5/3/2009
المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته، واعظم لله اجورنا واجوركم بذكرى شهادة الإمام الحسن العسكري (صلوات الله وسلامه عليه) وعلى آبائه الطيبين الطاهرين وعلى نجله المهدي المنتظر (عج)، ثم احييكم اطيب تحية والتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة، عنوان هذه الحلقة: أئمة أهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم) اعلم من جميع الانبياء السابقين القسم الرابع. في هذه الحلقة ان شاء الله تعالى سنقف ونفصل الحديث باذن الله تعالى عند الادلة التي تثبت ان أئمة أهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم) اعلم من جميع الانبياء السابقين عدا الخاتم (صلى الله عليه وآله) والادلة التي سواء صرحوها هم أو التي وصلت الينا من طرق أخرى. تحية لكم مشاهدينا الكرام مجددا واحيي باسمكم ضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
آية الله السيد كمال الحيدري: اهلاً ومرحباً بكم دكتور.
المقدم: سماحة السيد السؤال الآن المطروح هل صرّح أئمة أهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم) بانهم اعلم من جميع الانبياء السابقين ام انه اجتهاد منا لم يصرحوا بذلك؟
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم. أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. في المقدمة انا بودي ان يلتفت وينتبه المشاهد الكريم والحق والانصاف سؤال مهم دكتور، وهو انه البعض يتصور ان هذه الأصول العقائدية التي تعتقد بها مدرسة أهل البيت سواء على مستوى العصمة التي نشير اليها أو على مستوى العلم أو على مستويات أخرى واصعدة مختلفة في مدرسة أهل البيت ان هذه لم ترد في كلمات أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وانما هي من اجتهادات المتكلمين الآن اما في العصور التي تلت عصر الغيبة الكبرى أو انها في العصور المتأخرة عن ذلك افترضوا بعد قرنين أو ثلاث أو اربع من وجود الائمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ان علماء مدرسة أهل البيت هم اجتهدوا وانتهوا إلى هذه النتائج وإلا أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لم يدعوا العصمة لانفسهم لم يدعوا هذه المقامات العلمية لانفسهم، لم يدعوا انهم أفضل من الانبياء السابقين … إلى ما شاء الله من هذه ادوات النفي التي تستعمل، وانا في الواقع بودي ان اشير هنا الآن أيضاً بنحو الفتوى ولعله ان شاء الله تعالى من خلال الاحاديث ومن خلال النصوص الواردة عن أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هم انفسهم سيتضح ان جميع الأصول الأساسية لمدرسة أهل البيت أئمة أهل البيت هم صرحوا بها وقالوا نحن الذين نتصف بهذه الصفات، والروايات الواردة في هذا المجال كثيرة جداً بالنحو الذي يغنينا في كثير من الاحيان ان ننظر إلى البحث السندي باعتبار ان المضامين مضامين اما متواترة أو قريبة من التواتر يحصل للانسان اطمئنان بصدور هذا المضمون ولو بنحو الإجمال عن الائمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ونحن انما نعتمد على هذه النصوص كيف قد يقول قائل بانه كيف تعتمدون على نص يصدر من الإمام لاثبات امر متصف يرتبط بالإمام؟ الجواب انه بعد ان ثبتت لنا عصمة أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) فكلامهم يكون حجة علينا وثبوت العصمة واثبات العصمة لائمة أهل البيت واضح من الادلة القرآنية والنصوص المتواترة الواردة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت، اما ما يتعلق بسؤالنا بهذه الليلة وهو انه هل صرح أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) انهم اعلم من جميع الانبياء السابقين بمن فيهم انبياء اولي العزم من الرسل غير الخاتم (صلى الله عليه وآله) الذين أيضاً صرحوا بأن الخاتم (صلى الله عليه وآله) كل ما عندهم فهم عيال فهم يتعلمون من الخاتم (صلى الله عليه وآله) والروايات الواردة التي تقول: علمني حبيبي بابا من العلم ينفتح لي منه الف باب الروايات كثيرة في هذا المجال مجال يمكن مراجعتها في بصائر الدرجات، هذه نقطة. النقطة الثانية التي بودي ان المشاهد الكريم يلتفت اليها أيضاً هو ان الروايات على قسمين على صنفين، صنف منها يصرح أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) انهم اعلم من جميع الانبياء السابقين، وصنف منها يعبرون انهم أفضل من جميع الانبياء السابقين، مرة يعبرون بالافضلية ومرة يعبرون بالاعلمية، وهنا اريد ان اشير إلى ان ملاك الافضلية هي الاعلمية يعني انما هم أفضل لماذا انهم أفضل بماذا فضلوا؟ فضلوا بالعلم، الآن لماذا ان الملاك في الافضلية هي الاعلمية؟ الجواب: لان الاعلمية هي المنشأ لكل كمال عملي عند الانسان، كل الكمالات وهذا ما اثبته في كتب متعددة من قبيل (بحث حول الإمامة) من قبيل (بحث حول العصمة) كتاب (العصمة) هذه هناك بشكل تفصيلي بينتها انه أساساً كل كمال يصل إليه الإنسان انما يكون مسبوقا بالعلم، فالعلم هو منشأ كل كمال الانبياء والاوصياء والاولياء، إذن أهل البيت عندما يقولون انهم اعلم فهو واضح يصرحون وعندما يقولون انهم أفضل فالافضلية بملاك الاعلمية والعلم ايضا، إذن القرآن الكريم عندما يقول (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ) لابد هنا ان نعرف ان التفضيل انما هو بملاك الاعلمية (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) فملاك التفضيل هو الاعلمية، اما الروايات الواردة في هذا المجال، الروايات واقعاً كثيرة جداً ولكن انا أحاول ان اكتفي ببعض الروايات الواردة في هذا المجال، الرواية الأولى واردة في أصول الكافي أو الأصول من الكافي وهي في باب ان الائمة (عليهم السلام) ورثة العلم يرث بعضهم بعضا العلم هذا الباب في كتاب الحجة الحديث السادس الوارد في هذا المجال، الرواية عن الإمام الباقر عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: قال ابو جعفر يمصون الثماد، الثماد كما يقول في اللغة: يمصون الثماد، الثماد: الماء القليل يقول إذا يوجد امامك ماء قليل تريد ان تشرب لا تستطيع ان تشربه بنحو كثير لأنّه قليل فتحتاج إلى الامتصاص، يمصون الثماد ويدعون النهر العظيم، قيل له وما النهر العظيم، قال رسول الله هو النهر العظيم والعلم الذي اعطاه الله ان الله عز وجل جمع لمحمد (صلى الله عليه وآله) سنن النبيين من آدم وهلم جرا إلى محمد (صلى الله عليه وآله) هنا توجد نقطة بودي ان المشاهد الكريم يلتفت اليها ان الرواية تقول ان الله اعطى محمداً كذا وكذا إذن هو اخذ بتوسط الانبياء السابقين ام هو اخذ مباشرة من الله، مباشرة، ولذا قلنا فيما سبق ان الوراثة التي نقولها بالنسبة إلى الخاتم ليس بمعنى انهم هم صاروا وسائط الفيض بالنسبة إليه وانما الوراثة يعني كل ما اعطي للانبياء السابقين اعطاه الله مباشرة للنبي (صلى الله عليه وآله) وهذا بخلاف أئمة أهل البيت فانهم لم ياخذوا العلم من الله (سبحانه وتعالى) مباشرة وانما ورثوا العلم من جدهم (صلى الله عليه وآله) من رسول الله من الخاتم ولذا هو واسطة الفيض فلذا لا يمكن ان يكونوا أفضل من الخاتم بل ولا يمكن ان يساووا بالخاتم لأنّه هوالاصل وهم الفرع واذا صاروا على حد سواء إذن لا يبقى هناك أصل وفرع، إذن مادام ان النبي هو الأصل وأئمة أهل البيت هم الفرع هم الورثة إذن لا يمكن ان يكونوا مساوين له فضلاً ان يكونوا اعلم من النبي، ولكن عندما تقول الروايات انهم ورثوا الانبياء السابقين ليس معنى الوراثة انهم اخذوا العلم بتوسط الانبياء السابقين وانما مراد ورثوا يعني كل ما اعطي للانبياء السابقين اعطاه الله بلا توسط احد اعطي للخاتم (صلى الله عليه وآله).
المقدم: يؤيد كلامكم سماحة السيد الله أيضاً قال (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأرض) وهذا لا يعني انه وصلت إليه عن طريق غيره.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم شاهد قرآني. قال: ان الله (عز وجل) جمع لمحمد (صلى الله عليه وآله) سنن النبيين، يعني كل ما اعطي للنبيين اعطي للخاتم من آدم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) السائل يسأل يقول وما تلك السنن، يقول ان الله جمع للنبي الأكرم سنن النبيين ما هو مرادك من السنن؟ قال علم النبيين باسره، الإمام الباقر يقول المراد من سنن النبيين يعني كل علم النبيين كل علم الانبياء والمرسلين جمعت للخاتم، محل الشاهد، وان رسول الله (صلى الله عليه وآله) صيّر ذلك كله عند أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام).
المقدم: فإذن فاق الانبياء السابقين.
