نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية حسبنا كتاب الله

  • 22/10/2009
    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه الكرام المنتجبين، تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. هذا هو موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج: مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة الليلة: نظرية عدالة الصحابة في الصحيحين، سنقف إن شاء الله تعالى وإياكم في حلقة اليوم عند جملة من الأمور المهمة تتعلق بما شاع واشتهر عند المسلمين من ان صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) سواء رأوه أم لم يروه وسواء كانوا من المقربين أم كانوا من عامة من عاش في صدر الإسلام فأنهم عدول ولا يجوز رد رواية احدهم أو تخطئة احدهم وكلهم كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم وان كانوا مئة ألف أو عشرة آلاف أو أكثر أو اقل، فهل هذا يصح عقلا ومنطقا ويمكن التعامل مع كل ما يرد من الصحابة بهذا المنطق وما هي حقيقة الصحابة في صحيح البخاري وصحيح مسلم في هذين الكتابين اللذين يعدان الأصل وهما اصح ما كتب بعد كتاب الله تبارك وتعالى. تحية لكم مشاهدينا الكرام من جديد وتحية لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحبا بكم سماحة السيد.
    آية الله السيد كمال الحيدري: اهلا ومرحبا بكم دكتور.
    المقدم: حياكم الله. سماحة السيد في البدء يعني هل بالإمكان أن تلخصوا ما تقدم في الحلقة السابقة لكي يتضح لربما بعض الأخوان ما كانوا معنا منذ بداية الحديث.
    آية الله السيد كمال الحيدري: أعوذبالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. في الواقع بأنه نحن في الحلقة السابقة اشرنا في ما يتعلق بحجية ودور السنّة النبوية في فهم معارف الدين، قلنا بان هناك محاور أربعة لابد ان نقف عندها في هذه الحقيقة وكل هذه الأبحاث تتعلق بالسنّة النبوية، هنا بودي ان أشير إلى ملاحظة وردت من بعض الأخوة من خلال الاتصالات تصوروا عندما نتكلم عن السنّة مقصودنا من السنّة في قبال الشيعة مع انه ليس الأمر كذلك ليس حديثنا في السنّة في قبال الشيعة وإنما حديثنا في السنّة النبوية الصادرة من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) الأحاديث والأفعال والتقريرات الصادرة من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله). قلنا بانه بحسب رجوعنا إلى المصادر التي بايدينا نجد ان هناك اتجاهين فيما يتعلق بدور السنّة النبوية في فهم المعارف الدينية، الاتجاه الأول وهو الاتجاه الذي يمثل عامة المسلمين من كل الاتجاهات والمدارس والمنابع التي بايدينا وأنهم اعتقدوا جميعا كما هو مقتضى حديث الثقلين المتواتر بأي صيغة قبلنا هذا الحديث سواء قلنا ان هذا الحديث كان بصيغة وعترتي أهل بيتي كما هو اعتقادنا وعليه وهناك أدلة قطعية وجمهور المسلمين على ذلك أو من شذ وذهب إلى انه الصيغة ليست وعترتي وإنما الصيغة وسنتي، الآن انا لا أتحدث ان صيغة الحديث وعترتي أو ان صيغة الحديث وسنتي سواء كان صيغة الحديث وسنتي فواضح بأنه أساساً السنّة النبوية لها دور أساسي في العصمة من الضلالة لان الرسول الأعظم كما في هذا الحديث المتواتر يقول ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا، إذن ركنان وانه لا يمكن النجاة من الضلالة الا بالتمسك بهما معا القرآن والعترة، نعم يبقى بحث وهو انه ما هو دور السنّة هذه السنّة النبوية عندما أقول سنّة لا يتبادر إلى ذهن المشاهد الكريم مقصودي جماعة المسلمين الذين الآن يسمون نفسهم أهل السنّة والجماعة ليس حديثي مع عموم المسلمين وانما حديثي عن السنّة النبوية وعن حديث رسول الله فإذا لم يأت في بحثي السنّة ولم اقيدها بالنبوية لا يتبادر إلى ذهن المشاهد اني اتكلم عن أهل السنّة والجماعة في قبال اتباع مدرسة أهل البيت لا، وانما اتكلم عن السنّة النبوية سواء آمنا بان الصيغة هي صيغة وسنتي فواضح وكذلك لو آمنا بان الصيغة هي صيغة وعترتي أهل بيتي لأنّه بعد ذلك سنبين ان أئمة أهل البيت لا يوجد عندهم شيء يقولونه الا عن من؟ عن الرسول (صلى الله عليه وآله) لان حديثهم حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهذا ما سنقرأ فيه الأحاديث الكثيرة في هذا المجال التي صرحوا فيها ان حديثهم هو حديث رسول الله هو حديث جدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، هذا هو الاتجاه الأول والدليل القطعي عليه بالإضافة إلى الأدلة السابقة هو ما اشرنا إليه وهو حديث الثقلين، الاتجاه الثاني قلنا ان هذا الاتجاه الثاني لا اقل بوادره لا اقل بشكل رسمي ومصرح به وجدناه في محضر رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند الاحتضار وقرأنا هناك مجموعة من الروايات من صحيح البخاري وصحيح مسلم تصرح ان البعض قال حسبنا كتاب الله أو كتاب الله حسبنا، اشرنا إلى هذين النصين ومن باب الاستذكار بودي ان المشاهد الكريم يلتفت انا انقل هذه الروايات من صحيح البخاري في صحيح البخاري بشكل واضح وصريح الذي اشرت إلى الطبعة في الاسبوع الماضي وهي طبعة بيت الأفكار الدولية لصحيح البخاري هناك قلنا بانه توجد مجموعة من النصوص الصريحة والواضحة التي قالت منها فقال رسول الله، الرواية عن ابن عباس، قال لما حضر رسول الله وفي البيت رجال، حضر يعني في حال الاحتضار يعني آخر ساعات حياته المباركة والشريفة (عليه أفضل الصلاة والسلام) فقال النبي (صلى الله عليه وآله) قال يعني ان النبي هو طلب ذلك لا انهم طلبوا منه، فقال النبي هلم اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده، فقال بعضهم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم كتاب لا تضلوا بعده ومنهم من يقول غير ذلك إلى آخره سأقرأ الرواية بعد ذلك، هذا النص إذا يتذكر المشاهد قلنا في هذا الحديث وهو الرقم (4432) عبرت الرواية قال بعضهم ولكن نفس صحيح البخاري لا اقل في موضعين أو ثلاثة مواضع اخر