نصوص ومقالات مختارة

  • مختارات من مقامات المصطفى(ص) الحلقة الثالثة

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    المقدم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته.

    أحييكم في هذه الحلقة من مطارحات في العقيدة، تأتيكم مباشرةً من استوديوهات قناة الكوثر الفضائيّة، ومركز الإسلام الأصيل في قم المقدّسة.

    مقامات المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلّم) في قسمه الثالث هو موضوع هذه الحلقة من مطارحات. أحيي أيضاً مستمعينا في إذاعة طهران العربيّة الذين يستمعون إلينا مباشرةً وأحيّي ضيفنا سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بكم سيدنا في هذه الحلقة وفي هذه الليلة.

    قبل أن ندخل في موضوعات هذه الليلة إذا كان هناك بحث أو مقدّمة تودّون الإشارة إليها تفضلوا.

    سماحة السيّد:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد وعجّل وفرجهم

    في الواقع بودّي الإشارة إلى مقدّمة، من خلال هذه المقدّمة أريد الوقوف على مسألةٍ في غاية الأهميّة، وذلك باعتبار أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وضع إصبعه عليها وعلى هذه الحقيقة، وهي واقعاً بشارةٌ لنا جميعاً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. واقعاً بشارة ما بعدها بشارة، وستتّضح لماذا أنها بشارة، ولكن أرجوا أنّ الوقت يسعني حتى أدخل في هذا البحث جيّدا.

    هذه المقدّمة هي أنّه النبي (صلى الله عليه وآله) طُرح عنده هذا السؤال أو هو طَرح هذا التساؤل، وهو هل أنّ إيمان من لم يره أعظم وأشرف عند الله، أو إيمان من رآه وصحبه؟ يعني بعبارة أخرى، لو أنّ هناك شخصان من حيث العمل والإيمان بدرجةٍ واحدة، أيّهما أشرف في الحساب الإلهي وفي الموازين الإلهيّة؟ في الثواب، والجزاء، والعظمة، والقيمة عند الله سبحانه وتعالى.

    المقدّم: من رآه وصحبه، أم من لم يره؟

    سماحة السيّد: يعني لو فرضنا أنهما من حيث الإيمان متساويان، من حيث العمل الصالح متساويان، ولكن أحدهما رآه وصحبه والآخر لم يره ولم يصحبه، فهل من صحبه هو الأعظم والأشرف والأكثر قيمةً في حساب الموازين الإلهيّة، أو من لم يره هو الأعظم والأشرف؟ طبعاً أؤكّد أنّي لا أريد أن أتكلّم من عند نفسي بأيّ شيءٍ، وإنّما أريد أن أبيّن هذه الحقيقة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) مباشرةً. ولذا لا نطيل على الأعزّة حتى يتّضح بأن الإيمان والإتّباع لمن لم يره، أيُّ قيمةٍ له في حساب الموازين الإلهيّة؟. تعالوا معنا إلى المسند للإمام أحمد بن حنبل بتحقيق وشرح حمزة أحمد الزين، الجزء العاشر، دار الحديث ـ القاهرة، صفحة 223، (التفتوا إلى الرواية جيّداً أعزّائي) رقم الرواية 11613، الرواية عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنّ (رجلاً قال له: يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن بك.) وأنتم تعلمون أنّ طوبى تعدّ من الأشجار في الجنّة العالية ولها قيمة ولعلّنا نوفّق إن شاء الله في المقطع الخامس لنبيّن أنّها ما هي شجرة طوبي؟.إذن قال: (طوبي لمن رآك وآمن بك، قال رسول الله: طوبي لمن رآني وآمن بي (التفتوا) ثم طوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني)

    المقدّم: اللهم صلّ على محمد وآل محمد، اللهم اجعلنا من المؤمنين.

    سماحة السيّد: إذن التفتوا جيّدا، رسول الله (صلى الله عليه وآله) كرّر طوبى ثلاث مرّات يعني ثلاث أضعاف، الآن أنا لو أردت أن أتكلّم بلغة الأرقام، يعني أنّ هذا يعادل عمله أشرف وأفضل وأعظم عند الله ثلاثة أضعاف ممن رآه. يعني ذلك الذي صحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) لابدّ أن يقوم بثلاثة أعمال، إذا قام من لم يره بعملٍ واحد يساويه. المعادلة واضحة، يعني إذا صلّى ذاك ثلاث ركعات، هذا إذا صلّى ركعة واحدة يساويه، إذا صلى ثلاثة ركعات يساوي تسعة، أنا أتكلّم بلغة الأرقام حتى أقرّب المعنى إلى ذهن المشاهد. التفت عزيزي ماذا يقول المحقّق في ذيل الرواية، يقول: (إسناده حسنٌ، أخرجه ابن حبّان وأخرجه فلان و…) . هذه الرواية الأولى أعزّائي الذي لا أطيل الكلام حوله. طبعاً هذه الرواية أيضاً وردت في مسند أبي أعلى الموصلي، الجزء الثاني، حسين سليم أسد، صفحة 520، الرواية أيضاً عن أبي سعيد الخدري قال: (ثم طوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولمن يرني. فقال له رجلٌ: وما طوبى؟ قال: شجرةٌ في الجنّة مسيرة مائة سنة…). إن شاء الله طوبى سيأتي بحثها. هنا المحقّق يقول: إسناده ضعيف ولكن يشهد له روايات كثيرة ولكنّه تبيّن أنّ المحقق حمزة قال: (… وذكره الهيثمي وصحّحه ابن حبّان وله شواهد أخرى …) إذن لا توجد عندنا مشكلة من حيث السند. (التفتوا لي جيّداً) الآن إلى هنا الرواية ذكرت طوبى ثم طوبى ثم طوبى، النبّي (صلى الله عليه وآله وسلّم) كرّر الطوبى ثلاث مرّات يعني بحساب الرياضياًت 3=1.

    تعالوا معنا إلى روايةٍ أخرى في المسند للإمام أحمد بن حنبل تحقيق أحمد الزين، أعزّائي المجلّد16، صفحة 213، رقم الحديث 22038، المحقّق يقول: (إسناده صحيحٌ، وأيمن هو ابن مالك الأشعري، وثّقه ابن حبّان، وسكت عنه أبو حاتم) إذن الرواية صحيحة السند، إذا كانت تلك حسنة فهذه صحيحة. جيّد ما هي الرواية؟ (الرواية عن أبي أمامة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن آمن بي ولم يرني سبعة مراراً)

    المقدّم: إذا كانت تلك ثلاثة هذه السبعة.

    سماحة السيّد: هذه معادلة لسبعة. إذن أعزّائي الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) يضع يده على حقيقة في غاية الأهميّة والخطورة، أنّ الإيمان به في الغيب، أعظم بدرجات من الإيمان به وهو حاضر. الآن قد يقول لي قائل سيدنا هل توجد هناك جهة على أساسها يتبيّن ذلك؟ الجواب: نعم، الروايات بيّنت وينقل هذا المعنى العلّامة شعيب الأرنئوط، في مسند الإمام احمد بن حنبل، تحقيق شعيب الأرنئوط، مؤسسة الرسالة، المجلّد 18، صفحة 212، في ذيل رواية 11673، يقول: ( قال السندي: قوله طوبى ثم طوبى ثم طوبى إلى آخره (يعني بعضها ثلاثاً، بعضها سبعاً) كأنّه قصد به تعظيم إيمان من لم يره)، وهو كذلك، وهو أنّ هؤلاء أعظم إيماناّ ممن رأوه. لماذا؟ ما هو الملاك؟ قال: (لأنّه آمن به بغير صرفٍ بخلاف من رآه فإنّه قد شاهد من المعجزات والآيات ما جعل الأمر عنده كالعيان). رأى رسول الله، رأى الآيات، رأى المعجزات، رأى شخص رسول الله (صلى الله عليه وآله) فآمن، ولكن نحن لم نرى ذلك وإن كان القرآن بأيدينا ولكنّه الفارق كبير، ومع ذلك آمنّا. إذن أعزّائي على هذا الأساس يتّضح لنا أصلٌ بودّي أن المشاهد الكريم يلتفت إليها

    المقدّم: هذه النتيجة مهمّة

    سماحة السيّد: النتيجة مهمّة، وهي أنّه من قال أنّ الصحبة بما هي صحبة تعطي قيمةً وتجعله أشرف من الآخرين؟، من أين هذه؟ هذه أحاديث رسول الله تقول الصحبة بما هي صحبة لا تشكّل أصلاً أساسياً. نعم، الصحبة مع شروطها تشكّل. إذن أعزّائي الملاك هو الشروط، الملاك هو الإيمان، الملاك هو الإتّباع، هذه هي الملاكات. إذن قد يكون متأخّر آمن به (صلى الله عليه وآله) واتّبعه، أشرف وأعظم وأكثر قيمةً من صحابيّ عاصر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعاش معه. ثم انظروا، من هنا تجدون هذا التوجيه المنطقي (التفتوا لي جيداً) واقعاً قلت لكم بشارة. هذه البشارة الأولى.

