نصوص ومقالات مختارة

  • تعارض الأدلة (225)

  • محاضرة ﴿225﴾

    أعوذ بالله السميع العليم من شر شيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    الوجه الخامس وهو الوجه المختار، وهو الوجه التحقيقي في المسألة.

    ما هو تفسير نظرية الأمر بين الأمرين؟

    هذه النظرية تقوم على الأساس الأصل الثالث الذي أشرنا إليه، ما يتعلق بالأصل الأول والأصل الثاني واضح، يعني أن لا يلزم بالأمر بين الأمرين أن لا يلزم الشرك، وأن لا يلزم من تفسير الأمر بين الأمرين الغنى والاستغناء والربوبية.

    الأصل الثالث قلنا أن نفس الفعل لابد أن يكون أمراً بين أمرين، يعني الفعل الصادر من الإنسان، من الفاعل المختار، هذا الفعل يكون أمراً بين أمرين، يعني لا جبر ولا تفويض، نفس الفعل، لا كما في الوجوه السابقة فإنه تتعدد الحيثية، فإنه يكون أحدهما فاعل قريب، والآخر فاعل بعيد، يعني كما الفعل هو فعل الإنسان ومنسوب إليه حقيقة، هو فعل الله ومنسوب إليه حقيقة، إذا يتذكر الأعزة بالأمس قلنا بناءاً على الوجه الثالث نسبة فعل الإنسان إلى الله نسبة حقيقة أو نسبة مجازية؟ نسبة مجازية، ليس هو الفاعل، هو فاعل للفاعل، فاعل لفاعل الفعل، وليس فاعلاً لنفس الفعل.

    هنا نريد أن نقول أنّ الفعل يُنسب إلى الله ويُنسب إلى العبد وإلى الفاعل المختار، ولكنه من غير أن ينفي الاختيار، ومن غير أن يلزم الجبر، ومن غير أن يلزم التفويض، طبعاً بعد ذلك نحاول أن نقربه ببعض الأمثلة ونبين الإشكالية أين، لا فقط في هذه المسألة في كثير من المسائل.

    في الأسفار المجلد السادس صفحة (373) هذه عبارته: يقول وذهب طائفة أخرى وهم الراسخون في العلم وهم أهل الله خاصة، هذا التعبير اصطلاح عن نظرية العرفان النظري يعني هؤلاء عندما يقولون أهل الشهود، أهل الله أهل الوجود مرادهم العرفاء، أما عندما يقولون أهل البحث أهل الاستدلال أهل البرهان مرادهم الفلاسفة والمتكلمين، أما عندما يقولون أهل الإيمان أهل التقليد مرادهم عموم الناس، الله سبحانه وتعالى قال الله موجود هو أيضاً يؤمن بوجود الله، تقول ما الدليل نقول لا دليل عليه، وهذا هو المصطلح عليهم بأهل التقليد يؤمن، ولكنه منشأ الإيمان تقليد الغير، أورثه يقيناً ولكنه من خلال قول الغير، أما الفيلسوف أيضاً عنده يقين، ولكن ما هو دليله على هذا اليقين؟ ما هي المقدمات؟ مقدمات الاستدلال النظري.

    سؤال العارف أو أهل المعرفة أو الصوفية أيضاً وصلوا إلى اليقين، ولكنه معرفتهم ليست معرفة استدلالية، يدّعون أنها معرفة شهودية، يعني رأوا الشيء، انظر الآن تؤمن بوجود الملائكة أو لا تؤمن؟ نعم الناس يؤمنون بوجود الملائكة على ثلاثة أنحاء، النحو الأول تقول الله سبحانه وتعالى قال فالمدبرات أمراً، تأتي إلى الحكيم تقول تؤمن بوجود الملائكة؟ يقول نعم؛ لأنه أساساً الطفرة محال وهذه واسطة بين الله وبين خلقه، يقيم برهاناً على وجود العقل المجرد، الذي باصطلاحنا يسمى ملائكة، تقول لهم ما الدليل على أن الملائكة لهم وجود؟ وأن المجرد موجود؟ المحقق الطوسي في كتابه التجريد عندما جاء إلى العقل المجرد قال: وأدلتها مدخولة، يعني صحيحة أو باطلة؟ باطلة، ولكن الرجل عنده رسالة بعنوان رسالة إثبات العقل المجرد، وهي موجودة في نقل المحصل، وهنا موجودة مع الشرح، لو تسأل الحكيم بأي دليل تؤمن بوجود الملائكة، يقول قال الله تعالى؟ قالت الرواية؟ أو يقول قال الدليل العقلي؟ يقول قال الدليل العقلي، وكلهم على يقين، الإنسان العادي أيضاً على يقين بوجود الملائكة، أنا أتكلم في الدليل لا أتكلم في الإيمان.

