الأخبار

حديث الثقلين سنده ودلالته ق(73)

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

حديث الثقلين سنده ودلالته ق(73)

 

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم, مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وأهلاً ومرحباً بكم مع لقاء جديد من هذا البرنامج الأسبوعي, في بداية هذه الحلقة نرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري, أهلاً وسهلاً سماحة السيد.

سماحة السيد في الأبحاث السابقة من هذا البرنامج عرضتم الأحاديث الصحيحة الصريحة المجمع عليها التي تثبت عدم افتراق القرآن والعترة الطاهرة, في هذه الحلقة نود أن نتعرف على أهم المعطيات والنتائج المترتبة على عدم الافتراق بين القرآن والعترة عليهم السلام.

السيد: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرحيم, بسم الله الرحمن الرحيم, والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين, اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم.

في الواقع لا أبالغ إذا قلت أن هذا النص المبارك الوارد عن النبي’ وهو حديث الثقلين, يمتاز على أي نصٍ آخر ورد عن النبي’ في بيان مقامات وفضائل ودرجات العترة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام), ويعود السبب في ذلك إلى أنه تارةً أن تلك النتائج وتلك المعطيات وتلك الفضائل وتلك الكرامات والدرجات تثبت من خلال النص الحديثي يعني من خلال النصوص الحديثية, وأخرى, طبعاً بطبيعة الحال إذا كان النص نصاً حديثياً وليس نصاً قرآنياً, بطبيعة الحال كل الآفات التي توجد في الأحاديث من حيث السند أو من حيث المضمون والدلالة أيضاً توجد في ذلك الحديث, إلا إذا كان الحديث متواتر من حيث السند ومن حيث اللفظ والدلالة والمضمون.

وأخرى: أن مضمون الحديث أو المعطيات أو الفضائل أو المقامات التي تذكر للعترة لا تثبت من خلال النص النبوي من خلال الحديث الوارد عن النبي, وإنما تثبت تلك المقامات والفضائل من خلال النص القرآني ولكن النبي’ يبين أن هؤلاء هم الذين يرادون من النص القرآني, وهذه قضية مهمة وأساسية في حديث الثقلين نحن لم نعهدها إلى في أحاديث قليلة جداً.

حتى تتضح هذه النقطة وهذا الأصل الذي أشير إليه لابد أن أبين, أنظروا إلى هذا الحديث, الحديث يقول لنا أن العترة لا تفترق عن القرآن الكريم, يعني أينما وجد القرآن فالعترة معها, لا يفترق أحدهما عن الآخر, بعبارة النصوص الروائية الصحيحة عندنا >لا يفرقهم الله ولا يفارقون القرآن< أينما وجد القرآن فهم موجودون وأينما وجدوا فالقرآن معه, لماذا؟ لأن النبي’ الذي قال عنه تعالى {ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} قال لنا: >وإنهما لن يفترقا< وهذا دال على النفي, يقول أحدهما لم يفترق وبيّن قال أن عدم الافتراق موجود في الدنيا وموجود في البرزخ وموجود في الحشر الأكبر >حتى يردا عليّ الحوض< إذن هذا عدم الافتراق ليس في زمان واحد في عصر واحد, بل كل النشأة الدنياوية وكل عالم البرزخ وكل عالم الحشر إلى الحوض هناك لا يوجد افتراق بين القرآن وبين العترة.

النتيجة التي نأخذها من هذا المضمون بشكل عام: هو أن أي وصفٍ ثبت للقرآن الكريم وأي امتيازٍ ثبت للقرآن الكريم واي دور ثبت للقرآن الكريم وأي مسؤولية ألقيت على عاتق القرآن الكريم هذه ثابتة لمن؟ ثابتة للعترة أهل البيت (عليه أفضل الصلاة والسلام) أي وصف كان لماذا؟ باعتبار أن النبي’ قال: >وإنهما لن يفترقا أو يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض<.

إذن نحن عندما نثبت, التفتوا جيداً إلى هذه النكتة المحورية في معطيات ودلالة حديث الثقلين, نحن عندما نثبت وصفاً قرآنياً عندما يصف القرآن نفسه ذلك الوصف يكون ثابتاً للعترة أهل البيت, يعني أن النبي’ في حديث الثقلين لم يقل لنا ما هي أوصاف العترة, من الذي قال لنا ما هي أوصاف العترة؟ نفس القرآن الكريم, القرآن الكريم عندما وصف نفسه بأوصاف هذه الأوصاف ثابتة للقرآن الكريم, لأنه إن لم تثبت للعترة هذه الأوصاف الثابتة للقرآن ثابتة للعترة, لأنه إن لم تثبت تلك الأوصاف لزم الافتراق, ورسول الله يقول >إنهما لن يفترقا<.

حتى أوضح القضية للمشاهد الكريم, أنظروا القرآن الكريم وصف نفسه بأوصاف كثيرة وسمى نفسه بتسيمات متعددة: مثلاً القرآن عبّر عن نفسه أنه فرقان, القرآن عبّر عن نفسه أنه شفاء لما في الصدور, القرآن عبّر عن نفسه أنه {كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} عبّر عن نفسه أنه {يهدي للتي هي أقوم} عبّر عن نفسه أنه {تبيان كل شيء} وهكذا عشرات الأوصاف والأسماء القرآنية, كل هذه الأوصاف وكل هذه الأسماء كلها لابد أن تكون ثابتة للعترة, لماذا؟ لأن رسول الله’ الذي {ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} قال: >إنهما لن يفترقا ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض<.

المقدم: باعتبار أنهما عدلان.

