نصوص ومقالات مختارة

  • تعارض الأدلة (194)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر شيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في هذه النقطة الأساسية وهي انه ما هو مقام الإمام أمير المؤمنين في المنظومة المعرفية التي أسس لها الشيخ ابن عربي في الفتوحات والفصوص، طبعاً جائت إلينا بعض الأسئلة تسأل بأنه سيدنا ما هو الدليل على ذلك؟

    الجواب: الدليل في محل آخر أنا ذكرت في أبحاث سابقة بأنه لست بصدد إقامة الدليل وإنما بصدد بيان الفتاوى التي توجد عند هذه المدرسة أو تلك المدرسة أمّا ما هو دليل هؤلاء ما هو دليل أولئك هذا له بحث آخر في محل آخر وأنا أريد بقدر ما استطيع أن اجمل البحث في هذه المسائل لنرجع إلى بحثنا الأساسي الذي وقفنا عنده في بداية هذه السنة وخصوصاً الوقوف عند كتاب البحار واقعاً معرفة كتاب البحار، مصادر كتاب البحار أهمية كتاب البحار منهج صاحب البحار واقعاً هذه مسألة أنا أتصور ضروري لكل شيعي، ليس فقط ضروري لكل طلبة أو عالم لا لأنه الآن هذه الموسوعة الواسعة النطاق التي لها آثار كثيرة على منابرنا لها آثار على دراساتنا على أبحاثنا انتم تجدون نادراً انه يصعد احد يقول شيء إلّا ويقول كما قال صاحب البحار أو كما وردت الرواية في البحار ونحو ذلك ولذا أنا اعتقد إنشاء الله يوم أو يومين، ليس أكثر من ذلك يعني محاضرتين أو ثلاث إنشاء الله نرجع إلى بحثنا الأصلي، أعزائي قلنا بأنه أساساً المنظومة العرفانية تعتقد أن الإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه هو واسطة الفيض بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، ولهذا تجدون بأن المدرسة المتأثرة بالمنظومة العرفانية عندما تأتي إلى الإمام أمير المؤمنين تعطيه من العناوين حتى لا يمكن أن نجدها في مكان آخر، ليس فقط عند أهل السنة لعله عند بعض علماء الشيعة لأنكم تعلمون بأنه أساساً إبراهيم له مقام خاص بيني وبين الله كذلك الأنبياء لهم مقامات خاصة في القرآن الكريم انظروا بأنه المتأثر بالمدرسة العرفانية كما ذكرنا مراراً وتكراراً العلامة الالوسي عندما يأتي إلى الإمام أمير المؤمنين ماذا يعبر عنه عليه أفضل الصلاة والسلام، في روح المعاني المجلد الثالث صفحة 432 في ذيل الآية المباركة المرتبطة بابراهيم، قال تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي، هناك يقول العلامة الالوسي صفحة 432 يقول كما ظنه ومن هنا تعلموا أن علياً لم يثبت لنفسه مرتبة في الإيمان أعلى من مرتبة الخليل بقوله لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا، سؤال: لأنه إبراهيم طلب أن يزداد يقينه أمير المؤمنين يقول لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً، إذن علي ابن أبي طالب أعلى مرتبة ايماناً من الخليل، هو يقول لا، العلامة الالوسي في روح المعاني هذه عباراته وهو معتقد أن الخليفة الأوّل هو الصديق الأكبر، لا يتبادر إلى ذهنكم هو شيعي ويتكلم، لا هو يعتقد أن أبابكر هو الصديق الأكبر، ولكن مع كل هذا يقول للنبوة درجات من الصديقية، وللاولياء درجات من الصديقية، سؤال: أين تضع علياً من درجات الصديقية؟ طبعاً لا يمكن وضعه في النبوة؛ لأن علي ليس بنبي، إذن نتكلم في أوساط الأولياء جميعاً، يعني خذ من آدم إلى غير الخاتم؛ لأنه الخاتم له حسابه الخاص، من آدم  إلى عيسى هؤلاء لم يكونوا فقط أنبياء، كانوا أولياء أيضاً، على مستوى الولاية والأولياء ما هو مقام سيد الأولياء، ما هو مقام الإمام أمير المؤمنين يقول: وطمأنينة مقام الصديقية كانت على مستوى النبوة، فكانت لخاتم الأنبياء والمرسلين، يعني عندما نتكلم على مستوى الأنبياء أعلى درجات الطمأنينة والإيمان كانت لرسول الله، وأمّا على مستوى الأولياء، وطمئنينة مقام الصديقية، كانت للصديقين من أمته صلى الله عليه وآله، من هم؟ كما ابدى عن نفسه إمام الصديقين كرم الله وجهه، فإذن هو يعتقد أن علياً امام الصديقين من الأولين والآخرين، بعد ذلك يقول ولقد اعترف الصديق الأكبر مقصوده الخليفة الأول، ليس منكر لهذا، ولكنه يقول ذاك له مقام في هذه الأمة، ولكن علي له مقام بين الأولياء من الأولين والآخرين، هذا المقام أين وذاك المقام أين، هذا تأثره بماذا؟ هذه جاءت من المنظومة العرفانية، وهذا لم يأتي من المنظومة الكلامية، ولا من المنظومة الحديثية، لأن المنظومة العرفانية تعتقد بهذا الذي اشرنا إليه، ولهذا في رواياتنا أيضاً توجد بعض الإشارات بغض النظر عن السند، قلت لكم بحث السند بحثٌ آخر أنا الآن ما أريد أن ادخل فيه ولكن الإشارات التي أشير إليها، انظروا في ترتيب الامالي الذي هو للشيخ الصدوق والمفيد والطوسي، طبعة مؤسسة المعارف الإسلامية، المجلد الأوّل صفحة 342 هناك توجد محاججة واسعة النطاق بين الاصبغ ابن نباتة قال: دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين في نفر من الشيعة، وكنت فيهم، فجعل الحارث يتأود في مشيته ويخبط الأرض بمحجنه، وكان مريضاً، فاقبل عليه أمير المؤمنين وكانت له منه منزلة، كان يظهر من خواص أمير المؤمنين حارث همدان، فقال: كيف تجدك يا حارث؟ قال: نال الدهر يا أمير المؤمنين مني، وزادني أواراً وغليلاً اختصام أصحابك ببابك، تبين بأن الاختصام في أمير المؤمنين متأخر تاريخي أو موجود في عهده أفضل الصلاة والسلام، وطبعاً يكون في علم الأعزة هذه ينقلها المفيد في اماليه المجلس الأوّل الحديث الثالث، وكذلك الطوسي ينقلها في المجلد ثلاثين الحديث الخامس، يعني واردة في امالي هذين العلمين المفيد والطوسي، قال: وفيما خصومتهم، لماذا يختصمون في عليٍ، وهو حيٌ عندهم يستطيعون أن يسألوه، قال: فيك وفي الثلاثة من قبلك، عجيب أمير المؤمنين ينزل به الدهر حتى يختصم فيه وفي الثلاثة من قبله! هذا الزمان وهذه سنن التاريخ، فمن مفرطٍ منهم غال، ومقتصد تال، ومن متردد مرتاب، لا يدري أيقدم أم يحجم، فقال: حسبك يا أخا حمدان إلى أن خير شيعتي النمط الأوسط إليهم يرجع الغالي وبهم يلحق التالي، فقال: له الحارث لو كشفت فداك أبي وامي الرين عن قلوبنا، وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا، فقال: ألا إني عبد الله، واخو رسوله (تقول لي سيدنا أنت ما تقبل الروايات الجواب: كونوا على ثقة توجد عندي الشواهد القرآنية لذلك، وتوجد عندي الشواهد الروائية لذلك، في علي؟ نعم قد تقبل و ترفض أنت حرٌ، أنا أقول عقيدتي عندي شواهد على هذه الحقيقة) وصديقه الأوّل، صدقته وآدم بين الروح والجسد، هذا يشير إلى أيّ عالم؟ عالم الدنيا؟ لا، بعده الدنيا لم تأتي، وآدم بين الروح والجسد، مرتبط بذلك العالم، الآن هذا التعبير صدقته له دلالة خاصة، هو ماذا قال رسول الله حتى أنت تصدقه، هذا معناه أيضاً كان رسول الله أيضاً له ادعاءات هناك، والذي صدقه أوّلاً هو علي أمير المؤمنين، قال: ثم إني صدّيقه الأوّل في أمتكم حقاً، إذن ذاك التصديق الأوّل مرتبط بعالم الملكوت، والتصديق الثاني مرتبط بعالمنا هذا، ولكن الإمام سلام الله عليه واقعاً هذه الشواهد التي تبين الحديث يقيناً تامٌ، الإمام في الأوّل لا يقول وصدّيقه الأوّل حقاً يقول هنا الثاني: وصديقه الأوّل في أمتكم حقاً، يعني يوجد من يدعي الصديقية زوراً وباطلا، في الأوّل الإمام سلام الله عليه لا يقول حقاً، ولكن في الثانية يقول حقاً، ثم فنحن الأولون ونحن الآخرون، فنحن الأولون وجودا،ً ونحن الآخرون ظهوراً في عالمنا، فإذا وجدتم في بعض خطبه قال أوّل أنا الآخر لا تقولون يدعي الربوبية أمير المؤمنين، لا هذه الأولية التي يدعيها الأولية في التصديق، والاخرية التي يدعيها الاخرية في التصديق.