    ثلاثاً لو تسأل رسول الله صلى الله عليه وآله أنت تؤمن بوجود جبرائيل ملك الوحي؟ يقول: نعم، تقول ما الدليل الموجود عندك؟ يقول: يومياً أنا أرى جبرائيل، هذا هو الكشف، هذا الذي يصطلح عليه العرفاء بالعلوم الذوقية، يعني يذوقها يعني يشاهدها يعني يسمعها، التفتوا عندما يقولون هؤلاء أهل الله خاصة مرادنا يعني العرفاء، صفحة (373) هذه عبارته يقول بمعنى أن فعل زيد ليس صادراً عنه بل بمعنى أن فعل زيد مع أنه فعله بالحقيقة دون المجاز الجبريين ماذا كانوا يقولون؟ يقولون فعله أو فعل الله؟ يقولون فعل الله ينسب إلى الإنسان حقيقة أو مجازاً؟ مجازاً، يقول لا هو فعل من؟ فعله حقيقة، فلا نقول فعل المجبرة مع أنه فعله بالحقيقة دون المجاز فهو فعل الله بالحقيقة دون المجاز أما على نظرية المعتزلة فعل من؟ فعل الإنسان ولا علاقة له بالله، على الوجه الثالث الذي اشرنا إليه ينسب إلى الله ولكن أنه من باب فاعل بعيد هؤلاء ماذا يقولون؟ في عين أنه هو فعلك هو فعل الله أمر بين أمرين ولهذا يقولون أن كل الروايات هم أشارت إلى هذه الحقيقة، فكل قوة فهي قوته وكل فعل فهو فعله.

    هذا أشار إليه صدر المتألهين في متن الأسفار، تعالوا معنى إلى الحكيم السبزواري في الأسفار المجلد السادس صفحة (371) الحاشية رقم واحد يقول على الوجه السابق الذي اشرنا إليه وهو مشهور الإمامية فعلى هذا فالله فاعل بعيد والعبد فاعل قريب، أما على هذه الطريقة وأما في طريقة الراسخين فهو تعالى قريب في بعده وبعيد في قربه، عالم في دنوه ودان في علوه، فلهذا قال الله واحد أو كثير؟ الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه يقول كل مسمى بالوحدة غيره قريب، إذاً يقول هو قريب في بعده وبعيد في قربه والفرق بينهما؟ إلى آخره.

