نصوص ومقالات مختارة

  • تعارض الأدلة (215)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر شيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في هذه المسألة القديمة الحديثة وهي مسألة أفعال الإنسان هل تصدر عن الإنسان بالجبر أو تصدر عن الإنسان بالتفويض أو لا هذا ولا ذاك طبعاً هذا الكتاب الذي بأيديهم ليس كتاب مستقل هذا هو بحث مع بعض التغييرات والتقديم والتأخير أوائل الجزء الثاني من كتاب التوحيد، الذين عندهم كتاب التوحيد ذاك البحث هناك مطروح بشكل مفصل ولكنه بعض الأعزة وجدوا مصلحة فإنه هذا ينفصل؛ لأنه ليس كل واحد يقرأ مجلدين ألف صفحة فقالوا مستقل مع بعض التقديم والتأخير، هذه المسألة لها بعدان طبعاً سأبين ما هو محل النزاع الذي يقع فيه الخلط مع كلمات الآخرين أو في البعد الآخر هذه المسألة لها بعدان البعد الأوّل هو انه أساساً هل الإنسانٌ مجبرٌ على أن يفعل أو مفوضٌ أن يفعل أو لا هو مجبرٌ ولا مفوض هذه المسألة المطروحة وهي الجبر والتفويض ولكن هناك مسألة ثانية وهو انه سواءٌ قلنا انه بالجبر أو التفويض هل هو باختياره أو ليس بإختياره؟ تقول ما الفرق بين المسألتين هو انه أساساً افترضوا أن الإحراق يصدر من النار الإحراق عملية تصدر من النار ولكنه اختيارية للنار أو ليست اختيارية؟ ليست اختيارية وإنما هي فعلٌ طبيعي يصدر من النار فإذن ليس بالضرورة إذا صدر الفعل بنحو التفويض أو بنحو الجبر أن يكون اختياري أو غير اختياري ولذا نحن في مقدمة الكتاب ميزنا بين الفواعل الطبيعية وبين الفواعل الاختيارية مسألة الفاعل الطبيعي والفاعل الاختياري شيءٌ ومسألة انه بالجبر والتفويض شيءٌ آخر ولذا انتم تجدون انه في الحق سبحانه وتعالى مع انه لا يوجد من يجبره ولكنه يقولون ليس فاعلاً اختيارياً بل فاعلٌ موجَب لا فاعلٌ موجِب، المسألة الأولى أن هناك فعل يصدر من الإنسان هل أن فاعل هذا الفعل هو الله وان كان على يد زيدٍ أو أن فاعل هذا الفعل هو الإنسان ولا علاقة لله به أي منهما؟ إذن البحث من هو فاعل هذا الفعل بغض النظر انه بالاختيار أو لا بالاختيار فعل من؟ يعني هذا الفعل ينسب لمن حقيقة يصدر بالجبر يقول أن هذا الفعل فعل الإنسان أم فعل الله؟ فعل الله والإنسان فاعلٌ أو محل الفعل؟ هذا محل الفعل ليس هو فاعل الفعل هذا القائل ماذا بالجبر الذي يقال أن الأشاعرة يقولون هذا القول الثاني، في المقابل يقول لا هذا الفعل مئة في المئة فعل الإنسان هو الفاعل المستقل مئة في المئة لفعله هو يفعل الفعل يحتاج في إيجاد فعله إلى غيره أو لا يحتاج؟ لا يحتاج ففاعل الفعل مئة في المئة مثل فاعل الفعل على قول المجبرة فاعل الفعل هناك هو الله مئة في المئة، يعني نسبة الفعل إلى الله نسبة إلى ما هو له حقيقة، وهنا على قول المفوضة فاعل الفعل هو الإنسان مئة في المئة، فنسبة الفعل إلى الإنسان نسبة إلى ما هو له حقيقة بلا تدخل من غيره أبداً لا يتدخل فالقول الأوّل يكون قول الجبرية القول الثاني يصير قول المفوضة أو القدرية لأن القدر له اصطلاحان قد يطلق القدر في قبال القضاء يقول القضاء والقدر وقد يطلق القدر يعني المفوضة في قبال هؤلاء الذين يقولون بالجبر يعني يقول هذا قدري وقدرتي ولا دخل للآخرين به إلى هنا واضحة وهذه المسألة لو ترجعون إلى التاريخ تجدون يعني علماء المسلمين تجدون أنها كانت مطروحة بقوة وكانت مطروحة من عهد الأمويين لا أنها مسالة مستحدثة يعني أنت من أواسط القرن الأوّل يعني من جاء بنو أمية إلى الحكم بدأت هذه المسألة تطرح بقوة بل أصحاب تاريخ المسائل يقولون أوّل من اوجد نظرية الجبر هم بنو أمية يعني أن كل ما يفعل حكامهم خلفائهم امرائهم ملوكهم بعد فعل الملوك لو فعل الله؟ يوجد لي لأحد حق بان يعترض إلى فعل الله؟ ولهذا تجدون بأنه وهذه الثقافة مع الأسف ثقافة الجبرية حاكمة إلى يومنا بين المسلمين بل آثارها اخترقت حتى الثقافة الشيعية، ولهذا أنتم الآن في كثير من الأحيان في مساحات ليست قليلة تجدون بأنهم يقول قسمة ونصيب، يعني أنت فعلته أو الله فعله؟ واقعاً إلى الآن تجدون في مساحات ليست قليلة يقولون قسمه نصيب يعني هو فعل الفعل لو غيره فعل الفعل به؟ أصلا هو غيره فعل الفعل به وهذه الثقافة قائمة بشكل واسع نطاق في أوساطنا بعنوان أنها {لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} ولهذا هماتينه الآن من تسأل أصحاب الفكر الحداثوي المسلمين لماذا تأخر العالم الإسلامي يقول هذا مكتوب علينا ماذا نفعل هذا قدر المسلمين أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يمتحنهم هكذا امتحنهم إذن هذه المسألة كانت مطروحة من ذلك الزمان ومن هنا كثرة التساؤلات من الإمام المؤمنين وبعد ذلك إلى أن نصل إلى زمان الإمام الصادق والكاظم والرضا هذه المسألة تصل إلى أوجها ما من إمام وسئل هذا السؤال بل بعض الأحيان أن نجد أن الأئمة هم كانوا يسألون أصحابهم يقلون ماذا يقول الناس يقولون يقولون هكذا الإمام يقول إذن ماذا يفعلون بكذا وكذا وكذا يعني ينقضون بما يقوله الناس وهنا أشير إلى أمرين من هذه القضية، الأمر الأوّل: هو انه على المرجع الدينية، الأمر الثاني: وهو أن الروايات لا ينبغي أن نفصلها عن الظرف الزماني الذي كانت تعيش فيه يعني ما نأتي يقول ما معنى التفويض، نذهب إلى كتب أخرى، لا هذا ليس كتب لغة لابد أن نرجع إلى مفهوم التفويض في ذلك الزمان، ماذا كان يقصد الذي الإمام يقول لا جبر ولا تفويض، لا تذهب إلى اللغة حتى تعرف معنى التفويض لابد تذهب إلى زمان الإمام الرضا، زمان الإمام الصادق، لنفهم ماذا يفهم من التفويض، ماذا يفهم من القدر، ماذا يفهم من الجبر، عندما الإمام يقول لا جبر ولا تفويض ولكن أمرٌ بين الأمرين ماذا يريد أن ينفي؟ حتى نستطيع أن نفهم  ماذا يريد أن يثبت؛ لأن الإمام ينفي أمرين يقول لا جبر ولا تفويض ويثبت شيء آخر يقول أمراً بين أمرين أنت إذا ما تفهم المنفي كيف تستطيع أن تفهم الذي يثبته الإمام إذا لم تفهم المنفي جيداً تخطأ في تفسير الذي يثبته الإمام وهذا الذي وقع فيه جملة من الأعلام ومنهم العلامة المجلسي وهو انه جاء إلى الروايات بمعزل عن الظرف التاريخي هذا المعنى مراراً ذكرناه السيد البروجردي في كتابه نهاية التقرير في مباحث الصلاة تقريراً لما أفاده الإمام المحقق السيد البروجردي تأليف الفقهي الأصولي آية الله العظمى الشيخ محمد فاضل اللنكراني هناك في المجلد الثالث يقول ثم انه حيث كان فقه الإمامية مأخوذاً غالباً من الأئمة الهداة عليهم أفضل الصلاة والسلام فقهنا مأخوذ من الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام ليس فقط فقهنا بل كل معارفها مأخوذة من الأئمة وكان كل واحدٍ من الأئمة معاصراً لعدة من المخالفين المتصدين لمقام الإفتاء والمراجعة فقط أئمة أهل البيت كانوا في علم الميدان لو أيضاً الآخرون أيضاً كانوا في ميدان العلم؟ نعم شيخ أسد حيدر في كتابه الإمام الصادق والمذاهب الأربعة يقول لا اقل في زمن الإمام الصادق كان هناك 150 مدرسة فقهية ماشاء الله أهواي منها ذهبت وما بقية إلى 10-15 منهن ولكنه كانت سوق عامرة بالمدارس الفقهية إذن أنت لكي تفهم الإمام الصادق يتكلم لابد ماذا تفهم؟ الإمام الصادق يتكلم في مفرده لو هناك مدرسة يجيب عنها واتجاه فقهي يجيب عنها؟ فإذا أنت ما عندك أي معرفة تاريخية بهذه المسائل بعد تفهم كلام الإمام الصادق أو لا تفهم؟ عندك ذلك يقول التكفير لابد أن نفهمها بتلك الظهور الذي نحن جردنا الروايات عن ظروفها، قلنا فإن لم يقبل فهو كافر، مع ان الروايات ليست بهذا الشكل أصلاً، الروايات تتكلم عن تكفير بمعنى آخر ليس التكفير المصطلح، أنا وأنت في زماننا يقول السيد البروجردي فلابد في تحقيق مفاد الرواية وتوضح مدلولها من ملاحظة فتاوى المعاصرين للإمام الذين صدرت منهم الرواية حتى نعرف الإمام يقول كذا نظره إلى من؟