    على هذا الأساس أتصور بأنه مقامات أمير المؤمنين سلام الله عليه لا اقل فيما لا يعتقدون في الرؤية الشيعية لا ابن عربي ثابتٌ قطعاً انه من الشيعة ولا القيصيري ثابتٌ ولا العلامة الالوسي ثابتٌ، ولكنه وجدتم العناوين انه تأتي إلى عناوين امام الصديقين عناوين بيني وبين الله إمام العالم وسر الأنبياء أجمعين عناوين انه اقرب الناس إليه في ذلك العالم، هذه العناوين تقولها المدرسة غير مدرستنا ولكنه ضمن منظومة أخرى لا ضمن هذه المنظومة.

    سؤال: سيدنا هذا الذي قلته عن مقامات أمير المؤمنين في المنظومة العرفانية أيضاً، نحن قرأنا قبل ذلك عن الشيخ الصدوق وعن العلامة المجلسي قالوا أفضل الأنبياء والمرسلين، ماذا الفرق؟ ذاك الذي قالوه هؤلاء هم قالوه من خلال الروايات.

    الجواب: كلا أبداً ما قالته المنظومة العرفانية لم يصل إلى أدنى درجاته المجلسي والصدوق، كيف؟ لماذا انه قاله العلامة المجلسي وما قاله الشيخ الصدوق قدس الله نفسهما، لماذا يختلفه عما قالته المنظومة العرفانية؟

    الجواب: أن المنظومة العرفانية لم تُ ثبت فقط له الافعلية على باقي الأنبياء والمرسلين، وإنما اثببتت له ولهما وساطة الفيض، والأفضلية شيء ووساطة الفيض شيء آخر، الآن الإنسان أفضل أو الغنم أفضل؟ الإنسان أكرم من باقي الموجودات، ولكن هل الإنسان لأنّه أكمل فهو في سلسلة علل باقي الموجودات الأخرى، وواسطة الفيض لهم؟ أو لا علاقة، يعني في طولها الموجودات أو في عرضها؟ في عرضها، باقي لموجودات في عرض الإنسان ولكن الإنسان أفضل من ذاك، العلامة المجلسي تبعاً للشيخ الصدوق فقط اثبتوا الأفضلية، والافضلية لازم اعم لإثبات وساطة الفيض، والذي تقوله المنظومة العرفانية ما هي؟ ليس فقط الافضلية، الافضلية مفروغ عنها، وإنما يتكلمون انه لا يأتي فيض إلّا عن طريق النبي وعلي عليهما أفضل الصلاة والسلام.

