نصوص ومقالات مختارة

  • المهدوية في تراث المدرستين (ق1)

  •  
     
    4/10/2009
     
    المقدم: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.
    تحية طبية لكم مشاهدينا الكرام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    هذا  موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، نتواصل معكم إنشاء الله تعالى وضمن حلقة اليوم التي تحمل عنوان (الأطروحة المهدوية في تراث المدرستين) بصحبة سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
    المقدم: حياكم الله، سماحة السيد في البدء يطرح هذا السؤال وهو في الواقع يلخص لنا عنوان حلقة اليوم، يعني هل أن الإيمان بالأطروحة المهدوية يكون على أساس أنها حقيقة ثابتة في تراث المدرستين (مدرسة الصحابة ومدرسة أهل البيت) أم أنه رواية أو روايتان وردت هنا وهناك والقضية خبر آحاد.
    سماحة السيد كمال الحيدري: قضية عابرة في ثراثنا.
    المقدم: أحسنتم. إذن يعني كيف ينظر المسلم بغض النظر عن مذهبه.
    سماحة السيد كمال الحيدري: يعني من خلال التراث ما هي النظر التي لابد أن يتخذها.
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطبيبين الطاهرين.
    كما وعدنا الأخوة في الحلقة السابقة أننا سندخل في المحاور التي عرضنا لها في الحلقة السابقة وقلنا بأن المحور الأول الذي ينبغي أن نقف عنده بشكل جيد ودقيق أن نتعرف أن هذه الفكرة وأن هذه الأطروحة، وبالمناسبة عندما أقول أطروحة مقصودي بأنه ضمن المنهج الإلهي وضمن الرؤية الإلهية لنظام العالم عندما أعبر (أطروحة) ليس مرادي من الأطروحة فرضية، قد يتصور البعض أن المراد من (الأطروحة) هو الفرضية، لا، لا، ليس القضية قضية فرضية، وإنما أريد أن أقول هذه الرؤية عن القضية المهدوية بشكل عام بغض النظر عن تفاصيلها عندما أقول (أطروحة مهدوية) يعني هذه الرؤية، هذه الهندسة لهذا العالم هل من أجزاء هذه الهندسة الإلهية لهذا العالم، هل توجد في هندسة العالم عندما هندس الله العالم بهذا النحو هل جعل من أركانها قضية المهدي بغض النظر عمن هو المهدي وهل هو إمام معصوم أو ليس بمعصوم، هذه كلها أبحاث لاحقة سيأتي الحديث عنها إنشاء الله تعالى.
    في الواقع هذه المسألة من المسائل الأساسية وإنما أحاول أن أقف عندها في هذه الحلقة، ولعله إنشاء الله تعالى في الحلقات القادمة بأنني وجدت أن جملة من المتحدثين وجملة من المتكلمين وجملة من الكتابات ونحو ذلك عندما تصل الى هذه المسألةأو فكرة المهدوية وأطروحة المهدوية تحاول أن يصورونها كأنها فكرة عابرة ومسألة هامشية في الفكر الإسلامي وفي التراث الإسلامي. طبعاً عندما أقول هذا الكلام من الواضح بأنه ليس المقصود بذلك مدرسة أهل ا لبيت؛ لأن مدرسة أهل البيت تعتقد أن فكرة المهدوية والإمامة لا تتحقق إلا بإمامة يعني روايات ونصوص (الأئمة من بعدي اثنا عشر) لا تتحقق إلا بمن؟ إلا بالإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت وهو المهدي المنتظر (عليه أفضل الصلاة والسلام وعجل الله فرجه الشريف) ولكن أنا أتكلم بشكل عام في التراث الإسلامي بمختلف اتجاهاته ومدارسه ونظرياته وفروعه وأصوله أتكلم.
    الواقع عندما ينظر الإنسان الى بعض المتكلمين الى بعض الفضائيات الى بعض الكتابات يجد أنهم لا يعطون لهذه الفكرة ولهذه الأطروحة الأهمية والاعتناء اللازم الذي تستحقها هذه الفكرة، من هنا أنا حاولت أن أقف عند هذه المسألة لأرى بأن هذه المشكلة موجودة في تراث مدرسة الصحابة يعني أن تراث مدرسة الصحابة جعل هذه الأطروحة أطروحة وفكرة ثانوية أم أن الاتجاهات المتأخرة حاولت أن تهمش هذه الفكرة وهذا الأصل الإيماني والعقدي.
    في الواقع عندما نراجع التراث الانصاف أنه حتى في مدرسة الصحابة نجد أن هناك تأكيداً وأن هناك اعتناءً وأن هناك أهمية خاصة لهذه الأطروحة ولهذه الفكرة بمختلف اتجاهات مدرسة الصحابة، يعني سواء كانوا من المعتزلة كانوا من الأشاعرة كانوا من الصوفية كانوا في الفلاسفة كانوا أي كانوا، هؤلاءكل أعطوا هذه الفكرة ثقلاً خاصاً وأهمية خاصة، ونحن نجد أن هذا الأمر حاول أن يهمشه البعض في الآونة الأخيرة تبعاً لبعض أعلام المسلمين فيما سبق وأشير الى هذه القضية.
    أما النصوص الواردة في ذلك، أحاول أنه أن أشير الى بعض النصوص الواردة في هذا المجال؛ ليتضح بأنه هذه الفكرة هل هي في تراث مدرسة الصحابة هل هي مسألة أساسية وركن أساسي أم أنها مسألة عابرة وليس لها تلك الأهمية.
