الأخبار

حديث الثقلين سنده ودلالته ق(63)

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

حديث الثقلين سنده ودلالته ق(63)

المقدم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته, بداية أهنأ أتباع مدرسة أهل البيت وعموم المسلمين بذكرى ولادة الإمام الحسن العسكري والد الإمام الحجة (عليه أفضل الصلاة والسلام) في هذه الليلة, وبهذه المناسبة وبهذا البرنامج الذي يحمل اسم الأطروحة المهدوية نسبةً إلى المهدي المنتظر#, احييكم من استوديوهات قناة الكوثر الفضائية بمدينة قم المقدسة, وهذه الليلة مع الأطروحة المهدوية, أرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري, سماحة السيد نحن لا زلنا في حديث الثقلين سنده ودلالته في قسمه (63).

في البداية وقبل أن ندخل في مباحث هذه الليلة كلمة تمهيدية أو مطلب تمهيدي حول الموضوع.

السيد: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين, اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم.

قلنا في البحث السابق أنه لو لم يثبت للعترة ولأهل البيت إلا هذا الحديث المعروف بحديث الثقلين لكفاهم فخراً وشرفاً وكرامةً وريادةً وإمامةً وقيادةً في الأمة, كل هذه الحقائق إن شاء الله تعالى سنتوفر عليها في أبحاث فقه دلالة ومضامين حديث الثقلين.

ولكنه الكلمة التمهيدية التي بودي أن أشير إليها في هذه الليلة هي التأكيد على المنهج الذي بدأنا به أبحاث هذه الأطروحة وكذلك بحوثنا في مطارحات في العقيدة, قلنا: بأننا نحاول أن نبني على منهج أننا عندما نريد أن نستند إلى حديث من الأحاديث الواردة عن النبي الأكرم’, نحاول أن يجتمع في ذلك النص المقومات التالية:

الأول: أن يكون صحيحاً من حيث السند, من حيث علم الجرح والتعديل.

الثاني: أن يكون صريحاً من حيث المتن والمدعى الذي ندعيه في دلالة الحديث.

الثالث: أن يكون مجمعاً عليه بين علماء المسلمين.

وعندما أقول علماء المسلمين لا أريد الشارد والنادر والشاذ, والذي اصطلحت عليه في البحث السابق ببعض الأقوال المنكرة والشاذة والنشاز التي هي موجودة في كل مدرسة من مدارس المسلمين, يعني: أنت عندما تأتي إلى مدرسة افترضوا الأشاعرة تجد أن هناك بعض الأشخاص ينتسبون إلى الأشعرية ولكنه لا يتفقون مع قواعدها, عندما تأتي إلى المعتزلة كذلك, عندما تأتي على مستوى البحث الفقهي إلى الحنابلة إلى الحنفية إلى .. وهكذا حتى عندما تأتي إلى حتى مدرسة ابن تيمية أو إتجاه ابن تيمية والوهابية تجد أن هناك أصوات الأركان محفوظة وهكذا عند مدرسة أهل البيت, حتى لا يتبادر إلى ذهن أحد, أن هذه القاعدة تستثنى منها مدرسة أهل البيت لا, أيضاً في مدرسة أهل البيت توجد هناك أصوات تمثل الصوت الرسمي في هذه المدرسة, وهناك أصوات نشاز أصوات منكرة اصطلحت عليها في الحلقة السابقة بأنها حشائش حول هذه الشجرة المباركة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء.

أعزائي, إذا استطعنا, التفتوا إلى هذه النكتة وبودي أن أسس لهذه النكتة بالقدر الذي يسعه الوقت, إذا استطعنا أن نؤسس لهذا المنهج وهو أننا عندما نريد أن نستند إلى نصٍ نبوي, النص القرآني واضح لا يمكن أن يختلف فيه اثنان, إنما الكلام أين؟ في النص النبوي, إذا أردنا أن نستند إلى نص نبوي لابد أن يشتمل على الخصوصيات التالية:

الخصوصية الأولى: أن يكون صحيح السند.

الخصوصية الثانية: أن يكون صريحاً في المتن من حيث المدعى, يعني: أن يكون نصاً جلياً.

الخصوصية الثالثة: أن يكون مجمعاً عليه بين علماء المسلمين, وعندما أقول علماء المسلمين أريد الذين يمثلون الاتجاه الرسمي في كل اتجاه وفي كل مدرسة وفي كل مذهب ونحو ذلك.

على هذا الأساس واقعاً أنا أتصور عند ذلك نستطيع أن نميز الحق من الباطل, وعلى هذا الأساس نستطيع أن نميز الصحيح من السقيم, وعلى هذا الأساس بحسب النص القرآني نستطيع أن نميز الكلمة الطبية عن الكلمة الخبيثة وهذا نص القرآن, هذا ليس سب وليس شتيمة وإنما هو وصف لحقيقة.

ولذا تجدون القرآن الكريم في سورة إبراهيم, أنا بودي أن الأعزة يلتفتوا إلى هذه الحقيقة, في سورة إبراهيم الآية 24- 25, يقول: {ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} يعني ثمارها عطائها لا يتوقف وإن كنّا بعض الأحيان لا نرى ذلك, ولكن عطاء الشمس حتى لو غيبتها السحاب فإن الشمس تعطي ثمارها, أما {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار} يعني كالحشائش التي اصطلحت عليها, الحشائش تجدها قد يكون فوق الأرض ارتفاعها نصف متر ولكنه جذرها لا يتجاوز نصف سنتيمتر.

المقدم: أو سانتين.

السيد: أو سانتين, صحيح, ولذا بمجرد هكذا تجتث من فوق الأرض, ولذا عبر عنها القرآن الكريم هذه الكلمة الخبيثة عبر عنها بأنها {جعلناهم أحاديث كأن لم تغن بالأمس} كأنه لم يكن.

المقدم: فقاعات, زبد.

السيد: فقاعات واقعاً {زبد يذهب جفاء} هذه كلها نصوص قرآنية.

