نصوص ومقالات مختارة

  • مشروعية التوسل بالنبي(ص) في حياته وبعد موته الحلقة الحادية عشر

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    مختارات من مقامات المصطفى (ص) الحلقة﴿15﴾

    المقدم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    أرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري.

    سماحة السيد خلاصة لما ذكرنا في الحلقة السابقة وإذا كانت هناك إضافات تودون طرحها وبيانها تفضلوا.

    سماحة السيد:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    يتذكر الأعزة في الحلقة السابقة ركزنا الحديث على الإضافة والزيادة التي نقلها إلينا ابن أبي خيثمة في تأريخه عن حماد بن سلمة وهذه الزيادة كما قلنا وهي أنه وإن كانت لك حاجة فافعل مثل ذلك يعني هذه الزيادة تعد من أهم القرائن الدالة على هذا المعنى ولذا نجد أنه العلامة الألباني في ص 81 من كتابه التوسل يقول: > وإن كانت لك حاجة فافعل مثل ذلك، رواه أبو بكر بن أبي خيثمة في تأريخه فقال حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا حماد بن سلمة <.

    جيد، هذا المقطع قلنا بيني وبين الله له دلالة واضحة على أن القضية ليست قضية مرتبطة بظرف معين أو زمان معين أو مكان معين وإنّما هي عامة تشمل حياة النبي وما بعد حياة النبي. هذا وقفنا عنده تفصيلا وأشرنا إليه في الحلقة السابقة، هذا المقطع أو هذه الزيادة أعزائي التي نقلت إلينا قلنا من حيث السند لم يستطع أحد أن يناقش فيها حتى ابن تيمية فضلا عن الألباني وغير الألباني، من حيث السند لم يستطيعوا مناقشة سند الرواية، لأن سند الرواية معتبر وصحيح لأن حماد بن سلمة من رجال مسلم كما تقدم. المهم أعزائي هو مضمون الرواية، مضمون الرواية نجد بأن الصحابي الذي نقل إلينا الرواية وهو عثمان بن حنيف فهم منها معنى ولذا طبقها بعد حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في زمن عثمان بن عفان، بالنسبة إلى ذلك الرجل الذي كانت له حاجة. إذن الصحابي فهم من هذا النص النبوي سواء كانت مع الزيادة أو بلا زيادة، فهم أنها مختصة بحياة النبي أو غير مختصة؟ غير مختصة، وإلا لما طبقها بعد ممات رسول الله (صلى الله عليه وآله). وأشرنا أيضا في البحث السابق أن الاتجاه السلفي يعتقد بعد الكتاب والسنة أن فهم الصحابة هو الحجة. قلنا في ما سبق أن الاتجاه السلفي أهم مقوماته أنه يعتقد أن فهم الصحابي هو الحجة علينا وهذا ما أشار إليه العلامة الألباني في كتابه الفتاوى المنهجية أسئلة حول السلفية للعلامة الألباني في صفحة واحد وأربعين، يقول: >إن القرآن والسنة يجب أن يفهما على منهج السلف الصالح من التابعين وأتباعهم إذن لا فقط الصحابة بل التابعين بل تابعي التابعين، أتباع التابعين ولذا عبارته يقول: > ولكنهم كانوا يفسرون الكتاب وألسنة على أهوائهم لا يلتفتون إطلاقا إلى فهم السلف الصالح خاصة الصحابة <. لأنه السلف الصالح أعم من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، يقول خصوصا فهم الصحابة، وقد اتضح لنا بأنه فهم الصحابة كان قائم على أن هذه القضية أولا توسل بذاته بمقامه بحق النبي بمنزلته وثانيا ليست مختصة بحياته تقول من حقك سيدنا التابعون ماذا فهموا من هذه الرواية؟ بعد الصحابة ننتقل إلى التابعين وإلى علماء الأمة، جيد جدا وهذا هو الذي لم نشر إليه في الأسبوع الماضي.

    تعالوا معنا إلى ما قاله التابعون في هذا المجال، فيما يتعلق بالتابعين في هذا المجال أنا سأنقل القصة من كلمات ابن تيمية، لا أنقلها من مكان آخر، أنقلها من ابن تيمية، إلى كتاب مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية المجلد الأول، صفحة 264، يقول: > قال حدثنا أبو هاشم سمعت كثير بن محمد بن كثير يقول جاء رجل إلى عبد الملك ابن سعيد ابن أبجر، فجس بطنه فقال بك داء لا يبرأ، قال: ما هو؟ قال: دبيلة، قال فتحول الرجل فقال الله الله الله ربي لا أشرك به شيئا اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة < إذن يظهر أن هذا الدعاء، كان معروفا بين المسلمين، بين الأمة الإسلامية، > يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك وربي يرحمني مما بي، قال: فجس بطنه فقال قد برئت ما بك من علة <. سؤال: من هو عبد الملك ابن سعيد ابن أبجر؟ من هو الرجل الذي وردت القصة عنه؟ الجواب: تعالوا معنا إلى شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين من بعدهم تأليف الإمام العالم الحافظ الطبري، متوفى 418 من الهجرة تحقيق الدكتور احمد الغامدي المجلد الأول دار طيبة، ص 31، بودي أن الأعزة يلتفتوا إلى هذه الحقيقة أتكلم عن التابعين يقول: > باب سياق ذكر من رسم بالإمامة < إذن يذكر الأئمة، أي أئمة؟ يقول: > بالإمامة في السنة والدعوة والهداية إلى طريق الاستقامة بعد رسول الله الذي (صلى الله عليه وآله) هو إمام الأئمة، فمن الصحابة < إذن يذكر كل الأسماء الذي يذكرهم كل هم من الأئمة > فمن الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي و… ومن التابعين من أهل المدينة سعيد بن المسيب وعروة ابن الزبير ومن الطبقة الثانية (يعني تابعي التابعين) فلان وفلان ومن الطبقة الثالثة فلان وفلان ومن بعدهم في الطبقة عمر بن دينار وعبد الله بن طاووس إلى أن يقول في صفحة 41 ثم من بعدهم وبعدهم إلى صفحة 44 يقول: > وأبو حيان يحيي بن سعيد وعبد الملك ابن أبجر <، فإذن هو من أئمة التابعي التابعي التابعين، يعني من طبقة التابعين، أو تابعي التابعين وبعد ذلك، إذن هذا الرجل الذي ينقل القصة هو عبد الملك بن أبجر الذي هو من الأئمة، أرجع إلى صفحة 31، أقرء من هو الباب؟ قال: > باب سياق ذكر من رسم بالإمامة (يعني وصف بالإمامة) في السنة والدعوة <، إذن هو إمام من الأئمة.

