الأخبار

مختارات من مقامات المصطفى (ص) الحلقة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته.

أقدم لجميع المسلمين أحرّ التعازي بمناسبة رحيل خاتم الأنبياء والمرسلين الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) والإمام الحسن المجتبى سبط رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.

عدنا وعادت مطارحات في العقيدة، سنبدأ دورة جديدة من هذا البرنامج وموضوعنا الذي نبدأه في هذه الليلة هو مقامات المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم).

في مثل يوم غد، يرحل المصطفى عن هذه الدنيا لكنّ عبق عطره وشذاه باقٍ إلى قيام يوم الدين، إلى جنّة الخلد. هذا البرنامج سوف يسلّط الضوء على عبق المصطفى، على عطر المصطفى، على نور المصطفى في هذه الدنيا وفي الآخرة.

أرحب بضيفي الكريم سماحة آية الله السيّد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بك سماحة السيّد في هذه الدورة الجديدة من مطارحات في العقيدة بعد انقطاع، تحيّة لك ولمشاهديك، أبدأ بالسؤال مباشرةً، ما هي أهمّ خصائص هذه الدورة من مطارحات في العقيدة الذي نبدأه من الليلة إن شاء الله؟

سماحة السيد:

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد آله الطيّبين الطاهرين

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

في المقدمة بودّي أن أشير وأعتذر للمشاهد الكريم عن هذا الانقطاع وأرجو الله سبحانه وتعالى أن أوفّق للقيام بهذه ا لمسئوليّة في هذه الدورة الجديدة من مباحث مطارحات في العقيدة.

في الواقع لكي يتضح لنا ماذا نريد من هذه الأبحاث في هذه الدورة لابد من الإشارة إلى أمرين:

الأمر الأول: وهو الطابع العام لهذه الأبحاث. يتذكر المشاهد الكريم في السنين الماضية وفي المباحث السابقة كان التركيز على الأبحاث الخلافيّة، ماذا يقول الاتّجاه الأموي، ماذا تقول مدرسة ابن تيميّة وأتباع ابن تيميّة، ماذا يقول علماء السنّة بشكل عام، ثم عرَضاً كنّا نشير إلى نظريّات مدرسة أهل البيت ومباني وأصول مدرسة أهل البيت. هذا هو الطابع العام الذي كان يطبع الأبحاث السابقة وهذا هو الإطار العام لها، ولكنّه في هذه الدورة أحاول أن يكون الطابع العام لهذه الأبحاث هو طابع التأسيس للمباني والأصول العَقَديّة، يعني ما هي الاعتقادات الأساسيّة التي يجب علينا الاعتقاد بها وما هي أصول العقيدة التي تعدّ من أركان عقيدة الفرد المسلم. طبعاً في الضمن وبشكل هامشي وليس بشكل أساسي سوف أيضاً نعرض للنظريّات التي تكلمت عن ذلك. سوف أعرض لبيان ماذا يقول علماء المسلمين، ماذا يقول علماء مدرسة أهل البيت، هل يتفق معهما علماء أو مدرسة ابن تيميّة و أتباع ابن تيميّة، هل يوجد إجماعٌ في المسألة هل يوجد خلاف في المسألة، وهل هناك تلاقٍ بين المباني العَقَديّة الأساسيّة أو أن هناك اختلافات عَقَديّة واسعة بين المسلمين. أي منها؟ وهذه قضيّة أساسيّة أنا أعتقد أنها تصبّ في عمق الأبحاث التي تطرح في واقعنا الإسلامي المعاصر وهو أن المسلمين واقعاً هل أنهم متفقون في الأصول العَقَديّة الأساسية أم أنهم كما هم مختلفون في كثيرٍ من الأمور الفرعيّة أيضاً هم مختلفون في الأمور العَقَديّة؟ وأنا أتصور من هنا نستطيع أن نضع أسساً لما يدعى أو ما يسمى بالتقريب. أنتم تعلمون بأن أسس التقريب إن كانت قائمة على أسس سياسيّة أو على أسس أخرى لعلها لا تعطي ثمارها ولا تعطي أكلها، في اعتقادي لكي تعطي هذه الأسس ثمارها، لابدّ أن تكون قائمة على أسس عَقَديّة علميّة وعلى أصولٍ صحيحة. هذا هو الذي أحاوله إن شاء الله تعالى في هذه الدورة من الأبحاث.

المقدم: وبالطبع يتبيّن من يشذ عن هذا الاجتماع الإسلامي

سماحة السيد: أحسنت هوهذا الذي أحاول واقعاً أنه أبيّن ماذا يقول علماء المسلمين، بعبارةٍ أخرى أعزائي وإذا أردت أن أوضح وإن كان إن شاء الله المشاهد الكريم في القسم الأول من هذه الحَلَقات أو الحَلْقات سوف يعذرني عندما أوضّح المسائل، بعد ذلك سيتّضح لنا من خلال هذا المنهج أن القضيّة الأساسيّة أو الأصول العَقَديّة ليست واقعاً بالضرورة هؤلاء شيعة هؤلاء ماذا سنّة. لا لا أبداً. سوف نجد أنه في كثيرٍ من الأصول العَقَديّة هناك علماء شيعة قالوا وهناك علماء سنّة وافقوا عليهم وهناك علماء شيعة خالفوا وهناك علماء سنّة أيضاً خالفوا، إذن القضيّة ما هي ليست المسألة بالضرورة الشيعة صاروا في جهة والسنّة صاروا في جهة أخرى، لا سوف نجد أنه هذه المسألة الشيعية أيضاً الشيعة هم مختلفون فيما بينهم فجملة من علماء السنّة يتفقّون مع هذا الاتجاه وجملة أخرى من علماء السنّة يتفقون مع الاتجاه الآخر

المقدم:تجاهات مختلطة

سماحة السيد:أحسنتم، يعني القضيّة ليست هكذا حديّة رياضيّة، هؤلاء شيعة هؤلاء سنة، لا ليس الأمر كذلك، وهذه قضيّة مركزية أعزائي لابد أن يلتفت إليها المشاهد الكريم من الآن وهذا الذي سوف أحاول إبرازه في هذه البرامج، في هذه المطارحات، وهو أنه لا يتصوّر بأن المباني التي تعتقد بها مدرسة أهل البيت لا يوجد لها موافقٌ لها في كبار علماء أهل السنّة ليس الأمر كذلك، ليس الأمر كذلك، لأن هناك محاولات الآن وخصوصاً محاولات إعلاميّة وخصوصاً في الفضائيّات والقنوات يحاولون أن يصوّروا أن الشيعة في أصولهم العَقَديّة لا يوجد موافقٌ لهم من علماء المسلمين،

المقدم: عزل تام

سماحة السيد: أحسنتم من الناحية العقائديّة سوف يتضح للمشاهد الكريم أنّ الأمر ليس كذلك، يعني أن الشيعة في ما بينهم توجد آراء، جملة من تلك الآراء التي تعدّ من الأصول العَقَديّة عندهم يوجد من يوافقهم في كبار علماء السنّة.والعكس بالعكس أيضاً يعني هناك مجموعة من المباني العَقَديّة التي قال بها كبار أعلام أهل السنّة و يوجد في مدرسة أهل البيت من يوافقهم ويشدّ على أيديهم ويقول بأنّه أهلاً بالوفاق في هذه الأصول. القضيّة ليست أعزّائي القضيّة واقعاً قضيّة حدّيّة إما هنا وإمّا هناك، إمّا أنت في هذه الدائرة وإما أنت في هذه الدائرة. إمّا أنت مع الموالاة وإمّا مع المعارضة، إذا أردنا أن نستعير اصطلاحات سياسية، لا عزيزي ليس الأمر كذلك أعزّائي ليس الأمر كذلك، كونوا على ثقة وسيتضح

المقدم: أساساً الفكر ليست هناك موالاة ومعارضة

سماحة السيد: ليس هناك أبيض وأسود، واقعاً هذه الحالة التي أحاول بقدر ما يمكن أن يتضح للمشاهد الكريم من خلال هذه البرامج إن شاء الله تعالى ومن خلال هذه المطارحات.