    نفس هذا الكلام السيد الطباطبائي يقول في المجلد السادس صفحة (372) الحاشية الثانية، يقول وعلى الثاني للفعل استناد إليه تعالى من غير واسطة يعني فاعل بعيد أو فاعل قريب؟ فاعل قريب، بخلاف عن الوجه الثالث كان فاعلاً مع الواسطة أما هذا الوجه فاعل بلا واسطة، هو فاعل الفعل تسنده إلى الله حقيقة كما تسنده إلى نفسك قال من غير واسطة من جهة أحاطته به في مقامه كما أنه له استناداً إلى فاعله الممكن نسبة حقيقة إليه تعالى وإلى الفاعل، وهذا الكلام أنا أشير إلى المصادر المتعددة حتى الإخوة اليوم إذا أرادوا أن يكتبوا تحقيقاً في الأمر بين الأمرين بعد المصادر بين أيديهم تكون في النهاية صفحة (301) أشار إلى هذه الحقيقة، قال: فهو تعالى فاعل قريب لكل فعل ولفاعله، يعني كما أوجد الفاعل أوجد ماذا؟ خلقكم وما تعملون، ولهذا هذه واحدة من الآيات التي يستدل بها الجبرية هذه الآية المباركة، هذه الآية الصريحة تقول خلقكم وما تعملون، ولكنهم تصوروا أن الفاعل له دور أو ليس له دور، قالوا بعد لا يكون فاعلاً يكون محلاً قابلاً، وإلا الأشاعرة أصابوا في هذه القضية، اصابوا في أن الله فاعل الفعل، ولكن سلخوا الإنسان عن فاعليته، الصافات الآية (96) قال تعالى: (قال أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون).

    هذا البحث أشار إليه السيد الشهيد الصدر رحمة الله تعالى عليه أشار إلى ذلك في تقريرات الشيخ حسن عبد الساتر، مراراً أنا ذكرت للأعزة هذه التقريرات الشيخ حسن عبد الساتر فيها خصوصيتان، الخصوصية الأولى هي الدورة الأخيرة، بخلاف ما كتبه السيد الحائري فهي الدورة الأولى والمدار على الدورة الثانية، الخصوصية الثانية أنها منقولة كاملة هناك في الجزء الرابع صفحة (63) يقول الاحتمال الخامس، وهذا الاحتمال ذهب إليه عرفاء الفلاسفة ومتصوفوهم وحاصله أن هذا الفعل يعني فعل الإنسان له فاعلان وهما المولى والعبد ولكن هذين الفاعلين ليسا طوليين كما قلنا في الوجه الثالث كما هو الحال في الاحتمال الثالث كما أنهما ليسا عرضيين لأنه ذكر احتمال العدة المعدة وإنما هي فاعلية واحدة بحيث أن هذه الفاعلية فاعلان في عرض واحد لفعل واحد بنظر تنسب إلى العبد فيآخذ عليها ويثاب عليها وبنظر تنسب إلى المولى تعالى لأنه الله خالق كل شيء وهذا هو مقتضى المعنى الحرفي لكل موجود وهذا هو مقتضى الوجود الرابط لكل موجود، بناءاً منهم على تصور عرفاني للعبد وللمخلوقات لا، بناءاً على تصور الحكمة المتعالية لملى صدرا لأنها معاني حرفية هذه نظرية ملى صدرا هي نظرية العرفاء التي قال بها ملى صدرا وهي المعاني الحرفية والموجودات التعلقية والربطية قرأنا من السيد الصدر قال ما هو الوجود في فلسفتنا قال عين التعلق، يعني معنى حرفي إذاً فنسبتها إلى الباري تعالى نسبة المعنى الحرفي إلى المعنى الاسمي عند الأصوليين، فكما أن المعنى الحرفي ليس له هوية استقلالية بل هو فان بل بين يدي المعنى الاسمي فكذلك الموجودات بالنسبة إلى خالقها فإذا نظر إلى هذه الموجودات بما هي تعلقات إذاً ففعلها عين فعل الباري تعالى وإذا نظر إلى الإنسان بما هو موجود لأن المعنى الحرفي أيضاً له وجود فهو فعل الإنسان هذه نفس النظرية التي اشرنا إليها ؟؟ نظرية الإمكان الفقري والإمكان الوجودي هذه هي التي ينسبها إلى العرفاء وهو كذلك الحق معه يعني هذه نظرية العرفاء هي نظرية الإمكان الفقري والوجودي نظرية العرفاء هي نظرية المعنى الحرفي والمعنى الاسمي هذا مورد.