السيد: أحسنتم, طبعاً, الآن قد يقول قائل سيدنا: أحدهما أكبر أحدهما أصغر؟ الجواب: إن شاء الله سيأتي ما معنى أن العترة هم الأصغر هل المراد أصل العترة نفس العترة أصغر أو أن أحاديثهم إذا قيست إلى القرآن تكون أصغر, هذا بحثه سيأتي, ولكن المهم نحن نتكلم كما يقال في علم المنطق بنحو القضية المهملة في الجملة نقول أن القرآن الكريم أثبت عدم الافتراق بشكل كلي أي افتراق لا يحصل, ولو افترق العترة في وصف من الأوصاف للزم أن لا يصدق حديث النبي’ وهو الذي قال عنه القرآن {ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} يعني: لو قلنا أن هذا الوصف ثابت للقرآن ولكن ليس ثابتاً للعترة هذا تكذيب للنبي وطعن في كلام النبي وطعن فيما قال الله تعالى {ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}.

إذن انظروا هذه النقطة التي أنا أؤكد عليها وهي: أن هذه الأوصاف أن هذه المقامات أن هذه الأدوار أن هذه المسؤوليات التي نريد أن نثبتها للعترة لا نثبتها من خلال الحديث وإنما نثبتها من خلال القرآن وهذا هو الامتياز الذي يوجد لحديث الثقلين ولا يوجد لأي حديث آخر, الأحاديث الأخرى تثبت للعترة أهل البيت بعض المقامات ولكن من خلال الحديث النبوي, ولكن هذه المقامات تثبت للعترة لا من خلال الحديث وإنما من خلال الأوصاف القرآنية والصفات وما أثبته القرآن لنفسه, ما الفارق؟ الفارق كبير, لأنه إذا كان النص حديثياً فلابد أن نتأكد من السند, ولابد أن نتأكد من المتن, ولابد أن نتعرف أن الراوي نقل اللفظ أو نقل المعنى, ولابد أن نعرف أنه كانت هناك قرينة وحذفها أو لا, ولابد أن نتأكد أنه وهم توهم أو لم يتوهم, ولابد أن نتأكد أنه خلط أو لم يخلط, عشرات الآفات موجودة في الحديث, ولكنه القرآن بريء من جميع هذه الآفات سنداً ودلالة ومضموناً وفقهاً.

إذن, كما أنه ثبت في الأبحاث السابقة أن لحديث الثقلين امتيازاً خاصاً من حيث السند لعشرات قلنا متواتر بكل طبقاته هذا الحديث التي أشرنا إليها, الآن نجد عندما نأتي إلى المضمون, والذي الآن نحن ندخل في مقدمات البحث المضموني, نجد بأنه أيضاً المضمون واقعاً مضمون خاص لهذا المضمون امتياز وهذا الامتياز لا يوجد في باقي الأحاديث وهو أن كل الأوصاف التي نريد أن نثبتها للعترة إنما نقف على هذه الأوصاف من خلال القرآن الكريم لا من خلال الروايات. يعني: القرآن ماذا وصف به نفسه ذاك الوصف يكون ثابتاً للعترة.

المقدم: أحسنتم سماحة السيد, الآن نريد أن نتعرف على أهم الأوصاف التي وصف القرآن بها نفسه.

السيد: أحسنتم, هذه نقطة أساسية, وهذه كما يقال: بيت القصيد هنا, وهو أننا نريد أن نتوفر على الأوصاف التي ذكرها القرآن الكريم لنفسه.

وهنا لابد أن نشير إلى مقدمة ولو مختصرة, واحدة من أهم الوسائل والطرق لمعرفة القرآن هو نفس القرآن, وهذه من خصائص القرآن, خصائص القرآن عجيبة, واحدة من أوصافه القرآن يقول أنه هو نور, القرآن يقول هو بيان هو تبيان, بينكم وبين الله نحن كل شيء نراه بواسطة هذا النور المادي هذا المصباح كل شيء بتوسط هذا النور نراه, النور بماذا نراه بشيء آخر أو بنفسه؟ بنفسه نراه, يعني: لا يتوسط شيء آخر لأن يرينا النور هو يكون واسطة أن يرينا كل شيء ولكن هو لا يحتاج إلى شيء أن يريه.

مثال أوضح: انظروا إلى الشمس, الشمس إذا طلعت وأشرقت وصار الشمس في رابعة النهار, يستطيع الإنسان بنور الشمس أن نرى كل شيء ولكن بماذا نرى الشمس؟ نرى الشمس بنفسها لا بنور آخر.

القرآن الكريم لكي نعرفه لا يحتاج إلى أن يعرفه أحد, القرآن هو معرّف نفسه, هو يعرّف لنا نفسه, إذن إذا أردنا أن نعرف القرآن فعلينا بالقرآن لا فقط نعرف القرآن إذا أردنا أن نعرف أي شيء فعلينا بالقرآن, علينا بالقرآن عليكم بالقرآن, القرآن الأصل.

ولذا تجدون في أبحاث سابقة تجد أن أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) قالوا: >اعرضوا كلامنا على كتاب ربنا فإن وجدتم له شاهد أو شاهدين فخذوا به وإلا فلم نقله ولم يصدر منّا< أبداً, القرآن وما أدراك ما القرآن.