عبر عنه ان القائل هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب لا اقل بالامكان ان نرجع إلى هذا النص الوارد في الحديث (5669) في هذا الحديث العبارة واضحة أو (7366) اقرأ الرواية عن ابن عباس قال لما حضر النبي قال وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال هلم اكتب، قال عمر ان النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله واختلف أهل البيت، يعني الذين كانوا حاضرين في البيت. جيد، إذن النصوص بشكل واضح وصريح، طبعا في نصوص مدرسة أهل البيت هذه القضية أيضاً واضحة ان الذي قال هذا الكلام هو الخليفة الثاني وكذلك الاخوة الذين يريدون ان يراجعون الحديث (5669 وكذلك الحديث 7366 وكذلك الحديث 4432) بعضها عبر بعضهم وبعضها اشار إلى انه الخليفة الثاني، طبعا فيما يتعلق بهذا النص الذي قرأناه هناك رواية وهي رواية (4431) الرواية يتذكر المشاهد الكريم نحن قرأناها الرواية قال ابن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس، الرواية عن سعيد بن جبير طبعا في باب مرض النبي ووفاته في باب المغازي الباب (64) كتاب المغازي والباب (83) في مرض النبي ووفاته الرواية عن سعيد بن جبير قال قال ابن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله وجعه، فقال اتوني اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا، التفتوا جيدا النص ليس فقط لن تضلوا بعده في بعض النصوص لن تضلوا بعده ابدا، إذن العاصم من الضلال كان يريد الرسول (صلى الله عليه وآله) ان يكتب للمسلمين كتابا وهو في اخريات وفي اخريات ساعات حياته المباركة والشريفة الآن لماذا اراد الرسول ان يفعل ذلك وهل انه كان قد بلغ هذا الأمر قبل ذلك أو لم يبلغ سأشير إليه بعد ذلك، قال فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا ما شأنه أهَجَرّ. هنا انا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت هذه أهَجَرّ ما هو مقصود المتكلم، مقصود المتكلم في هذا المجال كما ورد في ارشاد الساري في صحيح البخاري.
    المقدم: هذا شرح لصحيح البخاري.
    آية الله السيد كمال الحيدري: ارشاد الساري لشرح صحيح البخاري تأليف أبي العباس شهاب الدين احمد بن محمد القسطلاني المجلد السادس دار احياء التراث العربي بيروت، هناك في الجزء السادس صفحة (462) هذه عبارته بودي ان المشاهد يلتفت فقالوا ما شأنه أهَجَرّ ، هذا كلام القسطلاني في شرح صحيح البخاري، فقالوا ما شأنه أهَجَرّ باثبات همزة الاستفهام وفتح الفاء والجيم والراء ولبعضهم أهَجَرّاً بضم الهاء وسكون الجيم والتنوين مفعولا بفعل مضمر اي قال هجراً إلى ان يقول والمراد به وهو الهذيان الذي يقع من كلام المريض الذي لا ينتظم كلامه، إذن كان هناك في المجلس الآن من هو؟ الآن ليس حديثي واقعا ليس الآن بحثي في هذا وليس مهما عندي كثيرا وانما المهم عندي ان بعض من حضر احتضار الرسول الأعظم وهو في اخريات ساعات حياته ويريد ان يكتب كتابا يوصي فيه الامة بوصية تؤدي تعصمهم من الضلالة يعامل بأي معاملة؟ اما ان يقول له الخليفة الثاني غلبه الوجع واما ان يقول له البعض بانه هجر يعني اصابه الهذيان، الآن وان كان القسطلاني حتى للامانة، وان كان القسطلاني يقول بانه البعض قد يقول بانه هذه (وأهَجَرّ أهَجَرّاً) يعني انه لماذا لا تقدمون الكتاب له استنكار يريد ان يجعله حتى لا يتهم الصحابة ولكن واضح حتى القراءة عند التحقيق الذي الآن موجود أمامي يعني هذه النسخة المحققة لا يوجد فيها وإنما كتبت بنحو أهَجَرّ لا أهَجَرّاً، استفهموه فذهبوا يرددون عليه يعني يسألونه واقعا تريد كتاب باعتبار أنهم احتملوا فيه الهذيان فقد الوعي فقد الانتظام فقد التوازن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) كأي إنسان آخر فقد ذلك فاستفهموه واقعا يريد هذا أو انه هذه من هذيانات المرضى في هذه الحالة، فقال دعوني، النبي (صلى الله عليه وآله) هنا اجابهم قال دعوني. إذن هذا هو حال انا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت وبعد ذلك سأشير بانه هذه الكلمات تنبئ عن ماذا دكتور واقعا الإنسان إذا فكر بشكل دقيق وعميق يجد خطورة كبيرة جدا كما اشرت في الحلقة السابقة من الواضح ان الذين حضروا هذا المجلس وفي هذه الساعات بالخصوص لم يكن عموم الناس وعموم الصحابة لم يكن ناس عاديين ابدا وانما هم من؟ اعلام الصحابة هم اعيان الصحابة لأنّه كما نعلم بانه الحجرة لا تسع إلى خمسة إلى عشر عشرين لا أكثر من ذلك إذن لا يسمح لأي إنسان لابد ان يكونوا هؤلاء علية الصحابة والروايات تؤكد انهم علية الصحابة وصرحت باسماء بعضهم كما اشرنا، انا هنا بودي تتمة للبحث السابق ان ابين للمشاهد الكريم هذه النقطة وهي انه قد يقول قائل بانه ما مقصود حسبنا كتاب الله ليس المقصود من حسبنا كتاب الله يعني يريد ان يلغي دور السنّة ويريد ان يحذف دور السنّة وانما مقصوده شيء آخر، هذا الكلام لا يمكن قبوله، لماذا؟ باعتبار ان هناك في مبحث مفصل موجود عند الاعلام والآن انا لا اريد ان ادخل فيه وهو انه منع تدوين السنّة في صدر الإسلام يعني في خلافة الخليفة الأول والخليفة الثاني وكتبت كتب متعددة في هذا المجال الآن لا مجال للرجوع إليها يعني الآن ليس مجالي ان انقل ولكن انقل رواية واحدة هذه الرواية وردت في كتاب حجية السنّة للشيخ عبد الغني عبد الخالق رئيس قسم أصول الدين بجامعة الازهر نشر المعهد العالمي للفكر الإسلامي واشنطن ودار الفكر بيروت (1407 للهجرة) صفحة (395) الرواية التي ينقلها هذه عن القاسم بن محمد بن أبي بكر ان عمر بن الخطاب بلغه انه قد ظهرت في أيدي الناس كتب فاستنكرها وكرهها وقال أيها الناس انه قد بلغني انه قد ظهرت في أيديكم كتب فأحبها إلى الله أعدلها وأقومها فلا يبقين احد عنده كتابا الا أتاني به فأرى فيه رأيي، يقول قال القاسم بن محمد، قال فظنوا انه يريد ان ينظر فيها ويقومها على امر لا يكون فيه اختلاف فاتوه بكتبهم فاحرقها بالنار. هذه الرواية كما اشرت إليها.
