نحو من المسائل. ولكن هناك نحو آخر من المسائل وهي المسائل العقائدية أو المسائل الإيمانية التي تعد من الدرجة الثانية لا من الدرجة الأولى يعني لا تعد من المسائل العقائدية الأساسية الاصلية، لا تعد من الأركان وانما تعد من شعب هذه الاركان، من شؤون هذه الأركان لنعبر عنها مسائل عقائدية من الدرجة الثانية، اضرب مثال للمشاهد الكريم حتى يتضح، مثلاً اثبات وجود الله هذه مسألة من المسائل العقائدية الأساسية، اثبات المعاد هذه مسألة من المسائل العقائدية الاساسية، اما اثبات ان الصراط المستقيم يوم القيامة ما هي خصائصه هذه أيضاً مسألة ولكن ليست مسألة عقائدية من الدرجة الأولى وانما مسألة عقائدية من الدرجة الثانية.
    المقدم: لا يضر الجهل بها كثيراً.
    آية الله السيد كمال الحيدري: أوالعلم بها لا يحتاج إلى يقين هذا الذي اريد ان ابينه، أو على سبيل المثال في مسائل الإمامة، أصل الإمامة لابد ان يثبت بدليل قطعي اما ان الإمام علمه حصولي أو ان علمه علم حضوري هذه ليست من المسائل الاصلية وانما هي من المسائل الفرعية، إذن بودي ان المشاهد الكريم يلتفت إلى هذا المنهج الذي اعتمده، فيما يتعلق بالمسائل الاصلية في الأمور العقائدية والايمانية لابد من تحصيل اليقين، اما بدليل عقلي قطعي واما بدليل نقلي قطعي يقيني، اما المسائل التي هي من القسم الثاني يعني المسائل الكلامية العقائدية الإيمانية التي يراد منها عقد القلب ولكن كانت من الدرجة الثانية هنا يمكن الاعتماد أيضاً على النصوص الروائية وان لم تفد اليقين والقطع ولكنها بشرط تفيد الاطمئنان، اطمئنان النفس بها لا يكفي الظن فيها وانما لابد من حصول الاطمئنان بها، الآن السؤال المطروح هنا، في مثل هذه المسائل إذا انتهينا إلى مجموعة من الروايات في هذا المجال هل أيضاً نطبق عليها نفس الضوابط في باب السند يعني سند الرواية لأنّه هذه المسائل انما طرحتها والقواعد انما اشرت اليها لأنّه جاءت جملة من التساؤلات سيدنا انكم لا تذكرون في مباحثكم ان هذه الرواية من حيث السند صحيحة وغير صحيحة، فقط تستندون إلى الرواية من غير ذلك ان السند الرواية صحيح أو غير صحيح، يمكن قبول سند الرواية أو لا يمكن قبوله، تأخذون كتاب البحار وتقرأون الرواية، تأخذون كتاب أصول الكافي وتقرأون الرواية من غير الإشارة إلى سند الرواية، مع انه الرواية انما تقبل إذا كان سندها يمكن الاعتماد عليه، إذن ما هي الضابطة التي نعتمدها في قبول سند رواية من الروايات إذا كان مضمونه عقدي مرتبط بالمجالات الإيمانية بالمجالات العقائدية.
    الجواب: في جملة واحدة بنحو الاختصار أيضاً أقول جملة واحدة يعني مختصرة، هو انه واحدة من اهم الطرق التي اعتمدها في تصحيح وقبول رواية وعدم القبول هو ان المضمون إذا كان صحيحاً وتاماً فإن هذا خير شاهد على ان هذه الرواية صادرة عن النبي أو أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، هذه القاعدة التي يصطلح عليها في تصحيح السند من خلال المضمون من خلال الدلالة من خلال متن الحديث، يعني نحن عندما نأتي إلى اي حديث من الاحاديث يوجد فيه سند ويوجد فيه مضمون، هذا المضمون إذا كان تاماً إذا كان صحيحاً هو يدلنا على ان السند أيضاً يمكن الاعتماد عليه، يعني لا نذهب إلى السند مباشرة كما في باب الفروع، في باب الفروع لكي نقبل مضمون رواية اولاً نبحث عن سند الرواية ان السند صحيح أو ليس بصحيح، ولكنه في باب العقائد عندنا طريق آخر ولعله من الطرق الأساسية التي اعتمدها هو انه انظر إلى مضمون الرواية، إلى نص الرواية، إلى دلالة الرواية إلى متن الرواية فإذا ثبت صحة هذا المتن وصحة هذا المضمون وما ورد فيه فهذا يكشف لنا عن انه يمكن قبول هذه الرواية.