أعزائي, بناءً على هذا المنطق أنا أتصور نستطيع أن نؤسس لمنهجٍ تقريبي, طبعاً مع كل احترامي لكل المناهج التقريبية, المناهج التقريبية الأخرى, كانت تقوم إما على أساس سياسي كما الآن توجد, التقريب عندما أقول التقريب بين المذاهب وبين الاتجاهات والمدارس الإسلامية, إما أن تقول على أساس سياسي مصلحي منافع, قد توجد اليوم ولا توجد غد, وإما قد توجد على أساس اجتماعي, وإما قد توجد على أساس ثقافي, أما الأساس الذي أنا أذكره يقوم على أساسٍ عقدي, على أساس منظومة عقدية.

ولذا أنا أدعوا من هنا من هذا المنبر المبارك واقعاً, أدعوا إلى أننا فلتتوفر جميع الجهود خصوصاً من المسلمين أنه أي صوت نشاز يخرج عن هذا المتفق عليه, ما هو المتفق عليه؟ وهو أنه تكون هناك نصوص صحيحة صريحة مجمعٌ عليها, عند ذلك أنا أتصور نستطيع أن أنصل إلى أعلى درجات الاتفاق والانسجام واحترام الآخر وقبول الآخر وعدم إهانة الآخر وعدم تكفير الآخر وعدم وعدم … إلى غير ذلك.

واعتقد هذا هو المنهج الذي أسس له الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) لا يتبادر إلى ذهن أحد أننا لا سامح الله, أننا نريد أن نخرج من أسس مدرسة أهل البيت, نحن نتبع إمام أو إمام أئمة مدرسة أهل البيت, الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) في نهج البلاغة.

المقدم: ولا ندعو الآخرين أن يخرجوا من مدارسهم أيضاً.

السيد: أحسنتم أبداً, ولكن نحاول أن نؤسس لهذا المنهج, التفتوا جيداً.

هذا أمامكم كتاب (نهج البلاغة, شرح: الشيخ محمد عبده, الخطبة رقم 205, ومن كلام له وقد سمع قوماً من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين, ص349, من هذه النسخة التي بيدي) أنظروا ماذا قال الإمام, قال: >إني أكره لكم أن تكونوا سبابين< إذن يا أمير المؤمنين يا إمام التقى, ما هو الطريق لأن نعرف الآخر؟ قال هناك طرق متعددة لتعريف الآخر, >ولكنكم لو وصفتم أعمالهم< قولوا ماذا يقولون, ماذا يعتقدون, ماذا يريدون, أنا بيني وبين الله وأترك ذلك لعقل المشاهد ولعقل المستمع ولعقل القارئ ولعقل المتابع ولأهل التحقيق أن يقولوا أن الحق هنا أو الحق هناك.

المقدم: وهذا الذي يفرّق هذا البرنامج عن غيره من البرامج.

السيد: من البرامج والقنوات والفضائيات والمواقع.

المقدم: هنا وصف وهناك سب.

السيد: بل ليس ذاك, بيني وبين الله كما عبّرت عنها أصوات نشاز أصوات نكرة أصوات حشائشية لا قيمة علمية لها. قال: >ولكنكم لو وصفتم أعمالهم, وذكرتكم حالهم, كان أصوب في القول وأبلغ في العذر, وقلتم مكان سبكم إياهم< ماذا نقول كيف نعرف الآخر؟ قال: >اللهم احقن دمائنا ودمائهم< انظروا هذا المنطق وهذا المنطق التكفيري هذا المنطق الذي يقتل الأبرياء بالمئات بالعشرات بالمفخخات وغيرها.

المقدم: هذا يريد أن يقول يعني الإمام× أننا في الوصف إنما نريد حقن الدماء, الوصول إلى بر الأمان.

السيد: نعم, >اللهم احقن دمائنا ودمائهم وأصلح ذات بيننا وبينهم واهدهم من ضلالتهم< بلي نعم, عندما نعتقد نحن على الحق الآخر على الضلال وعلى غير الحق وعلى غير الهدى واقعاً ندعو لهم بالهداية >حتى يعرف الحق من جهله ويرعو عن الغي والعدوان من لهج به<.

من هنا في هذه الليلة في هذه المقدمة الكلمة التمهيدية, بودي أن أشير إلى أن هذه قضية أنّ أمتي لا تجتمع على ضلالة, لا تجتمع على خطأ, لا تجتمع على باطل, هل هذه الروايات وهذه الكلمات فقط وردت في كلمات علماء أهل السنة وأحاديثهم, أو أن أئمتنا أيضاً استندوا إلى هذا النص, وقالوا أن المجمع عليه هو الحق الذي لا ينبغي لأحدٍ أن يخرج عنه.

أمامكم كتاب (نضم المتناثر من الحديث المتواتر, للإدريسي الشهير بالكتاني, دار الكتب العلمية بيروت, ص104) هذا نصه, قال: [أحاديث عصمة الأمة] جداً تعبير دقيق, يعني: أن الأمة إذا اجتمعت فهي معصومة.

المقدم: رأيها معصوم.

السيد: رأيها معصوم [أحاديث عصمة الأمة وأنها لا تجتمع على ضلالة وخطأ, ذكر ابن الهمام في التحرير وغير واحد أنها متواترة معنىً] لا متواترة لفظاً, لأن التواتر على أقسام, [ونص ابن الهمام ومن الأدلة السمعية على ذلك..] إلى أن يقول: [لكنه .. فلان, فأخرجه] من؟ [أخرجه .. عن ابن عمر وعن أبي بصرة الغفاري وعن أبي مالك الأشعري, وعن أنس وعن ابن عباس..] وهكذا. هذا كلام من؟ كلام مدرسة أهل السنة.

تعالوا أعزائنا في المقابل, ماذا تقول مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

ما ورد في (الاحتجاج, للطبرسي, ج2, بحسب هذه الطبعة الموجودة عندي, ص250- 251, طبعات مختلفة, بالإمكان أن يرجعوا إليها (احتجاج أبي الحسن علي بن محمد الحسن العسكري) سبحان الله والليلة ليلة ولادة الإمام× جاءت هذه الرواية أيضاً (في شيء من التوحيد وغير ذلك من العلوم الدينية والدنياوية على المخالف والمؤالف) الإمام يريد أن يستدل بمنطق يوافق عليه من يتبعه ومن يخالفه, قال: [ومما أجاب به أبو الحسن علي بن محمد العسكري في رسالته إلى أهل الأهواز] بحمد الله تعالى الآن فليعلم أهل الأهواز أن الشيعة كانوا لهم قدم صدق من زمان الإمام العسكري, [حين سألوه عن الجبر والتفويض أن قال: >اجتمعت الأمة قاطبة<] التفتوا إلى التعبير [>اجتمعت الأمة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك أن القرآن حقٌ لا ريب فيه عند جميع فرقها<].