    المقدم: وليس فيها الا حديث رسول الله.
    آية الله السيد كمال الحيدري: وليس فيها الا حديث رسول الله من غير تقويم، العجيب ان الرسول (صلى الله عليه وآله) يظهر انه اخبر عن هذه الحقيقة من بعده (عليه أفضل الصلاة والسلام) هذا الحديث انا انقله لكم من كتاب سنن ابن ماجة، أيضاً بنفس الطبعة السابقة تصنيف أبي عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني وهو أيضاً اعتنى به فريق بيت الافكار الدولية هذه الطبعة المعروفة هناك في صفحة (19) تحت عنوان كتاب المقدمة باب اتباع سنّة رسول الله أو الباب الثاني باب تعظيم حديث رسول الله والتغليظ على من عارضه، الرواية أيضاً صحيحة السند عن المقدام عن ابن معد كرب الكندي ان رسول الله قال يوشك الرجل، الحديث رقم (12) في هذا الكتاب في سنن ابن ماجة، ان رسول الله قال يوشك الرجل متكئا على اريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله. إذن يريد ان يحذف دور السنّة النبوية يريد ان يلغي دور السنّة النبوية، اقرأ متكئا على اريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل ما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه الا وانما حرم رسول الله مثل ما حرّم الله، يعني يقول بانه لا يتبادر إلى ذهنكم فقط تقولون كفانا كتاب الله حسبنا كتاب الله ابدا فانما حرّم رسول الله مثل ما حرّم الله سبحانه وتعالى في كتابه لا فرق بينهما ولذا نحن قلنا في الحلقة السابقة قلنا ان قوله (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) هذا يريد ان يشير ان هناك امور صدرت من الله الذي يعبّر عنها في نصوصنا بفرض نبيكم وهناك تشريعات صدرت من الرسول (صلى الله عليه وآله) وهي المعبر عنها بسنّة نبيكم، إذن فرض ربكم وسنّة نبيكم إذن إلى هنا انتهيت إلى هذه النتيجة ولو انا اطلت في هذه المقدمة دكتور وهي انه المشاهد لابد ان يلتفت انه في عهد رسول الله إذن فيما يتعلق بدور السنّة النبوية كان هناك اتجاهان اساسيان الاتجاه الأول اتجاه كان يؤكد على دور السنّة النبوية في فهم المعارف الدينية والاتجاه الآخر كان يريد ان يحذف هذا الدور وان يلغي هذا الدور وان لا يعطي مجالا للسنّة النبوية واشرنا إلى الروايات.
    المقدم: احسنتم سماحة السيد. إذن بعد هذه المقدمة وهذا التلخيص سماحة السيد والاضافات التي اضفتموها احسنتم، يعني ما هي اهم النتائج المترتبة على هذا الكلام الصادر من بعض الصحابة في محضر رسول الله (صلى الله عليه وآله).
    آية الله السيد كمال الحيدري: في الواقع انه انا اتصور ان هذا الكلام بحسب التحليل النظري واقعا كلام خطير جدا وانا اشير إلى بعض النتائج المترتبة على هذا الكلام وهو انه شخص بمحضر الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) يقول مثل هذا الكلام، النتائج المترتبة بنحو الإجمال اشير اليها حتى لا يأخذ الوقت كثيرا وما نصل إلى مطالبنا الاصلية، اولا ان هذا الكلام لأنّه النص يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال فقال النبي، إذن يدخل يكون مصداقا لقوله تعالى (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) لأنّه الرواية تقول فقال النبي إذن هذا لم يكن فعلا للنبي لم يكن تقريرا للنبي لم يكن شيء من هذا القبيل لم يكن استنتاجا من قبل النبي وانما كان نطقا وكلاما وقولا من النبي فإذا كان كذلك ينطبق عليه قوله تعالى في سورة النجم (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) وبهذا يتضح لنا ان أولئك الذين قالوا أهَجَرّ واقعا هؤلاء دخل الإيمان في قلوبهم أو لم يدخل؟ لا يمكن ان هؤلاء دخل الإيمان في قلوبهم وآمنوا بالرسول وآمنوا بهذا القرآن ومع ذلك يحتملون ولو على سبيل الاحتمال ان الرسول (صلى الله عليه وآله) اصيب بالهذيان يهجر في هذه الساعة وفي مثل هذا لان القرآن صريح في هذا المعنى يقول (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) والعجيب وهذا من الغرائب واقعا ان هذا الكلام عندما صدر لم يصدر هناك ردع له من الاصحاب ومن الذين كانوا في محضر الرسول (صلى الله عليه وآله) وهذه مشكلة اخرى.