    النتيجة إذا ثبت ذلك إذن لا يمكن أن يصل شيء إلى هذا العالم إلّا بتوسط من؟ هذا الذي يتذكر الأعزة قرأناه عن العلامة الالوسي قال: بأن الإنسان الكامل موجود إلى قيام الساعة وساعة القيام، متى فارق هذا الإنسان العالم، مات العالم، تقول سيدنا: من أين تقول العلامة المجلسي لا يقبل نظرية وساطة الفيض؟ قد يقبل بها، إذا طالعتوا البحار ووجدتم بأن البحار يقول بوساطة الفيض، بيني وبين الله لا فرق بينهما، ولكنه أنا بحسب متابعتي القاصرة والناقصة وجدت انه لا فقط لا يصرح بواسطة الفيض، بل ينكروا أنهم وسائط الفيض، العلامة المجلسي ينكر؟ نعم، هذا الذي قرأناه من العلامة الالوسي المجلد الثاني صفحة 91 في ذيل الآية ثلاثين من سورة البقرة، هذا البحار أمامكم، المجلد الخامس والعشرين، لمؤسسة الوفاء، كتاب الإمامة، باب نفي الغلو في النبي والأئمة، في صفحة 338 يقول: وأمّا ما ورد، هذه علامة الفيض أين تظهر؟ واحدة من أهم مصاديقها أين تظهر؟ الإمام سلام الله عليه في أصول الكافي، وان الرواية قد تكون ضعيفة ليس مهم، ولكن القرآن يثبت هذا يقال: حاججوهم بإنا أنزلناه في ليلة القدر تفلجوا، الآن ماذا يوجد في إنا أنزلناه في ليلة القدر؟ يوجد فيها تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم، فلهذا الإمام يقول اسئلوهم على من تنزلوا في ليلة القدر؟ ولماذا تتنزل؟

    وأنا ذهبت إلى روايات أهل السنة والشيعة، الجميع متفق انه في هذه الليلة تقدر مقادير الخير إلى السنة القادمة، فيحتاج إلى ماذا؟ هذه وساطة الفيض، هذه واحدة من أهم مظاهر وساطة الفيض هي ما يجري من المقادير في ليلة القدر، ولهذا نحن قلنا انه في ليلة القدر يوجد حدثان أساسيان، الحدث الأوّل نزول القرآن إنا أنزلناه في ليلة القدر، الحدث الثاني: تنزل الملائكة والروح، وهناك روايات من الفريقين والمدرستين يقول الحدث الأوّل كان في زمانٍ وانتهى، لأنه لا ينزل القرآن بعد الخاتم على احد لأنه ختمت النبوة، وأمّا الحدث الثاني فمستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، هذه واحدة من أهم مصاديق وساطة الفيض الإلهي، البعض يقول لي سيدنا بيني وبين الله أنت تستطيع أن تثبت وجود الحجة؟ كيف لا يمكن إثبات وجود الحجة سلام الله عليه؟! أساساً نظرية الإنسان الكامل يقول لا يمكن أن تخلوا الأرض من إمامٍ هو بمنزلة الروح لعالم الإمكان، وإذا ذهبت الروح مات البدن، كما قرأنا عن العلامة الالوسي، العلامة المجلسي ملتفت إلى القضية، يقول وأمّا ما ورد من الأخبار في نزول الملائكة والروح لكل أمرٍ إليهم، يعني في ليلة القدر، وانه لا ينزل ملك من السماء لأمرٍ، إلّا بدأ بهم، فليس ذلك لمدخليتهم في ذلك، يعني إثبات الوساطة أو نفي الوساطة؟ نفي وساطة الفيض، أبداً لا يقول كل مدخلية، إذن لماذا يفعلون ذلك؟ يقول ولا للاستشارة بهم، لا للمدخلية ولا الاستشارة، بل لتشريفهم وإكرامهم، وإظهار رفعة مقامهم، هذه القضية تشريفات، وإلّا لهم مدخلية وجودية أو ليست لهم مدخلية وجودية؟ الآن تعرفون الفارق إذن بين الافضلية، وبين وساطة الفيض، مع أن العلامة المجلسي يعتقد بالافضلية، ولكنه لا يلازمه أن يقول بوساطة الفيض، أمّا المدرسة العرفانية تعتقد أوّلاً بالافضلية، وهذا لازم لا يمكن أن يكون بمرتبة العلة، ويكون المعلول أفضل منه، وإلّا لما صار علة إذا لم يكن هو الأفضل، هذا تمام الكلام في هذه القضية الأخرى في المنظومة العرفانية.