    المقدم: طيب احسنتم سماحة السيد، إذن هنا يفهم من كلامكم ان صحة المضمون يعتبر عامل مساعد ومقوي لقبول السند وتصحيح السند ولكن قد يسأل سائل سماحة السيد، يقول ما هي ضابطة صحة المضمون الآن سماحة السيد قال انا اقبل هذه الرواية لان مضمونها صحيح.
     آية الله السيد كمال الحيدري: ما هي الطرق التي نعتمدها لتصحيح المضمون، جدا جيد. في الواقع في هذا المجال أيضاً ارجع واقول بودي ان المشاهد الكريم يلتفت جيدا إلى ما أقول لأنّه هذه قواعد نؤسس عليها للابحاث اللاحقة عند ذلك لا يأتي سائل ويسألنا سيدنا على أي أساس قبلتم هذه الرواية ام لم تقبلوا، صححتم متن هذه الرواية وقبلتم مضمونها أو لم تقبلوا، هناك طرق متعددة للتأكد من ان مضمون هذه الرواية صحيح أو ليس بصحيح:
    الطريق الأول: هو سند الرواية، إذا كان سند الرواية صحيحاً فهذا يكشف لنا في كثير من الاحيان ان المضمون يمكن الاعتماد عليه ضمن الشرائط والمواصفات التي لابد الإشارة اليها في محلها في باب العقائد لأنّ صحة سند الرواية دليل على صحة المضمون في باب الفروع له شرائط، وفي باب الأصول – أصول الدين- والأمور العقائدية له شرائط ومواصفات أخرى. الآن لا اريد ان ادخل في تفصيل ذلك البحث.
    من الطرق الأخرى المهمة لتصحيح مضمون رواية من الروايات: هو ان الدليل العقلي هل يثبت مضمون ذلك النص أو لا يثبت مضمونه؟ يعني نجعل الدليل العقلي طريقاً لاثبات صحة ذلك المضمون الوارد في تلك الرواية، اضرب مثال حتى يتضح للمشاهد الكريم هذا المعنى، انتم عندما تأتون إلى كلمات الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) في نهج البلاغة لا اقل عندما ندخل إلى الخطبة الأولى من خطب نهج البلاغة، الإمام (سلام الله عليه) يقول: فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزأه ومن جزأه فقد جهله ومن جهله فقد اشار إليه ومن اشار إليه فقد حده جعل له حده، ومن حده فقد عده، جعله معدوداً، ومن عده فقد ابطل ازله (سلام الله عليه)، التفتوا جيدا يقول: أنت إذا قلت ان الله يُرى، لا يمكن ان تقول انه يُرى وليس يُشار إليه أنت تقول هذا الكتاب يُرى معناه إذا رؤي يعني يمكن الإشارة اليه، ومن اشار إليه فقد حده لماذا، لأنّه وجد هنا والاشارة إلى مكان محدد وموضع محدد وجهة محددة، إذن بعد لا يوجد في جهة أخرى فإذا اُشير إليه صار محدوداً يعني في الموضع المشار إليه موجود وفي الموضوع الذي لا يُشار به إليه وهو غير موجود فإذن خلا منه مكانا، يعني صار محدودا يعني يمتد إلى ما يشار إليه وما زاد عن ذلك بعد غير موجود.
    المقدم: وإلا اشير إلى كل الجهات.
    آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، ولما كان مرئيا، لماذا؟ لأنّه إذا صار في كل الجهات صار في كل الابعاد لا يمكن ان يُشار اليه، الإشارة تقتضي مشارا إليه بعينه، محدود في حد معيّن، الإمام (سلام الله عليه)، طبعا هنا الآن ليس حديثنا في مسألة رؤية الله بالعين البصرية وإلا هذا من أهم البراهين التي يقيمها علي أمير المؤمنين في نهج البلاغة لاثبات استحالة ان يكون الله مرئيا بالرؤية البصرية، اريد ان أقول ان هذا الكلام الذي ورد في كلام أمير المؤمنين انظروا إليه يقول ومن اشار إليه فقد حده ومن حده يعني من جعله محدودا جعله معدودا يعني ماذا؟ يعني العدد ما هو معناه تقول هذا واحد، هذا اثنين، هذا واحد هذا اثنان لابد ان ينتهي هذا الواحد حتى يبدأ العدد الثاني، أنت تقول هذا الكتاب الأول هذا الكتاب الثاني يعني هذا لابد ان ينتهي إلى حد معيّن حتى يبدأ الثاني والا لو فرضنا ان الكتاب الأول ممتد لا إلى نهاية هل يمكن ان يوجد إلى جنبه ثاني أو لا يوجد، انا الآن اريد ان ادخل إلى الحد، يقول ومن حده فقد عده يعني من اشار إليه جعله محدودا ومن جعله محدودا جعله معدودا، التفتوا جيدا، ثم هذه القاعدة الثالثة التي اشار اليها أمير المؤمنين قال: ومن عده فقد ابطل ازله صار حادث ممكن ليس واجب الوجود قديم، يا أمير المؤمنين ما الملازمة لماذا إذا صار الموجود انا وأنت معدود نقول هذا إنسان واحد هذا اثنين هذا ثلاث هذا اربعة، لماذا ان الموجود إذا صار معدوداً صار غير ازلي؟ يقول لأنّه إذا صار معدود يعني له حد واذا صار له حد يعني إلى حد يوجد والى حد غير موجود فيكون مسبوقاً بعدم، بعبارة أخرى هذا الحد بعد هذا الحد هو موجود أو غير موجود؟ غير موجود، فإذا لم يكن موجودا إذن يكون مسبوقا بعدم فإذا صار مسبوقا بعدم يحتاج إلى من يوجده، لأنّه لم يكن ثم كان فيكون بحسب الاستدلال يكون ممكنا متساوي النسبة إلى الوجود والعدم، محل الشاهد، وان كان المثال طال لكن محل الشاهد، الآن هذه الرواية وهي الخطبة الأولى من نهج البلاغة هذه سندها صحيح أو غير صحيح، الجواب أقول لا احتاج ان ابحث إلى سندها لماذا؟ لان هذا المضمون الوارد في حديث الإمام أمير المؤمنين الدليل العقلي يكون صحيح، إذن الدليل العقلي ثبت لي مضمون هذا المقطع من كلام أمير المؤمنين، إذن انا احتاج إلى ان ابحث على صحة السند، بعد لا احتاج ان ابحث، إذن الطريق الأول التفتوا جيدا، الطريق الأول للتثبت من صحة مضمون طبعاً ارجع واقول هذا انما يتم في الأمور العقائدية لا في الأمور الفرعية لأنّه في الأمور الفرعية صلاة الصبح ركعتان، صلاة المغرب ثلاث ركعات، انه تجهر في هذه، تخفت في هذه، هذه قضايا لا ينالها العقل، لا يمكن ان ندخل الطريق العقلي هناك للتثبت من صحة المضمون، لذا هذه البيانات انما اقولها أين؟ اقولها في المجالات العقائدية الإيمانية لا في المجالات الفقهية والفرعية، إذن الطريق الأول للتثبت من صحة مضمون هو ان الدليل العقلي يساعد على صحة هذا المضمون.
    المقدم: إذن سماحة السيد ضربتم مثالاً أول.
    آية الله السيد كمال الحيدري: المضمون يمكن اثباته بالدليل العقلي، إذن قاعدة عامة فليلتفت اليها جيدا وهو ان كل مضمون وكل نص ديني وكل رواية كان مضمونها مرتبط بالابحاث العقائدية التي يمكن للعقل ان يثبتها أو ينفيها إذا استطاع العقل ان يقيم البرهان على صحة ذلك المضمون فلا نحتاج إلى ان نبحث عن صحة السند لان هذا المضمون يثبت لنا ان السند صحيح يعني ان المضمون دليل صحة ذلك السند، قد يقول لنا قائل بودي انه اكمل البحث، قد يقول لنا قائل نحن إذا اقمنا الدليل على صحة حقيقة الدليل العقلي على حقيقة من الحقائق فما هي الحاجة إلى النص؟ الجواب كلا، النص هو الذي ارشدنا إلى هذا الدليل العقلي، يعني لو لم يقل الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام): ومن اشار إليه فقد حده ومن حده فقد عده ومن عده فقد ابطل ازله. لعل العقل لم يكن يستطيع ان يقيم برهانا على اثبات وجود الواجب سبحانه وتعالى بهذا النحو، إذن هذا البيان صائب وإلا في كلام الإمام لا يوجد استدلال، كلام الإمام ان صح التعبير يوجد شبه فتاوى عقائدية، يقول إذا كان مشارا إليه فهو محدود واذا صار محدود فهو معدود واذا صار معدود فهو ليس بأزلي وانما حادث، يا أمير المؤمنين لماذا؟ يقول شغل عقلك حتى تعرف، إذن النص الديني أو الرواية هي التي ارشدت العقل إلى الاستعانة إلى البناء العقلي والاستدلال العقلي لمعرفة ان هذا النص صحيح من الإمام (سلام الله عليه).
