نصوص ومقالات مختارة

  • تعارض الأدلة (208)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر شيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا بأن العلامة المجلسي قدس الله نفسه كان له موقفٌ سلبي بإزاء الفلاسفة والمتفلسفين واشرنا إلى عباراته بالأمس ليست عبارة واحدة أو عبارتين أو ثلاث قلنا بأنه طبعاً هذا الذي أشير إليه ليس على نحو الاستقراء التام لا على نحو الاستقراء الناقص يعني ما وصل بيدي أو من خلال مطالعاتي أو مراجعاتي بعض هذه العبارات رأيتها وإلّا ليس على نحو الاستقراء التام، من هنا بودي أن تلتفتون لهذه النقطة المهمة الأساسية وهي انه لابد من الالتفات إلى هذه المسألة يعني هناك موقفٌ سلبي من العلامة المجلسي إزاء الفلاسفة والحكماء، قد تقول لي سيدنا هذا الموقف كان مختصاً بحكماء اليونان الجواب الجواب لا يفرق عندي لماذا لابد الإنسان يكون له موقفٌ سلبي إزاء الحكماء اليونانيين؟ خصوصاً من علمٍ كالعلامة المجلسي الذي ينبغي له أن ينظر إلى الأمور من خلال البحث العلمي لا من خلال المواقف إزاء العلوم واشرنا إلى بعض الشواهد الأوّل الذي على أساسه تبلور هذه الموقف السلبي قبل أن ادخل في الشواهد الأخرى هناك مجموعة من الملاحظة بودي أن اتفتلوا إليه وهو موقفي إزاء الحكماء الفلاسفة أهل المعقول العرفان ونحو ذلك وان هذا الموقف الذي وقفه العلامة المجلسي هل كان صحيحاً أم لا هذه الملاحظات إذا اتضحت سوف نرجع مرة أخرى الشواهد التي اشرنا إليها إذا تتذكرون واحدة من الأمور التي أكد عليها الشيخ العلامة المجلسي أن هؤلاء لم يؤمنوا بدين لم يؤمنوا بنبوة يعني بعبارة كانوا من الدهريين كانوا من الملحدين كانوا من المنكرين كانوا إلى غير ذلك، هذه الدعوى واقعاً هل تصدق على الاتجاه الفلسفي أو لا تصدق؟ أنا أتكلم عن الاتجاه العام، قد يوجد في بعض الفلاسفة من الملحدين ولكن هذا ليس معناه هي الظاهرة العامة عند الفلاسفة في الواقع انتم عندما لا اقل ترجعون إلى تاريخ الفلسفة مذ ثلاثين عام وخصوصاً الفلسفة الإسلامية تجدون حتى الاخباريين استندوا إلى جملة من القواعد الأساسية في علم التوحيد أخذوها من الفلاسفة، قد تقول لي سيدنا عدد لنا، أقول في الوقت المناسب سأشير إليك بأن القواعد الفلسفية التي استند إليها الاخباري يشتم الفيلسوف يلعنه يسبه يتهمه ولكن يأخذ قواعده ومثاله الواضح أمامكم الآن في الحوزات العلمية تجدون بأنه هناك حربٌ من البعض على الفلسفة ولكن الأصول من أوله إلى آخره مملوء بالقواعد الفلسفية فإذا كان الإنتاج في المعامل والصناعات الباطل لماذا تستفيدون من منتجاتهم في صناعة الفقه والأصول؟ هذا من قبيل تجدون بأننا ليل ونهار نشتم الغرب ولكنه حياتنا من ألفها إلى ياءها في كل صغيرة وكبيرة مبنية على منتجاتهم وصناعاتهم، إذا كانت الفلسفة هكذا بغضية وهكذا مبغوضة وهكذا لا تولد الإلحاد وإلّا نفي الشرائع وإلّا بعد ما احتاج وهي عمى وهي كفر وهي زندقة لماذا انتم تستندون إلى بعض ما انتجوه في معاملهم مصانعهم هذه هي الملاحظة الأولى يعني أولئك الذين يتكلمون عن الفلسفة ينبغي إذن هذا العلم أيضاً يضعوه جانباً لا يستفيدوا مما أنتجه العلماء الفلسفة وأنت تجد بالعكس في علم الكلام وفي علم العقيدة هناك العشرات من القواعد التي أسس لها الفلاسفة دخلت في منظومتها العقائديّة والدينية من الكلام والفقه والأصول وغيره ويتذكر وذكرت القواعد الفلسفية المستفاد منها في الأبحاث الأصولية والأبحاث الفقهية أمّا علم الكلام فحدث ولا حرك هو نفس البحار مملوء من أوله إلى آخره بالاستناد إلى القواعد التي