إذا كان الأمر كذلك, أنا بودي أيضا أشير إلى أصل مهم قبل أن أجيب على سؤال عزيزي يوسفي, وهو أولاً: الأوصاف والتسميات على نحوين, هذه نقطة التفتوا إليها, مرة الأوصاف والتسميات المتعارفة فيما بيننا, على سبيل المثال: أنت يولد لك طفل تسميه جميل, تسميه كريم, تسميه رؤوف, تسميه حميد أو محمود ونحو ذلك, سؤال: هل بالضرورة أن هذا الاسم يحكي المسمى؟ يعني بالضرورة إذا سميت ابنك كريم أن يكون جواداً كريماً؟ لا لعله يكون بخيلاً لم يكن كريماً, هل إذا سميته جميل بالضرورة أن يكون جميلاً؟ لا, لعله لا يكون جميلاً.

إذن في الأسماء والتوصيفات المتعارفة فيما بيننا لا يشترط أن يكون الاسم مطابقاً للمسمى وحاكياً عن المسمى بما هو مسمى, قد يكون الاسم شيء والمسمى شيء آخر, قد يكون المسمى شيء والاسم شيء آخر هذا ممكن, هذا النحو الأول.

النحو الثاني: سؤال: الله سبحانه وتعالى عندما يسمي القرآن بأسماء أيضاً يمكن أن تختلف الأسماء عن المسميات أو لا يمكن؟ الجواب: كلا وألف كلا, محال هذا لماذا؟ لأن الله سبحانه وتعالى صادق {ومن أصدق من الله قيلا} إذا كان الأمر كذلك, إذن الله سبحانه وتعالى إذا وصف القرآن بوصفٍ فمعناه أن هذا الوصف مطابق للموصوف, إذا سمى هذا الكتاب باسم فهذا الاسم مطابق للمسمى وللموصوف, على هذا الأصل الأصيل نريد أن ندخل إلى القرآن الكريم لنرى ما هي – بقدر ما يمكن وإلا لا استطيع لعله نحتاج إلى مائة بحث حتى نتعرف على أوصاف القرآن-.

ولذا من هنا أدعوا الأعزة الذين يريدون أن يتعرفوا على أهل البيت وعلى مقامات أهل البيت وعلى مسؤوليات أهل البيت, وعلى الأدوار التي أوكلت إليهم – أوكلت إلى أهل البيت- فعليهم بفهم القرآن, إذا عرفوا القرآن عرفوا أهل البيت, ومن هنا تتضح تلك الروايات التي وردت أن الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) قالوا أن ربع القرآن أو ثلث القرآن ورد فينا, ما معنى ورد فينا؟ البعض تصور أننا نقول يعني وردت أسمائهم, لا أعزائي, وردت أوصافهم وردت كمالاتهم وردت درجاتهم, وردت أوصاف القرآن وبقانون عدم الافتراق ثابتة للعترة (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

ولذا أفضل طريق لا نذهب لا يميناً ولا يساراً, ولا حاجة لنا حتى إلى الروايات, كونوا على ثقة وهذا أتحدى به علمياً, أستطيع أن أثبت كل اعتقادتنا من حديث الثقلين, كل اعتقادات مدرسة أهل البيت في الإمام والعترة يخرج من أين؟ يخرج من حديث الثقلين, لماذا؟ لأن القرآن الكريم قال لنا أنه فرقان, عرّف نفسه بالفرقان, إذن لابد أن يتصف أهل البيت بهذا الوصف, قال لنا القرآن عن نفسه أنه شفاء, إذن لابد أهل البيت أن يكون شفاء, قال لنا {يهدي للتي هي أقوم} إذن لا طريق للوصول إلى الهداية الحقيقية إلا بالتمسك بأهل البيت إلا باعتصام بأهل البيت إلا بالعمل وإتباع العترة أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

ولهذا إن شاء الله تعالى واقعاً, نحن سنحاول بإذن الله تعالى من هذه الحلقة ومن الحلقات القادمة أن نتوفر على مجمل اعتقادات مدرسة أهل البيت في الإمامة من خلال حديث الثقلين.

مباشرة ندخل إلى البحث:

الوصف الأول: من الأسماء المعروفة للقرآن أن القرآن سمى نفسه بأنه فرقان, ولا أتصور أن هذا الاسم خافٍ على أحد, نحن عندما نرجع إلى القرآن الكريم نجد لا أقل في موردين المورد الأول: أساساً توجد هناك سورة في القرآن باسم الفرقان, وهذا يكشف عن أن هذه من مفاتيح فهم القرآن أن نعرف أنه فرقان.

طبعاً يكون في علم الأعزة, أسماء القرآن كل اسم من أسماء القرآن, كل وصف من أوصافه يدل على وصف من أوصاف هذا الكتاب العزيز, يعني عندما يقول نور يشير إلى حقيقة, عندما يقول فرقان يشير إلى حقيقة وهذا كما سيتضح.

قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم في سورة الفرقان: {تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده} واضح, {هو الذي أنزل عليك الكتاب} {هو نزل به الروح الأمين على قلبك} ما الذي نزل على قلبه؟ نزل مرة سماه قرآن مرة سماه نور مرة سماه ميزان.. وهكذا, {تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا} هذا المورد الأول.

المورد الثاني: ورد في أول سورة آل عمران الآية الرابعة من سورة آل عمران قال تعالى: {وأنزل التوراة والانجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان, إن الذين كفروا..} إلى آخره.

إذن القرآن الكريم سمى نفسه أو وصف نفسه؟ الآن ما الفرق بين التسمية والتوصيف له بحث آخر, لأنه في جملة من الأحيان تصح التسمية وإذا صحت التسمية صح التوصيف, ولكن في بعض الأحيان يصح التوصيف ولكنه ليس بالضرورة تصح التسمية. هذا إن شاء الله تعالى بحث آخر لعلنا نتوفر عليه في الوقت المناسب له.