    مثال آخر: قال تعالى في القرآن الكريم: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) هذا المضمون القرآني يمكن الاستدلال عليه بقواعد عقلية استدلالية برهانية قطعية، فلو فرضنا ان السند هذا مقنع وان كان هو قرآن وسنده قطعي لو فرضنا ان السند كان غير قطعي فالدليل العقلي يقول لنا ان هذا المضمون صحيح، واذا صح المضمون فمن خلاله نصحح السند.
    المقدم: لان الرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال.
    آية الله السيد كمال الحيدري: إذنهذا هو الطريق الأول، الطريق الثاني الذي بودي ولذا انا هنا اخواني الاعزاء بعد لا يأتي بعض الناس ويجلس في الفضائيات ويتكلم انه هذه الكلمات الواردة في نهج البلاغة هل لها سند صحيح أو ليس لها سند صحيح، في الواقع ان المتكلم اما جاهل بالمباني والقواعد واما عالم، إذا كان جاهلاً فلا حديث لنا معه ولذا ينبغي ان يتعلم، واذا كان عالماً فلابد ان يعرف ان كثيراً مما قاله أمير المؤمنين في نهج البلاغة يمكن اقامة البرهان العقلي على صحته واذا اقيم البرهان العقلي على صحة ما ورد في نهج البلاغة أو في هذا المقطع عند ذلك بعد لا حاجة إلى البحث ان السند تام أو ليس بتام.
    الطريق الثاني: وهو من الطرق الأساسية التي اعتمدها لمعرفة صحة مضمون رواية من الروايات وان لم تكن تلك الرواية صحيحة السند بحسب موازين علم الرجال، وهو ماذا؟ وهو ان هذا المضمون عندما نبحث في روايات أخرى في ادعية أخرى في كلمات أخرى في شواهد أخرى نجد ان هذا المعنى هذا المضمون هذه الحقيقة تتكرر بألسنة وصياغات متعددة، يعني بعبارة أخرى من خلال جمع القرائن، نحن عندما نجد هذا المضمون صحيح ورد في رواية، عندما ننظر الرواية نجد ان الرواية ليست تامة سندا على المباني الرجالية التي يذكرها جملة من الاعلام المتأخرين وإن كان فيها كلام كثير، ولكنه سؤالنا هذا وهو ان هذا المضمون هل ورد في نصوص أخرى بصياغات أخرى تؤدي تثبت نفس هذه الحقيقة وتبين هذا المضمون بلسان آخر بصياغة أخرى أو لا؟ إذا وجدنا هنا قرينة تدل على ذلك وهنا قرينة بحساب الاحتمال ودليل الاحتمال الذي أسسه سيدنا الشهيد قدس الله نفسه في كتابه الأساسي والمهم (الاسس المنطقية) وبينته بشكل واضح وصريح في كتاب (المذهب الذاتي في نظرية المعرفة) جمع القرائن قد توصل الإنسان إلى الاطمئنان بصحة مضمون هذه الرواية وإن كان السند لا يمكن الاعتماد عليه رجالياً لسبب من الاسباب، إذن الطريق الثاني بعد الطريق الأول وهو اقامة الاستدلال العقلي أو الدليل العقلي هو جمع القرائن للاطمئنان ان هذا المضمون صدر من النبي (صلى الله عليه وآله) أو صدر من المعصوم (عليه أفضل الصلاة والسلام)، اضرب لك مثال، أنت عندما تأتي إلى بعض الحقائق انا اقربها باعتبار ان الامثلة تقرب المطالب إلى ذهن الإنسان وهذا منطق القرآن (تِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ) السؤال هنا وهو انه عندما نأتي إلى شجاعة أمير المؤمنين (سلام الله عليه) أو عندما نأتي إلى عدل أمير المؤمنين (عليه السلام) أو عندما نأتي إلى زهد علي (عليه أفضل الصلاة والسلام) أو عندما نأتي إلى احتياطه الشديد في بيت مال المسلمين، ومع الاسف الشديد انهم في المجالات الأخرى لعلهم يذكرون مناقب أمير المؤمنين ولكن عندما يأتي وخصوصا اولئك الذين هم في السلطة تجد بانه فيما يتعلق ببيت مال المسلمين ذاك الاحتياط الذي كان يحتاطه علي أمير المؤمنين لا تجد منه لا رائحة ولا اثر في تصرفاتهم وسلوكهم واعمالهم وما يقومون به على اي الاحوال، عندما نأتي إلى هذه القضية قد نقرأ رواية من الروايات تقول ان عليا أمير المؤمنين تدل على صورة من صور شجاعته لو نظرنا إلى الرواية تأريخيا قد تكون الرواية ضعيفة السند، ضعيفة بمعنى انها لا تثبت بحسب الموازين الرجالية ولكنه أنت عندما تذهب إلى واقعة أخرى وواقعة ثالثة وواقعة رابعة يعني تجد التأريخ يذكر لك عشرات الوقائع عن شجاعة علي وعن زهد علي، فلو نظرت إلى كل مفردة من هذه المفردات قد لا تجد ان موازين صحة السند منطبقة ولكن مجموعة هذه الشواهد ومن مجموعة الرواة الذين نقلوا يحصل لك الاطمئنان ان مضمون هذا المعنى صحيح. إذن الطريق الثاني بالتثبت من صحة المضمون هو جمع القرائن وجمع الشواهد وبحساب الاحتمال نطمئن ان هذا المضمون صحيح ومن خلاله نتثبت أيضاً ان السند يمكن الاعتماد عليه.