إذن أعزّائي وسوف أضع يدي على تلك النقاط، أي نقاط؟ النقاط المشتركة ولا أدعّي أنه يوجد إجماعٌ، لا معنى للإجماع أعزّائي، لا معنى للإجماع، أصلا، لا، عندما يأتي الفكر الإنساني يعني هناك ماذا؟ اختلاف، يعني هناك تنوع. هذه دعوى إجماع إجماع أعزّائي، هذه كما يقال دون إثباتها خرط القتاد. لا يوجد إجماع. نعم يوجد هنا رأيٌ سنّي ويوجد له موافقٌ شيعي، ويوجد رأيٌ شيعي وله موافقٌ من السنّة، وتوجد أيضاً اختلافات يعني تلك الاختلافات التي نجدها بين جملة من أعلام الشيعة وكبار أعلام السنّة نجد أن أمثال تلك الاختلافات بين الشيعة، والشيعة وبين السنة والسنّة. التفتوا لي أعزّائي هذه القضيّة، هذه الخارطة من الآن بودّي أن المشاهد الكريم يلتفت إليها، ليست الخارطة أنه إمّا أنت هنا وإمّا أنت هناك، لا، ليس الأمر كذلك، ليس الأمر كذلك

المقدم: لا يوجد اصطفاف مذهبي

سماحة السيد: هذا الاصطفاف، واقعا هذا الاصطفاف، ولا أريد أن أعبر مذهبي أريد أعبّر عَقَدي، لا يوجد هناك اصطفاف عَقَدي، أبداً أعزّائي وسترون ذلك، وسترون ذلك، في مسائل التجسيم اتّضح، في التوحيد، هناك مدرسة أهل البيت لا يقولون أنّ الله جسم وكبار علماء أهل السنّة لا يقولون أن الله جسم، ما فيها مشكلة أبداً، يوجد لنا موافق، في مسألة الصحابة سيتّضح، في مسألة مقامات المصطفى، وهنا الذي أريد أن أعيد عليه وهو ما يتعلق بالمصطفى (صلى الله عليه وآله)، سيتّضح بشكلٍ كامل بأنّه كثير من المباني والأصول التي تعتقدها مدرسة أهل البيت في المصطفى (صلى الله عليه وآله)، هذه يوجد هناك من أعلام أهل السنّة من يوافق، بل هم الذين لعله أسسوا لها

المقدم: وقد يزيدون عليها

سماحة السيد: وقد يزيدون عليها، أحسنتم وسنرى، وسترون، وسترون هذه الحقيقة أعزّائي، إذن هذا هو الطابع الذي سوف نقف عنده في هذه البرامج، في هذه المطارحات، إذن لا يتبادر إلى الذهن سوف بالضرورة سوف يكون البحث دائماً بحث سجالي، هؤلاء قالوا ونحن قلنا، هؤلاء قالوا ونحن قلنا، لا لا لا، ليس الأمر كذلك، ليس الأمر كذلك سوف يكون البحث له طابع تأسيسي ولا أقول له طابع تأسيسيٌّ مذهبي، لا، ليس الأمر كذلك،

المقدم: إسلامي، يتسع لكلّ الدائرة

سماحة السيد: يتسع لكلّ من يستظلّ بالقرآن، يتسع لكلّ من يستظلّ بخيمة المصطفى (صلى الله عليه وآله)، يتسع لكلّ من يقول أنا من أمّة الخاتم، خلاص انتهى، إذا قال أنا من أمّة الخاتم فهو من أمّة الخاتم، لا مجال للتكفير، لا مجال للإقصاء، لا مجال للقتل، لا مجال للتفجير، أبداً أبداً أعزّائي كله لابد أن يلغى، لابدّ أن يلغى، نحن نتكلّم على هذه المضلّة العامة، إذن أعزّائي وهذا ما سوف يتضح من خلال الأصل الثاني والأمر الثاني الذي سأشير إليه، هذا المعنى الذي أشرنا إليه، هذا الطابع العام الذي أشرتُ إليه أستاذ علاء، قد يقول قائلٌ ما هو المنهج الذي سوف تعتمده، هل ستعتمد على الكتب التي اعتمدها هذا الاتجّاه أو على الكتب والمصادر الحديثيّة التي اعتمدها ذاك الاتّجاه، على ماذا سوف تستند؟ إذن هنا واقعاً يستدعي منّا منهجاً جديداً

المقدم: لأنه هناك كان منهج في بحث الأسانيد والروايات

سماحة السيد: أحسنتم لابد أن نعرف بأنّه هناك كنّا ندور مدار أن السند صحيح أم ليس بصحيح؟ خلاص، إذا كان السند صحيحاً نحتجّ على الآخر، ذاك البحث كان يستدعي منهجاً ومشينا علىه وأسّسنا له، وأصّلنا له، والمشاهد الكريم يعلم جيّداً ما قلنا، هذه قضيّة واضحة، ولكنه في المقابل أعزّائي هذا الطابع يحتاج ماذا؟ إلى منهجه الخاصّ به، وهذا هو الذي أدعوا له مراراً وتكراراً في كلّ ما صدر لي من أبحاث وكتابات وكتب ودروس ومحاضرات أنا أعتقد بأنّه ما لم نتفق على منهجٍ لا يمكن الدخول إلى أيّ بحثٍ علميّ، إلى أيّ بحثٍ مرتبط بأصول العقيدة، بل حتى بفروع العقيدة، ما هو المنهج الذي سوف نختاره، وهذه قضيّة أساسيّة، المنهج الذي سوف نختاره يبتني على النقاط التالية: (التفتوا لي أعزّائي).

النقطة الأولى: سوف نذهب إلى القرآن مباشرةً، الذي لا يمكن لأحدٍ أن لا يستظل به وهو يدّعي الإسلام، هذه هي المظلّة التي تجمعنا جميعاً، القرآن وما أدراك ما القرآن، القرآن القرآن، القرآن، نذهب إلى القرآن لنرى ماذا يقول القرآن، في تلك المفردة العَقَديّة التي وقع الحديث عنها أو التي يقع الحديث عنها، نذهب إلى القرآن ولكنّه كما عهدنا وكما ثبت عندنا بأدلّة قطعيّة أن القرآن بلا سنّة ليس بقرآن، لا أنّ السنّة بلا قرآنٍ ليس بسنّة. هذه هي قضيّة لابدّ أن يلتفت إليها، أنا عندما أقول القرآن، لا أريد أن أقول أن القرآن منعزلاً عن السنّة ولا أريد أن أقبل أيضاً السنّة منعزلة عن القرآن، وكلا الاتّجاهين خطأ عظيم وخطير في الفكر الديني، وهو أنه أن نذهب إلى القرآن بمعزلٍ عن السنّة وأن نذهب إلى السنّة بمعزلٍ عن القرآن، كلاهما غير صحيح، لا يعقل هذا، لا يمكن هذا، لماذا؟ لأنه الأصل في معارفنا هو القرآن الكريم، والسنّة صريح القرآن الكريم قال: (لتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) الوظيفة الأولى للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) تبيين الكتاب، قلنا مراراً نحن نميّز بين البيان، هذا بيانٌ وتبيين، ذكرنا ذلك مفصلاً في كتاب منطق فهم القرآن، تبيين يعني تفسير، يعني بيان، يعني توضيح، يعني تفصيل، يعني إلى آخره. ولذا تجد القرآن الكريم بيّن لنا بشكلٍ واضحٍ وصريح قال: (مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) ، إذا كان ما يؤتينا الرسول هو القرآن لا يحتاج إلى أمرٍ لأن القرآن يجب العمل به إذن يظهر أن الرسول يبيّن ما لم يبيّنه القرآن أو ما لا يمكننا أن نفهمه من القرآن وأن نأخذه من القرآن.

المقدم: مكمل

سماحة السيد: أحسنتم، يقيناً (لتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) لماذا؟ لأن كلّما يقوله وحيٌ يوحى ما ينطق عن الهوى إن هو إلّا وحيٌ يوحى ولذا قال: (مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) ولذا قال: (أطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) كرّر الإطاعة، وقلنا هذه فيها نكتة علميّة، تفسيريّة، وهي أن هناك أمور كثيرة. إذن أعزائي المنهج الذي سوف نعتمده هو القرآن ولكن لا بمعزلٍ عن، لا فهم القرآن بمعزلٍ عن النظر إلى السنّة، لا لا لا، أبداً؛ بإضاءةٍ من السنّة لولا السنّة لما أمكننا بمفردنا أن نقف على القرآن أبدا.

المقدم: طيب، سيدنا هنا فقط نقطة واحدة لو سمحت يعني لو وردت روايات مختلفة في فهم

سماحة السيّد: هذا الذي، هذه المرحلة الثانية. وهو أنه لو أن النصوص اتّفقت بين المسلمين لفهم الآية المباركة فطوبى لنا وحسن مآب،

المقدم: نورٌ على نور

سماحة السيد: نور على نور، لماذا؟ لأنه هذا الاتجاه وهذا الاتجاه وهذا الاتجاه نقلوا روايات جميعاً تفسّر الآية تفسيراً منسجماً وواضحاً، إذن لا توجد عندنا مشكلة وهذا هو إجماع المسلمين. إذن توجد عندنا إلى هنا مشكلة أو لا توجد؟ لا توجد. أما لو اختلف الروايات، إذن الحالة الأولى :هو أنه القرآن مع إجماع السنّة، الحالة الثانية: اختلاف السنّة. نحن في أصول الكافي نقلنا روايات بمعنى، وهم في البخاري ومسلم نقلوا روايات بمعنىً آخر، ووقع الاختلاف، فأين الميزان والملاك والضابط؟ أين الضابط؟ ما هو الضابط الذي على أساسه نقول: هذا أو هذا؟ الجواب هنا أيضاً لابد من العرض على الكتاب، نرجع إلى القرآن مرة أخرى، نرجع لماذا؟ إلى القرآن مرةً أخرى.