    المقدم: بل بعضهم ردد المقالة.
    آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، وافق يقول انقسم أهل البيت إلى من قال لا يحتاج إلى ان يكتب وبعضهم قال هذا معناه ان هناك جماعة ايدت هذه المقولة اقرأ الكلام، قال ولا ينبغي فقالوا ما شأنه أهَجَرّ استفهموه فذهبوا يرددون عليه إلى الرواية هلم الرواية تقول فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول، إذن تبين انه انقسموا إلى قسمين قسم أيد أن الرسول (صلى الله عليه وآله) أصابه الهذيان وقسم رفض ذلك أو النص الآخر غلبه الوجع، الآن صحيح هذا النص وهو غلبه الوجع لا يوجد فيه التصريح بالهذيان ولكن هذا معناه ان كلامه ينفع أو لا ينفع؟ لا ينفع، مع ان صريح القرآن الكريم يقول (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) إذن سواء كان أهَجَرّ أو كان غلبه الوجع هذا رد صريح للقرآن الكريم.
    المقدم: والراد عليه كالراد على الله.
    آية الله السيد كمال الحيدري: هذا رد صريح الله، إذا رد على الرسول كان رد على الله، ولكن هذا رد للوحي الالهي هذا رد مباشر وعدم قبول للنص القرآني لان الله سبحانه وتعالى القائل (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) الرسول لم يقل عن نفسه انا ما انطق عن الهوى، الله قال في حقه فالرد عليه رد على الله سبحانه وتعالى هذا هو الاثر الأول المترتب على مثل هذا الكلام سواء كان بنص أهَجَرّ أو كان بنص غلبه الوجع. الأمر الثاني المترتب على ذلك انه مخالفة لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، لماذا؟ ليس مخالفة انه اراد ان يكتب الكتاب وهؤلاء منعوا من كتابة الكتاب، هذا كان مخالفة الله، هؤلاء تنازعوا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والرسول (صلى الله عليه وآله) ماذا يقول؟ يقول: ولا ينبغي عند نبي تنازع، من هنا حاول البعض واقعا ان يتخلص قال هذا الكلام ولا ينبغي عند نبي تنازع هذا كلام ابن عباس هذا ليس كلام الرسول (صلى الله عليه وآله) حتى انه يخلص هذا المأزق الذي وقع فيه بعض اعيان الصحابة يعني ما وقع فيه الخليفة الثاني انه اوقع النزاع عند رسول الله، يعني هو في كلامه صار منشأ للنزاع في حضرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) حاول البعض ذلك ولكنه العجيب ان القسطلاني يقول لا هذا ليس كلام ابن عباس وانما كلام الرسول (صلى الله عليه وآله) والذي يؤيد ما يقوله القسطلاني بل يدل عليه ليس يؤيده هي الرواية الواردة في صحيح البخاري في باب من كذب على النبي (صلى الله عليه وآله) في الحديث (114) في باب كتاب العلم باب اثم من كذب على النبي الباب (38) من كتاب العلم هناك الرواية أيضاً بهذا المضمون عن ابن عباس قال لما اشتد بالنبي وجعه قال آتوني بكتاب اكتب قال عمر ان النبي غلبه الوجع وهذا هو الموضع الرابع الذي يذكره البخاري هذا النص، وعندنا كتاب الله حسبنا هذا النص هنا وعندنا كتاب الله حسبنا، النصوص السابقة حسبنا كتاب الله، وهذا يكشف عن انه ليست كل النصوص الواردة في البخاري لعله جملة منها منقولة بالمعنى وليست هي لفظ رسول الله، فاختلفوا وكثر اللغط، قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قال قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع.
    المقدم: عندي صارت واضحة.
    آية الله السيد كمال الحيدري: واضحة بعد هذا النص، قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع.
    المقدم: لو غلب عليه الوجع لماذا يقول هذه المقالة الواضحة.
    آية الله السيد كمال الحيدري: هذا البحث يأتي شيئا فشيئا، إذن هذا النص الوارد من الخليفة الثاني غلبه الوجع هذا هو ادى إلى التنازع وهكذا إذن هذه مخالفة لرسول الله مباشرة لان الرسول (صلى الله عليه وآله) يقول لا ينبغي ولا ينبغي عندي التنازع وثالثا وهذه لعله اهم هذه القضايا وهو انه سواء كان النص الأول أو الثاني أو الثالث أو الرابع هذه النصوص كلها هؤلاء الذين تكلموا بهذا الكلام صاروا سببا في منع هذا الخير العظيم وهذه الوصية التي عبر عنها من؟ من لا ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى قال اكتب كتابا لن تضلوا بعده ابدا، هؤلاء صاروا سببا.
    المقدم: فكل من ضل هذه نتيجة هذا العمل.
    آية الله السيد كمال الحيدري: واقعا هذا نص عبارة الرسول (صلى الله عليه وآله) قال اكتب لكم كتابا بتعبير اقرأ النص مرة، قال أأتوني بكتاب اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده في بعض النصوص لا تضلوا بعده ابدا، وهؤلاء بهذا الكلام سواء بعبارة أهَجَرّ أو بعبارة غلبه الوجع كما قرأنا في صحيح مسلم وصحيح البخاري منعوا الرسول (صلى الله عليه وآله) ان يحقق هذه الامنية للامة وان يخلص الامة من اي ضلال يقع بعده.
    المقدم: ولصارت أقوى الأمم كما أراد لها الله ورسوله.
    آية الله السيد كمال الحيدري: المهم انه هؤلاء صاروا سببا في منع هذا الخير العظيم والبركة العميمة التي كان يريدها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) لامته بعد ذلك.