المقدم: إذن احتج باجتماع الأمة.

السيد: أنظروا, هذا كلام الإمام العسكري× [>فهم في حالة الإجماع عليه مصيبون<].

المقدم: إذا أجمعت الأمة على شيء فهي مصيبة.

السيد: إذا أجمعت الأمة على شيء فهي مصيبة, يعني: في ضمن هذا الإجماع من يوجد؟ توجد أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) فإذا أجمعوا ومن ضمنهم أئمة أهل البيت, فهو ماذا؟

وأنا أتصور أن هذا المنهج من أهم المناهج لأن نضع أي مسألة أخرى انفرادية على جنب, نحن قد ننفرد عن الآخر ونعتقد به ولكنه لا ينبغي لنا أن نحمل الآخر ما نعتقد به, وهو أيضاً كذلك لا ينبغي له أن يحمل الآخرين ما لا يعتقدون, يا أخي, ليس من المنطقي أنت ترى أن زيارة النبي بدعة وتقف هناك ويقف هؤلاء ويقولون بدعة بدعة..

المقدم: وتمنع الآخر.

السيد: ليس هذا المنطق الإسلام, ليس منطق العلم ليس منطق الحقيقة, نعم هذا رأيك محترم لك, انتهت القضية, قال: [>فهم في حالة الإجماع عليه مصيبون, وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون<] لماذا سيدي أيها الإمام العسكري؟ [>قال لقول النبي: لا تجتمع أمتي على ضلالة<] الأمة النبي قال إذا اجتمعت الأمة فهي لا تجتمع على ضلالة, [>فأخبر’ إنما اجتمعت عليه الأمة ولم يخالف بعضها بعضاً هو الحق<] ولذا قلنا من أهم الموازين لتمييز الحق من الباطل, والبعض حاول أن يستفيد من هذا الحديث لأمور سياسية, الآن لا أريد أن أدخل فيما يتعلق بقضية الخليفة الأول أنه أجمعت, هناك واقعاً إذا ثبت الإجماع وفيهم علي وأبناء علي وشيعة, نعم ذاك نقول ماذا؟ ولكن الكلام كما يقال في الصغرى أن هذا الإجماع لم يتحقق في كثير من الصحابة.

المقدم: المشكلة في تعريف الإجماع.

السيد: أحسنتم جزاكم الله خيرا, ولذا قال الإمام [>لا ما تأوله الجاهلون ولا ما قاله المعاندون ومن إبطال ..<] إلى آخره.

إذن أعزائي التفتوا إلى هذا هذا مورد.

المقدم: إذن المدرستين.

السيد: المدرستين الآن, بل أكثر من ذلك, نجد أن الإمام الرضا (عليه أفضل الصلاة والسلام) في (أصول الكافي) وهو من أهم كتبنا الحديثية, ومن أهم المراجع التي نستند إليها, وإن كنّا نحن لا نقبل نظرية أن كل ما ورد فيه صحيح كما يقال في البخاري ومسلم ونحو ذلك, في (أصول الكافي, تحقيق: مركز بحوث دار الحديث, ج1, ص238) الرواية طويلة, الرواية وهي صحيحة السند, الرواية لا يتبادر أننا نستند إلى رواية ضعيفة السند, الرواية كما وردت (العلامة المجلسي في مرآة العقول, ج1, ص328) بعد أن نقول الرواية قال عن صفوان بن يحيى قال: >سألني أبو قرة المحدث< وهي الحديث رقم 2, قال: [الحديث الثاني صحيح] فالرواية صحيحة. جيد جداً, تعالوا انظروا إلى هذه الرواية الصحيحة الواردة عن الإمام الرضا. الإمام الرضا يقول: >سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضا فاستأذنته في ذلك فإذن لي فدخل عليّ فسأله عن الحلال والحرام والأحكام حتى بلغ سؤاله إلى التوحيد< يوجد شيء أهم من التوحيد؟ لا يوجد, أصل كل معارفنا, >فقال أبو قرة: إنا روينا أن الله قسم الرؤية والكلام بين نبيين فأعطى الكلام لموسى وأعطى الرؤية لمحمدٍ’, فقال أبو الحسن: فمن المبلغ عن الله إلى الثقلين من الجن والإنس {لا تدركه الأبصار} ..< ثم يبدأ يستدل أن هذا الكلام لا يمكن أن ينسب إلى رسول الله, هو قال {لا تدركه الأبصار} في قرآنه فكيف يدعي أني رأيته في المعراج, >قال أبو الحسن< إلى أن يقول الإمام×: >فقال أبو قرة: فتكذب بالروايات< توجد روايات جاءت روايات قالت أن الله رأى ربه إمام في صورة شاب إما في العرش إما ..

المقدم: النبي.

السيد: بلي النبي, أن النبي رأى ربه على صورة كذا. >فقال له أبو قرة: فتكذب بالروايات, فقال أبو الحسن: إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها. نعم, الأصل هو القرآن< >أعرضوا كلامنا على كتاب ربنا فإن وجدتم له شاهد أو شاهدين فخذوا وإلا فهو زخرف لم نقله< التفتوا إلى محل الشاهد إلى هنا كان محل الشاهد, >قال: وما أجمع المسلمون عليه أنه لا يحاط به علمه< استدل بماذا؟ بإجماع المسلمين, أعزائي. أن إجماع المسلمين إذا تحقق في مورد فهو حجة, يقول: >وما أجمع المسلمون عليه أنه لا يحاط به علما<.

إذن فتحصل هذا المنهج إذا استطعنا واقعاً أن نؤسس له في هذا البرنامج وكل الأحاديث التي تكلمنا عنها حاولنا قدر الإمكان أن نحافظ على هذه الخصوصيات: الخصوصية الأولى: أن تكون الرواية صحيحة, الخصوصية الثانية: أن تكون نصاً صريحاً, الخصوصية الثالثة: أن تكون مجمعاً عليها الرواية, فإذا كان كذلك.