    أنظروا إلى البشارة الثانية التي رسول (صلى الله عليه وآله) وضع يده عليها. وعلى هذا الأساس قال (صلى الله عليه وآله) : ( فأنتم أصحابي وأولئك إخواني). طبعاً الصحابة طلبوا هذا المقام لأنفسهم لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) طلب من الله أن يريه إخوانه، قالوا له: (ألسنا إخوانك؟ قال: لا أنتم أصحابي)، وهذا دليل على أنّه مقام الإخوان أعلى من مقام الأصحاب، وإلّا لو كان دونه لما طلب الأصحاب هذا المقام لأنفسهم. طلب الأصحاب لأنفسهم مقام أن يكونوا إخواناً لرسول الله. الآن ما معنى الإخوّة هنا؟ هذا له بحثٌ آخر، لأن الصحبة أعزّائي تنسجم مع الإيمان ومع النفاق. بالنسبة إلى المنافقين، رسول الله عبّر عن بعضهم بأنّهم من الأصحاب ولكنّه الإخونه والإخوان بالمعنى القرآني(ليس الإخوان بالمعنى السياسي) شيء آخر. ولذا تجد القرآن الكريم قال: ﴿إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ (سورة الحِجْر: 47). جعلهم إخوان ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾. تقول سيدنا أين قال رسول الله ذلك؟ تعالوا معنا أعزّائي. أولاً في المسند، الجزء العاشر أعزّائي، تحقيق حمزة أحمد الزين، صفحة 502، رقم الرواية 12517، الرواية عن أنس بن مالك، قال: (قال رسول الله: وددت أنّي لقيت إخواني (يتمنّى رسول الله أن يلاقي إخوانه) فقال أصحاب النبي: أو ليس نحن إخوانك؟ (لو كان مقام الصحبة أعلى من مقام الأخوة لا يتمنونها) قال: أنتم أصحابي ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني)

    المقدّم: أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله.

    سماحة السيّد: التفت جيداً، نفس تلك الأحاديث التي قال: (طوبى ثم طوبى ثم طوبى) ثلاثاً ثم قالها سبعاً في بعض الروايات، (أولئك هم إخواني). بعد الرواية أين وردت أعزّائي؟ كذلك وردت في صحيح مسلم، أنا لا أتصور بأنّه المشاهد الكريم يستطيع أن يقف عند هذه متأمّلا في السند. أنظروا إلى صحيح مسلم، بتحقيق الشيخ مسلم بن محمود عثمان، المجلد الأول، در الخير، صحفة 259، الرواية قليلاً فيها طول ولكنّها تستحق أن نقف عندها، ( التفتوا جيّداً) الرواية عن أبي هريرة، رقم الرواية 19، كتاب الطهارة، باب استحباب إطالة الغرّة والتحجيل في الوضوء: ( أن رسول الله أتى المقبرة (يعني أتى المقبرة في زمانه) فقال: السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أنّا قد رأينا إخواننا، قالوا: أو لسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد) (أولئك الذين لم يروني، كما ورد في الرواية التي قرأناها) فقالوا: كيف تعرف من لم يأتي بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال: أرأيت لو أنّ رجلاً له خيلٌ غرٌ محجّلةٌ (فيها علائم) بين ظهري خيلٍ دهمٍ بهمٍ، ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: فإنهم يأتون (إخواني يوم القيامة) غراً محجّلين من الوضوء و أنا فرطهم على الحوض، ( أنا متقدمٌ عليهم) ألا (التفتوا جيداً بدأ رسول الله يميّز بين الإخوان وبين الأصحاب) ليذادنّ رجالٌ عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلمّ أين تذهبون، ثم يقال: إنهم قد بدّلوا بعدك، فأقول سحقاً سحقا). لمن؟ لمن هم من أصحابه ولكنه لم يرد مثل هذا بالنسبة إلى الإخوان.

    إذن أعزّائي بهذا نصل إلى هذه الحقيقة. طبعاً هذه الرواية أيضاً الإخوة الذين يريدون أن يراجعوها موجودة في مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق شعيب الأرنئوط ، المجلد 13، رقم الرواية 7993، بعد أن ينقل الرواية يقول: ( إسناده صحيحٌ على شرط مسلم أخرجه وأخرجه وأخرجه…)، الرواية من المشهورات والمتّفق عليها. إذن ما هي الحقيقة التي أريد أن أصل إليها؟ أعزّائي الإيمان برسول الله وإتّباعه بعد الإيمان، له درجة واحدة أو له درجات متعدّدة؟ اتّضح أنّه ليس له درجة واحدة، من تلك الدرجات، أنّه من رآه له درجة ومن لم يره له درجات (وليس له درجة) لأنّه قال: طوبي طوبي طوبي، وبعضها سبعة. هذه قضية.

    القضية الثانية وهو أنّه الإيمان تابعٌ للمعرفة وهذا الذي يرتبط ببحثنا، تابعٌ للمعرفة لأنّه كلّما ازدادت المعرفة والعلم بشيءٍ، ازداد الإنسان لذلك الشيء حبّا، وإذا أحبّه ازداد له إتباعاً، وإذا ازداد له إتّباعا يصل إلى مقامٍ يكون محبوباً لله سبحانه وتعالى. ولذا تجدون الآية من سورة آل عمران، قال:﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله﴾ (سورة آل عمران: 31). إذن ما هو الطريق للوصول إلى أن يكون العبد محبوباً عند الله؟ ليس العبد يكون محبّاً لله، لأنّك قد تحِبُّ ولا تُحَب، بل قد تكون مبغوضاً من قبل الله. قد المنافق، أو المرابي، أو العاصي يحب الله، ولكن يحبّه الله أو يبغضه؟ لا إن الله يبغضه. إذن أعزّائي متى يكون العبد المحب، محبوباً؟ إذا كان متبّعاً. ومتى يكون متّبعاً؟ إذا كان مؤمناً. ومتى يكون مؤمناً؟ إذا كان عارفاً عالما. إذن أعزّائي والمشاهد الكريم، على درجات المعرفة تتولد درجات الإيمان، وعلى درجات الإيمان، تتولد درجات الإتباع، وعلى درجات الإتباع تتولّد درجات المحبوبية من قبل الله سبحانه وتعالى. انظروا الآن إلى ما يقوله الإمام النووي، أعزّائي في كتاب شرح الأربعين النوويّة للإمام النووي، الشرح: لمعالي شيخ صالح آل الشيخ، تحقيق وعناية عادل بن محمد مرسي رفاعي، دار العاصمة للنشر والتوزيع أعزّائي، الطبعة الأولى 1431، المملكة العربيّة السعوديّة، انظروا ماذا يقول الإمام النووي. التفتوا جيّداً. يقول: (وإن همّ فمن همّ بحسنةٍ فلم يعملها كتبها الله عنده حسنةٍ كاملة، و إن همّ بها (بالحسنة) فعملها كتبها الله عزّوجل عنده عشر حسناتٍ إلى سبعمائة ضعفٍ)، سؤال: لماذا البعض عشر؟ ولماذا البعض ثلاثين؟ ولماذا البعض مائة؟ ولماذا البعض مائتين؟ ولماذا البعض سبعمائة؟ ولماذا البعض أكثر من ذلك؟ التفتوا جيّدا، هذه إشارة إلى الآية المباركة الواردة في سورة البقرة، انظروا إلى هذه الآية المباركة، طبعاً أنا لا أعلم النووي لماذا حصرها إلى سبعمائة مع أنّ الآية المباركة في سورة البقرة تقول: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ)(سورة البقرة: 261). هذه الدرجة الأولى. ولكن بعد هذا قال: ﴿وَالله يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَالله﴾، يضاعف السبعمائة.