السؤال: ما هو المراد من هذا الاسم المبارك أو من هذا التوصيف المبارك وهو الفرقان؟

سوف أمر مروراً سريعاً على كلمات أعلام المسلمين من السنة والشيعة من أتباع مدرسة أهل البيت وغيرهم, لنتعرف على ما هو المقصود من الفرقان, وأحاول بقدر ممكن أن ألخص.

المورد الأول: ما ورد في تفسير الطبري المتوفى 310 من الهجرة, في ذيل هذه الآية المباركة من سورة الفرقان قال تعالى: {تبارك الذي نزّل الفرقان} قال: [يقول تبارك الذي نزّل الفصل بين الحق والباطل]. الذي يريد أن يميز بين الحق والباطل عليه بالقرآن, أما إذا لم يذهب إلى القرآن فقد يلتبس عليه الحق بالباطل, فيتصور أنه الحق وهو باطل ويتصور أنه باطل وهو حق, قال: [الذي نزّل الفصل بين الحق والباطل]. هذا المورد الأول.

المورد الثاني: ما ورد في تفسير البغوي للإمام البغوي المتوفى 516 من الهجرة, أيضاً في ذيل آية سورة آل عمران, [قال: وأنزل الفرقان المفرّق بين الحق والباطل] هذا المورد الثاني.

المورد الثالث: ما ورد في (زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي المتوفى 597 من الهجرة, المكتب الإسلامي, ج6, في ذيل هذه الآية من سورة الفرقان, ص71) قال: [والفرقان القرآن] القرآن هو الفرقان والفرقان هو القرآن [سمي فرقاناً] لماذا؟ قال: [لأنه فرّق به بين الحق والباطل] يعني هذا هو الميزان الذي به نميز بين الحق والباطل.

وأوضح من ذلك جميعاً ما ورد في كتاب (الفرقان بين الحق والباطل لابن تيمية, تحقيق: عبد الرحمن بن صالح المحمود, دراسة وتحقيق وتعليق: الدكتور حمد بن أحمد العصلاني, مركز ابن تيمية للنشر والتوزيع, ص168) التفتوا عبارته مفصلة ومفيدة في هذا المجال, قال: [فصل: في الفرقان بين الحق والباطل وأن الله بيّن ذلك بكتابه ونبيه فمن كان أعظم إتباعاً لكتابه الذي أنزله ونبيه الذي أرسله كان أعظم فرقانا] إذن كلما كان التمسك بالكتاب أكثر كان الفرقان أشد وأكثر.

أعزائي بنفس هذا البيان كلما كان التمسك بالعترة أكثر, طبعاً هو يقول نبي, نعم, نحن أيضاً نقول النبي ولكن ما الطريق للوصول إلى أحاديث النبي, إلا من خلال العترة.

[ومن كان أبعد عن اتباع الكتاب والرسول كان أبعد عن الفرقان واشتبه عليه الحق بالباطل] وهذه هي النقطة المهمة, التفتوا جيداً, يعني من لم يتبع الكتاب يشتبه عليه الحق والباطل ومن لم يتبع عدل الكتاب الذين هم العترة أيضاً يشتبه عليه الحق بالباطل [كالذين اشتبه عليهم عبادة الرحمن بعبادة الشيطان, والنبي الصادق] يعني اشتبه عليهم النبي الصادق بالنبي الكاذب, كذلك في الإمامة والخلافة إن لم يذهبوا إلى عدل القرآن يشتبه عليهم الإمام الحق بالإمام الباطل, يشتبه عليهم يقول سيدنا معاوية قاتله سيدنا علي, او قاتل أو خرج على سيدنا علي انتهى. لماذا؟ لأنه ليس الميزان بيده, وإلا لو كان بيده الميزان وأن رسول الله قال وسيأتي بحثه إن شاء الله, >اللهم وال من والاه وعادي من عاده< إذن من خرج على علي يكون عدولاً لله فكيف يمكن أن يكون سيدنا معاوية, وهو عدو لله وهو رأس النفاق, وهو ابن النفاق ابن المنافقين وابنائه منافقين, ويكفي أن يكون من ثمرات معاوية قتل الحسين يزيد, هذا يكفي من ثمراته, يكفي من افتخارات معاوية أنه قاتل ريحانة رسول الله.

تقول لي هو لم يقتل؟ أقول: نعم, ولكن هو الذي أخذ بالسيف بيعة المسلمين ليزيد الذي أدّى إلى ما فعل في المدينة ما فعل بالحسين ما فعل في مكة ونحو ذلك. على أي الأحوال.

قال: [والنبي الصادق بالمتنبي الكاذب وآيات النبيين بشهادة الكذّابين حتى اشتبه عليهم الخالق بالمخلوق] نعم يصل الإنسان إن لم يتبع الصراط الذي ذكره النبي يصل الإنسان إلى هذا المقام.

وهكذا حتى لا أطيل, وهكذا ما ورد في (تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير, ج2, ص309) يعني في ذيل آية سورة آل عمران, الإخوة يراجعون.

وهكذا ما ورد في تفسير (تيسير الكلام الرحمن في تفسير كلام المنان للعلامة السعدي المتوفى 1376 من الهجرة في ذيل آية سورة الفرقان) يقول: [أي تعاظم وكملت أوصافه وكثرت خيراته] خيرات القرآن, لأنه لماذا سمي نفسه تبارك, قال: [الذي من أعظم خيراته ونعمه أن نزّل هذا القرآن الفارق بين الحلال والحرام والهدى والضلال وأهل السعادة من أهل الشقاوة] أنا أتصور الجملة واضحة.

