نصوص ومقالات مختارة

  • كيف عرف الإمام علي (ع) نفسه ق (3)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    مطارحات في العقيدة

    كيف عرف الإمام علي عليه السلام نفسه

    القسم الثالث

    المقدم: السلام عليكم مشاهدينا وتحية موصولة لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري.

    سماحة السيد كلمة في البدء.

    سماحة السيد:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل وفرجهم

    كما قلت في الحلقة السابقة والحلقات التي قبلها أنه توجد عندي قراءة لمدرسة أهل البيت لعلها لا تتفق في كثير من مفرداتها مع القراءة القائمة التي تقوم على القراءة التي أسس لها الشيخ المفيد والشيخ الطوسي وبعد ذلك كالمجلسي وغير المجلسي، وعندما أقول توجد عندي قراءة هذه القراءة لا تختص بالأبحاث الفقهية ولا تختص بالأبحاث الفقهية والروائية وإنّما تشمل أهم المنظومة المعرفة الدينية وبالخصوص ما يصطلح عليه بأصول الدين، يعني بعبارة أخرى قراءتنا واجتهادنا فيما يتعلق بالتوحيد فيما يتعلق بالنبوة فيما يتعلق بالإمامة والمعاد، وما يتفرع على هذه الأصول والأركان، وأتصور أن المشاهد الكريم التفت في الليلتين الماضيتين نحن عندما قرأنا مسألة الإمامة قرأناها باتجاه آخر، قرأناها أنها واسطة الفيض بين الله وبين عالم الإمكان، وهذه غير مسألة أنه رئاسة في الدين والدنيا، غير مسألة أنها خلافة رسول الله وأنه هو الأول أو هو الرابع، طبعا أنا لا أريد أن أقلل من شأن مسألة الخلافة ولكن أريد أن أقول ليست هي الركن والمحور في مسائل الإمامة في مدرسة أهل البيت أو عند الأئمة، تقول سيدنا الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الصدوق، أقول نعم اجتهاداتهم محترمة ولكنه بيني وبين الله لي اجتهادي الخاص، ورؤيتي الخاصة وقراءتي الخاصة من خلال المنهج القرآني والروايات المنسجمة مع هذا النص القرآني.أضرب لكم مثال: قبل سنة أو سنتين وقفنا عند التوحيد عند الشيخ ابن تيمية، قلنا بأننا نريد أن نبين أن توحيد الشيخ ابن تيمية ومن تبعه على ذلك، هل هو توحيد تجسيمي أو تنزيهي؟ وأثبتنا أنه توحيده توحيد تجسيمي، وخرج كتاب بعنوان التوحيد عند الشيخ ابن تيمية، ولكنه هناك كثير من الأعزة قالوا ما هو التوحيد الذي تعتقد به مدرسة أهل البيت، ونحن على القاعدة كنا نقول شذرات ونتجاوز، يكون في علم الأعزة أن التوحيد عموما عند المتكلمين والفلاسفة عموما، أستثني العرفاء، أقول المحدثون من السنة والشيعة، المتكلمون من الأشاعرة والمعتزلة وقراءة الشيخ الطوسي وغيره والفلاسفة من المشاءين ومن تبعهم، هؤلاء جميعا يعتقدون أن وحدة الله وحدة عددية، يعني يمكن أن يفرض لها ثاني وثالث ورابع، ولكن دل الدليل أن الله واحد لا ثاني له، ولكن يمكن فرض الثاني، الوحدة العددية هذا، هذا بجنبه يكون اثنان، إذن هذا الواحد إذا أضيف له واحد يمكن، مرة يوجد الثاني ومرة لا يوجد الثاني، هؤلاء يعتقدون عموما بالوحدة العددية للحق سبحانه وتعالى من محدثين شيعة وسنة ومن متكلمين من أشاعرة ومعتزلة ومن تأثر بهما وكم تأثر بهما من علماء الإمامية، من المعتزلة لا من الأشاعرة، كثير من أفكار المعتزلة جاءت في كتبنا، والشاهد على ذلك ارجعوا إلى كتبنا الكلامية ستجدون شواهد على ذلك، وكذلك الفلاسفة قالوا بالوحدة العددية، ما هي سيدنا قراءتكم لوحدة الحق؟ الجواب: وحدة الحق تعالى وحدة غير عددية، وقال علي عليه السلام: > ومن حده فقد عده ومن عده فقد أبطل أزله < يعني إذا قلت أن الله وحدته وحدة عددية فهو حادث يكون، هذه قراءتي، إذن عندما أقول هناك وحركة تصحيحية لا تتصورن بأنه أقولها في باب الطهارة والنجاسة أو في أهل الكتاب، أنا أريد أن أصحح المنظومة المعرفة الدينية، ولذا تجدون السيد الطباطبايي أشار إلى هذه الحقيقة، في تفسيره القيم الميزان في تفسير القرآن، المجلد السادس، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ص 104 في ذيل الآية 87 إلى 89 من سورة المائدة، قال: > ولذلك ترى المأثور من كلمات الفلاسفة الباحثين في مصر القديم واليونان وإسكندرية وغيرهم ممن بعدهم يعطي الوحدة العددية حتى صرح بها مثل الرئيس أبي علي ابن سينا في كتاب الشفاء وعلى هذه المجرى يجري كلام غيره ممن بعده إلى حدود الألف من الهجرة < إلى سنة ألف يعني إلى قبل أربعة قرون عموما العلماء شيعة وسنة يقولون بهذا، أقول عموما لأنّه يوجد استثناءات، جملة من أعلام الإمامية وجملة من عرفاء السنة قالوا بالوحدة غير العددية، يقول وأمّا أهل الكلام من الباحثين فاحتجاجاتهم على التوحيد لا تعطي أزيد من الوحدة العددية أيضا في عينه، ولهذا تجد أن الإمام أمير المؤمنين وضع يده على هذه الحقيقة قال: > واحد لا كالعدد <، الله له وحدة ولكن وحدته غير عددية. طبعا أشرت إلى هذا إجمالا في كتابي التوحيد، في مجلدين وكذلك في كتاب دروس في التوحيد، أيضا وكذلك في كتابي معرفة الله، وإجمالا في كتاب التوحيد عند الشيخ ابن تيمية عندما ناقشته قلت أن أصل القضية في التوحيد لابدّ أن تبدأ من مسألة الوحدة وإنّما وقع ابن تيمية والمجسمة عموما بالتجسيم لأنّه لن يفهموا التوحيد جيدا. ولذا أمير المؤمنين قال: > أو الدين معرفته < إلى أن وصل إلى التوحيد. هذه دائرة.

