نصوص ومقالات مختارة

  • مشروعية التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله في حياته وبعد موته الحلقة الرابعة

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    المقدّم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته…

    مطارحات في العقيدة، مختارات من مقامات المصطفى (صلى الله عليه وآله) في قسمه الثامن، هو موضوع هذه الحلقة، طبعا موضوعه الفرعي هو مشروعية التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله)، في حياته وبعد مماته، في قسمه الرابع.

    أرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلا ومرحبا بكم سيدنا في هذه الحلقة، تحدثتم في الحلقة السابقة والحلقة التي قبلها عن اتفاق كلمة علماء المسلمين على مشروعية اثنين من الوسائل، هل هناك وسائل أخرى اتفق علماء المسلمين على مشروعيتها فيما يتعلق بقضية التوسل؟

    سماحة السيد:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين

    والصلاة والسلام على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل علي محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    في المقدمة أشرنا في الأبحاث السابقة بأن القرآن الكريم، بيّن في سورة المائدة، أنه لا طريق للوصول إلى الفلاح إلا من خلال المرور بالمراحل التالية:

    المرحلة الأولى هي الإيمان.

    المرحلة الثانية هي التقوى.

    المرحلة الثالثة هي ابتغاء الوسيلة.

    عند ذلك يتحقق الفلاح. كما أشارت الآية 35 من سورة المائدة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.

    إذن الطريق للوصول إلى الفلاح بحسب النص القرآني يحتاج العبور من هذه المراحل الثلاثة. المرحلة الأولى: الإيمان. المرحلة الثانية: التقوى، المرحلة الثالثة: ابتغاء الوسيلة. وهذا هو الذي قلنا أنه الصراط المستقيم للوصول إلى الفلاح والفوز بالسعادة الأبدية.

    من هنا دخلنا في بيان ما هي الوسائل التي يمكن أن تحقق هذا التقرب والقرب إلى الله سبحانه وتعالى. قلنا هناك وسيلتان اتفقت عليهما كلمة علماء المسلمين، الوسيلة الأولى هي التوسل بالأسماء والصفات الإلهية، الوسيلة الثانية هي التوسل بكل عمل صالح يقوم به العبد، من أمر عقدي أو أمر عملي. وهذا ما بيّناه مفصلا في الأبحاث السابقة.

    أما الوسيلة الثالثة، وبودي أن المشاهد الكريم يدقق البحث معي لأنه هذه المسألة هي التي على أساسها بدا بعض المسلمين يكفر بعضا، وبعض المسلمين يحكم بأن الآخر من المسلم هو في الشرك الأكبر، بل بدأ بعضهم يقتل بعضا لأنه صاحب بدعة وصاحب الشرك وصاحب كفر ونحو ذلك.

    إذن أعزائي كما يقال تحرير محل النزاع مهم جدا في هذه المسائل، لنعرف ماذا هو مورد الوفاق وما هو مورد الخلاف؟، ولماذا وقع هذا الاختلاف؟، هل له منشأ أو ليس له منشأ؟

    أما الوسيلة الثالثة وهي من الوسائل التي أيضا لم يختلف عليها أحد من علماء المسلمين، عندما أقول أحد من علماء المسلمين، أقول ذلك عن تتبع كامل، يعني لا شيعة ولا سنة والشيعة بمختلف أجنحتهم الفكرية، والسنة أيضا بمختلف أفكارهم ومذاهبهم واتجاهاتهم العقدية، كلهم اتفقوا على أن هذه وسيلة مشروعة يجوز التوسل بها يعني تكون من مصاديق ابتغاء الوسيلة إليه، ﴿وابتغوا إليه الوسيلة﴾، وهو أن تذهب إلى عبد صالح حي، لا عبد صالح ميت، بل عبد صالح حي وتقول له ادعوا لي، وتقول له اطلب الغفران لي، وتقول له أن يدعو لك بقضاء حاجة من الحوائج، الدنيوية أو الأخروية. وهو الذهاب إلى من تعتقد أنه عبد صالح ولي من أولياء الله. إذن أعزائي إذا ذهب أحد إلى إمام أو عالم أو ولي أو مؤمن أو نبي وقال له يا رسول الله أو قال لصحابي من المؤمنين أيها الصحابي، أو قال للحسن أو قال للحسين أو في زماننا ذهب إلى عالم بلده أو شيخ طريقته أو مرشده أو شيخ الطريقة أو أخوه المؤمن وقال له لا تنسانا من الدعاء، لا يقول له القائل في الجانب الآخر، إذا سألتم فاسألوا الله، إذا استعنتم فاستعينوا بالله، لا لا أبدا، هذه وسيلة اتفقت عليها كلمة علماء المسلمين. وسأذكر نماذج ثلاث لهذا حتى لا يقول لي قائل سيدنا، ما الدليل على ذلك؟ ولا أكثر المصادر لأن الوقت ضيق.

    النموذج الأول أعزائي ما ورد في صحيح البخاري تحقيق شعيب الأرنئوط صفحة 364، كتاب الجمعة، باب الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعه، الحديث 933، الرواية عن أنس بن مالك، (قال: أصابت الناس سنة على عهد النبي ( سنة يعني مجاعة)، فبينا النبي يخطب في يوم جمعه قام أعرابي فقال يا رسول الله هلك المال، وجاع العيال، فادعوا الله لنا، فرفع يديه وما نرى في السماء قزعة ( قطعة سحاب) فو الذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته (صلى الله عليه وآله)، فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى (أصلا لم ينقطع مولانا المطر( وقام ذلك الأعرابي ( يعني في الجمعة الأخرى) قال يا رسول الله (الآن نفس الأعرابي أو أعرابي آخر، يظهر أن الماء أخذ أزقة المدينة) تهدم البناء، وغرق المال، فادعوا الله لنا، فرفع يديه فقال: اللهم حوالينا ولا علينا (فليكن حوالي المدينة لا على المدينة) فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب (رسول الله ) إلا انفرجت وصارت المدينة مثل الجوبة ( مثل قطعة محاطة بالمياه) يقول: الجوبة الفرجة المستديرة في السحاب، وسأل الوادي قناة شهرا، (واحدة من القنوات الموجودة شهر بدأ يسيل الماء فيها)، ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود).

    إذن هنا هذا الإنسان الأعرابي ما رفع يديه إلى السماء ، قال اللهم أمطرنا، ما سأل الله وإنما طلب من رسول الله أن يدعو لهم، هذا المورد الأول أعزائي. وهذا الرواية أيضا واردة في صحيح مسلم أنا فقط أشير إلى المورد أعزائي حتى يكون الرواية مجمع عليها، في باب الدعاء في الاستسقاء، كتاب صلاة الاستسقاء رقم الحديث 797 و فيها رواية أيضا في هذا المجال بعد لا نطيل على الأعزة.