    الطريق الثالث: الذي اختم به بعد الآن لا يطول بنا الحديث، هو عرض ذلك المضمون على الآيات القرآنية على الكتاب لانكم تعلمون ان القرآن الكريم أسس لأساس القواعد العقائدية والدينية، أساساً كل ما نحتاج إليه في معارف الدين اسسها، قواعدها، كلياتها، بل بعض تفصيلاتها موجودة في القرآن الكريم ولكن يحتاج الإنسان أن يكون خبيراً بالقرآن من اوله إلى آخره، ليس ان يكون خبيراً ببعض الآيات، بل ان يكون خبيراً بتمام المضمون القرآني، هذا النص هذا المضمون نعرضه على القرآن ليس ان نعرضه على الآية، البعض يتصور انه عندما نقول عرض الحديث أو عرض المضمون على القرآن يعني عرضه آية أو آيتين لا، تعرضه على تمام القرآن، يعني ماذا تعرضه على تمام القرآن؟ يعني انك تقف ان القرآن ماذا يقول في هذا المجال.
    المقدم: قضية موضوعية.
    آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، يعني تمام القرآن الكريم ماذا يقول ما هي نظريته في هذا المجال، وعلى أساس فهمك لهذا الأمر عند ذلك تستطيع ان تقول ان هذا ينسجم مع النص القرآني ينسجم مع القرآن أو لا، اضرب أيضاً مثالا للتوضيح، افترضوا جاءتنا رواية يشم منها رائحة التجسيم وان الله تعالى جسم أو ان الله يُرى مثلاً بالعين المجردة ونحو ذلك، وعندما تأتي أنت إلى النص القرآني والى الآيات القرآنية الروح العامة التي تحكم القرآن الكريم هل هو مثل الاشياء أو ليس كمثله شيء، واقعا عندما تجد الروح العامة هذه، إذن هذا النص إذا اصطدم مع هذه الروح العامة للقرآن ليس صحيحاً حتى لو كان السند صحيحا، إذن لا ندور مدار السند في هذه المسائل العقائدية وانما ندور مدار المضمون وانه ينسجم مع الروح العامة ومع القواعد القرآنية وهذا يكشف لنا عن بعد أساسي انه اخواني الاعزاء ما ينبغي لكل صاحب منبر أو فضائية أو يخرج هنا أو هناك هو واقعا يبدأ يفتي الناس كونوا على ثقة ان الافتاء في المسائل العقائدية اعقد واشد بكثير من الافتاء بالمسائل الفقهية، نحن نجد انه في المسائل الفقهية الإنسان ان لم يكن مجتهدا، بل إن لم يكن على درجة عالية من الاجتهاد في مثل هذا المجال إذا افتى مسألة فقهية واقعاً يحاسب على ذلك لا اقل يحاسب ظاهرا واقعا يحاسب عند الله، وهو عادة الناس لا يفتون والذين يقولون في الفضائيات لا يفتون في المسائل الفقهية وانما يرجعوها إلى مراجع الفقه والى الرسائل العملية، ولكن مع الاسف الشديد عندما نأتي إلى المسائل العقائدية نجد بكل بساطة مولانا يفتون بفتوى عقائدية عندما نأتي إلى المسائل الاخلاقية عندما نأتي إلى المسائل الاجتماعية مع ان القرآن أيضاً له ضوابطه ولابد انه من يريد ان يفتي لابد ان يكون متخصصاً في هذا المجال، لذا هذه نصيحة اقدمها واقعا لكل اخواني وابنائي في هذا المجال انهم فليفتحوا اعينهم جيدا وليحتاطوا جيدا في مسألة الفتوى العقائدية لا انه عندما يجدون رواية في البحار أو رواية في أصول الكافي أو رواية في اي كتاب ويجعلونها اصلاً عقائدياً ويبينوها للناس وانما هناك ضوابط لذا انا في كتاب (التفقه في الدين) طرحت هذه القضية قلت كما انه توجد عندنا رسائل عملية لابد ان توجد عندنا رسائل عقائدية يعني واقعا ان الذي يستند إليه في المسائل العقائدية لابد ان يكون متخصص لابد ان ينقل رأي المتخصص في المسائل العقائدية، كما ننقل رأي المتخصص في المسائل