    النص الأول الذي بودي أن أشير إليه، وهو ما ورد في تفسير لكلام للإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) وهو الذي أشار إليه ابن أبي الحديد في (المجلد العاشر، ص76) طبعاً بحسب اختلاف النسخات، وفي نسخة أخرى (الجزء العاشر، ص95)، هناك في ذيل الخطبة رقم (183) الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) هكذا يقول، يعرف الحجّة، يعرف الإمام، يعرف المصلح، الآن لا أقول الإمام المنتظر باعتبار لا أريد أن استبق الأبحاث، ولكن واضح أن الإمام أمير المؤمنين يتكلم عن الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت وإن كان ابن أبي الحديد عندما يشرح يحاول أن يبتعد يجافي هذه الحقيقة كما سيتبين.
    أما كلام الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) يقول: (قد لبس للحكمة جنتها – يصف ذلك المصلح، سمه المهدي، سمه ما شئت، يواطئ اسمه اسمي، سمه ما شئت- قد لبس للحكمة جنتها وأخذها بجميع أدبها من الإقبال عليها والمعرفة بها والتفرغ لها، فهي عند نفسه ضالته التي يطلبها، وحاجته التي يسأل عنها)، ثم يقول (عليه أفضل الصلاة والسلام) يبين أحوال ذلك المصلح، يقول: فهو مغترب إذا اغترب الإسلام، أليست الروايات قالتأنه سيرجع الإسلام غريباً.
    المقدم: غريبا كما بدأ غريبا.
    سماحة السيد كمال الحيدري: يقول: سيبقى ذلك المصلح غريبا، وأنا لا أعلم كيف يقال أن الإمام يتكلم عن موجود سيولد بعد ذلك، هل هذا النص يشير الى موجود الى إنسان موجود الآن أو موجود سيوجد بعد ذلك.
    المقدم: حاله حال الإسلام.
    سماحة السيد كمال الحيدري: انظروا نص العبارة، غريبالبعض عندما يحاول أن يحرف هذه النصوص. يقول: (فهو مغترب إذا اغترب الإسلام، وضرب بعسيب ذنبه وألصق الأرض بجرابه – سأبين المراد من هذا النص- بقية من بقايا حجته، خليفة من خلائف أنبيائه).
    واضح بأنه عندما يقول: بقية من بقايا حجته إشارة الى (بقية الله خير لكم) إشارة بقية من بقايا حجته، خليفة – التفتوا جيداً- (إني جاعل في الأرض خليفة) خليفة من خلائف أنبيائه- التفتوا جيداً- إذن لا أنه يأتي إنسان مصلح في أخر الزمان ثم يدعي أنه المنقذ والناس يلتفون حوله كأي مصلح يدعي ذلك، لا، لا أبداً، وإنما هو بقية من بقايا حجة الله سبحانه وتعالى على خلقه (بقية الله خير لكم) خليفة من خلائف أنبيائه.
    الشاهد: أنظروا سأقرأ العبارة وبودي أن المشاهد الكريم يلتفت أن القضية كانت كأنها متفق عليها هذه الفكرة، يعني فكرة المهدوية والأطروحة والفكرة أساسية، يقول: هذا الكلام فسره كل طائفة على حسب اعتقادها فالشيعة الإمامية تزعم أن المراد به المهدي المنتظر عندهم، والصوفية يزعمون أنه يعني به ولي الله في الأرض وعندهم أن الدنيا لا تخلو عن الأبدال والأوتاد وعن القطب وهو واحد عندهم. هذا يكشف عن أن الصوفية تؤمن بنظرية الإمام الثاني عشر أو بنظرية المصلح ماذا؟ الحي، لا المصلح الذي يأتي، لأنه يقولون وعن القطب وهو واحد، على أي الأحوال، عندهم القطب يموت ولكنه عند مدرسة أهل البيت هذا القطب باقٍ الى أن يرث الله الأرض ومن عليها. أما وأصحابنا.
    المقدم: المعتزلة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أحسنت، جزاكم الله خيراً. قال: وأصحابنا يزعمون أن الله تعالى لا يخلي الأمة – التفت جيدا- هذا النص يكشف لك أن بن أبي الحديد إمامي أو غير إمامي؟ من الواضح أنه غير إمامي؛ لأنه يقولالإمامية قالت كذا وهو يقول: وأصحابنا يقولون كذا، وهذا يكشف هل هو على مذهب الإمامية أو هو ليس كذلك. ولكن مع الأسف الشديد تجد أن بعض المتحدثين ممن لا تروق له بعض كلمات بن أبي الحديد مباشرة يتهمه بأنه شيعي من الإمامية.
    المقدم: شيعي.
    سماحة السيد كمالالحيدري: يقول: إن الله تعالى لا يخلي الأمة من جماعة من المؤمنين، لكنه لما تعذرت الى آخره.
    قال: والفلاسفة يزعمون أن مراده بهذا الكلام العارف، ثم يقول: هذه الجملة أنا محل شاهدي، قال: وليس يبعد عندي – هذا محل الشاهد من كلام ابن أبي الحديد- وليس يبعد عندي أن يريد به القائم من آل محمد في آخر الوقت، لأنه لا يعتقد بحياته، ولكن يقول أنه كلام الإمام أمير المؤمنين متوجه لمن؟ للقائم من آل محمد، إذن لا هو قطب ولا هو بدل ولا هو وتد ولا هو عارف ولا هو حكيم. أبداً أبداً، الإمام (سلام الله عليه) يشير الى القائم من آل محمد.
    المقدم: وكأن الناس سألوا من هوالقائم.
    سماحة السيد كمال الحيدري: فالإمام (سلام الله عليه) يشير إليه.
    يقول: يريد به القائم من آل محمد (صلى الله عليه وآله) في أخر الوقت إذا خلقه الله تعالى، باعتبار أنه معتزلي لا يعتقد بحياة الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) وإن لم يكن الآن موجوداً فليس في الكلام ما يدل على وجوده الآن. وهذا هو الغريب من بن أبي الحديد، الإمام يقول: فهو مغترب إذا اغترب الإسلام، كيف لا يكون ملازماً مع الإسلام، هذه إشارة الى النصوص الى أنه الإسلام بدء غريباً وسيعود كما كان كما تشير بعض مضامين الروايات.