    المقدم: والغريب انهم في الصلاة يقولون ولا الضالين هم يدعون الله ان لا يجعلهم من الضالين ومنعوا هذا الخير.
    آية الله السيد كمال الحيدري: ولكنهم منعوا هذا الخير.
    المقدم: شكرا لكم سماحة السيد، إذن يأتي سؤال آخر يتعلق بهذا الخصوص سماحة السيد يعني قد يقال انه (صلى الله عليه وآله) حينما لم يكتب الكتاب قد ايد المعترضين ويشهد بذلك انه بعد اعرض عن كتابة الكتاب.
    آية الله السيد كمال الحيدري: ولعله البعض أيضاً يقول بانه أساساً نعم لو انه كان لهذا الكتاب هذه الضرورة التي انتم تقولون إذن لماذا ان النبي (صلى الله عليه وآله) عندما تكلم البعض واتهم الرسول (صلى الله عليه وآله) بانه اصابه الهذيان أو قال عن النبي انه غلبه المرض والوجع ولوازمه والا إذا كان غلبه المرض وغلبه الوجع ولا يؤثر على شيء فلماذا يمنع من الكتابة إذن هذا معناه ان القائل عندما قال غلبه الوجع كان يريد لوازم هذا، فقد يقال ان الرسول (صلى الله عليه وآله) بقرينة انه امتنع عن الكتابة انه اقر القائل على هذا الكلام يعني عندما قال بعضهم غلبه الوجع النبي (صلى الله عليه وآله) اقره وافقه فهو يكون من التقرير لا يكون من القول أو من الفعل، وانا ما ادري هؤلاء كيف بعد يقررون ذلك الذي قال أهَجَرّ يعني أيضاً رسول الله (صلى الله عليه وآله) اقره على انه اصبت بالهذيان.
    المقدم: في التقرير هو لم يغلبه الوجع كان صاحيا.
    آية الله السيد كمال الحيدري: شيء غريب، عندما يأتون إلى نص غلبه الوجع يقولون بانه ماذا، طبعا مقالة بعض أهل العلم لا اعلم ولكنه هذه العبارة تنقل من هنا وهناك عند البعض سواء كانوا من أهل العلم أو متلبسين بالعلم، هؤلاء يقولون هكذا ولكنه الجواب اولاً كما يقال بحسب المنطق الفني والاصطلاحي يقال النقض عليهم، فماذا يقول في قوله أهَجَرّ، أهَجَرّ أيضاً الرسول عندما لم يكتب الكتاب هذا معناه اقر القائل على انه اصبت بالهذيان وأصبت بالهجر هذا مقصوده! هذا أولاً، وثانيا لو كان الأمر كذلك لماذا ان النبي (صلى الله عليه وآله) لو كان موافقا كان يؤيد كان يقول احسنت ايها القائل بانه حسبنا كتاب الله هذا كلام حق ليس انه يردعهم ويقول قوموا عني لا ينبغي عندي تنازع هذا كلام من يريد ان يقر على حقيقة لو كلام من رفض مثل هذا الكلام؟ هذا كلام الاقرار لو كلام الرفض؟ المشاهد الكريم وان كنت اكرر له ولكنه اقرأ له النص مرة أخرى قال وعندنا كتاب الله فاختلفوا وكثر اللغط قال قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع، هذا الشاهد الثاني، الشاهد الثالث لا ينبغي عندي التنازع، لو كان حقا لما كان تنازعا هذا الذي قاله ذاك الذي قال بعضهم هجر وبعضهم غلب عليه الوجع كان كلام حق وحسبنا كتاب الله كان كلاما حقا لماذا يقول لهم تنازع! لماذا ان الرسول (صلى الله عليه وآله) يعبر عن هذا الاختلاف الذي وقع يعبر عنه تنازع ولا ينبغي عندي تنازع انه يحاول البعض ان يقول ان الخليفة الثاني عندما قال حسبنا كتاب الله هذا كلام حق والرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) اقره على ذلك، إذا كان اقره على ذلك لماذا يقول له قوموا عني لماذا يقول هذا تنازع لماذا ان النص يقول كثر اللغط فيما بينهم.
    المقدم: يعني في بعض الأخبار قال دعوهن للنساء فإنهن خير منكم.
    آية الله السيد كمال الحيدري: المهم انا الآن أريد ان أتكلم على مستوى قد يقول قائل هذا النص لم يرد في صحيح البخاري نحن نتكلم على مستوى صحيح البخاري وصحيح مسلم، الأمر الثالث ولعله من أقوى القرائن على انه لم يكن هنا أي إقرار وأي تقرير من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لمقالة الخليفة الثاني عندما قال حسبنا كتاب الله انه في كل هذه النصوص يوجد هذا النص وهو ان ابن عباس قال في آخره ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبين كتابة الكتاب.
    المقدم: لو كان حقا كيف يكون رزية، رسول الله يقر على الرزايا!
    آية الله السيد كمال الحيدري: كيف يمكن، وهو من المعلوم من هو ابن عباس، احد الصحابة بعد وحبر الامة، إذن اقرأ النص حتى المشاهد الكريم يلتفت جيدا، قال ابن عباس قال رسول الله قوموا قال عبيد الله فكان يقول ابن عباس ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين ان يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم.
    المقدم: هذا هو المانع من كتابة الكتاب.
    آية الله السيد كمال الحيدري: إذندعوى بانه النبي (صلى الله عليه وآله) بقرينة انه لم يكتب الكتاب إذن اقر الخليفة الثاني على مقالته وهو قوله حسبنا كتاب أو كتاب الله حسبنا هذه الدعوى مردودة بهذه القرائن والشواهد التي اشرنا إليها.
    المقدم: احسنتم كثيرا، والله تعالى يقول (وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ)، إذن هناك أيضاً يعني امر يتعلق بهذا الموضوع سماحة السيد، يعني قد يقول قائل حتى لو سلمنا انه اعترض البعض على ما قاله النبي (صلى الله عليه وآله) فهل ان التكليف الإلهي يسقط بهذا الاعتراف.
    آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، في الواقع هنا انا بودي انه وان كان الوقت ضيق أشير إلى نكتتين النكتة الأولى أو المطلب الأول الذي أريد ان أشير إليه وهو انه لا يتبادر ان النبي (صلى الله عليه وآله) كان يريد ان يقول هذا الكلام لأول مرة وإنما نحن نعتقد ان هذا الذي كان يريد ان يوصي به تقدم منه مرارا وتكرارا، من هنا قد يقول قائل إذا كان النبي قد تقدم منه ذلك؟ لأنّه صريح القرآن (أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) لا يمكن ان يقال بانه كان هناك شيء لم يبينه إلى اخريات حياته (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ)، (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) إذن الرسول (صلى الله عليه وآله) كان قد بين كل شيء.
    المقدم: ولا سيما ما يعصمهم من الضلالة.
    آية الله السيد كمال الحيدري: ما يعصمهم من الضلالة أبدا بنص الحديث، إذن ما هو الذي كان يريده؟ كان يريد ان يؤكد على حقيقة وهذا طبيعي الإنسان أهم شيء يهمه كالرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، الآن الأب أهم شيء يهمه أولاده وعائلته من بعده ولكن الرسول (صلى الله عليه وآله) يهمه هو يعتني بأمر أمته يا علي انا وأنت أبوا هذه الأمة عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم، الرسول (صلى الله عليه وآله) كان يريد ان يجعل هذه خاتمة حياته المباركة والشريفة ان يوصي بهذا الأمر المهم إذن لا يقول لنا قائل كيف يمكن ان يدعى ان هذا الأمر المهم كان بهذه الدرجة من الأهمية والرسول (صلى الله عليه وسلم) تركه، الجواب الرسول كان قد بين ولكنه كان يريد ان يؤكد هذه الحقيقة.
    المقدم: ان يجعلها آخر وصية.
    آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم حتى تثبت وتركز في الأذهان يقولون آخر وصية ولذا الآن انتم تنظرون انه يقولون ان آخر وصية أوصى بها الإمام الصادق من كان حوله قال عليكم لا تستهينوا لا تستخفوا بالصلاة لا تستخفوا بالصلاة لا تستخفوا بالصلاة فان من استخف بصلاته لا تناله شفاعتنا. انظروا إلى وصية الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) في أخريات ساعات شهادته تجدون أيضاً يؤكد على حقائق لا انه لم يبينها بيّنها ولكن هذه ركزت في أذهان الجالسين، تقولون إذا كان الأمر كذلك ما الذي منعه افترضوا ان بعض الصحابة أو أعيان عبروا عنهم ما تشاؤون اعترض لماذا صار هذا سببا في ان لا يكتب؟ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) عندما وجد إذا كتب هذا الكتاب سيكتب هذا الكتاب في ظرف فيه اتهام اما اتهام بالهذيان واما اتهام بغلبه الوجع عند ذلك هذا الكتاب بعد يأخذ قيمته أو تسقط قيمته؟ ابدا يقال ليس معلوم ان هذا الكتاب هل صدر والرسول في صحة أو الرسول في حالة هذيان وفي حالة مرض فلهذا أولاً كانت تسقط قيمة هذا الكتاب هذا أولاً وثانيا كان اخطر من ذلك انه كان يحصل هناك بحث بين بعض المغرضين الذين يحاولون ان واقعا يضعفوا دور الرسول الأعظم يقولون أساساً الرسول الأعظم من قال ان كل ما يقوله هو وحي يوحى لا فيه حالات يغلبه المرض يغلبه الوجع.
    المقدم: وفي كل مرض قد غلبه الوجع ليس في آخر مرض.
    آية الله السيد كمال الحيدري: عند ذلك تحصل هناك شبهة وتشكيك في كل السنّة النبوية ولذا النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) عندما وجد انه حصل التشكيك وحصلت الشبهة اكتفى بما ذكره لماذا؟ لأنّه كم يقال يلزم نقض الغرض لو كتب لأنّه لا يؤدي إلى الفائدة المطلوبة أولاً بل توجد هناك محاذير تترتب عليه ولذا انا قلت بانه هذا الكلام صار سببا لمنع ذلك الخير العظيم ولمنع تلك الوصية العظيمة من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) هذا التنازع هذا التشكيك صار سببا في ان لا يكتب الرسول (صلى الله عليه وآله) وان لا يؤكد على الحقائق، وإلا نحن نعتقد ان كل ما كان ينبغي ان يبينه الرسول الأعظم قد بينه فيما سبق لقوله تعالى (بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ).
    المقدم: أحسنتم، يعني سماحة السيد قبل ان ندخل الاتصالات، الخليفة الأول قد غلب عليه الوجع بحيث انه قال خلفت بعدي واُغمي عليه ولذلك اُخذت وصيته وما قالوا غلبه الوجع.
    آية الله السيد كمال الحيدري: ولا أهَجَرّ ولا اصابه الهذيان.
    المقدم: وصار الخليفة الثاني خليفة بما كتبه الخليفة وهو قد غلبه الوجع وفيه ما فيه اما رسول الله فالوجع يؤثر فيه والخليفة لا يؤثر فيه الوجع وهذه مصيبة، إذن تسمحون سماحة السيد ندخل الأخ سمير من العراق تفضلوا.
    المتصل الأخ سمير من العراق: السلام عليكم.
    المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    المتصل الأخ سمير من العراق: طال عمرك سيد كمال الحيدري الله يحفظك بحق النبي محمد عندي سؤال جزاك الله خير، سيدنا الجليل قليلا هو السؤال خارج الموضوع حول آية الولاية أو حديث الولاية للامير علي (سلام الله عليه)، يعني اريد الحديث نصا لان قناة صفا صار لها شهرين تنص تقول نريد إثبات ونريد كذا ولا يوجد، فقط نريدك ان تتطرق عليه.