    دائرة ثانية: الأخلاق ما أدرئك ما الأخلاق، لعله لا أبالغ إذا قلت أن أهم كتاب كتب في الأخلاق هو كتاب إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد محمد غزالي المتوفى 505 من الهجرة، أهم كتاب، تقول لي إذن أين ذهبت كتب الشيعة؟ سآتي إليها، يكون في علمكم أن هذا الكتاب لا يوجد للغزالي فيه كثير جهد، لا تبادر إلى ذهنكم أنّه كله من إبداعاته بل هو منظم ومرتب جيد، إذن الكتاب لمن الأصل؟ الأصل لكتابين آخرين هما الرعاية لحقوق الله للمحاسبي وقوت القلوب لأبو طالب المكي، وليس للغزالي إلّا التنظيم والتبويب، ما هي إضافاته الأخرى؟ من أهم الإضافات الأخرى للغزالي هو أنّه بعد أن نظم وبوب أضاف مجموعة كبيرة من الروايات لكل قضية أخلاقية، يعني عندما يذكر قضية أخلاقية يقول كما قال رسول الله كما قال الصحابي والتابعي و… . سؤال: هذه الروايات التي نقلها الغزالي هل هي مسندة أو غير مسندة؟ وإذا كانت مسندة هل هي صحيحة أو ضعيفة؟ الجواب نقل الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين خمسة آلاف رواية بلا سند، والأمر إليك، قال رسول الله قال رسول الله قال رسول الله…، يعني يعادل كتابي أو صحيحي بخاري ومسلم مع حذف الملاحظات، هذه كلها دخلت كثقافة عامة من المستحبات والمكروهات والثواب والعقاب وافعل ولا تفعل وبدت تشكل كل المنظومة الفكرية للعقل الإسلامي عموما، نتكلم في السنة، هذا ليس أنا أحصيتها بل كثير من العلماء أحصوها أنا أنقل الإحصاءات، يقول: ففي هذا الكتاب شبه الموضوعي الذي جمع فيه أورد فيه قرابة خمسة آلاف حديث أي نحو ضعف عدد غير المكرر من الأحاديث في كل من الصحيحين مجردة كلها من أسانيدها ومرفوعة مباشرة إلى الرسول الأعظم <هذه الروايات روايات الثواب والعقاب وغيرها ما هي؟ الجواب أن ابن الجوزي يقول من أهم دوائر الوضع عندنا هي روايات الدالة على ترغيب الناس في الخير، لأنه هؤلاء عندما جاءوا وجدوا بان الناس تركوا الأعمال الصالحة فأرادوا أن يرغبوهم فوضعوا روايات، هذا في كتاب الموضوعات من الأحاديث المرفوعات لبن الجوزي، المجلد الأول، ص 22، يقول: > قوم وضعوا الأحاديث في الترغيب والترهيب ليحثوا الناس بزعمهم على الخير ويزجروهم عن الشر وهذا تعاطي على الشريعة ومضمون فعلهم أن الشريعة… سألوا بعضهم من أين قلت الثواب في كذا؟ قال: إني رأيت الناس أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي ابن إسحاق فوضعت هذا الحديث حسبة < قربة إلى الله، عجيب! يعني هؤلاء الذين كانوا يضعون الحديث كانوا متدينين، كانوا من العلماء لأن تعلمون الإنسان العادي لا يضع حديثا، هو لا يعرف حتى يضع، تقول سيدنا هذه تهم، أقول والله وبالله أقسم أنه أنا لا أريد أن أشكك، هذه أمامكم صحيح مسلم، تحقيق الشيخ مسلم محمود عثمان، الجزء الأول ص 22، يقول: > عن يحيى عن محمد بن يحيي ابن سعيد القطان قال لم نرى الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث < يقولون سيدنا لماذا تريد أن تشككنا في مورثنا الروائي؟