    المورد الثاني: أيضا ورد عن رسول الله، الرواية في سنن أبي داود تحقيق شعيب الأرنئوط الجزء الثاني صفحة 373، الرواية 1173، (عن عائشة قالت: شكا الناس إلى رسول الله قحوط المطر، فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه، قالت عائشة فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر وحمد الله عز وجل ثم قال: إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر، عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله عز وجل أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم، ثم قال: الحمد لله، لا إله إلا الله، يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني، ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى خير، ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه، ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول ردائه وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت ثم أمطرت بإذن الله،… فلما رأى سرعتهم إلى الكن، ضحك حتى بدت نواجذه، (شربوا من المطر)، فقال: أشهد أن الله على كل شيء قدير، وإني عبد الله ورسوله). هذه الرواية أعزائي التفتوا إليها يقول: (إسناده حسن، وصحيح سنن أبي داود أيضا صحح وحسّن الرواية). إذن هذا هو المورد الثاني.

    المورد الثالث: حتى تعرفون بأن هذه كانت هي سيرة الصحابة من بعده حتى لا يشكل أحد علينا ويقول لماذا تذهبون إلى العبد الصالح، الله قال: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾، لماذا توسطون أحدا؟. أنظروا الآن أريد أن أنقل رواية أعزائي، وهذه الرواية أنقلها عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، بعد حتى يكون واضحاً أولئك الذين يقولون نحن نقبل هذه السنة وهذه سنة الصحابي، أنظروا ماذا فعل الخليفة الثاني عمر، انظروا الآن، أنا لا أعلق فقط نقرأ الرواية، الرواية أعزائي في صحيح البخاري،تحقيق شعيب الأرنئوط، المجلد الثالث، صفحة 173، الرواية عن أنس: ( أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب )

    المقدّم: لماذا لا يدعو هو؟

    سماحة السيد: لا أدري، هذا السؤال أوجهه إلى أولئك الذين يقولون إذا سألت فسأل الله. أنا لا أنفي ولكن أقول إذا كان نحن من الذين يتبعون القرآن، فالقرآن يقول ﴿َابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾، إذا كنا نتبع السنة، فهذه سنة صحابة رسول الله وهذه سنته في حياته وبعد مماته، أنهم كانوا يوسطون في الدعاء.

    إذن الراجح الصراط المستقيم في الدعاء ما هو؟ أن توسط العبد الصالح، ( أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا).

    المقدّم: بعد أوضح من هذه العبارة

    سماحة السيد: والله أنا لا أدري، عندما أجد أن بعض، الآن لا أريد أن أقول بعض أهل العلم، أقول بعض أهل الجهل، بعض المتلبسين بالعلم، بعض المدعين، بعض المتطفلين على العلم، أنا لا أعلم لماذا لا يقرؤون مصادرهم وكتبهم، هذه كتبهم

    المقدّم: هو للأسف صارت القضية، قضية سياسية

    سماحة السيد: يعني بيني وبين الله أنا إلى الآن لا أفهم، قال: ( كنا نتوسل إليك بنبينا (صلى الله عليه وآله) فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون)، الرواية أعزائي كتاب فضائل الصحابة، ذكر العباس بن عبد المطلب، رقم الرواية 3710. ونفس هذه الرواية أعزائي بشكل واضح وأوضح منها جاءت في الطبقات الكبرى لبن سعد، المجلد الرابع أعزائي، صفحة 28 الرواية: ( أخبرنا الأنصاري قال: حدثني أبي عن ثمامة، عن أنس بن مالك، أنهم كانوا إذا قحطوا)، لغة أو عبارة أو كلمة (كانوا)، ليس يعني أنه لمرة واحدة، بل كانت هذه سيرتهم، يعني كانت هذه عادتهم، يعني كانوا إذا أرادوا شيئا أن يوسطوا أحدا للدعاء لا أنهم يدعون، مع أنه هم كما أنتم تقبلون أنهم من العشرة المبشرة بالجنة، يعني عمر بن الخطاب كما تعتقدون أنه له مقام كبير، هو الشخصية الثانية بعد رسول الله كما تعتقدون، والعباس يقينا لا هو الشخصية الرابعة، ولا هو الشخصية الخامسة ولا العاشرة ولا المائة، إذن لماذا يذهب إلى العباس؟، هذا السؤال أريد في هذه الليلة كل إنسان مسلم يضع الإنصاف بين عينيه ويفكر يعني واقعا أن دعاء العباس أعظم من دعاء عمر وأبي بكر وعلي وفاطمة، والحسن والحسين؟

    المقدّم: هو لا يخلوا عن اتجاهين إما هذا الذي أشرتم إليه، إما أنه هو يريد السنة

    سماحة السيّد: أنا سؤالي موجه إلى أولئك الذين يعتقدون أنه لم يفعل الخليفة الثاني ذلك إلا لحكمة، طبعا سيتبين أنه ما هي النكتة، قال: (كانوا إذا قحطوا على عهد عمر، خرج بالعباس (عمر بن الخطاب) فاستسقى به (مو طلب من الله بل استقسى بالعباس، قال يا عباس ادعوا الله لنا) وقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا عليه السلام إذا قحطنا فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا عليه السلام فاسقنا). هذه رواية.

    رواية أخرى أيضا عن موسى بن عمر قال: (أصاب الناس قحط فخرج عمر بن الخطاب يستسقي فأخذ بيد العباس فاستقبل به القبلة، فقال هذا عم نبيك عليه السلام (يقول لله هذا عم نبيك، يتكلم مع الله، يعني يذهب مباشرة إلى الله أو يوسط؟ تأملوا هذه الليلة في هذه الرواية،) جئنا (تبين أنه لم يكن وحده بل كثير من الصحابة كانوا معه) به ( به، به، يعني بدعائه أو جئنا بشخصه؟ هذا البحث أنا أفترضه بدعائه لأنه إصرار من ابن تيمية أنه به ليس بشخص وبكرامته وبحقه بل بدعائه) إليك فاسقنا، قال: فما رجعوا حتى سقوا).

    إذن أعزائي إلى هنا الوسيلة الثالثة هي التوسل بدعاء العبد الصالح، وهذه كانت سنة الصحابة في عهد رسول الله وسنة لا أقل الخليفة الثاني عمر ما بعد رسول الله. إذن هذه هي الموارد الثلاثة. الآن لماذا أخرج العباس ولم يخرج غيره؟ واقعا إذا تسألني أنا أقول لارتباطه برسول الله.