    القضية الأخرى: ما هو موقف الشيخ ابن عربي من المهدي المنتظر وحياته وكيفية حكمه عند ظهوره، ومقامه بين الأنبياء والأولياء؟ لأننا إلى الآن قلنا بأن المنظومة المعرفية والعقدية لمدرسة أهل البيت تقوم على أركان، الركن الأوّل أن الأئمة إثنى عشر، الركن الثاني أن مصاديقهم يبدأ بالإمام أمير المؤمنين وينتهي بالإمام الثاني عشر، الركن الثالث أن الإمام أمير المؤمنين له هذه المقامات، الركن الرابع في مدرسة أهل البيت الإمام الثاني عشر، أنا أريد أقف قليلاً عند المنظومة التي يقولها الشيخ ابن عربي، طبعاً تلامذته أيضاً يقولون هذا الكلام ولكنه من باب أنه هو رأس هذه المدرسة فانقل كلمات الرجل، أمّا حياته فأتصور أننا قرأنا عن ذلك في البحث السابق قلنا بأنه في اليواقيت والجواهر المجلد الثاني صفحة 562 قال: وعبارة الشيخ ابن… إلى أنه وصلنا ابن من؟ ابن الإمام العسكري، سؤال: والإمام العسكري ذهب أو باقي الآن؟ ذهب ورحل إلى ربه، إذن لابد كان متولداً منه لا يمكن أن نقول بعد ذلك يتولد من الإمام العسكري ما موجود حتى يتولد منه هذا خير شاهد انه يعتقد انه حيٌ أو ليس بحي؟ انه حيٌ، هذه القضية الأولى في قضية الإمام المهدي.

    القضية الثانية انه عندما يأتي للحكم بين الناس، يعني عندما يظهر للحكم بين الناس، كيف يحكم بين الناس؟ هذا كتاب الفتوحات المكية طبعة دار الكتب العلمية، المجلد السادس صفحة 62 يقول: فما يحكم المهدي إلّا بما ُيلقي إليه الملك من عند الله، يعني هو مسدد بملك ينزل عليه هو الذي يسدده في الحكم، الذي بعثه الله إليه ليسدده، وذلك هو الشرع الحقيقي المحمدي، الذي لو كان هو صلى الله عليه وآله حياً، ورفعت إليه تلك النازلة، لم يحكم فيها إلّا بما يحكم هذا الإمام، فحكمه حكم رسول الله.

    سؤال: إذن مجتهد أو معصوم؟ ولذا يقول هو: فيعلمه الله أنّ ذلك هو الشرع، فيحرم عليه القياس، يقول القياس محرمٌ عليك لماذا؟ لأنه أنت يوجد عندك الواقع، لمن لا يعرف الواقع يذهب إلى القياس، ولذلك قال رسول الله في صفة المهدي: يقفوا اثري لا يخطأ، فعرفنا انه متبع وانه معصومٌ، أنا ما ادري إذا واحد نريد أن نميز انه مرتبط بهذه المدرسة الفكرية أو تلك المدرسة الفكرية على ماذا نميزه؟ من عقيدته، هذا عقيدته، تقول سيدنا عنده عقائد مخالفة، أقول نعم توجد في كتبه، لابد أن نتعرف ما هي تلك هل من كتبه أو ليست من كتبه؟ لأنه كثير من الكتب التي نسبت إلى ابن عربي ليست لابن عربي، قال: أنّه معصومٌ ولا معنى للمعصوم في الحكم إلّا انه لا يخطأ، فإن حكم الرسول لا يُنسب إليه خطأ، يعني حكمه حكم الرسول، كما انه …إلى آخره.

    إذن الأمر الأوّل انه ابن الإمام الحسن العسكري، الأمر الثاني أنّه حيٌ، الأمر الثالث أنّه عندما يظهر يحكم بملك مسدد يسدده كما كان يحكم رسول الله.