ومن هنا, سوف يتضح في الأبحاث اللاحقة نريد أن نطبق هذا الأصل على حديث الثقلين. يعني: حديث الثقلين إلى هنا نحن في الأبحاث السابقة بشكل تفصيلي ذكرنا في كلمات علماء أهل السنة أنهم قالوا متواتر أنهم قالوا صحيح السند أنهم .., كله قالوه هذا, نقلناه من الآخر.

المقدم: كله المؤشرات الثلاث.

السيد: لا لا, هذا ما يتعلق بأهل السنة, من هنا قد يقول القائل: أنه موجود هذا الحديث في رواياتكم بشكل صحيح وبشكل صحيح وبشكل مجمع عليه, نعم أو لا؟ هذه القضية التي نريد أن نقف عليها إن شاء الله تعالى, من هذه الحلقة والحلقات ما بعد ذلك.

المقدم: يعني: ندخل في دراسة الحديث إن شاء الله من منظار أهل البيت لكي يحصل الإجماع.

السيد: سنداً من منظار أهل البيت سنداً ودلالة, لكي يحصل الإجماع, لأن الإمام× لأنه كتب المدرستين قالت أن أمتي لا تجتمع على ضلالة, أن أمتي لا تجتمع على خطأ, فإذن إذا أردنا أن نبحث عن الحق, أعزائي والله هنا خطابي موجه إلى النخبة إلى النخب إلى أهل العلم إلى أهل القلم, إلى أولئك الذي يبحثون عن انسجام بين أبناء الأمة, أعزائي نحن جميعاً أبناء الإسلام, أبناء القرآن, أبناء محمد’, وأنا لا يوجد عندي أدنى شك أن جميع المسلمين يحبون أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) إلا ما خرج, والشاذ شاذ إلى النار.

المقدم: إلا النواصب.

السيد: أحسنتم, ذاك بحث آخر, هذا الذي أنا اصطلحت عليه بالاتجاه الأموي.

المقدم: والنواصب هم الحشائش يعني.

السيد: أحسنتم, واقعاً, وعندما أقول هذا الكلام لا يتبادر إلى ذهن أحد أن هذا الخطاب موجهٌ إلى جهة دون أخرى, هذا خطابي كما موجه إلى أبناء المدارس والاتجاهات وأبناء مدرسة أهل السنة كذلك هو موجه إلى أبنائنا في مدرسة أهل البيت.

المقدم: وأنا أتصور أن كلامكم الليلة ينصب في غالبه إلى أبناء مدرسة أهل البيت.

السيد: واقعاً, حتى يعرفوا حتى نعطي صورة علمية منهجية قائمة على أساس احترام الآخر, على أساس قبول الآخر, يا أخوان نحن ندعي لا أقل نزعم لأنفسنا أننا أتباع علي وأبناء علي, ألم يقل أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام): >لو وصفتم حالهم لكان أصوب في القول< أعزائي هذا أمير المؤمنين بل ألم يقل أمير المؤمنين, الآن ما أريد أن أفتح أستاذ علاء, ليس بحثي بحث سياسي وليس بحثي بحث واقعاً فكري ثقافي وإنما بحثي عقدي ولكنه الشيء بالشيء يذكر, ألم يؤسس أمير المؤمنين لمنطق المواطنة في السنين الأولى للإسلام, ألم يقل لمالك في الرسالة التي وجهها إليه وهو يوجهه إلى حكومة مصر, ومن الواضح أنه في ذلك الزمان كم كانوا أولئك الذين كانوا يتبعون الشيعة وكانوا شيعة, قال: >إما أخٌ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق< فعبّر عن جميع المسلمين أنهم إخواننا في الدين, ؟؟ في البرنامج ما هي النقاط التي لابد أن تردم وهي ضعيفة في البرنامج وهي لابد أن تقوى, أعزائي لو أردنا أن نطبق هذا المنهج على المنهج التاريخي, أردنا أن نطبق هذا المنهج على المنهج الروائي, على المنهج العقدي, كونوا على ثقة نصل إلى درجات عالية من قبول الآخر, أنا لا أقول أنه نتنازل أبداً, أنا لا أدعوا هنا من هذا المنبر أن الشيعي يتنازل من عقائده للسني, والسني يتنازل من عقيدته وتأريخه للشيعي, ولكن فليتعرف الشيعي على ما يوجد عند الآخر, وليتعرف السني على ما يوجد عند, وتعالوا نخرج من هذه الدائرة الضيقة السوداوية وهي أن هؤلاء كفار وهؤلاء سبيون وهؤلاء يهود وهؤلاء صهاينة, ونحن نقول: هؤلاء نواصب وهؤلاء .. , لا, تعالوا أعزائي. طبعاً تقول لي: سيدنا أنت أسست قلت خط أموي, أقول: نعم, هذه هي الكلمة الخبيثة التي أنا بودي أن نجتثها من فوق الأرض ما لها من قرار, هذه هي التي عبّرت عنها هي الحشائش هي النشاز هي الأصوات المنكرة التي تخرج من هذه الفضائية أو تلك, من هذه المدرسة أو تلك.

المقدم: وهذه النشازات أيضاً موجودة في مدرسة أهل البيت.

السيد: قلت هنا وهناك. لا يفرق.

المقدم: لكي لا يفهم المشاهد الكريم أننا نتحدث بلغة أخرى. على أية حال, أعزائنا المشاهدين نتوقف عند فاصل قصير نستأنف بعده حديثنا مع سماحة آية الله السيد كمال الحيدري, فاصل ونعود.

المقدم: مشاهدين الكرام أحييكم مرة أخرى وأجدد تحيتي لسماحة السيد كمال الحيدري, سماحة السيد: الآن نأتي إلى تعاطي أهل البيت^ مع حديث الثقلين, لربما هناك من يقول: أن هل اعتنوا بهذا الحديث واستدلوا به على مرجعيتهم الدينية أو إمامتهم السياسية أم أنهم تركوه جانب وهذا الكلام خاص بالأتباع, ليس بأهل البيت هم أنفسهم.