آية الله السيد كمال الحيدري: لا يمكن غير ذلك لأنّه كل ما عند الخاتم هو وصل إلى أمير المؤمنين، فقال له رجل يعني من الجالسين في المجلس، يابن رسول الله فامير المؤمنين اعلم ام بعض النبيين، يقينا انه لا يمكن كل النبيين ان يكونوا اعلم، السائل يسأل يقول لعله بعض انبياء اولي العزم اعلم من أمير المؤمنين، فقال ابو جعفر (عليه السلام) اسمعوا ما يقول، الإمام يستغرب انه لماذا تسأل مثل هذا السؤال ان الله يفتح مسامع من يشاء هذا كأنه لم يفهم انا ما قلت، اني حدثته ان الله جمع لمحمد (صلى الله عليه وآله) علم النبيين وانه (صلى الله عليه وآله) جمع ذلك كله عند أمير المؤمنين وهو يسألني اهو اعلم ام بعض النبيين! يعني هذا السؤال سؤال استغراب، سؤال في محله أو في غير محله؟ لا محل لهذا السؤال انا عندما أقول لك ان الله جمع كل علم الانبياء عند النبي (صلى الله عليه وآله) والنبي صيّر ذلك عند أمير المؤمنين، التفتوا العبارات كم هي دقيقة، الله اعطى محمدا ومحمد (صلى الله عليه وآله) صيره عند علي يعني علمني حبيبي باباً من العلم ينفتح لي منه الف باب، هذه رواية، طبعاً هذا باب في عشرات الروايات لكن انا انقل رواية واحدة. الرواية الثانية رواية واردة في كتاب بصائر الدرجات الكبرى في فضائل آل محمد، انا بودي انه واقعاً أهل المطالعة وأهل المراجعة الذين يريدون الكتب الاصلية في هذا المجال هذا الكتاب يكون بايديهم لأنّه هذا الكتاب يشتمل على آلاف الروايات التي تكلمت عن المقامات العلمية للنبي وأئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وانتم تعلمون ان الصفار المتوفى سنة (290) من الهجرة وهو سبحان الله وهو من اصحاب الإمام الحسن العسكري (عليه أفضل الصلاة والسلام) الذي نحن نعيش الآن ذكرى استشهاد الإمام (سلام الله عليه) فاذن هو من المعاصرين لزمان الائمة ليس بالواسطة ينقل وانما معاصر لهم، انظروا الرواية الثانية، الرواية الثانية واردة في الجزء الأول صفحة (444) الحديث (834)، الرواية هذه عن أبي عبد الله الصادق قال: ان الله عز وجل خلق اولي العزم من الرسل وفضلهم بالعلم واورثنا علمهم، إذن معنى اورثنا علمهم بعد اتضح ما معنى اورثنا علمهم؟ ليس معناه يعني اخذنا العلم بتوسطهم، لا، يعني اعطينا علمهم، واورثنا علمهم (التفتوا محل الشاهد) وفضلهم وفضلنا عليهم في علمهم. نص صريح ان الإمام الصادق يقول وفضلنا عليهم في علمهم وعلم رسول الله ما لم يعلموا وعلمنا علم الرسول وعلمهم. بعد الرواية واضحة وصريحة ان الإمام الصادق (سلام الله عليه) يقول نحن اعلم من جميع الانبياء السابقين، هذه الرواية الثانية.
الرواية الثالثة وهي الرواية الواردة في (نوادر الاخبار) للفيض الكاشاني هناك في صفحة (130) من الكتاب رواية قيّمة عن الإمام الرضا (عليه أفضل الصلاة والسلام) الرواية ينقلها عن (كمال الدين) عن الإمام الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين قال: قال رسول الله (اذن الرواية الإمام ينقلها عن رسول الله صلى الله عليه وآله) ما خلق الله خلقا أفضل مني ولا اكرم عليه مني. قلنا ان النصوص على قسمين بعضها تعبّر اعلم وبعضها تعبّر افضل، أفضل مني ولا اكرم عليه مني، قال علي (عليه السلام) فقلت يا رسول الله أفأنت أفضل ام جبرائيل (عليه السلام) ومن الواضح هذه الأسئلة من باب بيان الحقائق للآخرين، حتى ان الرسول يبين حتى يتضح. قال يا رسول الله افانت أفضل ام جبرائيل ؟ فقال يا علي ان الله تبارك وتعالى فضل انبياءه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين، إذن التفتوا جيداً الله فضّل انبياءه المرسلين على ملائكته، وفضلني على جميع الانبياء والمرسلين إذن انا ليس فقط أفضل من الملائكة أفضل من جميع الانبياء والمرسلين، يعني بدرجتين هم يتأخرون عنا ولذا تجدون ان جبرائيل في ليلة المعراج قال يا رسول الله: لو دنوت انملة لاحترقت، قال افي مثل هذا الموضع تتركني أو تخذلني النصوص مختلفة؟ قال لقد وطأت موطئاً لم يطأ احد قبلك ولن يطأه احد بعدك. هذا مقام قاب قوسين أو ادنى الذي هو مقام الخاتمية ومختص بمقام قطبية الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله). التفتوا جيدا، إلى هنا ثبت ان الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) أفضل من الانبياء فضلاً عن الملائكة ثم انظروا إلى الرواية، الرسول هكذا يقول: والفضل بعدي لك يا علي. إذن تبيّن انه الانبياء والمرسلون أيضاً ليس بعد الخاتم وانما يتأخرون بدرجتين عن الخاتم، يعني بعده علي وبعد علي الانبياء والمرسلون وبعدهم الملائكة، الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يكتف بذلك قال وللائمة من بعدك، إذن