    الأمر الرابع: ما هو موقعه بين الأنبياء والأولياء جميعاً، من آدم إلى آخر الأولياء، إلى آبائه واجداده، ما هو موقعه؟ هذه قضية مهمة جداً، في المجلد السابع من الفتوحات، صفحة 115 يقول بأن هذا الرجل الذي هو خاتم الولاية، والذي يدعي بأنّه رأيته في الكشف بإشبيلية؛ قال: أمّا فلنذكر ما يختص به هؤلاء الاثنى عشر، فهذا القطب هو أكمل الأقطاب، ما هي خصائصه؟ يقول: جمع الله له بين الصورتين الظاهرة والباطنة، إذن كان له ظهور وكان له غيبة، فكان خليفة في الظاهر بالسيف، نحن ما عندنا من الأئمة بعدال إمام أمير المؤمنين من كان خليفة بالسيف، وفي الباطن بالهمة، رواياتنا ماذا تقول: مسموح لكم أن تسمونه أو غير مسموح لنا؟ يقول: ولا أسميه ولا أعيّنه، فإني نُهيت عن ذلك، وعرفت لأي أمر منعت من تعيينه بإسمه، وليس في جماعة هؤلاء الأقطاب من أوتي جوامع ما تقتضيه القطبية غير هذا، يقول أفضل الأقطاب الاثني عشر أنا قناعتي يقينا عندما تصل القضية إلى أمير المؤمنين هو يقول بأنه سر الأنبياء أجمعين مستثنى ذلك، هو يتكلم في ورثة الخاتم صلى الله عليه وآله.

    ثم تعالوا معنى إلى الجزء الثالث، هناك يصرح، في الجزء الثالث في صفحة 15 يقول: وهذا القطب ومنهم الختم، هؤلاء الأقطاب يوجد منهم خاتم الولاية، وهو واحدٌ، لا في كل زمانٍ، لأنهم يعتقدون في كل زمان يوجد قطبٌ، يقول بل هو واحدٌ في العالم، لا يتثنى ذلك، نعم قد يكون منه من الأولياء من هم من خدامه عليه أفضل الصلاة والسلام، ولكن هو واحد، يختم الله به الولاية المحمدية، فلا يكون في الأولياء المحمديين أكبر منه، تقول: إذن ماذا تقول في عيسى؟ يقول: لا، عيسى يأتي من بعده إذن تبين مقامه أين خاتم الأنبياء عندنا؟ عيسى مع انه خاتم الولاية أيضاً، يقول ولكن خاتم الأنبياء السابقين ولاية الأنبياء السابقين ليس خاتم المحمدية، وثم ختمٌ آخر يختم الله به الولاية العامة، هذه الولاية الخاصة من الأنبياء لا خاتمها هو المهدي المنتظر، أمّا الولاية العامة التي كانت من آدم وإلى موسى، يقول خاتمها هو عيسى عليه السلام، وهو ختم الأولياء ولكن أي أولياء، أولياء السابقين، لا الولاية المحمدية، ولهذا أنتم تجدون بأنّ الروايات الصحيحة المعتبرة المتفق عليها بين المسلمين جميعاً أنّ عيسى ينزل ويأتم بخاتم الأولياء المحمديين، هذه دلالة، هذه ليست فقط قضية صلاة جماعة، الحجة يقف ويقف خلفه نبي من أنبياء أولي العزم، لا، وإنما يريد أن يشير إلى حقيقة، وهو أن هؤلاء جميعاً يأتمون بمن؟ ليس فقط يأتمون برسول الله يأتمون بعلي، بل يأتمون بمن هو دون رسول الله ودون علي، حتى لو كان نبياً من أنبياء أولي العزم، تعالوا إلى هذه الجملة مراراً ذكرناها، في فتح الباري بشرح صحيح البخاري، الطبعة التي في 17 مجلد دار طيبة هناك في المجلد الثامن صفحة 92 في ذيل الحديث 3449 يقول: وفي صلاة عيسى خلف رجل من هذه الأمة مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الأقوال أن الأرض لا تخلو عن قائم لله بحجة، قد تقول هو لا يعتقد أو يعتقد؟ أقول لا هو عنده اعتقادات أخرى أنا ما عندي علاقة هو يقول أقوال العلماء أن الأرض يمكن أن تخلو من حجة أو لا يمكن؟ قد يذهب إلى الحجة ويقول ألف كما يتذكر الأعزة في درس الفقه قلنا انه يقولون أن رسول الله نص ولكن نص على من؟ نص على أبي بكر هذا الكلام في المصداق ليس الكلام في أصل النظرية واصل النظرية الكل يقول أنه رسول الله نص على من بعده ولهذا أنا انصح الأعزة، هذه الرواية وهي رواية انه عيسى الذي هو نبي من الأنبياء أولي العزم يصلي خلف المهدي المنتظر هذه القضية وردت في الكتب بشكل واضحٍ وصريح أنا أشير إلى بعضها هذا الكتاب المهدي المنتظر في الأحاديث والآثار الصحيحة للدكتور عبد العليم عبد العظيم البستوي في المجلد الأوّل يشير إلى الألسنة الواردة في ذلك.