    يقول: فليس في الكلام ما يدل على وجوده وإذا وقع اتفاق الفرق من المسلمين أجمعين – هذا محل الشاهد في الجملة- أنه جميع فرق المسلمين متفقة على ماذا؟ على هذا الأمر الحيوي في التراث الديني والتراث الإسلامي، وقد وقع اتفاق الفرق يعني معتزلة وأشاعرة وصوفية وعرفاء ومتكلمون وفلاسفة وظاهرية وسلفية حديثة قديمة الجميع لا يستطيع أن ينكر هذه الحقيقة ماذا؟ الثابتة إسلاميا. يقول: وقد وقع اتفاق الفرق من المسلمين أجمعين على أن الدنيا والتكليف لا ينقضي إلا عليه، على من؟على قائم آل محمد.
    إذن تبين أن مسألة أنه يوجد قائم في آخر الزمان وأنه هذه الجملة مهمة جداً من إنسان متتبع عالم مثل ابن أبي الحديد ومن الواضح من كلامه أنه بعد ليس هو شيعي إمامي اثنا عشري بدليل أنه يقول ليس موجود الآن، إذن لا يمكن أن يتهمه أحد بأنه من الإمامية الاثني عشرية أو من الشيعة، لأنه يصرح في هذه الجملة يقول: وقع اتفاق فرق المسلمين على ماذا؟ على أنه الدنيا لا تنقضي إلا على من؟ إلا على يد القائم من آل محمد (عليه الصلاة والسلام).
    أما تلك الجملة، والتي هي على خلاف ما يقوله ابن أبي الحديد، يقول: الآن غير موجود. يقول: وأما قوله:يقول: وقد لبس – يشير الى النص (الحكمة ضالة المؤمن)- بعد ذلك يقول: ثم قال: وهو مغترب إذا اغترب الإسلام، يقول: هذا الشخص يكفي نفسه، قال: بدأ الإسلام غريباً وسيعود ماذا؟ كما بدأ، فإذا كان سيولد بعد ذلك إذن لماذا أن الإمام يقرن غربته بغربة الإسلام؟ هذا معناه أنه موجود مع وجود الإسلام، فإذا كان الإسلام صار غريباً هو أيضاً يكون غريباً، وإذا لم يكن موجوداً فلا معنى لأن نربط غربة الإسلام بغربة من؟ بغربة الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام). على أي الأحوال.
    أما هذا النص الذي أشرت إليه قال: (وضرب بعسيب ذنبه وألصق الأرض بجرانه)، قال:هذا من تمام قوله إذا اغترب الإسلام، أي إذا صار الإسلام غريباً مقهوراً وصار الإسلام كالبعير البارك عندما يبرك على الأرض، كالبعير البارك يضرب الأرض بعسيبه وهو أصل الذنب، عسيب كأنه ألصق نفسه التصق بالأرض، ويلصق جرانه وهو صدره في الأرض، يقول: هذه إشارة الى نكتة – التفتوا جيداً- يقول: فلا يكون له تصرف ولا نهوض البعير في مثل هذه الحالة لا يتحرك ولا له أي نهوض، والإمام (سلام الله عليه) إذا غير موجود لماذا ليس له تصرف ولا نهوض، عندما يوجد بعد لابد أن يكون له تصرف ونهوض، إذن يظهر بأنه في حال الغربة هو ماذا؟
    المقدم: في حال الغيبة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: في حالة عدم النهوض، وهذا معنى الغيبة، وهذا هو أنه الآن الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) لا يستطيع أن يقوم بالمسؤولية الملقاة على عاتقه وهو أن ينهض بالأمة لإصلاحها ولإصلاح البشرية، هذا هو النص الأول الذي أشير إليه.
    النص الثاني: النصوص في هذا المجال الحق والإنصاف (دكتور) كثيرة، ولكني أحاول بقدر ما يمكن أن أشير الى بعض هذه النصوص.
    من النصوص الواردة ما ورد في جامع الترمذي (يعني ما معروف بسنن الترمذي) هناك في (صفحة 369 من الكتاب، هناك في الحديث رقم 2230، و2231، تحت كتاب الفتن، باب 52، باب ما جاء في المهدي، الرواية) يقول: حسن صحيح، حدثنا فلان سفيان الثوري عن عبد الله قال: قال رسول الله: لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجلٌ من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي. رواية أيضاً صحيحة.
    ورواية أخرى أيضاً حسن صحيح، الرواية عن النبي قال: يلي رجل من أهل بيتي. ومجموعة من الروايات التي تشير الى هذه ا لحقيقة وواقعاً خصوصياته إنشاء الله في الأبحاث اللاحقة، الآن لا أتكل عن خصوصيات هذا الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
    أما الكلمات الواردة من الأعلام في هذا المجال، أنا أنتخب مجموعة من الكلمات وهي كلمات مهمة جداً وبودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليها بشكل دقيق لأنه مع الأسف لا يسعنا أن نقرأها جميعاً.
    الكلمة الأولى: لمحمد بن الحسين الأبُري المتوفى 363 هـ قال في كتابه (منافع الشافعي) رداً على حديث (ولا مهدي إلا عيسى بن مريم) لأنه البعض حاول أنه يصرف قضية الأطروحة المهدوية الى من؟
    المقدم: إلى عيسى (عليه السلام).
    سماحة السيد كمال الحيدري: فينسفها من أساسها، أساساً لا مهدي إلا من؟
    المقدم: إلا عيسى.
    سماحة السيد كمال الحيدري: وضعت مثل هذه الأحاديث، ما قاله الأبُري في هذا المجال هو هذا: يقول: قد تواترت الأخبار، إذن القضية عابرة (دكتور) خبر خبرين أو أنها متواترة القضية.
    المقدم: متواترة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى (صلى عليه وآله) بمجيء المهدي وأنه من أهل بيته، وأنه يملك سبع سنين، وأنه يملأ الأرض عدلاً، وأنه يخرج مع عيسى فيساعده، يعني يساعد ماذا؟ عيسى يساعد الإمام، على قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين وأنه يأم هذه الأمة وعيسى يصلي ماذا؟ خلفه.
    المقدم: وهذا شيء ثابت.
    سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم، هذه الحقائق أنا فقط أشير، لا، هو يقول: قد تواترت الأخبار، القضية أوسع من قضية البخاري (دكتور) البخاري حجة على من يعتقد بصحة روايات البخاري، وليست حجة علينا، أما إذا صارت القضية متواترة من المدرستين، هذه حجة على الجميع، لماذا؟ بودي أن هذه النكتة يلتفت إليها المشاهد الكريم، وهو أنه الروايات التي وردت لا تجتمع أمتي على ضلالة، فإذا اتفقت جميع الفرق الإسلامي كما قال ابن أبي الحديد، ومن ضمنهم مدرسة أهل البيت يقيناً تلك القضية قضية ماذا؟ حقة وثابتة، ولا ريب فيها، نعم رواية وردت في صحيح البخاري أو صحيح مسلم أو في سننهم أو في مصنفاتهم، ولم ترد عندنا هذه تقبل أو لا تقبل، ضمن موازيننا إن صحت نقبلها وإن لم تصح ماذا؟ لا نقبلها. أما إذا اجتمعت الأمة على حقيقة من الحقائق (لا تجتمع أمتي على ضلالة) فلا يكون إلا حقاً، وهنا أريد أن أبين للمشاهد الكريم أن هذه الأطروحة اجتمعت عليها ماذا؟ اجتمعت عليها كلمة الأمة، كما أشار ابن أبي الحديد قال: (كل فرق المسلمين أجمعت كلمتهم أنه لا تنقضي الدنيا إلا على قائم آل محمد على يد قائم آل محمد).
    إذن القضية قضية ليست قضية أنه صحيح البخاري يقولها، نعم في بعض الأحيان قد نستدل برواية أو روايتين من صحيح البخاري أو صحيح مسلم من باب الزموهم بما ألزموا به أنفسهم، أنا الآن أتكلم بشكل منهجي وعلمي في قضية أنها متفق عليها.
    المقدم: متواترة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: متواترة بين جميع المسلمين. هذا هو النص الأول.
    النص الثاني الذي بودي أن يلتفت إليه، ما أشار إليه ابن تيمية المتوفى 728هـ، ابن تيمية أيضاً أشار الى هذه الأحاديث، وبودي أيضاً المشاهد الكريم خصوصاً أتباع السلفية الحديثة يلتفتوا الى هذا الكلام، هناك قال في رده على ما احتج به العلامة الحلي من أحاديث في المهدي: إن الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة، رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم وهذه الأحاديث غلط فيها طوائف أكثرها، هذا ابن تيمية، صريحاً يقول هذا المعنى في (منهاج السنة). إذن صريح عبارته واضحة وبإمكان المشاهد الكريم.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أنه هذه القضية قضية ماذا؟ قضية لا مجال، لا يعبر عنها روايتها صحيحة، يقول: أحاديث صحيحة. إذن مجموعة من الأحاديث، ليست فكرة عابرة، خبر واحد قد يصيب وقد يخطأ، حتى يكون ظني السند أو ظني الدلالة أو ظني الثبوت كما تتفضلون لا لا أبداً. وإنما القضية أعمق من ذلك.
    النص الثالث: وهو من النصوص الأساسية التي بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليها، وهو النص الوارد عن ابن حجر العسقلاني، أولاً ابن حجر ينقل كلام الأبري الذي قرأناه قبل قليل وهو أنه أساساً تواترت الأخبار واستفاضت كثرة رواتها، ثم هو يعلق على كلام من؟ على كلام الأبري. هكذا يقول العسقلاني في (تهذيب التهذيب) يقول: وفي صلاة عيسى خلف رجل من هذه الأمة مع كونه في أخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الأقوال أن الأرض لا تخلو من قائم لله بحجة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: هذا كلام من؟ ابن حجر العسقلاني في (تهذيب التهذيب) أن الأرض ماذا؟ لا تخلو. يقول: أولاً: لا يناقش في قضية صلاة عيسى خلف من؟ خلف المهدي (عليه أفضل الصلاة والسلام) وهنا إذا يسمح لي المشاهد الكريم وإن كان ليس هذا بحثي في هذه الليلة ولكنه أريد فقط أنبه المشاهد الكريم. المشاهد الكريم لابد أن يلتفت من هذه القضية التي كما تفضلتم هذه الرواية واردة في أصح كتب القوم، ماذا نستفيد من أنه عيسى نبيٌ معصومٌ من أنبياء أولي العزم يصلي خلف من؟ خلف المهدي. هل يمكن أن نفترض بعد المهدي غير معصوم؟ أبداً.
    المقدم: المعصوم لا يصلي خلف غير المعصوم.