صارت الدرجة الأولى للخاتم (صلى الله عليه وآله)، الذين يبحثون عن مقامات الانبياء والاوصياء، الدرجة الأولى للخاتم (صلى الله عليه وآله) الدرجة الثانية لعلي (عليه أفضل الصلاة والسلام) لان الرواية تقول وللائمة من بعدك يعني ان الائمة جميعاً ليسوا في رتبة أمير المؤمنين فضلاً ان يكونوا في رتبة الخاتم بل هم بعد أمير المؤمنين: وابوهما خير منهما، ولذا ورد في رواية عن الإمام الصادق (عليه أفضل الصلاة والسلام) قال: وله ثواب اعمالنا، يعني كل الائمة ثواب اعمالهم لامير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) من غير ان ينقص من ثوابه، لأنّه هو واسطة الفيض بالنسبة إلى باقي الائمة، إذن هذا اثنين، ثلاثة صار الائمة، اربعة صار الانبياء والمرسلون، خمسة صار الملائكة، وان الملائكة لخدامنا وخدام محبينا. آلان هذه رواية مفصلة الآن انا هذا القدر اكتفي من هذه الرواية. رواية أخرى اكتفي بها انقلها أيضاً للمشاهد الكريم، الرواية واردة عن جعفر بن محمد الصادق عن ابيه عن جده عن علي بن أبي طالب عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه قال في وصيته له: يا علي ان الله (عز وجل) اشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين، ثم اطلع الثانية فاختارك على رجل العالمين بعدي، وهذا اختيار الهي، ثم اطلع الثالثة فاختار الائمة من ولدك على رجال العالمين بعدك هذه مطلقة وعامة تشمل الانبياء وغير الانبياء، ثم اطلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين، هذه رواية تشمل فاطمة أيضاً في هذا المجال ولذا انا اعتقد ان هذه المسألة وهي مسألة افضلية أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) على باقي الانبياء والمرسلين بمن فيهم انبياء أولي العزم من الرسل من الواضحات في النصوص الروائية وانا اتذكر في الحلقة السابقة قرأنا عبارة العلامة المجلسي في البحار قال: وهو الذي لا يرتاب فيه من تتبع اخبارهم على وجه الاذعان واليقين يعني إذا استطاع الإنسان ان يجمع مجموع الروايات لا ان ينظر باب معيّن من الروايات، ان ينظر إلى مجموع الروايات ويشير إلى مجموع الروايات، يقول والاخبار في ذلك أكثر من ان تحصى يعني فوق حد التواتر وانما اوردنا في هذا الباب تحت باب تفضيلهم على الانبياء المجلد السادس والعشرين كتاب (الإمامة) باب تفضيلهم على الانبياء هناك فقط في هذا الباب ينقل (87) رواية في هذا الباب يقول: وذلك وانما اوردنا في هذا الباب قليلاً منها وهي متفرقة في الابواب لاسيما باب صفات الانبياء واصنافهم وباب انهم كلمة الله وباب بدو انوارهم وباب انهم اعلم من الانبياء وابواب فضائل أمير المؤمنين وفاطمة وعليه عمدة الإمامية ولا يأبى ذلك إلا جاهل في الاخبار، هذه نقطة، النقطة الثانية قد يقول لنا قائل ان هذا الكلام فقط المجلسي يقوله والشيخ الصدوق يقوله، ماذا يقول الشيخ المفيد في هذا المجال، الجواب كلمة واقعاً سؤال مهم لان الشيخ المفيد يمثل احد اعمدة المدرسة العقدية قال الشيخ المفيد في كتاب (المقالات) قد قطع قوم من أهل الإمامة بفضل الائمة من آل محمد على سائر من تقدم من الرسل والانبياء سوى نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) يقول قد قطع قوم من أهل الإمامة إذن القضية كانت مطروحة في ذلك الزمان وكان عليها المدار في ذلك الوقت، واوجب فريق من أهل الإمامة لهم الفضل على جميع الانبياء سوى اولو العزم منهم، هناك رأي آخر من علماء الإمامية ذكر انه لا، أفضل من جميع الانبياء باستثناء اولو العزم وأبى القولين فريق منهم آخر وقطعوا بفضل الانبياء كلهم على سائر الائمة، ولذا يتذكر المشاهد الكريم نحن في الحلقة السابقة قلنا ان هذه المسألة العقائدية لا يوجد عليها اجماع من علماء مدرسة أهل البيت ولكنه نحن من اولئك الذين نعتقد بافضلية أئمة أهل البيت على باقي الانبياء والمرسلين بمن فيهم انبياء اولي العزم، الآن وبعد ان ذكر الاقوال الشيخ المفيد يعطي رأيه في المسألة: وهذا باب ليس للعقول فيه ايجابه والمنع منه مجال، يعني العقل لا يستطيع ان يقول نعم أو يقول لا، وانما لابد ان نرجع إلى الادلة النقلية القطعية لاثبات انهم أفضل أو اعلم أو ليسوا كذلك، ولا على احد الاقوال اجماع ولا يوجد واحد من هذه الاقوال يوجد عليها اجماع من علمائنا، وقد جاءت آثار عن النبي في أمير المؤمنين وذريته من الائمة والاخبار عن الائمة الصادقين أيضاً من بعد وفي القرآن مواضع (التفتوا جيدا، هذا رأيه) وفي القرآن مواضع تقوي العزم على ما قاله الفريق الأول في هذا المعنى، إذن نحن عندما ننظر إلى الروايات نجد ان مقتضى الروايات التي قالت بافضلية أئمة أهل البيت هي التي تنسجم