    إذن إلى هنا انتهينا إلى أولا ظهور الرواية، كما قال العلامة الألباني ثانيا فهم الصحابة، ثالثا عمل التابعين وتابع التابعين، تقول لي سيدنا ابن تيمية يقر بأن السلف كان علمهم على هذا أو لا يقر؟ هذه قضية مهمة أنه قد يقول الذي ينتقد هو لعله لا يقر أن السلف كانوا هكذا، أعزائي هذا ابن تيمية مرة أخرى مجموع فتاوى ابن تيمية المجلد الأول صفحة 264 بعد أن نقل رواية عبد الملك بن سعيد بن أبجر يقول: > قلت فهذا الدعاء <، أي دعاء؟ اللم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة > فهذا الدعاء ونحوه قد روي أنه دعا به السلف <، إذن سلف الأمة السلف الصالح للأمة كان يدعون بهذا الدعاء، ليس فقط السلف الصالح بل إمام الشيخ ابن تيمية ونقل عن أحمد بن حنبل أيضا كان يدعو ويرى جواز هذا الدعاء ومشروعية هذا الدعاء في حياته، ونقل عن أحمد بن حنبل في منسك المروذي > التوسل بالنبي في الدعاء ونهى عنه آخرون <، بيني وبين الله من هؤلاء الآخرون؟ عندما لا يوجد عنده دليل على الخلاف يجعل القضية مبهمة، ونهى عنه آخرون، ثم هو يقول: > فإن كان مقصود المتوسلين التوسل بالإيمان به وبمحبته < هذا خلاف هذا خلاف نص الرواية، > وبمحبته وبموالاته وبطاعته فلا نزاع بين الطائفتين <، أنا لا أعلم الطائفة الثانية من هي؟ الطائفة الأولى عرفناها وهم الصحابة وفهم الصحابة والتابعين وتابع التابعين والعلماء لا أقل إمامه أحمد بن حنبل أما الطبقة الثانية فلم يشر لأنه هو يعلم أنه شذ عن هؤلاء جميعا ولا توجد مثل هذه الطبقة، > وإن كان مقصودهم التوسل بذاته فهو محل النزاع <، يعني فهو محل النزاع بين ابن تيمية وأتباعه وبين المسلمين >وما تنازعوا فيه يرد إلى الله والرسول < ورجعنا إلى الله ورسوله والرسول علم ذلك الإنسان قال قل اللهم إني أسألك بنبيك محمد نبي الرحمة. الآن تقول فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول، رجعنا إلى الرسول، رسول الله أيضا علم ذلك الأعمى قال هكذا ادعوا الله. وهكذا فهم الصحابة. ولكن مع كل هذا أعزائي ابن تيمية التفتوا لي أعزائي نجد على القاعدة قال هذا منهي عنه، وذهب العلماء إلى النهي عنه، ولم يتابع ابن تيمية إلا بعض الوهابيين والسلفية، لم نجد من علماء المسلمين من المتقدمين والمتأخرين من تابع الشيخ ابن تيمية في هذه المسألة وجدنا أن ابن تيمية في كتابه الاستغاثة في الرد على البكري دراسة وتحقيق السهلي مكتبة دار المنهاج ص 107 قال: > وقول هؤلاء باطل شرعا فلا هم موافقون لشرع الله ولا ما يقولونه مطابق لخلق الله <، من أين؟ بلا دليل، فقط ادعاءات، هذا مورد. وتابعه على ذلك الألباني وتابعه على ذلك شعيب الأرنئوط وتابعه على ذلك مجموعة محمد بن عبد الوهاب ومجموعة أتباع الوهابية، وإذا يوجد غير دلونا عليهم حتى نعرف من مِن علماء المسلمين تبع الشيخ ابن تيمية، أنظروا أمامكم أعزائي مشكاة المصابيح للتبريزي الذي حققه محمد ناصر الألباني الجزء الثاني ص 769، هذه عبارته، يقولبعد أن ينقل حديث الأعمى: > وإسناده صحيح ومن ضعفه من المتأخرين فما أصاب كما لم يصب من استدل به على التوسل بالأشخاص < يعني الصحابة وابن أبجر والتابعين، وأحمد ابن حنبل وكل علماء المسلمين، > وإنّما هو دليل على التوسل بدعاء الرجل الصالح <، إذا كان بدعاء الرجل الصالح كيف عثمان بن حنيف يقول بعده في زمان عثمان كيف التابعين كيف احمد بن حنبل وغير ذلك وهكذا أعزائي صحيح الترغيب والترهيب للألباني الجزء الأول صفحة 428 أيضا كذلك قال: > يعني اقبل دعائي في أن تقبل دعائه في، هذا هو المعنى الذي يدل عليه السباق (يعني الجملة السابقة) والسياق وخلاصته أن الأعمى توسل بدعائه وأكثر من ذلك نجد الآن الوهابية بدئوا يقولون أن هذه بدعة وهذا شرك بل هو من الشرك الأكبر، كتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي تحقيق الدكتور الصادق بن محمد بن إبراهيم الجزء الأول أعزائي صفحة 209 في الحاشية يقول: > وأما ما يفعله كثير من العامة من التوسل إلى الله بذات وجاه النبي فهو من البدع والمحدثات في الدين < ما هو الدليل؟ > أنظر كتاب قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لابن تيمية <. خلاص هذا الدليل، ليس الدليل قال رسول الله شيء غريب واقعاً عزيزي.

    المقدم: هم إذا يقولون أن هذه الصيغة من الحديث تدل على دعاء النبي فليتركوا الناس يتلفظوا بهذه الصيغة.

    سماحة السيد: لا لا ما يسمح باعتبار لابد أن ينهوهم عن المنكر لأن هذا منكر مولانا هذا منكر.

    إذن إلى هنا انتهينا إلى هذه القضية الواضحة، الواضحة أعزائي وهي أن الصحابة فهموا هذا المعنى بشكل واضح وصريح بلا مجال للاختلاف فيه، الآن أنا أتصور إذا أمكن ألخص كلامي حتى أنه إنشاء الله ندخل في البحث اللاحق وهو أنه الخلاصة التي ننتهي إليها أنه ظاهر الحديث هو التوسل بذاته، فهم الصحابة هو التوسل بذاته، عمل التابعين هو التوسل بذاته يبقى عندنا أقوال العلماء.