    المقدّم: قد تكون ملايين

    سماحة السيّد: بل وفوقها، ﴿والله وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾. إذن بعضٌ ﴿ (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا﴾(سورة النمل: 89) هذه درجة. الخير كم درجة؟ يقول: يختلفون؟ بعضٌ يقول عشر أمثالها، بعض سبعمائة، بعضٌ مضاعفة السبعمائة، بعضٌ ﴿وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾، بقدر الرحمة الإلهيّة، ﴿يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (سورة النور: 38). لماذا بغير حساب؟ ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾، إذن التفتوا جيّداً، سؤال: لماذا يختلف الناس بحسب الدرجات؟ لماذا البعض بعشرٍ، والبعض بسبعمائة، والبعض بالمضاعف؟ التفتوا جيّداً أنّ الشارح ماذا يقول؟ يقول في 503: ( يعني أن المسلمين يتفاوتون في ثواب الحسنة، منهم من إذا عملها كتبت له عشرُ أضعافٍ، ومنهم من إذا عملها كتبت له مائتي ضعف، ومنهم من تكتب له أكثر من ذلك إلى سبعمائة ضعف بل إلى أضعافٍ كثيرة)، كما أشارة الآية من سورة البقرة. وهذا يختلف باختلاف العلم والمعرفة. من هنا أعزّائي تترابط الأبحاث، لماذا نحن دخلنا إلى بحث مقامات المصطفى (صلى الله عليه وآله)؟ لأنّنا نريد أن نتعرّف على المصطفى، فبقدر المعرفة يتضاعف أجرُ وثوابُ وجزاءُ الإتّباع والإيمان، لأنّ الإيمان أيضاً نوعٌ من العمل ولكن نوعٌ من العمل القلبي والجوانحي، لأنّ الأعمال على قسمين: جوانحيّة وجوارحيّة. المؤمن يوجد عنده عملٌ جوانحي وهو الإيمان، وعملٌ جوارحي وهو الصلاة والصوم. أمّا المنافق يوجد عنده عملٌ جوارحي ولكن لا يوجد عنده عملٌ جوانحي، لا يوجد عنده إيمان.

    إذن أعزائي هذا البحث في غاية الخطورة، هذه المقامات في غاية الخطورة جداً، لأنّه على أساسها الله قال سبحانه وتعالى: ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ﴾ (سورة الأعراف: 8)، عندما تنصب الموازين، موازين القسط يوم القيامة كلٌّ يوزن، هذا يوزن بدرجة، وهذا بدرجة، وهذا بدرجة. على أيّ أساسٍ يوزن؟ على أيّ أساسٍ يعطى؟ الجواب: يعطى على أساس المعرفة والإيمان. إذن أعزّائي لا يتبادر إلى ذهن أحدٍ أنّ هذا البحث، بحث ٌ نظري، بحث جانبي، بحثٌ هامشي، بحثٌ لا حاجة لنا إليه، أبداً ليس هكذا بل لنا أمّ الحاجة إليه، لأنّه مرتبط بالإيمان يعني الركن الثاني من أركان الإيمان، وهو الإيمان بخاتم الأنبياء والمرسلين.

    المقدّم: أنا سماحة السيّد هناك دقيقة أو ثلاث لا زالت موجودة. أشرتم إلى نقطة مهمّة لو تفصلّونها بعضي الشيء بحدود هذا الوقت الذي أشرت إليه. وهو أنّه قيمة إيمان من لم يرو رسول الله الآن حاليّا؟ هذه البشارة التي أعطيتها

    سماحة السيّد: الآن قلت، قلت لا أريد أن أتكلّم إلّا بلغة الأرقام، طبعاً أنا في اعتقادي أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندما كرّرها في رواية ثلاث وفي رواية سبعة، فقط يريد أن يشير إلى العظمة و الأهميّة، ليس مقصوده العدد الرياضي، كما أنّه: ﴿إن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً﴾، ليس المقصود أن إذا استغفرت لهم واحد وسبعين يغفر الله، بل المقصود الكثرة.

    إذن أعزّائي وحقّكم يوم القيامة سيتّضح لنا نحن إن شاء الله، ولكن لابدّ أن ندعو الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من مصاديق من آمن به واتّبعه بإحساس ولم يره، طبعاً ولم يره واضح لأنّه نحن لم نره ولكن آمن به واتّبعه، ومن هنا ارفعوا أيديكم جميعاً إلى السماء قولوا: اللهم كما وفّقتنا لأن نكون من المؤمنين به ولم نره، اجعلنا ممّن تجعلهم كما في قوله تعالى: ﴿إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾، كما هنا نحن إخوان رسول الله في الدنيا، هو سمّانا: (إخواني)، رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لنا هذا، وأيّ شرفٍ أعظم من هذا الشرف وأيّ قيمةٍ أعظم من هذه القيمة أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يسمّي كلّ واحدٍ منّا (أنهم إخواني) ويفضّلهم على أصحابه الذي كانوا معه.

    المقدّم: وبذلك تتّضح حرمة الإنسان المؤمن الذي يؤمن بالله ورسوله، لكي يأتي من يكّفر ويقتله

    سماحة السيّد: يكفّر ويقتل و يخرج عن الملّة، واقعاً نكتة جدّاً مهمّة وأصلٌ مهم وهو أن رسول الله لم يشترط أيّ شرطٍ آخر، قال: (آمَنوا بي) ولم يقل غيره. الآن قد يقول لي قائل: سيدنا أنتم من أين جئتم الإيمان بعليٍ وأهل بيته، أقول: ذاك بحثٌ آخر ولعله سنتوفّر عليه. أعزّائي كونوا على ثقة أنّ مدرسة أهل البيت قائمة على أساس أنّ كلّ من شهد الشهادتين (لا فقط آمن، فقط شهد الشهادتين) فهو مسلمٌ تترتّب عليه كلّ أحكام الإسلام، فإن كان مؤمناً بهما فهو من أمّة محمدٍ جزما. وهو مؤمنٌ جزما. تقول: حتى لو لم يؤمن بأهل البيت؟ أقول: نعم، إذا لم يكن عنده دليلٌ يثبت له إمامة أهل البيت، بشرط أن لا يكون معادياً، بشرط أن لا يكون ناصبيّاً، بشرط أن لا يكون ممّن تمّت عليه الحجّة وأنكر، بشرط أن لا يكون ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ﴾(سورة النمل: 14)، إذا لم يكن من هؤلاء هو مؤمنٌ وهو مشمولٌ بقوله (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة: (أمّتي، أمّتي). رسول الله لا يوجد عندنا في رواية (هذه أمامكم النصوص الواردة) أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يقل في موضعٍ، شيعة علي. ولعلّه ورد عن طرقنا ولكنّه بشكل عام لم يقل ذلك ولم يقل السلفّيون دون غيرهم، ولم يقل الحنابلة، بل قال (أمّتي). وهؤلاء ونحن جميعاً أمّة خاتم الأنبياء والمرسلين. وقيمتنا بقدر الإيمان والإتّباع.

    المقدّم: أعزّائي المشاهدين نتوقّف عند فاصل ونعود بعده إلى إكمال حديثنا مع سماحة السيد الحيدري. فاصل ونعود

    (بعد الفاصل)

    المقدّم: اللهم صلىّ على محمد وآل محمد. أحييكم مرّة أخرى مشاهدينا الكرام وأحيّي مستمعينا عبر إذاعة طهران العربيّة، سماحة السيّد أشرتم في الحلقة السابقة إلى بعض الشواهد المتعلّقة بالمقطعين الأول والثاني من حياة النبي (صلى الله عليه وآله)، هل يمكن الإشارة إلى بعض الشواهد التي تتعلّق بالمراحل الأخرى من حياته الشريفة؟

    سماحة السيّد: في الواقع أعزّائي يتذكّر المشاهد الكريم نحن في الحلقة السابقة وفي حلقات في شهر رمضان وبعد شهر رمضان، بيّننا أننا سنقف على المقاطع التي وُجد فيها رسول الله. المقطع الأول، رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل الدنيا، المقطع الثاني، رسول الله في الدنيا، المقطع الثالث، رسول الله بعد هذه الدنيا وهو عالم البرزخ، ﴿ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾، المقطع الرابع، الرسول الأعظم في الحشر الأكبر يعني في نشأة تطاير الكتب ونصب الموازين والصراط المستقيم والحوض و… والعالم الأخير دار القرار وهي في جنّة المأوى عند مليكٍ مقتدر.

    فيما يتعلّق بالمقطع الأوّل والمقطع الثاني أشرنا إليهما وإلى بعض الشواهد.

    أما المقطع الثالث ولعلّه هذا هو المقطع الذي نرتبط به مباشرةً أعزّائي، هذا المقطع جِدُّ مهم ولذا سوف أقف عنده طويلاً، لأنّ الحياة الذي عاشها النبي الأكرم والعدد الذي عاشها النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في الدنيا مقطعٌ قصير جداً بحسب عمر الزمان، أما عندما نأتي إلى هذا المقطع الثالث، وهو مقطع عالم البرزخ وهي الحياة البرزخيّة، الآن مضى على حياته البرزخيّة 1450 أو 60 عام.

    المقدّم: 1424 سنة.

    سماحة السيّد: جيّد. سؤال: بعد كم يبقى في حياته البرزخيّة؟ مادامت الدنيا موجودة عالم البرزخ أيضاً قائمٌ، والرسول (صلى الله عليه وآله) في عالم البرزخ ويعيش حياته البرزخيّة. طبعاً لا يتبادر إلى ذهن أحد أن الحياة البرزخيّة مختصّة برسول الله (صلى الله عليه وآله)، لا لا أبداً، كلّ من ينتقل من هذا العالم، ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ (سورة الزمر: 30)، ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾(سورة آل عمران: 185)، أين يذهبون هؤلاء؟ كلهم ينتقلون من عالم الدنيا إلى عالم البرزخ، ﴿ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾.

