نصوص ومقالات مختارة

  • موقف ابن تيمية من حديث خلق الله آدم على صورته ق(3)

  • المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين، تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحييكم أطيبة تحية ونلتقيكم في هذه الحلقة من برنامج مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة هذا الأسبوع (موقف ابن تيمية من حديث خلق الله آدم على صورته، القسم الثالث).
    يطيب لي أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل الأخوة والأخوات الذين التقيتهم في العراق في سائر المحافظات في الواقع أود أن أتقدم لهم بالشكر الجزيل على مشاعرهم ومواقفهم الطيبة والنبيلة وقد نقلت تحياتهم الى كادر قناة الكوثر الفضائية، وأيضاً نقلت دعواتهم وتحياتهم واحتفائهم وتكريمهم لشخص آية الله السيد كمال الحيدري سواء كان الأخوة في النجف الأشرف أو في بغداد أو كربلاء أو من التقيت بهم من خارج العراق، واخص منهم بالذكر الأمانة العامة للروضة الحسينية المطهرة، شكراً لهم مرة أخرى. يطيب لي أن أرحب باسمك بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
    المُقدَّم: في البدء هل يمكن خلاصة لما يعتقده الشيخ ابن تيمية وأتباعه في حديث خلق الله آدم على صورته.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمنالرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
    بودي أن أقدم شكري الجزيل ودعائي المتواصل لكل من بعث بتحياته ودعواته وأشكر الله تعالى أن هذا البرنامج واقعاً أخذ مأخذاً من أوقاتهم وأشعر بأن توفيقات هذا البرنامج إنما جاءت بهذه الدعوات التي هي في ظهر الغيب للإنسان المؤمن.
    في الواقع أنا بودي في مقدمة بحث هذه الليلة أن أشير الى أنه هذا البحث إنما أنا عقدته لبيان مفصل من أهم المفاصل التي تميز مدرسة أهل البيت وتميز كلمات علماء المسلمين عن الاتجاه الذي اتجه الشيخ ابن تيمية وأتباع الشيخ ابن تيمية من المعاصرين من الوهابية وغيرهم، أولئك الذين سلكوا مسلك الشيخ ابن تيمية في هذه المسألة بالخصوص. نحن قلنا في الحلقتين السابقتين أننا بعد أن أثبتنا بشكل لا مجال فيه لأي بحث أن الشيخ ابن تيمية قائل بالتجسيم ومصرح بذلك ولا مجال فيه لغير ذلك، يبقى الكلام هل هو قائل بالتشبيه أيضاً وأنه مشبه ولو من بعض الوجوه لأن التشبيه من جميع الوجوه غير معقول أصلاً، وإنما التشبيه من بعض الوجوه هل هو مشبه أيضاً أو ليس بمشبه، ثم دخلنا في هذا الحديث او هذه النصوص التي تكلمت أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم على صورته، أو تلك النصوص التي سيأتي الحديث عنها لاحقاً أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم على صورة الرحمن، وهنا لابد أن أشير الى أن الشيخ ابن تيمية هو من أولئك الذين يصرحون بأن علماء المسلمين وأئمة المسلمين ذموا التشبيه لا أنه يستطيع أن يقبل نظرية التشبيه، ذموا التشبيه، ولكن بعد ذلك لابد أن نرى أنه يلتزم بذلك أو لا يلتزم.
    انظروا ماذا يقول في كتابه (درء تعارض العقل والنقل أو موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول، ج1، ص249) للشيخ ابن تيمية، تحقيق محمد رشاد سالم، وفي طبعات أخرى (ج1، ص150) هنا في هذا الكتاب (ج1، ص249) يقول: (ومما يوضح هذا أن السلف والأئمة كثر كلامهم في ذم الجهمية النفاة للصفات وذم المشبهة أيضاً) يعني أن السلف والأئمة أيضاً كثر كلامهم في ذم المشبهة. إذن على هذا الأساس يتضح أن نفي التشبيه وذم التشبيه هو رأي الأئمة ورأي السلف الصالح ورأي علماء المسلمين.
    أقول هذه الكلمة حتى يتضح بعد ذلك أنه يبقى على هذا أو أنه بحسب مبانيه سينتهي الى نظرية التشبيه بعد الالتزام بالتجسيم.
    (ومما يوضح هذا أن السلف والأئمة) يعني السلف الصالح من هذه الأمة (وكذلك أئمة المسلمين) يعني من علماء أهل السنة والجماعة (كثر كلامهم في ذم الجهمية النفاة للصفات وذموا المشبهة أيضاً) إذن المشبهة ممن ذمهم السلف وأئمة المسلمين. هذا أولاً. هذا على مستوى بنحو الإجمال وإلا تفصيله سيأتي بعد ذلك أن علماء المسلمين ماذا قالوا في هذه النصوص، وكذلك على مستوى مدرسة أهل البيت، في كتاب (التوحيد) للشيخ الصدوق المتوفى سنة 381هـ في (باب التوحيد ونفي التشبيه) انظروا ماذا يقول الإمام الرضا عليه السلام وهذا المضمون وارد عن جميع الأئمة، الرواية واردة عن الإمام الرضا عليه السلام في (ص37): (فليس الله عرف من عرف بالتشبيه ذاته) إذن من عرف الله بالتشبيه فقد عرف الله أو لم يعرفه؟ ولذا في موضع آخر يقول: (وبالإقرار يكمل الإيمان به ولا ديانة إلا بعد المعرفة ولا معرفة إلا بالإخلاص ولا إخلاص مع التشبيه) إذن من شبه الله فقد أشرك، وهذا الشرك ليس هو الشرك العملي يعني في النية وإنما الشرك النظري يعني أشرك مع ذاته سبحانه وتعالى، لأنه من جعل لله شبيهاً ولو ببعض الوجوه إذن جعل له شريك (ولا إخلاص مع التشبيه فكل ما في الخلق لا يوجد في خالقه) إذن نفي التشبيه المطلق وكل ما في يمكن في الخلق يمتنع من صانعه) إذن بهذا البيان يتضح للأعزاء المشاهدين الكرام وهو أنه أساساً مسألة التشبيه كما قال الشيخ ابن تيمية وكذلك ما قرأناه من توحيد الشيخ الصدوق أن مسألة التشبيه ونفي التشبيه مما تسالمت عليه كلمة علماء المسلمين من شيعة وسنة … إذن لندخل معاً الى كلام الشيخ ابن تيمية ومن يتبع الشيخ ابن تيمية من الوهابية المعاصرين لنرى أنهم من المشبهة أو ليسوا من المشبهة.