    المقدم: نأتي إلى ماذا فهم علماء الحديث من حديث الأعمى هل فهموا منه الاختصاص بحياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أم مشروعية ذلك لما بعد حياته أيضاً؟

    سماحة السيد: جيد جداً، واقعاً هذه هي المسألة الأخرى، إلى هنا اتضح لنا بأنه لا يوجد أي دليل يدل على أنه لا يجوز التوسل بذاته صلى الله عليه وآله في الحياة من هنا ينتقل الشيخ ابن تيمية إلى المرحلة الثانية يقول حتى لو أجزنا ذلك في حياته فلا يجوز التوسل به بعد مماته. ينتقل إلى المرحلة الثانية وهي أنه حتى لو أجزنا في حياته فلا يجوز بعد مماته أين يقول؟ أعزائي أمامكم هذا كتاب قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة، لشيخ الإسلام ابن تيمية عبد القادر الأرنئوط دار القاسم صفحة 157 يقول: > وظنّ أن هذا مشروع بعد موته ولفظ الحديث يناقض ذلك <، لا لفظ الحديث لا يناقض. > فإن في الحديث أن الأعمى سأل النبي أن يدعو له وأنه علم الأعمى أن يدعو وأمره في الدعاء أن يقول وإنّما يدعى بهذا الدعاء إذا كان النبي داعياً شافعاً له بخلاف ما لم يكن كذلك فهذا يناسب شفاعته ودعاءه للناس في محياه في الدنيا ويوم القيامة < أما وهو في عالم البرزخ بعد ليس لنا قطيعة كاملة كما أشرنا إلى ذلك مراراً هذه دعوة ابن تيمية ودعوى كل الذين جاءوا من بعده، يعني تابعوا ابن تيمية.

    السؤال المطروح هو هذا: ماذا فهم علماء الحديث من حديث الأعمى؟ أولئك الذين نقلوا الأحاديث أولئك الذين بالعشرات من الأئمة نقلوا ماذا حديث الأعمى. ماذا فهم علماء الحديث؟ ليس الفقهاء لا أتكلم عن الفقهاء لا أتكلم عن المتكلمين لا أتكلم عن الروافض لا أتكلم عن الشيعة لا أبداً أتكلم يعني ابن ماجه نقل الحديث يعني النسائي نقل الحديث كل أولئك الذين نقلوا الحديث يعني المصادر الحديثية لا الفقهية ولا الكلامية، ماذا فهموا من هذا الحديث؟ ولكن أعزائي أحتاج إلى مقدمة مختصرة أبينها للأعزاء لابد أن يلتفتوا جيداً وهي مقدمة مهمة خصوصاً لأهل العلم أعزائي الآن نحن إذا جئنا إلى كتاب البخاري نجد يقول كتاب الطهارة ثم يضع تحت كتاب الطهارة مجموعة من الأبواب الباب الأول الباب الثاني الباب الثالث الباب الرابع يقول كتاب الصلاة ثم يضع تحت الكتاب عدة أبواب كتاب الصوم كتاب الحج وهكذا. أعزائي هناك بحثٌ أساسيٌ مهم يقولون إذا أردتم أن تتعرفوا على فقه البخاري فعليكم أن تتعرفوا على أنه أين يضع الحديث، في أي باب من الأبواب، هذا عنوان الباب يكشف أن فهمه عن الحديث هو ذاك؛ يعني إذا وجدتم أن الحديث وضعه في الباب (أ) وأعطى عنواناً للباب (أ) فإذاً معنى الحديث هو ذاك الباب.

    المقدم: مشروعية العنوان.

    سماحة السيد: أحسنتم يعني أن العنوان في الباب يعطي تفسيراً وفهم العالم وذلك المرجع للحديث، إذاً فقه البخاري أين لا في الروايات في العناوين التي ذكرها.

    المقدم: إذا قال فضائل الصحابة ونقل رواية فدليل على فضل.

    سماحة السيد: أحسنتم جزاك الله خير عندما يتكلم يقول ما قيل في معاوية لا يقول فضائل معاوية هذا معناه أنه لا يعد ذلك.

    المقدم: أنها ليست فضيلة.

    سماحة السيد: أحسنتم؛ إذن أنتم أعزائي واقعاً هذه نقطة فليلتفت إليها أهل العلم جيداً، طبعاً ليس هنا في كتب كل كبار العلماء هكذا يعني عندما تأتي إلى وسائل الشيعة هذه منهجية لماذا يضع الحديث في هذا الباب لا في بابٍ آخر؟ للدلالة على أنا أفهم من هذا الحديث هذا العنوان الذي عنونت به وهذا ما يقوله العلامة الألباني في البخاري طبعاً ليس مختصاً بالبخاري وإنّما هو موجود في غير البخاري أمامكم أعزائي كتاب مختصر صحيح الإمام البخاري للعلامة المحدث الألباني الجزء الأول أعزائي صفحة 13 هذه عبارة العلامة الألباني في المقدمة طبعاً يقول: > وكذلك رقمت كتب الصحيح كلها كل الكتب أنا رقمتها بأرقامٍ كبيرةٍ متسلسلة وكذلك رقمت أبواب كل كتابٍ على حدة بأرقامٍ متسلسلة محتفظاً بكل بابٍ من أبوابه < لماذا؟ أنت هذا كتابك مختصر البخاري لماذا احتفظت بعناوين الأبواب؟ يقول > وذلك لما اشتهر عند العلماء أن فقه البخاري في تراجم أبوابه < العنوان هو الذي يقول لك أن البخاري ماذا فهم من هذه الرواية يقودك إلى فهم البخاري للرواية لا يقول لي قائل من أين أقول لأنه جعل هذه الرواية تحت هذا الباب، جيد جداً إذن هذه قاعدة مهمة الآن تعالوا معنا أعزائي إلى هذا الحديث تعالوا لنرى أن علماء الحديث أين وضعوا حديث الأعمى هل وضعوه في ما يختص بحياته أو وضعوه بعنوان عام يشمل ما بعد حياته فإن كان فهم ابن تيمية صحيح كان ينبغي أن كل علماء الحديث يضعوه فيما يختص بحياته أما إذا كان الفهم الآخر وهو فهم الصحابة وفهم التابعين وفهم علماء المسلمين. الآن تعالوا معنا لنرى أين وضعوا الحديث الأول أعزائي أحد السنن الأربعة السنن الإمام ابن ماجه القزويني المتوفى 273 هذه أنقله من تحقيق شعيب الأرنئوط الجزء الثاني صفحة ثلاثمائة وأربعة وتسعين التفتوا أعزائي إلى عنوان الباب أنا بودي أن المشاهد بعد يحفظ الأبواب عناوين الأبواب الباب: مائة وتسعة وثمانين باب ما جاء في صلاة الحاجة يعني في صلاة الحاجة في زمن رسول الله فقط كان عليه أن يقيد وحيث لم يقيد إذن ماذا فهم من حديث الأعمى.

    المقدم: أنا الآن إذا أرجع إلى السنن وأريد أن أجد حديث في هذا المجال.

