بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
كان الكلام في التخليط في المتن, التي يُعد من آفات ونتائج نقل الحديث بغير اللفظ الذي ورد فيه.
طبعاً لا يختص بذلك حتّى لو نقل الراوي ألفاظاً أو أحاديث بالنص الذي ورد فيه لعله لأنه لا يكتب قد يدخل متناً في متن ويمزج متناً بمتنٍ آخر. ويخلط كلاماً بكلامٍ آخر, وكم له من مصاديق.
ولذا أعزائي قد يطلق كما أشرنا التخليط ويراد به أنه فاسد العقيدة مخلطٌ في عقيدته, فاسدٌ في عقيدته, وقد يطلق ويراد به مزج كلام المعصوم بغير المعصوم أو متن كلام مزج كلمات المعصومين بعضها في بعض إدخال بعضها في البعض.
ولذا يتذكر الأعزة من باب الاستذكار في (متنهى المقال في أحوال الرجال, ج1, ص120) للمازندراني أبي علي الحائري المعروف برجال الحائري, قال: [أن المراد بأمثال هذين اللفظين مختلط ومخلطٌ من لا يبالي عمن يروي وممن يأخذ يجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين] لماذا؟ لأنه, وهذا هو السبب يصير أنه يخلط المتون وإلا لو كان مدققاً كلمة كلمة يكتب يحاول أن يعرف هذا من من, وهذا من من, وذاك من من, لم يقع في التخليط وفي المزج, هذا المورد الأوّل.
من هنا كما أشرنا من مصاديقه ونتائج التخليط في المتن كما قال المجلسي الأوّل في (روضة المتقين) قال: [أن يدخل أخبار الغلاة أو العامة في كتابه] لماذا يدخل ذلك؟ ليس متعمداً, وإلا لو كان متعمداً هذا خلف أنه ثقة, لا لا, من باب عدم دقته, من باب عدم كتابته من باب عدم ضبطه عنده معلومات كثيرة أو لسبب آخر هذه يخلط بعضها ببعض, من هنا إذا يتذكر الأعزة في الرواية التي قراناها في محمد بن أبي عمير التي قلنا هذه العبارة جداً عبارة مهمة ولابد أن يلتفت إليها بأنها تعطينا مؤشر للروايات, قال: أنه أبو محمد الفضل بن شاذان (معرفة رجال الكشي, ج2, ص855) >الفضل بن شاذان سأل أبي محمد بن أبي عمير فقال له إنك قد لقيت مشايخ العامة فكيف لم تسمع منهم فقال قد سمعت منهم غير أني رأيت كثيراً من أصحابنا قد سمعوا علم العامة وعلم الخاصة< التفتوا جيداً, >كثيراً من أصحابنا< يعني: البعض كانوا يحضرون تلك المجالس إما كانوا منهم ثمَّ استبصروا أو كانوا يحضرون هذه المجالس وتلك المجالس العلمية, >فاختلط عليهم< وهذا هو التخليط في المتن >فاختلط عليهم, حتّى كانوا يروون حديث العامة عن الخاصة< وهذه هي المشكلة التي أشرنا إليها في البحث السابق, قلنا: الآن تدخلون أنتم إلى أصول الكافي تدخلون إلى كتبنا تدخلون إلى البحار تدخلون إلى كتب المتقدمين, عادةً البحار يكون في علمكم البحار ليس مرجع حديثي, هذه من الاشتباهات المتداولة, البحار ليس مرجع حديثي البحار ينقل عن التوحيد للشيخ الصدوق ينقل عن بصائر الدرجات وينقل .. وهكذا, فأنتم ابحثوا عن تلك المصادر تلك لها القيمة وإلا هذا ناقلٌ وفي كثير من الأحيان إما قطّع وإما يوجد تصحيف في النقل إما إما … إلى خمسين مشكلة أخرى, هذه مصادر ثانوية وليست مصادر أولية, المصادر الأوّل أن ترجع أنت إلى الشيخ الطوسي أن ترجع إلى الآمالي أن ترجع إلى الصدوق أن ترجع إلى المفيد أن ترجع إلى الكافي, أن ترجع إلى هذه الطبقة, وما كتبوا في هذا المجال, وكتبهم ليست كثيرة ما تتجاوز المائة كتاب يكون في علمكم, ابحثوا عنها هذه فلتكن هي مصادركم, يعني في البحار عندما يقول كذا, أنت اذهب وارجع إلى المصدر وانظر الرواية بعدها ماذا جاء قبلها ماذا جاء المتن كيف جاء, إلى آخره هذه المتون حاولوا أن تحتفظوا بها, التي موجودة التي قلت ما تتجاوز أكثر من ثمانين إلى مائة مصدر حاولوا أن ترجعوا إليها.