    وهذا الكلام إنما أقوله ليتضح للمسلمين جميعاً في العالم أنه واقعاً عندما يتهمون المسلمين جميعاً، أي شخص يذهب الى الحجة يعرف ما أقول يتهمونهم مشرك شرك شرك، يظهر أن هذه عملية إسقاط نفسية، يعني ماذا؟ يعني هو يعيش حالة الشرك ويريد أن يسقطها على الآخرين، هذا إن شاء الله تعالى من خلال البحث العلمي والمنهج العلمي الذي عهدناه في هذا البرنامج والتزمناه على أنفسنا أن لا نقول شيئاً ولا ننسب الى أحد شيئاً إلا من المصدر الذي يلتزم به.
    نرجع الى هذه الأحاديث يتذكر المشاهد الكريم نحن ذكرنا فيما سبق بأنه هذه النصوص فيها أقوال متعددة، يعني فسرت بتفاسير متعددة، ومن الأقوال التي فسر بها هذه النصوص هو القول الأول وقلنا أن القول الأول يقوم على عنصرين أساسيين، العنصر الأول وهو أن ضمير (على صورته) يعود على الله سبحانه وتعالى، يعني أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم على صورته، على صورة نفسه سبحانه وتعالى، هذا المعنى يتذكر الأعزاء حتى فقط أشير الى المصدر، أشير إليه في (بيان تلبيس الجهمية، ج6، ص373) تحقيق عبد الرحمن بن عبد الكريم اليحيى، قال: (والكلام على ذلك أن يقال هذا الحديث لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير عائد الى الله، فإنه مستفيض من طرق متعددة عن عدد من الصحابة وسياق الأحاديث كلها يدل على ذلك) إذن الشيخ ابن تيمية يعتقد بشكل واضح أن ضمير (صورته) يعود على صورة الله، ولكن هنا لابد أن أشير بنحو صحيح ودقيق أن هذا ليس مختصاً بابن تيمية الكثير من العلماء المسلمين قالوا أن هذا الضمير يعود على الله سبحانه وتعالى. إنما الذي … التفتوا لي أعزائي لأنه هنالك بعض من يخلط بين الأقوال وفي اعتقادي لأنهم أهل جهل وليسوا أهل علم، وإلا لو كانوا أهل علم لما خلطوا، نحن لا نختلف مع الشيخ ابن تيمية في العنصر الأول وهو أن الضمير … قد نتفق وقد نختلف ولكن أريد أن اقول أن هذا ليس من مختصات نظرية ابن تيمية واعتقادات ابن تيمية، وإنما الذي هو من اعتقاداته ومتبنياته وإصراره على ذلك أن المراد من الصورة ليست هي الصفة والصورة المعنوية، الصفة المعنوية المدركة بالعقل وإنما أن الصورة هنا تشمل الصورة الحسية والهيئة الخارجية، الشكل.
    نحن كلامنا مع الشيخ ابن تيمية في هذه النقطة أنه نعم أن الله خلق آدم على صورته، يعني على شكله وعلى هيئته الخارجية، هذا المقصود؟ الشيخ ابن تيمية يصر على أن المراد أن الصورة يعني الشكل المحسوسة، المرئية بهذه العين المحسوسة، أين يقول هذا المعنى؟ هذه هي الدراسة التي توجد قبل كتاب (بيان تلبيس الجهمية، قسم الدراسة، ص398 و 399) يعني قبل الجزء الأول يصرح ويقول: (والصورة ضربان: أحدهما محسوس كصورة الإنسان، والثاني معقول كالصورة التي اختص بها الإنسان من العقل والمعاني التي خص بها) ما هو المراد من الصورة عند ا لشيخ ابن تيمية في الحديث؟ في (ص399) يقول: (وعلى هذا يكون معنى الصورة في اللغة هيئة الشيء القائم بنفسه وخلقته وشكله، فكل موجود قائم بنفسه غير مفتقر لغيره تصح رؤيته) أي رؤية؟ الرؤية المحسوسة، يعني له شكل (ومشاهدته وتكون له صورة وحقيقة وشكل يتميز به عن غيره ويعرف به) يعني هذا شكلي وصوتي التي أتميز بها عن شكل وصورتي التي أتميز بها عن باقي الأشياء، ثم ينقل (قال شيخ الإسلام ابن تيمية) ينقل عبارة الشيخ ابن تيمية في هذا المجال.
    السؤال المطروح أن الشيخ ابن تيمية يصرح بهذا أو لا؟
    الشيخ ابن تيمية يصرح بهذا المعنى في (بيان تلبيس الجهمية) يقول: عندما أقول الصورة ليس مرادي الصفة والمعنى، الصفة المعنوية المعقولة وإنما مرادي الشكل والهيئة الخارجية المحسوسية، أين يقول؟ (بيان تلبيس الجهمية، ج6، ص472) التفتوا جيداً ما هي عبارته، يقول: (فصل، وأما التأويلات الثلاثة) ما هي التأويلات؟ في الحديث (التي ذكرها) يعني الرازي (في الطريق الثالث) سؤال: ما هو التأويل الأول؟ يقول: (التأويل الأول أن يراد قوله المراد من الصورة الصفة فيكون المعنى أن آدم امتاز عن سائر الأشخاص والأجسام بكونه عالماً بالمعقولات) إذن عندما يقول خلقه على صورته يعني على معانيه وعلى صفاته، يقول: هذا هو التأويل ونحن نقبل التأويل، وإنما نبقي الرواية على ظاهرها، يقول منهجنا لا نقبل التأويل ولذا يجعلها أين؟ يقول: (وأما التأويلات الثلاثة) إذن هذا الشاهد الأول على أنه لا يقبل أن الصورة بمعنى الصفة المعنوية، وإنما مراده الشكل الخارجي المحسوس بالعين المجردة. هذا الأمر الأول.
    الأمر الثاني أو الشاهد الثاني: انظروا ماذا يقول في مناقشة الفخر الرازي؟ أنا أتصور أنه لا يوجد تصريح أوضح من هذا، أن مراده من الصورة يعني الشكل والهيئة المحسوسة. (الوجه التاسع أن هذا المعنى) التفتوا معي الى الحاشية، هذا المعنى المحقق يقول (تفسير الصورة بالصفة أو صورته المعنوية أو الروحانية) يعني يرد على هذا القول. (إن هذا المعنى الذي ذكروه وإن كان ثابتاً في نفسه) صحيح (ويمكن أن يكون الحديث) يعني خلق الله آدم على صورته (دالاً عليه باللزوم والتضمن لكن قصر الحديث عليه باطل قطعاً). أنا لا أتصور أني احتاج الى التعليق على كلام الشيخ ابن تيمية، أولئك الذين يريدوا الدفاع عن الشيخ ابن تيمية فليدافعوا، يقولوا بأن الشيخ ابن تيمية يقول أن الله خلق آدم على صورته، ليس معناه على شكله وهيئته المحسوسة الخارجية، لأن هذا يثبت أن لله شكل وصورة على شكل وشبيهة بآدم.