    سماحة السيد: تجده في صلاة الحاجة ولذا قال عن عثمان ابن حنيف أن رجلاً ضرير البصر يعني من كانت له حاجة فليفعل هذه السنة. وهذا هو الذي ورد في ذيل الحديث الزيادة وإن كانت لك حاجة فافعل مثل ذلك هذا هو المورد الأول وهو إذن الإمام ابن ماجه القزويني فهم الاختصاص أو الاستمرارية هذه أمامكم هذا المورد الأول.

    المورد الثاني أعزائي صحيح ابن خزيمه لإمام الأئمة المتوفى 311 من الهجرة تحقيق الأعظمي الجزء الأول المكتب الإسلامي الجزء الأول صفحة 602 الباب خمسمائة وسبعة وثلاثين (التفتوا للعنوان): > باب الصلاة الترغيب والترهيب < هذا بيه اختصاص أو لا يوجد هذا العنوان به اختصاص؟ باب الترغيب والترهيب يعني أين ما أردت أن تصل إلى الله تتقرب إلى الله الرغبة فعليك ماذا؟ إن رجلاً ضريراً أتى النبي فقال اللهم إني أتوسل إليك قل افعل ذلك. هذا المورد الثاني.

    المورد الثالث وهو أهم من هذه الموارد جميعاً بشكل واضح أعزائي والقائل به أيضاً من كبار الأئمة وهو الإمام النسائي السنن الكبرى للإمام النسائي المتوفى 303 من الهجرة الجزء الثالث أعزائي أنظروا أعزائي إلى عنوان الكتاب ثم عنوان الباب قلنا أولاً يذكرون الكتاب كتاب الصوم ثم لكل كتابٍ عدة أبواب أنظروا أعزائي الجزء الثالث أنظروا ما هو عنوانه قال: > كتاب عمل اليوم والليلة < كتاب عمل اليوم والليلة ثم بدأ من يريد أن يعمل أعمال اليوم والليلة هذه مستحباته فلهذا بدأ قال ذكر ما كان النبي يقول إذا أصبح و إلى آخره نوع آخر من القول ثم قال فلان فلان إلى أن يأتي في المقام يقول التفتوا يقول: > ما يقول إذا راعه شيءٌ< إذا صارت عندك حاجة ماذا تقول؟ ما يقول ما أدري الأعزة لابد قارئين اللغة العربية >يقول < فعل مضارع يدل على الاستمرار ليس ما قاله الضرير عندما كان يحتاج إلى حاجة، ما يقول النسائي يعلم ماذا يقول، >ما يقول< هذا عنوان الباب وعنوان الكتاب عمل اليوم والليلة >ما يقول إذا راعه شيءٌ ذكر حديث عثمان ابن حنيف< إذن الرواية جاءت في حديث كتاب عمل اليوم والليلة وفي باب ما يقول إذا راعه شيءٌ .

    تعالوا معنا أعزائي إلى الإمام النيسابوري في المستدرك أعزائي المستدرك على الصحيحين للإمام النيسابوري لا أقل في ثلاثة مواضع أنا أشير إلى موضع واحد الجزء الأول دار المعرفة الجزء الأول أعزائي صفحة 621 يقول الإمام الحاكم النيسابوري: > دعاء رد البصر يعني من فقد بصره < والله غريب يا أخي والله غريب أنه هكذا يدلس، ما أريد أن استعمل هذه العبارات ولكن ماذا أسمي هذا، لماذا هذه التغطية على معارف الإسلام وعلى معارف النبي وعلى السنة النبوية الشريفة، نعم أنت من حقك تقول أن علماء المسلمين هكذا يقولون وأنا أختلف معهم من حقك، أما أن تدلس وتقول لم يقل به أحد وتكفر وتقتل وتذبح وتسلخ وإلى آخره بيني وبين الله هذا أقل ما يقال فيه ليس منطق.

    المقدم: ليس منطق العلماء.

    سماحة السيد: واقعاً، دعاء ردّ البصر قال: > فيقول اللهم إني أسألك <.

    بعد أعزائي مشكاة المصابيح للتبريزي أعزائي يعني القضية من مسلمات العلماء مشكاة المصابيح تأليف التبريزي تحقيق الألباني المجلد الثاني صفحة 769 قال: > باب جامع الدعاء < إذن الإنسان إذا أراد أن يدعوا كيف يدعوا؟ باب جامع الدعاء.

    وكذلك أعزائي الترغيب والترهيب للمنذري، > الترغيب في صلاة الحاجة ودعاءها< الباب 19، يا أخي والله الإنسان يقف حائراً أمام هذا المنهج الذي لا أدري ماذا أعبر عنه ثم يأتي ويقول نحن نمثل أهل السنة، بينكم وبين الله من يمثل أهل السنة هؤلاء ليسوا من أهل السنة؟.

    بعد أعزائي، هذا مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي المصري المجلد الثاني صفحة 467 أعزائي العبارة واضحة جداً قال: >باب صلاة الحاجة<.

    إذن أعزائي إلى هنا انتهينا إلى قضية واضحة جداً وهو أنّه إذا تسمح لي أستاد علاء حتى ألخص البحث وهو أنّه أوّلاً ظهور الرواية كما أصر وكما صرح به ابن تيمية، ثانياً فهم الصحابة، ثالثاً عمل التابعين، رابعاً فهم جميع علماء المسلمين إلى يومنا هذا. وهو أن هذا الحديث يدل على أنّه ليس مختصاً بحياة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بل هو شاملٌ لما بعد حياته ومع ذلك أنظروا ماذا يقول ابن تيمية بيني وبين الله أنا ما أعلق أترك فقط المشاهد الكريم هو يحكم عليه، يقول: > الإقسام على الله سبحانه وتعالى به وهذا منهي عنه عند جماهير العلماء< أعيده > وهذا منهيُّ عنه عند جماهير العلماء < ويقول هذا في قاعدةٌ جليلةٌ في التوسل والوسيلة تأليف ابن تيمية صفحة 107 > وهذا منهيُّ عنه عند جماهير العلماء < وأنا بيني وبين الله كلما بحثت أريد أن أبحث شخص واحد يدلني على أنّه جماهير العلماء نهوا عن ذلك أنتم وجدتم أنّه الصحابة فهموا، التابعين فهموا علماء المسلمين فهموا جعلوه في أعمال اليوم والليلة جعلوه دعاء رد البصر جعلوه في الترغيب والترهيب جعلوا جعلوا جعلوا إلى يومنا هذا.