إذن من اتبع القرآن ومن بنص حديث الثقلين ومن هو عِدل القرآن بيني وبين الله فقد نجى من الضلال وكان من أهل الهدى ونجى من الشقاوة ولم يكن من أهل الشقاوة وكان من أهل السعادة وغيرها.

وهكذا ما ورد في كتاب (شرح العقيدة التدمرية لفضيلة الشيخ عبد الرحمن ناصر البراك, إعداد: عبد الرحمن بن صالح السديس, دار التدمرية, ص341) التفتوا إلى العبارات قال: [قوله: القرآن, الفرقان, الهدى, النور, التنزيل, الشفاء, وغير ذلك] هذه أوصاف القرآن ماذا تدل؟ قال: [هذه الأسماء كلها لمسمىً واحد وهو هذا الكتاب] تعددت الأسماء والمسمى واحد, لماذا؟ باعتبار أن هذا القرآن له آثار كبيرة له معطيات كثيرة له نتائج كثيرة, له أدوار كثيرة قال: [ولكل اسم من هذه الأسماء معنىً من المعاني فهو كتابٌ لأنه مكتوب, وهو قرآن بمعنى الجمع] القرء بمعنى الجمع [وهو فرقان لأنه فارق بين الحق والباطل وبين أولياء الله وأعدائه] كم جملة قيمة, القرآن هو الذي يميز لك من هم أعداء بين من هم أولياء الله وبين من هم أعداء الله, الجواب: نفس هذا من اتبع القرآن والعترة يتميز به أولياء الله عن أعداء الله. [وبين أولياء الله وأعداء الله وبين النافع والضار ..] إلى آخره.

وآخرها: الذي هو من المعاصرين ما ورد في (محاضرات في العقيدة والدعوة, لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله صالح الفوزان, ج2, ص279) قال: [فرقان بمعنى أنه يفرّق بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال فهو فارق وفرقان يميز لك أيها المسلم ما ينفعك وما يضرك ويأمرك بفعل الخير وينهاك عن فعل الشر ويبصرك بما تحتاج إليه في دنياك وآخرتك فهو فرقان بمعنى أنه يفرّق بين الحق والباطل وهو هديٌ بمعنى أنه يهدي ويدل ويرشد إلى الصراط المستقيم, وهو نور لأنه يضيء لك الطريق وهو حياة لأنه يحيي به القلب ويشفي ويحيي به إذا كان قلباً مريضا أو ميتاً] كل هذه الأوصاف تثبت للعترة لماذا؟ وإلا أي وصف من هذه الأوصاف لم يثبت للعترة للزم الافتراق بين القرآن وبين العترة أو لزم الافتراق بين العترة وبين القرآن وهذا خلاف نص حديث الثقلين الذي قال: >وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض<.

هذا ما يتعلق بكلمات علماء المسلمين.

أما شاهدٌ واحد أيضاً أشير إليه ما ورد في كلمات أعلام مدرسة أهل البيت, وهو ما ورد في كتاب (الميزان في تفسير القرآن للعلامة الطباطبائي, منشورات: مؤسسة الأعلمي, بيروت, ج3, ص9, في ذيل الآية الرابعة من سورة آل عمران) يقول: [وإذا كان الفرق المطلوب عند الله فيما يرجع إلى معنى الهداية هو الفرق بين الحق والباطل في العقائد والمعارف وبين وظيفة العبد وما ليس بوظيفةٍ له, بالنسبة إلى الأعمال الصادرة عنه في الحياة الدنيا انطبق معناه] معنى الفرقان [على مطلق المعارف الأصلية والفرعية التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه بالوحي].

إذن الطريق لمعرفة جميع المعارف الأصلية والفرعية فهو باتباع القرآن ومن معهم القرآن وهم العترة. هذا هو الطريق.

ولذا السيد الطباطبائي عنده تعبير جداً قيم, يقول: [وقد عبّر تعالى عن هذا المعنى بالميزان] يقول نفس هذا المعنى الفرقان القرآن عبّر عنه مرةً أخرى بالميزان, كما في سورة الحديد: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط} وهو في وزان قوله: والميزان كالفرقان والفرقان كالميزان].

إذن أعزائي أنتهي من هذا البحث في جملة واحدة وهو: أن هذا الوصف الثابت في القرآن بما يحتمله من معانٍ عميقة وشاملة وواسعة وهو الفرقان, الفرقان بين الحق والباطل في ماذا؟ على مستوى العقائد على مستوى الأخلاق على مستوى السلوك على مستوى الأعمال على أي صعيد أردت, فإن القرآن هو الفارق هو الفرقان, إذا كان الأمر كذلك, بمقتضى حديث الثقلين أن هذا أيضاً ثابت لمن؟ ثابت للعترة, يعني أن العترة أيضاً هم الفرقان على أي مستوى؟ على كل المستويات على مستوى العقائد, على مستوى الأعمال, على مستوى الأخلاق, على مستوى السلوك, على أي صعيد أردت, فالفرقان في كلام العترة الذين لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن كما عبّر وكما نصّ رسول الله على ذلك في حديث الثقلين.

المقدم: أحسنتم جزاك الله خيرا, لو تسمحون سماحة السيد أن نذهب إلى فاصل, مشاهدينا الكرام نذهب إلى فاصل ثم نعود إلى حديث سماحة السيد.