    والآن أنا أريد أطبقه على الجبر والتفويض وهو انه إذا نريد أن نفهم الإمام ينفي جبر يا جبر ينفه؟ الجبر اللغوي الجبر العرفاني الجبر الصوفي الجبر الذي كان شائعاً في زمانه وهو الجبر الذي أوجدته احدثته الحكومات الأموية ونظر له جملة من علماء المسلمين ذاك الذي الإمام ينفيه لا تتصور بأن الإمام قال لا جبر إذن ينفي الجبر الاخوندي بيني وبين الله جبر الاخوندي موجود في زمان الإمام الصادق أو ما موجود؟ لا هذا جبر أخير ومفهوم أخير عند صاحب الكفاية الإمام ما ينفي هذا الإمام ما يقول لا جبر على مر التاريخ يعني قضية خارجية إذن لابد أن نفهم ذاك الجبر وحين إذن فما ورد في بعض الروايات من أن التكفير من فعل المجوس (يعني وضع اليدين) ليس بناظر إلى حرمته من جهة التشبه بالمجوس بل النظر فيه إلى رد العامة القائلين بالاستمرار على عمل النبي على ذلك أصلا يكون فهماً آخر؛ لأنه يقول ذاك في عالمهم كانت تكفير شيء وهذا نفهمه شيءٌ آخر إذن هذا إنما قدمت هذه المقدمة حتى عندما نقرأ الروايات دائماً نقرأ الفضاء الفكري لذاك الزمان الفضاء الثقافي حتى أجيب ذيك القضية إلى زماننا الآن بيني وبين الله سيد الإمام قدس الله نفسه كان يقول مراراً يقول كل ما عندكم صيحات وصرخات اصرخوه على الشيطان الأكبر امريكا لأنه كل معاصر العصر مرتبطة بهذه، الآن افترضوا بعد 500 سنة أصلاً امريكا تتفتت وتصير خمسين دولة، لا تبقى امريكا تصير في التاريخ، ألم تكن امبراطوريات قبل 1000 سنة و2000 سنة الآن لم يبقى منها شيء، يأتون يقرؤون تاريخ السيد الإمام وصحيفة النور يرون يقول امريكا وتاريخ هناك يقولون امريكا ماذا فعلت حتى بهذه الشكل يقولون؟ يعني إذا أراد أن يفصل هذه الخطف عن الظروف السياسية والاجتماعية والعلاقات الدولية التي تحكم على هذه الدولة، يستطيع أن يفهم خطب الإمام أو لا يستطيع؟ ولهذا يقول استغرب لماذا هؤلاء ماذا مشكلتهم مع امريكا، ولعله في ذاك الوقت أيضاً العلاقات كانت طيبة مع هذه الدولة التي يسمونها امريكا، ولكنها بيني وبين الله هذه الصيحات وهذه الكلمات هذه المآسي التي الآن العالم وهذا الوضع الذي الآن تعيشه الدول في العالم، بيني وبين الله من مآسي هذه القوة الاستكبارية، وهكذا مسألة التكفير مسألة الوهابية، لعله الوهابية كم من المذاهب جاءت واندثرت لو يرجع أحد إلى تراثنا في هذا الزمان كلما نكتب ضد الوهابية وضد التكفير وضد السلفية يجد مئات المواضيع موجودة، ولكن يجد في ذلك الزمان ولا رسم عن هذا المذهب كل شيء ما باقي منها يقول هذوله أي مشكلة كان عندهم مع هذه القضية لأنه ما يعلم بأن أهم معضلة يعيشها العالم الإسلام معضلة التكفير والتطرف السني والشيعي معاً إذن كل قضية عقائدية أنت توحيد، نبوة، إمامة غيرها إذا أردت أن تفهمها عليك أن تقرأ الظروف التي صدرت فيها تلك الروايات.