، نحن إسلامنا إسلام القرآن والحديث، أنتم واقعا لو كنتم مطالعين لو كنتم أهل لعرفتم أنا ماذا أريد أن أقف أمامه، أنا أريد أن أقف أمام الكذب لا الحديث الحقيقي، قال: > لم نر الصالحين في شيء أكثر منهم في الحديث، قال ابن أبي العتاب فلقيت أنا محمد بن يحيي بن سعيد القطان فسألته عنه واقعا أنت قلت هذا، فقال عن أبيه لم تر أهل الخير في شيء أكذب منهم في الحديث < أهل الخير، ولذا تجدون بأنه وضعت عندنا مئات الآلاف من الروايات التي خمسة آلاف منها في الخير أتت في الإمام الغزالي، الآن التفتوا جيدا ولذا أنا أرجع الإخوة إلى العلامة الأميني، العلامة الكبير المحقق البارع، العلامة الاميني، الغدير في الكتاب والسنة والأدب للعلامة الأميني، الجزء الأول، مركز تحقيق الغدير للدراسات، الجزء الخامس، سلسلة الكذابين والوضاعين، يقول حرف أ، ثم يبدأ إلى حرف الياء، فيعد منهم سبعمائة واثنين شخص، أصلا كانوا معروفين بوضع الحديث، وليس فقط الغدير يقوله، كتاب الموضوعات لابن الجوزي أيضا يقول، بعد أن ينقل كل هؤلاء يقول فصل أسماء الكذابين والوضاعين، ومن أهم أعمالهم > قوم استجازوا وضع الأسانيد لكل كلام حسن < أصلا هيئات كانت وظيفتها مثل ما الآن توجد جهات، ماكنة صناعة أسانيد، كما الآن إذا تريد رسالة ماجيستر دكتورا توجد جهات تهيئها وتعطيها بيدك، إذن التفتوا لي بعد أن يذكر ذلك يقول: >هذا غيض من فيض ولعل القارئ يستكثره أو يستعظمه ذاهلا عن أن وضع الحديث والكذب على النبي الأعظم وعلى الثقات من الصحابة الأولين والتابعين لهم بإحسان لا ينافي عند كثير من القوم الزهد والورع واتصاف الرجل بالتقوى بل هو شعار الصالحين كان أن يكذب < تقول لي سيدنا هذه عند أهل السنة، أقول قرأنا لكم أن أهل البيت أعدائهم وضعوا في رواياتهم، فلذا في ص 449، يقول : > فمن هنا ترى كثيرا من الوضاعين المذكورين بين إمام مقتدى وحافظ شهير وفقيه حجة وشيخ في الرواية وخطيب بارع وكان فريق منهم يتعمدون الكذب خدمة لمبدأ أو تعظيما لإمام أو تأييدا لمذهب <، ومع الأسف الشديد هذه الظاهرة الآن بعض العوام من الخطباء الشيعة بدأت ترد، تقول له هذه القضية التي تنقلها عن قضية الإمام الحسين لها سند؟ يقول حتى لو لم يكن لها سند ولكن نريد أن نخرج دمعة الناس، هذا جزء من هذا، نفس الظاهرة ولكن بحسن النية، أقول جهلة الشيعة أو بعض خطبائهم الحسن النية، هؤلاء أيضا كانوا حسن النية يريدون أن يخدموا شعار الصالحين، ولذا قيل بعضهم أنت ألم تسمع قول رسول الله أن قال من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار يقول أنا لم أكذب عليه وإنّما كذبت نفعا له ولمصلحته، كذب له لا عليه، الآن تقول سيدنا كل هذا الذي قلته نقبله منك في النتيجة هذه الأحاديث التي نقلها الغزالي أنظروا ماذا يقول عنها ابن الجوزي، يقول: > وجاء أبو حامد الغزالي فنصف لهم كتاب الإحياء على طريقة القوم وملأه بالأحاديث الباطلة وهو لا يعلم بطلانها <، تقول ما علاقتنا نحن؟ الجواب أن علم الأخلاق عند الشيعة هو خلاصة إحياء العلوم للغزالي، هذا أمامكم المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء لفيض الكاشاني تلميذ ملا صدر الشيرازي، هو عندما وجد بعض الحكايات والروايات باطلة فحذفها وجاء بروايات من عنده من الشيعة أيضا مرسلة كثيرة منها لا سند لها لا أصل لها، إذن لم يغير النظريّة الأخلاقية وإنّما المنهجية والمطالب والفصول والعناوين إلّا يمكن 5 بالمائة أو 10 بالمائة ولكنه الهيكل العظمي لكتاب الإحياء موجود، ولهذا هو قال المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء، وعندما تأتون إلى كتبنا الأخلاقية من بعد ذلك تجدون كلها عيال على كتاب المحجة البيضاء، إذن بينكم وبين الله علم الأخلاق هل نحتاج إلى علم الأخلاق القرآني أو لا؟