مع النص القرآني وهنا نطبق عليها الضابطة التي ذكرها أئمة أهل البيت انه إذا وردكم حديث عنا فاعرضوه على كتاب ربنا فان وجدتم عليه شاهد أو شاهدين أو اقل أو أكثر فخذوه، نحن قلنا، اما إذا وجدتم انه يخالف كتاب ربنا فاضربوا به عرض الجدار أو زخرف لم نقله، وهنا يقول الشيخ المفيد يقول نحن عندما نعرض الروايات الواردة في افضلية واعلمية أئمة أهل البيت على القرآن نجد ان هناك مواضع في القرآن تؤيد هذا الرأي وفي القرآن مواضع تقوي العزم على ما قاله الفريق الأول في هذا المعنى هذا فيما يتعلق بهذه المسألة وهي تصريح، الروايات كثيرة جداً ولكن انا اكتفيت بنماذج من هذه ونقلتها من مصادر متعددة حتى يتضح بانه القضية لا انه عالم واحد من علمائنا ينقل هذا، لا، عموم علمائنا ينقلون هذه الروايات.
المقدم: احسنتم، وظاهر الشيخ المفيد انه يميل إلى الرأي الأول بدليل انه ذكر الآيات القرآنية.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، يقول الاتجاه القرآني يقوي هذا المعنى.
المقدم: احسنتم، وايضا نلاحظ في الصلاة اننا نقول اللهم صل على محمد وآل محمد قبل ان نذكر ابراهيم وهو من سادة أولي العزم، نقدم آل محمد في الصلاة على ابراهيم وآل ابراهيم.
آية الله السيد كمال الحيدري: كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم وهذا يكشف انه الذكر اللفظي أيضاً يؤيد هذا المعنى.
المقدم: احسنتم، إذن سماحة السيد نرجع إلى سؤال آخر يعني كل ما ذكرتموه هو وارد عن أهل البيت (صلوات الله عليهم) وهم ينسبوه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) طبعاً وقولهم هو قول رسول الله.
آية الله السيد كمال الحيدري: لا اشكال، بل هم نفس رسول الله كما هو نص آية المباهلة.
المقدم: احسنتم، لكن هل يوجد اثبات من طرق وادلة أخرى من غير ما تفضلتم به.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، سؤال جيد ومهم، في الواقع بانه هذا البحث طويل الذيل ونحن أيضاً على وشك الانتهاء من الوقت لذا أحاول انه اكتفي ببعض الطرق الأخرى حتى ان شاء الله نجمع الحديث هذه الليلة وان شاء الله في الاسبوع القادم باذن الله تعالى سندخل في بحث جديد وهو ما هو المراد من الإمامة في الآية المباركة، لأنّه نحن انما انطلقنا من قوله تعالى اني لابراهيم (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا)، ما هي هذه الإمامة التي جعلت لابراهيم هل هي الإمامة التي نحن ندعيها لائمة أهل البيت أو انها نحو آخر من الإمامة التي ان شاء الله بحث جديد في الاسبوع القادم، في الواقع بانه هناك طرق متعددة لإثبات اعلمية أهل البيت غير هذا الطريق الذي صرّح به أئمة أهل البيت باعلميتهم وافضليتهم، الطريق الأول وهو من طريق أو من خلال حديث الثقلين، من الواضح الذي لا ريب فيه ان حديث الثقلين متواتر بين علماء المسلمين، ولم يشك فيه إلا معاند واقعاً، بشكل واضح ورسمي اقول: انه لم يشكك في حديث الثقلين سندا أو دلالة ومضمونا الا إنسان لا خبرة له بالحديث في السند أو الدلالة وإلا العلماء المحققون المتتبعون اثبتوا بشكل جازم وقاطع ان حديث الثقلين صدر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) سندا يعني لا نشك ان هذا الحديث صدر من فم الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) باجماع المسلمين، ومن حيث المضمون الحديث ليس كتاب الله وسنتي كما تحاول بعض المصادر تذكر وانما نص الحديث وعترتي أهل بيتي، سؤال الآن الطريق الذي انا اقوله وهو الطريق الثاني وهو تعالوا معنا إلى القرآن الكريم لنرى بأن القرآن الكريم العلم الذي فيه أكثر أو مساوي أو اقل من العلم الموجود في الكتب السماوية السابقة، يعني نحن عندما نأتي إلى الانجيل إلى التوراة إلى الزبور إلى جميع الكتب التي نزلت والصحائف التي نزلت على جميع الانبياء السابقين، فهل القرآن الكريم مساوي لها في العلم أو اقل منها أو اعلم واكثر منها أي منها؟ أكثر منها واعلم، صريح القرآن الكريم اشار وهذا ما بينه أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) في روايات متعددة ولعلي اتذكر في الاسبوع الماضي قرأت هذا الرواية عن الإمام الصادق: قال الله لموسى (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) فعلمنا انه لم يكتب لموسى الشيء كله وقال الله لعيسى (وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ) وقال الله لمحمد (نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) إذن صريح الآية المباركة صريح هذه البيانات ان القرآن كما قراتم الآية المباركة لعله في سورة المائدة تقول بانه (وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ).