    المقدّم: هو يقول عم نبيك

    سماحة السيّد: أحسنتم جزاك الله خير الجزاء، قال عم رسولك يعني لا يتكلم عن الدعاء وإنما يتكلم عن النسبة والمقام والمنزلة، هذا احفظوه لنا بين قوسين أعزائي، فكيف إذا كان سبط رسول الله، فكيف إذا كان نفس رسول الله، فكيف إذا كان بنت رسول الله. الآن عزيزي واقعا البعض يسأل هذا البحث أنتم طرحتموه في مشروعية التوسل بالنبي فماذا تقولون بالتوسل بعلي؟ في التوسل بفاطمة؟ أقول انتظروا أولا فلنؤسس الأصل، ثبت العرش ثم انقش. الآن نتحدث عن النبي. أرجع أقرء العبارة مرة أخرى حتى يلتفت المشاهد، قال: ( هذا عم نبيك)،

    المقدّم: لماذا لم يقل من أفضل الصحابة، من المؤمنين

    سماحة السيّد: أنتم تقولون أن أبابكر هو أفضل، أنتم تقولون أن عثمان أفضل، أنتم تقولون أن علي أفضل إذن لماذا يأتي بعم النبي؟ يأتي بعم النبي لا للأفضلية في نفسه بل لارتباطه برسول الله (صلى الله عليه وآله) فإذا كان الارتباط بالعمومة يورث هذا، فما بالك بالارتباط لمن هي بعضة المصطفى، (فاطمه بضعة مني). فما بالك بمن هم ريحانتا رسول الله، (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)، (ريحانتاي من الدنيا)، (الحسين مني وأنا من الحسين)، فما بالك بمن هو نفس رسول الله بمقتضى آية المباهلة. إذن أعزائي الآن لا أريد أن أخرج عن الأبحاث، تجدون أن أحد أعلام المدرسة السلفية وهو العلامة الألباني عندما يصل إلى موارد أو الوسائل المشروعة للتوسل إلى الله يقول هذه الوسائل الثلاث لم يقع فيها خلاف بين المسلمين بل الإجماع قائم على مشروعية ذلك، هذا كتاب التوسل، أنواعه وأحكامه، للعلامة الألباني، صفحة 42، التفتوا لي أعزائي: ( قال: فمما سبق تعلم أن التوسل المشروع الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وجرى عليه عمل السلف الصالح وأجمع عليه المسلمون، (وأجمع عليه المسلمون بما فيهم ابن تيمية، والألباني، والحنابلة، والشافعية، والأشاعرة والمعتزلة والزيدية، والإمامية) التوسل باسم من أسماء الله تبارك وتعالى، التوسل بعمل صالح، التوسل بدعاء رجل صالح)، ولكن أنا أقيد كما هو قيد، رجل صالح حي كما كان في النبي أو كان في العباس.

    إذن إلى هنا أعزائي أصل إلى هذه النقطة، بودي بعد لا يزاود علينا أحد في التوحيد. عندما نقول له لماذا تقول يا ألله؟ واذهب إلى العبد الصالح يقول لا أنا لا أحتاج إلى وسيلة وواسطة بيني وبين الله، هذا خلاف القرآن وهذا خلاف السنة. القرآن يقول: ﴿ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾.

    المقدّم: يعني الآن الوهابي بإمكانه أن يقول مثلا بآل الشيخ.

    سماحة السيّد: أحسنتم كاملا بإمكانه، يذهب إلى آل الشيخ ويطلب منهم الدعاء، هذا تصريحهم وليس كفراً، وليس شركا، وليس بدعة مذمومة بل هي السنة بل هو الأصل القرآني: ﴿ وابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾.

    إذن على هذا الأساس لا يقول قائل سيدنا إذن ماذا تقول في هذا الحديث الوارد في مسند الإمام أحمد حنبل، أشرف على تحقيقه شعيب الأرنئوط، المجلد الخامس، مؤسسة الرسالة صفحة19، يقول: ( عن ابن عباس قال: وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله)، البعض يستدل بهذا حتى ينفي. ولكن كيف أستعين بالله؟ نعم أدب الاستعانة كيفية الاستعانة، مثل الآية المباركة في سورة البقرة ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾. ولكن كيف ندعو؟ قالت الآية: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾، القرآن نفسه بيّن، يفسر بعضه بعضا، يبيّن بعضه بعضا، إذن هنا أيضا نحن نستعين بالله ولا نسأل إلا الله، ولكن كيف نسأل الله، هنا وسائل ثلاث، الوسيلة الأولى أن نسأله باسم من أسمائه، الوسيلة الثانية أن نسأله بعمل صالح، الوسيلة الثالثة أن نسأله بدعاء رجل صالح، إذن على هذه الأساس يتضح لنا بشكل واضح وصريح بما لا مجال للريب فيه الوسائل المتفق عليها ولا ينافي ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾، ولا ينافي (وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله).

    المقدّم: إلى الآن لربما خاصة فيما يتعلق بالوسيلة الثالثة، هو في حياته لكن نصل إلى محل النزاع، نصل إلى محل الاختلاف، ما هي الوسائل التي اختلف علماء المسلمين في التوسل بها؟

    سماحة السيّد: أنا واقعا خصوصا لأهل العلم، خصوصا للذين يتابعون هذه الأبحاث، بودي أنهم يعرفوا أنه أين محل النزاع؟ حتى أنت تعرف أولئك الذين يقفون عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله) أو في المسجد الحرام أو في المسجد النبوي، عندما وجدوا إنسان يريد أن يدعوا يقولون له شرك شرك، لابد لا أقل بيني وبين الله أن توضع لهم دورات علمية، وتعليمية، يقال لهم ما هو التوسل المشروع وما هو التوسل غير المشروع أعزائي. واقعا نصيحتي هنا أقدمها لكل هؤلاء وأعتبرهم واقعا من أبنائي أنا أتصور كثير من هؤلاء الذين يقولون شرك شرك، هؤلاء واقعا جهال، هم يتصورون أن هذا من النهي عن المنكر وهم لا يعلمون أن هذا هو من النهي عن المعروف. لأن القرآن الكريم قال: ﴿ابتغوا إليه الوسيلة﴾، والنبي والصحابة والسنة قائمة على ذلك. لا اقل عمر بن الخطاب كان هذا فعله.

    بعد الفاصل

    سماحة السيّد: في الواقع أعزائي بودي أنكم تدققون معي، حتى نعرف موارد الاختلاف وعلى أساس هذا الاختلاف تجدون هذا الاتهام بالتكفير وأنهم من أهل الشرك الأكبر وأنهم من أهل البدعة ونحو ذلك.