    المقدم: ان شاء الله إذن الموضوع توضيح آية الولاية وصلت الفكرة، شكرا لكم. معنا الأخ محمد حسين من سوريا تفضلوا.
    المتصل الأخ محمد حسين من سوريا: السلام عليكم.
    المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    المتصل الأخ محمد حسين من سوريا: تحياتي إلى سماحة آية الله العلّامة السيد كمال الحيدري والى مقدم البرنامج الكريم الدكتور سالم جاري، سؤال قصير أولاً أهل السنّة والجماعة مدرسة الصحابة يعتبرون صحيح البخاري هو اصح الكتب بعد القرآن الكريم الذي ينقل السنّة النبوية الشريفة، في كثير من قنوات مدرسة الصحابة ينكرون هذا الحديث الذي ينقله السيد كمال الحيدري عن انه الرسول غلبه الوجع وصرحوا بانهم هذا الحديث ينكروه ولا يقبلوه فاما يعتبرون هذا كتاب صحيح البخاري كتاب كل ما ورد فيه يكون حجة عليهم وأما لا هذا موضوع وأرجو من سماحة السيد كمال الحيدري سؤال اخير، هم في كتبهم يقولون ان بعد يوم الخميس يوم وفاة الرسول يعني قبل وفاة الرسول امر ابا بكر في الصلاة بالمسلمين فكيف يأمر ابو بكر بالصلاة في المسلمين وينقل عنه هذا الحديث لا ينبغي عندي تنازع فأرجو من السيد توضيح هذه النقطة، فهل صلى ابو بكر بالمسلمين في ذلك اليوم أو لم يصل وان صلى أو لم يصل ما يترتب على ذلك؟ وشكرا.
    المقدم: شكرا لكم، معنا الأخ جابر من العراق تفضلوا.
    المتصل الأخ جابر من العراق: السلام عليكم.
    المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    المتصل الأخ جابر من العراق: مولاي هناك اضافة لهذا الأمر ذكر في كتب المسلمين وعلى الأغلب في واقعة صلح الحديبية عندما وافق النبي على قبوله حينها قال عمر لأبي بكر أو ليس رسول الله أو لسنا على الحق.. فهل هذا الأمر يعتبر حادثة سابقة لرزية الخميس وهل هي مصدر تشكيك في رسالة النبي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    المقدم: عليكم السلام، الأخ عبد الله الشمري من دبي تفضلوا.
    المتصل الأخ عبد الله الشمري من الامارات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    المتصل الأخ عبد الله الشمري من الامارات: تحية لك أخي مقدم البرنامج وتحية لسماحة الشيخ السيد الفاضل، الحقيقة انا عندي نقطتين النقطة الأولى مما لا شك ان سماحة الشيخ ذو علم غزير وانا استمع وأنت تعلن بعض القضايا، لماذا لا يؤلف سماحة الشيخ كل هذه القضايا التي تدين أهل السنّة في كتاب ويعرضها عليهم أو يقف في مناقشة، القضايا احيانا هناك ظني هناك القطعي عندنا هناك الظني الدلالة سماحة الشيخ وأنت عندما تتحدث طال الله في عمرك، عندما تتحدث تتحدث مع ناس اميين ومع ناس علماء، انا سني المذهب ولكني لا افرق بين احد واحد وأحب أهل البيت والصحابة وأريد من فضيلة الشيخ إذا قال هذه العبارة الجميلة ان النبي قال لا تنازع لماذا لا تنعكس هذه العبارة علينا وعلى ضمائرنا فلا نجعل التنازع يسري بيننا ويتفرق العراق وتتفرق الأمة يا سماحة الشيخ ان هناك من الكلمات إذا خرجت تنزل دماء في الشوارع فنريد ان نؤلف بين القلوب ونريد ان نؤلف بين الناس مع احترامي وتقديري لك ودعائي لك بكل خير وأشكرك وأدعو إلى تأليف كتاب يجمع القضايا الخلافية حتى نواجه بها حتى هناك من يرد يا فضيلة الشيخ وأشكرك وبارك الله فيك.
    المقدم: حياكم الله شكرا لكم أخي الكريم، معنا الأخ ابو محمد من البحرين، تفضلوا.
    المتصل الأخ ابو محمد من البحرين: السلام عليكم.
    المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    المتصل الأخ ابو محمد من البحرين: ودي اسأل الشيخ ان كان الإمام علي والعباس وعمار وابو ذر وسلمان والموالين يوم الخميس، السؤال الثاني لماذا لم يقل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) اخرجوا وليبقى العباس وعلي والموالين واذا كان أمر الهي فهل كان الرسول مقصر في أمر الله، ولماذا يخاف الرسول من الصحابة ومعنى ذلك ان الرسول لم يبلغ امر الله، وقال الشيخ ان عمر ألقى السنّة فماذا تقول في الحديث الذي روي عمر في صحيح البخاري انما الأعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى، فما هذا التناقض يا شيخ.
    المقدم: هو التناقض عند عمر وليس عند سماحة السيد، هو نفسه يروي ثم يرفض.
    آية الله السيد كمال الحيدري: انا بودي ان يكمل حديثه كاملا استمع لك أخي العزيز تفضل.
    المتصل الأخ ابو محمد من البحرين: الحديث في كتاب باب الطهارة عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه، هذا الحديث يا شيخ.
    المقدم: شكرا لكم، شكرا للأخ أبي محمد، إذن تفضلوا بالإجابة نبدأ بالأخ سمير نعم قضية حديث الولاية وآية الولاية.