    والآيات القرآنية كيف الكلام؟ لا أريد أن أقول الآيات القرآنية مختصة بذلك الزمان ولكن لكي نفهم مفاد الآية لابد أن نفهم الظروف التي أحاطه حتى نفهم هذه الآية إذا اختلفت الظروف بعد حكم ذيك الآية تنطبق أو لا تنطبق؟ لا تنطبق لأن الآية جاء ومرتبطة بظروف معينة فإذا تكررت ذيك الظروف الآية أيضاً كانت مطابقة إذا لم تتكرر تلك الظروف يعني الله سبحانه وتعالى في مسألة الحرب مع الآخرين، انتم الآن الآيات القرآنية تقرؤونها القرآن ماذا يقول بأن ما هي نسبة العدو حتى انتم لابد أن تحاربوه؟ كانت 1/10 بعدين الله وجد ما فيكم القدرة فجعله 2/10 هذه مرتبطة بتلك الأزمة التي حروب كانت يسمونه بتعبير اللغة الفارسية تن به تن يعني واحد يحارب؟ لأن الحروب في ذاك الزمان كان سيف بسيف واحد بواحد بيني وبين الله واحد بعشرة أهواي ثقيلة اما واحد ابثنين اما الذي الآن هو جالس على بعد 16000 كيلومتر من هناك، يضغط على زر 3500 صاروخ انتم تعرفون هذه الصواريخ هي السلاح الذي يحكم العالم في هذا الزمان، هذا الذي عنده 4000 وذاك الذي عنده 200000 ألف وذاك الذي عنده مليون صاروخ، هذا المفهوم مفهوم واحد باثنين، أو واحد بعشرة، له معنى أو ليس له معنى، يعني الآية انتفت؟ لا الآية تتكلم عن الظروف التي كانت محيطة مثال أنت تريد عندك أعداء للأمة إسلامية ولكن عندك عدو مجاور لك جغرافياً وعندك عدو يبعد عنك يبعد 5000 كيلومتر القرآن ماذا يقول؟ قاتلوا الذين يلونكم يعني بالأولويات أبداً بالجيران بينك وبين الله نحن نعمل بهذه الآية أو لا نعمل؟ لا نعمل، يعني نريد أن نخالف القرآن؟ لا إن الآية وإنما قالت قاتلوا الذين يلونكم باعتبار ذاك الزمان الأولويات للذين يلي، سيدنا كم باقي من القرآن؟ أقول لابد أن تعرف كل آية وظروف حتى تعرف متى تنطبق ومتى لا تنطبق.