    المورد الثاني أشار إليه السيد الحائري في تقريراته الجزء الثاني من القسم الأول صفحة (61) وهذه هي الدورة الأولى يقول ما ذهب إليه عرفاء الفلاسفة ومتصوفوهم وهو أن للفعل فاعلان الله العبد ولكنهما لا طوليان كما على الثالث، بل هي بحسب الحقيقة فاعلية واحدة تنسب تنظر إلى العبد وبنظر آخر إلى الله تعالى مبني على تصور عرفاني يقول إن نسبة العبد إلى الله نسبة الربط والفناء والمعنى الحرفي إلى المعنى الأسمي، ونفس هذا الكلام يقوله سيد محمود الهاشمي في تقرارت ؟؟؟، قال ما ذهب إليه عرفاء الفلاسفة ومتصوفوهم أيضاً نفس كلامنا مبني منهم على تصور العرفان يقول إن نسبة العبد إلى الله نسبة الربط والفناء المعنى الحرفي إلى المعنى الاسمي، فالنظر إلى آخره هذه صفحة (29) من الجزء الثاني من تقريرات السيد الهاشمي، هنا توجد كلمة السيد الشهيد يقولها البيان الذي ذكره بيان نفس المعنى الحرفي والمعنى الاسمي، ولكن هذه عبارته يقول وأما الاحتمال الأول الاحتمال الثاني الاحتمال الثالث الاحتمال الرابع إلى أن يصل والاحتمال الخامس لا نقره لانعدام البرهان عليه، لماذا لا يوجد برهان عليه؟

    وتوجد عبارة لا أعلم من أين السيد الشهيد أو أنه هو من المقرر لا أعلم يقول مبنياً منهم على تصور عرفاني صوفي لا نفهمه، ولذا هذه العبارة لا موجودة في عبارة سيد كاظم الحائري ولا موجود في عبارة الشيخ حسن عبد الساتر هي الدورة الثانية هذا مدعى الوجه الخامس من حقكم أن تقولوا المدعى فهمناه ولكن كيف التصوير، هنا أبين أصل مهم هذا الأصل ليس فقط مهم في نظرية الأمر بين الأمرين بل في عشرات إن لم أقل مئات المسائل المعرفية في العقائد هذا الأصل نحتاج إليه، سأبين أصلاً لا فقط ينفعنا هنا وإنما في عشرات بل مئات المسائل العقدية والمعرفية هذا الأصل نحتاجه ما هو هذا الأصل؟ قرأتم أصلاً في علم المنطق يقول لا تصديق بلا تصور يعني أنت ما لم تتصور شيئاً من الأشياء يمكنك أن تصدق؟ لا يمكن، هذه القاعدة جملة من الذين نقضوا على المنطق الأرسطي نقضوا على هذه القاعدة كيف نقضوا عليه قالوا هناك عشرات من المسائل التي لا يوجد عندنا مثلها تصور ومع ذلك نؤمن بها، وهل يعقل هذا نعم، تعالوا إلى علوم الطبيعيات قل لنا ما هي الجاذبية؟ تقول لي يعني إذا تركنا تفاحة من الأعلى تقع إلى الأسفل، هذه ليست الجاذبية، هذا أثر الجاذبية وإلا الجاذبية من الأمور المجهولة، تؤمن بأن الموجودات الممكنة جوهر وعرض أو لا تؤمن؟ الموجودات الممكنة كلها أعراض والعرض يقوم بالجوهر، الجوهر تؤمن بوجوده أو لا تؤمن؟ نعم، ما هو الجوهر، لا يمكن لأحد أن يتعرف على الجوهر من خلال الحواس إلى من خلال أعراضه أنت الآن تقول لون اللون عرض الكتاب؟ الكتابة عرض، إذاً هناك عشرات الأمور في عالم الطبيعة أنت تؤمن بها يوجد عندك تصور صحيح عنها أو لا يوجد؟ إذاً من قال أن كل تصديق هو متوقف على تصور؟ تعالوا إلى أمثلة أخرى، تتذكرون في الدروس السابقة قلنا بأنه لا يوجد تصور وتعريف عن الحياة ما هي الحياة؟ إذا أنا سألت ما هو مفهوم العلم؟ تقول حضور شيء عن شيء ما هي الحياة؟ اليوم اذهب إلى كل كتب اللغة انظر هل يوجد تعريف لمفهوم الحياة أو لا يوجد؟ كل من عرف الحياة عرفه بذاته أو بآثاره؟ بآثاره، إذاً مفهوم الحياة يوجد عنه تصور أو لا يوجد عنه تصور؟ تصدق أنك حي أو لا تصدق؟ الآن لو أقول لك أنك حي ما معنى بأنك حي؟ نعم أنا حي أقول ما هو فرقك عن غير الحي تقول أنا آكل أشرب أقوم أتكلم أذهب هذه الحياة أو آثار الحياة، تقول هذا ميت؟ أقول ماذا ميت؟ تقول لا يشرب لا يأكل إذاً كلها تعريف بحقيقة الحياة أو تعريف بالآثار، إذاً هذه القاعدة المنطقية ماذا نفعل بها، الجواب: ليس مقصود المناطق أن كل تصديق يتوقف على تصور لابد أن يكون ذلك التصور تصوراً واقعياً نفس أمرياً يعني أنت تصور تصور لنفسك توجد شيء لنفسك ثم تصدق، وأوضح مثال أنت تؤمن أن الله ذات أزلية غنية موجودة أو لا تؤمن؟ وهل تتصور ذات الله سبحانه وتعالى؟ نعم تتصور ذاتك أن خلقتها بنفسك ليست هي الذات الواقعية، الذات الواقعية يا من لا يعلم ما هو إلا هو ولكن مع ذلك تقول أنا تصورت الذات فآمنت بوجوده يعني صدقت بوجوده التصديق بمعنى الإيمان التصديق الكلامي لا التصديق المنطقي أو التصديق المنطقي أيضاً يعني الجزم لثبوت المحمول للموضوع مع أنك تصور أو لم تتصور، مثال تؤمن بالأئمة أو لا تؤمن؟ تؤمن بأنهم ذوات مقدسة وأنها وسائط الفيض الإلهي من يؤمن بها يكتنه هذه الذوات يعرف هذه الذوات أو يعرفها؟ ولكن يؤمن بوجودها، إذاً قول المناطقة أن كل تصديق منطقي فرع للتصور المنطقي، وكل تصديق كلامي فرع للتصديق المنطقي، يعني إن التصديق الكلامي يعني الإيمان، فرع على التصديق المنطقي، والتصديق المنطقي فرع على التصور المنطقي، ولكن ليس المراد يعني التصور الواقعي على ما هو عليه، لا، هذا التصور الذي أنت توجده، وإن لم يكن في الواقع على ما هو عليه.