    المقدم: نعود إلى مبحث الإنسان الكامل الذي تحدثتم عنه في الحلقتين السابقتين، نسأل عن العلاقة بين الإنسان الكامل والعالم الذي يأخذ الفيض من الله بواسطته، ما هي العلاقة بين هذا العالم وبين الإنسان الكامل الذي يشكل واسطة الفيض من الله إلى العالم؟

    سماحة السيد: في الواقع هذه القضية أتصور هي محور بحث الإمامة كما أفهمها في مدرسة أهل البيت، يعني نحن ما لم نفهم هذه العلاقة تبقى هناك المئات من الأسئلة غير قابلة للجواب، هذه العلاقة سوف تجيب على كثير من الأسئلة، ولا أقول تلك الأسئلة بعد ذلك سأشير إليها، أريد الآن أن أطرح النظريّة وبعد ذلك أقول انظروا الآن على القراءة الموجودة الرسمية لمدرسة أهل البيت يعني للمفيد والطوسي والمجلسي وغيرهم ما هي؟ هل يمكن الإجابة عنها وعلى مبنى هذه القراءة يمكن الإجابة عنها أو لا؟

    نحن قلنا لأنّه لا إشكال ولا شبهة أن الله سبحانه وتعالى اقتضت حكمته أن يكون هناك بينه وبين خلقه واسطة وهي الحقيقة المحمدية وهي التي عبرنا عنها بالإنسان الكامل، ولهذا قال { وعلم آدم الأسماء كلها ثم قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم } الله لماذا هو لم ينبئ الملائكة مباشرة؟ الجواب ليس أنّه لم يكن قادرا بل كان قادرا أن ينبئ الملائكة بلا واسطة، وأنا لا أؤمن بنظرية قاعدة الواحد التي يقولها المنطق الأرسطي، أنّه لا يمكن إلّا أن يعطي لواحد والواحد يعطيه لبعده، أنا من أصحاب النظريّة التي أعتقد كان قادرا على أن مباشرة ينبئ الملائكة ولكن اقتضت حكمته أن يعلم آدم ثم يقول لآدم أنبئ الملائكة، من حقك أن تسأل الله يقول لآدم وعلم آدم، أمّا عندما يأتي إلى الملائكة لا يقول وعلم الملائكة، يقول أنبئهم، ما الفرق بين التعليم وبني الإنباء؟ هذا ليس نقل بالمعنى، هذه هي الألفاظ التي نزلت على قلب الخاتم (صلى الله عليه وآله) يعني الله قال له إذا قرأت قل علم وأنبئهم، الآن لماذا هناك تعليم وهناك إنباء؟ لماذا هناك تعليم وتعلم وهنا إخبار؟ هذا يكشف أن الملائكة لم يكن بإمكانهم أن يتعلموا، وإلّا لو كان لعلمهم، فقط يتنبئون أنّه هو أعلم منهم، ولهذا يقول: { وعلم آدم الأسماء كلها } ثم قال: { يا آدم أنبئهم بأسمائهم }.