المقدم: لنرى ما ينسجم

سماحة السيّد: أحسنتم فما وافق كتاب الله فنأخذ به وما خالفه

المقدم: نضرب به عرض الجدار

سماحة السيّد: لا قيمة له. لا أقل نرجع علمه إلى أهله. نقول: هذا المعنى لا ينسجم مع، لعلّ له معنىً نحن لم نلتفت إليه، هذه قضيّة محوريّة، فإن لم نجد في القرآن الكريم ما يؤيّد هذا أو ذاك، ما يخالف هذا أو ذاك، نرجع إلى السنّة المجمع عليها الثابتة، يوجد إجماع من المسلمين على الأصول، نعرض الرواية على ماذا؟ على السنّة المجمع عليها، على السنّة المجمع عليها.

المقدم: وإن لم يكن هناك إجماع؟

سماحة السيد: عند ذلك بعد بيني وبين الله لكلٍّ رأيه مع احترامي ماذا؟ الآخر ومقدّساته؛ يعني إن لم نستطع أن نحل المشكلة إلى هنا، إذن لكم رأي ولنا رأي ولكنه مع حفظ مقدّسات الآخر وعدم الإهانة وعدم السب وعدم الإسقاط وعدم الإقصاء، وعدم التكفير، وعدم وعدم إلى آخر…

المقدم: يبقى رأي مقابل رأي

سماحة السيد: رأيٌ تحترمه ورأيك أنا أحترمه وأنت تحترم رأيي. إنّا أو إيّاكم لعلى هدىً أو في ضلالٍ، رأيي صحيح، رأيك صحيحٌ يحتمل الخطأ، ورأيي صحيحٌ يحتمل الخطأ، انتهت القضيّة. هذا هو المنهج الذي سنسيره. تقول سيدنا هذا الذي أنت تقوله واقعاً وهذا المنهج واقعاً يوجد من علماء الشيعة والسنّة من يوافق على هذا المنهج، هذا منهجٌ أنت تبتكره أو هو منهج ماذا؟ علماء المسلمين. الجواب: كونوا على ثقة أعزّائي لو نرجع إلى رعيل الأول من علماء مدرسة أهل البيت وإلى علماء السنّة من المتقدمين والمتأخرين نجدهم يصرّون على هذا المنهج. هذا الاستقطاب المذهبي أو العقدي ألذي نحن نجده الآن مع الأسف الشديد واشتدّ أواره فيما يسمّى بالربيع العربي، أنتم تجدون الآن هذا الاستقطاب الذي بدأ آثاره تظهر هنا وهناك.

المقدم: مع احترامنا

السيد: طبعا، بلي، مع كل احترامنا، لا لا لا ، رأينا هذا. ولكن أقول هذه الظاهرة بدأت تطفو على السطح، وهو أنه حالة الاستقطاب. حالة أنه إما كذا وإما كذا. تعالوا أريد أن أبدأ بعلماء الشيعة قبل علماء السنّة. تعالوا معنا أعزّائي إلى التهذيب، تهذيب الأحكام في شرح المقنعة للشيخ المفيد لشيخ الطائفة الشيخ الطوسي، وأنتم تعلمون بأن هذا الكتاب يعد من الكتب الأساسية والمصادر الأساسية عند علماء الشيعة أو أحد الكتب الأربعة كما يعبّر عنها، أنظروا ماذا يقول، يقول في هذا الكتاب في مقدمة هذا الكتاب، يقول: (وأذكر مسألة مسألةً فأستدلُّ عليها) من أين تستدل شيخنا؟ قال: (إمّا من ظاهر القرآن،) إذن المرحلة الأولى ماذا؟ القرآن القرآن أعزّائي القرآن لا أصول الكافي أو فروع الكافي أو البحار أو أنت تذهب إلى البخاري أو صحيح البخاري أو صحيح مسلم أو مسند أحمد. لا لا لا، أولاً نبدأ ماذا من القرآن (وإمّا من السنّة المقطوع بها). السنّة القطعيّة ،لا أخبار الآحاد التي هي ظنيّة، وإمّا التفتوا لي أعزّائي هذا مو القائل سيد كمال الحيدري، القائل من؟ شيخ الطائفة. وإمّا من إجماع المسلمين إن كان فيها

المقدم: إذن عاد إلى السنّة.

سماحة السيد: سنة أي سنّة؟ السنّة المجمع عليها كما قلنا مراراً وتكراراً الصحيحة الصريحة المجمع عليها، الصريحة الصحيحة المجمع عليها، هذا هو الشيخ الطوسي وإمّا من إجماع المسلمين إن كان فيها، أنظروا وبعد ذلك إن لم تجد كما تفضّلتم قال: (أو إجماع الفرقة) إن لم نجد في كل هؤلاء، بعد نرجع إلى ماذا؟ إلى مدرسة أهل البيت. ما أدري واضح بعد المسلك، المنهج

المقدم: المنهجيّة واضحة.

سماحة السيد: المنهجيّة واضحة، هذا أعزّائي في كتاب التهذيب، أنظروا أعزّائي، كتاب التهذيب المجلد الأول، دار صحف، دار التعارف للمطبوعات، مقدمة الجزء الأول صفحة ثلاث. هذا المورد الأول.

المورد الثاني: وهو الكتاب الثاني لشيخ الطائفة وهو المعروف بكتاب الاستبصار فيما اختلف من الأخبار للشيخ الطوسي المجلد الأول أعزّائي في المقدمة ص 43. أنظروا ماذا يقول. يقول: (ومنها أن تكون مطابقة لظاهر القرآن). عجيب! يقول: أيّ خبرٍ أنت تقبله وأيٍ خبرٍ ترفض؟ يقول الخبر الذي اجتمعت فيه قرائن أقبله، ما هي القرائن؟ يقول: أن يكون منسجماً مع القرآن يعني الخبر الذي خالف القرآن لا أقبله، واقعاً زخرفٌ لم نقله. بعد، (ومنها أن تكون مطابقة للسنّة المقطوع بها، ومنها أن تكون مطابقةً لما أجمع المسلمونَ عليه). إذن ما هي القرائن لقبول الخبر؟ أن تكون موافقة للقرآن فإن لم تكن موافقة للقرآن نذهب إلى السنّة المقطوع بها، السنّة المجمع عليها، فإن كان، وإلّا عند ذلك بعد أنت لك رأيك ولي رأيي. جيّد جدّاً. سؤال: العرض على الكتاب وعلى السنّة المقطوع بها هذا رأي علماء الشيعة فقط؟ لا عزيزي تعالوا أنظروا إلى علمين كبيرين من المحققين المعاصرين وهما الدكتور بشّار عوّاد معروف والشيخ شعيب الأرنئوط هما علمان محققان في هذا المجال في كتابٍ لهما تقريب التذهيب لبن حجر العسقلاني، طبعاً لابد أن يكون في علم الأعزّة، عندنا تهذيب الكمال للمزّي طبعا يقع في خسمة وثلاثين مجلد هذا أعزّائي هذا، تهذيب الكمال في أسماء الرجال للحافظ المزّي، المتوفى 742 بتحقيق دكتور بشّار عوّاد. هذا الكتاب يقع في35 مجلد، اسمعوا التفتوا لي، قام ابن حجر العسقلاني لخّص تهذيب الكمال في كتابه تهذيب التهذيب، الآن يقع في خمس مجلدات الطبعة التي موجودة عندي وهذه هي الطبعة المعروفة أعزّائي هذه أمامكم أعزّائي حتى يكون بيد المشاهد، الآن مو معي. ثم وجد أيضاً الكتاب كبير، فكتب كتاب تقريب التهذيب الذي هو يقع في مجلدٍ واحد. إذن تقريب التهذيب يعني تقريب تهذيب التهذيب لبن الحجر هو خلاصة تهذيب التهذيب وتهذيب التهذيب هو خلاصة تهذيب الكمال في أسماء الرجال. ثم قام هذان العلمان وهما الدكتور بشّار والعلّامة شعيب الأرنئوط حرّرا تقريب التهذيب يعني علّقا عليه، أضافا عليه وهو يقع في أربع مجلّدات، هذا هو المجلّد الأول إذن اتضح للمشاهد أنه لماذا اسم هذا الكتاب تحرير تقريب التذهيب، لأنه تحريرٌ لخلاصة وخلاصة خلاصة تهذيب الكمال للمزّي. ماذا يقول هذان العلمان أعزّائي في مقدمة هذا الكتاب في صفحة22 أعزّائي، أنظروا أعزّائي المنهج الذي كان متّبعاً، يقول: (إذا جاءنا حديث، (عن السنّة) لابد لا أن ننظر إلى السند فقط)، أبداً، هذا ليس هو المنهج، سابقاً كنّا نقول ماذا؟ أن ننظر إلى السند، لا لا لا، يقولون لا، (أن يعرض حديثه،(يعني ذلك الراوي) على المتون الصحيحة التي هي بمنزلة قواعد كلية)، إذن لا ننظر فقط إلى السند وإنما ننظر إلى ماذا؟ إلى المتن. سؤال؟ ما هي تلك المتون الصحيحة؟ قال: (القرآن الكريم وما ثبت من الحديث)

المقدم: نفس النظرية

سماحة السيد: نفس النظرية التي قالها شيخ الطائفة

المقدم: الشيخ الطوسي

سماحة السيد: الشيخ الطوسي. وهو أنه إذا جاءت رواية ليس بالضرورة أن هذه الرواية حتى لو صح سندها فيكون متنها صحيحاً بل قد يكون متنها منكرا، قد يكون متنها مرفوضاً، قد يكون متنها لا ينسجم مع القواعد، هذه أمامكم عزيزي. فلهذا يقول: وهي القرآن الكريم وما ثبت من الحديث، يعني نعرضه على القرآن فإن لم يكن في القرآن نعرضه على السنّة المجمع عليها المقطوع بها، فإن وافقها اعتبرت وإلا لا تعتبر، حتى وإن كان السند صحيحاً. لا قيمة لمثل ذلك. إذن إلى هنا اتضح للمشاهد الكريم أن هذا المنهج كان موجوداً.