    سؤال: هل يوجد خلافٌ في أنّ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في البرزخ؟ لا أبداً. التفتوا إلى نقطة منهجيّة يقع الاختلاف عليها وهي ليست موضع الاختلاف. دقّقوا في ما أقول. أعزّائي لم يختلف أحدٌ من علماء المسلمين (إلّا التناسخيّة وأولئك لهم حديث آخر، إنّهم لا يؤمنون بعالم وراء هذا العالم، لهم حساب آخر) على أنّ النبي حيٌّ بحياةٍ برزخيّة الآن. لم يقع فيه خلافٌ عند أحد، تقول: إذن لماذا هذا الخلاف وهذا الكلام هنا وهناك؟ سوف أبيّن أنّ الخلاف أين.

    المقدّم: مثل الخلاف في سلّم ولا تسلّم، إرفع يدك ولا ترفع يدك،

    سماحة السيّد: ارفع يدك ولا ترفع يدك، يستغاث به، يُسلّم عليه، يُستشفع به، هذا جمادٌ، هذا لا تأثير له، لا فائدة منه، لا نفع له، إذن ما هذه الخلافات؟، إذن أين الكلام؟ أعزّائي توجد مسألتان وقع الخلط بينهما وفيهما في كلمات المتنازعين، ولم يحرّر أحدٌ كما يقال في الأبحاث الحوزويّة وأهل العلم، محلّ النزاع، توجد عندنا مسألتان أعزّائي (التفتوا لي جيّدا وإن كان البحث فيه مقدار من الدقّة والعمق ولكن بودّي أن يتّضح للمشاهد).

    المسألة الأولى: أن النبي حيٌّ بحياةٍ برزخيةٍ أم لا؟ الجواب: لا خلاف في أنّ النبي بل الأنبياء جميعاً، بل المؤمنين، بل جميع الناس أحياءٌ في الحياة البرزخيّة. الآن إمّا برزخٌ فيه يلتذ وإمّا برزخٌ فيه يعذّب، الآن لماذا الحياة البرزخيّة؟ ما هي خصوصيّاتها؟ ما هي أحكامها؟ فليكن في علم الأعزاء أن الحياة البرزخيّة أعزّائي من تتمة الحياة الدنيويّة، لذا إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلّا من ثلاث، يعني هو في البرزخ يمكن أن يستمرّ في العمل الصالح ويمدّ، ويمكن أن يمدّ في العمل السيء، ومن سنّ سنّةً سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها، ومن سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها، يعني بعبارةٍ أخرى، وهو في البرزخ إمّا يجد نفسه أنّ حساب الحسنات تزداد يوماً بعد آخر، وإمّا يجد أنّ عذابه يشتدّ يوماً بعد آخر.

    المقدّم: ولو كان انقطاع لما حصل هذا.

    سماحة السيّد: لما حصل هذا. إذن أعزّائي إن شاء الله تعالى سأبيّن ما هي حقيقة الحياة البرزخيّة.

    إذن هذه لم يقع الاختلاف عليها، تقول سيّدنا ذكر ذلك أحد، أقول: نعم، أصلا كُتِب كتابٌ لهذا الغرض، “حياة الأنبياء بعد وفاتهم”، تأليف الحافظ البيهقي، المتوفّى 1458، حقّقه وعلّق عليه الدكتور أحمد بن عطيّة الغامدي، الأستاذ المشارك بالجامعة الإسلاميّة في المدينة المنوّرة، مكتبة العلوم والحكم صفحة 57 (التفتوا إلى العبارة): يقول (إنّ تلك الحياة الوارد ذكرها في نصوص هذا الكتاب إنّما هي حياةٌ برزخيّة تختلف عن الحياة المعروفة في الدنيا). نعم وهي حياة غير هذه الحياة، نشأةٌ غير هذه النشأة، لا يقول أحدٌ أنّها نفس هذه النشأة وإلّا لكانت لها أحكام هذه النشأة، إذن أعزّائي هذه المسألة الأولى ولم يقع فيها خلافٌ.

    المسألة الثانية: وهي موضع النزاع وهو (الآن نحن نتكلّم عن خاتم الأنبياء) أنّ النبي وهو في عالم البرزخ، هل هو مرتبطٌ بعالمنا، ومطّلعٌ بعالمنا وواقفٌ على ما يجري على عالمنا، أو انقطع ارتباطه مع هذا العالم؟ النزاع في هذه لا في الأولى. ولذا أنا أنصح كلا الطرفين، شيعةً وسنّة، لأنّه وجدت أن البعض، ذاك ينكر الحياة والشيعي يثبت الحياة. يقول: ألست تقرأ الشهداء عند ربّهم يرزقون؟! هل الرسول أقلّ درجةً من الشهداء؟! أعزّائي هو لم يختلف أحد في حياة رسول الله، إنّما الاختلاف في أنّه مطلّعٌ على هذا العالم، متواصلٌ مع هذا العالم أو غير متواصل؟

    هنا يوجد اتجاهان:

    الاتّجاه الأوّل: وهو الذي أسّس له جملة من الأعلام وعلى رأسهم ابن تيميّة. قال: بمجرد أن انتقل انقطعت علاقته بهذه الدنيا. خلاص انتهت علاقته، ولا علاقة بعد له بهذه الدنيا. فكما نحن لا نعلم ماذا يجري هناك، ( أنا وأنت الآن ونحن في هذه الدنيا، نعلم ما يجري في عالم البرزخ أو لا نعلم؟ لا نعلم) من هو في البرزخ أيضاً لا يعلم ما يجري في عالمنا حتى ولو كان خاتم الأنبياء والمرسلين. التفتوا لي جيداً. هناك استثناء واحد فقط، أو بعض الاستثناءات القليلة ولكن الأصل عدم الارتباط. بودّي أن المشاهد يلتفت حتى بكره إذا تكلّمنا تفصيلاً في هذه المسألة يعرف أنّنا نتكلّم في أي مسألة. نعم له استثناءٌ واحد، وهو أنّه إذا سلّم عليه أحدٌ، تردّ إليه روحه لأن يجيب على السلام، فقط، وإلّا يعلم أو لا يعلم ما يجري؟ لا يعلم

    المقدّم: لماذا استثنيت هذه القضية؟

    سماحة السيد: باعتبار وردت له روايات هذا فقط ليس إلّا، وهذا أصله على أنّه لا يعلم، هذا الاستثناء يدلّ على أنّ الأصل عدم علمه بشيء، لا يعلم أيّ شيء إلّا هذه، أنظروا إلى الرواية، طبعاً روايات متعدّدة لكن أنا أشير فقط إلى المطلب بعد ذاك يأتي تفصيله، أعزّائي في مسند الإمام احمد بن حنبل، شعيب الأرنئوط، الجزء16، صفحة 477، رقم الرواية 10815، الرواية عن أبي هريرة عن رسول الله قال: (ما من أحدٍ يسلّم عليّ إلّا ردّ الله عزوجلّ إليّ (إلىّ وليس علّي، إذا بعض النصوص يوجد عليّ لأنه إليّ للإكرام وعليّ للإهانة) روحي حتى أردّ عليه السلام)، إذن هذا الاستثناء الموجود، الأصل أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعلم أو لا يعلم ما يجري في هذا العالم؟، مرتبط أو غير مرتبط؟. أنا أتصور عند ذلك طبيعي جداً أنّه ينفى الاستغاثة، والسؤال، والدعاء، وطلب الشفاعة، كلها بعد منتفية ولا معنى لها، لأنّه لا يعلم. إلّا هذا الاستثناء. (التفتوا جيداً) ابن تيميّة حتى هذا الاستثناء ثقل عليه، قال: نعم هذا الاستثناء ثابت، ولكن هذا ليس مختصّاً برسول الله، موجودٌ في غير رسول الله وليس من خصائصه، كلّ مسلمٍ، كلّ مؤمنٍ سلّمت عليه يردّ إليه الروح ويجيب السلام، وليس من الفضائل المختصّة بالنبي، طبعاً فقط أعنون خارطة البحث ولم أدخل في البحث حتى تقول لي أين قال؟ وما هو مصدره؟ وما هو دليله؟ فقط أشير إلى المصدر أعزّائي وإن شاء الله بحثه سيأتي. مجموع فتاوى الشيخ ابن تيميّة هذه الطبعة المعروفة، الطبعة الأصليّة، التي هي لخادمين الحرمين الشريفين، الجزء 27، صفحة 413، قال: (والمقصود أنّ سلام التحيّة عند اللقاء في المحيّا وفي الممات، إذا زار قبر المسلم مشروعٌ في حقّ كل مسلم. (إذا كنت تعرفه مسلماً ثم مات، فإذا ذهبت إلى قبره سلّم عليه، لكلّ من لقيه) فالصحابة كانوا يعرفون أنّ هذا السلام عليه (أي على رسول الله) عند قبره الذي قال فيه: ما من أحدٍ يسلّم علي إلّا ردّ الله إليّ روحي ( لا ردّ الله عليّ روحي بل ردّ الله إليّ روحي كما قلت) ليس من خصائصه ولا فيه فضيلةٌ له على غيره). هو أيضاً أحد من هؤلاء الناس، واحدٌ منهم، تقول إذن ما هذه الرواية؟ يقول لا الآخرين أيضاً هكذا. وينقل روايات ليساوي بين النبي والآخرين. وقلنا أن المنهج الأموي عموماً كان باني على أن يجعل رسول الله في صفّ الآخرين، لا فرق بينه وبين غيره، هذا هو الاتجاه الأول أعزّائي.