السيد: أحسنتم, هم أسسوا, جزاك الله خيرا, جداً هذا التساؤل أساسي أستاذ علاء, لأن البعض يحاول أن يصور للآخرين أن أئمة أهل البيت هم لم يستدلوا بآية التطهير, لم يستدلوا بقوله: {إنما يريد الله} هم لم يستدلوا بحديث الثقلين, هم لم يستدلوا بحديث المنزلة, هم لم يستدلوا بحديث الغدير .. هم..

المقدم: بآية المباهلة.

السيد: وإنما بعد ذلك جاء بعض الأتباع أو بعض علماء الكلام المتأخرين في القرن الثالث والرابع وكتبوا الكتب وأسسوا لمدرسةٍ اسمها الشيعة الإمامية الأثنا عشرية, وإلا أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لم يفعلوا ذلك.

المقدم: لم تكن هناك مدرسة لهذا الاسم.

السيد: مدرسة اسمها وإنما كانوا هؤلاء مجموعة من العلماء الطيبين الأبرار, طريقتهم كانت طريقة موافقة السنة والدفاع عن اتجاه السنة وكذا, هذا التأسيس متأخر القرن الرابع والخامس ومع الأسف الشديد أن بعض الأقلام من هذا الطرف أو ذاك أيضاً – لا أريد أن أسمي أستاذ علاء- من هذا الطرف أو ذاك وقعت في هذا المطب.

ولذا أنتم تجدون في الآونة الأخيرة أن هناك أصوات بدأت تقول: أنتم الذين تقولون أنه توجد عندنا مصادر حديثية, ومراجع وعندنا كتب أساسية وأنها تحدثت عن أصول ومنظومة معارف المذهب, إذن لماذا فقط تستندون بكتب أهل السنة؟!

المقدم: لماذا لا تتحدثون عن كتبكم.

السيد: لماذا لا تتحدثون عن كتبكم, لماذا لا تتحدثون عن مراجعكم عن مصادركم, عن .. إلى آخره, لماذا؟ هذا يكشف أنه لا يوجد عندكم شيء, وإلا لو كان عندكم لما استندتم إلى صحيح البخاري إلى صحيح مسلم وإلى مسند الإمام أحمد ونحو ذلك.

المقدم: طبعاً هذه مغالطة لأنه في الاحتجاج أو في البيان

السيد: عزيزي, الآن تعلمون أنه أنتم في الاحتجاج يتمسكون بكل قشةٍ والغريب يتشبث بكل حشيش.

المقدم: يعني هؤلاء أتقنوا الفصل الخامس.

السيد: أحسنتم, الآن يتشبثون الآن إما عن جهلٍ – كما في الأعم الأغلب- وإما عن علم لأن يغالطوا على عموم الناس.

ولذا في هذه الليلة أعزائي أحاول كما قلت في أول البحث, من هذه الليلة نحاول بقدر ما يمكن أن ندخل في تراث مدرسة أهل البيت, لنرى ماذا قال الأئمة التفتوا, ماذا قال الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) عن حديث الثقلين, هم ماذا قالوا.

فإن قال قائل: تستندون إلى أي نوعٍ من الأحاديث؟

أقول: سأعتمد على الأحاديث الصحيحة, الصحيحة عندنا, قد تكون غير مقبولة عند الآخر, ليس المهم عندي, كما أنه أنا اعتمدت على الصحيحة عندهم وإن لم تكن صحيحة عندنا.

ولذا هذا الخطاب وهذا البحث من هذه الليلة سوف لا فقط يكون موجهاً إلى السنة وإلى أهل السنة وإلى أتباع المدارس الأخرى, سوف يوجه إلى أتباع مدرسة أهل البيت ليعرفوا ما هو المنهج الذي نتبعه في كيفية قبول الأحاديث, لأنه سمعت في الفضائيات في القنوات في مواقع أخرى, أن السيد الحيدري إلى الآن لم يبين لنا منهجه في قبول الأحاديث في مدرسة أهل البيت, ما هو المنهج الذي يتبعه, المنهج السندي, المنهج الرجالي الذي يستند إليه في مثل هذه الأبحاث.

يتذكر المشاهد الكريم, ومع الأسف الوقت بدأ يضايقني من الآن, يتذكر الأعزة أننا في المقدمة دعوا أقرأ للمشاهد الكريم, أنظروا هذا هو (الاحتجاج, ج2, ص252, للطبرسي) الذي قرأناه قلنا (احتجاج ابي الحسن العسكري) انظروا ماذا يدعي الإمام العسكري, هذا إدعاء أنا افترضه ادعاء حتى نرى بأنه له صدقية ومصداقية أو ليس له, قال: [فإذا شهد الكتاب بتصديق خبرٍ وتحقيقه فأنكرته طائفة من الأمة وعارضته بحديث من هذه الأحاديث المزورة, فصارت بإنكارها ودفعها الكتاب كفّاراً ضلالا] لأن الذي لا يقبل القرآن الكريم فهو خارج عن الملة, لا يقبل, التفتوا جيداً.

إذن الإمام يريد أن يدخل إلى بحث أساسي, التفتوا يشير إلى بحثين, يقول أن حديث الثقلين تتوفر فيه خصوصيتان:

الخصوصية الأولى: أنه حديثٌ مجمع عليه, عجيب الإمام العسكري يعني في القرن الثاني والثالث من الهجرة أوائل القرن ماذا يقول؟ يقول أن الحديث مجمع عليه, عجيب, من ذاك الزمان يقول مجمع عليه الإمام العسكري, هذا أولاً, وثانياً: يقول اعرضوا حديث الثقلين على كتاب الله, فإذا وافق القرآن هذا الحديث فهو الحجة, فلا يمكن أن يعارض بحديث آخر فإنه مزور لماذا؟ لأنه مخالف لكتاب الله, يقول الإمام عجيبة هذه النقطة.

المقدم: إذن يضع مفردتين ضابطتين مهمة الإجماع والقرآن.

السيد: ضابطتين وميزانين أحسنتم, والموافقة للقرآن, يقول: [واصح خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول الله’] يقول من أهم الأخبار الذي تعرف مطابقتها للقرآن الخبر المجمع عليه بين الأمة, يا ابن رسول الله ممكن أن تضرب مثال, قال: [>كما قال: إني مستخلف فيكم خليفتين كتاب الله وعترتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض<]. سلام الله عليكم يا أئمة الهدى.