    في المقدمة بودي أن أشير إلى هذه النقطة الأساسية وهي أن هذه الموارد التي سأشير إليها لا يوجد فيها اصطفاف مذهبي. وإنما الاختلاف بين الشيخ ابن تيمية وأتباع الشيخ ابن تيمية، وباقي المسلمين. يعني أن الشيخ ابن تيمية وأتباعه ولعله في بعض كلماته الحنفية وسأشير إليها. وعموم المسلمين في الاتجاه الآخر، قالوا إنما يجوز طلب الدعاء من العبد الصالح في حال حياته أما بعد موته فلا يجوز أن تذهب إلى ميت وتقول له ادعوا الله لي. لا يحق لنا أن نوسط دعاء ميتٍ للتقرب إلى الله، لقضاء الحوائج. باعتبار أنه أساسا الميت انقطعت علاقته بهذا العالم، فلا معنى لأن يدعوا لك، لا يسمعك حتى يجيب، أليس من مقتضيات الدعاء أن يسمع المدعو حتى يجيبك، فإذا لا يسمعك فكيف يجيبك؟. إذن من هنا نجد أن الشيخ ابن تيمية في كتبه أصر على هذه القضية قال لا معنى للذهاب إلى رسول الله وطلب الدعاء منه فضلا عن غيره، لأنه ميت، وإنما طلب الدعاء من العبد الصالح والولي الصالح والنبي إنما يكون في حال حياته، ما الدليل على ذلك؟ تعالوا معنا إلى مصادر هذه الحقيقة:

    المصدر الأول: قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة، تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية، عبد القادر الأرنئوط، دار القاسم، صفحة 157، يقول: ( وظن أن هذا مشروع بعد… وليس المراد أن يشفع للنبي في وإن كنا وأمرنا أن نتوسل …) البحث مفصل ويشير إلى أن هذا لا يجوز إلا في حال الحياة، هذا المورد الأول.

    المورد الثاني: في مجموع فتاوى ابن تيمية المجلد الأول صفحة 158 يقول: ( وقد يخاطبون الميت عند قبره سل لي ربك، ( لا يتوسل بالميت بل يطلب من الميت أن يسال الله، يعني يوسط دعاء الميت، هذا هو المورد الثالث الذي قلنا في الحياة ممكن) أو يخاطبون الحي وهو غائب ( أيضا لا يجوز لابد أن يخاطب الحي وهو حاضر يعني يرى رسول الله ويقول له، ليس أنه هو في المدينة والآخر في بغداد أو في القاهرة،) كما يخاطبونه لو كان حاضرا حيا وينشدون قصائد يقول أحدهم فيها يا سيدي فلان أنا في حسبك أنا في جوارك اشفع لي إلى الله، سل الله أن ينصرنا على عدونا، سل الله أن يكشف لنا هذه الشدة، أشكوا إليك كذا كذا كذا، فهذه الأنواع كلها من أعظم أنواع الشرك الموجود في المشركين من غير أهل الكتاب). ليس فقط حرام بل هو من أعظم أنواع الشرك يعني شرك أكبر يعني ﴿ إنَّ الله لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾، (وهو من أعظم أنواع الشرك الموجود في المشركين من غير أهل الكتاب وفي مبتدعة أهل الكتاب والمسلمين الذين أحدثوا من الشرك والعبادات ما لم يأذن به الله تعالى، قال الله تعالى ﴿أمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ الله﴾)

    المقدّم: أتصور من غير أهل الكتاب الأولى يقصد بها المشركين

    سماحة السيّد: نعم في المشركين من غير أهل الكتاب، (وفي مبتدعة أهل الكتاب والمسلمين فإن الدعاء الملائكة والأنبياء بعد موتهم وفي مغيبهم وسؤالهم والاستغاثة بهم والاستشفاع بهم في هذه الحال ونصب تماثيلهم هو من الدين الذي لم يشرعه الله…). إذن صريح ابن تيمية يقول أن هذا غير مشروع بل هو من الشرك الأعظم.

    وكذلك أعزائي في تراثهم مملوء هذا، كذلك في كتابه الاستغاثة في الرد على البكري صفحة 261 هذه عبارته يقول: ( أنه إنما يتوجه بدعائه ( يعني بدعاء العبد الصالح) وشفاعته فإنه طلب من النبي الدعاء فعلم أنه يشفع بدعاء العباس كما كان الصحابة يتوسلون بدعائه كما توسلوا بدعاء العباس) ولو كان يجوز التوسل بالنبي لتوسلوا بالنبي لماذا يذهبون ويتوسلون بالعباس إذن هذا يكشف أن الصحابة لم يكونوا يجوزون التوسل بدعاء الميت ولو كان ذلك رسول الله (وهذا المحتج بنا حجته على مقدمتين على أنهم توجهوا (إلى أن يأتي في صفحة 266 يقول:) ومع هذا فليس من هذا…).

    إذن واضح من هذا الكلام أنه يعتقد أن هذه المسألة من الأمور المسلمة وهو أول من قال بها. جيد هل تابعه على ذلك أحد أو لا؟ الجواب لم يقل بهذا أحد قبل الشيخ ابن تيمية فهو مؤسس نظرية عدم جواز التوسل بدعاء الميت ولو كان خاتم الأنبياء.

    المقدّم: وإن كان لهذه النظرية جذور

    سماحة السيّد: الآن قلت لكم كدعوى، كنظرية كتأسيس أول من ذكرها وأسس لها هو الشيخ ابن تيمية، وبعد ذلك أعزائي كل من جاء وتبع منهج الشيخ ابن تيمية نجده اتبع هذا الكلام. منهم الألباني في كتابه مختصر صحيح الإمام البخاري، أنصح الأعزة أن يأخذوا هذا الكتاب في أربع مجلدات، مختصر صحيح الإمام بخاري ومختصر صحيح مسلم، العلامة الألباني عنده للسنن صحيح وضعيف، ولكن لم يجرؤ أن يكتب صحيح البخاري وضعيف البخاري فكتب مختصر صحيح البخاري وفي المقدمة بيّن، قال: لا يتصور أحد أن كل ما جاء في صحيح البخاري فهو صحيح. يقول لا يتوهم أحد أن كل أحاديث صحيح البخاري صحيحة، في مختصره ولهذا يذكر ويميز الروايات الصحيحة عن الروايات غير الصحيحة. ولكنه ما جرأ في الذهنية السنية أن يكتب صحيح البخاري وضعيف البخاري كما فعل في صحيح سنن ابي داود وضعيف سنن أبي داود، في صحيح سنن النسائي وضعيف سنن النسائي وإلا كان كفروه، أين يقول هذا أعزائي؟ تعالوا معنا إلى صفحة 12 من المقدمة هذه عبارته: ( ثم إن أحاديث الصحيح من حيث أسانيدها قسمان، القسم الأول أحاديث الموصولة وهي الأحاديث الصحيحة، القسم الثاني الأحاديث المعلقة وهذه الأحاديث المعلقة ليس صحيحا كله عند المؤلف ومن بعده من العلماء بل فيه الصحيح والحسن والضعيف كما بينه الحافظ ابن حجر العسقلاني في مقدمة) ولهذا نصيحتي أعزائي للجميع وخصوصا أبنائي وإخواني من أهل السنة أعزائي هذا إمام الحديث، بتعبيركم بخاري الزمان العلامة الألباني يقول العلماء لم يقولوا أن كلما ورد في البخاري فهو صحيح بل الأحاديث الموصولة هي الصحيحة، والأحاديث المعلقة على أقسام بعضها صحيح بعضها حسن وبعضها ضعيف، وفي هذا المختصر هو ميز بين هذه الأحاديث جيدا. إذن أعزائي يا أهل السنة ويا الشيعة عندما تستدلون بروايات البخاري لا يتبادر إلى ذهن أحدكم أن كل روايات البخاري صحيحة، بل بعضها صحيح وبعضها ضعيف. هسه إذا اتضح هذا الأصل المهم، وأنا بودي أن يلتفت إليه الكثير وهم غافلون.