    محورية القرآن من محورية إسلام الحديث إلى محورية إسلام القرآن أليس كذلك؟ محورية إسلام القرآن يعني الزمان والمكان ما نأخذه بعين الاعتبار؟ لا نأخذه بعين الاعتبار، من قال لا نأخذ المكان والزمان والروايات الواردة في هذا المجال والروايات متعددة وأنا أشير إلى بعض تلك الروايات المعتبرة.

    الروايات من معجم أحاديث المعتبرة للشيخ آصف محسني في المجلد الأوّل صفحة 296 الجبر والتفويض والأمر بين الأمرين الرواية قال أبو عبد الله أنا لا نقول جبراً ولا تفويضا، الآن الإمام سلام الله عليه يبدأ تبرعاً يقول لا نقول لأنه كانت مشكلة معاشة للائمة انه طائفة من المسلمين فرقة ذهبت إلى الجبر وفرقت ذهبت إلى التفويض قال نحن لا نقول هذا ولا ذاك ولهذا الروايات معتبرة وصحيحة السند وهذه واردة في آمالي الصدوق.

    الرواية الثانية: واردة في الكافي الجزء الأوّل صفحة 159 بحسب ثمانية مجلدات الرواية عن أبي جعفر عليه السلام أن الله ارحم بخلقه من أن يجبر خلقه على الذنوب ثم يعذبهم عليها والله اعز من أن يريد أمراً فلا يكون لا هذا ولا ذاك قال فسألا هل بين الجبر والقدر منزلة ثالثة؟ قالا نعم أوسع ما بين السماء والأرض، الآن ما هو مضمون الرواية؟ يأتي لأنه البعض تصور أن الجبر والتفويض نقيضان إذن بينهما منزلة أو لا منزلة بينهما؟ لا منزلة لأنه إمّا جبرٌ وإمّا تفويض بعض تصور إنهما ضدان لا ثالث لهما إذن يمكن أن يوجد بينهما ثالث أو لا يوجد؟ لا يوجد إذن الإمام يقول لا أنا أتكلم عن الجبر والتفويض الذين هما ضدان نعم لهما ثالث وهذا الثالث أوسع بينما السماء والأرض هذا من باب تقريب المعقول بالمحسوس.

    رواية أخرى: عن أبي عبد الله الصادق قال له رجلٌ جعلت فداك اجبر الله العبادة على المعاصي ثم يعذبهم عليها؟ فقال الله اعدل من أن يجبرهم على المعاصي ثم يعذبهم عليها فقال جعلت فدا ففوض الله إلى العباد قال، قال لو فوض إليهم لم يحصرهم بالأمر والنهي فقال جعلت فداك فبينهما منزلة؟ قال نعم أوسع مما بين السماء والأرض.

    الرواية الثالثة: عن هشام ابن سالم عن أبي عبد الله الصادق الله أكرم من أن يكلف الناس ما لا يطيقون والله اعز من أن يكون في سلطانه ما لا يريد.

    الرواية الأخيرة وهي الرواية الثاني عشرة من هذا الباب واردة في عيون الأخبار بأسانيد متعددة الرواية عن الرضا عليه السلام وان الله تبارك وتعالى إلى أن يقول ولا نقول بالجبر ولا بالتفويض.