انظر, نظر إلى ضابطين إلى ميزانين: الميزان الأول: قال مجمع عليه, الميزان الثاني: قال: اعرضوه على كتاب ربنا, انظروا ماذا يقول القرآن في القرآن وفي أهل البيت, أما في القرآن قال: {لا يأتيه الباطل} أما في أهل البيت قال: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}, فأنا لا أحتاج بيني وبين الله أن أبحث عن سند بهذا البيان.

ولكن مع ذلك, على القاعدة نحاول أن نطبق ذلك على أنه يوجد إجماع في حديث الثقلين أو لا يوجد؟

تعالوا معنا: على مستوى مدرسة أهل السنة هذا أمامكم كتاب (الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي, المتوفى 973 من الهجرة, ج2, مؤسسة الرسالة, ص440) يقول: [ثم اعلم أن لحديث التمسك] أصلاً كان معروفاً ليس بحديث الثقلين, بحديث التمسك يعني: >ما إن تمسكتم< لا ما إن أحببتم, لا, ما إن تمسكتم, لا يأتي الآن يخرج لي متداخل يقول والله نحب أهل البيت, لا, لابد من التمسك بهذه العروة الوثقى بهذا الحبل المتين, فلهذا عبر عنه بحديث التمسك, قال: [طرقاً كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابياً]

المقدم: أكثر من عشرين صحابي.

السيد: وهم قالوا أنه إذا ورد الحديث من خمسة من الصحابة بطريق صحيح فالحديث متواتر, يعني كم تواتر يوجد في حديث الثقلين؟ أربعة.

المقدم: وبكثرة أيضاً.

السيد: أحسنتم, ومرة له طرق مبسوطة في حادي عشر شبه وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة, وفي أخرى أنه قال ذلك بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه, وفي أخرى أنه قال ذلك بغدير خم, وفي أخرى أنه قاله لما قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف, يا رسول الله لماذا هذا الاهتمام, لماذا هذا التكرار؟ الجواب في جملة واحدة: لأنه يمثل أصلاً من أصول العقيدة ومحوراً من محاور المنظومة المعرفية والدينية وإلا لماذا هذا التأكيد من رسول الله, إلى أن يقول ابن حجر الهيتمي, يقول: [ولا تنافي إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها] لماذا؟ قال: [اهتماماً بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة] هؤلاء الأصل, ولكن بعد ذلك سنبين في فقه الحديث نقول أنه الأكبر هو القرآن وأن الأصغر هم العترة (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

ولذا يأتي في (ص442) يقول, الآن استبق جملة واحدة أستاذ علاء, يقول: [وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة] لابد في كل زمان يوجد واحد يتمسك به, هذا الذي يجب عليه أن الإنسان ماذا >من مات وليس في عنقه بيعة إمام<.

المقدم: ويبطل الاثنا عشر الذين يقولون عنهم حتى فلان وفلان.

السيد: الآن بحثه سيأتي لاحقاً.

المقدم: وهذا من أهل السنة.

السيد: من أهل السنة يعرفه الجميع.

مورد آخر: هذا كتاب (استجلاء ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول وذوي الشرف, للحافظ السخاوي, المتوفى 902 من الهجرة, تحقيق: خالد بابطين, ج1, دار البشائر الإسلامية) ينقل هناك أكثر من عشرين صحابي نقلوا هذا الحديث, قال: [وفي الباب عن جابر وحذيفة وخزيمة] ذو الشهادتين [وزيد بن ثابت وسهل بن سعد وضميره وعامر بن ليلى وعبد الرحمن بن عوف, وعبد الله بن عباس, وعبد الله بن عمر, وعدي بن حاتم, وعقبة بن عامر, وعلي بن أبي طالب, وأبي ذر وأبي رافع وأبي شريح وأبي قدامة الأنصاري, وأبي هريرة وأبي هيثم ابن التيهان ورجال من قريش وأم سلمة وأم هانئ .. ] إلى آخره, هذا عن طريق من؟ عن طريق أهل السنة. وقد وقفنا عنده تفصيلاً.

الآن لكم دقيقة.

المقدم: خمس دقائق.

السيد: جزاك الله ألف خير, أنا أنقل رواية أو روايتين لا أكثر. حتى نفسح المجال للمداخلة, هذا (الأصول من الكافي, ج2, مركز بحوث دار الحديث, الحديث الأول من تتمة كتاب الحجة, باب: ما نص الله عز وجل ورسوله على الأئمة واحداً فواحدا, علي بن إبراهيم .. فلان, عن أبي بصير, والرواية دع المشاهد الكريم يلتفت هذا (مرآة العقول, ج3, للعلامة المجلسي, ج3, رقم الحديث 1, قال: [الحديث صحيح] إذن أنقل رواية صحيحة السند. أنا عاهدت المشاهد أن لا أنقل له حتى من كتبنا إلا الروايات في هذا المجال في هذا الباب إلا الروايات الصحيحة. الرواية: >سألت أبا عبد الله عن قول الله عز وجل {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} فقال: نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين, فقلت له: إن الناس يقولون فما له لم يسمي علياً وأهل بيته في كتاب الله عز وجل؟< هذا السؤال القديم الجديد. >فقال قولوا لهم: إن رسول الله نزلت عليه الصلاة ولم يسمي الله لهم ثلاثاً ولا أربعاً حتى كان رسول الله هو الذي فسرها لهم وبينها لهم, ونزل عليهم الزكاة ولم يسمي لهم من كل أربعين درهما درهما حتى كان رسول الله هو الفسر, ونزل الحج فلم يقل لهم طوفوا سبعاً حتى كان رسول الله هو الذي فسر ونزلت {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول} ونزلت في علي فقال رسول الله في علي >من كنت مولاه فعلي مولاه< وقال: >أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي فإني سألت الله عز وجل أن لا يفرق بينهما< في أي حديث؟ >حتى يوردهما على الحوض فأعطاني ذلك وقال لا تعلموهم فهم أعلم منكم وقال إنكم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة<.