يقول: >فاختلط عليهم حتّى كانوا يروون حديث العامة< سمعوها من من؟ من فقهاء العامة من علماء العامة من محدثي العامة ولكن اين دخلت؟ إلى مصادر الخاصة بأي سند دخلت؟ بسند العامة أو بسند الخاصة؟ بسند الخاصة, وأنت عندما تنظر إلى السند تقول والله السند صحيح, والحق معاك الرواية صحيحة السند, والمفروض أنه فرض كذا, والمفروض أنك لا تؤمن بحجية ظواهر القرآن فتعرضها على الكتاب أو ما تعرضها؟ لا تعرضها, إذن الروايات تصير صحيحة السند, وعندك روايات واقعاً وردت عن الأئمة هي كاملاً معارضة لهذه فماذا تقول؟ وقع التعارض, وقع التعارض, وقع التعارض… مع أنه يوجد تعارض أو لا يوجد تعارض؟ لا والله لا يوجد تعارض, هذا الإنسان لثقافته لمعلوماته لعدم دقّته نقل حديث العامة عن من؟ عن الخاصة.
قال: >فاختلط عليهم حتّى كانوا يروون< خصوصاً التفتوا, خصوصاً القصص, خصوصاً ثواب قراءة الآيات القرآنية, خصوصاً ثواب الأعمال, هذه حدث ولا حرج, حدث ولا حرج, خصوصاً القضايا التاريخية, بعبارة أخرى: هذه التي عرفت في أوساطنا وكتبت عنها عدّة كتب أكاديمية للإسرائيليات, هذه الإسرائيليات كيف دخلت إلى تراثنا؟ لأن هذا كان حبر من أحبار اليهود فصار ماذا؟ الآن واقعاً أو ظاهراً ما ندري والله العالم, هذا ما استطاع أن يتنصل عن كلّ تراثه, فكثير من القضايا بدأ ينقلها, وفي جملة من الأحيان تصور أنه سمعها من من؟ من رسول الله, فبدا ينقلها عن رسول الله, ادخلوا أنتم, هذه روايات بأنَّ الله جالس على العرش, ونعلاه من الذهب, والروايات صحيحة السند, ابن تيمية في (بيان تلبس الجهمية) يقول: [روايات صحيحة] وجالس وفراشه أيضاً ذهب, وأنا قلت أيضاً عجيب من عقدة عنده الله سبحانه وتعالى هو جالس على الذهب ولكن يحرم الذهب علينا, طيب لماذا أنت عايش في الذهب فلماذا تحرمه علينا, وأنه بستانه كذا وكذا… وأنت عندما ترجع والروايات أيضاً صحيحة عندما ترجع إلى نصوصه تجدها أصلها ماذا؟ أصلها هؤلاء الأسماء التي تعرفونها في صدر الإسلام والذي منع فيها الرواة الذين كانوا مرتبطين بعلي أن يرووا الحديث وضربوا على ذلك كما حدث من الخليفة الأوّل والثاني ولكن سمحوا لهؤلاء أن يرووا في مسجد النبي, أصلاً يجلسوا على منبر النبي ويرووا هذه الروايات, ودخلت إلى تراثنا, وانتم اقرؤوا, أنا يعجبني بيني وبين الله بهذه الرؤية أدخلوا إلى كتاب ما أريد أن أأتي بالأسماء, إلى هذه الكتب الحديثية التي عندنا في التفسير عند ذلك تجد آثارها الرهيبة, كلّ ما تراجع هناك تقول عجيب هذه مصدرها جاءت من هنا وهذه مصدرها ولكن جاءت بسند شيعي, وهي في واقعها مضمون إسرائيلي.