    هنا التفتوا ينقل رواية وهي رواية أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا عند حاشية يقول: ( إذا تبين هذا فإن الحديث ليس فيه دليل على جواز التوسل بالميت، (بنفس البيان الذي ذكره ابن تيمية، قال لأنه لو كان يجوز التوسل بالميت، لذهبوا إلى رسول الله ، لماذا يتوسلون بمن هو أدنى مرتبة من رسول الله؟) لأن مداره على التوسل بدعاء الحي وهذا لا يمكن بعد وفاته). إذن هو من الداعمين لهذا الرأي.

    سؤال: لماذا أنه لا يمكن التوسل بالميت؟ هل لأنه ليس بحي؟ يقولون لا، من قال لكم الأنبياء ليسوا بأحياء، بل أفضل حياة عندهم وهي الحياة البرزخية، إذن لا يمكن دعائهم؟، يقول لأنه انقطع علاقته بالدنيا فلا يعلم ما يجري في الدنيا، حتى يسمعك ويجيبك. إذن التفتوا جذر المشكلة عند هؤلاء القوم هو الانقطاع، ليس عدم حياة الأنبياء. التفتوا هذه مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لبن باز المجلد الثاني دار أصداء المجتمع صفحة 386 يقول: ( هل الرسول حي في قبره أم لا؟ وهل يعلم في قبره بأمور الدنيا أم لا؟ ) أنظروا إذن يوجد سؤالان؟ هو يقول (وروحه عليه السلام والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وهذه الحياة البرزخية أكمل من حياة الشهداء التي أخبر الله عنها ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ (سورة آل عمران: 169)). أنا وجدت أن بعض أهل السنة أو بعض أهل الشيعة يشكلون على ابن تيمية يقولون كيف تقولون أن النبي ليس بحي يعني هو أقل درجة من الشهداء؟. لا أعزائي واقعا أنتم لم تفهموا كلام ابن تيمية جيدا، هو يقول حي بل حياة أكمل من هذه الحياة ولكن يقول: ( وروحه في أعلى علييين وهو أفضل من الشهداء فيكون له من الحياة البرزخية أكمل من الذي لهم ولكن لا يلزم من هذه الحياة أنه يعلم الغيب أو يعلم أمور أهل الدنيا بل ذلك قد انقطع بالموت ). يعني بعبارة أخرى كيف أنا وأنت ونحن في عالم الدنيا لا نعلم ماذا يجري في حياة البرزخ، يقول من ذهب إلى عالم البرزخ أيضاً لا يعلم ما يجري في الدنيا إلا استثناء واحد وهو إذا سلم عليه أحد الله يرد عليه الروح حتى يجيب السلام وليس أكثر من ذلك.

    إذن على هذا الأساس أنت عندما تذهب إلى جسد رسول الله أو تقول لبدن رسول الله يا رسول الله توسل إلى الله، لا يسمعك، لأنه غائب عن هذا العالم، إذن أعزائي جذر المشكلة ليس أنهم هؤلاء لا يعتقدون بحياة الأنبياء والأولياء والأوصياء في الحياة البرزخية حتى نشكل عليهم، أو يشكل بعض الشيعة أو بعض السنة عليهم، من غير أتباع ابن تيمية ماذا تقولون في الشهداء، لأنه مع الأسف الشديد أنا عندما أتابع بعض الكتابات أو القنوات أو الكلمات أقول ضعف الطالب والمطلوب، هؤلاء لم يحرروا محل النزاع، ابن تيمية وأتباع ابن تيمية مثل ابن باز والعثيمين وغيره هؤلاء لا ينكرون حياة الأنبياء و إنما ينكرون ارتباط الأنبياء بهذا العالم ولهذا يقول انقطع بالموت لقوله إذا مات ابن آدم انقطع عمله.

    وكذلك أحد أعلام الوهابية المعاصرين العلامة العثيمين في مجموع الفتاوى المجلد الثاني يقول: (أما الآن وبعد موت النبي فإن مثل هذه الحال لا يمكن أن تكون لتعذر دعاء النبي لأحد بعد الموت). لا يعلم به حتى يدعوا ولهذا لم يلجئ الصحابة عند الشدائد وعند الحاجة إلى سؤال النبي أن يدعو لهم، بل قال عمر بن الخطاب حين قحط المطر اللهم إنا كنا نتوسل بنبيك الآن نتوسل بعم نبيك. ( ومن هنا فمن فعل ذلك فهو من الشرك الأكبر)، ومن هنا ه تأتي السيارات المفخخة، ومن هنا يأتي الذبح على المذهب وعلى الاعتقاد، طبعا أنتم تعلمون أن هذه السيارات المفخخة وهذا القتل الجماعي هذا ليس مختص بالشيعة، هم يقتلون السنة أيضا كذلك، لأنهم يعتقدون أنهم أيضا من المشركين بالشرك الأكبر، واضح أعزائي جذر المسألة، قال: ( فإن هذا من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله والذي حرم الله على من اتصف به الجنة، وقال تعالى ﴿فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ﴾ (سورة الشعراء: 213) ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ﴾ فالمهم أن من دعا رسول الله بعد وفاته أو غير رسول الله من الأموات لدفع ضرر أو جلب منفعة فهو مشرك شركاً أكبر، مخرجا عن الملة وعليه أن يتوب وأن يوجه الدعاء إلى العلي الكبير)