أنا أتصور بأنه هذا الحديث الأول, استمر أستاذ علاء أو أستمع المداخلات بيني وبين الله ما أريد, أستمع المداخلات. وإن شاء الله أعد المشاهد إن شاء الله في الأسبوع القادم.

المقدم: لكي نعطي وقت للمشاهد الكريم, معنا من المملكة العربية السعودية وسريعة جاءت الاتصالات الحاج بندر تفضل:

الحاج بندر: سلام عليكم: لو سمحت عندي مداخلة في حديث الثقلين, الحديث >إنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض< فقط أريد معنى هذا؟

المقدم: لم نفهم, يقول حول المعنى, معنى حول.

السيد: قلنا هذا يأتي في فقه الحديث.

المقدم: يأتي في فقه الحديث يأتي.

السيد: انتظر الآن نريد أن نثبت أنه مجمع عليه بين المسلمين.

المقدم: معنا من العراق الأخ دكتور جاسب تفضل:

الأخ جاسب: سلام عليكم: تحية طيبة لك أخي العزيز أستاذ علاء, وتحية طيبة مباركة لسماحة آية الله السيد الحيدري, معاك أخوك الدكتور جاسب الموسوي أستاذ التأريخ السياسي في جامعة بغداد, كلية الآداب, نبارك لكم باختصار شديد هذه الليلة السعيدة ولادة الإمام الحادي عشر, وبالخصوص لعلماء أمة آل محمد ونخص بالذكر علماء مدرسة آل البيت, وللسيد الخامنه أي بوجهٍ خاص, وللسيد الحيدري كذلك. عندي مداخلة ولن أطيل إن شاء الله, سيدي الفاضل, منهجية البحث العلمي أنا أناقش التي طرحها السيد الحيدري في هذه البحوث العقدية حقيقة وأحياناً كثيرة التاريخية جاء بشيء جديد, أولاً: الآية الكريمة تقول: {قل هاتوا برهانكم} البرهان هنا في القرآن دليل واضح على أهمية النقاش العملي الموضوعي الذي يهدف إلى إظهار الحقيقة مرةً عقائدية ومرةً حقيقةً تاريخية. أنا العقائدية لا أخوض فيها الآن للاختصار, وإنما أبحث باختصار شديد في الحقيقة التاريخية, في المدارس التاريخية يا أستاذ علاء هناك مباحث تقول يجب أن تبحث هذه الحقبة حقبة الثلاثون عاماً التي حقيقة ركز عليها سماحة السيد بشكل منهجي علمي دقيق في الحلقات الماضية, ما الذي طرأ للأمة, ما الذي حدث من يوم 28 صفر في سنة 11 للهجرة, يوم قبض رسول الله’, إلى بداية سنة 63 حينما أجبر الإمام أمير المؤمنين× على الخلافة في الأسبوع الأخير من سنة 65, هذه الأيام السبعة التي قتل فيها الخليفة الثالث. طيب لا يوجد باحث تاريخي يبحث في هذه الفجوة التاريخية, يا سيدي الفاضل إذا لم يدرس التاريخ بمنهجية علمية رصينة كما في المدارس والجامعات العالمية الكبرى لا يمكن الوصول إلى هذه الفجوة أو هذه الحقبة والدراسة الموضوعية.. السيد.

المقدم: أنا أعتذر دكتور على المقاطعة, أتصور أن الفكرة وصلت يعني لابد من دراسة.

الأخ جاسب: أرجو أن تمنحني نصف دقيقة.

السيد: لو تسمح لي أستاذ علاء دقيقتين للأستاذ الدكتور.

الأخ جاسب: شكراً لك ولسماحة السيد, مثلاً السيد طرح طروحة في البحث العلمي طروحة التفقير, التفقير للرواية سنداً ومتناً من باب المثال, والأمثلة تضرب ولا تقاس, هذه منهجية جديدة مثلاً خاصة بتحقيق علم التحقيق عند سماحة السيد. كذلك هنالك منهجية كلاسيكية موجودة, لكن هذا الشيء الجديد هذه المنهجية الجديدة يجب أن يسلط عليها الضوء, هذه قضية. قضية أخرى: إذا لم تدرس أهداف التاريخ لا يمكن أن نفهم ما يجري اليوم يا أستاذ علاء وللأخوة المستمعين, على سبيل المثال ولن أطيل مرة أخرى, اليوم هنالك صيحات ردكالية تهدف إلى شق عصى المسلمين من التيارات السلفية المتطرفة مع وافر الاحترام لكل الأخوة أبناء الأمة الإسلامية, هذه التيارات يا سيدي تمت تغذيتها بشكل واضح وصريح من مؤسسات عالمية كبرى, الآن واجب هذه البرامج العلمية خطابات مستمرة إلى المؤسسات العلمية إلى الأزهر الشريف إلى مدرسة عبد الفتاح عبد المقصود رحمه الله وأمثاله وعلي عبد الرازق, منهجية السيد الحيدري منهجية الإمام الخامنه أي منهجيات علماء أبرار في النجف وكذلك في قم وباقي مؤسسات حواظر العالم الإسلامي, حتى نقف على ما يجري اليوم, خذ عندك على سبيل المثال.

المقدم: أنا أتصور دكتور سأكتفي منك هذا القدر, يعني تجاوزت أيضاً الدقيقتين.

الأخ جاسب: شكراً جزيلاً آسف على الإطالة.

المقدم: طبعاً بالمناسبة أنا أستاذ جاسب أنا فقط هذه القضية أنا أتصور أن الخلل في عدم دراسة هذه الفترة لا يعود إلى المنهجية العلمية, صحيح نحن لربما نفتقد للمنهجية العلمية في كثير من المواطن, لكن الخلل خلل نفسي خلل ثقافي خلل.

السيد: خلل تربوي.

المقدم: خلل تربوي, تعودنا على قضايا ورثنا قضايا.

السيد: تراكم ثقافي.

المقدم: هناك تابوتات لا نستطيع أن نحطمها لا نستطيع أن ندخل فيها.

السيد: من كل الاتجاهات.

المقدم: من كل الاتجاهات, حتى في قضية يعني مثلاً عاشوراء, أنت تجد مثلاً الشهيد المطهري عندما يبحث قضية عاشوراء يختلف عن كثير من علماء الشيعة عندما يبحثون هذه القضية, لأنه كسر هذا التابوت.