قال: >حتّى كانوا يروون حديث العامة عن الخاصة وحديث الخاصة عن العامة< وهذه أيضاً مشكلة أخرى, الآن في رواياتنا ادخلوا تجد فضائل الزهراء‘ واقعاً نحن أصحاب هذه الفضائل ولكن لم تنقل إلاَّ عن كتب العامة, أنا ضربت مثال للأعزة قلت لهم: هذه هناك لم استطع أن أقولها في الكوثر ولكن هنا أقولها للأعزة, هذه قضية بأنه كان كلما دخلت عليه‘ كان يقوم إليها لا أنه كان يقوم لها, التفتوا إلى التعبير فرق كبير, بين إنسان يجلس ويدخل على الباب وأنت تقوم من مكانك وبين أن تقوم من مكانك وتذهب باتجاه, رسول الله ما كان يقوم من مكانه يقوم من مكانه قبل أن تصل إليه يصل إليها, الآن ما هذا الموجود في هذه البنت الطاهرة المباركة الله العالم, ويأخذ بيديها ويقبل يديها, هذه الروايات صحيحة السند معتبرة في أهم مسانيدهم بلا شك, عندما تأتي إلى كتبنا لا تجد الرواية إلاَّ عن عائشة, يعني واقعاً أهل البيت هكذا روايات ما نقلوا؟! ممكن, عندما تفاصيل تفاصيل حياة الزهراء بينوها عند ذلك هذه الفضيلة ما بينوها لسيدة نساء العالمين, أيعقل هذا؟! ولكنه جاءت إلينا عن طرق, عبروا عنها ماذا؟ هذه التي الآن متعارفة عندنا, روايات عاميّة, هذه يقولها, وحديث الخاصة من أين نقلوها لنا؟ عن العامة, طيب إذا صار الأمر كذلك هذا كان محقق الرجل عالم محمد بن أبي عمير من فقهاء مدرسة أهل البيت, قال: >فكرهت أن يختلط عليّ< أنا ماذا فعلت؟ حاولت كلّ الذي سمعته ما أنقل أبداً من الآخرين >فكرهت أن يختلط عليّ فتركت ذلك وأقبلت على هذا< فقط قمت أنقل ماذا؟ الآن هذا كلّ الذي يثبته أنه لم يتعمد أن يختلط لنا, ولكن هل يوجد عندنا دليل على أن محمد بن أبي عمير لم يختلط عليه لا شعورياً يوجد عندنا دليل؟ هذا بحث لابدَّ أن يبحث. التفت جيداً. جيد.
إذن, من هنا ينفتح عندنا بابٌ جديد في علم الرجال, نحن إلى الآن نؤصل هذه الأصول إن شاء الله بعض الأعزة إذا أرادوا في يوم ما أن يكتبوا مبانينا الرجالية حتّى تتضح له أنه تختلف كاملاً جوهرياً عن المباني المتعارفة لسيدنا الأستاذ والسيد الخوئي وغيره, وهي أولاً: لابدَّ من التعرف أن الرجل ثقة أم لا؟ هذا وجه, طبعاً قلنا: التعرف على وثاقته ليس بمعنى أنه والله النجاشي قال أو لم يقل, لا, لابدَّ من الذهاب إلى معرفة حياته لمعرفة أنه ثقة أو لا, وإلا قد يقول ثقة وهو كذا, وقد لا يقول عنه ثقة وهو ثقة, هذا ما فيه شك هذا, على أي الأحوال هذا مورد الأصل الأوّل.
الأصل الثاني: أن يتعرف على مستواه العلمي في المجال الذي نقل فيه النص بغير اللفظ, لأنه نريد أن نعرف أن هذا النقل بالمعنى دقيق أو ليس بدقيق ما يكفي أنه ثقة. حتّى لو كان ثقة ولكنه لم يكن عالماً فقد ينقل الحديث بغير معناه الحقيقي لأنه ليس من أهل الاختصاص.
الأصل الثالث: هذا الذي لابدَّ أن يضاف في علم الرجال عندنا, هو معرفة سوابقه العقدية والدينية, هذا من أين جاء؟ هذا تربى في جو كله إمامي أو متربي في مكانٍ آخر ثمَّ جاء إلينا؟ بعبارة أخرى: معبأ عقدياً دينياً سلوكياً فقهياً باتجاه آخر, ثمَّ بيني وبين الله لحادثة لقضية انكشفت له الحقيقة فتبدل, بينك وبين الله هذا يستطيع أنه هكذا هو لباس لابسه ثقافته وعقيدته حتّى ينزعها ويلبس غيرها.