تقول سيدنا: ذكرت فقط هذا الرجل!؟ أنظروا أعزّائي إلى العلّامة الألباني. العلّامة الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة

المقدم: وهو علم من أعلام

سماحة السيد: من أعلام المعاصرين الذي يصطلحون عليه بإمام البخاري في عصره، البخاري في عصره يعدّونه، سلسلة الأحاديث أنا قلت الصحيحة لا الضعيفة، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، العلّامة الألباني، المجلّد الحادي عشر، القسم الثاني أعزّائي، ص ،789 يشير إلى الشيعة، يقول: (وأمّا عند الشيعة فقد أورده النجاشي في رجاله فقال الثقةٌ من أصحابنا). يقول: عندنا هذا الإنسان ليس بثقة، أما عند الشيعة فهو ثقة. جيّد فماذا نفعل؟ ماذا نفعل؟ أيها الألباني ماذا نفعل؟ أنتم عندكم ضعيف ونحن عندنا ثقة. يقول: (أن الشيعة إذا أرادوا التقريب) (التفتوا جيداً، قضيّة جداً مهمة من العلّامة الألباني) يقول: (يوجد بعض المعاصرين اليوم يدعون إلى التقريب بين السنّة والشيعة وهذا في رأيي مستحيل، (من يقول؟ العلّامة الألباني، الآن سيتضح لماذا يقول مستحيل. لماذا مستحيل؟ يقول:) ما لم يتفقوا معنا على القواعد العلميّة الصحيحة التي لا تحابي سنيّا ولا شيعي). بيني وبين الله دعوة للتقريب واقعاً، من العلّامة مَن؟ السلفي المعروف، وبهذا يتضح لك أننا عندما نقول سلفيّة أعزّائي لا يتبادر إلى ذهن البعض أننا نجمع كل الاتجاهات السلفيّة في دائرة واحدة. لا أبداً، واقعا يوجد من السلفيين، هذا العلّامة الألباني يقول إذا أردنا التقريب لابد أن نجلس نحن والشيعة ونتفق على أصولٍ لا هي تكون سنيّة لا تحابي السنّة ولا تحابي ماذا؟

المقدم: الشيعة.

سماحة السيد: واقعا هذا أصلٌ مهمٌ

المقدم: كلام منطقي

سماحة السيد: منطقي جداً أعزّائي. جداً منطقي وهذا الذي ندعو إليه، واقعاً الذي يريد (أنا أتصوّر الآن على الفضائيّات) يريد أن يتكلّم، يريد أن يبحث، يريد أن يوصل المعارف إلى المسلمين، عليه ماذا أولاً؟ ( وهذا الذي أريد، واقعاً هنا اريد أن استجيب لهذه الدعوة التي قالها العلّامة)

المقدم:يثبت هذه الأصول

سماحة السيد: أحسنتم. أريد أن أطبّقها عمليّاً في هذا البرنامج، (مطارحات في العقيدة) وهو أنّه فلنذهب ونضع أصول متّفقة عليها، لا نحابي فيها سنيّا ولا شيعيّاً. تقول سيدنا أنت شيعيٌ أنت من علماء مدرسة أهل البيت، كيف يمكن؟ أقول: هناك مجالات ودوائر واسعة من المشتركات بين علماء المسلمين.

المقدم: وأنا مسلم قبل أن أكون شيعياً

سماحة السيد: فلأقول كلمة أوضح: أنا متبّعٌ للمصطفى (صلى الله عليه وآله) أنا متّبع. الآن تقول فإذن لماذا تستعمل هذا الإتّباع؟ لأنه أريد أن أصل إن شاء الله تعالى إلى عمق هذه الآية: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي﴾ (سورة آل عمران: 31). أريد أن أكون متبّعاً للخاتم. وهذا هو منهجي، ولكن

المقدم: هذه اللكن خطرة

سماحة السيد: إذا ترحون إلى فاصل

المقدم: نعلن فاصل سماحة السيد. أعزّائي المشاهدين لا أدري الإخوة في غرفة السيطرة إذا كان الفاصل، يعني أتعبنا السيد كثيراً على أقل يعني شربة ماء فاصل ونعود.

(بعد الفاصل)

المقدم: أحييكم أعزّائي المشاهدين معكم في مطارحات في العقيدة مقامات المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)

سماحة السيد: بل هي مقدمات للبحث

المقدم: مقدمات البحث. وقفنا عند لكن. هل هو الوجه الآخر

سماحة السيد: لا لا لا أبداً أبداً. أنا أتصور مباشرةً قد يدخل على الخط أحد ويقول إذا كان الأمر كذلك، هذا لازمه أن نوافق على الروايات الواردة من غير أتباع مدرسة أهل البيت، وهم يوافقون أيضاً على الروايات الواردة من رواةٍ هم من أتباع مدرسة أهل البيت، يعني بعبارةٍ واضحة، إذا وجدوا في روايةٍ عندهم شيعيٌ هذه الرواية معتبرة أو ساقطة عن الاعتبار؟ وإذا وجدت عندنا رواية في كتبنا الحديثيّة وراويها ليس شيعياً، بل هو من أتباع المدارس الأخرى، هل الرواية معتبرة عندنا أو ليست معتبرة؟

المقدم: أنا أحتمل الإجابة، لكن الله ورسوله أعلم

سماحة السيد: أحسنتم، واقعا في هذه الليلة سوف أقف عند كلمات علماء السنّة، لنرى أنهم يوافقون على هذه النظريّة أو لا يوافقون يعني إذا جاء في روايةٍ عندهم في صحيح البخاري، في صحيح مسلم، في مسند أحمد، في صحاحهم، أو سننهم ،أو مسانيدهم، أو زوائدهم، و… . إلى أخره. إلى أخر المراتب. لو وردت الرواية وكانت الرواية من حيث السند صحيحة عندهم، ولكن يوجد فيها راوٍ شيعيٌ بل شيعيٌ محترق بتعبيرهم، بل شيعيٌ مغالٍ، هل أن هذا يعدّ طعناً في الرواية أو لا يعدّ طعناً في الرواية؟

المقدم: بغض النظر عن مضمونها.

سماحة السيد: بغض النظر الآن، إحنه في الأمر الأول تكلمنا عن المضمون، الآن نتكلم عن الأسانيد. قد يقول قائل: سيدنا أنتم تجدونهم أنهم كثير من الروايات أسقطوا اعتبارها بمجرد أنه ثبتوا أنه شيعيٌ عندهم، إذن هم إذا ثبت أن الشخص شيعيٌ يسقطون اعتبار الرواية. إذن أنت كيف تطرح هذا السؤال؟ أعزّائي لا ليس الأمر كذلك، ليس الأمر كذلك، ليس الأمر كذلك للمرة الثالثة

المقدم: على الأقل النظريّة

سماحة السيد: نظرياً أحسنتم نظرياً ليس كذلك، يصرحون بهذا، أنهم يصرحون أن التشيع ليس قادحاً في وثاقة وعدالة وحفظ الراوي.

المقدم: نقلتم أتصور قبل ذلك

سماحة السيد: كلمة واحدة أو كلمتين ولكن أريد أؤكدها، هذا معناه ماذا؟ هذا معناه أنه الشيعي إذا كان ضابطاً ثقةً صدوقاً تأخذ منه الرواية، حتى لو لم يوافقوه في العقيدة والنتيجة ماذا؟ وهناك من يتفق معهم في العقيدة يعني سنيٌ ولكنه ضعيفٌ ويسقطون روايته

المقدم: ليس بالثقة

سماحة السيد: ليس بثقةٍ. إذن التفتوا جيداً هذا تطبيق للأصل الأول الذي أشرت إليه.

المقدم: ثقة الراوي.