الفقهية لابد ان ننقل رأي المتخصصين في المسائل العقائدية والقرآنية، ولا يتبادر إلى ذهن احد بأنه من كان متخصصا في المسائل الفقهية فهو بالضرورة متخصص في المسائل العقائدية والقرآنية، لا لا ملازمة بينهما، لان هذه علوم متعددة فروع متعددة من المعرفة الدينية ولا ملازمة بين ان الإنسان إذا كان متخصصا في الفقه فهو بالضرورة يكون متخصصا في العقائد يكون متخصصا في القرآن، يكون متخصصا في الادلة العقلية ونحو ذلك، ولذا إذا اردتم ان تنقلوا قضية عقائدية فتوى عقائدية مسألة عقائدية كبرت أو صغرت كيف انكم تحتاطون في المسائل الفقهية حتى في المستحبات والمكروهات لابد ان تستندوا إلى الخبير إلى المتخصص إلى المجتهد في تلك الابواب كذلك في المسائل العقائدية كبيرة كانت أو صغيرة ينبغي الرجوع إلى المتخصصين في المسائل العقائدية والقرآنية ونحوها ولا تصعدوا المنابر أو تجلسوا في الفضائيات وتتكلموا ما تريدون من غير الاستناد إلى متخصصين في مثل هذا المجال، إذن على هذا الأساس بودي إذا اتضحت هذه الطرق الثلاثة.
    المقدم: احسنتم، سماحة السيد نأخذ أولاً هذا الاتصال ثم يأتي تكملة حديثكم. معنا الأخ ابو ماجد من السعودية تفضلوا.
    المتصل الأخ ابو ماجد من السعودية: السلام عليكم.
    المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    المتصل الأخ ابو ماجد من السعودية: سيدنا حقيقة الحلقة كان مضمونها جداً عالي واستفدنا حقيقة من العقائد التي تطرحوها ولكن سؤالي للسيد هل ممكن ان نجد من مضمون هذه الاطمئنان نجده في روايات أهل السنّة؟
    آية الله السيد كمال الحيدري: سؤال جيد جدا.
    المقدم: شكراً لكم. معنا الأخ محمود من الجمهورية الإسلامية في ايران تفضلوا.
    المتصل الأخ محمود من ايران: السلام عليكم، نسأل من الشيخ كمال الحيدري ان يذكر طرفاً من الموازين الرجالية الذي ذكر في كلامه وشكرا.
    المقدم: شكراً لكم. سماحة السيد قبل ان اسألكم السؤال الآخر بالنسبة للاخ أبي ماجد.
    آية الله السيد كمال الحيدري: سؤال جدا مهم، وهو انه هذه القاعدة التي اسست لها وهي جمع القرائن هل هذه القرائن يشترط ان تجمع من الروايات الواردة في مصادر اتباع مدرسة أهل البيت؟
    الجواب: كلا أخي العزيز، في اي مصدر من المصادر الإسلامية يمكن، بل حتى القرائن التي توجد في التوراة والانجيل والكتب السابقة، نحن في مسألة جمع القرائن لا نتقيد بكتاب معيّن وبسند معيّن وبمصدر معيّن وانما نحاول ان نجمع القرائن كما انه أنت في قضية خارجية لو فرضنا انه شخص جاء اليك ونقل لك حادثة، هذه الحادثة كانت غريبة جدا إذا جاء شخص ثاني ومن مذهب آخر ومن دين آخر ونقل اليك نفس الحادثة هو لم ير الأول أنت هل تسأل عن دينه تقول لا هذا قرينة اخرى، وجاء شخص ثالث، إذن مجيء اشخاص متعددين ينقلون لك قضية معينة وهم مختلفون في المذهب مختلفون في الدين مختلفون في الاتجاه، مختلفون في الموازين هذا يكون اقوى مما لو اجتمعوا جميعا تحت مظلة واحدة، إذن جمع القرائن أخي العزيز كما يشمل مصادرنا التي هي في مدرسة أهل البيت يشمل مصادر مدرسة الصحابة أيضاً. ومن هنا أيضاً ينبغي للمتخصص في المجالات العقائدية ان يلتفت انه لا فقط يرجع إلى مصادر مدرسة أهل البيت وانما يوسع الدائرة ليشمل مصادر علماء المسلمين بل ليشمل مصادر جميع الاديان السماوية.