    لذا أنا أعتقد بيني وبين الله أن المسألة تعد من الواضحات نعم ولهذا تجدون أن جملة من الأعلام قالوا وقد ابتدع ابن تيمية لماذا ابتدع واقعاً لأنّ هذه بدعة مستحدثة ثم أنا لست من أولئك الذين أقول ليس من حق الشيخ ابن تيمية أو الألباني أن يجتهد ويعطي رأي ولكنه يجتهد ويعطي رأي على أساس أدلة معتبرة صحيحة لا أنّه يخالف ظهور الحديث ويخالف فهم الصحابة ويخالف عمل التابعين ويخالف كلما قاله علماء المسلمين إلى يومنا هذا. ولذا الحكم واقعاً للمشاهد الكريم أن يحكم بأنه القضية الحق مع هذا الطرف وهو أنّه هل يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله أو لا يجوز في حياته وبعد مماته صلى الله عليه وآله؟.

    المقدم: فليسمعها الذين يقفون أمام قبر رسول الله صلى الله وآله.

    سماحة السيد: أحسنتم واقعاً يقفون وبعد ذلك إنشاء الله لأنّه أسئلة كثيرة أتتني من الأعزة يقولون سيدنا أنت فقط هذا تقوله مختص بالنبي قلت لهم استمعوا إن شاء الله الأبحاث اللاحقة تأتي وستبين أن هل هذا التوسل بذاته بحقه بمنزلته بمقامه مختص بالنبي أو يشمل غير النبي؟ إلى هنا اتضح لنا بشكل واضح وصريح أنّه ثابت للنبي في حياته وبعد مماته صلى الله عليه وآله وسلم.

    المقدم: طيب سماحة السيد يعني الآن كما أشرتم اتضح لنا موقف الصحابة واتضح لنا موقف التابعين واتضح لنا موقف جماهير أو جمهور علماء المسلمين من هذه الرواية، هذه رواية واحدة هل هناك شواهد روائية أخرى تبين مشروعية هذا النوع من التوسل أم لا؟ لربما يقول أنّه رواية واحدة هذه.

    سماحة السيد: أحسنتم من هذا اليوم أعزائي أو من هذا البحث سنبدأ بمجموعة من الروايات، هذه الروايات تقوم بدورين لا بدور واحد يعني ضرب عصفورين بحجر واحد، يعني الوصول إلى هدفين من خلال هذه المجموعة من الروايات، وهو أنّه هل يختص التوسل بالذات بالنبي أو يشمل الآخرين؟ وثانياً هل أنّ هذا مختص بحياته أو يشمل ما بعد حياته؟ إذاً يوجد أمران، لأنّه يتذكر المشاهد الكريم نحن في أبحاث سابقة بشكل واضح وصريح قلنا لا نزاع بين علماء المسلمين في أنواع ثلاثة من التوسل النوع الأوّل كما يقول الألباني النوع الأوّل التوسل باسمٍ من أسماء الله، التوسل بعملٍ صالح، التوسل بدعاء رجلٍ صالح، قلنا هذا لا يوجد خلاف وإنّما الخلاف في التوسل بحق أحدٍ تقول اللهم إني أسألك بحق محمدٍ، اللهم إني أسألك بحق هذا الولي من أولياء الله، السؤال إذن مطروح في هذه القضية أمّا الروايات أجعلوا أذهانكم معي لأنّ البحث مهم جداً ولعله إلى الآن هذه الروايات أو كثير منها لا تطرح على الملأ العام فقط يطرحون الرواية الأولى أمّا الروايات الأخرى لا تطرح. سأقرأ لكم رواية أعزائي هذه الرواية واردة في سنن ابن ماجه القزويني طبعاً قل لي سيدنا هذه الرواية صحيحة ضعيفة أقول الآن انتظروا بعد ذلك سنتكلم عن السند الآن نتكلم وردت الرواية والرواية واردة ليس في كتابٍ مجهول واردة في سنن ابن ماجه القزويني كتاب السنن لابن ماجه القزويني الرسالة العالمية أعزائي طبعة شعيب الأرنئوط أو تحقيق شعيب الأرنئوط أعزائي رقم الحديث 778 الرواية عن أبي سعيد الخدري قال: > قال رسول الله صلى الله عليه وآله > إذن الرواية ليست موقوفة بل هي مرفوعة يعني مو أن الصحابي يقول إذا خرجت من المسجد فقل كذا حتى نقول بأنه أخذها من رسول الله أو اجتهاد منه لا يسندها للرسول، إذن بحسب الاصطلاح الرواية مرفوعة وليست موقوفة قال رسول الله: > من خرج من بيته إلى الصلاة < يخرج قال المؤذن قد قامت الصلاة فهو يخرج من بيته حتى يذهب إلى المسجد أو إلى مكانٍ ليصلي ماذا يستحب له أن يقول؟ التفتوا لي أعزائي > فقال: (من؟ هذا المصلي)، اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك <. هذه الرواية عجيبة هذه أولاً أعزائي التفتوا لي تلك الرواية التي واردة في مسند أحمد التي قرأناها كان يقولون بنبيك لعله بدعاء نبيك بعد هذه لا يستطيعون أن يقولون بدعاء رسول الله هذا أولاً وثانياً ليس مختصاً برسول الله كل السائلين، من يسأل الله اسأله بحقه على الله، يعني كل من يرفع يده إلى الله بالسؤال يكون له حق على الله، طبعاً إن شاء الله تعالى قد يأتي هذا السؤال سيدنا وهل يوجد لأحدٍ حق على الله الجواب لا، لا تتوهم ولا تخطأ هذا الحق هو جعله على السائلين للسائلين عليه، لا أنا جعلته على الله هو كتب على نفسه الرحمة، الله أجل وأعظم شأناً أن يقول له أحد افعل أو لا تفعل، هو وضع قوانين لنفسه هو حدده نفسه، قال من فعل كذا، من وعدته فلا أخلف، إن الله لا يخلف الميعاد، لا يخلف من يقول ذلك؟ هو كتب على نفسه هو كتب على نفسه التوبة والرحمة والرأفة والإجابة وإعطاء الثواب و… إذن لا يقول لي أحد سيدنا هذا خلاف الأدب لا أعزائي أنا أقول أن رسول الله يعلم عبيد الله وعباد الله يقولون إذا خرجتم إلى المسجد إلى الصلاة فقولوا اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك. وبهذا تمتاز هذه الرواية عن الرواية الأعمى بخصوصيتين أولاً بعد لا يوجد فيها احتمال بنبيك يعني بدعاء نبيك لأنّ ورد فيها بحق أيّ معنىً كان الحق، أنا أريد أن أدخل إلى قبر رسول الله بل إلى أيّ قبر مؤمنٍ بل إلى قبر أيّ كذا بل إلى قبر أيّ وليٍ أقول له اللهم إني أسألك بحقه، هذا بحقه، ثم ليس بحق رسول الله بل بحق السائلين ليس المؤمنين بل كل من يسأل ولعل الذي يسأل ليس بمؤمن يظهر أن من يرفع يده بالسؤال إلى الله، الله سبحانه وتعالى جعل له حقاً عليه أن لا يرد دعاءه بلا إجابة أن لا يرد سائلا. ولذا تجدون بشكل واضح وصريح أنّه عندما يأتي السندي في شرحه لهذا الحديث سنن ابن ماجه بشرح الإمام السندي المتوفى 1138 دار المعرفة المجلد أعزائي الأوّل، صفحة 428 يقول: > قوله بحق السائلين عليك أي متوسلاً إليك في قضاء الحاجة وإمضاء المسألة بما للسائلين عندك من الفضل الذي يستحقونه عليك <.