    الاتجاه الثاني: الاتجاه الثاني يقول لا، الاتجاه الثاني يعتقد أنّ رسول الله بحياته البرزخيّة له ارتباطٌ كاملٌ بالحياة الدنيا، كما أنّه عندما كان في الدنيا غير منقطعٍ عن عالم البرزخ والآخرة، كذلك وهو في البرزخ غير منقطع عن الدنيا، يعلم ما يجري على الأمّة بل على الناس أجمعين والآثار سنذكرها لاحقاً. من يقول هذا؟ أعزّائي عموم علماء المسلمين بمختلف اتجاهاتهم يذهبون هذا الاتجاه،

    المقدّم: إذن مساحة هذا الاتجاه أوسع

    سماحة السيّد: أوسع بكثير بل لعلّه تسعين بالمائة من علماء المسلمين، يذهبون هذا الاتجاه، أنا أشير في هذه الليلة إلى واحد منهم وبعد ذلك إن شاء الله سأذكر أسماء الأعلام الذين يقولون بهذه النظريّة. وهذا الذي قلته سابقاً أعزّائي أنّ هذا الاصطفاف المذهبي غير موجود، يعني علماء الشيعة يقولون بهذه النظريّة. وهذا الذي قلت سابقاً أعزّائي أن هذا الاصطفاف المذهبي غير موجود، يعني أنّ علماء الشيعة يقولون و90 بالمائة من علماء السنّة أيضاً يقولون. إذن يوجد اصطفاف مذهبي في هذه المسألة أو لا يوجد؟ يوجد تقاطع أو لا يوجد؟ يوجد نحن شيعة وأنتم سنّة أو لا يوجد؟ لا أعزّائي والله جميعاً يعتقدون أنّ رسول الله الآن في حياته البرزخيّة مرتبط كامل الارتباط وله كامل الإشراف على الحياة الدنيويّة. لا أقول له الحياة الدنيويّة، حتى تقول جثة هامدة لا يأكل ولا يشرب ولا ينكح و…، تلك من خصائص الحياة الدنيويّة أنا أتكلّم عن الحياة البرزخيّة. من يقول هذا؟ أعزّائي الذي يقول هذا هو الإمام ابن حجر الهيتمي. أنا أنقل شخصيّة هذا الرجل، من كتاب آراء ابن حجر الهيتمي الاعتقاديّة، تأليف محمد بن عبد العزيز الشايع، مكتبة دار المنهاج أعزّائي، الطبعة الأولى سنة 1427، في صفحة 54و56 يقول: (صرّح هو أحمد بن فلان، قال عن نفسه وقد صرّح بذلك في معجم شيوخه ( ابن حجر الهيتمي) فقال: فى آخره وكتبه الفقير إلى عفو ربّه أحمد بن محمد بن علي أصلاً، والهيتمي مولداً، والأزهري مربّى ومنشأً، والصوفي إرشاداً، والجنيدي إتباعاً وانقياداً، والأشعري اعتقاداً، والوائلي السعدي نسباً، والشافعي مذهبا،)

    المقدّم: هذا هو يجمع الكثير من الاتجاهات

    سماحة السيّد: يعني إمامٌ من أئمة الشافعيّة والأشاعرة والصوفيّة، وهذا يكشف لك أنّه لا يوجد هناك تقاطع بين أن يكون اشعري وبين أن يكون صوفي، بين أن يكون شافعي وبين أن يكون صوفي، أو غير ذلك، أبدا. يقول (كتاب الكتاب): (ولجمع ابن الحجر بين كلّ ذلك من جهة، وشهرته العلميّة في عصره وما بعده من جهة أخرى أصبح مقدّماً عند القوم (إمامٌ من الائمة، أنا أريد أن تقفون على ابن حجر الهيتمي حتى تعرفون الاستدلال بينه ليس استدلال بين إنسان من الطبقة الثانية أو الثالثة. بل من الطبقة الأولى من علماء المسلمين) وكتبه مصدراً لتقرير آرائهم (أصلاً يعدّ مرجع من مراجع المسلمين) وبخاصّة في المسائل التي حمل لوائها. (ما هي المسائل التي حمل لوائها؟ التفتوا جيداً) أولاً: والقول بحياته حياةً حقيقةً والاتسحباب بالتوسّل بالنبي وشدّ الرحال إلى قبره والاحتفال بمولده).

    المقدّم: هذا ما يفعله المسلمون

    سماحة السيّد: هذا ما يفعله المسلمون، إذن نحن عندما نحتفل بمولد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيني وبين الله هذه للروافض؟ لا عزيزي هذه حقيقةً عند المسلمين جميعاً، عندما نعتقد أنّه مرتبط بهذا العالم ونتوسّل به هذا مرتبط عندالشيعة؟ عند الروافض؟ عند السبأئيّة؟ لا والله.

    المقدّم: بل عند الأشعري والشافعي والصوفي

    سماحة السيّد: أحسنتم. جيّد جداً, الآن تعالوا معنا إلى نفسه، الجوهر المنظّم، هو ابن حجر ماذا يقول: التفتوا جيّداً ، في كتابه الجوهر المنظّم في زيارة القبر المكّرم، تأليف الإمام العلّامة الهيتمي، المتوفّى 973 من الهجرة أعزّائي، في صفحة 127، التفتوا إلى عباراته مهمّة جداً. يقول: ( العاشرة: ينبغي للزائر (ماذا ينبغي له عندما يقف بين يدي رسول الله) أن يستحضر من حياته في قبره المكرّم)، ينبغي له أن يستحضر أنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الآن حيٌّ، يسمع ويرى ويجيب ولكنّه حجب الله عنّا رؤيته أو سماع صوته أو غير ذلك. لا تقول لي إذا كان حيّاً لماذا لا يأكل؟ لا لا، لا نقل الحياة الدنيويّة وهو عبّر حياة حقيقيّة ما قال دنيويّة، بعد ماذا يقول؟ يقول: (وأنّه يعلم بزائره)، التفتوا جيّداً يعني كامل الارتباط قائم، بينكم وبين الله يعني الذي يريد أن يزور رسول الله يدير ظهره إلى رسول الله ويتوجّه إلى القبلة، أيّها المغفّلون، والله لا أريد أن أستعمل هذه ولكن أين أنتم من هذه المعارف، إذهبوا حقّقوا على الأقل أنظروا ماذا يقول علماء الإسلام، أعتذر واقعاً أنا ليس أسلوبي أن أتكلّم بهذه الطريقة ولكنّه بعض الأحيان لا أدري ماذا أقول لهؤلاء. أَمِنَ المنطق أنّ رسول الله حيٌّ وهو يعلم بزائريه على اختلاف درجاتهم وأحوالهم وقلوبهم وأعمالهم، يعلم بنواياهم وأنّه يمدّ كلاً منهم بما يناسب ما هو عليه. الآن قد تقول لي سيدنا هذا حكم من حضر عنده، ما هو حكم من بَعُد عنه؟ أقول: يأتي عزيزي يأتي، لا تستعجلوا يأتي، قال: (وأنّه خليفة الله الأعظم)، ليس كان بل الآن هو أيضاً خليفة، الآن يستحضر. فإذا صار خليفة الله ما هو حكم هذا الخليفة؟ قال: ( الذي جعل خزائن كرمه وموائد نعمه طوع يديه وإرادته) (صلى الله عليه وآله)، أوتيت خزائن الأرض، مفاتيح خزائن الأرض، روايات سأقرأها لكم أعزّائي أن رسول الله يقول: كلّ خزائن السماوات والأرض مفاتيحها بيدي، هو الخازن، من الذي ائتمنه وأعطاه هذا؟ الله تعالى استخلفه على هذا.