    يقول: (إن هذا المعنى الذي ذكروه وإن كان ثابتاً في نفسه ويمكن أن يكون الحديث دالاً عليه باللزوم والتضمن) يعني ظاهر الحديث ليس هذا، بل ظاهر الحديث هو الصفة الخارجية (لكن قصر الحديث عليه باطل قطعاً كما تقدم).
    وشاهد ثالث على أن الشيخ ابن تيمية مقصوده من الصورة ليس مقصود من الصورة يعني فقط المعنوية وإنما مقصوده الصورة يعني الشكل الخارجي. رواية البخاري والنص الوارد في البخاري تقول (خلق آدم على صورته ثم قال) الرواية عن رسول الله كما يزعمون (طول آدم ستون ذراعاً فلفظ الطول وقدره ليس داخلاً في مسمى الصورة) إذن الله ليس طوله ستون ذراعاً، في الصورة فقط يشبه آدم، أطول من آدم أو أعرض من آدم، طبيعي باعتبار أنه جالس على الكرسي ولا يفضل منه إلا أربعة أصابع وكرسيه وسع السموات والأرض. ولذا كل حملة العرش عندما يجلس على الكرسي ويغضب يحسون بثقله ويصدر من الكرسي الأطيط، وقد قلنا هذا المعنى مفصلاً فيما سبق.
    يقول: (فلفظ الطول وقدره ليس داخلاً في مسمى الصورة حتى يقال إذا قيل خلق الله آدم على صورته وجب أن يكون على قدره وطوله) إذن أين يشبه آدم الله؟ التفتوا جيداً انظروا الى هذا المسكين كيف يقع في التشبيه من حيث لا يشعر … قال: (من المعلوم أن الشيئين المخلوقين قد يكون أحدهما على صورة الآخر مع التفاوت العظيم في جنس ذواتهما) ذاك طوله افترضوا 750 كيلومتر وآدم طوله 60 ذراعاً، أما في الشكل.
    المُقدَّم: فهذا متفقان كما هو يقول.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أما في الصورة يقول القدر والطول يختلفان أما الصورة فواحدة. هذا هو الشاهد الثالث على أن الشيخ ابن تيمية يصرح بأن مراده من الصورة يعني الشكل الخارجي والهيئة الخارجية، إذن فتحصل الى هنا ما هو رأي ابن تيمية في النصوص التي تحدثت أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم على صورته أو على صورة الرحمن: الأول أن الضمير يعود على الله والثاني أن المراد من الصورة يعني الشكل. كما تقول هذا الكتاب هذه صورته، كما تقول هذا صورتي ووجهي أو هذه المنضدة هذه صورتها وهيئتها الله أيضاً له … وبعد ذلك لابد أن يجيبنا الشيخ ابن تيمية الذي هذا اعتقاده ما هي صورته وشكله، تشبه من؟ سوف يثبت لنا يقول في الصحيح المرفوع أنه على صورة شاب أمرد. وبعد ذلك سيأتي بحثه إن شاء الله سنقف عند سماحة الشيخ ابن تيمية وسماحة علماء الوهابية لنعرف أن هذا الشاب الأمرد هي صورة الله سبحانه وتعالى. ستأتي الأبحاث تباعاً ولكنه كما قلت مراراً وتكراراً أعزائي من يريد متابعة هذه الأبحاث لابد أن يتابعها جميعاً لأنها متسلسلة كحلقات منطقية يتبع بعضها بعضاً.
    إذن هذه هي نظرية الشيخ ابن تيمية.
    المُقدَّم: سماحة السيد ذكرتم أن القول الذي اختاره ابن تيمية يستلزم التشبيه فضلاً عن التجسيم، فهل يلتزم ابن تيمية بالتشبيه ولو من بعض الوجوه بالمخلوقين، يعني يشبه الله بالمخلوقين.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أو يشبه المخلوق بالخالق، لأنه من الطرفين.
    لعله لباب هذه الحلقات هو الجواب عن هذا التساؤل لذا أطلب من الأعزاء الكرام أن يتأملوا ويتدبروا وسأقرأ عبارات كثيرة للشيخ ابن تيمية حتى لا يقال أن هذه عبارة واحدة، لعله في مكان آخر يقول شيئاً آخر، لا لا، سأقرأ عبارات متعددة وطويلة لعلها يمل منها المشاهد ولكني مضطر حتى أقول لأعزتي لأهل العلم من جميع المسلمين من الشيعة ومن السنة ومن أولئك الذين يتبعونه من غير علم، أنا معتقد أن 99% حتى أولئك الذين يدعون أنهم من أهل العلم واقعاً لا يعرفون هذه الحقائق في فكر وعقيدة الشيخ ابن تيمية، ولذا أدعوهم بإنصاف وطلباً للحقيقة أن يذهبوا ويطالعوا فإذا وجدوا أن ما أقوله صحيح عند ذلك فليتخذوا الموقف الديني المناسب.
    في المقدمة في الحلقة السابقة أتذكر أني ذكرت للمشاهد أننا لابد أن نميز بين التمثيل وبين التشبيه، يعني أن نفي المثلية عن الله ليس بالضرورة يعني نفي التشبيه عن الله سبحانه وتعالى، بعبارة واضحة: هذان كما قلت في الحلقة السابقة هذان الاناءان لو قال لي ما هي النسبة بينهما أقول هما مثلان، هذا مثل هذا ولذا أنت إذا أنا أبدلته مكانه الآخر لا تستطيع أن تعرف أي الاناء مرتبط بك وأي الاناء مرتبط بي، لماذا؟ للتطابق التام، هذا بالنسبة الى هذا.
    أما عندما نأتي الى هذا القلم وهذا القلم نجد أنهما مثلان أو ليسا كذلك، يختلفان؟ إذن هو متشابهان، طولهما واحد، افترضوا بعض الخصوصيات، يعني شبيه من وجه ومغاير له من وجه آخر، فهو شبيه من بعض الوجوه ومغاير من بعض الوجوه. السؤال المطروح على ابن تيمية وأتباعه يعني الوهابية: أنكم في معرفة الله هل تنفون المثلية والتشبيه من كل الجهات أو أنكم تنفون المثلية فقط، تقولون ليس كمثله شيء ولكنه يمكن أن يشبهه شيء من بعض الوجوه لا من كل الوجوه، لأنه إذا أشبهه شيء من جميع الوجوه صار مثله، إذن أنتم عندما تقولون بلا تشبيه مرادكم نفي التشبيه مطلقاً أو نفي التشبيه من بعض الوجوه، أي منهما؟ أعيد التساؤل حتى يتضح أن الشيخ ابن تيمية في أي دائرة يعيش وما هو فكره الأساسي في هذا المجال.