سماحة السيد: أحسنتم ثقة الراوي لا علاقة لها بالاعتقاد وعندنا أيضاً كذلك، عند الشيعة، إن شاء الله في الأسبوع القادم أعد المشاهد سآتي بالكلمات. عند الشيعة أيضاً كذلك يقولون أن الراوي لابدّ أن يكون ثقة وهذا هو اصطلاح الثقة أو الموثّق عندهم أن يكون ثقة، ضابطاً، صدوقاً، أما عقيدته فليكن أيّ عقيدةٍ كانت. نحن نشترط أن يكون ماذا؟ ولذا قسّموا الحديث عندهم إلى صحيحٍ و حسنٍ و موثقٍ. يعني أن الراوي في العقيدة يختلف معنا ولكنه روايته صحيحة عندنا نقبلها وقد يضعّفون من هو شيعيٌ. إذن أنظروا أنظروا ما أدري المنهج اتضّح؟

المقدم: هناك تقارب بين

سماحة السيد: ليس تقارب بل تطابق

المقدم: تطابق

سماحة السيد: كاملاً وهو أنه ليس المدار إذا كان شيعي اقبل روايته، إذا لم يكن شيعي لا اقبل روايته، إذا كان سنّي اقبل روايته، إذا كان شيعي لا اقبل روايته، لا ليس الأمر كذلك، ومن هنا لابد أن نبحث (التفتوا لي أعزّائي) لابد أن نبحث عن الرواة المشتركين بين السنّة وبين الشيعة بين المدرستين، عند ذلك نستند إليه، سواءٌ عندنا أو ماذا؟ أو عندهم. هذه القضيّة أدعوا إليها أعزّائي واطمئنّوا أن كتبنا ترجمت لكثير، وهذا ما يتضح بشكلي جلي في صحابة رسول الله، كثير منهم أو بعض صحابة رسول الله لم يتفقوا مع عليٍ، اتفقوا مع الحكم مع الخلافة، التي جاءت بعد رسول الله ولكنه نأخذ الحديث عنهم؟ نعم نأخذ الحديث عنهم. تقول سيدنا هذا الكلام نظري. توجد شواهد أو لا توجد شواهد على هذا الكلام؟ أعزّائي أحاول قدر ما يسعني هذا الوقت في هذا اليوم. المورد الأول أعزّائي : (وأبدأ من المتأخرين وأنقل بعض كلمات المتقدمين) المورد الأول: ما جاء في سلسلة الأحاديث الصحيحة للعلّامة الألباني أعزّائي المجلد الرابع ص247، أعزّائي ص 247 يقول: «قلت وهذا إسناد حسنٌ رجاله ثقات رجال مسلم غير الأجلح، وهو ابن عبد الله وبن حجيّة، وهو صدوقٌ كما قال الذهبي في الضعفاء، والحافظ في التقريب ( يعني تقريب التهذيب) ولا عيب فيه سوى أنه شيعيٌ» (جيد هذا يطعن في الرواية، يجرح الرواية قال:) «ولكن ذلك لا يضرُّ في الرواية»

المقدم: بدليل أنه جاء به في الأحاديث الصحيحة

سماحة السيد: وقال إسناده حسن، قال: هذا لا يضرّ في الرواية لأن العمدة فيها (في الرواية وفي الرواة) إنما هو الصدق، أن يكون صادقاً ولا علاقة لنا أن يكون موافقاً لنا في العقيدة أو مخالفاً لنا في العقيدة وهذه هي سيرة المسلمين ألآن أنت جنابك عندما تذهب إلى بلدانٍ التي لا تعتقد بعقيدة الإسلام، بينك وبين الله تذهب إلى طبيبٍ لفحصك ولمعالجتك تشترط أن يكون متحّد معك في العقيدة أو لا تشترط؟ تثق به تكفي. كما حرره الحافظ في شرح النخبة. هذا المورد الأول أعزّائي. المورد الثاني: وهو ما ورد في سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الأول القسم الثاني ص 752، التفتوا قال: ( في ص 725 أعزائي رقم الحديث 396) قال: « رجاله ثقات قلت: والتشيع لا يضرّ في الرواية عند المحدثين» مو نظره الشخصي!

المقدم: إذن ليس فقط هو

سماحة السيد: لا هذا ليس اجتهاد شخصي للعلّامة الألباني. لا عند كبار علماء السنّة، المحققين من علماء السنّة يقولون بأنّه العقيدة لا تضرّ لأن العبرة في الراوي إنما هو كونه مسلماً، عدلاَ،ً ضابطا. أن يكون ضابطاً لا أن يكون متوهماً لا أن يكون ناسياً، لا أن يكون مدلّساً، لا أن يكون ، لا أن يكون إلى آخره. ولا نشترط في العقيدة، أمّا التمذهب بمذهب مخالفٍ لأهل السنّة فلا يعدّ عندهم جارحا.

المقدّم: عند المحدّثين

سماحة السيد: بلي لا يكون جرحاً، ولا يسقط عدالة الراوي وضبط الراوي والاطمئنان إليه، والثقة به، ما لم ينكر ما هو معلومٌ من الدين بالضرورة. إذا أنكر وجوب الصلاة هذا خرج عن الدين. وهذا ليس عندهم، عندنا كذلك، نحن أيضاً شيعيٌ لو أنكر ضروري من ضرورياتنا أيضاً ماذا؟ لا نثق به.

المقدّم: تسقط عدالته

سماحة السيد: أحسنتم، إذن هذه القضيّة، قضيّة ماذا؟

المقدّم: متفق عليها

سماحة السيد: أحسنتم، هذا الذي قلته للأعزّة في أول بحثي في هذه الليلة وفي هذا البرنامج. أعزّائي وحقكم لا يوجد هناك اصطفاف رياضي وحدّي، هذا شيعي وهذا سنّي، لا يوجد. لا يوجد في أهمّ المسائل لا يوجد هذا الاصطفاف وأنا استغرب من بعض الذين يحاولون أن يوجدوا هذا الاصطفاف! سواءً على مستوى الفضائيّات سواءٌ على مستوى القنوات سواءٌ على مستوى الكتابات، سواءٌ على مستوى السياسيات، سواءٌ على مستوى الدعوات، أيّاً كانت، كلها ضعوا عليها علامة استفهام كبيرة. إمّا علامة استفهام كبيرة وإمّا ناشئة من الجهل، بعبارةٍ لا أستثني أحدا إمّا جاهلٌ وإمّا مغرض. يريد أن يوجد الفرقة بين الأمّة

المقدم: وخاصّة لو عدنا إلى يعني هذه ما قبل هذه الفترة الأخيرة سنجد لا معنى للاصطفاف

سماحة السيد: وهذا أنا أقرء عبارات سلفيٌ، يوجد شك عند محققٍ، عند طالب علمٍ أن علّامة الألباني سلفي؟ أيشكُ أحدٌ في هذا؟ هذه عباراته أعزّائي كما قال أخي العزيز قال: هذا على المستوى النظري. الآن يطبقونه أو لا ذاك بحث آخر

المقدّم: هذا بحث آخر

سماحة السيد: وقد نحن أيضاً لا نطبّق، ذاك بحث آخر الآن لست على مستوى التطبيق وأتكلّم على مستوى التأسيس النظري المنهجي، قال: « ما لم ينكر ما هو معلومٌ من الدين بالضرورة كما بيّنه الحافظ ابن حجر في شرح النخبة وذلك من إنصاف المحدثّين و عدلهم مع مخالفيهم نعم، طبعاً هذا مو فقط إنصاف أهل السنّة، وكذلك من إنصاف الشيعة مع من يخالفهم في الاعتقاد. لاسيّما ( التفت للعبارة، التفت للعبارة أعزّائي) لاسيّما وهذا الحديث قد جاء معناه في الصحيحين إلى آخره. هذا المورد الثاني. المورد الثالث أعزّائي: المورد الثالث أيضاً في سلسلة الأحاديث الصحيحة، حتى أبيّن لكم أنه كان هذا منهج العلّامة الألباني، لا أنه كلمة قالها في موردٍ