    هذه كلها روايات تفيد المضمون وهي روايات معتبرة سندها إذن بعد لا يهمنا بعد ذلك الروايات الأخرى أنها صحيحة سنداً أو غير معتبرة لأن كلها تكون مؤيدة لهذه الروايات أو هذه الروايات تكون مقوية لمضمونها وان كان سندها ضعيفة ولذا بإمكانكم تراجعون الروايات أشار إليها مجموعاً تقريباً 10-12 رواية مضمونها الشيخ إسحاق فياض في كتابه المحاضرات تقريرات السيد الخوئي عند تعليقة في محاضرات السيد الخوئي، الطبعة التي عندي طبعة قديمة مطبوعة على نفقة افريقيا الشرقية، وأسماءهم موجودة هناك في بحث الطلب النفسي في بحث الطلب الأعلام يدخلون في بحث كلامي وهو أمر بين الأمرين إلى آخره السيد الخوئي هناك يقول المسألة الأمر بين الأمرين يقول كما وقع يقول هذا الموضوع من الأئمة الأطهار يقول شيخ إسحاق الفياض في الحاشية واليكم نص الروايات في الجزء الثاني صفحة 84-85-86 الرواية الأولى صحيحة يونس الرواية الثانية صحيحته الأخرى الرواية الثالثة صحيحة هشام الرواية الرابعة خامسة سادسة سابعة ثامنة تاسعة عاشرة إحدى عشر اثنى عشر ثلاثة عشر أربعة عشر خمسة عشر ستة عشر رواية ينقل وبعدها يقول فهذه الروايات المتواترة معنى، الآن لا نريد أن ندخل في بحث أن هل هذه متواترة يفيد التواتر أو لا يفيد التواتر؛ لأنه لابد من معرفة ضابط التواتر وانه ينطبق على المقام أو لا ينطبق المهم المتواتر معناً وإجمالاً ما نريد أن ندخل بحث مع شيخ إسحاق بأنه بيني وبين الله أن التواتر الإجمالي أساساً حجة أو ليس بحجة ذاك أيضاً بحث آخر، وإلّا أساساً التواتر الإجمالي ليس بحجة، هذا إذا فرضنا عندنا تواترٌ إجمالي وإنما عندنا تواترٌ لظفي وتواتر معنى الواضحة الدلالة على بطلان النظرية الجبر والتفويض من ناحية وعلى إثبات نظرية الأمر بين الأمرين من ناحية أخرى إذن واقعاً احنه الآن بحسب البحث الفني لابد أن يقع البحث في مقامين: المقام الأوّل في إبطال الجبر وإبطال التفويض، المقام الثاني إثبات أن الأمر بين الأمر، طبعاً نفس هذه الروايات نقلها الشيخ آصف محسني باعتبار أن هذا معجم أحاديث كل رواياته معتبرة اما في كتاب الحق في المعارف الإسلامي المجلد الثاني صفحة 201-202 يقول صحيحة ينقل 11 رواية على القاعدة التي اشرنا إليها مادام توجد فيها صحيحة بعد لا يهمنا أن الباقي معتبرة أو غير معتبرة.

    هذه الروايات بشكل واضح تشير إلى أمور أعينها كفتوا وإنشاء الله بحثها يأتي، أوّلاً أن الروايات بصدد نفي الجبر والتفويض الذي كان معاصراً للائمة عليهم أفضل الصلاة والسلام إذن لابد أن نفهم ما هو المراد من الجبر والتفويض لذلك الزمان ثانياً أن الأئمة يبينون المسألة بنحو أن الجبر والتفويض ليسا من المتناقضين وليسا من الضدين الذين لا ثالث لهما وإلّا يوجد بينهما منزلة أو لا توجد؟ لا توجد إذا كانا من المتناقضين لا منزلة إذا كانا من الضدين الذين لا ثالث لهما لا توجد إذن هما من الضدين الذين لهما ثالث هذا إذا فرضنا إنهما ضدان أو من الملكة أو احدهما هذا إذا فرضنا احدهما كذا.