    سماحة السيد كمال الحيدري: يمكن أساساً أن يفرض، أساساً له فرض صحيح، وأي معصوم، لو كان معصوماً هذا تعبيري وإن كان فيه إساءة أدب، إن كان معصوماً من الدرجة الثانية، هذا معصوم من الدرجة الأولى لماذا؟ لأنه إمام من أولي العزم، هذا أحد الخمسة من أنبياء أولي العزم، ويصلي ماذا؟ خلف المهدي. إذن أولاً: يثبت لنا عصمة الإمام أو عصمة المهدي، لا أقول الإمام المهدي، لأنه قد يقول لي قائل من الناحية المنهجية أنك لم تثبت بعد أن الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت، وأعدكم إنشاء الله إذا استمر معي المشاهد الكريم وواقعاً أنصح الأخوة والمشاهدين الأعزاء المؤمنين وغيرهم جميعاً والمسلمين جميعاً واقعاً أن يتابعوا هذه الأبحاث، هذا الذي أنا قلته في بحث مطارحات في العقيدة، قلت: أنا أحاول أن أجري هذه الحوارات العلمية من خلال ماذا؟ من خلال هذه الطريقة هذه الأطروحة، أنه أنا أتكلم إن سمعوا على فضائيات أخرى وقنوات أخرى ما قيل في الإمام الحجة (عليه أفضل الصلاة والسلام) فيما قيل في أطروحة المهدوية عند مدرسة أهل البيت فليسمعوا من أحد من الذين تابعوا هذه القضية ووقفوا عليها بشكل دقيق وعميق أن يستمعوا إلينا ايضاً، وبعد ذلك هم أحرار بأن يؤمنوا بهذه الأطروحة بالطريقة التي نحن نقولها أو بالأطروحة التي تقولها الاتجاهات الأخرى. بودي أن المشاهد الكريم (ليحيى من حيي عن بينة ويهلك من هلك عن بينه).
    إذن الامر الأول المستفاد من هذه النصوص هو أنه المهدي لابد أن يكون معصوماً وإلا كيف يمكن أن يصلي خلفه نبي معصوم من أنبياء أولي العزم. ولا يعلم ما حاله، أيعقل هذا أصلاً، واقعاً أيعقل هذا، أمن المنطقي هذا. غريب واقعاً.
    النقطة الثانية: والتي هي في قناعتي من النقاط الأساسية التي لابد أن يلتفت إليها، وهو أنه إذا كان هذا الإنسان الإمام كان مفضولاً وكان عيسى هو الأفضل، أيمكن أن يقتدي الفاضل بالمفضول؟ إذا كان عيسى في دولة العدل إذا كان عيسى هو الأفضل والمهدي ليس الأفضل نحن لا نعتقد بتقدم المفضول على الفاضل، نقول مقتضى العقل ومقتضى المنطق أن يتقدم الفاضل على المفضول. إذن هنا أيضاً نستكشف أفضلية المهدي على عيسى الذي هو نبي من أنبياء أولي العزم. فلتكن هذه الحقيقة على ذكر من المشاهد الكريم إلى أن يأتي إنشاء الله.
    المقدم: أحسنتم لا مجاملة في الشريعة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: لا، لا، أبداً، هذه روايات واردة من المدرستين.
    أشير الى قولين آخرين:
    القول الأول للألباني، وأنتم تعلمون أن ناصر الدين الألباني من الناس المحققين في مثل هذه المجالات، يعني في أسانيد الروايات وعنده موسوعات في هذا المجال.
    الألباني هذه عبارته بالنسبة الى المهدي (سلام الله عليه) بتعبيرنا، أما مسألة المهدي طبعاً مسألة المهدي يعني أطروحة المهدوية، يقول: أما مسألة المهدي فليعلم أن في خروجه أحاديث كثيرة صحيحة قسم كبير منها له أسانيد صحيحة، إذن تبين – التفت جيداً- أحاديث كثيرة صحيحة قسم كبير منها له أسانيد، إذن العدد كبير جداً فوق حد الإحصاء. وأنا مُورِدٌ هنا أمثلة منها ثم معقب على ذلك بدفع شبهة الذين طعنوا في صحتها فأقول: – ثم أنظر ماذا- يقول: يقول فأقول: أن عقيدة خروج المهدي عقيدة ثابتة متواترة عنه (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)، إذن ليست قضية فرعية وإنما مرتبطة بأركان الإيمان، وهذه نقطة أساسية بودي أن المشاهد الكريم يعني ليست مرتبطة بفروع الدين، بل مرتبطة بالإيمان والعقيدة، وهذه نقطة أساسية، وهذا لن تجد له مصداقاً إلا في مدرسة أهل البيت.
    أهل البيت جعلوا الأطروحة المهدوية مرتبطة بالبعد الإيماني بالبعد العقدي، العقائدي، وجعلوها من أركان الإيمان بخلاف الاتجاهات الأخرى لأنهم جعلوا الإمامة من فروع الدين، ويتذكر المشاهد الكريم نحن في مطارحات في العقيدة بيّنا قلنا: من مفاصل ومن الفروق الأساسية بين مدرسة أهل البيت ومدرسة الصحابة أن مدرسة أهل البيت تعتقد أن الإمامة من أصول الاعتقاد وأن مدرسة الصحابة تعتقد أنها من الفروع العملية المرتبطة بالبعد العملي.
    هنا يؤكد الألباني على أن مسألة المهدي من الأمور التي يجب الإيمان بها وهذا ينسجم كاملاً مع مباني مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام). واقعاً، وادعاءه يقول: عقيدة ثابتة متواترة. مرة قد تكون عقيدة ولكنها ثبتت بأخبار الآحاد فتكون ظنية، ولكنه هنا يعني المسألة العقدية يكون دليلها دليل ظني مثلاً أو دليل مطمئن به يورث الوثوق وأهل الاصطلاح والاختصاص يعرفون ما أقول. هنا يقول: لا، دليلها متواتر، يعني يفيد العلم، يفيد اليقين، بأن هذه القضية ثابتة وبنص القرآن الكريم لا ريب فيها، هذا اللفظ (لا ريب فيها) يعني لا مجال لأي شك وتشكيك فيها.
    قال: عقيدة أولاً عبر عنها بأنها عقيدة وليست من الأمور الفرعية. عقيدة ثابتة متواترة عنه يجب الإيمان بها لأنها من أمور الغيب، لأن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) يخبر عن أمر غيبي يقع في آخر الزمان. والإيمان بها من صفات المتقين.