المقدم: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ).
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، (مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) إذن إذا كان القرآن كذلك إذن أهل البيت يعلمون جميع ما في القرآن أو لا يعلمون؟
المقدم: هم عدل القرآن.
آية الله السيد كمال الحيدري: إن لم يعلموا جميع ما في القرآن إذن لافترقوا عن شيء يعني في مورد في علم في بيان القرآن يوجد فيه ولكنه عند أهل البيت لا يوجد وهذا يلزم انه يفترقون وهذا مخالف لنص قول الرسول الذي عبّر عنه القرآن الكريم (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) لو قال قائل ان أهل البيت فارقوا القرآن علماً، فارقوا القرآن عملاً، إذن هذا الحديث لا فقط يثبت اعلميتهم على جميع الانبياء السابقين بل يثبت عصمتهم وافضليتهم في مقام العصمة على جميع الانبياء السابقين، وهناك امور ومضامين أخرى وحقائق كثيرة يمكن استفادتها من حديث الثقلين المبارك والشريف الصادرة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، إذن الطريق الثاني هو الاستناد إلى عدم افتراق القرآن عن أهل البيت عدم افتراق أهل البيت مع القرآن وانه لمعي، أمير المؤمنين (سلام الله عليه يقول) وانه لمعي (يعني القرآن) ما فارقته مذ صحبته. ولو كان هناك شيء في هذا الكتاب الذي هو تبيان لكل شيء ومهيمن على الكتب السابقة ولا يوجد عند أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) للزم خلاف نص الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) واللطيف ان حديث الثقلين لا فقط يقول انهما لن يفترقا في الدنيا، يقول لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، يعني في البرزخ أيضاً لن يفترقا، يعني في النفخ (نفخ الصور) لن يفترقا، يعني في الحشر الأكبر أيضاً لن يفترقا، الآن بحث آخر ولعلنا نوفق ان نشير إليه بالموضع المناسب، ما معنى ان أهل البيت لن يفارقوا القرآن الكريم في الحشر الأكبر أو في عالم البرزخ هذا حديث آخر وله مقام آخر، إذن الطريق الأول هو من خلال حديث الثقلين الطريق الثاني الذي يمكن أيضاً اثباته والنصوص الواردة فيه كثيرة جداً وهو اثباته عن طريق اثبات هاتين المقدمتين، بودي ان المشاهد الكريم يلتفت المقدمة الأولى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اعلم من جميع الانبياء والمرسلين، هذا لا يشك فيه مسلم، لا يوجد بحث عند احد من علماء المسلمين ان النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) اعلم وافضل من جميع الانبياء والمرسلين بما فيهم انبياء اولو العزم من الرسل، هذا أولاً، وثانيا، هذه المقدمة متفق عليها بين علماء المسلمين، المقدمة الثانية ان علم أهل البيت هو علم رسول الله (صلى الله عليه وآله): علمهم علمي، ونصوص وروايات كثيرة تؤكد هذه الحقيقة، انا اشير إلى بعض هذه النصوص، الرواية الأولى طبعاً الروايات التي تثبت الاعلمية قرآنيا وروائياً واضحة منها هذه الرواية عن أبي بصير عن الإمام الصادق: يا ابا محمد ان الله عز وجل لم يعط الانبياء شيئا إلا وقد اعطاه محمداً (صلى الله عليه وآله) والرواية التي قرأناها في اول البحث وهو انه جمع له جميع سنن الانبياء والمرسلين قال علم الانبياء والمرسلين، في مقابل هذا انه كله علمه موجود عنده انظر إلى الروايات الواردة وهي روايات واردة كثيرة جداً، الرواية عن الإمام الصادق قال: قال رسول الله ان أهل بيتي الهداة بعدي اعاطهم الله فهمي وعلمي. إذن كل ما اعلمه فهو عند أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام). الرواية الثانية واردة عن الإمام الباقر قال نزل جبرائيل على محمد (صلى الله عليه وآله) برمانتين من الجنة فلقيه علي فقال ما هاتان الرمانتان اللتان في يدك، فقال اما هذه فالنبوة ليس لك فيها نصيب لان النبوة ختمت لا نبي بعدي، واما هذه وهي الثانية فالعلم ثم فلقها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنصفين فاعطاه نصفها واخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) نصفها ثم قال أنت شريكي في وانا شريكك في. لا البعض يتصور انه نصفها يعني نصف العلم عند رسول الله كل اخذ نصف، لا ابداً هذا معناه انهما يتساويان في العلم ولرسول الله الاصالة لأنّه علي وارث عنه قال: قال فلم يعلم والله (التفتوا جيدا الإمام الباقر ماذا يقول) رسول الله (صلى الله عليه وآله) حرفا مما علمه الله (عز وجل) إلا وقد علمه عليا ثم انتهى العلم الينا ثم وضع يده على صدره. إذن هذا هو الطريق الثالث أو الطريق الآخر لاثبات الاعلمية وهناك طرق أخرى لعلنا ان شاء الله بمناسبات أخرى نشير اليها.