المقدم: مرحباً بكم مرة أخرى مشاهدينا الكرام وكذلك نرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري, مرحباً بكم سماحة السيد, سماحة السيد كما أشرتم من الأوصاف التي وصف القرآن بها نفسه هو الفرقان, أي الذي يميز بين الحق والباطل, والعترة التي لا تفارق القرآن, هل أن النبي’ أشار في أحاديثه أن العترة هي ميزانٌ للتمييز بين الحق والباطل بنحو ينطبق عليها توصف القرآن أنهما الفرقان.

السيد: أحسنتم, واقعاً قد يتساءل البعض, يقول: سيدنا هذه قراءتك وفهمك لحديث الثقلين, من يقول أن النبي’ جعل العترة أهل البيت هم ميزان وفرقان؟

نحن استفدنا هذا المعنى من حديث الثقلين, قلنا أن الوصف الذي وصف القرآن به نفسه أنه فرقان, هذا الوصف ثابت لمن؟ ثابت للعترة, ولكن قد يقول لي أحد: أنه سيدنا توجد في كلمات النبي شواهد تدل على أنه أيضاً جعل عترته هم الميزان هم الفرقان هم الفرقان هم الفارق بين الحق والباطل, هم الفارق بين الهداية والضلالة, هم الفارق بين الإيمان والنفاق هم أم ليسوا كذلك؟

الوقت عندي ضيق, وأحاول أن أشير إلى بعض الكلمات الواردة عن النبي’ وبعد ذلك لعله نوكل الحديث إن شاء الله تعالى إلى الأسبوع القادم.

عدّة نصوص وردت عن النبي’ تؤكد على أن العترة أهل البيت هم الميزان, هم الفرقان بين الحق والباطل.

النص الأول: أن النبي’ قال لعلي في غدير خم: >اللهم والي من واله وعادي من عاده< إذن معناه أن من وال علياً فهو من أهل الحق والهدى, ومن عادا علياً فهو من أهل الباطل والضلال والردى, هذا معناه أن علي موالاة علي ومحاربة علي هي الميزان لمعرفة أهل الحق من أهل الباطل, انتهت القضية, وهذا هو الفارق, وهذا هو الفرقان وهذا هو الميزان. ولم يثبت هذا المعنى لأحدٍ غير علي بن أبي طالب.

قد تقول لي سيدنا: موجودة رواية في البخاري, قلنا: مراراً وتكراراً أنه لكي يكون الحديث لابد أن يكون صحيحاً صريحاً مجمعاً عليه. وهذا حديثٌ صريح صحيح مجمع عليه, بغض النظر عن مسألة الإمامة والخلافة, ودلالة ذلك على الإمامة والخلافة, وإنما الآن نتكلم عن هذه الحيثية من هذا الحديث, أن النبي’ أعطى ميزاناً بيد الأمة قال: من والى علياً فهو من أهل الحق, ومن عادا علياً ومن حارب علياً فهو من أهل الباطل والضلال والردى.

تقول: أين الحديث؟ فقط للإشارة أشير وإلا تقدم هذا الحديث مراراً, هذا كتاب (مسند الإمام أحمد بن حنبل, ج32, تحقيق: شعيب الأرنؤوط, ص56, رقم الحديث 19302) الحديث طويل, قال: [نعم يا رسول الله, قال: >من كنت مولاه فهذا مولاه, اللهم وال من والاه وعادي من عاده<] ولهذا العلامة الأرنؤوط في الحاشية يقول: [إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين, هذا المورد الأول.

المورد الثاني: أوضحه مفصلاً العلامة الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة, ج4, ص330) بعد أن ينقل الرواية يقول: [>من كنت موالاه فعلي مولاه<] (رقم الحديث 1750) [>اللهم وال من والاه وعادي من عاده< يقول: قلت: وإسناده صحيح على شرط البخاري].

وفي مورد آخر يقول: [صحيح على شرط الشيخين, قلت: سكت عنه الذهبي وهو كما قال لولا أن حبيباً كان مدلساً وقد عنعنه ولكنه لم يتفرد به] صحيح أن حبيب كذا ولكن ما ورد عن حبيب منفرداً لا يقبل, أما إذا توبع عليه فلا محذور عليه كما ذكرنا ذلك مراراً, هذا المورد الأول.

إذن النص الأول الوارد في علي (عليه أفضل الصلاة والسلام) جعل موالاته أي معنىً أخذت الموالاة الطاعة المحبة أي معنىً, أنا الآن لست في بحث الموالاة ما هو المراد منه, من والاه فقد والى الله ومن عاداه فقد عاد الله, هذا الميزان هذا الفرقان بين الحق والباطل, الموالاة والمعاداة.

النص الثاني: أنه وأكتفي بهذا واستمع للمداخلات لأنه عندي نصوص كثيرة إن شاء الله تعالى أذكرها في الأسبوع القادم.

النص الثاني: وهو من أهم النصوص التي وقفنا عندها طويلاً, قال: >قال علي (عليه أفضل الصلاة والسلام) أنه لعهد النبي الأمي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق<. إذن ما هو الميزان بين الإيمان والنفاق؟ حب علي وبغض علي, وهذا هو الفرقان, ولذا تجدون النبي’ كاملاً يطبق الميزان القرآني, القرآن وصف نفسه بأنه فرقان بين الحق والباطل, فرقان بين الإيمان والنفاق, فرقان بين الهدى والضلال, علي أيضاً فرقان بين الحق والباطل, فرقان بين الهدى والضلال, فرقان بين الإيمان والنفاق ونحو ذلك.