    المقدم: احسنتم كثيرا، قبل ان نعود إلى الأخ محمود معنا الأخ فؤاد من فنلندا، تفضلوا.
    المتصل الأخ فؤاد من فنلندا: السلام عليكم.
    المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    المتصل الأخ فؤاد من فنلندا: سيدنا عندي سؤالين:
    السؤال الأول: الا يلزم الدور حيث استدل بالرواية على فهم الآية ثم استدل بالآية القرآنية على اثبات مضمون الرواية، هذا السؤال الاول.
    السؤال الثاني: ما الاضافة التي تضيفها صفة الإمامة عندما يمنحها الله (عز وجل) إلى انبيائه، يعني ما الكمالات التي تضاف إلى النبي عند منحه مقام الإمامة بعد النبوة والرسالة؟ شكراً جزيلا والسلام عليكم ورحمة الله.
    المقدم: حياكم الله، وعليكم السلام. سماحة السيد قبل الاجابة، معنا الأخ ابو فاضل من بريطانيا تفضلوا.
    المتصل الأخ ابو فاضل من بريطانيا: السلام عليكم.
    المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    المتصل الأخ ابو فاضل من بريطانيا: أولاً اشكر قناة الكوثر على هذا البرنامج الرائع واحيي سماحة العلاّمة السيد كمال الحيدري الذي اتحفنا ودائما يتحفنا بما هو مفيد، واسأل الله سبحانه وتعالى ان يطيل في عمره الشريف لخدمة دينه الحنيف.
    آية الله السيد كمال الحيدري: الله يحفظكم.
    المتصل الأخ ابو فاضل من بريطانيا: لدي سؤالان فقط سماحة السيد، اشرتم إلى انه صحة المتن أو صحة المضمون هو كاشف عن صحة السند في الأمور الاعتقادية، سؤالي هو سيدنا ماذا لو كان من ضمن رواة السند رجال ضعاف، إذا كان من ضمن الرواة رجال ضعاف هل أيضاً تصح الرواية، السؤال الثاني ماذا بشأن نسبة الرواية إلى المعصوم، لكن في السند رجال ضعاف هل يصح ان ننسب هذه الرواية إلى المعصوم أو لا، وشكرا لكم سيدنا.
    المقدم: وصلت الفكرة احسنتم. تفضلوا سماحة السيد.
    آية الله السيد كمال الحيدري: الأخمحمود من ايران في الموازين الرجالية، في الواقع بانه ليس هنا مجالها، ولكن لأبين للاخ العزيز الأخ محمود من ايران الموازين الرجالية في الواقع بانه كثير أو جملة من القواعد الرجالية التي اسست في معجم رجال الحديث واعتمدها جملة من الاعلام المتأخرين يعني كالسيد الخوئي (قدس الله نفسه) وغيره انا لا اوافقه عليها وانما اعتمد موازين أخرى لتصحيح الروايات ليست بالضرورة هي الموازين التي يذكرها المتأخرون، وهذا ما اشرت إليه في ابحاثي الفقهية في فقه المكاسب المحرمة فيمكن للاخ ان يراجع هناك أو يتصل بي انا ابين له بعض المباني، يعني هذه الحدية انا لا اتصور ان المباني الرجالية كالرياضيات إذا قال ثقة يقبل إذا لم يقل ثقة فلا يقبل هذه الطريقة في فهم الرجال وسند الرواية حتى في المسائل الفقهية لا اوافق عليه فضلا عن المسائل العقائدية.
    اما سؤال الأخ فؤاد من فنلندا، السؤال الأول أخي العزيز أنت لو ملتفت إلى جوابي كان هذا الدور ما يحصل عندك، انا ما قلت بانه أساساً فهم الآية يتوقف على فهم الرواية حتى تقول لي إذن فهم الرواية أيضاً لابد ان يعرض على الكتاب يلزم الدور، ابدا قلت انا ارجع إلى ظاهر الآية المباركة يعني مرجعي الأول واستنادي الأول ظاهر القرآن الكريم ولكن انا اريد ان اعرف ان ما فهمته من ظاهر القرآن الكريم هل توجد هناك شواهد من الروايات تؤيد فهمي أو لا توجد، لا انني اريد ان افسر القرآن بالرواية حتى يلزم الدور، لو اردنا ان نصحح الرواية بالقرآن، القرآن افسره بحسب الظاهر وهذا ما بينته مفصلاً في كتاب (أصول التفسير) هناك بينت منهجي الذي اعتمده في فهم القرآن الكريم.