    عندنا نفي المثلية يعني التشبيه 100% والتطابق 100% لا إشكال ولا شبهة لا يوجد عاقل يؤمن بأن الله له مثل لقوله تعالى (ليس كمثله شيء) هم هل ينفون المثلية أو ينفون المثلية والتشبيه مطلقاً، يعني كما أن الله لا مثل له لا شبه له مطلقاً. طبعاً مدرسة أهل البيت يقولون كما أنه لا مثل له لا شبه له كما قرأنا عبارات التوحيد للشيخ الصدوق ماذا قال؟ قال كما أنه لا مثل له (ولا إخلاص مع التشبيه) من أمن بالتشبيه فهو مشرك. لا أنه من امن بالتشبيه، لا، لابد أن ننفي التشبيه مطلقاً كالتمثيل.
    سؤال: ماذا يقول الشيخ ابن تيمية؟
    في اعتقادي أن الشيخ ابن تيمية وسأقرأ العبارة، ابن تيمية نعم أن الله لا ند له، لا نظير له، لا كفء له، لا عدل له، لا مساوي له، كله صحيح ولكن لا شبيه له من بعض الوجوه لا، ليس صحيحا، الله له شبيه من بعض الوجوه، نعم ليس له شبيه من كل الوجوه. هذا من أوضح درجات الشرك أنت عندما تقول أن الله له شبيه في بعض الصفات إذن أشركت به، ولذا تجدون أن الإمام الرضا عليه السلام يقول (لا إخلاص مع التشبيه) يعني لا يمكن أن يكون الإنسان موحداً حقيقياً مع القول ولو بدرجة من التشبيه، لا في بعض الصفات.
    نحن والشيخ ابن تيمية، انظروا الى هذا الكتاب (بيان تلبيس الجهمية، ج6، ص484) الجزء المرتبط الجسم والجهة والصورة، انظروا ماذا يقول في (ص484)؟ يقول: (وإذا كان الأمر كذلك) أنا إذا كان عندي وقت أشرح (وإذا كان الأمر كذلك عُلِم أن نفي التشبيه من كل وجه هو التعطيل والجحود لرب العالمين) إذن أيها الذين تنزهون الله، أيها المسلمون في العالم، يا علماء المسلمين من كل الاتجاهات إذا نزهتم الله عن الشبيه فأنتم من المعطلة ومن الذين تجحدون وجوده سبحانه، ولذا المحقق في الحاشية يقول: (نفي التشبيه من كل وجه هو الجحود والتعطيل لرب العالمين) إذن لابد لكي لا تكون من المعطلة ولا تكون من الجاحدين لابد أن تقبل أن تشبهه بشيء وأن تشبه، يعني أن تشبه الخالق بالمخلوق من وجه، وأن تشبه المخلوق بالخالق من وجه وإلا أنت لست بموحد، أنت معطل وجاحد، بينكم وبين الله وهل يوجد شرك أعظم من هذا الشرك، إذا كان عند بعض المسلمين بعض الظواهر العملية التي لم يأمر بها الشارع، افترضوا لم يأمر بها الشارع وأنها ليست صحيحة هذه شرك على مستوى العمل وليست كذلك يكون في علم المشاهد ولكن حتى لو سلمنا جدلاً فإن شرك الوهابية وعقيدة الوهابية وعقيدة ابن تيمية قائمة على الشرك بالذات الإلهية وأن له شبيه.
    يقول: (وإذا كان الأمر كذلك عُلم أن نفي التشبيه من كل وجه هو التعطيل) أنا بودي أن أوجه خطابي لكل أهل العلم، خصوصاً للمنبر والخطباء والفضائيات أن يقرأوا هذه العبارات للناس ليعرفوا المسلمين من هو المشرك حقيقة كما عليه (المسلمون متفقون) انظروا أي تدليس وأي كذب أعظم من هذا الكذب أنه يقول أن المسلمين جميعاً متفقون أن الله لا يمكن أن ينفى عنه التشبيه من كل وجه، كما أن إثباته مطلقاً، يعني إثبات الشبيه له مطلقاً هو جعل الأنداد لرب العالمين، إذن المنفي عنه هو الند، هو الشبيه له 100% أما الشبيه له 50% فلا مشكلة فيه (لكن من الناس من لا يفهم هذا) هو فقط يفهم هذا، كل المسلمين نفوا التشبيه يقول هؤلاء لا يفهمون وإلا ينبغي أن يثبتوا التشبيه، يقول: (لكن من الناس من لا يفهم هذا ولا يعتقد أن لفظ التشبيه يدل على التمثيل المنفي عن الله) المنفي فقط هو التمثيل، لا التشبيه من بعض الوجوه. (إذ لفظ التشبيه فيه عموم وخصوص كما سنبينه ومن هنا ضل فيه أكثر الناس إذ ليس له حد محدود (وما هو منتفٍ بالاتفاق بين المسلمين بل بين أهل الملل كلهم بل بين جميع العقلاء المقرين بالله معلوم بضرورة العقل) ما هو؟ يقول: (الذي هو متفق فلما كان لفظ التشبيه يقال على ما يجب انتفاءه وعلى ما يجب إثباته) يجب نفي التشبيه عن الله وكذلك يجب إثبات التشبيه لله تعالى، لا أنه يجوز، يجب عليك أن تكون مشبهاً. فقط إذا أدى الى التمثيل ذاك يمنعن، إذا صار نداً وعدلاً ونظيراً ومساوياً، هذا هو الخط الأحمر من التشبيه، أما التشبيه 50% أو 80% لا محذور فيه، بل يجب. يقول: (فلما كان لفظ التشبيه يقال على ما يجب انتفاؤه) ما هو الذي يجب انتفاؤه؟ المثلية (وعلى ما يجب إثباته) يعني من التشبيه ما يجب إثباته لله، (لم يرد الكتاب والسنة به مطلقاً) يقول لا يوجد عندنا في القرآن ليس كشبهه شيء بل كل الذي عندنا (ليس كمثله شيء) وهذا ينفي المثلية ولا ينفي التشبيه، يقول: (لا في نفي ولا إثبات) التشبيه لم يرد في القرآن لا في النفي ولا في الإثبات، (ولكن جاءت النصوص في النفي بلفظ المثل والكفء والند والسمي وجاء لفظ الشبه في الإثبات مقيداً) إذن مع القيد صحيح، بل يجب، لا أنه يجوز، يعني أيها المسلم ابن تيمية وخط ابن تيمية وأتباع ابن تيمية الوهابية الذي هو التأسيس النظري للنهج الأموي ولخط معاوية وأنباء معاوية وبني أمية، يقول: (إن لم تكن مشبهاً من بعض الوجوه فأنت معطل وأنت جاحد لرب العالمين). هذا هو اعتقاد الشيخ ابن تيمية الذي تدافعون عنه يا أهل العلم عندكم.
    الى أن يأتي في (ص487) من نفس الكتاب يقول: (وقد بسطنا الكلام على هذا في الأجوبة المصرية) هذا الكتاب مفقود غير موجود (وبينا أن الله ليس كمثله شيء بوجه من الوجوه) إذن نفي المثلية (فيجب أن ينفى عنه المثل مطلقاً ومقيداً وكذلك الند والكفء والشريك ونحو ذلك من الأسماء التي جاء القرآن بنفيها) ثم يذكر مجموعة من الآيات.