    المقدّم: وإذا لم يتوب يقتل

    سماحة السيّد: لأنه مشرك، المشرك ماذا يفعلون له؟ لابد أن يتوب إذن يقول لابد أن يتوجه إلى العلي الكبير، الجواب أيضا أخطأ، لابد أن يتوجه إلى الوسائل المشروعة وليس للعلي الكبير ( الذي يقول يجيب دعوة المضطر إذا دعاه، وإني لأعجب من قوم يذهبون إلى قبر فلان وفلان يدعونها أن يفرجون عنهم الكربات ويجلب لهم الخيرات، وهم يعلمون أن هذا الرجل…) . وهذا المعنى حتى تتضح الصورة الكاملة، أريد المشاهد أن يتلفت إليها جيدا، الآن أنظروا إلى العلامة الألباني في صفحة 56 نفس هذا الكلام حتى تعرفون جذر المسألة حتى بعد ذلك عندما نريد أن نناقش، نعرف ماذا نناقش، يقول: ( برأينا أن التوسل بالنبي غير ممكن بعد وفاته فأنى لهم أن يذهبوا إليه ويشرحوا له حالهم، ويطلبوا منه أن يدعوا لهم، ويؤمّنوا على دعائه وهو قد انتقل إلى الرفيق الأعلى وأضحى في حال يختلف عن حال الدنيا، وظروفها،) إذن حي ولكنه انقطع عن هذا العالم، هذا مورد أعزائي وكذلك في صفحة 60 من كتاب التوسل هذه عبارته قال: (كانوا يختلفون… وهو أنهم كانوا يعلمون أنه انقطع عن الحياة الدنيا ولم تعد تنطبق عليه أحولها ونواميسها فرسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد موته حي أكمل حياة يحياها إنسان في البرزخ ولكنها حياة لا تشبه حياة الدنيا). إذن أعزائي أنا أريد أن أصل إلى نتيجة مهمة. من هنا أعزائي تفهمون لماذا أنهم في هذه الآية المباركة من سورة النساء قيدوها بالحياة، ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً﴾ (سورة النساء: 64). الآية لا يوجد فيها في حياته؟ لماذا قيدوها في حياته؟ يقولون لأنه بعد الحياة انقطع ارتباطه فلا معنى لأن نطلب من رسول الله أن يطلب لنا الاستغفار؟ الآن أولئك الذين يقولون أن ابن تيمية لا يعتني بالعقل، هذا استدلال عقلي في مقابل نص القرآني، رفض النص القرآني، هذا تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية، جمعه وحققه وعلق عليه أياد القيسي، راجعه عثمان محمود الجزء الثاني، دار ابن الجوزي صفحة 288 يقولون في ذيل هذه الآية: ( ويقولون إذا طلبنا منه الاستغفار بعد موته كنا بمنزلة الذين طلبوا الاستغفار من الصحابة، ويخالفون بذلك إجماع الصحابة، والتابعين، فإن أحدا منهم لم يطلب من النبي بعد موته أن يشفع له، ولا سأله شيئاً ولا ذكر ذلك أحد من أئمة المسلمين في كتبهم). الآن أنا لا أريد أن أناقش الشيخ ابن تيمية، الآن فقط أقرر النظرية حتى بعد ذلك نعرف هل نأتي ونقول يا ابن تيمية لماذا تنكر حياة رسول الله في البرزخ والشهداء أحياء عند ربهم. يا عزيزي ابن تيمية لم يقل أنه ليس بحي، الألباني لم يقول، الوهابية لم تقول، وإنما قالوا انقطعت علاقته بالدنيا إذن نحن إذا نريد أن نناقش لابد أن نثبت ارتباطه بهذه الدنيا أن نثبت علمه بما يجري في هذه الدنيا فإذا ثبت أنه عالم بما يجري في هذه الدنيا كما لو كان حيا بل أفضل مما لو كان حي بحياة دنيوية، تنهار هذه النظرية. واقعا أنا لم أر إلى الآن من الشيعة والسنة استطاع أن يحرر محل النزاع جيدا حتى يرد بشكل دقيق، لأنه معرفة السؤال أو معرفة الإشكال نصف الجواب، أنت إذا لم تعرف السؤال أو لم تعرف الإشكال أو لم تعرف الشبهة كيف ترد عليها؟ وأنا أتصور في كثير من الأحيان أن المشكلة أنهم لم يفهموا ما قاله الأول أو ما قاله صاحب الشبهة حتى يجبيه، يقول: (وإنما ذكر ذلك من ذكره من متأخر الفقهاء وإلا المتقدمين من الفقهاء لم يجوزوا ذلك).

    ومن هنا تفهم لماذا العلامة العثيمين في تفسير القرآن الكريم من سورة النساء الجزء الأول في ذيل هذه الآية يقول: ( ﴿جاءوك﴾ ومن المعلوم أن المراد جاءوك في حال حياتك). سؤال: من أين معلوم؟ هذه المقدمة المطوية، هذا التأويل الذي عندهم وهو أن النبي إذا مات انقطع علمه بهذه الدنيا ولهذا تجدون الآن المدرسة الوهابية عموما تقول بهذا. التفسير الميسر المملكة العربية السعودية إعداد نخبة من العلماء في ذيل هذه الآية المباركة، قال: ( ولو أن هؤلاء الذين ظلموا أنفسهم باقتراف السيئات جاؤوك أيها الرسول في حياتك)، من أين هذا؟ في الآية لا يوجد في حياتك؟ من أين أضفتم هذا التأويل وهذه الكلمة إلى الآية المباركة؟ الجواب يقولون أضفناها لأنه إذا مات ابن آدم انقطع إلى من ثلاث و رسول الله أيضاً مات، إنك ميت وإنهم ميتون. فإذا مات إذن انقطع عمله. إذن بكره لا يخرجون على الفضائيات يقولون أن السيد الحيدري يتهم الوهابية أنهم يستندون إلى الاستدلال العقلي لا استندوا إلى رواية، المهم استندوا إلى دليل قال انقطعت علاقته.