    إذن اتضح أن الله أوصل فيضه إلى ما وراء الحقيقة المحمدية بتوسط الحقيقة المحمدية، فالحقيقة المحمدية هي الواسطة، نعم المفيض هو الله، المعطي هو الله، الفاعل هو الله، الموجد هو الله، القادر هو الله، ولكن اقتضت حكمته أن يعطي للبعض مع الواسطة وللبعض بلا واسطة، أضرب مثال: الآن أنا إذا عطشت، إذا أطلب من الله أن يرفع عطشي، قادر أو لا؟ نعم قادر، ولكنه مرة يرفع عطشي بلا واسطة مباشرة بالدعاء مرة يقول جعلت فيه الماء خصوصية رفع العطش، فأرفع عطشك بواسطة الماء، لا الماء يرفع العطش، الرافع هو الله، الله هو الشافي، الله هو المعطي والموجد ولكن بواسطة الواسطة، إذن في مسألة الوسيلة والواسطة نحن لا نجعل هؤلاء أربابا من دون الله، هذا الفكر الوهابي واقعا البائس يتصور نحن عندما نقول هؤلاء وسائل أو وسائط يتصور أنه جعلناهم أربابا من دون الله، هؤلاء وسائط يعني المعطي هو الله بتوسط هذه الوسيلة إذن الآن أريد أن أعرف العلاقة بين هذه الواسطة وبين العالم الذي يستفيض بواسطة هذا الإنسان، ما هي العلاقة؟ أحتاج إلى مقدمة مختصرة، هذه المقدمة آخذها من أمر وجداني يعيشها كل إنسان، الآن تجدوني أنا أتكلم أنطق أسمع أرى أحس أجوع أعطش أمشي أجلس أقوم أتعلم إلى ما شاء الله من الأفعال، هذه أفعال البدن أو أفعال الروح؟ أفعال البدن، نعم أنت بيدك ترفع ولكنه ما هي الحقيقة التي لليد ترفع القلم؟ الروح، لأنه الروح إذا فارقت البدن بعد يكون جثة هامدة كقطعة من الحجر، بعد لا يرفع ولا يحس، إذن هذه الحقيقة التي كنت تأكل وتشرب وتصعد وتنزل وترفع وتحس و… من الروح، لكن الروح كان يؤدي أعماله بتوسط البدن، إذن نقول أن حياة البدن والجسد بالروح، فإذا كانت الروح فإذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين، ولذا الله عندما خلق آدم ما قال اسجدوا للترات، قال: > فإذا نفخت فيه روحي فقعوا له ساجدين < إذن الذي يستحق السجود والتعظيم ليس هذا التراث وإنّما الروح. وهذا هو الذي لم يره إبليس، إبليس رأى هذا البدن قال { أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} هو رأى هذا الظاهر والله شرف الإنسان لا بهذا البدن بل شرفه بالروح الذي نفخه فيه، ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين كما في سورة المؤمنون، إذن حياة البدن وقوامه وصلاحه وكل شيء فيه إنما هو بالروح، فإن وجدت الروح وجدت كل هذه التصرفات وإن عدمت وذهبت صارت كلها فسادا وتجزئا، ولذا تجدون بمجرد أن الروح يترك البدن، البدن يتفسخ في التراب ويرجع ترابا، لأن إنما كان حيا بالروح، سؤال: ما هي العلاقة بين الإنسان الكامل وكل عالم الإمكان؟ الجواب في كلمة واحدة، وهي أن نسبة الإنسان الكامل إلى العالم كنسبة الروح إلى الجسد، يعني العالم كله بمنزلة الجسد والإنسان الكامل بمنزلة روحه، فإذا كان هذا الروح موجودا فالعالم موجود وإذا عدم أو رفع هذا الروح أو الإنسان، انتهى العالم، وهذه نظرية أكد عليها العرفاء بشكل صريح، الآن كتاب الفتوحات المكية، لابن عربي، طبعة محمد علي بيضون منشروة محمد علي بيضون المجلد الثالث، صفحة 102، يقول: > وآدم هو الكتاب الجامع، أعزائي مرارا ذكرت هؤلاء عندما يقولون آدم قد يطلقون الآدم ويريد آدم الملكوت، يعني الخلق الأول، يعني أول ما خلق الله وقد يريدون آدم الملك، أو آدم الجسماني، قالوا ذلك في شرح فصوص الحكم لداود القيصري الجزء الأول حسن زاده آملي في ص 307، يقول: > فأراد بما قال فأول موجود ظهر من الأجسام الإنسانية كان آدم < إذن آدم أول موجود جسماني، > ونبه هنا على آدم عالم الجبروت والملكوت < إذن عندنا آدم الجسم والجسماني > وآدم عالم جبروت والملكوت الذي هو الخليفة أزلا وأبدا < لأنه قلنا نبوته مطلقة وليست مقيدة، لا أنه كان نبيا وانتهى، هذه النبوة التي انتهت هي الزمانية، أما تلك النبوة التي فوق الزمان، كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد تلك فوق الزمان لا أول لها ولا آخر، أريد أقول يوم القيامة أيضا واسطة الفيض هو رسول الله، وأقرب الناس إليه مولانا إمامنا قائدنا سيدنا إمام المتقين علي بن أبي طالب، لابد أن يفتخر الشيعة بأنهم ينتمون إلى مثل هذا الإمام، طوبى لنا واقعا، فجئني بمثله، هؤلاء صحابة رسول الله كلهم ولا نريد أن نطعن ونسقط ونتهم أحد أبدا، هذه الخصائص التي عندنا من رسول الله من الآيات من كبار علماء السنة، أنا أتكلم عن داود القيصري عن العلامة الآلوسي عن الشيخ ابن عربي، هؤلاء أتكلم عنهم، هؤلاء يقولون وأقرب الناس إليه علي بن أبي طالب، وهذه الأقربية ليست زمانية يعني ليست في الزمان السابق كان أقرب، كان وما زال وسيبقى أزلا وأبدا، فأقرب الناس إليه في عالم الآخرة هو علي بن أبي طالب، إذن هنا عندما يقول الشيخ محيي الدين ابن عربي وآدم هو الكتاب الجامع، مراده من الكتاب الجامع يعني الكون الجامع الإنسان الكامل، يقول: > فهو للعالم كالروح من الجسد < كيف إذا روحي الشخصية خرجت مني صار بدني جثة هامدة وفسد، العالم إذا رفع الإنسان الكامل يده عنه يكون فاسدا، قال: > فالإنسان روح العالم والعالم الجسد فبالمجموع يكون العالم كله هو الإنسان الكبير < ومن هنا عبروا عن العالم بالإنسان الكبير، قالوا إنسان عالم صغير، > أتزعم انك الجرم الصغير وفيك انطوى العالم الأكبر < فهو عالم صغير يعني روح وجسد، والعالم إنسان كبير، يعني أيضا له روحه وله جسد. هذا الروح هو الإنسان الكامل، هذا قاله وكذلك قاله القيصري في شرح فصوص ص 244، قال: > أي لما وجد هذا الكون الجامع تم العالم < كيف أن البدن إذا وجد بعد لم تنفخ فيه روح ناقص، فيقول وجد العالم فعندما وجد الكون الجامع صار العالم تاما، كان ناقصا، > تم العالم بوجوده الخارجي لأنه روح العالم المدبر له والمتصرف فيه ولا شك أنه الجسد لا يتم كماله إلا بروحه التي تدبره وتحفظه من الآفات < وإلا إذا الروح غير موجودة هذا البدن بمجرد تضعه تأكله الديدان ويتفسخ، إذن إلى هنا اتضحت بشكل إجمال ما هي النسبة بين الإنسان الكامل وبين عالم الإمكان ليس الأرض ولا المنظومة الشمسية بل كل عالم الإمكان، كل ممكن من عالم المحسوسات إلى عالم المثال إلى عالم العقول، سمه ما شئت، كلها متقومة بوجودها بحقيقة الإنسان الكامل وهي الحقيقة المحمدية، إمامنا وقائدنا، هذا هو الرسول الذي نحن نعتقده. لا الرسول الذي ينام عن صلاة الصبح، بينكم وبين الله من حق البعض يقول لماذا تصرخ، لأنه واقعا تلك الكلمات تمزق كل وجودي عندما واحد يقول أن الإنسان الكامل ينام صلاة الصبح مثله مثل بلال، إذن لماذا بلال يقتدي برسول الله؟ إذا كان رسول الله ينام عن صلاة الصبح كما بلال ينام عن صلاة الصبح لماذا يصير رسول الله إمام وذاك يصير مأموم، كما ذكروا أن الخليفة الثاني عدة مرات قال لرسول الله افعل كذا ونزل القرآن تأييدا لعمر بن الخطاب، بيني وبين الله هكذا رسول أنا لا أعتقد به، أنت حر تريد أن تعتقد بهكذا رسول وهو ينام ويسهو ولا يصلي صلاة الصبح ويدق ويرقص ولا يستحي من الملائكة والملائكة تستحي من عثمان، ويقف في الشارع مع عائشة ويفعل كذا ويبول واقفا والله أقسم لك من هذا النبي أنا لا أعتقد به، أنا أعتقد بني هو الإنسان الكامل، وهذا هو الموروث الإسرائيلي الأموي الذي دخل إلى الموروث الروائي عند أهل السنة، ثم تسرب في خلسة إلى الموروث الروائي الشيعي، انظر إلى البحار سوف تجد روايات أنه نام عن صلاة الصبح، أنظر إلى الشيخ الصدوق وبعض علماء المدرسة القمية القديمة كلهم كانوا يقولون بهذا، إذن أنا عندما قلت من إسلام الحديث إلى إسلام القرآن مرادي إسلام الحديث الإسرائيلي الأموي المدسوس المدخول، وهذا هو الذي الآن مع الأسف الشديد الذي وجدتم حتى مثل العلامة التستري من أكابر علماءنا الرجاليين المعاصرين يقول أن الروايات متواترة في سهو النبي، وفي نومه عن صلاة الصبح، هذه القراءة التي أريد أن أقدمها ولهذا قلت حركة تصحيحية، ولا يتبادر إلى ذهنك حركة تصحيحية هامشية بل حركة تصحيحية جوهرية في عمق العقيدة التي نعتقدها في النبي وأهل البيت بل في عمق العقيدة التي نعتقدها في التوحيد، هذا هو الذي أريد أن أقف عنده ولكن مع الأسف الشديد، { أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها } هذا الكلام الذي قلته أنا أتصور أن جملة من أولئك الذين اعترضوا مع كل احترامي لهم أدعوهم إلى أن يستمعوا إلي جيدا ولا يعترضوا بمجرد ما ينقل إليهم في المواقع والانترنت أو ينقل قطعة بخمسة دقائق أو بعشرة دقائق، أنا خصيمهم يوم القيامة إذا لم يستمعوا إلي جيدا ويعترضوا، يستمعون إلى جيدا ثم يقولون أنه لا نريد هذه القراءة ونريد قراءة أهل السنة الذي قول أن النبي يبول واقفا، يوسف الذي هو نبي وليس من أنبياء أولوا العزم يقول لملك مصر، اجعلني أنا عليم حفيظ، إذن يوسف اعلم من نبينا لأنه كان يعرف أمور الدنيا ورسولنا لا يعرف يقول أنتم أعلم بأمور دنياكم، وهي في قضية النخل الذي هو ابن الجزيرة العربية وكأنه جاء من جزر الكناري. بالأمس قرأنا أنه قال أنقذوا الدين من إمام المحدثين، واقعا ليس عنده مشكلة مع الشخص، بل مع التراث والموروث، يقول هذا الموروث يعرف لنا قرآنا ناقصا، رسول الله صحابي يقرأ بعض الآيات القرآنية في المسجد ويسمعها، يقول عجيب أنا كنت ناسي هذه الآيات، جيد أنه هذا الصحابي ذكرني، إذا كان رسول الله ينسى الآيات إذن أنتم الوهابية الذين تحفظون القرآن الكريم ولا تنسونه إذن أنتم أفضل من رسول الله لأنه الرسول ينسى القرآن وأنتم لا تنسون، ما لكم كيف تحكمون؟ أين عقولكم؟