أعرف أعزة من هؤلاء المستبصرين, المستبصرين والذين كتبوا عندنا وكتبهم أيضاً طبعت في المؤسسات عندنا و.. وإلى غير ذلك, كن على ثقة شخصاً قال لي لا لغيري, قال لأني وجدتك منفتح أردت أن أقول لك, قلت قل, قال: والله هذه القضايا التي تقولها الزيارة وكذا وكذا, أنا صار لي خمسة عشر سنة لا ذهبت إلى زيارة الإمام الرضا ولا علاقة ولا أبداً, منطقي جداً, وجدت كثيراً أن الكلام منطقي لأنه بينك وبين الله وهابي وصار شيعي ماذا تتوقع مائة وثمانين درجة ينتقل إلى هذا الصوب يعني؟ لي وليس لغيري, قال لي: لم أزر, الآن قلت خمسة عشر, هو قال لي عشر سنوات, قال لي: لم أزر عشر سنوات الإمام الرضا, قلت له لماذا؟ قال لي لا ضرورة, يعني ماذا الزيارة, وهذا منطقي جداً.
طبعاً هذا ما يظهره لك, ولكنه في فلتات كتاباته هذا ماذا؟ سوف تظهر من غير أن نشعر به, التفتوا جيداً.
إذن, هذه المشكلة مشكلة التخليط في المتن ومشكلة عدم الضبط ومشكلة كذا, تؤدي بنا أن نتعرف على سوابق الرجل الذي ينقل, خصوصاً أنتم واجدين أنت لو تراجعون (معجم رجال الحديث للسيد الخوئي) بعض الناس يقول نقل لنا ألفين وسبعين مائة رواية, نقل لنا ألفين وثلاثمائية رواية, نقل لنا ألف وسبعمائة رواية, وفي مختلف معارف الدين من التوحيد إلى الإمامة إلى المعاد إلى الفقه كلّ شيء نقله لنا, فإذا أنت لم تتعرف, الآن ما أقول تعالوا واقضي ثلاثين سنة من عمرك لا لا, توجد هناك مجموعة من هؤلاء الأشخاص يمثلون العمود الفقري لرواياتنا, لا أقل تعرف على وضعه, انظر من هو هذا الذي أنت تأخذ منه دينك, دينك تريد أن تأخذه, يوم القيامة تذهب كما قال أمير المؤمنين, قال: يأتي هؤلاء الذين يمسحون على الخف أو الخفين يأتي يوم القيامة يرى وضوءه على ماذا؟ على جلود الأنعام, لأنه هذه الخُف عادة كان يؤخذ من أين؟ من جلود الأنعام ولهذا صارت مسألة فقهية بأنه إذا كان مذكى غير مذكى إلى غير ذلك, أليس هكذا, وهو أيضاً كان يمسح على الخفين يقول يوم القيامة يأتي ويرى ذاك تجسم الوضوء – تجسم الأعمال- وضوئه أين يجده؟ على جلود الأنعام, الآن قد يكون قاصر, بلي قد يكون قاصر أصلاً يعني ليس مقصر حتّى يعاقب, ولكنه الأثر الكمالي للوضوء يحصله أو لا يحصله؟ لم يحصله, أنت جنابك تقول لي والله سألت خمس نفرات ولكن تبين أنه لم يسأل أهل الخبرة, سألت خمس نفرات قلت لهم أريد أن أذهب إلى مشهد, فدلونا على الجزيرة واقواق وأنت صار لك ثلاثة أيام تدق حتّى تصل إلى مشهد آخر المطاف تخرج من أين؟ من جزيرة كذا, جيد, فأنت وصلت مشهد أو لم تصل مشهد؟ لم تصل مشهد, تقول والله كنت معذور, يقولون صحيح معذور عقاب لا يعاقبونك ولكن مشهد لا تصل, لماذا؟ لأنه هذه قضايا تكوينية قضايا وجودية. >السائر على غير هدىً لا يزيده سرعة المشي إلاَّ بعدا< حديث معتبر في أصول الكافي اذهب واقرأه, لا تقول لي معذور ولا يأخذونك إلى نار جهنم, طيب لا يأخذونك, ولكن درجات الجنة لا تحصلها, نعم أقصاه بفضل الله تدخل الجنة, ولكن هذه اين وأنك كلّ عمرك قضيته حتّى تصل إلى تلك المقامات العالية أين, أن تكون بجوار أمير المؤمنين أين؟ هذه لا تحصله, تحتاج إلى هذا التحقيق.