    سؤال: الشبيه ماذا هل ينفى عنه مطلقاً أم ينفى عنه مقيداً؟
    يقول: لا ينفى التشبيه عنه مطلقاً وإنما ينفى عنه التشبيه بقيد أن يكون مثله من كل جهة، أما إذا صار شبيه له ومثله من بعض الجهات يجب ذلك. هذه النقطة المركزية في عقيدة هذا الرجل، أعزائي طبعاً من هنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت وإن كنت أتأخر في هذا البحث ولكن البحث يستحق، يقول بعد أن يذكر ذلك، يقول في (ص488): (فلا يخلو إما أن يكون النفي من ذلك مختصاً بالمماثل له من كل وجه وهو المكافئ له من كل وجه فقط والمساوي والمعادل له والمكافئ له من كل وجه أو يكون النفي عاماً في المماثل ولو من بعض الوجوه … ولا يجوز أن يكون النفي مختصاً بالقسم الأول لأن هذا لم يعتقده أحد من البشر وهو سبحانه ذم ونهى عما هو موجود في البشر).
    ولذا في هذا البحث بشكل واضح وصريح يقول في (ص490): (والمنفي عنه لابد أن يستلزم وصفاً ثبوتياً كما قررنا هذا في غير هذا الموضع ومنافاته … وهذا بخلاف لفظ التشبيه) نعم المماثل ينفى عنه من كل وجه (بخلاف لفظ التشبيه فإنه يقال على ما يشبه غيره ولو من بعض الوجوه البعيدة وهذا) يعني يشبه غيره من بعض الوجوه البعيدة (وهذا مما يجب القول به شرعاً وعقلاً بالاتفاق) إذن لكي تكون موحداً على منطق بني أمية وعلى منطق ابن تيمية وعلى منطق الوهابية المعاصرين لابد أن تعتقد أن الله يشبهه شيء ولو من بعض الوجوه. يقول: (والمنفي عنه … بخلاف لفظ التشبيه فأنه يقال على ما يشبه غيره ولو من بعض الوجوه البعيدة وهذا مما يجب القول به شرعاً وعقلاً ولهذا لما عرف الأئمة ذلك وعرفوا حقيقة قول الجهمية وأن نفيهم لذلك من كل وجه مستلزم لتعطيل الصانع … كانوا يبينون ما في كلامهم من النفاق) يقول نحن مشكلتنا مع هؤلاء أنهم نفوا التشبيه مطلقاً فصاروا معطلة إذن تبين مشكلة المعطلة ما هي؟ هي أنهم قالوا بالتنزيه المطلق.
    المُقدَّم: وشن حرباً شعواء عليهم.
    سماحة السيد كمال الحيدري: على الجهمية والمعطلة لماذا أنهم لا يقولون أنه يشبهه شيء وهو يشبه المخلوق في شيء.
    ولذا يقول: (ولهذا لما عرف الأئمة ذلك وعرفوا حقيقة قول الجهمية وأن نفيهم لذلك من كل وجه) يعني نفي التشبيه من كل وجه مستلزم لتعطيل الصانع ووجوده كانوا (يبينون ما في كلامهم من النفاق والتعطيل ويمنعون …).
    إذن مشكلة المعطلة ما هي؟ يعني عندما ينسبون المسلمين الى التعطيل أو عندما ينسبون علماء مدرسة أهل البيت الى التعطيل يقولون لماذا لا تقولون بالتشبيه ولو من بعض الوجوه ولو بالتعطيل.
    وطبعاً ويوجد عنده تصريح لعله أوضح من كل ما تقدم في (ج6، ص525) أنا أقرأ العبارة وانتهي من هذا البحث، هذه الجملة احفظوها عن ابن تيمية وأتباع ابن تيمية (كذلك ثبوت ذات) يعني الله (لا تشبه الموجودات بوجه من الوجوه ممتنع في العقل) يعني لابد أن تقول بالتشبيه، ولو بنحو كما يقول علماء المنطق ولو بنحو القضية المهملة، يعني في حيثية الله لابد يشبه خلقه، وخلقه لابد أن يشبهوه في شيء، (كذلك ثبوت ذات لا تشبه الموجودات بوجه من الوجوه ممتنع في العقل وثبوت المشابهة من بعض الوجوه في الأمور الكمالية معلوم بالشرع والعقل) وهو يعتقد أن الصورة من هذه فلابد أنه يشبه مخلوقاته في الصورة ومخلوقاته تشبهه في الصورة.
    المُقدَّم: نعم في الطول وفي بعض الأمور يختلف.
    سماحة السيد كمال الحيدري: نعم، كما أنا وأنت نختلف كما أنه يوجد إنسان طوله عدة أمتار، كما أنكم تنقلون في صحيح البخاري أن آدم كان طوله ستون ذراعاً، أنتم تقولون، ونحن الآن ستة أذرع أو ثلاثة أو أربعة أذرع أو خمسة.
    تقول من أين؟ يقول: (أن الأدلة الشرعية والعقلية التي تثبت بها تلك الصفات تثبت بنظيرها هذه الصورة فأن وجود ذات ليس لها صفات ممتنع في الحق وثبوت الصفات الكمالية معلوم بالشرع … كذلك ثبوت ذات الله تشبه الموجودات … مثل كما أنه لابد لكل موجود من صفات تقوم به فلابد لكل صفات قائم بنفسه من صورة يكون عليها) إذن الله بلا صورة ولا شكل خارجي موجود أو معدوم؟ (ويمتنع في الوجود قائم بنفسه ليس له صورة يقوم عليها). هل يوجد تصريح أكثر من هذا.
    ولذا تجدون في (بيان تلبيس الجهمية، ج1، ص387) يصرح بأنه ليس التشبيه مذموماً على إطلاقه، مع أنه هو ذكر في (درء تعارض النقل والعقل) أن الأئمة والسلف ذموا المشبهة، الآن يتضح من كلامه يعني ذم القائلين بأن هل نظير ومثل، وإلا من بعض الوجوه … انظروا أعزائي، عجيب هذه عقيدة ابن تيمية، أولئك الذين يلهثون ويركضون خلقه، هذا هو التوحيد الذي يدعون المسلمين والناس إليه ويصرفون المليارات ويقتلون ويفجرون الناس بعنوان مشرك مشرك مشرك ….