    المقدم: هذه الإثارات تحتاج إلى جو هادئ يختلي الإنسان بنفسه. مثلتم العلاقة بين الإنسان الكامل والعالم بعلاقة الروح والجسد، هل يوجد أن يخلو العالم الآن أو في أي لحظاته من وجود هذا الإنسان الكامل.

    سماحة السيد: أحسنتم.قد يقول قائل سيدنا نحن نقبل نظرية واسطة الفيض ولكن ما الدليل على أن هذه دائما وأبدا موجودة، أنا أتكلم على مستوى مدرسة أهل البيت الآن، وبعد ذلك إذا وسعنا الوقت سوف أذهب إلى كلمات علماء أهل السنة لنرى أنه آمنوا بالنظرية أم لم يؤمنوا، لا أتكلم عن المصاديق من هو الإنسان الكامل له بحث خاص أنا أتكلم عن النظرية الكلية المفهوم العام وهو أنه كبار علماء السنة هل آمنوا بضرورة وجود إنسان كامل في كل آن وزمان أم لا؟ أنا أقرأ كلمتين للعلمين وأرجع إلى الروايات، الكلمة الأولى للعلامة الآلوسي في روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني تأليف العلامة الآلوسي البغدادي ماهر حبوش الجزء الثاني ص 91، في ذيل الآية ثلاثين من سورة البقرة قال > ولم تزل تلك الخلافة < خلافة إني جاعل في الأرض خليفة، يقول تلك الخلافة ليست في زمان وانتهى زمانها بل هي مستمرة فوق الزمان والمكان، > ولم تزل تلك الخلافة في الإنسان الكامل إلى قيام الساعة وساعة القيام < يعني لا يخلو العالم من الإنسان الكامل لأنه روحه فإذا فقده صار جسدا ميت، يقول > و لم تزل تلك الخلافة في الإنسان الكامل إلى قيام الساعة وساعة القيام بل متى فارق هذا الإنسان العالم مات العالم < في بعض المداخلات السابقة سألنا البعض من كان الحجة قبل رسول الله، الجواب: قد نستطيع أن نتعرف عليه وقد لا نستطيع ولكن البرهان يقول لنا موجود، نحن نعلم انه يوجد 124 ألف نبي، ولكن نعرف منهم 27 نبي، 313 منهم من المرسلين ولا نعرفهم، إذن عدم معرفتنا لا يدل على عدم الوجود، لأن النظرية تقول لا يمكن أن تخلو الأرض عن الإنسان الكامل، نعم قد يدل الدليل على ذلك فنتعرف عليه وقد لا يدل الدليل، نقول موجود ولكن لا نعرفه، الآن نحن الشيعة بحمد الله تعالى نعتقد أن الإمام الثاني عشر هو الإنسان الكامل، ولكن كثير من الناس لا يعرفونه، عدم معرفتهم ليس عدم وجوده، بل موجود، إذن عدم المعرفة ليس بمعنى عدم الوجود، > بل متى فارق هذا الإنسان العالم مات العالم لأنه الروح الذي به قوامه فهو العماد المعنوي للسماء < هذه الجملتان تعادل 90 بالمائة مما قاله المتكلمون شيعة وسنة، > فهو العماد المعني للسماء < السماء يعني عالم العلويات يعني عالم المثال والجبروت والملكوت والأسماء، عمودها هذا الإنسان الكامل، > فهو العماد المعنوي للسماء والدار الدنيا جارحة من جوارح جسد العالم الذي الإنسان الكامل روحه < كل العالم وليس الخلافة، يقول: > والدار الدنيا جارحة من جوارح جسد العالم < واقعا نسبتها إلى العالم مثل اليد، العين، الإصبع، > الذي الإنسان روحه < إذن هذا العالم كله بالنسبة إليه نسبة الجارحة، فإذا جئنا إلى الخلافة والله أعطاها أكثر من حقها عندما قال عفطة عنز، نعم مهمة ولذا انحرفت المسيرة، ولهذا حدث ما حدث ولكن أريد أن أقول مقام الإمامة فوق هذا، هذه القراءة التي قرأناه نحن الشيعة إمامتنا واقعا استطاع الآخر أن يجرنا إلى الدائرة التي يرد فقال الإمام هي رئاسة في الدين والدنيا، هذه قيمة الإمامة ولهذا نحن قلنا بالأمس أن الإمام التي لا أقل أنا أعتقدها، قراءتي للإمامة لأهل البيت هذه القراءة التي أعتقدها وعلى من يريد أن يفهم فليفهم ومن لا يريد