السيد: طبعاً ليس بالضرورة نريد أن نقول أن ما قاله صحيح ولكن نريد أن نقدم قراءة.

المقدم: لا نريد أن نصحح أو نخطأ هنا وإنما نريد أن نقول أن المشكلة هي في التربية المشكلة في الثقافة المشكلة في التعاطي مع الحدث, ولربما لا أجدها في الاختيار المنهج في هذا الأمر.

السيد: لو تسمح لي دقيقة أعلق على كلام الدكتور, طبعاً الذي قاله واضح للمشاهد الكريم أنه كثير منه مرتبط ببرنامجنا مطارحات في العقيدة, وأنا أرجو واقعاً من الدكتور جاسب, أنه يتواصل معنا في برنامج مطارحات في العقيدة واقعاً لأنه هذا البحث العلمي أنا سوف أقف عنده طويلاً, ماذا جرى في هذه الفترة ثلاثين عام.

المقدم: تساؤل أساسي.

السيد: نعم, ولماذا هذه الحروب بين صحابة رسول الله, يعني الحروب في الجمل ليست بين أناس عاديين, من طرف بين علي الذي قال >لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق< وبين أمثال طلحة والزبير وزوج النبي أم المؤمنين عائشة يعني القضية ليست سهلة, الآن بيني وبين الله فيما يرتبط بمعاوية كان من الطلقاء وكان معروفاً بكذا وكذا, أما في الجمل واقعاً حرب الجمل واقعاً تحتاج إلى وقفة, كما قلنا لم يمر على عهد رسول الله إلا خمسة وعشرين عاماً.

المقدم: وحرب الجمل هي المؤشر على التغيير.

السيد: أحسنتم, وهي التي هيأت الأرضية لحرب صفين وحرب نهروان, وهي التي انتهت إلى ما انتهت إليه كربلاء, نعم هذه مقدمات.

المقدم: هي مفصلية.

السيد: أحسنتم إذن لابد أن نتعرف على دوافع ذلك بشكل علمي ومنهجي, كما قال الإمام أمير المؤمنين× في نهج البلاغة قال من غير طعن من غير إساءة من غير سب, وإنما وصف قولوا ماذا فعلوا ما هو حالهم.

المقدم: الأخ سمير من المملكة العربية السعودية تفضل:

الأخ سمير: سلام عليكم ورحمة الله, يا شيخ كمال سلام عليكم, في الحقيقة أنا وفتحت الحلقة الآن حقيقة أنا أشاهد الحلقة الآن فقط أسألك سؤال: أنه كيف تريد أن تقنعني أنك صادق بكلامك وآسف لهذه الكلمة, وأنت ترتجف من الرد على علماء السنة مباشرة عليهم.. فقط. هناك تطعن بالكتب أشاهدها أمامي, إن كنت عادلاً فعلاً اتصل الآن مباشرة بأحد شيوخ جده, واسمع الرد منه الآن, .. وأصفق لك وأقول بارك الله فيك.

المقدم: يعني.

السيد: كأنه هذه ؟؟ والله غريب.

المقدم: يعني رد أنت, يعني.

السيد: لا لا أبداً, إذا تسمح لي أستاذ علاء, واقعاً احترم مداخلة الأخ العزيز, يعني بينكم وبين الله ميزان صدق الإنسان وعدم صدقه أن يتصل بالآخر ويتكلم, فإذا اتصل يكون صادقاً, وإذا لم يتصل فيكون كاذباً, بينكم وبين الله أنا أطرح هذا للمشاهد الكريم, للمنصف لكل إنسان كذا, يعني إذا هو الآن, أنا أقول هذا الكلام, اسمح لي بكل احترام, مفتي المملكة العربية السعودية, في يوم عرفة يقف ويتكلم عن مدرسة أهل البيت وعن الشيعة وعن كونهم سبأية وأنهم يهود وأنهم كذا وكذا, أليس بإمكانه إن كان يريد الصدق ويكون صادقاً أن يتصل بأحد شيوخ مدرسة أهل البيت بأحد علماء مدرسة أهل البيت بمراجع مدرسة أهل البيت ويسألهم وإلا فهو كذاب, هذا منطق تقبله.

المقدم: لماذا تقبله خاطئاً هناك ولا تقبله هنا.

السيد: أنا ما قلت شيء, أنتم هذه فضائياتكم كما أنه توجد عندنا قنوات بهذا الاتجاه, قنوات تمثل الرأي الرسمي هناك عندكم قنوات تمثل الرأي الرسمي بإمكانهم بمنهج علمي رصين يقبل الآخر لا يتهم الآخر لا يسقط الآخر لا يقصي الآخر أن تقول ما ذكره السيد الحيدري في فلان قضية غير تام لا نوافق عليه.

المقدم: ثم صراحةً يعني هناك قضية أخ سمير من السعودية, يعني: الرد على ابن تيمية أرقى من الرد على فلان وفلان الذين يتحدثون اليوم على الفضائيات.

السيد: وكلهم هؤلاء أتباع تلك المدرسة.

المقدم: أنا حقيقة تابعت كثير من هذه البرامج لا أرى فيها مستوى للرد, يعني: كلام أدنى من كلام أهل العلم, كلام لربما هو كلام يعني: يبقى جرائدي ولا أريد أن أضف.

أما النقد يكون على المفاصل, نحن هكذا في مدرسة أهل البيت عندما نريد أن ننقد ننقد المنهاج ننقد المفصل, لا نأتي إلى حشائش الكلام, نأتي إلى أصولها, شكراً لك وأعتذر للأخوة الذين لم يتمكنوا أو لم نتمكن للاستماع إلى أصواتهم خاصة أبو أحمد من اسبانيا, كان على الاتصال, وضيق الوقت حال دون أن نستمع إلى صوته, أعتذر لجميع السادة المشاهدين على هذا الأمر.

شكراً لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري, شكراً لكم أنتم أعزائنا المشاهدين على حسن المتابعة, حتى ليلة الغد, وفي مثل الساعة التي بدأنا بها هذه الليلة, حتى ذلك الحين نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  • جديد المرئيات