    الرواية الأولى رقم 27 عن أبي هريرة قال رسول الله كيف انتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم هذا لسان من الألسنة، اللسان الثاني رواية 39 قال لا تزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال فينزل عيسى ابن مريم فيقول اميرهم تعال صلي لنا فيقول لا أن بعضكم على بعضٍ أمراً تكرمة الله هذه الأمة واوضحها ما وردت في الرواية 34 من هذا الكتاب في صفحة 315 يقول: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه، من أهل البيت من ولد فاطمة سلام الله عليها ولهذا هذه الرواية جاءت بشكل واضح وصريح في سلسلة الأحاديث الصحيحة للعلامة الألباني المجلد الخامس رقم الحديث 2293 طبعاً هذا الكتاب البستوي يقول كلها صحيحة ومعتبرة العلامة الألباني يقول هذا الحديث فيه ضعف، تقول لي سيدنا أنت ما تستد إلى الأحاديث الصحيحة ولكن هو العلامة الألباني، أقول: لا هذا الحديث بهذا السان فيه ضعف أمّا انه هذا الحديث مضمونه صحيح عندي مئة في المئة، كيف أنت تقول السند ضعيف؟ يقول: هذا الحديث نقسمه إلى أقسام ثلاثة، أمّا انه من أهل البيت ففيه ثلاثة أحاديث وينقل الأحاديث ويثبت انه من أهل البيت وأمّا انه من حديث فلان وأمّا صلاة العيسى فخله ففي حديث جاب وأمّا وعلى هذا الأساس وقد تواترة الأخبار واستفاضة بكثرة رواتها عن المصطفى بمجيئ المهدي وانه من أهل بيته وانه يخرج مع عيسى عليه السلام فيساعده على قتل الدجال، وانه يأم هذه الأمة، وعيسى يصلي خلفه، هذا المقام الذي انتم تجدون الرؤية العرفانية كاملاً تدور حوله، وفي كتاب يجمع الأحاديث الصحيحة عند أهل السنة، من الكتب المهمة وهو صحاح الأحاديث في ما اتفق عليه أهل الحديث، تحقيق وتعليق الدكتور حمزة احمد الزين، الذي يقول هذا الكتاب ليس فيه حديثٌ ضعيف، دار الكتب العلمية، الكتاب يقع في مجلدات تسعة، في المجلد الثامن في صفحة 3 رقم الحديث 29480 يقول: من الذي يصلي ابن مريم خلفه صحيح نص آخر: من الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه صحيح، ثم في الحاشية يقول: أخرجه فلان وأخرجه فلان هذا تمام الكلام في المنظومة العرفانية فيما يتعلق بالاصول العقدية لمدرسة أهل البيت.

    والحمد لله رب العالمين

    18 ربيع الثاني 1435

    • تاريخ النشر : 2014/02/18
    • مرات التنزيل : 2103

  • جديد المرئيات