أسسها علماء الفلسفة وأنتجت في مصانع وانتاجات فلسفية ولذا عنده عبارة هنا الشيخ مصباح اليزدي (طبعاً هذه العبارات التي اقرأها من شيخ مصباح اليزدي في تعليقاته على البحار لأنه جملة من التعليقات المفصلة والقيمة للشيخ مصباح اليزدي صاحب التعليق على النهاية وجوده على البحار الأنوار) في جزء 59 صفحة 203 هذه عبارته هناك يقول وقد شيدوا كثيراً من الأسس الدينية والقواعد العقلية التي يدور عليها كثيرٌ من الأصول الاعتقادية إذا كانت الفلسفة بما هي فلسفة مرفوضة لماذا تستندون إلى ما انتجته الفلسفة؟ إذا كان الأصول من حيث هو علم الأصول مرفوض لماذا يا أخباري تستند إلى قواعد أصولية هذا مورد، المورد الثاني في المجلد 60 صفحة 196 أيضاً عنده حاشية مفصلة هذه عبارته أن الذي ثبت من مدح الفلاسفة الإلهيين أنهم رفعوا التوحيد في عهد وفي ارض كان يسيطر فكرة الشكر والوثنية على القلوب (هذه إشارة إلى الفلسفة اليونانية يقول انظروا إلى فلسفة اليونان بيني وبين الله هم كانوا يعيشون في عهد المنكرين لوجود الله في العهد الملاحدة في عهد الدهريين ولكن هم رفعوا لواء التوحيد فإذن دعوى أن الفلاسفة أن الحكماء أن هذا الكلام غير دقيق هذه الملاحظة الأولى.

    الملاحظة الثانية: حاول البعض من أخطاء بعض الفلاسفة في الأمور العقائديّة افترضوا أن عقد الواحد لا يصدر منه إلّا واحد قاعدة باطلة افترضوا عشرة عشرين خمسين قاعدة باطلة عند الفلاسفة استندوا إلى بطلان بعض القواعد الفلسفية قالوا إذن علم الفلسفة مرفوض، بأي دليل مرفوض؟ قالوا انظروا إلى اشتباهاتهم انظروا إلى أخطائهم إذن نستكشف أن علم الفلسفة باطلة، الجواب: ما أريد ادخل في الأبحاث الحلية الآن وانه أين ثبت بطلان القواعد الفلسفية؟ أحسن حل في هذه المجالات الجواب النقضي، سؤال: في علم الفقه الفقهاء ما اخطئوا؟ اكو احد يستطيع أن يقول كل ما قالوه الفقهاء صحيح ولماذا هذه الاختلافات؟ في علم الحديث اخطؤوا أو ما اخطئوا؟ في علم الأصول اخطئوا أو لم يخطئوا وأي علم آخر حتى في علوم الطبيعية اخطئوا أو لم يخطئوا؟ إذا كان خطئ علماء علمٍ سبباً لغلق باب ذلك العلم فلابد أن تغلقوا باب علم الفقيه، طبعاً هذه الطريقة من الاستدلال لم يشكلوا فقط على الفلاسفة الاخباريين، أشكلوا أيضاً على الأصوليين والاصوليين أيضاً أشكلوا على الآخرين، أقول هذه الطريقة من الاستدلال طريقة عقيمة، بمجرد أن يخطأ عالم في علمٍ نقول نغلق باب ذلك العلم لا، لا يمكن غلق ذلك الباب وإلّا هذا كتاب العدة لشيخ الطوسي في صفحة مائتين وخمسة عشر يقول: ما ورد عنهم من الأحاديث المختلفة التي تختص الفقه في كتابي المعروف في الاستبصار وكتاب تهذيب الأحكام ما يزيد على خمسة آلاف حديث، وذكرت في أكثرها يعني يعني من خمسين فما فوق، كثير من تراثنا بهذا الشكل وقامت قيامة الشيخ الطوسي، يقول أكثر الروايات الواردة يعني من خمسين ستين أو سبعين يقول وأكثرها اختلاف الطائفة في العمل بها وذلك أشهر مما يخفى حتى انك لو تأملت اختلافهم في هذه الأحكام يعني علماء الإمامية وجدته يزيد على اختلاف أبي حنيفة والشافي والمالكي يقول اختلاف علماء الشيعة فيما بينهم أكثر من اختلاف المذاهب الأربعة فيما بينهم نغلق باب الفقه أو ما نغلق باب الحديث والفقه؟ بمجرد أنهم اخطئوا بمجرد أنهم اختلفوا بمجرد أنهم اشتبهوا أي منطق بائس متخلف هذا انه بمجرد أن علماء علمٍ اختلفوا أو اخطئوا أو اشتبهوا في علم لابد من إغلاق باب ذلك العلم؟ لماذا نغلقه؟ بقدر ما نستطيع نصححه لا أن نغلق العلم وإنما نصحح خطأ العالم بذلك العلم هذا هم الملاحظة الثانية.