    ولذا يقول: – هذا كلام الألباني- (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب) وقد وردت عندنا نصوص تقول: إن من مصاديق الإيمان بالغيب الإيمان بالإمام الغائب (عليه أفضل الصلاة والسلام) التفتوا الى هذه النكتة، أساسية، وهو أنه كيف أنه النصوص دلته على عقيدة لا تنسجم إلا مع مباني مدرسة أهل البيت.
    المقدم: إذن سماحة السيد هذا الكلام لو صدر من شيعي لقال السلفي يكذب كعادته.
    سماحة السيد كمال الحيدري: لا، هذا الكلام لا دليل عليه، روايتهم مكذوبة، هذا من الألباني، وهم يعرفون جيداً، وإذا المشاهد الكريم إذا كان من أتباع مدرسة الصحابة من أي فرقة واتجاه أشعري كان معتزلي كان حنبلي كان، مالكي، أي كان، لا يفرق، سلفي كان، من المتقدمين من المتأخرين، فليذهب ويسأل من أهل التحقيق ومن أهل العلم عندهم من هو الألباني، سيعرفون أنه حجة في مثل هذه المسائل عندهم.
    قال: والإيمان بها من صفات المتقين، وهذا يكشف لنا بأنه من لم يؤمن بالإمامة، من لم يؤمن بأطروحة المهدوية فقد ماذا؟ فقد ثلم ثلمة في عقيدته وفي إيمانه وفي تقواه كما تفضلتم.
    وإن إنكارها – التفتوا جيداً- هذا إشارة الى من أنكر. قال: لا مهدي إلا عيسى بن مريم. وإن إنكارها لا يصدر إلا من جاهل أو مكابر – نص عبارة الألباني- يعني الذي تجدونه إذا أنكر هذا الإنكار إما منشأه الجهل وفي الأعم الأغلب هو كذلك وأما منشأه العناد، منشأه المكابرة، منشأه الجحود، يعني اتضحت له الحقيقة (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً) وهذا الإنسان ضال، ولكن ليس ضال عن جهل بل ضال عن علم، (وأضله الله على علم).
    ثم يقول: أسأل الله تعالى أن يتوفانا على الإيمان بها. التفت جيداً، وهذا هو نص الروايات الواردة عندنا بأنه الإنسان ينبغي أن يدعوا (اللهم أمتني على ما أمت عليه أهل الإيمان، على ما أمت عليه علي وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام).
    المقدم: بأنه سيموت ميتة جاهلية.
    سماحة السيد كمال الحيدري: يقيناً أنه خالف أصلاً من أصول العقيدة ووصفاً من صفات المتقين.
    قال: إن يتوفانا على الإيمان بها – وهذه نكتة أيضاً أساسية إنشاء الله سيأتي بحثها في محلها- وبكل ما صح في الكتاب والسنة.
    وأخر نص بودي أن أشير إليه، وهو من الأعلام المعاصرين وهو ما ورد في كلام ابن باز عبد العزيز بن باز، الذي هو مرجع المملكة العربية السعودية الى قبل سنوات قليلة. انظروا ماذا يقول: يقول: فأمر المهدي معلوم – القضية ليست عابرة كما يحاول بعض من يسمون أنفسهم أهل العلم أن يعبرون عنها أنه رواية وردت أنه يظهر المصلح في آخر الزمان، لا لا، القضية تعد أصلاً- فأمر المهدي معلوم والأحاديث فيه مستفيضة، بل متواترة متعاضدة – هذا ابن باز يقول هذا الكلام، يعني هو من أعلام السلفية الحديثة، من أعلام مدرسة محمد بن عبد الوهاب- بل متواترة متعاضدة وقد حكى غير واحد من أهلالعلم تواترها، ليس أنه يقول أنا أقول هي متواترة، يقول: جملة من أهل العلم أدعوا أيضاً أنها متواترة، وهي متواترة تواتراً معنوياً لكثرة طرقها واختلاف مخارجها وصحابتها ورواتها وألفاظها فهي تدل- التفتوا هذه الجملة أحفظوها وهذا أصل من أصول عقيدة مدرسة أهل البيت التي صدرت عن لسان ابن باز- قال: فهي تدل على أن هذا الشخص الموعود به أمره ثابت وخروجه حق.
    المقدم: (وما بعد الحق إلا الضلال).
    سماحة السيد كمال الحيدري: أحسنتم، ثم يقول في أخر كلامه: ولقد تأملت ما ورد في هذا الباب من الأحاديث فأتضح لي صحة كثير منها كما بين ذلكالعلماء الموثوق بعلمهم ودرايتهم كأبي داود والترمذي ومحمد بن الحسين الابري- الذي قرأنا عبارته- وشيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم والشوكاني وغيرهما. جملة من الأعلام يشير إليهم أنه ثبتت عندهم هذه الحقيقة.
    المقدم: سيدنا أوجزوا كلامكم.
    سماحة السيد كمال الحيدري: إذن أنا أتصور أنه أما في تراثنا – هذا كله كان في تراث مدرسة الصحابة- أما في تراثنا فالمسألة أوضح من الشمس في رابعة النهار، أصل من أ صول اعتقاداتنا، إذن المسألة من المسائل الأساسية والأصلية، وإذا كان الأمر كذلك هذا هو الحق، الآن أنظروا أنتم الى بعض الكلمات والمتحدثين والمؤلفات في هذا المجال الذي يحاول أن لا يعطي الأهمية اللازمة ويهمش هذه القضية تعرف أنهم كيف يجانبون الحق.
    المقدم: كل الفرق ذكرتم كلماتهم.
    سماحة السيد كمال الحيدري: نعم، كل كلماتهم.
    المقدم: يعني ابن باز والسلفية.
    سماحة السيد كمال الحيدري: كلهم، قلت لك، وهذا بنص عبارة ابن أبي الحديد.