المقدم: احسنتم كثيراً. سماحة السيد معنا الأخ خالد من سوريا، تفضلوا اخ خالد.
المتصل الأخ خالد من سوريا: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ خالد من سوريا: اريد ان اسأل سماحة السيد بأنه سماحة السيد بعد ثبوت المرجعية لأهل البيت (سلام الله عليهم) فالنتائج العملية لهذا البحث لأنهم اعلم أو غير اعلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم: يا حبذا لو ان الأخ ما ادركته لاقول له اعد السؤال ولكن الذي فهمته يقول لو اعطيت كأنه المرجعية لاهل البيت فهل كانوا اعلم ام لا.
آية الله السيد كمال الحيدري: أو لعله سؤاله كان ما هي الآثار العملية المترتبة على اثبات اعلميتهم.
المقدم: احسنتم، إذن سماحة السيد معنا الأخ الدكتور هادي من عمان تفضلوا.
المتصل الأخ الدكتور هادي من عمان: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ الدكتور هادي من عمان: سيد نحن اخذنا سورة البقرة الآية (124) على أساس انه الابتلاء ووصلنا إلى مقام الإمامة لسيدنا ابراهيم التي هي اعلى من نبوته، ولكن في آيات أخرى نلاحظ ان ابراهيم وهو وصل إلى هذه المقام الإمامة التي هي مجعولة من الله في آية سورة الشعراء (83) يقول (رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) وكأن هناك ناس صالحين يريد ان يلتحق بهم والجواب في أكثر من آية في القرآن (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)، (وَآَتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)، (وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) هذه سورة النحل (122)، وبنفس الوقت نرى انه النبي اثبت هذه الصالحين ادعاها وتملك في سورة الاعراف (196) (إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) ولذلك النبي ابراهيم كان يريد ان يلحق بهذا المقام بالصالحين وجوابه انه في الآخرة لمن الصالحين، هذا أولاً، بالمقارنة بين ابراهيم ومقولة للإمام علي في القرآن عندما سأل ابراهيم ربه كيفية احياء الموتى (قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) لكنه نجد انه في رواية للإمام علي: لو كشف لي الحجاب ما ازددت يقينا. وهذا دليل على زيادة الاعلمية وخاصة في علم اليقين، هذه النقطة الثانية.
النقطة الثالثة لو قارنا انه آية الإمامة لابراهيم كانت على أساس الابتلاء وذروة الابتلاء هي كانت انه الابتلاء المبين التي هي ذبح اسماعيل ولكن الذبح لم يتحقق وتحقق في الحسين فهيهات بين ارادة الذبح وتحقق الذبح، شكراً لكم.
المقدم: حياكم الله، شكراً للاخ الدكتور هادي. معنا الأخ حسن من المغرب.
المتصل الأخ حسن من المغرب: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ حسن من المغرب: سيدنا عندي مداخلة ان شاء الله، لقد قلتم مولانا ان الافضلية انما تكون بالعلم والله سبحانه وتعالى بيّن ذلك في القرآن الكريم من خلال سورة النمل آية (15) بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ * وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) الله سبحانه وتعالى فضل داوود وسليمان على كثير من المؤمنين وليس على كل المؤمنين، والواضح والمقصود من المؤمنين هم اصطفوا من خلق الله سبحانه وتعالى. ذكر الله سبحانه وتعالى وصي سليمان في سورة النمل قال (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ) اي بعض من علم الكتاب في حين ان القرآن الكريم بيّن ان وصي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علي (كرم الله تعالى وجهه) في سورة الرعد يقول الله سبحانه وتعالى (كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) علم الكتاب عند علي (سلام الله تعالى عليه) الذي هو عند رسول الله (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) من خلال هذا الطرح ان علي (سلام الله عليه) عنده علم الكتاب من هنا يكون علي ورسول الله أفضل من داوود وسليمان وافضل من كل الانبياء، أليس هذا الطرح مولانا، ما رأيكم في هذه الملاحظة.
المقدم: وصلت الفكرة، شكراً للاخ حسن من المغرب. معنا السيد علي من السعودية تفضلوا.
آية الله السيد كمال الحيدري: فيما يتعلق بسؤال الأخ خالد من سوريا، انا لم التفت إلى سؤاله حتى التفت انه ماذا يريد من السؤال.
المقدم: يعني هل توجد آثار عملية.