    (بيان تلبيس الجهمية، ج1، 387) تحقيق يحيى بن محمد الهنيدي، انظروا الى عباراته ما هي، يقول: (وإذا كان كذلك فاسم المشبهة ليس له ذكر بذم في الكتاب والسنة) لماذا نذمهم، نعم إذا كان مراد المشبهة يعني المشبهة من كل وجه، يعني القائلين بالمثل، القائلين بالنظير والقائلين … (ولا كلام أحد من الصحابة والتابعين) لم يصدر منهم لا في كتاب ولا في كلام أحد من الصحابة والتابعين (ولكن تكلم طائفة من السلف مثل عبد الرحمن بن مهدي ويزيد بن هارون وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ونعيم بن حداد وغيرهم بذم المشبهة، وبينّوا المشبهة الذين ذموهم أنهم الذين يمثلون صفات الله بصفات خلقه). هذا المثل! نعم، المذموم هو المثلية.
    المُقدَّم: نفس مقدمات بحث التجسيم أيضاً بدء بمثل هذا.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أحسنتم، أولاً قال المشبهة مذمومين عند السلف والأئمة ولكنه جر القارئ وأهل العلم يجروهم شيئاً شيئاً ليثبت لهم التشبيه وأنه واجب عقلاً وشرعاً، فقال: (أنهم الذين يمثلون صفات الله بصفات خلقه فكان ذمهم لما في قولهم من مخالفة الكتاب والسنة) يعني المثلية (إذ دخلوا في التمثيل) فقط هذا (ليس كمثله شيء) يعني لا يوجد الله مثل الله. هذا هو الممتنع فقط، أما يوجد موجود شبهه لا مشكلة فيه، أيها المدافعون عن ابن تيمية دافعوا تفضلوا. هذا هو بساط البحث العلمي، هذا هو التحدي العلمي إن كنتم قادرين، لا أن تشرقوا وتغربوا وتبحثوا عن أقوال متناثرة وأنا أربأ ببعضهم أنهم يستمعون لنا دروساً قبل ثلاثين أو أربعين عاماً كان الله في عونكم. أنتم إذا كنتم صادقين (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).
    يقول لم يذموا المشبهة لا في الكتاب ولا في السنة ولا في كلمات الأصحاب ولا في كلمات التابعين نعم إنما ذم المثلية، أن يقول واحد هذا مما اتفقت عليه. يقول: (فكان ذمهم لما في قولهم من مخالفة الكتاب والسنة إذ دخلوا في التمثيل إذ لفظ التشبيه فيه إجمال واشتراك وإيهام) نفس النص الذي قاله في الجسمية قال أن لفظ الجسمية فيها اشتراك وإيهام وإجمال، أي جسم تريد، هنا عندما تقول لابن تيمية وأتباع ابن تيمية هؤلاء الذين يدعون أنهم من أهل العلم أسألوهم أنتم من المشبهة يقولون مقصودك أي نوع من التشبيه … يقول: (إذ لفظ التشبيه فيه إجمال واشتراك وإيهام بخلاف لفظ التمثيل الذي دل عليه القرآن ونفى موجبه عن الله عز وجل) ولكنه لم ينفِ التشبيه. أنا هل احتاج أن أقول أن ابن تيمية مشبه، هل يعترض علي أحد وله يعاتبني أحد، هل يقول لماذا تتهم هذا الرجل الموحد الذي كتب عشرات الكتب في التوحيد.
    وفي (ص359 من بيان تلبيس الجهمية، ج1) قال: أنه ما لم يكن جسماً لا يكون إلا معدوماً، وهنا قال ما لم يكن مشبهاً لا وجود له.
    هذا الذي أريد أن أنتهي له، قال: (وما لا يكون جسماً لا يكون إلا معدوماً) إذن الله لابد أن يكون جسماً وإلا كان معدوماً، هذا فيما يرتبط بالجسمية، وكذلك فيما يرتبط بمسألة الشبه قال في (ج6، ص484): (أن نفي التشبيه من كل وجه هو التعطيل والجحود لرب العالمين) إذن أيها المسلمون طريقكم الى التوحيد عند ابن تيمية يمر من ماذا؟ يمر من التجسيم أولاً، أن الله جسم. ويمر من خلال التشبيه ثانياً أن الله يشبه خلقه وخلقه يشبهه ولكن لا من جميع الوجوه بل من بعض الوجوه ولو كانت وجوه بعيدة ولكنه لا فرق أن يكون من وجوه بعيدة أو أن يكون من وجوه قريبة فله شكل وهذا يكشف لك بشكل واضح وصريح لماذا أن أتباع الشيخ ابن تيمية المعاصرين، أنا إنما أنسب على المعاصرين لأن هؤلاء تلامذته يصرون على هذا المنهج، سواء التفتوا أم لم يلتفتوا غفلوا أو تغافلوا جهلوا أم تجاهلوا أو لم يكونوا من أهل التحقيق أصلاً وفي الأعم الأغلب هم كذلك لا يفرقون بين المثلية وهذا المعنى.
    أنا عندما أقول قال الشيخ ابن تيمية وقالت الوهابية وقال علماء الوهابية من المعاصرين لا يتبادر الى الذهن فقط أنسب الكلام لهم من غير دليل، لا أبداً، هذه كلمات كبار علمائهم المعاصرين، بل أئمتهم المعاصرين، لا فقط علمائهم هم يعتبرون ابن باز من الأئمة الذين من مات ولم يعرفهم مات ميتة جاهلية، هم يعتقدون أن إمام زمانهم ابن باز، إذن هم هؤلاء عندما استدل بكلماتهم لا يتبادر الى الذهن أني استدل ببعض السوقة والبقالين في مثل هذا المجال، هؤلاء الذين يدعون العلم وليسوا هم ….
    هذا كتاب (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ابن باز، كتاب الحديث، القسم الأول، ج25، ص127) جمع وترتيب الدكتور محمد بن سعد الشويعر، دار أصداء المجتمع، رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء، الرياض، المملكة العربية السعودية، (سؤال: ما صحة حديث أن الله خلق آدم على صورته، الحديث الذي في صحيح البخاري، كتاب الاستاذان أن الله خلق آدم على صورته، ولكنه جاء بلفظ أن الله خلق آدم على صورة الرحمن، وقال ابن حجر قد صح عن النبي صلى الله عليه وآله أن الله تعالى خلق آدم على صورة الرحمن، ما صحة هذا الحديث؟ الجواب: هذا هو الصواب، الحديث صحيح مثل ما قال إسحاق وأحمد وغيرهم معناه سميع بصير وليس معناه مثل سمع ابن آدم) فقط الذي يمتنع المثلية لا الشبه، (وبصره ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، يعني أن الله خلق آدم على صورته سميعاً بصيرا) طبعاً هذا إيهام على أنهم يريدوا أن يقولوا الصفات المعنوية ولكن اتضح أن شيخهم يقول الشكل الخارجي (متكلماً ولكنه يقع الإنسان له يد، وله قدم) نعم، هذه خلق آدم على صورته سميعاً بصيراً متكلماً له يد وله قدم، هذه كلها ثابتة لله، الله له يد وله ساق وله قدم … نعم، كل ما في الأمر (وليس مثل ابن آدم تعالى الله) إذن وليس مثل ابن آدم، يعني الله ليس مثل ابن آدم، فقط المثلية منفية، (تعالى الله عن الشبيه) مراده من الشبيه هنا يعني الشبيه من كل الوجوه، الشبيه المطلق ممنوع ولكن الشبيه المقيد ببعض الوجوه، بأي قرينة؟ أهل اللغة العربية يعرفون، قال: (عن الشبيه والنظير) عطف تفسير، فسر الشبيه بالنظير، يعني المماثل، يعني العدل، يعني المساوي، يعني المكافئ والكفء ونحو ذلك، هذا تصريح أحد أئمتهم المعاصرين.