    آية الله السيد كمال الحيدري: هذا ان شاء الله تعالى انا ما ادري في النتيجة هو قصد آية الولاية (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ) اما قصد آية الولاية في القرآن واما قصد حديث الولاية الذي هو حديث من كنت مولاه فهذا علي مولاه، إذا كان مقصوده الأول أو مقصوده الثاني هذا ان شاء الله تعالى سيأتي في محله سواء كانت آية الولاية وهي (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ) أو حديث الولاية وهو حديث الغدير من كنت مولاه فهذا علي مولاه سيأتي بحثه ان شاء الله تعالى. اما سؤال الأخ العزيز محمد حسين من سوريا وهو انه أساساً مدرسة الصحابة لا يوافقون والله انا لا اعلم الآن يوافقون أو لا يوافقون انا الروايات التي قرأتها من صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن ابن ماجة وغيرها، اما دعوى ان النبي أمر الخليفة الأول بالصلاة مكانه هذه دعوى لا أساس لها من الصحة وان شاء الله تعالى إذا وفقنا في حلقة من هذه الحلقات سنبين بطلان وعدم صحة هذه الدعوى التي يروجون لها ان النبي (صلى الله عليه وآله) امر الخليفة الأول بأن يصلي مكانه هذا الكلام ليس صحيحا كدعوى ان الإمام أمير المؤمنين قال للحسن والحسين اذهبا على باب الخليفة الثالث واحموه هذه كلها لا أساس لها وليست صحيحة والروايات الواردة فيها مناقشة بشكل واضح وصريح. اما سؤال الأخ جابر من العراق.
    المقدم: يقول صلح الحديبية.
    آية الله السيد كمال الحيدري: الجواب أخي العزيز أنا ما أريد أشتت البحث ولعله هذا الذي تقوله أيضاً يؤيد هذا الذي أقول ولكنه انا أريد أن استند إلى أهم مصادر مدرسة الصحابة والروايات اقرأها ولعل هذه الرواية أيضاً موجودة ولكنه الآن ليس حديثنا في ذلك، اما الأخ عبد الله الشمري لماذا لا يؤلف كتاب، أخي العزيز انا كتبي إلى الآن بلغت الأربعين أو بلغت الخمسة وأربعين كتابا بإمكانك ان ترجع اليها وتجد بانه لا فيها أساساً تنازع ولا فيها دعوة إلى التكفير ولا فيها دعوة إلى التدليس ولا فيها اتهام الآخر ولا فيها إسقاط الآخر ولا فيها إقصاء الآخر ولا فيها ربط الآخرين والاتجاه الآخر بمباني يهودية أو مجوسية أو زردشتية كما تسمعون هنا وهناك، أنت في كل هذه الأحاديث أسمعت مني حديثا اتهم الآخر، ابدا، اجتهاد هو لعله يعتقد به فان كان مصيبا فطوبى له وان كان مخطئا ولم يكن قاصدا لشيء لعله عفا الله عنه انا ما اتكلم، اما تقول لماذا يوجد تنازع انا هذه كل أبحاثي أريد ان أقول هذه دعوتي للجميع لماذا نتنازع فلنذهب هذه فضائياتنا انا أقول ما عندي من كلمات الحق وأنت قل ما عندك من كلمات وعندها المشاهد الكريم هو حر في ان يقبل هذا الاتجاه أو يقبل ذلك الاتجاه.
    المقدم: أحسنتم، سماحة السيد دقيقة واحدة الأخ ابو محمد يقول هل كان ابن عباس والعباس والإمام علي هل كانوا موجودين في ذلك المجلس؟
    آية الله السيد كمال الحيدري: والله انا لا اعلم إذا تتكلم عن كتبنا فله حديث، اما عندما أتكلم على مستوى صحيح البخاري وغيره فلم يذكروا قال بانه نفر أو انه ناس أو انه مجموعة كانوا عند النبي (صلى الله عليه وآله) اما من هم؟ فالرواية لم تتكلم عن ذلك، اما لماذا ليبقى هذا ولم يخرج ذاك؟ أيضاً لا اعلم لماذا لم يفعل ولكن الرسول تألم رسول الله من هذا التنازع الذي حصل عنده، أما ما تقول بانه الخليفة الثاني هناك روايات نقلها في صحيح البخاري نعم انا اعتقد هناك روايات نقلها انا أتكلم عن هذه الروايات، أنت كسني أنت تقول أحب أهل البيت، نعم لابد ان تحب أهل البيت والا لخرجت عن دين الإسلام هذه حقيقة قرآنية (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) هذه ليست منة على أهل البيت حتى تقول نحن نحب أهل البيت كما يحاول البعض ان يصور هذه الحقيقة، هذه مسؤولية شرعية هذه عقيدة دينية لابد ان تلتزم بها لست حرا ولست مختارا في ان تحب، ولو أبغضتهم ولو نصبت لهم العداء لخرجت من الإسلام من الملة بلا ريب أخي العزيز التفت إلى هذه الحقيقة ونحن ليس حديثنا الآن في مودة أهل البيت وحب أهل البيت وإنما بحثنا آخر، تقول إذن الخليفة الثاني عنده روايات، أقول صحيح عنده روايات انا ما انكرت ما عنده روايات انا قلت ان الخليفة الثاني تعامل في محضر الرسول بهذه الطريقة قال حسبنا كتاب الله اما لماذا قال واقعا أنت اسأل الخليفة الثاني إذا رأيته اسأله.
    المقدم: احسنتم، إذن سؤاله سيبقى هل قصر رسول الله انتم أشرتم إليه.
    آية الله السيد كمال الحيدري: هذا السؤال أجبت عليه دكتور قلت ان الرسول (صلى الله عليه وسلم) لو لم يكن قد بين هذه الحقيقة فيما سبق نعم كان قد قصر، بيّن، اما لماذا أراد ان يؤكد؟ هذه طبيعية جدا انه أراد ان يؤكد أهم المفاصل الموجودة في الشريعة.
    المقدم: وهو ما يعصم أمته من الضلالة لو فعلت والتزمت، شكرا لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري أيضاً اشكر الأخوة والأخوات إلى اللقاء في الأسبوع القادم وايضا يوم الأحد لنا لقاء معكم ومع سماحة السيد كمال الحيدري في برنامج الأطروحة المهدوية، نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه.

    • تاريخ النشر : 2011/10/18
    • مرات التنزيل : 4648

  • جديد المرئيات