    المقدم: الله، أنظر رحمة رب العالمين كيف، وأنظر هؤلاء الناس التي شواذ وتحرم الإنسان من كل هذه الرحمة.

    سماحة السيد: هذه الأصوات نشاذ واقعاً من الناحية العلمية. يقول التفت إلى الرواية: >متوسلاً إليك في قضاء الحاجة وإمضاء المسألة بما للسائلين عندك من الفضل الذي يستحقونه عليك بمقتضى فضلك ووعدك وجودك وإحسانك<، تفضل علينا أن أوجب على نفسه ذلك من رأفته من رحمته من جوده ونحو ذلك إذن القضية الرواية بعد كثير أوضح واقعاً البعض يتصوّر أنّه القائل بنظرية التوسل يده خالية لا يوجد عنده دليل وأولئك واقعاً أهل التوحيد ،لا، أنتم لم تتبعوا الحق تعالى ولم تتبعوا القرآن ولم تتبعوا رسوله أيها الوهابية يا أتباع ابن تيمية وإلّا جميع علماء المسلمين جعلوا المشروعية قالوا بمشروعية التوسل بالنبي وبأولياء الله وهذه أدلتهم وهذه أدلتهم أعزائي وبهذا تمتاز هذه الرواية عن رواية الأعمى، قال اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد إذن هذه بنبيك قد يقول واحد بدعاء نبيك وإن قلنا أنّه ليس كذلك أمّا هنا بعد لا يوجد بحق هذا أولاً وثانياً قد يقول مثل إمام أحمد أنّه مختص بالنبي وهذه الرواية تقول بعموم السائلين عليك. هذا في مسند أحمد المجلد الثامن والعشرون صفحة 478. ولذا الألباني عندما يصل إلى هذه الرواية أعزائي ملتفت إليها وليس فقط ملتفت إليها وإنّما يرى بأنه لا يمكن بأيّ شكل من الأشكال مناقشة مضمون هذه الرواية ماذا يفعل؟ يضعف السند على القاعدة يعني إذا وجدوا السند صحيح يضعفون المضمون وإذا وجدوا المضمون صحيح لا يمكن اللعب به يضعفون السند. هذه هي يعني يوجد موقف سابق اتخذوه هذه المشكلة مشكلتنا مع ابن تيمية مشكلنا مع الألباني هذه المنهجية التي واقعاً أنا لا أوافق عليها طبعاً ليس فقط الألباني ليس فقط ابن تيمية بل كل أحد سواءً كان من هذا الطرف أو من ذاك، من الشيعة أو من السنة، أنا أعمم القضية واقعاً أقولها لا ينبغي للإنسان أن يتخذ موقفا قبل ذلك ثم يدخل إلى الأدلة، لا عليه أن ينظر إلى الأدلة والأدلة هي التي تعيّن له الموقف الصحيح، ولذا تجدون بأنه بشكل صريح وواضح العلامة الألباني في كتابه التوسل أنواعه وأحكامه في صفحة 91 و92 هذه عبارته يقول: > الشبهة الثالثة الأحاديث الضعيفة في التوسل < من الأوّل يحكم الآن ما يقول ما استدل به وبعد ذلك يضعف لا من أوّل الأمر يحكم عليه يقول: > يحتج مجيزوا التوسل المبتدع < أيضاً حكم بلا مقدمات > بأحاديث كثيرة <.

    المقدم: إذاً هناك كثرة، طيب هذه الكثرة لا تؤدي إلى حتى لو كانت ضعيفة.

    سماحة السيد: أحسنتم؛ الآن إن شاء الله وأرجوا الله في الأسابيع القادمة أنّه… هذه الاعترافات مهمة… قال: >بأحاديث كثيرة إذا تأملناها نجدها تندرج تحت نوعين اثنين الأوّل ثابتٌ النسبة إلى رسول الله كحديث الأعمى لكنه لا يدل على مرادنا< أنا لا أعلم لماذا لا يدل على المراد الثانية أعزائي يقول > والنوع الثاني غير ثابت النسبة إلى رسول الله وبعضه يدل على مرادهم < يعني ظاهر الحديث لا يمكن مناقشته ومنه ماذا الحديث الأوّل اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، هو يقرّ أنّه يدل على التوسل الذي هو محل النزاع ولكنه يحاول بشق الأنفس أن يضعف سند الرواية. من هنا أعزائي لابد من البحث في أمرين:

    الأمر الأوّل: في سند هذا الحديث.

    الأمر الثاني: في مضمون هذا الحديث.

    ما هو المعنى ما معنى بحق ما معنى السائل؟ ما معنى عليك؟ وإن بينا إجمالاً مضمون الحديث ولكن سنقف عنده تفصيلاً ما معنى لأن يكون لأحدٍ حق على الله؟ لماذا أقول هذا الكلام أعزائي؟ لأنّه توجد عندنا في بعض أدعيتنا اللهم إني أسألك بحق محمدٍ وآل محمدٍ عليك أنظر الآن الكلمات والاعتراضات من بعض الوهابية ومن بعض لعله حتى الشيعة الجهلة أنّه كيف يكون لمحمدٍ وآله حقٌ على الله؟ عزيزي اتضح بأن كل سائل له حق على الله فما بالك بأشرف الأولين والآخرين، أليس له حق على الله؟ إذا كانت هذه نفحة الروح ونفحة السؤال هذه الكرامة يعني بمجرد أن يرفع يديه إلى الله سائلاً الله يقول صار لك حقٌّ علي أبداً، لا يرد سائله، هذه كرامة لك، فلو كان إمام الأئمة وقطب عالم الإمكان والصادر الأوّل والعلّة الغائية لهذا العالم، إن شاء الله بحثها يأتي أرجوا الله أن أوفق أن أقف عندها في الوقت المناسب أن حقيقة خاتم الأنبياء هي الصادر الأوّل أوّل ما صدر منه به فتح الله عالم الخلق وعالم الإمكان وبه يختم عالم الإمكان، قال رسول الله بي يفتح أو بي فتح وبي يختم. واقعاً أعزائي إن شاء الله تعالى سأقف وما بينهما من وما بينهما يعني إذا كان البدء به والختم به فما بينهما يكون منه وإليه، ومن هو؟ وما أرسلناك إلّا رحمةً للعالمين، كله رحمة هذا النبي الخاتم، لابدّ أن نقف ولكن مع الأسف الشديد أن النهج الأموي أن الإسلام الأموي الذي أسس له ابن تيمية ونظر له الوهابية ووسعوه أمثال الألباني والأرنئوط وأمثالهما هؤلاء حاولوا واقعاً أن يأخذوا هذه المقامات من خاتم الأنبياء والمرسلين، نحن مشكلتنا واقعاً ليس مع علماء المسلمين أبداً وليست حتى مشكلتنا مع السلفية لأننا ذكرت في أبحاث سابقة أن العلامة الآلوسي صاحب روح المعاني من السلفية ولكنه يعتقد بمثل هذه المقامات لخاتم الأنبياء يعتقد بمقامات عالية لأئمة أهل البيت ولذريته وأهل بيته، نعم الذي ينفي هذه عن النبي وعن أهل بيته وعن الأولياء وعن العلماء هو النهج الأموي والإسلام الأموي الذي ابتدأ بمعاوية وتأسس على يد ابن تيمية واستمر على يد الوهابية وطبق على أيديهم والآن نحن نجد أثاره في بعض البلاد العربية واقعاً هذا الذي الآن أنتم الذين تجدونه في بعض البلدان العربية واقعاً إحياء للنهج الأموي بكل معانيه وإلّا ما هو التفسير على أنّه واقعاً يعتدى على قبر حجر ابن عدي فقط كثير من الصحابة موجودين في سورية لماذا فقط على حجر بن عدي لأنّه هذه يا لثارات معاوية يا لثارات البيت الأموي.