فهو حر، الإمامة التي أعتقدها لأئمة أهل البيت هذه عقيدتي في أئمتي أولهم إمام المتقين لا هي التي نصبت في الغدير ولا هي التي غصبت في السقيفة، لأنه التي نصبت في الغدير كانت شأن من أصغر شؤونها، والتي غصبت كانت تلك أما هذا الشأن الوجودي التكويني المعنوي واسطة الفيض هذه باقية على حالها، ومن هنا تقولون سيدنا ولهذا تجدون هذا الحديث الحسن والحسين إمامان قاما أو قاعدا، الإمام الحسين جاهد، بلي بعض الشؤون سمحت له الفرصة والحسن جلس، ليس مهم ولكن الدور الأساسي وساطة الفيض، سيدنا الإمام السجاد كان في بيته فقط يبكي، الجواب نعم هذا الظاهر أما بالباطن هو واسطة الفيض، به قوام هذا العالم، الإمام الكاظم بقي عشرة أو 12 أو 14 في السجن، إذن أين نشره للدين ورئاسته؟ هذه إن وجدت فطوبى لنا وحسن مآب وإن لم توجد هناك وظيفة أساسية أخرى يقوم بها، إذن يقول: > ولما كان هذا الاسم الجامع قابل الحضرتين صحت له الخلافة وتدبير العالم، < أخشى أن يقول أحد إذن فوض العالم للإنسان الكامل والله بلا عمل؟ يقول: > والله سبحانه الفعال لما يريد < كل شيء بيده هو القادر المطلق ولكنه أعطى الفيض بواسطة هذا، ولا فاعل على الحقيقة سواه، ثم يقول: كل هذا الذي قلته ما بينت لكم كل الحقيقة لأني أخشى عليكم قال: > وفي المقام ضيق < ولعلي أوفق أن أبين ماذا يريد من هذا الضيق. كم رسول الله مظلوم في أوساطنا الذي أوصلناه في درجة أنه عمر يصحح له بعض الأعمال، بلال يجلسه للصلاة، عائشة تفعل له كذا، وذاك يصرخ عليه، ثم جئنا إلى علي وأولاده حصرنا أعمالهم وكأنهم مجموعة صار عندهم نزاع مع أبي بكر وعمر ومعركة سياسية وانتهت، والحسين كان عنده معركة، يقول: > وفي المقام ضيق والمنكرون كثيرون ولا مستعان إلا بالله عز وجل <، وهذا نفسه الذي قاله محيي الدين ابن عربي في فصوص الحكم ص 247 من القيصري قال: > فاستخلفه في حفظ العالم فلا يزال العالم محفوظا ما دام فيه هذا الإنسان الكامل <. محال أنه لا يوجد، ولذا الإمام الباقر قال في علل الشرائع للشيخ الصدوق ص 150: > قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر لأي شيء يحتاج إلى النبي والإمام؟ < إذا تسأل هذا أي متكلم وفقيه يقول لحفظ الدين وإقامة الدين وحراسة الدين والدنيا، ولكن الإمام الباقر قال: > لبقاء العالم على صلاحه < نفس النظرية، إذن تبين العرفاء فهموا النظرية فهموا جيد، ولكن المتكلمين والمحدثون لا سنة ولا شيعة الفلاسفة لا المشاءين ولا غيرهم والفقهاء لا يمين ولا يسار استطاعوا أن يعطوا هذه النظرية في الإمامة، ومن هنا يتضح دور الإمام الحجة وما هي ضرورة وجوده حيا إلى يومنا ولابد أن يكون حيا، لا حيا حتى إذا واحد تاه في الصحراء يجده ويرجعه إلى أهله، تقول يفعل هذا؟ أقول هذا إنزال لمقام الإمام، لماذا 1400 الله جعله حيا حتى إذا واحد أخطأ بالفقه يرسل له رسالة يقول له صحح، ليست هذه، ولهذا لو لم يخرج بعد ألف وألف وألف وعشرة ألاف سنة ومليون سنة وبقيت الأرض مستمرة، ولهذا جملة عند المحقق الطوسي يقول في شرح التجريد،: > ووجوده لطف وتصرفه آخر < يعني لطف آخر > وعدمه منا < ولكن لماذا لم يتصرف؟ يقول نحن منعنا. فإذن في وجوده لطفان نعمتان كبيرتان، النعمة الأكبر هو واسطة الفيض وروح هذا العالم واللطف الأصغر هو أن يدير هذا العالم.

    المقدم: شكرا لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري.

    • تاريخ النشر : 2013/08/03
    • مرات التنزيل : 2953

  • جديد المرئيات