المقدم: بشكل عادي

سماحة السيد: لا لا أبداً، المورد الثالث في المجلد الخامس أعزّائي سلسلة الأحاديث الصحيحة، المجلد الخامس ص262، أعزّائي ص 262، في ذيل الرواية 2223، أنظروا بعد أن ينقل أنّ الرواية صحيح يقول: « وقلت وإسناده حسنٌ ورجاله ثقاتٌ (إلى أن يقول) وفي التقريب صدوقٌ قال: ( يعني العسقلاني قال في التقريب) صدوقٌ شيعي فإن قال قائل راوي هذا الشاهد شيعيٌ وكذلك في سند المشهود له (أي الرواية المشهود لها) شيعيٌ آخر. أعزّائي إن شاء الله يأتي وقت وأبيّن ما معنى الشاهد، وما معنى المتابع، يعني المتابعة أو المتابَعات أو المتابِعات، وما معنى الشواهد، وما معنى الاعتبار. إن شاء الله يأتي ولكن الآن ما عندي وقت. قال:( وكذلك في سند المشهود له شيعي آخر وهو جعفر بن سليمان أفلا يعتبر ذلك طعناً في الحديث وعلّة فيه حتى يسقطه عن الاعتبار؟ فأقول كلّا لأن العبرة في رواية الحديث إنما هو الصدق والحفظ وأمّا المذهب فهو بينه وبين ربّه فهو حسيبه). أنت رب العالمين حتى تحاسب الناس هذا إلى الجنّة هذا إلى النار. من أنت حتى تقول هذا إلى الجنّة؟ قل هذا اعتقادي الذي اعتقد به وأعتقد أن اعتقاد الآخرين ليس بحقٍ، باطلٌ، خطاٌ، قل هذا، أمّا أنه في جهنّم، لا من أين تقول؟ لعلك أنت في جهنّم. هذا المنطق أعزّائي لابد أن نقف أمام هذا المنطق، منطق التكفير، منطق الإقصاء، منطق الرفض، منطق الاصطفاف العقدي والمذهبي، وأنا أتصور أن المشاهد الكريم سواءٌ كانوا من السنّة أو الشيعة يعرفون جيّداً ماذا أقول، ويطمئنّوا لو لم يكن كذلك اطمئنّوا لاحترقت المنطقة بأسرها بل العالم الإسلامي بالحروب المذهبيّة والطائفيّة، وهذا ما يسعى له أعداء هذه الأمّة، أعداء هذه الأمّة يسعون بأيّ ثمن وأنتم تعلمون الآن حدود العقدين من الزمن العمل جادٌّ لإيجاد الاصطفافات الطائفيّة، الآن أمامكم، الآن هذه الدول أمامكم، ابتداءً من تونس ومروراً بليبيا وإلى مصر و ومروراً وابتداءً

المقدم: من المغرب إلى باكستان

سماحة السيد: أحسنتم وإلى باكستان وأفغانستان والعراق والآن أمامكم سورية، كلها تجدها ماذا؟ كلها نعرات وصيحات وصرخات بإيجاد الاصطفافات المذهبيّة والعقديّة حتى تتقاتل الأمّة فيما بينها. التفتوا أعزّائي، لذا أنا أتصوّر هذه القضيّة، هذه واحدة من أهمّ من أهمّ المرتكزات، والأصول، والقواعد التي سوف تنطبع بها أبحاثنا اللاحقة، إن شاء الله تعالى، إن شاء الله تعالى، وأنا أتصوّر هذه مسئوليّة تاريخية لابد من القيام بها، لا يتبادر إلى ذهن أحد أن هذا القضيّة قضيّة ترفيّة هامشيّة جانبيّة، لا قضيّة أساسيّة في هذه الظروف التي تعيشها الأمّة. خصوصاً أعزّائي وحقّكم خصوصاً الوقت لا يسعني الآن أقرء فرد رواية تأييداً لمطلبي. قال:( فهو حسيبه ولذا نجد صاحبي الصحيحين ( يعني البخاري ومسلم) وغيرهما قد أخرجوا لكثيرٍ من الثقات المخالفين كالخوارج والشيعة وغيرهم).

المقدم: إذن قاعدة عامّة

سماحة السيد: قاعدة عزيزي بيني وبين الله تقول لا نوافقه، أقول لا توافق البخاري ولكن هذا منهجه أيضاً. وعندما تأتي إلى كتب الشيعة إن لم يكن أكثر أخرجوا من علماء السنّة، فلم يكونوا أقلّ، وهذا هو المثال الذي بين أيدينا فقط صحّح الحديث ابن حبّان كما رأيت، قال: (مع أنه قال في راويه جعفر في كتابه مشاهير علماء الأنصار كان يتشيع ويغلوا فيه). ليس فقط شيعي، شيعيٌ غالٍ. بعد أعزّائي التفت (بل إنه قال في ثقاته (يتكلم عمّن أعزّائي؟ يتكلم عن جعفر الذي هو في سند الرواية المشهود له قال:) بل قال في ثقاته (يعني في كتاب الثقات لبن حبّان) كان يبغض الشيخين، (كان يبغض أبابكر وعمر ولكن هذا منعه)

المقدم: لكنه ثقة

سماحة السيد: ولكنه ثقة، أعزّائي تعالوا إلى هذا المنهج الرصين العميق الذي يقوم على أسسٍ هي التي الأسس التي توصلنا إلى التقريب، هي التي توصلنا، اتركوا واقعا هذه لفظة التقريب فيها فد ارث تأريخي أنا لا أريد أن أقترب منها، البعض الآن عنده فد مشكلة مع لفظة التقريب، قد مباشرةً مولانا يقول السيد الحيدري صار تقريبي، لا لا لا أعزائي، أنا لست مع الألفاظ، أنا مع المنهج العلمي، أريد أقول هذا المنهج لابد من إتّباعه، ولذا يقول (وهذا فإنه لا ريب أنه شيعي لإجماعهم على ذلك ولا يلزم إلى آخره)… . إذن أعزّائي المورد الثالث. تقول سيدنا بعد من يقول غير العلّامة الألباني؟ تعالوا أعزّائي من المتقدمين، من المتقدمين مَن؟ تهذيب الكمال في أسماء الرجّال للحافظ المزّي كما هو المضبوط أو المَزّي، كما هي المعروفة المنطقة المعروفة الآن

المقدم: في دمشق

سماحة السيد: نعم، حقّقه وضبط نصّه وعلّق عليه الدكتور بشّار عوّاد معروف مؤسسة الرسالة أعزّائي المجلد العاشر، صفحة 414، ينقل عن شخصٍ وثَّقَه يحيى بن معين وهو من أعلام وجهابنة فن الجرح والتعديل، يُوثّق هذا الرجل يقول: (قال إبراهيم ابن عبد الله بن الجني عن يحيى بن معين، كوفي ليس به بأسٌ ثقةٌ قال: فقيل ليحيى شيعيٌ (أنت تقول هذا ثقةٌ لا باس به أتعلم أنه شيعي أو لا تعلم؟ التفتوا إلى العبارة) فقيل ليحيى شيعيٌ! فقال: وشيعيٌ ثقة). مَن قال إذا صار شيعياً فليس بثقة؟ ومن قال إذا صار سنيّا فليس بثقة؟ من قال؟ نعم يختلف معنا في بعض المباني العقدية، فليختلف معنا، ثم ماذا؟ وهذا هو ديدن أكابر علماءنا المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين وسأنقل إن شاء الله تعالى في الأسبوع القادم.

المقدم: إن شاء الله.

سماحة السيد: أستاذ علاء كم دقيقة عندي وقت

المقدم: أنا أعطيك عشر دقائق سماحة السيد

سماحة السيد: عشر دقائق جيد جداً عشر دقائق وتدخل الاتصالات

المقدم: عشر دقائق وبعده إن شاء الله الاتصالات

سماحة السيد: جيّد . (فقيل ليحيى شيعيٌ فقال وشيعيٌ ثقة (التفتوا للعبارة) وقدريٌ ثقة، (القدري يعني من المعتزلة)). إذن لا يميّز أننا نتفق معهم في العقيدة أو نختلف معهم في العقيدة، مو مع الأسف الشديد الآن الضيق الموجود عندنا في أفكار بعضنا بمجرّد قيل له للشيعي هذا سنّي! يقول: لا لا لا. لا عزيزي لا أبداً. هذا ليس منهج العلمي، بمجرّد قيل للسنّي هذا شيعيٌ! يقول لا لا لا! لا عزيزي، ينبغي أن ننظر إلى وثاقة الإنسان، إلى ضبط الإنسان، إلى عدل الإنسان، إلى كونه عادلاً، ولذا سواءٌ كان أشعرياً، أو كان معتزليّاً، أو كان صوفياً، قائلاً بوحدة الوجود، بعد ماذا تريدون، أو كان سنيّاً، الآن هذا السني أنتم تعلمون، هذا لفظ السنّي تحته اتجاهات متعدّدة

المقدم: معتزلي واشعري وصوفي

سماحة السيد: معتزلي وأشعري وسلفي وحنبلي و وهّابي و…

المقدم: تقسيمات فقهيّة وتقسيمات

سماحة السيد: فقهيّة وعقائديّة، يا أخي تعالوا هذا الذي أنا أتصور بأنّه العلّامة الألباني بشكلٍ واضح وصريح أشار إليه، لابد أن نرسو على قواعد لا تحابي هذا الاتجاه أو ذاك الاتّجاه. إذن تقول سيدنا هل يوجد بعد؟ الجواب: نعم، كثير يوجد ولكنّه لا أعلم أن الوقت كم يسعني. أعزّائي هذا تقريب تحرير تقريب التذهيب أيضاً للعلمين المتقدمين الدكتور بشّار عوّاد معروف والشيخ شعيب الأرنئوط، انظروا ماذا يقولان في المقدمّة. في المقدّمة أعزّائي في ص 35 و36 أعزّائي يقول: (الجرح المردود ( ما هي تلك الأمور التي يجرح بها الراوي لكنها مردودة لا يقبل ذلك الجرح ماذا يقول: ) الجرح بسبب المخالفة في العقائد)، إذا اختلفنا في العقائد هذا الجرح لا يؤدّي إلى إسقاط ماذا؟

المقدم: الرّاوي

سماحة السيد: عجيب، يعني إذا أنا وأنت اختلفنا في العقيدة، أنت كنت سنّي أنا شيعي، أنا سنّي، أنت شيعي، لابد تسقط روايتي وأسقط روايتك؟ يقول لا، أبداً، (وهو ما يعرف عند أهل السنّة بالبدعة)، حتى لو كنت صاحب بدعة ولكن كنت ثقةً، يقبل منك، (بشرطٍ واحد وهو أن لا تكون البدعة تؤدي إلى كفر الإنسان)، لأنه عند ذلك بعد تسقط. هذا ليس فقط عند السنّة عند الشيعة أيضاً كذلك، إذا صار كافراً لا يُقبل.