    المقدّم: ليس شرك هذا

    سماحة السيّد: إذا هذا شرك فأول المشركين ابن حجر الهيتمي، يقول: (جعل خزائن كرمه وموائد نعمه طوع يديه وإرادته، يعطي منها من يشاء، ويمنع منها من يشاء، هذا عطاؤنا فأمنن أو أمسك)، أعطي لسليمان ولا يعطى لخاتم الأنبياء والمرسلين؟ ما لكم كيف تحكمون، أين أنتم من هذه المعارف. التفتوا إلى هذه العبارة التي هي من أعظم العبارات ونقلناها سابقاً عن ابن قيّم وسأقرأها أيضاً في الحلقة القادمة يقول: (وأنّه لا يمكن أحداً أن يصل إلى تلك الحضرة العالية (إلى الله) من غير طريق النبي) (صلى الله عليه وآله)، هذا هو الباب، فأتوا البيوت من أبوابها، هذا هو الباب الذي فتحه الله علينا، التفتوا جيّدا هنا بعد على طريقته، أنا أعتذر فقط أقرء عباراته، هنا تبدأ حملته على الاتجاه الآخر وعلى ابن تيميّة بالخصوص لأنّه هو الذي أسّس لهذا يقول: ( وأنّ من سوّلت له نفسه اللعينة شيئاً من ذلك كان سبباً لحرمانه وقبيح قطيعته وخسرانه) ولهذا في صفحة 57 من الكتاب، يقول: (قلت من هو ابن تيميّة حتى يُنظر إليه، أو يُعوّل عليه في شيءٍ من أمور الدين عليه، عبدٌ أضلّه الله وأغواه، وألبسه رداء الخزي وأرداه، وبوّأه من قوة الإفتراء والكذب ما أعقبه الهوان وأوجب له الحرق) لأنّه أنكر كلّ هذه الحقائق.

    إذن أعزّائي أتصوّر وصلنا إلى قضيّة مهمّة جداً. أعزّائي التفتوا لي جيّداً. إذن محل النزاع ليس في أنّ النبي حيٌ في الحياة البرزخيّة أو لا؟ حتى تستشهدوا بالآيات، لأنّه أنا وجدت أعزتنا في المواقع والكتب يقولون أنّ أولئك ينكرون حياته ونحن نقول حيٌ لأنّه الشهداء أحياء، لا عزيزي الخلاف ليس في أنّه حيّ أو ليس بحياة، وإنّما الخلاف في أنّه مطّلعٌ على ما يجري في هذا العالم، له علاقة بهذا العالم أو لا؟

    المقدّم: طيّب سماحة السيّد أنا لديّ سؤال مهم لربّما لكن لا أدري هل يسمح لنا الوقت أو لا

    سماحة السيّد: كم لدينا وقت استاذ علاء؟

    المقدّم: يعني تقريباً ثمان دقائق.

    سماحة السيّد: جيّد جدّاً، أنا أبيّن الخارطة إن شاء الله.

    المقدّم: طيّب، ما هي الثمرات المترتّبة على هذين الاتجاهين؟

    سماحة السيّد: أحسنتم، أعزّائي واقعاً هناك عشرات المسائل التي ترتبط بهذه المسألة: مسألة الشهادة على الأعمال، هل أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يشهد أعمالنا حتى يشهد علينا يوم القيامة؟ هل يشهد أو لا يشهد؟ فإن بنينا على الاتّجاه الأول لا معنى لأن يشهد على الأعمال، وإن بنينا على الاتجاه الثاني، يشهد على أعمالنا. ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ﴾. عجيب، عجيب، إلّا أن تقولوا هذه فقط في حياته وهذا يحتاج إلى قيد، إن شاء الله يأتي، قلت لكم هذه فقط خارطة البحث، هذه مسألة.

    المسألة الثانية الاستغاثة به. هل يصحّ الاستغاثة به؟ جواب: إذا كان حيّاً يعلم، فيلتفت إلى استغاثتي فقد يجيبني وقد لا يجيب، أمّا إذا هو منقطعٌ عن هذا العالم، فالاستغاثة ليس لها معنى. إذن على الاتجاه الأول الحق معهم لا معنى للاستغاثة، قطعة من الجماد، جثّة هامدة، ما معنى الاستغاثة به؟ ما معنى التوسل به؟ ما معنى الاستشفاع به؟ ما معنى الدعاء منه أن يدعو لنا؟ ما معنى أن نقصده بالزيارة؟ لا معنى لها. هذه كلّها لا معنى لها. إذن أعزّائي نحن ما لم ندخل مع الاتجاه الذي آمن به ابن تيميّة و تبعه جملة من تلامذته وقبله محمد بن عبد الوهّاب والوهابيّة وانتصروا لهذا الرأي وسوّقوه في عالم الفكر بأنّه نظريّة أهل السنّة، هذه المسائل أنا أتصوّر البحث عنها بحثٌ عن المعلول. بحثٌ عن الثمرات، لا بحثٌ عن الجذور. لابدّ أن نعالج المسألة في جذورها

    المقدّم: أصلا هذا اتجاه خطأ سماحة السيد

    سماحة السيّد: نعم نعم واقعاً أأسف له، الذي أأسف له أنّ كتب المتقدّمين من سنّة وشيعة كلهم بحثهم انصبّ على مناقشة النتائج والآثار والثمرات، هم قالوا لا يُتوسّل وهؤلاء قالوا يُتوسّل، هم قالوا لا يُزار وهؤلاء قالوا يُزار، هم قالوا لا يُستغاث به وهؤلاء قالوا يُستغاث به، هم قالوا لا يُستشفع به وهؤلاء قالوا يُستشفع به، جذر المسألة لم تحل، هذه المسألة الجذريّة، أنا إذا أريد أن أضرب مثال، افترضوا أنت جئت إلى حالات اجتماعيّة مرضيّة في المجتمع، تارةً تعالج الآثار والمعلول والنتائج والمعطيات، وأخرى تذهب لمعالجة الجذور، لمعالجة الأسس والقواعد التي انطلق منها. الشيخ ابن تيميّة انطلق من أسس، فلأكون واضحاً معكم، الحق والإنصاف إذا أردنا أن ندخل في بحثٍ علميٍّ مع الشيخ ابن تيميّة (وتعرفون هذا أسلوبي) لابدّ أن نذهب إلى جذر المسألة، وهي هل أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) له علاقة بهذا العالم أو ليس له علاقة؟ فإن قلنا لا علاقة له بهذا العالم، إذن لا معنى أن يكون الشاهد على الأعمال، ولا أن يُزار، ولا أن يُستغاث به، ولا أن يُستشفع به، ولا أن يذهب إلى قبره ولا…، وإن قلنا عكس ذلك، وهو الاتجاه العام للمسلمين، وأنّه حيٌّ له علاقة بعالمنا كما ذهب إليه عموم المسلمين، كما قرأنا قبل قليل الهيتمي قال في صفحة 73: ( إنّ زائره إذا صلّى أو سلّم عليه (صلى الله عليه وآله) عند قبره سمعه سماعاً حقيقياً وردّ عليه من غير واسطة)

    المقدّم: مباشرةً

    سماحة السيّد: مباشرةً يسلم عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أيعقل أنّك تسلّم على رسول الله ورسول الله لا يردّ لك الجواب؟ لا عزيزي يرد، ولكن لماذا لا أسمع؟ المشكلة فيك

    المقدّم: عالمك غير عالمه

    سماحة السيّد: بلي بلي بلي وكان ينبغي أن تصعد، لهم قلوبٌ لا يعقلون، لهم أعينٌ لا يبصرون، لهم أذانٌ لا يسمعون، المشكلة أنت، لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، عميت قلوبنا بمعاصينا، بل ﴿بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (سورة المطففين: 14)، ولذا كثير وقفوا وسلّموا وسمعوا الجواب من رسول الله، وهذا الذي يسفّههم ابن تيميّة وتلامذة ابن تيميّة، يقول: هؤلاء يشتبهون، هؤلاء يتوهّمون، هذا الشيطان سوّل لهم، وسأقرأ لكم عباراته لاحقاً، يقول الشيطان سوّل لهم وتمثّل لهم برسول الله، لا يا عزيزي من قال لك؟

    المقدّم: هناك أحاديث تقول الشيطان لا يتمثّل بي

    سماحة السيّد: لا لا لا هو يقول من سمع يقضةً، وليس في النوم. إذن أعزّائي أصل القضيّة تجدون العلّامة القسطلاني، في كتابه: المواهب اللدنيّة في المنح المحمدّية، دار الكتب العلميّة، جزء12، صفحة 222، يقول: (وأمّا التوسل به (صلى الله عليه وآله) بعد موته في البرزخ فهو أكثر من أن يحصى ) لماذا؟ لأنّه حيٌ حيٌّ حيٌّ

    المقدّم: ومنطلق الحديث الذي ذكرتموه الأخوّة

    سماحة السيّد: نعم نعم، نكتة لطيفة يذكر الاستاذ علاء أنّه إذا كنّا إخوان له كيف نسلّم عليه ولا يردّ علينا؟

    إذن أرجع إلى القضية: إذن إن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة سوف نشير إلى الثمرات، على الأقل بعض الثمرات، وبعدها ندخل في أصل الثمرة واحدة واحدة حتى تتضح المطالب.