    المقدم: إذن الذي ينكره صاحب بدعة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: لا، الله أعلم لا أريد أن استعمل هذه الألفاظ – تعلمون منهجنا دكتور-. أريد أن أقول بتعبيرهم هم بتعبير الألباني: أما جاهل واما مكابر، هذا نص الألباني، أنه من لم يعتنِ بها هو أما جاهل وأما مكابر.
    المقدم: شكراً لكم سماحة السيد، معنا الأخ أبو سجاد من السعودية تفضلوا.
    الأخ أبو سجاد من السعودية: السلام عليكم.
    سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله.
    الأخ أبو سجاد: عندي ثلاث نقاط:
    النقطة الأولى: لماذا المهدي الاثنا عشري محمد بن الحسن أنكروه أهل بيته ولم يعترف به إلا البقّال والسمّان وبعض الذين كانوا يتعاملون مع والده؟
    النقطة الأخرى: بالنسبة لقول الشيخ كمال: أن المهدي يعترف به ابن باز والألباني هم يعتقدون بمهدي أهل السنة (محمد بن عبد الله) أرجوا أن يبين.
    النقطة الأخيرة: بالنسبة لفائدة الإمام محمد بن الحسن مهدي الاثنا عشرية كفائدة الشمس خلف السحاب، الشمس لا تغيب خلف السحاب مئتي سنة، ينقلب الكون يعني، فأنا أطلب من الشيخ كمال تحدي يعني أن يذكر فائدة واحدة نستفيدها من مهدي الاثني عشرية.
    المقدم: وصلت فكرتكم، الفائدة سيذكرها سماحة السيد. الأخ أبو محمد من قطر، تفضلوا.
    الأخ أبو محمد: السلام عليكم، بودي أن أتكلم مع الشيخ كمال مع احترامي لكم.
    المقدم: نعم تفضلوا.
    الأخ أبو محمد: بالنسبة لما سمعته حقيقة، فهمت أنه ينقل عن مشايخ أهل السنة، باعتبار أننا نلزمهم بما ألزموا به أنفسهم، أنا أريد من الشيخ أن يكون صادقاً وواضحاً – أنا لا اتهمه- ولكنه لا أحب أن يُلَبِس على السادة المشاهدين، الشيخ قال: يسمعون لنا، نحن سمعنا الآن يسمع لنا، فكما هو معلوم عند العوام من أهل السنة وغيرهم أن هناك مهديان: مهدي للشيعة وهو محمد بن الحسن العسكري الذي هو من نسل الإمام الحادي عشر وهو أيضاً قد ثبت تاريخياً، أريد من الشيخ أن يبين لي أن الإمام الحادي عشر كان عقيماً ولم يكن له ولد، ويقولون أنه دخل الى السرداب ويضعون له الخيل حتى يخرج، فهذا هو المهدي الذي يعنون به، وأما مهدي أهل السنة فهو محمد بن عبد الله نسبه الى النبي (صلى الله عليه وآله).
    المقدم: هذا نفس كلام الأخ أبي سجاد، إذن وصلت الفكرة.
    الأخ أبو محمد: أنا أريد من الشيخ أن يذكر هذا حتى يبين للناس.
    المقدم: سماحة السيد تكلم عن أصل الفكرة، الآن لم يحدد ا لمهدي من هو.
    سماحة السيد كمال الحيدري: لا، هو حقه، لأنه قال أني لم استمع إلى البحث من البداية.
    الأخ أبو محمد: ثم أريد منه أن يكون صريحاً في ذكر، أريد منه أن يذكر كلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وغيره في النص على أنه محمد بن الحسن العسكري يعني الإمام الثاني عشر الذي لم يولد بعد.
    المقدم: نعم، وصلت الفكرة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أنا أتصور أن الأخوة أولاً لم يتابعوا البحث. وثانياً: أنا أين قلت أخواني الأعزاء بأنه المهدي الذي يقوله ابن باز وابن تيمية والألباني هو مهدينا، أنا أتكلم عن أصل فكرة المهدوية، عن أطروحة المهدوية، ولذا مراراً وتكراراً، إلا إذا كان قصدهم الأخوة الأعزاء أحملهم على أنهم لم يلتفتوا، أما إذا كان قصدهم التشويش على البرنامج فذاك بحث أخر.
    أنا من أول بحثي والى أخر بحثي لعله لمرات عديدة قلت أنا لا أتكلم عن المهدوية كما تعتقدها مدرسة أهل البيت، أنا أتكلم عن أصل فكرة المهدوية، وهل أنها فكرة عابرة كما يقول بعض من تدعون أنهم من أهل العلم، أنها بعض روايات الآحاد وردت وانتهى، هذا أولاً. وثانيا: بعد لم أتكلم من هو شخصه، حتى يقول لي بأنه محمد بن عبد الله أو محمد بن الحسن أو أي اسم أخر، إذا الأخوة الأعزاء يريدون أن يبحثوا عن الحقيقة اطمأنوا استمروا معنا، اسمعوا أنتم الآن يظهر بأنه عندما تتكلمون أنتم مؤدلجون يعني اتخذتم قراركم في الرتبة السابقة، لا أقل استمعوا لما يقول الاتجاه الأخر، المدرسة الأخرى، وبعد ذلك أنتم أحرار بأن تقبلوا أو لا تقبلوا. أما فيما ذكره الأخ من أنه أساساً ابن تيمية قال من هو فلان، نعم أنا لم أقل أن ابن تيمية، وإلا لو كان ابن تيمية يعتقد بما نعتقد لما كان ابن تيمية، لكان من أتباع مدرسة أهل البيت، ولم يكن هو شخص خارج ويفضل يزيد ومعاوية على الحسن والحسين، يقيناً كما قلت في (مطارحات في العقيدة) أشرت الى هذه الحقيقة هو يعتقد أن يزيد ومعاوية من العظماء الذين بشر بهم إسماعيل، وقرأنا عباراته في (مطارحات في العقيدة) هو لو كان يعتقد كما نعتقد لما كان ابن تيمية، لكان وجود أخر. هذه قضية.