من هنا كمصديق لهذا الخلط, قلت لكم الإسرائيليات, لكن المصداق الذي أريد أن أقوله للأعزة مصداق آخر, وهو: المصنفات الحديثية الموجودة عندنا والتي لم يعلم أن اصحابها كانوا من أهل التدقيق والتحقيق في نقل الروايات, بل لا فقط لم يعرف, بل عُرف عنهم أنهم يبحثون على الغرائب والعجائب وكل أمر غير طبيعي, مغرم أصلاً هو ينقل لك, واجدين أنا ما أدري مع كلّ احترامي للأعزة الذين يصعدون المنابر والفضائيات واجدين بعض المنابر أخي من يصعد المنبر إلى أن ينزل من المنبر لا ينقل إلاَّ القضايا الغريبة العجيبة .. التي ما أنزل الله بها من سلطان, الآن قد موجودة في كتابٍ ما, ولكن وجودها في كتابٍ ما طيب لا يدل على صدورها من الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام). أصلاً المزاج مزاج هذا النقل من الروايات, نقل الغث والسمين, الآن تقول لي سيدنا: هؤلاء الذين نقلوا الغث والسمين لحفظ التراث لنا, حتّى نحن لا يضيع علينا شيء وترك أمر التحقيق لمن؟ للمحققين, الواقع بيني وبين الله بعض مصنفاتنا الحديثية هكذا ولكن المشكلة أن كلّ من جاء الآن نسي أنه هذا نقل التراث لا أنه قال كلّ الذي موجود صحيح, أنت تتعامل معه كلّ ما موجود في البحار يعني صحيح, طيب هذا من أين؟ هذا من أين؟ صاحب البحار جزاه الله خيراً كلّ ما وصل بيده من كتاب مخطوط أو من شيء أصلاً لا أول للكتاب ولا آخره, ترون بعض الأحيان يقول وصل بيدي كتاب لا فيه المؤلف ولا فيه اسم المؤلف كلّ شيء ما فيه, ولكن ماذا؟ أقرأ أنت حديث النورانية الذي (خابصين) العالم فيه, انظر من اين ينقل حديث النورانية, طبعاً قد تقول لي سيدنا يعني أنت ما تعتقد به, أقول لا, البحث أن المصدر ما هو, وإلا قد بعض فقراته, لأنه أنا مؤمن بنظرية التفقير النص وتقطيع النص يعني كلّ قطعة نأخذها نجد أنه يوجد عليها شواهد أو لا, ذاك أصل أعتقد به ولكن هذا الحديث ينقله من كتاب وقع بيدي من فلان الذي ما كان فيه ما كان فيه كذا فأنقل الروايات, هو يقول في المقدمة, هو حفظ لنا التراث جاءه لنا, ولكن أنت لماذا تتعامل معه تعامل ورد في كتبنا, لماذا تتعامل.
والأخطر من هذا أنه هو يجمع لك التراث يجمع هذا الغث والسمين يجمع هذا العاطل والباطل ويصر على تصحيح كلّ ما ورد في الكتاب, هذا أخطر من الأوّل, الأوّل إذا تقول له, يقول: أنا عذري هذا, هو أنه أنا نقلت لك التراث وأنت عليك ماذا؟
ولذا أنت الآن بمجرد أن تراجع وأعزتي الذين يقين عندي فضلاء يوجد هنا الذين يصعدون المنبر التفتوا جيداً, يقين عندي يسألون عن التحقيق تاريخ الطبري في المقدمة كتب اذهبوا واقرؤوا يقول: أنا الذي كتبته هنا لا يتبادر إلى ذهن أحد أن كلّ الذي نقلته صحيح, أنا جمعت كلّ ما وصل بيدي وترك الأمر لمن؟ للمحققين أن يقولوا صحيح أو أن يقولوا ضعيف, لا تقول لي ورد في الطبري هو لم يتعهد في المقدمة لم يتعهد, الآن أنت لم تقرأ المقدمة فمشكلته أو مشكلتك أنت؟ هذه المقدمة اذهبوا واقرؤوها أعزائي.