    المقدم: عذراً سماحة السيد، كأنني فهمت من سؤاله الأول ربما شيئاً قريباً مما تفضلتم يقول سماحة السيد ان مضمون الرواية يتوقف على صحة سندها وصحة سند الرواية يتوقف على صحة مضمونها.
    آية الله السيد كمال الحيدري: هو ما تكلم، هو تكلم عن الآية القرآنية، لم يتكلم عن الرواية سندا وانما تكلم الدور بين القرآن والرواية ولذا اجبت عليه، فاذن الجواب في جملة واحدة نحن لا نجعل الرواية مفسرا للآية المباركة نحن نستفيد، نعم نستعين بالرواية لتدلنا على ظاهر الآية المباركة، يعني انا عندما اقرأ الروايات اجدها انها توجهني ترشدني إلى فهم الآيات بهذه الطريقة، وعندما ادخل إليها اجد نعم ان الذي توجهني الآية اليها ظاهر من القرآن الكريم، وبعبارة أخرى منهجي في فهم القرآن هو تفسير القرآن بالقرآن وهذا لا يلغي دور العقل ولا يلغي دور الرواية ولا يلغي دور أهل البيت ولا يلغي دور النبي (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ)، اما ما هي كمالات الإمامة هذا ان شاء الله إذا تنتظرني في واحدة من المحاور نحن بعد ان اثبتنا ان الإمامة حقيقة وراء النبوة والرسالة يأتي هذا السؤال ما هي هذه الحقيقة، هذا سنقف عليه مفصلاً انه هل هي الإمامة السياسية أو انها الإمامة الوجودية والدور الوجودي وهذا ما سنتوفر عليه لاحقاً.
    المقدم: احسنتم، بالنسبة إلى أبي فاضل من بريطانيا.
    آية الله السيد كمال الحيدري: الأخابو فاضل بالواقع أخي العزيز بأنه ضعف السند ليس معناه انه من قاله كذب، معنى ضعف السند في كثير من الاحيان يعني لم يثبت وثاقة الراوي، يعني انا لم يثبت لي انه ثقة ولكنه بالواقع لعله هو الإنسان ثقة، إذن مرة ان الرجال يقول فلان كذاب هذا يؤثر ومرة يقول لم تثبت وثاقته هذا لا يؤثر فإذا استطعنا ان نتثبت من صحة المضمون فعدم وثاقة الراوي ليست مانعة من قبول هذا المضمون، نعم إذا ثبت ان الراوي كذاب وانه كذا وكذا وانه مغالي وانه كذا وكانت هناك مضامين لا يمكن اقامة البرهان العقلي عليها لا يمكن الاستدلال عليها من القرآن الكريم عند ذلك لا يمكن الاعتماد.
    المقدم: إذن في دقيقة واحدة سماحة السيد، أيضاً السؤال الثاني له علاقة بالاول يقول أيضاً تنسب الرواية إلى المعصوم حتى وان كان ضعيفا.
    آية الله السيد كمال الحيدري: بعد ان ثبت لنا ان المضمون بطريقة من الطرق صحيحاً اما بدليل عقلي اما بخلال عرض على القرآن الكريم واما بخلال جمع القرائن، نعم يمكن ان نقول ان هذا صادر من المعصوم بحسب فهمنا بحسب اعتقادنا والا الواقع عند الله (سبحانه وتعالى) يعني بحسب اجتهادنا يمكننا، كما انه في المسائل الفقهية عندما نجتهد وننتهي إلى حكم شرعي نسنده إلى المعصوم ونقول بحسب فهمنا واعتقادنا ولعل الواقع خلاف ذلك.
    المقدم: احسنتم، وقد قال أهل البيت ذلك (عليهم السلام) قالوا: وإن لم نقل ما وافق القرآن والعقل فانسبوه الينا وان نقله. احسنتم، إذن اشكركم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري في ختام هذه الحلقة.
    آية الله السيد كمال الحيدري: طبعاً انا اعد الاخوة ان شاء الله هذا البحث اضيف عليه لأنّه وجدت أهميته والاتصالات الحمد لله كانت كلها جيدة.
    المقدم: الحمد لله، إذن ان شاء الله في الحلقة القادمة تواصل الحديث واشكركم مرة أخرى سماحة السيد واشكر أيضاً الاخوة المشاهدين الكرام والى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه.

    • تاريخ النشر : 2011/10/18
    • مرات التنزيل : 2163

  • جديد المرئيات