    إذن على هذا الأساس أعزائي نصل إلى هذه النقطة المركزية، وهي أنه لمن يريد ألدخول في مناظرة مع أي طرف كان يعني سواء شيعي مع سني أو سني مع شيعي أو شيعي مع شيعي أو سني مع سني أعزائي أولا افهم ما يقول ثم ناقش أولا افهموا أن ابن تيمية وأتباع ابن تيمية ماذا يقولون، هل ينفون حياة النبي والأولياء في البرزخ؟ حتى تثبتون لهم الحياة البرزخية وتستدلون بآية أنه الشهداء عند ربهم يرزقون، أما إذا لم يكونوا هم بصدد نفي حياة الأنبياء بل بصدد نفي ارتباطهم بهذا العالم، وهذه هي مشكلة سيالة من باب المثال أذكر فقط، أنتم تعلمون أننا عندما طرحنا نظريات في المشروع المرجعي وغيرها بيني وبين الله في مسألة الولاية وغير الولاية والولاية الفقيه والولاية الحسبية وجدنا مناقشات يمينا ويسارا الله يعلم أنه عندما طالعت مناقشاتهم فوجدت أنهم لم يفهموا كلمات سيدنا الأستاذ السيد الخوئي قدس الله نفسه

    المقدّم: سماحة السيد الوهابية دعاة الوهابية اليوم ليسوا بمستوى علمائهم لكي يبينوا وإنما يخوضون في قضايا سياسية

    سماحة السيد: ولهذا دعوت وقلت بأن هؤلاء الذين يقفون على الأبواب فليدخلوهم دورة تعليمية يعني العلامة الألباني يعني شعيب الأرنئوط يعني هذه الطبقة الذين هم من دعاة المدرسة السلفية فليعلموا هؤلاء أنه لماذا تقولون أن كل من اتخذ وسيلة غير الله تقولون شرك شرك من دون الله. لابد أن يفهموا كلمات علمائهم وإلا لو يأتي أحد ويقف ويقول اللهم إني أسألك بحبي لفاطمة بحبي لأصحاب رسول الله الميامين بحبي لعلي بحبي لرسول الله هذا ليس من الشرك، هذا المجمع عليه.

    إذن أعزائي إلى هنا نصل إلى المورد الأول من موارد الخلاف وهو أنه هل يجوز التوسل بدعاء الميت، بدعاء العبد الصالح الميت أو لا يجوز؟ ذهب ابن تيمية وأتباع ابن تيمية وبعض أيضا إلى أنه لا يجوز وذهب عموم علماء المسلمين من صوفية ومن زيدية ومن أشاعرة ومن معتزلة ومن شيعة و… إلى جواز ذلك، إن شاء الله في الحلقة القادمة نذكر الدليل.

    بعد الفاصل

    المقدّم: نستمع إلى المداخلات. علي من أمريكا

    علي من أمريكا: الإشكال هو كما يزعم الشيخ ابن تيمية أو أتباعه أن النبي قد انقطع عن هذه الدنيا بموته وإنما هو حي في عالم البرزخ، إذن فكيف يكون النبي (صلى الله عليه وآله) رحمة للعالمين؟

    المقدّم: شكرا لك، أبو إبراهيم من فرنسا

    أبو ابراهيم: سلام عليكم. الله يحشركم مع محمد وآل محمد، سؤالي يخص في كلمة ﴿جاءوك﴾ في القرآن، أنا أعتقد أنه يعني خارج عن الزمان

    المقدم: واضح السؤال، يأتي الجواب، أم كرار من سويد

    أم كرار: سيدنا أنا فهمت من كلامك بأنه إذا هم أحياء يعني نستطيع أن نطلب من عندهم، هل ممكن نحن نطلب حاجاتنا من الأئمة المعصومين بزيارتنا لهم

    المقدّم: شكرا، عباس من إيران تفضل

    عباس: تحية لمقدم ولسماحة السيد كمال الحيدري، سماحة السيد طرحنا هذه الآية في المدينة المنورة وأجابنا أحد شيوخ الوهابية أن ال ﴿إذ﴾ في هذه الآية تدل على الماضي فما هو جوابكم

    المقدّم: شكرا لكم، ناظم من العراق

    ناظم: سلام عليكم، سيدنا سؤالنا بالنسبة للتوسل، في سورة البقرة قال ﴿اضربوها ببعضها﴾ أو في سورة يوسف…، السؤال ما ورد في القرآن من التوسل في سورة البقرة وسورة يوسف يعني قميس يوسف…

    المقدّم: شكرا لك، حيدر من العراق تفضل

    حيدر: لدي مداخلة، قال الله حاكيا عن نبيه عيسى في سورة مريم﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً﴾ (سورة مريم: 31) ﴿وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً﴾ هنا النبي عيسى يقول سلام علي يوم أموت يعني في حال موتي فكيف بابن تيمية لا يجوز هذا.

    المقدّم: شكرا، أبو علي من لندن

    أبو علي: عندي مداخلة وهي أنه صلاة الجماعة ثوابها أعظم بكثير من صلاة الفرادى فإذا كانت دعاء الله لا يقبل إلا عن طريق الفرد فلماذا رب العالمين والرسول يوصي بصلاة الجماعة

    المقدّم: شكرا، جعفر من فلسطين

    جعفر: سلام عليكم، كيف يقال أن يعطي الله للنبيه الكريم مقام الشفاعة للمذنبين؟ ثم يمنع من طلب الشفاعة؟

    المقدم: شكرا، حميد من إيران

    حميد: سلام عليكم…. ما معنى الشرك؟

    المقدّم: شكرا، نجيب على الأسئلة، علي من أمريكا يقول كيف يكون رحمة للعالمين؟

    سماحة السيد: عزيزي الجواب أريد أن أكون في موضع المدافعين عن ذاك الفكر حتى يتضح بأنه كيف يدافعون هم، كيف يكون رحمة للعالمين؟ الجواب جاء بالإسلام وبالقرآن والمعارف وهذه هي السنة الحسنة الجارية التي سوف تبقى رحمة للعالمين إلى يوم القيامة، أنت الآن في موضع افترضوا ألآن ابن باز أو العثيمين أو ابن تيمية يريد أن يجيبك يقول بأنه إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، علم ينتفع به، أو ولد صالح، وبحمد الله أن رسول الله عنده علم ينتفع به وصدقة جارية وولد صالح وهي الزهراء سلام الله عليها، إذن المراد من الرحمة لا يعني أنه أستطيع أن أذهب إليه واسأله. نحن قلنا أن ابتغاء الوسيلة أصل قرآني أما المصاديق لابد أن يأتي بها الدليل. يعني كيفية ابتغاء الوسيلة يتحاج إلى دليل وكونه رحمة للعالمين ليس دليلا على جواز التوسل بدعاء الميت.