    إذن القضية يقولون لماذا تقولون يا لثارات كذا، الآن هذا أعمالكم أنتم تدل على أنكم إنّما تحاربون بعض صحابة رسول الله أولئك الذين وقفوا أمام معاوية وبني أمية، الآن واضح هذا عزيزي هذا واضح بعد لا نحتاج إلى أدلة، هذا الذي أنا قلت بأنه لابدّ أن نميز بين النهج الأموي والإسلام الأموي

    المقدم: ومقام جعفر أيضاً في الأردن هددوه.

    السيد: أحسنتم وأنت عندما تعرف تضع يدك تجد أن أولئك الذين خالفوا بني أمية، نعم المشكلة مع أولئك، وإلّا الذين وقفوا مع بني أمية ما عندهم مشكلة.

    المقدم: وحتى في شمال أفريقيا يعني هدموا قبور كلهم ممن ينتموا إلى آل البيت.

    السيد: أولئك الذين وقفوا مع بني أمية ما أريد آتي بأسمائهم تجدون الآن قبورهم ومقاماتهم محفوظة وأيّ مشكلة لا توجد. جيد جداً هذه الرواية نقلتها أنا من سنن ابن ماجه ولكن المهم أن هذه الرواية ليست فقط منقولة في سنن ابن ماجه هذا المهم أعزائي هذه الرواية منقولة في مسند الإمام أحمد بن حنبل هذا هو المهم أعزائي أن الرواية ليست فقط في سنن ابن ماجه وإنّما أيضاً في مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق شعيب الأرنئوط لا تقل لي سيدنا الآن هذه الرواية صحيحة أم ضعيفة أقول سيأتي لا تستعجل وعلى القاعدة فلأقول من الآن وأريحك أن الألباني والأرنئوط على القاعدة ضعفوا، قاعدة هذه وطبيعي جداً ولكن لابدّ أن ننظر إلى علماء المسلمين ماذا قالوا، أنظروا إلى الرواية أعزائي واردة في الجزء السابع عشر أعزائي الرواية صفحة 247 رقم الرواية 11156 الرواية عن أبي سعيد الخدري: > فقلت لفضيل رفعه قال أحسبه قد رفعه يعني هذه الرواية موقوفة أو مرفوعة بعد ذلك سأقف عندها وأثبت أن الرواية مرفوعة وليست موقوفة قال: > من قال حين يخرج إلى الصلاة اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك < بعد لأكمل الرواية إذا يسمح لي المشاهد الكريم فقط أقرأ الرواية وإن شاء الله بيانه في الأسبوع القادم، > اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي < هذا العمل الصالح أنظروا بحق ممشاي، حتى الخطوة لها كرامة عند الله وهؤلاء يقولون أن النبي ليست له كرامة عند الله ليس له جاه ولا منزلة وليس لعليٍ أمير المؤمنين كرامة وليس لفاطمة كرامة، أي منطقٍ بائسٍ مختلفٍ علميا هذا؟ > وبحق ممشاي فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياءاً ولا سمعةً خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلّا أنت إذا قال هذا وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له < بيني وبين الله عندما نقول أن شخصاً يأتي إلى الإمام الحسين ويزوره فإذا زاره وكل الله استغفر له ألف ملكٍ، قالوا أنظروا الغلو أنظروا كيف يقولون، ممشاي في سبيل الله للصلاة، ممشى العبد لعله أصلاً ليس حتى متقي أصلاً العبد، يقول إذا قال هذا وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له > وأقبل الله عليه بوجهه حتى يفرغ من صلاته < طبعاً على القاعدة > إسناده ضعيف < هذه على القاعدة ولكنه إن شاء الله الأعزة سينتظروننا في الأسبوع القادم سأبين السند والمضمون وروايات مسند الإمام أحمد بن حنبل وما قيل في الرواية لأنّ الرواية عظيمة جداً واقعاً عظيمة جداً.

    المقدم: نستمع إلى مداخلاتكم. صادق من العراق تفضل:

    صادق: سلام عليكم… سماحة السيد يستخدم اسم الخاتم لرسول الله فما هو السر في ذلك وما هو دلالته؟

    المقدم: رءوف الرحيم من السعودية:

    رءوف: سلام عليكم… كيف نستنبط الأدلة من القرآن من الآيات ومن الأحاديث؟

    المقدم: شكرا، محمد من العراق تفصل:

    محمد: سلام عليكم… في مسألة الدعاء أن رسول الله هو مجرد اسمه تبرك بالمسلمين.

    المقدم: كاظم من العراق تفضل:

    كاظم: سلام عليكم… سيدنا توجد آية في القرآن الكريم تبين أنه الموت ليس عدم بل يوجد حياة بعد الموت.

    المقدم: يصح هذا الاستدلال عندما نتحدث بالحياة بعد الموت، وليس موضوعنا هنا. أبو عمر من السعودية تفضل:

    أبو عمر: سلام عليكم… بالنسبة ما هو الفرق بين التوسل والدعاء؟ الثاني: هل يعتبر الرسول في مقام الله سبحانه وتعالى؟

    سماحة السيد: أعوذ بالله أعوذ بالله، غفر الله لك، عبده ورسوله، سبحان الذي أسرى بعبده، ما لكم كيف تفكرون.