ولذا قاعدةٌ هذه في معرفة الكتاب, أي كتاب تريد أن تقرأه انظر صاحب الكتاب ماذا قيم الكتاب, هو ماذا قيمه ماذا يقول هذا الكتاب يمثل آرائي لم يمثل أقبله ما أقبله؟ محمد باقر الصدر+ في مقدمة الحلقات يقول ليست بالضرورة هذه ماذا؟ آرائي إذن لا تقول محمد باقر الصدر قال في الحلقة ماذا؟ كذا, هو يقول ليست آرائي هذه, أما والله عجيب, التفتوا جيداً.
الأخطر كما قلت: هو أنه ماذا؟ هو أن الشخص ينقل ويصر على تصحيح ما ينقل وهذه هي المشكلة التي نحن نعيشها مع جملة من أعلام النهج الأخباري, وهو أنه لا فقط ينقل الروايات, ثمَّ يتركونها للمحققين من بعدهم بل يصرون على تصحيح كلّ ما ورد في هذه الكتب, ومن أوضح مصاديق ذلك المحدث النوري, المحدث النوري في (المستدرك) وغير المستدرك, كلّ همّه كلّ ما نقله أن يقول ماذا؟ ولذا عندما جاء إلى خاتمة المستدرك التي طبع الآن سبع ثمان مجلدات, كلّ إصراره أن ما نقل عنهم من الأصول كلها أصول صحيحة, والنتيجة ماذا صارت؟ من مجموع هذه الأصول جمع حدود ألف ومائة واثنين وعشرين رواية في تحريف القرآن, بينك وبين الله إذا عندك ألف ومائة واثنين وعشرين رواية في التحريف فإذن يوجد مجال للبحث في السند؟! أنظروا الخطورة أين تظهر؟ المحصّلة هنا تخرج, أين تخرج المحصّلة؟ تخرج هنا, وهو أنه صار عنده من المسلمات مسألة ماذا؟ فلهذا في مقدمة هذا الكتاب مكان آخر يقول بأنه أصلاً التحريف من المتواترات لماذا؟ يقول ألف ومائة رواية, فماذا تريد أنت؟ التفتوا جيداً أنظروا هذا الذي قلت أن البحث خطير جداً.
هذا البحث أعزائي, رحمة الله تعالى وإن كان أنا عندي مصادر أخرى ولكن أنا أريد أن أذكر اسمه لنذكره الشيخ معرفت& اشتغل في هذه المجالات وإن كان لا نوافقه في كثير مما قال, خصوصاً في مسائل التأويل وغيرها, لم يكن متخصصاً في هذا المجال فقال كلاماً لا يليق أن يذكر في كتابه عنده اسمه (صيانة القرآن من التحريف, تأليف: المحقق محمد هادي معرفة, مؤسسة النشر الإسلامي, ص244) بحث جيد الحق والإنصاف راجعوا البحث هناك, في (ص239) يقول: [ما جمعه المحدث النوري من روايات بشأن مسألة التحريف تربوا على ألف ومائة واثنين وعشرين رواية بالضبط] الآن من أين جاءت هذه؟ التفت يقول: [لكن أكثرية هذه الرواية الساحقة إنَّما نقلها من أصولٍ لا إسناد لها] هذه الأصول الأربعمائة يقول هذا أصل فلان, وأنت عندما ترجع إلى المحققين من علمائنا يقولون نعم, علي بن جعفر كان عنده أصل ولكن ما هو الدليل هذا الذي بأيدينا هو أصل ماذا؟ علي بن جعفر ما عندنا شك, بتعبيرنا – أنت اشصار بيك- عمي يقيناً السيّد فلان عنده كتاب في التحريف أنت رأيت كتاب في التحريف مكتوب علي بن جعفر, تقول هذا كتاب فلان, طيب يحتمل أن يكون تدليساً هذا.