إذن علي مع القرآن والقرآن مع علي, أين قال ذلك, أين وجدت هذه الرواية؟ الرواية مراراً نقلناها, (صحيح مسلم, بتحقيق الشيخ مسلم بن محمود عثمان, ج1, ص101) قال: >قال علي والذي فلق الحبة وبرأ النسمة أنه لعهد النبي الأمي إليّ أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق< تتمة الكلام تأتي.

المقدم: وبهذا المعنى أنه علي× هو قسيم الجنة والنار.

السيد: أحسنتم, واحدة من النتائج أنه الفارق بين الحق والباطل بين الهدى والضلال بين محبة الله وبغض الله بين بين.. النتيجة سوف تظهر في الحشر الأكبر وهو أنه سوف يكون هو قسيم الجنة والنار, وهذا بحثه إن شاء الله تعالى سيأتي, عندما نأتي: >وإنهما لن يفترقا حى يردا عليّ الحوض< يعني في الدنيا سنشير, ثم في البرزخ سنشير, ثم في الحشر الأكبر سنشير, هذه النقطة التي أشرتم إليها مرتبطة بالحشر الأكبر, وهو أنه هناك أيضاً علي بن أبي طالب يقول لمن والاه إلى الجنة ويقول لمن عاده إلى النار.

المقدم: أحسنتم جزاك الله خيرا, الآن مع الاتصالات الأخوة والأخوات المشاهدين, الأخ إبراهيم المالكي من العراق تفضل:

الأخ إبراهيم المالكي: سلام عليكم, سلامي لك وللسيد كمال الحيدري, وأنا اليوم إن شاء الله جئت من مكة وكحلت عيونكم يا سيدي يا مولاي, لقد كحلت عيونك في منطقة البقيع لأني ذهبت إلى سيدنا الحمزة وسأل الشرف؟؟ الموجود على قبر الحمزة, قلت له من الذي قتل الحمزة, قال: قتل الحمزة الوحش, من الذي أرسل الوحش قال: الذي أرسل الوحش هند, هند من هو ابنها قال معاوية قال هل الذي قتل الحمزة في الجنة أو في النار؟ قال: الذي قتل حمزة في الجنة وهند في الجنة ويزيد في الجنة ومعاوية في الجنة.

المقدم: يعني انكبس عليهم الحق والباطل كما أشار سماحة السيد.

الأخ إبراهيم: نعم قلت له عندي سؤال: كم خليفة؟ قال لي أربعة, قلت له جيد, الأول والثاني …

المقدم: نعم شكراً لك أخ وصلت الفكرة, الأخ محمد من السعودية تفضل:

الأخ محمد: سلام عليكم, سؤال: من القرينة التي تثبت أن كل ما ثبت للقرآن هو ثابت للعترة.

السيد: اسمع سألت.

المقدم: سألت سؤال استمع إلى الجواب رجاءً.

السيد: لا تكرر السؤال, الجواب: أفضل قرينة وأقوى قرينة وأوضح قرينة أن النبي’ قال: >لن يفترقا< واذهب أنت إلى اللغة العربية وانظر ماذا تعني لن إما تفيد النفي كما هو المشهور بين النحاة وإنما تفيد النفي التأبيد كما قال الزمخشري صاحب التفسير, إذن النص دلنا أنهما لن يفترقا, وإذا لن يفترقا إذن أي وصف, أنظروا الآن إذا قلت لك أن هذا الكتاب لن يفترق عن هذا الكتاب إذن إذا وجدت وصف في هذا الكتاب لا يوجد في هذا الكتاب إذن افترقا, لكي يصح عدم الافتراق وهو الذي قال عنه: >وإنهما لن يفترقا< لكي يصح ماذا؟ لابد أن تكون كل أوصاف الأول ثابتة للثاني وإلا لو كانت في الأول عشرة أوصاف في الثاني أقل إذن في مقدار الذي لا يوجد فقد افترقا, وأن لا أتصور أن إنسان يعرف اللغة العربية يحتاج إلى بيان أوضح من هذا ليثبت له, إذن دلالة الجملة المباركة والواضحة والصريحة أثبتت لنا عدم الافتراق وأن كل الأوصاف الثابتة للأول ثابتة للثاني.

المقدم: وهذه أقوى قرينة. من الجزائر معنا الأخ محمد تفضل:

الأخ محمد: سلام عليكم, لماذا لا تشكل على معاوية لماذا لا تشكل على عائشة التي قلت..

السيد: عزيزي لا, أنظروا إن شاء الله تعالى نحن عندما نأتي في مطارحات في العقيدة, إلى الحروب التي خاضها علي بن أبي طالب, تعلمون أن هناك ثلاثة حروب صارت في زمانه يعني أقاموها وشغلوه وهي فيما يتعلق بحرب الجمل, وفيما يتعلق بحرب صفين وفيما يتعلق بحرب الخوارج, وسنقف عند هذه الحروب تفصيلاً وإلا أنا ضربته من باب المثال وهذا ليس معناه لاستثناء عائشة.

المقدم: نعم, من الكويت معنا الأخ سامي تفضل:

الأخ سامي: سلام عليكم, سيدنا لا أطيل عليكم ولكن ثلاثة أسئلة: السؤال الأول: >لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض< أنا فقط أريد أن أعرف في زمن الغيبة كيف نستفيد من >لن يفترقا< غيبة الإمام الثاني عشر, السؤال الثاني: أنا ما تابعت حلقة اليوم ولكن تابعت الحلقات الأربع سنين على اليوتوب, في سؤال: أن الإمام علي لم يجد ناصر يأخذ حقه من اليوم الأول في خلافة المسلمين. ما توفرت له الظروف المناسبة التي يقوم بها بالحرب من البداية.