المقدّم: أنا أتصوّر أن الناس تطبّق هذا الشيء سيدنا

سماحة السيد: واقعاً، يضرب أمثلة، (يقول كالخوارجي والشيعة والقدرية والمرجئة والجهليّة والمعتزلة والواقفيّة ونحوهم. قال الحافظ بن حجر في نزهة والتحقيق: أنه لا يردٌ كلُّ مكفّرٍ ببدعته)، بمجرد أنه قام ببدعةٍ، وإن كانت، أنت تعتبرها بدعة هو يعتقدها شرع، دين، سنّة يعتبرها، أنا أعتبر صلاة التراويح أعتبرها بدعة، وأنت تعتبرها سنّة، هذا يُسقط الرواية؟ أبداً أعزّائي (التفتوا جيداً إلى الاستدلال وهذا استدلالٌ منطقي متين جداً) قال: (لأن كل طائفة تدّعي أن مخالفيها مبتدعة).

المقدّم: هذا أول استدلال منطقي.

سماحة السيد: منطقي جداً. وكلٌّ يدّعي وصلاً بليلا. وليلا لا تقرّ لهم بذاكا. إذن بجست عيونٌ من دموعٍ، أو دموعٌ من عيونٍ، تبيّن من بكى ممن تباكا. جيّد، هذا في محلّه، في الآخرة سيتّضح من هو على الصراط ومن هو ضالٌ عن الصراط

المقدّم: ذاك الأمر إلى رب العالمين

سماحة السيد: إلى رب العالمين مو أنت. قال: (لأن كلّ طائفةٍ تدّعي أن مخالفيها مبتدعة وقد تبالغ فتكفّر مخالفيها) وهذا هو الذي جا نجده الآن في بعض الفضائيّات، سنّةً أو شيعة، تجدون الآن في كلا الطرفين

المقدّم: يقول تبالغ يعني التكفير مبالغة

سماحة السيد: أحسنتم، واقعا بلا موجب، بلا أسسٍ علمية، (وقد تبالغ فتكفّر مخالفيها (التفت، يقول لو أخذنا بهذا) فلو أخذ ذلك على الإطلاق لاستلزم تكفير جميع الطوائف) بعد لا يبقى عندنا مسلم، نحن نكفّر جميع المسلمين والمسلمون يكفّرون جميع الشيعة، أهل السنّة لا عفواً أهل الشيعة يكفّرون أهل السنّة وأهل السنّة يكفرّون أهل الشيعة فالمحصّلة كل الأمة الإسلاميّة ماذا؟

المقدّم: كافرة

سماحة السيد: كافرة، عزيزي هذا أيّ منطقٍ، أي منطقٍ، أي منطقٍ، أيّ منطقٍ. تعالوا أعزّائي واقعاً نخرج أنفسنا من هذه الدائرة، دائرة التكفير، دائرة الإقصاء، دائرة عدم قبول الآخر، لا في النتيجة نحن بشر قد نتفق وقد نختلف، على أي الأحوال يقول: (التفت) يقول: (فالمعتمد أن الذي تردّ روايته من أنكر أمراً متواتراً من الشرع (أمراً ثبت) معلوماً من الدين بالضرورة)، ومن هنا يأتي هذان العلمان يعني الدكتور بشّار والعلّامة شعيب الأرنئوط، أنظر ماذا يقولان. يقولان: (أمّا المتقدّمون فوجدنا أكثرهم لا يعتدّ ببدعة الراوي، (حتى لو كان الراوي أهل بدعة ولكنّه لا يتعدّ بها) إن كان صادقاً أميناً). إن كان صادقاً أميناً، إن كان صادقاً أمينا، هذا هو المدار

المقدّم: يعني الذي تصفه بالبدعة قد يكون صادق قد يكون أمين.

سماحة السيد: نعم نعم نعم. فقد أخرج الشيخان في صحيحيهما عن كثيرٍ ممن رُمي بالبدعة كالخوارج، والشيعة، والقدريّة، ونحوهم ومنهم من كان داعيةً لمذهبه، يعني من الدعاة من علماء ذلك المذهب. جيّد جدّاً، وهنا واقعاً أختم حديثي بعد وأستمع إلى المداخلات. أختم حديثي بهذه الرواية، وهذه الرواية واقعاً من الروايات التي أعتقد بأنّها لابدّ أن نقف عندها كثيراً، وأقف عندها إن شاء الله تعالى في الأسبوع القادم عند هذه الرواية، عفواً، وهو في الجامع الصحيح للبخاري، الجامع الصحيح للبخاري، تحقيق شعيب الأرنئوط، المجلّد الخامس، الرسالة العالميّة أعزّائي، طبعة الرسالة العالميّة، طبعة الرسالة العالمية، رقم الحديث 7280، كتاب الاعتصام، باب الإقتداء بسنن رسول الله، أنظروا إلى الحديث، (عن أبي هريرة أن رسول الله قال: (أنظروا هذه هي الرحمة المحمديّة هذه هي الرحمة المحمديّة أنظروا ماذا يقول:) كلُّ أمتي يدخلون الجنّة إلّا من أبى). هو إذا أبى لا يدخل وإلّا. وما أرسلناك إلّا رحمةً للعالمين.

المقدم: هو خل يكف عن الآخرين

سماحة السيد: أحسنتم هو. (قالوا يا رسول الله ومن يأبى؟ (ومن يأبي؟ وهل يوجد من يأبى؟) قال من أطاعني دخل الجنّة ومن عصاني فقد أبى).الآن تقول سيدنا هذا الإنسان يعتقد أنه يطيع الله ورسوله، إذن فهو من أهل الجنّة، نعم إذا اعتقد أن هذه طاعة رسول الله وأبى فهو من أهل النار، أمّا إذا اعتقد أن الطاعة في هذه المخالفة فهو من أهل الجنّة .

المقدّم: هو يرى هكذا يدخله الجنّة

سماحة السيد: هو إذا رأى هكذا يدخله الجنّة خلاص، وهذا أصلٌ بديعٌ رصينٌ أن الأصل في أمّة محمد أن يكون ماذا؟ من أهل الجنّة. من قال لي ولك أنا قسيم الجنّة والنار؟ حتى هذه الفرقة إلى الجنّة والباقي إلى النار. من أين هذا؟ تقول سيدنا ليس قال 72 فرقة، فرقة ناجية، هذا بحثه إذا صار أبحث هذه الروايات أعزّائي وأبيّن المراد منها ولهذا ليس من حقّ هذه الفرقة، أقولها صريحةً وبيانها سيأتي، وبيانها سيأتي، تفصيلاً، سيأتي تفصيلاً، ومن أدّلة ومن القرآن ومن روايات أهل البيت سأقولها صريحةً، أنا لا أستطيع كشيعي أن أقول إذن كل من لم يكن شيعياً فهو أكبّه الله على منخريه في نار جهنّم. لا أبداً، ليس من حقّي هذا. هناك ضوابط لابد أن تتوفر حتى أن نقول ذلك وهكذا نطلب من الآخر أن يقول كذلك. يعني بمجرد أنه صار من أهل السنّة أو صار من السلفيّة أو صار من الوهابيّة أو من أتباع كذا فإن كل مخالفيه إلى النار! أي منطق هذا أعزّائي؟! أيّ منطق هذا؟! أنا أتصوّر في بحثي هذا اليوم ذكرنا مجموعة من القواعد بشكل الفتاوى العقائديّة إن صح التعبير، وكم كبير من المباني المنهجيّة من المباني العقائديّة الذي إن شاء الله تعالى أدعوا الله سبحانه وتعالى أن أوفّق في ليلة الجمعة إن شاء الله في هذا البرنامج أن نقف عند كل مفردةٍ مفردة من هذا المفردات.