ولذا أنت الأصول الأربعمائة التي عندنا, أخيراً طبعوا هذه الأصول الستة عشر, ما أدري واجديه أو لا, كتاب الذي واصل عندنا كم هي؟ ستة عشر أصل, يقال: بيد الشيخ صاحب البحار كم كانت منها يوجد؟ أربعة وثمانين أو ثلاثة وثمانين, وتلك التي بيد الشيخ صاحب البحار ليس معلوم أنه كلها كان يوجد طريق قطعي, لأنه صاحب البحار أين والأصول الأربعمائة في القرن الثاني والثالث أين, تسع قرون عشر قرون كيف وصلت له؟ لا, صاحب البحار مطمئن بيني وبين الله إذا أنت تقلد صاحب البحار, ما عندنا مشكلة, التفت.
قال: [من أصول لا إسناد لها ولا اعتبار مما عرضناه آنفاً من كتب ورسائل] هو حاول في المقدمة يذكر مجموعة من الأصول التي مستند إليها المحدث النوري ويبين أن لها سند أو ليس لها سند, طبعاً حاول بكل ما أوتي من قوة علمية من؟ المحدث النوري أن يثبت صحتها في خاتمة المستدرك, ولكنه دون اثباتها خرق القتاد, اذهبوا وراجعوا كلمات الأعلام.
يقول: [ومن كتب ورسائل إما مجهولة أو مبتورة أو هي موضوعة لا أساس لها رأساً, ثمَّ استقرأ] الروايات الواردة في الأصول التي لا اعتبار لها لأي سببٍ يقول: [فإذا ما أسقطنا المنقول من هذه الكتب التي تربوا على ثمانمائة وخمسة عشر رواية] فيبقى تقريباً ربع الروايات فيدخل بحث تفصيلي يقسم هذه الروايات يقول بعضٌ مرتبطة بتعدد القراءات, بعض مرتبطة بتفسير الإمام يعني عندما يذكر {بلغ} الإمام يبين لأنه هو النص وهكذا راجعوه هناك.
ولذا عنده عبارة السيّد الإمام+ في (أنوار الهداية) والذي اختم به حديثي والتفصيل إلى غد إن شاء الله, هذه العبارة جداً قيمة, نادر السيّد الإمام يهجم بهذه الطريقة على الأشخاص, طريقته ليست هذه يعني طريقته يتكلم ولكنه يذكر الأشخاص بشيء ليس مناسب نادر, أنا من النوادر التي وجدتها أنه عندما يصل إلى المحدث النوري فيظهر أنه ما يتحمل السيّد الإمام في (أنوار الهداية) يقول: [وأزيدك توضيحا] (ص244, ج1 من أنوار الهداية التي هي تعليقة على الكفاية) يقول: [وأزيدك توضيحاً أنه لو كان الأمر كما توهم صاحب فصل الخطاب] الذي هو في إثبات تحريف الكتاب [الذي كان كتبه لا يفيد علماً ولا عملا وإنما هو إيراد روايات ضعاف أعرض عنها الأصحاب] التفت إلى العبارات [وتنزه عنها أولوا الألباب من قدماء أصحابنا] أصلاً ليس من شأن الإنسان أن ينقل مثل هذه الروايات [هذا حال كتب روايته غالباً] الآن دخل على شخصية, الآن الكتاب بعد أن طعن فيه دخل على شخصية من؟ على شخصية المحدث النوري, يقول: هذا الرجل لا فقط هذا فصل الخطاب عنده مشكلة, أصلاً كلّ كتبه من هذا القبيل كالمستدرك, الذي الآن صار من الكتب ماذا؟ من الكتب الثمانية من الكتب السبعة … التفت جيداً. [ولا تسأل عن سائر كتبه] لماذا [المشحونة بالقصص والحكايات الغريبة] هذا يبين سكولوجية الإنسان, قلت لك: أنت عندما يصعد المنبر عندما يبدأ يتكلم تعرف أن هذا شخصيته كيف مصبوبة, إذا بدأ فلان رأى فلان في النوم وفلان رأى فلان بالطيف وفلان رآه عندما خرج من الباب هكذا وفلان قصة بفلان مكان, أنت تعرف المزاج ما هو؟ مزاج قصة ورؤية وكذا لا مزاج آية ورواية وصحيحة السند ومعتبرة, [سائر كتبه المشحونة بالقصص والحكايات الغريبة التي غالبها بالهزل أشبه منه بالجد, وهو رحمه الله] أخاف تتصور أنه أنا أطعن في الرجل قال: [وهو رحمه الله شخص صالح] وإنسان جيد خوش آدمي ولكن ما هو ربطه خوش آدمي بماذا؟ بالعلم, ما هو ربطها, أنا ما أسأل أنه صليت ورائه أو لم تصلي ورائه, أنا أسأل بأنه عالم أو ليس بعالم, [شخصٌ صالح متتبع إلاَّ أن اشتياقه لجمع الضعاف والغرائب والعجائب وما لا يقبلها العقل السليم والرأي المستقيم أكثر من الكلام النافع] هذا يقول إنسان ماذا؟ ندري كم متحرج في القضايا بيني وبين الله الدينية وايضا … وغير ذلك.