    القضية الأخرى التي بعدها هو يقول لماذا تلبسون؟ أخي العزيز أين لبّسنا؟ صريحاً وتكراراً ومراراً ذكرنا بأننا نريد أن نتكلم عن أصل فكرة المهدوية، وأن ما ذكرناهم من الأعلام فقط للإثبات، وأنها قضية عقدية، وأنها قضية إيمانية، وأنه من مات ولم يعرفها أو لم يعتقد بها فهو يموت وهو ليس من أهل التقوى لا أقل.
    المقدم: لو كان سماحة السيد يُلبّس كما يزعمون حتى ابن أبي الحديد الذي هو من المعتزلة قال: ينكر ولادته.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أنا قرأت هذه العبارة، أخي العزيز، ولذا أنا حملتك على الصحة أنك لم تتابع من أول البحث.
    السؤال من الأخ بأنه لماذا لم يعترف به أهل بيته، انتظر أخيالعزيز – نحن بودنا أن تكون بحوثنا علمية ومنهجية – الآن ليس بحثي في أنه أهل بيته اعترفوا به أو لم يعترفوا، انتظر واستمع لي وعند ذلك ستتضح لك جملة من هذه الادعاءات والمزاعم، بل الأكاذيب والشبهات والتدليسات التي تنقل من هنا وهناك أنه لم يعترف به أهل بيته.
    المقدم: الأخ أبو زينب من العراق.
    الأخ أبو زينب: السلام عليكم، تحية طيبة لسماحة السيد،
    المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مرحباً بكم.
    الأخ أبو زينب: عفواً سماحة السيد ياحبذا لو يوضح السيد الأطروحة المهدوية في نظر الديانات الأخرى السابقة غير الإسلامية، لكي يكون الموضوع واضح.
    المقدم: يعني في الديانات الأخرى. يريد توضيح الفكرة في الديانات الأخرى.
    سماحة السيد كمال الحيدري: هذا سيأتي بحثه، قلنا في تراث …
    المقدم: أبو غدير من العراق تفضلوا.
    أبو غدير: السلام عليكم. بودي أن أحيي السيد كمال الحيدري، وأحيي المشاهدين، بالنسبة للأخوة الذين تكلموا قبل قليل، أولاً عليهم أن يركزوا بين السيد والشيخ.
    المقدم: هذا ليس مهما. حاول بإيجاز.
    أبو غدير: النقطة الثانية: طبعاً بالنسبة للمتبحر في القرآن الكريم ويقرأ الآيات القرآنية (وتلك الأيام نداولها بين الناس).
    المقدم: شكراً لكم، الوقت قصير جداً، إنشاء الله في الحلقة القادمة. سماحة السيد اكملوا.
    سماحة السيد كمال الحيدري: إذن أخوانيالأعزاء واقعاً سأل قال: أتحدى! أخي العزيز هنا لا هي رياضيات ولا هو كرة قدم ولا هي مصارعة حتى تتحدى وأنا أتحدى، أبحاث علمية نطرحها بكل أخوّة وبكل صداقة وبكل إيمان وبكل وضوح، ومن شاء منكم فليقبل ومن شاء فليرفض، فإذا قبلت فبها ونعمت، وإذا لم تقبلوا أنتم أخوان لنا وينتهي كل شيء، لا ضرورة لاستعمال هذه الألفاظ (تدليس)هذا يدلس وهذا يكذب وهذا يطعن وهذا يكفر، يا أخي على مدى مئات السنين هذه الاصطلاحات استعملت أين انتهت بنا؟ انتهت بنا الى التفرقة، انتهت بنا الى الضغينة، انتهت بنا الى ضعف المسلمين، انتهت بنا الى وهن المسلمين، لماذا نستمر على ذاك المنطق وذاك الأسلوب ا لذي أنا أحاول أن ابتعد عنه.
    أما ما هي الفائدة؟ ينتظرني الأخ العزيز وسأذكر له فوائد كما تعتقدها مدرسة أهل البيت في زمان غيبته. أما الإشكال الذي أشكله على المثال هذا لا علاقة له بالممثل كما يقولون.
    المقدم: مثله رسول الله (صلى الله عليه وآله).
    سماحة السيد كمال الحيدري: أولاً مثال مثله رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إن قلت أن الرواية غير صحيحة فباعتقادك غير صحيحة، وباعتقادي صحيحة، والتمثيل صحيح وإنشاء الله سيأتي بيانه في محل مناسب.
    أما ما ذكر من أنه في السردات وأنه هناك، أخواني الأعزاء مدرسة أهل البيت لا تعتقد بقضية السردات بذاك المعنى ولا بالخيل، هذه كلها لا أريد أن أقول أكاذيب لا سمح الله، وإنما هي اشتباهات تصدر من هنا وهنا، وإلاّ اعتقادنا في الإمام الثاني عشر ليس هذا الكلام الذي تقولون، ولا أقل اسمعوا الى ما نقول، انتظروا منا ما نقول.
    المقدم: أحسنتم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً جزيلاً.
    والآن الذي نوجزه في ثوان، أن الأخوة من خلال اتصالاتهم لا يقولون بما يطرح على الفضائيات من أنه قضية عابرة أو خبر آحاد.
    سماحة السيد كمال الحيدري: لا أبداً، قضية عقدية، عقيدة ثابتة. بتعبير الألباني عقيدة ثابتة، بتعبير ابن باز: أنها من المتواترات.
    المقدم: شكراً لكم سماحة السيد. حتى الأخوة المتصلون فقط يخالفون في المصداق.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أحسنت جزاك الله خيرا.
    المقدم: إذن مشاهدينا الكرام أشكركم مرة أخرى ولقاءاتنا معكم متكررة إنشاء الله تعالى، استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    • تاريخ النشر : 2011/10/18
    • مرات التنزيل : 1792

  • جديد المرئيات