المقدّم: إن شاء الله، أعزّائي المشاهدين نتوقف مع فاصل قصير، نستمع بعده إلى مداخلاتكم. فاصل ونعود

(بعد الفاصل)

المقدّم: أعزّائي المشاهدين في هذا القسم من البرنامج نستمع إلى مداخلاتكم واتصالاتكم أرجوا من الإخوة أن يكون السؤال في موضوع الحلقة لذلك أعتذر مقدماً عن أي اتصال، أكرر عن أيّ اتصال لا يكون مداره موضوع الحلقة، هذا أولاً، والأمر الآخر دقيقة أو دقيقة ونصف لكلّ اتصال لكي نفسح المجال إلى اتصالات أكثر إلّا طبعا في استثناء إلّا أن يكون الموضوع يستحق أن نعطيه أكثر من دقيقة ونصف. لا أدري الاتّصال الأول. معي اتصال أو لا

بندر: سلامٌ عليكم

المقدّم: وعليكم السلام ورحمة الله. أهلاً وسهلاً بندر

بندر: تحيّة لسماحة السيد، سلامٌ عليكم فضيلة السيد كمال الحيدري

سماحة السيد: عليكم السلام ورحمة الله

بندر: جزاك الله خير، أحسنت في تبيين ما يحصل من تفارق بين السنّة وشيعة واحنه كلنّا أصلاً مسلمين ولكن يا فضيلة الشيخ كيف يعني أقول مثلاً سواءً شيوخ أو الدعوة

المقدّم: لا لا عفواً عفواً بندر. عندك موضوع في قضيّة المنهج، أمّا يعني الكنترل للآخرين. يعني السيد كيف يعطيك ضمانة للآخرين

سماحة السيد: أحسنتم

بندر: لا لا ليس الضمانة عفواً أنا أقصد توصيل باب النصح لإبراء الذمّة، لأنه نجد يا فضيلة الشيخ الآن يعني الناس بيستغلوا أي خلاف بين أخواننا السنّة وإخواننا الشيعة ليكون هناك فتنة، نحن يعني جميع الإخوان الشيوخ سواءً في الشيعة أو السنة يجب أن يكن لهم سقف ويتكلموا فيه عشان العامّة يا شيخ، العامّة لا يستقبل المعلومة كطالب العلم، هذا هو الذي أنا اقتراحي يعني لفضيلتكم بحيث فضيلتكم داعي مشهور وإلى آخره فنتمنّى يعني توصيل المعلومة ذي بحيث أنه يكون في حق للدعوة دون تجريح إخواننا السنّة وإخواننا الشيعة هذه نقطة، كما أن أود فضيلة السيد أنه يكون هناك من فضيلتكم حلقة خاصّة عن آداب زيارة مدينة رسول الله وأهل البيت احترامه في المدينة والهدوء والسكينة. هذه مداخلتي وجزاكم الله خير لمصلحة الإسلام إن شاء الله جميعا.

المقدّم: شكراً للأخ بندر من السعوديّة الحقيقة مداخلة رصينة وأفكار حلوة، أحمد من مصر تفصل أحمد

أحمد: سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدّم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سماحة السيد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أحمد من مصر: حيّاكم الله ويعني تمنّينا أن نرى البرنامج مرّة أخرى بعد الانقطاع الطويلة، طبعاً نعزّيكم ونعزّي الأمّة الإسلاميّة بوفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وابنه إمام الحسن عليه السلام. أنا فقط كان لي ملاحظة في مثال وضعه سماحة السيّد، كان عندما وصف سماحة السيّد الطبيب أنه طبيب نحن نذهب ليه من دون أننا نسأل عن عقيدته أو شيء من هذا القبيل ولكن الطبيب أنا أذهب ليه بغض النظر عن عقيدته لأنه متمكن في طبّه أمّا بالنسبة للراوي، الراوي هو ممكن يتأثّر بمذهبه في روايته حتى وإن كان صادق وإن كان ظهر الصدق عليه ولكن أنا ممكن يدخل لي شك عندما أقرء روايات هذا الرجل بسبب تأثره بسبب مذهبه مثلاً.

المقدّم: طيب جيّد مداخلة جيّدة في صلب الموضوع

سماحة السيد: جداً سؤال جدّاً مهم

المقدّم: شكراً الأخ أحمد من مصر، اتصال آخر. اتصال آخر. نعم لم أسمع أعطني الاسم. طيّب سماحة السيّد يعني هناك مشكلة لربّما في غرفة السيطرة أنا أتصوّر أن المداخلة أو سؤال أحمد

سماحة السيد: بيني وبين الله لم يكن سؤالاً و كان مداخلة وهذا واقعاً هو هدف البرنامج يعني هذا الذي يقول كيف نقول بأنّه ما يرتبط بنا من خلال هذه القناة المباركة نحاول أن نوجد هذه الثقافة العامّة بين المسلمين وبودّي واقعاً أنه هذه الثقافة واقعاً تكون هي السارية في المجتمع الإسلامي وفي الأمة الإسلاميّة حتى نحاصر تلك الأصوات النشاز التي تريد أن تكفرّ هذا يكفّر هذا، وذاك يكفّر هذا. أنا أتصوّر نحن نستطيع من خلال القنوات، من خلال الفضائيّات، من خلال المواقع، من خلال الكتابات أن نحاصر تلك الأصوات التي تحاول أن توجد الاصطفاف الطائفي أو العقدي و نحو ذلك. أمّا سؤال الأخ أحمد من مصر. أعزّائي أنا أتصور بأنّه هذا الإشكال الذي ذكره وهو أنه إذا كان الشخص غير مسلمٍ فلعلّه وإن كان ثقة، وإن كان صادقاً، وإن كان مأموناً، وإن كان أميناً، إلّا أنه عندما ينقل إلينا قد يتأثر بمتبنياته العقدية فينقل لنا الرواية تحت ذلك التأثير وتحت تلك الخلفية العقدية التي يملكها، عزيزي الكريم هذا نفس هذا الكلام يأتي فيمن؟ فيمن هو في العقيدة خطأ، باطل العقيدة أو صاحب بدعة في العقيدة، عندما ينقل لي رواية أيضاً قد يتأثر بمتبنّياته العقدية فإذا كان يتأثر بمتبنّياته العقدية لعله الرواية لم تكن بهذا الشكل هو تحت تأثير ثقافته العقدية نقل لنا هذه الرواية إذن أعزّائي إذا نريد أن نشير إلى هذا الإشكال هذا أيضاً الإشكال وارد في محلٍ آخر أيضاً. إذن ما هو الطريق ما هو الطريق أن نتعرف وهو أن لا نكتفي بالسند وإنما ننظر إلى متن الرواية، مضمون الرواية ونعرضها على القرآن الكريم ونعرضها على السنّة المقطوع بها ونحو ذلك بعبارةٍ أخرى هذا الإشكال كما يقال مشترك الورود

المقدّم: هناك لربّما أنا أضيف سماحة السيد يعني هو قال ضابط الدكتور أنه متمكّن وضابط الراوي موجود أيضاً في نقل الرواية

سماحة السيد: أحسنتم، التمكن في نقل الرواية، أحسنتم، صحيح، بس هو إشكاله يقول قد يتأثّر بمتبنّياته، ألمعتزلي أيضاً عندما ينقل الرواية يتأثّر بمتبنّياته القدري أيضاً يتأثّر بمتبنّياته

المقدّم: إذن هي عامّة

سماحة السيد: إذن عامّة هذا إشكال عام وليس مختصاً

المقدّم: جنان من العراق تفضلّي ، جنان، جنان أو حنان من العراق تفضلي

جنان: السلام عليكم

المقدّم: وعليكم السلام ورحمة الله

سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله

جنان: بارك بكم على جهودكم في عدة البرنامج طبعاً

المقدّم: شكراً لكي. تفضلي

جنان: نعم سماحة السيد أنت ذكرت يعني في ملاحظات سابقة بأن أنت تعتمد على بأن الظنون بما ألزموا به أنفسهم صحيح؟ نعم الظنون بما ألزموا به أنفسهم نلاحظ بأن يعني أنت تتعدى المنهج تتعدى في سياق طريق أو طرق تؤدي وكأنك أنت تدخل يعني تؤدي إلى طريق واحد يعني وكأنه أنت تحاول أن توصل الفكرة إلى الجميع يعني كأن المنهج وصل المنهج السابق ولكن يعني ما أعرف

سماحة السيد: ما أعرف انتو فهمتم شيء

المقدّم: شكراً جنان يعني أنا لم أفهم شيئاً صراحةً

سماحة السيد: يعني الأخت المتّصلة تتصور بأن هذا إبطال لذلك المنهج لا لا أبداً، ليس إبطال لذلك المنهج، ذاك منهجٌ كان يقتضيه طبيعة البحث السابق لأننا كنّا نريد أن نحتج على الآخر، فنحتجّ عليهم بماذا؟ بما ألزموا به أنفسهم، فإذا هو يعتبر الحديث، وإن كان الحديث باطل عندنا ولكنه هو يعتبره حديث صحيح، إذن استطيع أن أحتج به، هنا الموضوعة البحث ما هي؟ هو أننا نؤسس للمباني العقدية إذا نريد أن نؤسس للمباني العقدية بعد لا معنى لأن نلزمهم لأنه نحن نريد أن نؤسس يعني العقيدة المشتركة

المقدّم: نبحث عن المشترك

سماحة السيد: المشترك العقدي بيننا وبينهم

المقدّم: أشكر سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم أنتم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة موعدنا معكم إن شاء الله الخميس القادم، مطارحات في العقيدة حتى ذلك الحين أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  • جديد المرئيات