    تصريح آخر لإمام آخر ولعالم كبير معاصر آخر عندهم، (شرح الأربعين النووية، ص45) لفضيلة العلامة العثيمين، قال: (لأنك لو قلت أنها صورة الرب عز وجل لمثلت الله بخلقه لأن صورة الشيء مطابقة له وهذا تمثيل) يعني إذا قلتم أن الله له صورة يلزم أن يكون مثله شيء، والقرآن يقول (ليس كمثله شيء) انظروا جواب العلامة العثيمين أحد كبار علمائهم المعاصرين (وجوابنا على هذا أن نقول: لو أعطيت النصوص حقها لقلت خلق الله آدم على صورة الله لكن كمثل الله شيء).
    (لقلت خلق الله آدم على صورة الله).
    المُقدَّم: حتى لا يذهب الضمير على غير الله.
    سماحة السيد كمال الحيدري: مع أنه لا يوجد عندنا مثل هذا النص، عندنا على صورة الرحمن، وهذه بدعة، تصرف في النصوص وهو بدعة، (على صورة الله، لكن) فقط هذا المقدار (لكن كمثل الله شيء) إذن المنفي عن الله سبحانه وتعالى فقط التشبيه 100%. إذن فتحصل الى هنا أعزائي بشكل واضح وصريح بما لا مجال فيه للريب من أحد هو أنه الله فقط ينزه عن أن يكون له مثل من كل جهة، إذن تنزيه ابن تيمية وتنزيه الوهابية ينحصر أنه لا يوجد الله مثل الله فقط هذا. بينكم وبين الله وهل يوجد عاقل يقول يوجد الله مثل الله حتى الله يقول (ليس كمثله شيء). هذه من البديهيات والواضحات، المنفي كما قال أئمة أهل البيت وكما قاله كبار علماء المسلمين من أهل السنة والجماعة وسيأتي بحثه إن شاء الله عندما نقف عند كلمات علماء أهل السنة والجماعة لمثل هذه المسألة.
    إذن فتحصل الى هنا أن ابن تيمية في أول الأمر حاول أن يقول بأن هناك ذم للمشبهة، قال في (درء تعارض العقل والنقل، ج1، ص249) قال: (ومما يوضح هذا أن السلف والأئمة كثر كلامهم في ذم الجهمية النفاة للصفات وذم المشبهة) تبين أن مراده من المشبهة يعني الذين الممثلة فقط. وأن مشكلة المعطلة التي يتهمون بها علماء الشيعة أو علماء المسلمين وعلماء أهل السنة، يعني لماذا لا تقولون بالتشبيه مثلنا، فإذا أردت أن تكون وهابياً واقعاً يعني واحدة من مفاصل نظرية الوهابية ومن مفاصل اعتقادات الشيخ ابن تيمية في التوحيد هو أن تعرف أنك لابد أن تكون مشبهاً لله سبحانه وتعالى، الله يشبه خلقه من بعض الوجوه وخلقه يشبهونه من بعض الوجوه، ولذا تجدونه قال نحن في الصورة نقبل، نعم في الطول والقدر والعرض والوزن، هذا لا نقبله.
    إذن، بهذا بحمد الله تعالى أتضح لنا أن نظرية ابن تيمية ومن يتبع الشيخ ابن تيمية من الوهابية المعاصرين أنهم ثبت أنهم من المجسمة ومن المشبهة، وهناك أدلة أخرى وشواهد أخرى سنقف عليها تفصيلاً في الأبحاث اللاحقة والأسابيع القادمة لنقول بأنه لا هذه فقط أدلتنا بل توجد أدلة أخرى عندما نتهم ابن تيمية أو نتهم الوهابية أو نتهم العثيمين أو ابن باز وغيرهم دليلنا ما أشرنا إليه.
    المُقدَّم: الأخ هادي من الأمارات، تفضلوا.
    الأخ هادي: السلام عليكم.
    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ هادي: ما شرحته عبارة منطقية في التشبيه والتمثيل، ولكن هناك فرق بين التشبيه والتمثيل والآية جاءت صريحة (ليس كمثله شيء) ولم تأتي ليس مثله شيء، وهذا اختلاف كبير بين الأمرين، لوجود حرف الكاف وهو للتشبيه، الكاف حرف تشبيه وليس حرف … وهل يجوز على الله أن يضع حرفاً في كتابه بدون معنى، وإذا نفينا التشبيه فقد نفينا التمثيل ضمنه. والنقطة الثانية كمثله الكاف جارة بالكسر وهي ثقيلة في اللغة العربية ولعلها ثقيلة على ابن تيمية قلباً.
    المُقدَّم: معنا الأخ عمران من الموصل.
    الأخ عمران: السلام عليكم.
    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ عمران: الله شاهد على ما صرت إليه، الحمد لله ما أنا عليه، تعقيباً على ما جاء فيما يتعلق بالفرق بين مدرسة أهل البيت والآخرين عموماً أقول زادك الله كمالاً ونوراً لتبصر من هو أمثالي، لقد كشفت لي الحق، معذرة يا سلطان السلام والشمعة التي نورت لي قلبي، سيكون في ميزان حسناتك يوم القيامة عرفناه بصورة واضحة لما وضحت من الحقائق، عرفنا أننا نفينا المثلية ولكننا أثبتنا ما سواها من حد وحيز وكيفية وما يلزم التجسيم والتشبيه عموماً، فما هذا التعارض والتهافت، وهل يعقل أننا كنا نتبع ونهتدي بمن كان يطرح مثل هذا الطرح وفي مسألة هي من أهم المسائل العقائدية، ولماذا تركنا عظماء الأمة من الصحابة الأوائل وما لهم من علم وبيان بعد رسول الله صلى الله عليه وآله والذي هو صاحب البيان والانقياد والتعصب الى ما جاء بعده.