آية الله السيد كمال الحيدري: إذاكان سؤاله عن الآثار العملية للاعلمية انا قلت في الاسبوع الماضي قلت بانه في المسائل العقائدية وفي المسائل الإيمانية لا يطلب البعد العملي، في المسائل الفقهية التي ترتبط بعمل الإنسان يطلب الاثر العملي والبعد العملي، وإلا انا اسأل الأخ العزيز وهو انه أساساً معرفة الله ومعرفة علم الله ومعرفة قدرة الله ومعرفة الحقائق التوحيدية هل هذه لها آثار عملية؟ لا ليست لها آثار عملية ولكن نفس العلم بالمعارف التوحيدية هي كمال للانسان، إذن لا يتبادر إلى الذهن وهذه نقطة اساسية إذا كان مقصود السائل هذا السؤال وهو انه ما هو الاثر العملي نفس العلم ونفس المعرفة التوحيدية هي كمال للانسان بغض النظر عن البعد العملي لذلك، كذلك فيما يتعلق باهل البيت نفس معرفتنا انهم اعلم العلم في نفسه هو كمال للانسان فيما هو انسان، وقلنا انه فيها آثار عملية كثيرة وهو اننا بيننا وبين الله عندما نجد انفسنا نتبع إنسان لا يوجد من هو اعلم منه، لماذا أنت الآن لا تعمل بشريعة ابراهيم أو موسى أو عيسى، تقول لان الشريعة الخاتمة هي الشريعة الافضل والاحسن والاكمل ونحن أيضاً نعتقد اتباع الشخص الاكمل والافضل والاعلم يقينا أولى من اتباع غير الافضل.
المقدم: وقد طهرهم الله تعالى تطهيراً.
آية الله السيد كمال الحيدري: اما ما ذكره الأخ هادي من عمان، الأخ العزيز بيني وبين الله ذكر طرق أخرى لاثبات الاعلمية وهي انه تتلخص في كلمتين وهو ان النبي (صلى الله عليه وآله) هو من الصالحين هو وأهل بيته من الصالحين وان ابراهيم الخليل كان يطلب اللحوق بهم ومن الواضح ان اللحوق شيء وان يكون من الصالحين شيء آخر، طبعاً ازيد الأخ هذه النقطة التي لم يشر اليها وهي ان الله (سبحانه وتعالى) وعدَ وقَبِل واستجاب دعاء ابراهيم في الآخرة قال انه (وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) يعني يلحق بهم في الآخرة لا في الدنيا، هذه نقطة أيضاً اشارت اليها الآيات القرآنية، واما النقطة التي اشار اليها الأخ العزيز من المغرب وهو انه أساساً ذكر آيتين تشير إلى انه الافضلية انما هي بملاك العلم والاعلمية وكلاهما صحيح.
المقدم: احسنتم، أيضاً سماحة السيد لا بأس ان تقفوا عند مداخلة الأخ الدكتور هادي من عمان يقول أيضاً أمير المؤمنين (عليه السلام) فُضّل على سيدنا ابراهيم (صلوات الله عليه وعلى آله) في الابتلاء فان اسماعيل ابن ابراهيم لم يذبح فعلاً.
آية الله السيد كمال الحيدري: نعم قلت طرق كثيرة لاثباته وإلا انتم انظروا إلى القرآن الكريم، انظروا إلى هذه الآيات التي اشار اليها في سورة الصافات وهي الآيات المشار اليها وهي قوله تعالى الآية (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) التفتوا جيدا، الصبر في مقامات السلوك دون مقام الرضا بمراتب، يعني ان الإنسان الصابر له جزع ولكن لا يظهر الجزع هذا هو الصابر اما الراضي مقام الرضا فهو فوق الصبر والإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) في يوم العاشر من محرم: رضي بقضاء الله، إذن الإمام الحسين يتكلم عن مقام الرضا بالقضاء الالهي ولكنه الذبيح يتكلم بلغة الصبر واين هذا من ذاك، إذن الشواهد والطرق لاثبات هذه الحقيقة كما قلت كما قال العلامة المجلسي كما قال الشيخ المفيد كما قال الشيخ الصدوق ان القضية لا ينكر الاعلمية والافضلية والاكملية على جميع الانبياء والمرسلين إلا جاهل بالنص القرآني وبالروايات الواردة عن أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
المقدم: احسنتم سماحة السيد، وايضا سماحة السيد في الروايات ان ابراهيم (صلوات الله عليه) حينما اوحي إليه بأن لك ان تطلب شيئا طلب ان يفتدى ولده اسماعيل، في حين ان رسول الله وامير المؤمنين قد علما.
آية الله السيد كمال الحيدري: دكتور هذا تجرنا إلى بحث آخر وهي المقايسة بين مقام ابراهيم الخليل وبين مقام الإمام الحسين أو مقام اسماعيل وله بحث آخر لعله ان شاء الله تعالى نوفق لذلك.
المقدم: احسنتم، جزاكم الله خيرا سماحة السيد، مشاهدينا الكرام اشكركم شكراً جزيلاً واشكر باسمكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري والى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه.
- تاريخ النشر : 2011/10/18
- مرات التنزيل : 4087
-