    إذن ألخّص حديثي في كلمةٍ واحدة وهو أنّه في المقطع الثالث، طبعاً إلى الآن ما تكلّمنا عن المشهد أو الشواهد أو الثمرات في المقطع الرابع وفي المقطع الخامس، هذه إن شاء الله لعلّنا نُوفّق أن نشير إليها، ولكن في المقطع الثالث سأقف قليلاً حتى يتّضح للأعزة أنّ جذر المسألة أين.

    المقدّم: المقطع الثالث مهم سماحة السيد لأنّه نعيشه

    سماحة السيّد: ولهذا قلت بأنّه كلّ حديثنا سوف ينصبّ على هذا المقطع

    المقدّم: أعزّائي المشاهدين فاصل ونستمع إلى مداخلاتكم

    (بعد الفاصل)

    المقدّم: أحييكم مشاهدينا ومستمعينا الأفاضل، أرجوا من الإخوة المتّصلين أن يكون الاتّصال في صلب الموضوع أوّلاً وأن لا تتجاوز المداخلة أو السؤال دقيقة ونصف ألى دقيقتان. محمد من السودان تفضّل

    محمد من السودان: سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته

    سماحة السيّد: عليكم والسلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضّل

    محمد من السودان: سيّدنا بالنسبة لما تفضّلتم به من الحديث في مقامات النبي وفي حياة النبي، أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) حيٌّ يرزق، وأنّ المسلمين يعتقدون ذلك كما أشرتم، وأنّه يَردُ على الناس السلام و… هذا ليس هو فقط في الكتب وعند آثار هؤلاء العلماء الذين ذكرتموهم، أنا أعطيكم مثالاً حيّاً لإيمان الناس بهذا الأمر وهو أنّهم يحيون مولده المبارك في كلّ عام، بأجمل ما يكون من احتفالات ومن إحياء من قصائد ومدائح، في السودان مثلاً يحتفلون احتفالاً طويلا ومهيباً، يمتد اثنى عشر يوماً أو أكثر، فقط الوهّابيين أو الوهابيون هم الذي يخالفون هذا الأمر وإلّا بقيّة المسلمين من سنّة وشيعة، صوفيّةٍ وغيرهم، كلّهم يحتفلون احتفالاً كبيراً، هذا من جهة ومن جهةٍ أخرى ليس فقط الأمر أنّه حيٌّ، بل الناس يعتقدون بأنّه سبب وجود الخلائق وعلّة الوجود

    المقدّم: طيّب، لم نصل إلى هذا الأمر بعد محمد، شكراً لك أنا أعطيتك دقيقتان، الأخ عبد الله من السعوديّة تفضل:

    عبد الله من السعوديّة: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    سماحة السيّد: عليكم والسلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضّل

    عبد الله من السعوديّة: اللهم صلى على محمد وآله الطيبين الطاهرين المكرمين المعصومين، أشكر مقدم البرنامج والشيخ وأشكر العاملين على هذا البرنامج وأهنّئكم بالمولد النبوي إن شاء الله والله يجعلكم من المؤمنين ويحفظكم إن شاء الله وندعو لكم في كل وقت لنصرة أمر رسول الله وآله بيته، وبالنسبة إلى الحديث وموضوع الرجعة، أنا أحب أوضّحه

    المقدّم: لا هذا ليس بحثنا عبد الله، الرجعة ليس بحثنا نحن نتحدث عن مقامات المصطفى وارتباطه في هذا العالم وهو في حياة البرزخ، على أية حال شكراً لك على الاتصال أسعد الله أيّامك، سعد من العراق تفضل:

    سعد من العراق: سلامٌ عليكم

    سماحة السيّد: عليكم والسلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضّل

    سعد من العراق: تحية للأستاذ علاء والسيد كمال الحيدري، أود أسأل حول جزء الأول من الحلقة أو أفضليّة الإخوان على أصحاب النبي، وإلى الحديث الذي أشار إليه سماحة السيّد، أحب أسأل السيّد، أنّ الذي يؤمن برسول الله بعد مماته كما نحن اليوم كيف نفضّلهم على من كان في زمن رسول الله مع العلم إن أولئك الذين كانوا في زمن النبي وُضعوا على المحك. نحن اليوم عندما خرجنا وجدنا آباءنا مسلمين، الشيعي وجد أباه شيعي، والسنّي وجد أباه سنّي، والصابئي قبل مئات السنين هم صابئة ولم أر منهم أحد أعلن إسلامه أو تغيّر إيمانه لأنه وجد دين آبائه، أنا أحب أسأل: أولئك الأصحاب أمثال سلمان الفارسي رضوان الله عليه، أبوذر الغفاري هؤلاء وضعوا على المحك

    المقدّم: طيّب واضح السؤال أخ سعد واضح السؤال

    سماحة السيّد: لا، تصوّر العزيز بأنّه أنا أقصد أنّ كل هؤلاء أفضل من كل أولئك، لا عزيزي أنا ما قلت هذا، أنت لو كنت دقّقت في كلامي، أنا ما قلت نحن أفضل من سلمان وأبي ذر، ولم أقل بأنّه أولئك الذين يكونون من المسلمين ومن المقلّدين مولانا أفضل من الذين جاهدوا في سبيل الله، لم يكن في كلامي هذا عزيزي ولهذا تجدون بعض الأحيان أنا أتجاوز وأقول دقّقوا دقّقوا دقّقوا عزيزي لهذا، يعني أنا أستطيع أن أقول أنا أفضل من علي بن ابي طالب لأنّه أنا لم أره وعلي بن أبي طالب رآه مثلاً ؟ أو أنا أفضل من الحسن والحسين لأنّني لم أره؟، يا عزيزي بيني وبين الله لا أقل دقّقوا في إشكالكم حتّى تطرحوه، أنا ذكرت ذلك بشروط أردت أن أناقش هذا الإطلاقيّة، هذه الموجبة الكليّة، أنّ كل من كان صحابي فهو أفضل من كلّ من كان بعد ذلك، لا ليس الأمر كذلك، قد يكون متأخّراً وليس صحابيّاً، المعيار ليس هذا عزيزي، أنت قلت بأنّه بعضٌ آمن عن تقليد، أصلاً هذا الإيمان لا قيمة له عزيزي، لابدّ أن يكون الإيمان قائمٌ على أسسٍ علميّة، قلنا المعرفة، قلنا العلم، إذن عزيزي أنت ساعة وعشر دقائق أنا تكلّمت، لماذا تكلّمت؟ ولذا أرجوا أعزائنا أنّه يدقّقوا جيّداً،

    المقدّم: سؤال الأخ سعد جدّاً منطقي وقد يثيره البعض أيضاً.

    سماحة السيّد: بلي بلي بلي جدّاً منطقي نعم، ولكن بعد ذلك استرسل في الإشكالات أنا ما قبلت، لو كان يقدّم التساؤل، يقول سيّدنا هل أنتم تقولون بهذا أقول: لا، لكنّه بدأ يشكل يقول أولئك وُضعوا على المحك وإحنه نعيش في كذا، لا عزيزي أنا ما قلت هذا، يقيناً الذي جاهدوا أفضل، ولهذا تجد نفس القرآن الكريم ميّز بين الذين قاتلوا وقُتلوا قبل الفتح والذين كانوا بعد الفتح، ميّز بين المهاجرين والأنصار وبين الطلقاء، هذه كلّها يبيّن أنّ الملاك ليست هي الرؤية بما هي روية، أو الصحبة بما هي صحبة وإلّا هناك ملاكات لابدّ أن يُشار إليها، وأقولها لك صريحةً عزيزي وكلّ المشاهدين، الملاك هو المعرفة والإتّباع، فكلّما ازدادت المعرفة وتبعه الإتباع، كان أشرف وأكمل، وحيث أنّ بعض الصحابة من حيث المعرفة ومن حيث الإتباع بلغ ما لم يبلغه أحدٌ بعده، يكون أفضل كأمثال سلمان وعمّار وأبي ذر فضلاً عن الآخرين.