المقدم: قد خرجت من البحث السؤال الثالث.

الأخ سامي: السؤال الثالث: ..

السيد: جيد جداً دعني أجيبه, نعم عزيزي الأخ سامي من الكويت, إن شاء الله تعالى سيأتي من المعطيات الأساسية لحديث الثقلين هو أن الأرض لا تخلو من حجة وأنه لابد أن يوجد واحدٌ من ولد فاطمة وهو المهدي المنتظر الذي تعتقد به مدرسة أهل البيت, الآن أولئك الذين يقولون ليس هو المهدي المنتظر من ولد فاطمة, نقول من هو إذن, لأن حديث الثقلين يقول لابد أن يوجد شخص ذو مواصفات قرآنية موجود فعلاً من هو دلونا عليه؟ إن قالوا لا نعرفه التفتوا إلى هذه الجملة وإن شاء الله سنقف عليها, إن قالوا بعدُ لم يولد هذا خلاف حديث الثقلين, إن قالوا مولود لا نعرفه هو هذه الغيبة التي نحن نقولها. أيضاً نحن نقول مولود ولكنه لا نطبقه ما هو. إذن إن شاء الله تعالى من أهم معطيات حديث الثقلين إثبات إمامة الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

المقدم: الأخ أبو هاشم من الكويت تفضل:

الأخ أبو هاشم: سلام عليكم, سؤالي لسماحة السيد كمال الحيدري من منطوق حديث الثقلين >إنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض< هل جمع القرآن مكلف بأهل البيت, السؤال الثاني: هل جمع القرآن هو خير للأمة سبق إليها الصحابة قبل آل البيت.

السيد: السؤال جيد, الجواب: نحن هذا الحديث هو بنفسه دالٌ على أن القرآن كان مجموع في عصر الرسول وأن هذا الافتخار الذي يريدون أن يعطوه لبعض الخلفاء من بعد رسول الله إما في الجمع الذي حصل في زمن أبي بكر أو الجمع الذي حصل في زمن عثمان أو إلى غير ذلك, كلها ليس لها أساس علمي صحيح, وإنما الصحيح أن القرآن كان مجموعاً في عهد رسول الله, وإلا بينكم وبين الله أنا أسأل المشاهد الكريم, أيعقل أن رسول الله يترك الأمة من غير جمع القرآن وهو أهم معجزة عنده حتى تتلاعب بها الأيدي بعد ذلك, ثم هو الذي يقول: >إني تركت فيكم كتاب الله< إذا كان متوزعاً هنا وهناك ولا يعلم صحابي عنده آية وصحابي عنده آيتين وثالث عنده كذا, طيب هذا ليس لا يمكن أن يكون مرجعاً للأمة, إذن نحن في بحث جمع القرآن قلنا أن الجمع مر بمراحل ثلاث: الجمع الأول حدث في عهد الرسول الثاني, والجمع الثاني حدث في عهد أبي بكر, والجمع الثالث حدث في عهد عثمان ولكن الجمع الثالث لم يكن جمعاً بالمعنى المتصور يعني كان على الجلود والأخشاب والأوراق وجمعها لا ليس هذا المراد, وإن كان حاول البعض أن يعطي هذه المنقبة لعثمان لأنه لا توجد له منقبة فلذا اضطروا أن يضعوا له هذه المنقبة, وهذا كلام غير صحيح وإن شاء الله إذا وقفنا أن نقف عند مسألة جمع القرآن سنوضح الحقيقة.

المقدم: من السويد معنا الأخ الحمية تفضل:

الأخ الحمية: سلام عليكم, سؤالي إلى السيد: نحن نعرف بأن الحديث هو: >إن تمسكتم كتاب الله وعترتي<.

السيد: عزيزي بعدُ لم أأتي إلى إن تمسكتم, أنا الآن أتكلم فقط في >لن يفترقا< تمسكتم يأتي إن شاء الله تعالى في فقرة لاحقة.

الأخ الحمية: نعم, لكن ..

المقدم: الظاهر انقطع, نعم من السويد الأخ أبو غسان تفضل:

الأخ أبو غسان: سلام عليكم, سيدي السؤال: ولو سؤالي هذا متأخر عن الحلقة السابقة لكن سامحوني, ذكر الإمام مالك في الموطئ أن الحديث >إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وسنتي< بسند حكم بضعفه وانقطاعه ورغم هذا الضعف اعتمده المؤرخون ورواة النهج الأموي من بعده اعتماد فهماً منهم لإقصاء العترة, السؤال: هل أن الإمام مالك ذكر الحديث بهذه الصيغة فقط أم ذكره بلفظ >كتاب الله وعترتي< أيضاً, وإذا كان قد نقله باللفظ الأخير..

السيد: لا أبو غسان عزيزي, هذه مداخلات رجائي تحفظ موضوع البحث, نحن الآن نتكلم في قضية >لن يتفرقا< أما سند الحديث من نقل الحديث صيغ الحديث هذه كلها تقدم الكلام عنها في سبعين حلقة, يعني أكثر من سنة ونصف نحن نتكلم في صيغ الحديث, فلا معنى لأن نرجع مرة أخرى إلى الوراء.

المقدم: جزاكم الله خيراً سماحة السيد, الوقت انتهى, نشكركم شكراً جزيلاً ونشكر كذلك المشاهدين الكرام على متابعتهم لهذه الحلقة من هذا البرنامج حتى اللقاء بهم في الحلقة القادمة أترككم في أمان الله ورحمة الله وبركاته.

  • جديد المرئيات