    الملاحظة الثالثة: أنهم اخطئوا في تطبق كثيرٍ من القواعد الفلسفية على غير مصاديقها وعلى هذا الأساس لما اخطئوا في التطبيق إذن لابد أن نغلق باب الفلسفة الجواب: جنابك إذا أخطئت في قواعد علم المنطق لابد أن نغلق علم المنطق؟ كم اخطئوا في قياسات علم المنطق؟ كم اخطئوا في تطبيق القواعد الفقهية على مصاديقها وصورها؟ كم اخطئوا في تطبيق قواعد الأصولية على مصاديقها؟ إذا كان كلما ورد فيه أو خطأ في التطبيق فلابد من إغلاق ذلك العلم كان ينبغي أن نغلق كل العلوم لأنه أي عالم قد يخطأ في تطبيق القاعدة وهذا خطأ العالم لو خطأ العلم؟ هذا خطأ العالم ولهذا شيخ مصباح أيضاً عنده عبارة قيمة في صفحة 191 من المجلد 60 يقول فلا يعاب على القواعد العقلية كما لا يعاب بغلط المحاسب على قواعد الحساب إذا اخطأ احدٌ في علم الحساب أو في علم الهندسة أو في أي علم آخر هذا نقول العلم مرفوض لو نقول العالم أخطأ؟ لا معنى، لأن نحمل خطأ العالم نحمله على خطأ العلم أنت إذا عندك قدرة اثبتلي بطلان العلم لا اشتباه العالم وهذا هو الخطأ الذي أوقع الإخباريون، الإخباريون جاؤوا إلى أخطاء الأصوليين قالوا انظروا كيف اخطئوا في فلان مسألة إذن علم الأصول مرفوض وهذه مغالطة لأن الذي ثبت الخطأ فيه هو العالم والذي رفض هو العلم ولا ملازمة بين خطأ العالم وخطأ أصل العلم، لا العلم صحيح قواعد الهندسة صحيحة قواعد الحساب صحيحة قواعد العلوم الطبيعية صحيحة قواعد المنطق صحيحة قواعد العقل صحيحة قواعد الأصول صحيحة ولكن العالم بها لم يتقنها فأخطأ، مثال: جنابك الآن إذا تكلمت وأخطأت في النحو والصرف والإملاء إذن لابد أن نغلق العلم النحو والصرف والإملاء؟ نقول لماذا نغلقوه؟ يقول انظروا هؤلاء كيف يخطئون، بيني وبين الله ما هي علاقة العلم بهذا هذا ما أتقن العلم ليطبقه في محله لماذا نغلق باب العلم عليك أن تصحح خطأ العالم.