    المقدّم: السيد حسين من العراق تفضّل

    السيد حسين من العراق: سلام عليكم

    سماحة السيّد: عليكم والسلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضّل

    السيد حسين من العراق: نشكر الأخ المقدّم عبلاء ونشكر السيد الحيدري على بحوثه القيّمة ونشكر قناة الكوثر على إعادة بحوث السيّد حفظه الله. حقيقة يوم على يوم نحن عندما نسمع بحوث السيّد، نطمئن أكثر بأنّ المسلمين متّفقين على رأي واحد إلّا هؤلاء الشاذّين من الوهابيّة وإلّا المسلمين بكلّ اتجاهاتهم هم متّفقون في كلّ البحوث التي طرحها السيّد، لي مداخلة أخ علاء إذا تسمح لي

    المقدّم: ولو بسرعة

    السيد حسين من العراق: نعم المداخلة الأولى أنّه نحن في العوالم التي ذكرها السيّد، كل العوالم في الدنيا وبعد الدنيا، النبي هو كما وصفه الله رحمة للعالمين، إذن في كل هذه العوالم هو رحمة للعالمين جميعاً، إن كان قبل عالمنا أو في البرزخ أو في القيامة أو في الآخرة هذه المداخلة الأولى، والمداخلة الثانية إذا تسمح لي: هي موضوع أنّ الله يردّ النبي حتى يسلّم، نحن عندنا الآن مليار ونصف مسلم، كم واحد يسلّم في اليوم على النبي؟ 24 ساعة في ستون دقيقة يعني 1400 وكسور دقيقة. على الأقل ميلون واحد من هذا المليار يسلّم على النبي يعني في الدقيقة قريب ألف واحد يسلّم على النبي يعني

    المقدّم: هو في النتيجة يصبح روحه راجعة إلى جسده لكي يرد

    السيد حسين من العراق: إذن هو دائماً حي، كيف هؤلاء الوهّابيّون يقولون أنّه ليس حيّ

    سماحة السيّد: أحسنت أحسنت عزيزي سيد حسين جزاك الله خير، عندي تعليقة جزاك الله خير على مداخلتك عزيزي سيد حسين، ولكن أشير هنا، واقعاً هذا البرنامج، أنا إنّما انتخبت مقامات المصطفى لأبيّن مرةً أخرى، قلت مراراً أنا لا أتكلّم في قضية التقريب وموروثات التقريب أبداً، هذا له بحثٌ آخر، أنا أتكلّم عن المشتركات العقدّية أعزّائي وحقّكم سوف تجدون أنّ مساحة المشتركات العقديّة بين ثمانية وتسعين بالمائة من الأمّة الإسلاميّة واحدة. كونوا على ثقة أعزّائي وسترون ذلك، ولذا واقعاً عندما أستمع إلى بعض الجهات أو القنوات أو الشخصيّات، من هذه الجهة أو من تلك الجهة، وأجد بأنّه أساساً لغتها، لغة ايجاد الفرقة والفتنة واقعاً ليس لي تعبيرٌ عنها إلّا أنها مأزومة فكرياً، وعاجزة عقائديّاً، وإلّا الإنسان الذي عنده منطقٌ عقائدي لا يحتاج أن يبني خطابه على السبّ والشتم واللعن والتسقيط والتكفير والإقصاء و… أصلاً لا حاجة لنا إلى كلّ هذه، هذه ليست لغة العالِم، ليست هذه اللغة هي اللغة التي ربّانا عليها أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، بيِّنوا الحقائق ونحن نُبيّن الحقائق، والمشاهد حرٌّ أن ينتخب هذا الاتجاه أو ينتخب ذلك الاتجاه

    المقدّم: أبو محمد من السعودية تفضل

    أبو محمد من السعودية: سلام عليكم

    سماحة السيّد: عليكم والسلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضّل

    أبو محمد من السعودية: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد. سيّدنا نفس السؤال الذي أنا كنت أسأله الذي هو زيارة النبي، لمّا أقف أمام النبي (صلى الله عليه وآله) وأسلّم عليه وفي نفس الوقت المؤمنين في كلّ مكان يسلّمون عليه، فقط نكته صغيرة لو تشرحه لنا بهذا الخصوص، بخصوص الذين يقفون أمام النبي، الذي إذا أجبر أن يلقّي ظهره إلى النبي

    سماحة السيّد: عزيزي أبو محمد اطمئن أنّه سأقف عند ذلك لكن أنا الآن بصدد خارطة البحث عزيزي

    المقدّم: لا هو يقول كيف في آن واحد يَرد على كل هذا السلام

    سماحة السيّد: الجواب هذا أيضاً سأجيب عليه، لأنّ الحياة البرزخيّة سنخُ حياةٍ تعطيه مجال، فقط أنا أقرّب المسألة إذا تسمح لي أستاذ علاء في دقيقة أو دقيقتين، ملك الموت أليس هو الذي يقبض الأرواح، ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ﴾ (سورة السجدة: 11) سؤال: إذا في آنٍ واحد، في آلاف المواضع، بل في عشرات الآلاف من المواضع، بل في بعض الأحيان مئات الآلاف من المواضع يموت الناس، كيف يستطيع شخصٌ واحد في آنٍ واحد أن يكون جميعاً عندهم ويقبض أرواحهم

    المقدّم: حرب العالميّة وناكازاكي وقنبلة ذريّة

    سماحة السيّد: الآن انتم تجدون المجاعة والأمراض و… . إذا كانت حياته حياة مكانية وزمانية، إذا كان هنا لا يستطيع أن يكون هناك، ولذا رسول الله (صلى الله عليه وآله) (إن شاء الله سيأتي هذا البحث) في الدنيا أعطانا بعض اختصاصاته حتى يتّضح أنّه يختلف عن الآخرين، قال: (أرى من خلفي كما أرى من أمامي)، يعني عندما كان يقف للصلاة وبعض المصلّين مأمومين خلفه مثلاً كان في ركوعه وسجوده لا يعتني، عندما ينتهي رسول الله يقول له فلان لماذا فعلت كذا؟ يقول: يا رسول الله رأيتني، يقول نعم، أرى من خلفي كما أرى من أمامي. (هذا مضمون الرواية)، هذه من خصائصه (صلى الله عليه وآله) وهو بعد في عالم الدنيا، فما بالك وقد انطلق إلى عالم الملكوت، وتحرّر من هذه القيود. عزيزي انتظروني قليلاً ولذا واقعاً لا أشكو ولكن إن كان إن شاء الله إذا توفّر الوقت أن يعطون ليلة واحدة بعد لنفس المقامات المصطفى، حتى في الأسبوع تكون عندنا ليلتان عن مقامات المصطفى، وليس الأطروحة المهدويّة . كم شهر نعيش ليلتين عن مقامات المصطفى لترو العجب العجاب، بإتّفاق علماء المسلمين إلّا من شذّ عنهم. الجميع يعتقد ويرو أنّ ذلك من اختصاصاته ومن خصائصه. إذن أعزّائي هذه هي المشتركات التي أدعو إليها.

    المقدّم: أبو ناصر من السعودية تفضل

    أبو ناصر من السعودية: سلام عليكم

    سماحة السيّد: عليكم والسلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضّل

    أبو ناصر من السعودية: إذا سمحت لي شيخ، حبّيت أداخل مداخلة بسيطة، إذا كان الشيخ يقول أريد أن أضع خارطة للبحث فلعلّه يضيف إلى هذه الخارطة أنّه ما معنى الموت؟ الله سبحانه وتعالى قال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ (سورة الزمر: 30) والخطاب هنا لمحمد (صلى الله عليه وآله)، فإذا تكرّمت يعني نريد أن نفهم ما معنى هذه الآية هل لها تفسير آخر أم لا؟ هذا الأمر الأول، الأمر الثاني يا شيخ أنا في تصوري أنّ حديثك فيه الكثير من الكلام المنطقي والعقلاني الذي يرتبط إلى العقل وإلى الاستنتاجات العقلية وإلى كذا وكذا. أنا أريد أن أسأل هل الدين يأخذ بالاستدلالات العقليّة أو بالأمور المنطقيّة، أم أنّه نصوص وردت نؤمن بها كما جاءت؟ ولا نفسّرها بتفسيرنا نحن أو بعلقنا أو بما نهواه. هذا الأمر الثاني، الأمر الثالث أضيف إلى هذه النقطة أنّه حتى عليّ (رضي الله عنه وأرضاه) عندما قال في أحد خطبته: ( لو كان الدين بالعقل لكان المسح الخف من أسفله أو من أعلاه)

    المقدّم: أخ أبو ناصر أنا أعتذر لأن وقت البرنامج انتهى إن شاء الله اعطي رقمك للإخوة في غرفة السيطرة وفي الحلقة القادمة إن شاء الله لك من الوقت منّي 5 دقائق لكي تكمل كل ما تريده، أنا أجد هذه أسئلة محورية وحياتية

    سماحة السيّد: واطمئن سوف أبدأ الحديث في الأسبوع القادم عن الإجابة على هذه الأسئلة أعزّائي حتى أنّه عندما نأتي إلى المداخلات تكون واضحة وهذا الذي أشار إليه واقعاً هي الافتراقات المنهجية التي نشير إليها.

    المقدّم: ويمكن أن نصل منها إلى نتائج جيّدة.

    أشكر سماحة آية الله سيد كمال الحيدري، شكراً لمشاهدينا ومستمعينا الكرام، إن شاء الله موعدنا الحلقة القادمة، حتى ذلك الحين أستودعكم الله.

    • تاريخ النشر : 2013/03/12
    • مرات التنزيل : 7574

  • جديد المرئيات