    أننا نقول أننا نثبت ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه وننفي عنه ما نفاه، فهل نحن صادقون في هذا، فهل نفعل هذا بعقولنا نحن، هل لنا شواهد عقلية ونقلية وشرعية، فلهذا عدت مع هذه الحلقات التي نورتمونا بها الى الجذور فوجدت ما يفي، كان أحمد تلميذا للشافعي والشافعي كان تلميذاً لمالك وكان مالك تلميذ لأبي حنيفة فعلى من تتلمذ أبو حنيفة، وبعد تتبعي وجدت قولاً وقفت عنده كبيراً وهو لولا السنتان لهلك النعمان، فعندها عرفت أنه من جذور تلك الشجرة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، تلك التي لخصت التوحيد بما يلي: الحمد لله الذي بطن خفيات الأمور ودلت عليه أعلام الظهور وامتنع عن عين البصير فلا عين من لم يره تنكره ولا قلب من أثبته يبصره، سبق في العلو فلا شيء أعلى منه وقرب في الدنو فلا شيء أقرب منه، فلا استعلاءه باعده عن شيء من خلقه ولا قربه ساواه بالمكان به … لم يطلع العقول على تحديد صفته ولم يحجبها عن واجب معرفته، فهو الذي تشهد له أعلام الوجود على … الجحود تعالى الله عما يقول المشبهون به والجاحدون له علواً كبيراً، فوالله يا شيخ كمال أني لأول مرة أطلع على هكذا نص لما كنا نقف عليها عند أئمة الرافضة والآن أنا أقول بكل صدق أني رافض لكل شيء إلا الحقيقة، التي منها تمت تسميتكم بهذا الأسم وهو فضل وعز وشرف لكم يا سلطان الكلام وفي الختام السلام، وارجو منكم الدعاء في حسن الختام أن أكون على اليمين، وأن أكون من المقربين لأني فرطت كثيراً في جنب الله.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أنت على أي اعتقاد كنتم قبل ذلك. ما هي عقيدتكم التوحيدية، وعلى أي أساس كنتم تعتقدون الحق سبحانه وتعالى.
    الأخ عمران: شيخنا الكريم كنا نعتقد بأن الله سبحانه وتعالى يُرى ومن خلال هذه الحلقات التي نورت بها قلبي، أننا كنا قد نفينا المثلية وأثبتنا ما سواها فهل يعقل أن ننفي المثلية ونثبت ما سواها.
    المُقدَّم: ربما يظهر لنا أحد ويقول أنكم قد اتفقتم معه.
    معنا الأخ الدراجي من العراق.
    الأخ الدراجي: السلام عليكم.
    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ الدراجي: أحد المشايخ الذين يظهرون على الفضائيات هو من باب كتمان العلم كما في سيرة أعلام النبلاء، ج10، ص102، عندما كان يتحدث عن مسألة أن محمد قال ربكم بصورة ا لشاب الأمرد، قال هذا من باب العلم الذي يجب كتمانه عن العوام، فهم يكتمون علمهم عن الناس. وفي كتاب نقض عثمان ابن سعيد على المريزي، يقول في باب صورة الرحمن، قال عندما قالوا لأحمد بن حنبل أن هذا الحديث عن ابن شاذان، قال أن هذا مروي عن خمسة طرق أو أكثر عن قتادة عن عكرمة.
    المُقدَّم: معنا الأخ خالد من السعودية، تفضلوا.
    الأخ خالد: السلام عليكم.
    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ خالد: يا شيخنا الفاضل اتصالاتنا من السعودية لا تصل لك.
    المُقدَّم: يعني نقطعها من عندنا.
    الأخ خالد: نعم تقطع من عندكم.
    المُقدَّم: الخطوط مفتوحة والناس تقول أنكم تدخلون من السعودية أكثر من أي مكان آخر.
    الأخ خالد: أنا رجل متواضع لا أفهم في الشريعة شيء، لكن حدث نفسك أن هناك جنة ونار، اتقي الله في ربك. الكتب التي تعرضها مطبوعة في بيروت، اتق الله في نفسك.
    المُقدَّم: ما يذكره السيد الكثير منها مطبوعة في السعودية …
    سماحة السيد كمال الحيدري: الأخ الكريم هداه الى الحق، يخبره البعض أن هذه الكتب ليست واقعية حتى يقطع حجتنا وإلا لا يوجد عندهم كلام للرد علينا.
    المُقدَّم: معنا الأخ أبو علا من إيطاليا، تفضلوا.
    الأخ أبو علا: السلام عليكم.
    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ أبو علا: من خلال سماعي لمنبر السيد الفاضل عن ابن تيمية بالنسبة للتشبيه لله عز وجل، أسأل السيد الحيدري هل ابن تيمية عرف قوله تعالى: (هو الله أحد) ليس معناه أن الله واحد فقط …. وفي الآية الكريمة (ليس كمثله شيء).
    المُقدَّم: معنا الأخ أبو محمد من هولندا، تفضلوا.
    الأخ أبو محمد: السلام عليكم.
    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ أبو محمد: أنا سأتحدث خارج نطاق الحلقة … الله يحفظكم على هذا القناة الفاضلة وعلى هذه الأسئلة القيمة، حقيقة عندنا في هولندا الناس بدأت تنظر الى قناتكم الكريمة الفاضلة وعندي أصدقاء أيضاً من بلجيكا بدأوا يتابعوا هذه القناة وأنا أحث الآخرين على متابعة هذه القناة وأغلبهم من أهل السنة، واسمع أخبار جيدة من عندهم حول هذه القناة، أريد من عندكم الكثير من هذه المقالات لكي تستفيد منها الناس المتواجدة في أوروبا وهم قليلو العلم.
    المُقدَّم: الأخ الذي يدعي أنها غير مطبوعة في الرياض أو أنها ليست صحيحة، هم اعلنوا عن جائزة قبل شهور قالوا لمن يخطأ السيد الحيدري.
    سماحة السيد كمال الحيدري: الآن بودي المشاهد الكريم يلتفت ويقرأ معي، المملكة العربية السعودية، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، الأمانة العامة، وهذا الختم (بيان تلبيس الجهمية) إذن كل ما نقلناه عن كتب الشيخ ابن تيمية مرتبط، 1426 فهرست مكتبة الملك فهد الوطنية. كل الكتب التي قرأناها.
    هذا الكتاب أمامكم وهو ما يتعلق برسالة عالمية وهو الجامع الصحيح، نحن حتى ما يتعلق بصحيح البخاري جئنا به من دمشق، الحجاز … كل الكتب في الأعلم الأغلب لا أريد أن أقول 100%، ولكن في الأعلم الأغلب الكتب التي نستند لها في تثبت نظرية الشيخ ابن تيمية أو نظرية علماء الوهابية فهي مطبوعة في المملكة العربية السعودية، ومن أهم مراكزهم في هذا المجال.
    نحن عادة ننقل من تلك الكتب التي ترتبط بهم ولا ننقل من الكتب …
    على سبيل المثال (الهداية الربانية في شرح العقيدة الطحاوية) قال فهرست مكتبة الملك فهد الوطنية الراجحي … الطبعة الأولى ….
    المُقدَّم: شكراً لكم سماحة السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام الى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    • تاريخ النشر : 2011/10/23
    • مرات التنزيل : 2842

  • جديد المرئيات