    الملاحظة الرابعة: واحدة من أهم أدلة الرافضين لانتاجات الفلاسفة والعرفاء والأصوليين هو أن هؤلاء انظروا إلى اختلافاتهم إلى أي حدٍ؟ يعني الاستناد إلى اختلافات العلماء لرد ذلك العلم أو لإثبات خطأ ذلك العلم ولهذا أنت الآن عندما ترجع إليهم يقول انظروا ماذا يقول في الطبيعيات والآن ثبت بطلانها، ماذا قالوا والآن الفلاسفة اللاحقون أبطلوها، ماذا قالوا الفلاسفة السابقون الآن عرفاء اللاحقون أبطلوها، ماذا قال الاصوليون السابقون؟ الآن الأصوليون المتأخرون أبطلوها إذن علم الأصول وعلم الفلسفة وعلم العرفان وعلم المنطق كلها باطلة أيضاً أجيبكم الجواب النقضي خير جواب، سؤال: نسأل الأخباري نسأل صاحب البحار أنت ما اختلفت مع فقهاء سابقين في فهم الروايات يعني أنت كنت مقلداً لما قاله الفقهاء السابقون لو اختلفت فيما بينكم؟ في فهم الروايات أنت فهمتها جميعاً كما السابقون أو لا السابقون فهموه شئاًء وأنت فهمته شيئاً، فإذا كان اختلاف الفهم واختلاف الرأي واختلاف الاجتهاد دليلاً لغلق باب العلم لابد الباب العلم الذي أنت فيه وهو العلم المنقول لابد أن تغلقه أو لا تغلقه؟ أيضاً تغلقه وإلّا بينكم وبين الله هل تستطيع أن تدلوني على مسألة فقهية لم يقع فيها الاختلاف؟ تقول لي سيدنا هكذا؟ أقول بيني وبين الله لعله أنت تجد ثلاثة أو خمسة أو عشرة مسائل بعض المسائل الفقهية وقع الاختلاف فيها على عشرين قول على عشرة أقوال على ثلاثين قول كيف يمكن أن نجعل الاختلاف دليلاً على بطلان علمٍ من علوم الآن قرأنا الشيخ الطوسي ماذا قال؟ الاختلاف الموجود بين علماء الإمامية في المسائل الفقهية أكثر من الاختلاف الموجود بين المذاهب الأربعة طبعاً في كل مذهبٍ فقهي موجود ليس فقط موجودٌ بيننا ولذا عندنا عبارة مهمة جداً في آخرها يقول أزيد ووجدتهم هذه هي النكتة الأساسية التي غابت عن جملة من الأعلام ومنهم العلامة المجلسي والآن نحن مبتلون فيها بالحوزاتنا العلمية أو في بعض الدوائر الحوزوية يقول: ووجدتهم مع هذا الاختلاف العظيم (يعني فيما بينهم علماء الفقه الذين هم أكثر من علماء المذاهب الأربعة) لم يقطع احدٌ منهم موالاة صاحبه لا بقوا أصدقاء فيما بينهم يعني بعبارة أخرى لم يصدر احدٌ منهم فتوى ضد الآخر ولم يفسق احدٌ منهم الآخر ولم يصدر الفتاوى ضال مظل وخارج عن المذهب أبداً ولهذا يقول لم يقطع احدٌ منهم موالاة صاحبه ولم ينتهي إلى تظليله وتفسيقه والبراءة من مخالفته وهذه هي السنة الله في خلقه أن غير المعصوم يمكن أن يتفق أو لا يمكن أن يتفق وآراء العلماء آراء معصومة أو غير معصومة؟ آراء بشرية قد تصيب وقد تخطأ نعم وهذا نص قرآن كريم وقرآن كريم واحدة من وجوه إعجازه يقول ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا أليس كذلك؟ يعني إذا كان من عند الله فلا تجد فيه الاختلاف إذا كان من عند غير الله تجد فيه أصلاً سنة الحياة قانون من قوانين العلم البشري الغير المعصوم هو وقوع الاختلاف وهذا يكشف لنا أن كل واحدٍ منا لابد أن لا يعتبر نفسه هو الحق المبين والآخرون جميعاً باطلٌ مطلق لا أبداً نعم اعتقادي إني حقٌ ولكن الحق في مكان آخر وهذه هي النقطة المحورية التي اختلف فيها مع منهج العلامة المجلسي أنت تختلف مع الفلاسفة لك رأي ولهم رأي لماذا تجعل رأيك كأنه رأي المعصوم وتكفر وتسقط وتتهم الآخرين على أساس ما انتهيت من قال لك انك معصوم؟ من أين جئت بهذا؟ من أين لك هذا؟ أن قولك هذا هو الذي تواتر بالرواية لا ما تواترت عندي الروايات ماذا افعل؟ هذا هو الظاهر الصريح لا ليس ظاهر وليس صريح عندي ماذا افعل؟ إلّا أن نقلدك بيني وبين الله ما ثبت عندك من حديث الثقلين حتى أقلدك ماذا افعل؟ نعم الذي ثبت عندي في الحديث الثقلين عليٌ وأهل بيته الذين لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن أمّا غيرهم فلم يثبت عندي رأي اقبله أو ارفضه ولذا هنا أقولها واضحة وصريحة وهو انه نحن لا من المدافعين عن الفلسفة والعرفان والأصول والفقه وباقي العلوم الدينية مئة في المئة ولا من الرافضين مئة في المئة وإنما نتبع البرهان ما دل عليه البرهان نقبله ما لم يدل عليه لا نقبله فإذا وجدتم نحن نقول لا لأنه قال الفلاسفة الحق معهم نعم الإشكال واردٌ عليه والإشكال واردٌ على الفلاسفة بمجرد أن الفلاسفة قالوا فاليقل بمجرد أن الاخباريين قالوا فاليقولوا ثم ماذا؟ ولهذا عنده عبارة جيدة الشيخ مصباح في مجلد 60 صفحة 194 عنده بحث قيم هناك يقول: أن البعض حاول أن يقول كذا وبعض حاول أن يقول كذا بعض اله الفلاسفة وجعلهم أصناماً وقال كل ما يقولونه هو الحق المبين والبعض قال كل ما قالوه زندقة وكفر والحاد، لا هذا تامٌ ولا ذاك تامٌ والحق معه ولذا في صفحة 194 يقول من الناس من يفرط في حسن الظن بالفلاسفة لاسيما الأقدمين منهم لعلكم تجد أنت في بعض عبارات صدر المتألهين إذا ورد من الفلاسفة الأقدمين مباشرتاً يحترمها لا أبداً ويظن علومهم مأخوذة من الأنبياء بل يظن أن فيهم من كان نبياً بل يوجد عندنا بعض يعتقد أن بعض الفلاسفة السابقين هم من الأنبياء ثم يتعب نفسه في تفسير الكلمات ومنهم من يجعلهم كفار وملحدين وحثالة وما من شريعة إلّا أنكروها إلى آخره ويقول الحق أحق أن يتبع أينما يوجد نحن والبرهان أن كان في مصانع هؤلاء حقٌ نأخذ به أن كان في مصانع هؤلاء حقٌ أيضاً نأخذ به.

    الملاحظة الخامسة: إذا وجدنا مئة من الفقهاء خمسة منهم كانوا من الفقهاء ولكن اسائوا إلى الفقه هذا لابد أن نقول كل الفقهاء هكذا؟ يحق لنا هذا أو لا يحق؟ وجدنا فيما بين مئة فقيه خمسة واقعاً قالوا بآراء اسائوا إلى الفقه وشككوا فيه هذا معناه إذن كل الفقهاء هكذا؟ توجد ملازمة بين أن ذهب الأقل أو ذهب الجملة من الفقهاء لرأي نقول كل الفقهاء كذلك؟ افترضوا شيخنا العلامة المجلسي أن بعض الفلاسفة الحدوا ولم يؤمنوا بالله ولم يؤمنوا بالشريعة بيني وبين الله لماذا نقول كل الفلاسفة هكذا؟ أولئك الذين يصرحون بأن نحن نقبل الشرائع نحن نقبل الأديان نحن نقبل النبوات نحن نقبل التوحيد لماذا تقول بأن هؤلاء بيني وبين الله اضمروا الكفر واظهروا الإسلام والتوحيد؟ لماذا تشكك؟ نعم من اظهر انه بينه وبين ربه انه لا يؤمن نقول ملحدٌ هذا ولذا عنده عبارة في مجلد ستين صفحة 195 عبارته هذه واضحة وصريحة هناك يقول بأنه لا ينبغي أن نحمل انه لو سلم الحاد متفلسفٍ إنكاره للشرائع والنبوات فليس ذلك بحيث يسري الحاده إلى كل من سمي فيلسوفا حتى وان كان مصرحاً بتصديق الأنبياء وتصديق الشرائع والرسل انظر إليه ماذا يقول هو يعتقد فنحمله على الصحة لا يعتقد نقول هو يقول لا اعتقد.