    المقدّم: أبو إبراهيم يقول ﴿جاءوك﴾ خارج عن الزمان

    سماحة السيد: الجواب هذا ظهور كما يقولون في علم الأصول فإذا دل الدليل إما العقلي وإما النقلي أنه انقطع كما في رواية إذا مات ابن آدم، أولا ما دليلكم على أنه خارج عن الزمان؟ لا دليل عليه وثانيا على فرض أنه أنا أريد أكون بصدد الدفاع عن الفكرة حتى بعد ذلك نناقش، لأنه علمنا سيدنا وأستاذنا الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس الله نفسه علمنا أننا عندما نريد أن نناقش نظرية لابد أن نطرحها بأقوى ما يمكن لا أن نطرحها مضعضعة ضعيفة حتى نشكل عليها بمائة إشكال، الأمانة العلمية تقتضي منا أن نطرح النظرية بأقوى ما يكون. واقعا أنا فهمت نظرية ابن تيمية أفضل مما فهمها أتباع ابن تيمية، ولذا أرد من منطق قوة لأني أعرف النظرية كاملا. السيد الشهيد الصدر عندما كتب اقتصادنا وفلسفتنا، الماركسية في ذلك الزمان كانوا يوصون أتباعهم يقولون لهم شرح نظرية الماركس أفضل مما موجودة في كتبنا، أعزّائي ينبغي عندما نريد أن نناقش نظرية لابد أن نفهم النظرية جيدا، الجواب أولا لا دليل وثانيا الدليل دل على العدم كما يقال

    المقدّم: أم كرار تقول كيف نطلب من الأئمة؟

    سماحة السيد: الجواب الآن ليس حديثنا في الأئمة أولا دعونا نثبت إمام الأئمة وهو النبي الأكرم. هؤلاء يرفضون في رسول الله فما بالكي بالأئمة أو بغيرهم. نحن لابد أن نأخذ أولا جذر القضية نناقش جذر القضية أن هؤلاء لهم ارتباط بهذا العالم أو لا؟ فإن ثبت أنهم لهم ارتباط ويعلمون ما يجري. لماذا نحن نذهب إلى القبور ونسلم عليهم؟ ما الفائدة؟ هو يسمع أو لا يسمع؟ انقطع ارتباطه، إذن أعزائي أصل المشكلة في أنه من يذهب إلى عالم البرزخ له ارتباط بعالم الدنيا أو ليس له ارتباط بعالم الدنيا.

    المقدّم: عباس من إيران يقول ﴿إذ﴾ تدل على الماضي

    سماحة السيد: عزيزي إذا تصبر قليلا عندما نأتي إلى الآية المباركة لنشرحها سيتضح ذلك، الآن ما شرحت الآية أما أنه شرحها يأتي

    المقدّم: ناظم تحدث عن الدليل القرآني

    سماحة السيد: الجواب أعزائي البحث أنا أشكوا بعض الأحيان من عدم الدقة، اضربوه بعضه ببعض، افترضوا بأن القرآن قال هذا جعلوه واسطة نحن الآن أولا ليس كلامنا في هذا، تلك واسطة وليست الوسيلة، نحن نتلكم في الوسيلة المشروعة ثم افترضوا أنه في عهد النبي أو الأنبياء كانت تلك وسيلة مشروعة، ما الدليل على أنه تلك وسيلة مشروعة في زماننا؟ إذن لا ينبغي أن نذهب يمينا ويسارا نحن نتكلم في العصر الإسلامي وفي الشريعة الإسلامية

    المقدّم: حيدر من العراق يقول ﴿وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً﴾

    سماحة السيد: ﴿وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً﴾… الجواب أنت الآن أيضا تستطيع أن تسلم على رسول الله، ابن تيمية وأتباع ابن تيمية لا يمنعك عن السلام، يقولون: (من سلم علي لي ملائكة يأتون بسلامه فالله يرد علي الروح فأجيبه عليه السلام ). هذا لا علاقة له أن تطلب منه الدعاء، أنا قلت لكم افهموا المسائل.

    المقدّم: لكن في هذه المسألة أحد المتصلين في الحلقات السابقة قال يسلم على الرسول باليوم ملايين المرات

    سماحة السيد: ذاك بحث آخر هو إشكال، وهو أنه إذا سلم عليه مليون إنسان فكيف يرد عليه الروح مليون مرة؟ أنا أقول أن ابن تيمية راح يجيبك أو الألباني يجبيك يقولون نحن لا نعرف حقيقة تلك الحياة، فكيف يرد وينقطع لا نعرف ذلك ولكن النص التعبدي دلنا أنه كلما سلم عليه يرد الروح إليه أقول أعزّائي هذه ليست إشكالات علمية الإشكال العلمي جذر المشكلة أنه انقطع عن هذه الدنيا أو لا؟

    المقدّم: أبو علي من لندن حول صلاة الجماعة

    سماحة السيد: الجواب قلنا يجوز التوسل بالعمل الصالح وصلاة الجماعة من العمل الصالح. قلنا من الوسائل المشروعة التي يجوز التوسل بها هي العمل الصالح. فهي داخلة في القسم الثاني أو الوسيلة الثانية من الوسائل المشروعة

    المقدّم: جعفر من فلسطين حول الشفاعة

    سماحة السيد: بيني وبين الله هؤلاء يصرحون بأنه نحن نقبل شفاعته في الآخرة ونقبل التشفع به في الدنيا، لأنه الذي في الآخرة حي معه إذن حي يطلب من حي وفي الدنيا حي يطلب من حي أما عندما هو ميت لا نجوّز أن يطلب الحي من الميت، أكو فصل، إذن لا يمكن قياس قبول الشفاعة في الآخرة على قبول شفاعته وهو في البرزخ

    المقدّم: طيب نستمع إلى محمد من الكويت

    محمد: سلام عليكم. شنو جواب القوم على الآية ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾.

    سماحة السيد: هذا خارج عن البحث

    المقدّم: أبو محمد من العراق تفضل

    أبو محمد: سؤالي هل التوسل واجب في الدعاء يعني هل إذا الإنسان دعا الله مباشرة هل هذا الدعاء هو غير جائز؟

    المقدّم: شكرا، نور الدين من تونس

    نور الدين: سيدي الكريم أريد أن أسأل فقط حينما يمنع عليها ابن تيمية وأمثاله من أن نتوسل بمحمد (صلى الله عليه وآله) فنقول أين عدل الله إن كان الله خلقنا بعد وفاته فكيف نستمتع برحمته والتوسل به بعد وفاته، ونحن لم نخلق حين كان حيا فهذا من عدل الله أم ماذا؟

    المقدّم: شكرا، ما جواب سؤال نور الدين

    سماحة السيد: بين وبين الله لو لم يكن لهذه الدعاء بديل لصح، ولكن البديل موجود وأنك تتوسل بأسماء الله وصفاته، هذا أولا وثانيا أن الدعاء وكيفية الدعاء من الأمور التوقيفية التي تحتاج إلى نص شرعي ولا مجال للأبحاث العقلية فيها وهذا بحث عقلي، أن الله سبحانه وتعالى قال لنا أن هذا يجوز و أن هذا لا يجوز. وإلا أنا أشكل عليك أن الصلاة خلف الرسول تعادلها صلاة أو لا تعادلها؟ أيضاً نحن حرمنا من الصلاة خلف الصلاة، الجهاد مع رسول الله لا يعادله جهاد ونحن حرمنا إذن لا يمكن أن نقول هذا الكلام.

    المقدّم: وقت البرنامج انتهى…. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    • تاريخ النشر : 2013/04/04
    • مرات التنزيل : 4262

  • جديد المرئيات