    الثالث: أن المعركة بين الأشاعرة وبين المعتزلة قائمة على أساس اسمين من أسماء الله سبحانه وتعالى فإن الأشاعرة حيث تمسكوا بالقدرة المطلقة قالوا لا يمكن أن نعزله عن ملكه وعن سلطانه حتى في أفعال العبد فملكه وسلطانه حاكمٌ حتى في فعله فهو فعل الله فإلا لو قلنا الله فاعلٌ إلى هنا فقد حددنا ملكه تعالى وسلطانه وقدرته المطلقة اللامتناهية فاصلوا تمسكاً بهذه الأسماء المباركة الملكية المطلقة والسلطان المطلق والقدرة المطلقة قالوا لو قلنا قدرة الله سلطانه ملكه يقف إلى الإنسان وبعده يعني فعل الإنسان خارجٌ عن سلطانه هذا معناه أن الله عزلناه عن حدود ملكه وسلطانه والله مالك كل شيء قادرٌ على كل شيء وأفعال الإنسان قدرة ولكن حتى تعرفون مباني الكلامية كيف دخلت على الخط، أمّا المعتزلة قائلون ماذا من أصولهم؟ ما هي أصول المعتزلة التي اختلفوا عن الأشاعرة؟ العدل وهذا من أوضح أصول المعتزلة التي بها المعركة بين الأشاعرة والمعتزلة أي أصل؟ أصل العدل الذي هو أيضاً أتى إلينا وصار أصل من أصول المذهب، ليس الدين لأنهم أصروا على العدل قالوا ليس من العدل أن الله يفعل الفعل على أيدي عباده ثم يعاقبهم عليها هذا من العدل الإلهي؟ أن يجبرك على فعلٍ وان يخلق فعلاً على يدك ثم يعاقبك يوم القيامة؟ من المنطق والعدالة هذا؟ فهؤلاء رجحوا بين التزاحم وهذين الاسمين المباركين الحكمة والملك والسلطان والاسم الآخر العدل رجحوا العدل على ملكه وأولئك رجحوا الملك على عدله إذن المعركة الأصلية مرتبطة بأي شيء؟ مرتبطة بعلم الأسماء الإلهية علم الأسماء الإلهية موضوع يا علم؟ علم الفلسفة؟ لا، علم الكلام؟ لا، الأخبار؟ لا ومن هنا أنت ما لم تدخل وتكون لأنه هو هذا السؤال عادتاً يسألونا سيدنا ما هو ارتباط علم العرفان بعلم الفقه؟ الجواب: هذا واحد من موارده وهو انه على أساس علم الأسماء تتحد المعركة في علم الكلام فيصير جبري ويصير مفوض وعلى أساس علم الكلام تتحدد المسائل الفقهية أن القائل بالتفويض كافرٌ أو ليس بكافر؟ هذا بحث كلام لو بحث علم فقه؟ بحث الكفر وعدم الكفر؟ المجبرة كفار ولهذا اقروا في العروة الوثقى المجبرة من الكفار أو ليسوا من الكفار؟ المفوضة من الكفار أو ليسوا من الكفار؟ هذه مسألة فقهية أم مسألة كلامية؟ جزرتها أين؟ في علم الكلام، المسألة الكلامية جزرها أين؟ فمن لم يكن واقفاً على المسائل العرفانية فلا يستطيع أن يجزر المسائل الكلامية ومن لم يفهم المسائل الكلامية وجذورها لا يكون فقهياً عندنا ومن هنا نحن لا نعد الفقيه فقيهاً إلّا إذا كان عارفاً مفسراً متكلماً حتى يكون فقيهاً وإلّا دون إثباته خرط القتاد.

    والحمد لله رب العالمين

    22 جمادى الثاني 1435

     

    • تاريخ النشر : 2014/04/22
    • مرات التنزيل : 1613

  • جديد المرئيات