    الملاحظة الأخيرة: ملاحظة نوردها على العلامة المجلسي وهو على شاكلة منهج العلامة المجلسي وهو انه بمجرد أنك تقول قال أرسطو (هذه الملاحظة واردة على فلاسفة ما قبل الإسلام) بمجرد انك تقول قالوا فلان فيلسوف أفلاطون أرسطو سقراط اسكندر المقدوني إلى آخره يقول هؤلاء سئرهم سئر الكفار فلماذا نأخذ من سئر الكفار؟ الجواب: بينكم وبين الله من أين تأكدت أن هذا الذي ينقل إليك من أرسطو هو رأيه الحقيقي؟ أليس نقل إليك من خلال الترجمات التي وقعت في صدر الإسلام؟ من أين تأكدت أن هذه الترجمات ترجمات دقيقة وصحيحة ومتقنة؟ أنت من حقك أن تشكل على الكلام تقول هذا الكلام غير صحيح لا أن تشتم الأشخاص، الأشخاص لعله المسكين ما قال هذا القول ولذا عنده عبارة أن كثير من مدارك التأييد والطعن ينتهي إلى ما ترجم عن كتبٍ لا يعرف مؤلفها مصنفها لا يوثق بناقلها بمترجمها لا يعرف فكيف تنسب إليه مع الأسف هذه الظاهرة الآن هم موجودة في عصرنا كثيراً وهو انه بمجرد يأتيه نصف دقيقة دقيقة دقيقتين فلان قال كذا يرتب عليه حكماً مع انه قبله يوجد كلام بعده يوجد كلام هذه الترجمة ليس دقيقة فهم الناقل ليس دقيقاً كيف تحكم على الأشخاص من غير أن تتأكد؟ ولهذا انقل قضية يقال (موجودة في الرسائل) انه هناك عبارة لصاحب الفصول الشيخ محمد حسين الاصفهاني من الكتب الدرسية القديمة شيخ الأنصاري وقع بيده هذا الكتاب فقرأ فيها عبارة كل ما أراد أن يفهمها ما افهم العبارة من هذا الكتاب فشكل هيئة علمية فبعث إلى كربلاء قال اسألوه هذه العبارة الموجودة في كتابك ما هو مقصودك منها؟ يقولون فذهبوا إلى صاحب الفصول ووضعوا العبارة أمامه فقرأ العبارة كل ما أراد أن يفهمها ما هو المراد منها لا يفهم يقول لا اعلم عندما كتبتها ماذا كان مقصودي منها فرجعت الهيئة العلمية إلى الشيخ الأنصاري قالوا صاحب الكتاب أيضاً لم يفهم عبارته التي كتبها، شيخ الأنصاري عندما يصل إلى هذه العبارة في الرسائل ينقل عنها احتمالات معينة ويعبر عنها بهذا التعبير يقول: وهذه العبارة لا بينة ولا مبينة ولهذا في قضية أخرى الشيخ الأنصاري يقال أشكل عليه يوماً بعض تلامذته إشكالاً أدى به إلى أن يغتم غماً شديداً فسألوه شيخنا واحد أشكل عليه لابد أن تغتم قال لا أنا ما مغتم لأنه هذا أشكل علي أنا مغتم لجهة أخرى قالوا ما هي؟ قال لأني وجدت أن ما ذكرته وقصدته شيء وهذا في درسي فهم شيئاً آخر، لم أقصده أصلاً، وهو من طلابي الذين يحضرون درسي، فأنا اغتميت يوم القيامة إذا وقفت أمام الشيخ الطوسي أمام الشيخ المفيد امام علماء الطائفة قالوا لي يا شيخ الأنصاري أنت هكذا قلت عنا، ورديت هذا ليس مقصودنا، هذا هذا مقصودنا أنا ماذا جوابي عنهم؟! الإنسان المتدين الثبت هو هذا، ولذا عليكم أن لا تطعنوا بالأشخاص لماذا تقول حثالة، لماذا تقول عمى، لماذا تقول كافر، لماذا تقول يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، لماذا تتهم الناس، قل هذه العبارة فيها إشكال، وأشكل كما تشاء ما في مشكلة، مع حفظ الأساس الذي وضعه الشيخ الطوسي قال لم يقطع احدٌ منهم موالاة صاحبه ولم ينتهي إلى تظليله وتفسيقه والبراءة من مخالفته.

    والحمد لله رب العالمين

    8 جمادى الثاني 1435

    • تاريخ النشر : 2014/04/08
    • مرات التنزيل : 1285

  • جديد المرئيات