أنا نقلت للأعزة بعض القضايا الشخصية التي أعرفها عن السيّد الإمام أعرفها باليقين لا التي بالإعلام يعني ليست التي نقلوها بالإعلام, هذا الرجل في أيام الحرب عندما كان يدخل إلى الغرفة ويوجد ذباب أو يوجد بعض الحشرات المضرة تؤذيه, ما كان يسمح لأحدٍ أنه يأتون بالمضادات وهذه ماذا يفعلون لها؟ يقضون عليها, يقول افتحوا الشباك ويلزم عبائه هكذا يفعل حتّى يخرجها كلها, هذا تحرجه كان بهذا المستوى أعزائي, وإلا ما كان صار السيّد الإمام الخميني, يكون في علمك, ما كان السيّد الخميني, نقلت أنا قضية للأعزة, وأختم بها فلنقرأ هذه العبارة, قال: [والعجب] ثمَّ الآن يبدا يحمل على من؟ يحمل على المعاصرين له, يقول: [والعجب من معاصريه من أهل اليقظة] يعني العلماء المحققين [كيف ذهلوا وغفلوا حتّى وقع ما وقع] أين كانوا علماء الحوزة يقولون ماذا تفعل أنت تكتب باسمنا هذه, من أين جئت بهذه, أصلاً من أعطاك الإجازة أن تكتب هذه, ما أريد أن أعلق, لأنه تعلمون إذا أعلق أدري ماذا يصير.
صاحب الكفاية كان عنده زميل يقرأ معه, كلّ ليلة جمعة يذهبون ويزورون كربلاء, فمدة ذاك جاء إلى النجف وجد أنه لا يستطيع أن يعيش عيشة النجف في تلك الأيام فترك وذهب وصار تاجر, وبعده دارت الأيام وصار ذاك زميله مقلد من؟ للخراساني, ففي يوم التقى به وجلس جلسة خاصة, قال له كنّا زملاء وسوية كنّا نقرأ كيف صار أنت وصلت إلى هنا وأنا ذهبت إلى هناك؟ طيب يعني ماذا هي قسمة مقسومة من فوق؟ .. قال له الآن أقول لك لماذا صار هكذا؟ تتذكر فلان ليلة ذهبنا إلى كربلاء وقلت لك اذهب وخذ لنا قرصة خبز ما عندنا مال إلاَّ بقدر قرصة خبز أنت ذهبت قرصة خبز وقليلاً معها حلاوة, فعندما جئت بها قلت لك هذا مال الحلاوة لم يكن عندنا قلت لك من أين؟ قلت: أخذتها دين من عنده, عندما نأتي أسبوع القادم ماذا؟ قلت: أنا ما أأكلها اذهب وارجعها, فعندما ذهبت وأرجعتها عندما جئت بالخبزة الحلاوة ماذا؟ (كلام أحد الحضور) لا باقي أثرها أين مكانها حلو, نعم, فأنت قلت لي كلّ وهو رآها, قلت لك لا, أنا أأكل من أطرافها أنت تريد أن تأكل كلّ هذا الوسط قلت بابه هو راضي ورآها هو فأكلت ماذا؟ فأنا تلك الذي فعلته وصلتني إلى هنا وتلك وصلتك إلى ماذا؟
لا يتبادر إلى الذهن بأنه ببساطة ممكن الإنسان أن يضع قدماً في هذه المسائل.
المهم هذا الكلام فيه تتمة إلى غد.
والحمد لله رب العالمين.