    أبو عمر: هل كان الرسول (صلى الله عليه وآله) يتوسل إلى الله بأحد الأموات؟ وشكرا.

    المقدم: شكرا لكم، أبو محمد من الكويت تفضل:

    أبو محمد: سلام عليكم… بالنسبة للدعاء والتوسل أن الرسول إذا يدعو أو الإمام المهدي يدعو لي فهو أفضل.

    سماحة السيد: نحن موضوعنا في التوسل لا في الاستغاثة ولا في الدعاء، أنا لا أتكلم أن دعائي أفضل أو دعاء النبي أفضل، أنا أتكلم أنا أريد أن أتوسل إلى الله، كيف أتوسل؟

    المقدم: الأخت منى من هولندا

    منى: سلام عليكم… هل إنه هذه الرواية الوحيدة التي لها هذا الوضوح بمسألة التوسل بالرسول (صلى الله عليه وآله) بحيث جاءت بهذا العدد الكبير من الكتب ولا تعتقد أنه بالمستقبل هذه الرواية تلغى؟

    المقدم: أبو عمر من السعودية، سأل حول الفرق بين الدعاء والتوسل؟

    سماحة السيد: الجواب ليس حديثي في الدعاء، إذا تكلمت في الدعاء أدخل في بيان المراد من الدعاء لغة وقرآنيا، في أقسام الدعاء، الدعاء المشروع والدعاء الغير مشروع، الآن ليس بحثي في الدعاء، أنا أتكلم عن التوسل، أنا أريد أن أتوسل وقرأت لكم من الألباني أن التوسل فيه توسل مشروع وتوسل غير مشروع، كما يعتقد ألتوسل المشروع هو التوسل بأسمائه والعمل الصالح والتوسل بدعاء رجل صالح، ثم قالوا التوسل بحق النبي غير مشروع، نحن نريد أن نثبت أن التوسل بحق النبي مشروع، لماذا تذهبون يمينا ويسارا، موضوعنا التوسل أنواعه ومشروعيته وجوازه وعدم جوازه.

    المقدم: السؤال الثاني هل رسول الله مقامه مقام الله؟

    سماحة السيد: أين التراب ورب الأرباب عزيزي، ما لكم كيف تحكمون، كيف تفكرون، أين تذهبون، القرآن يقول سبحان الذي أسرى بعبده.

    المقدم: مشكلة أنهم لا يرون الآخرون مسلمين.

    سماحة السيد: أنا أقول لك، البعض بيني وبين الله وإن كان العبارة فيها قصور وفيها سوء أدب، البعض قامة الله عنده جدا قصيرة وجدا صغيرة بمجرد أن تعطي كرامة للنبي يتصور أنه صار الله، يا عزيزي لو بلغ خاتم الأنبياء والمرسلين ما بلغ حتى لو بلغ بما لا تتناهى إليه عقولنا، كونوا على ثقة هو ذرة بل دون الذرة في قبال عظمة الله، أعزائي أين التراب ورب الأرباب؟ أين من هو بتعبير فلاسفتنا أين من هو فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى؟ أين هو؟ أين المخلوق من هذه المقامات؟ ولكن مشكلتكم يعني مشكلة الوهابية في التوحيد، الأصل المشكلة في التوحيد، أعزائي مشكلة أولئك الذين ينكرون كرامات الأنبياء والأولياء والأئمة ومقاماتهم هؤلاء صغر الحق في عقولهم، فعندما صغر بمجرد أن تقول الإمام له المقام الكذائي، يقول صار الله، لأن قامة الله عنده صغيرة، ولذا أنا أعتقد أولئك الذين عندهم مشكلة في مقامات الأنبياء في مقامات الأولياء في مقامات الأئمة بل في مقامات كثير من العلماء عليهم أن يراجعوا توحيدهم، فهمهم للتوحيد نعم عندما يصورون الله كما صوره ابن تيمية وكما قلته مرارا في توحيد الشيخ ابن تيمية، هناك بينت أنه يعتقد الله فد موجود جالس على كرسي وإلى أن يصل له خبر الأرض يحتاج 12 ساعة، بيني وبين الله هكذا رب، نعم بمجرد أن تقول النبي يعلم الغيب يقول صار رب العالمين.

    أبو عمر: طبعا أبو عمر معذور، السؤال الثالث هل كان الرسول يتوسل بأحد الأموات؟

    سماحة السيد: الجواب انتظر عزيزي انتظر لنرى أن الرسول (صلى الله عليه وآله) في الذي عبر عنه العلامة الألباني هناك أحاديث كثيرة لنرى بأنه توجد أو لا، ثم حتى لو أن رسول الله لم يتوسل بأحد ممن قبله هذا لا يدل على عدم الجواز لأنه هو يعلمنا كيفية التوسل، انتهت القضية، لعله لحكمة لم يتوسل هو بأحد من الأموات، ولكن هو يقول إذا خرجت إلى المسجد قل، هو يقول لذلك الأعمى قل اللهم إني أتوسل إليك بكذا، وكل علماء الإسلام فهموا هذا المعنى.

    المقدم: أبو يوسف من البحرين تفضل:

    أبو يوسف: سلام عليكم… في آية واضحة وهي تدلل على أن الله جعل على نفسه حقا للمؤمنين.

    سماحة السيد: آيات كثيرة عزيزي، أنا ليس بحثي في ماذا كتب الله على نفسه.

    المقدم: أبو إبراهيم من ليبيا

    أبو إبراهيم: سلام عليكم… أنا تحدثت في موضوع ابن تيمية يتحدث عن التوسل، فهناك من ضمن كتاب مجموع الفتاوى هناك مجلد لعقائد السلف فيه تجد حرفيا يتحدث ويقول هذا التوسل به جائز أما الاستغاثة فهي بدعة وهو من جهله، ويعرف حديث الأعمى استغاثة، والثاني فضيلة الشيخ كتاب التوسل للألباني لو تمعنت جيدا تجد الألباني لا يرى أن رسول الله أفضل الخلق ويرد على الشهيد البوطي أن رسول الله أفضل الخلق وهذه عقيدة لا تثبت إلا بدليل.

    سماحة السيد: بيني وبين الله أنا أعرف ماذا يقول الألباني عن رسول الله، هو يعتقد أنه كان ضالا وضلالته ضلالة الكفار، لكن هذا ليس بحثي ذاك وإن شاء الله في الوقت المناسب أتعرض لما يقوله الألباني في الرسول.

    المقدم: شكرا لسماحة السيد كمال الحيدري وفي أمان الله.

    • تاريخ النشر : 2013/05/13
    • مرات التنزيل : 2209

  • جديد المرئيات