    إذا يتذكر الأعزة في أبحاث سابقة قلنا الصفات بعضها عين البعض الآخر تقول سيدنا كيف يكون العلم عين القدرة بيني وبين الله البرهان العقلي اثبت هذه الحقيقة أنت تسأل عن الكيفية الكيفية معلومة لنا أو غير معلومة؟ وهذا هو المصطلح علينا في روايات أهل البيت وأن علم الكيفوفة مغلق كيفية حقيقته يمكن العلم به أو لا يمكن؟ هذا مسمى عندهم بعلم الكيفوفة، نحن الآن إذا استطعنا أن نصور لكم الأمر بين الأمرين بالنحو الذي يقربه إلى أذهانكم فطوبى لنا وحسن مآب، أما إذا لم نستطع البرهان يقول أمر بين أمرين هو فاعل قريب والعبد قريب لا هذا ينفي ذاك وذاك ينفي هذا، ولكن إذا شخص ما حلت له الكيفية والتصور أنا ما استطعت أن أتصور إذاً لا أؤمن، الجواب كلا لا يمكن لأحد من خلال عدم التصور أن ينفي التصديق، وإلا إذا كان الأمر كذلك عشرات المسائل العقائديّة لابد أن لا تؤمن بها؛ لأنه لا يوجد لها تصوير صحيح.

    هذا الأصل إنما قدمته حتى عندما أأتي إلى الأمثلة وأضرب الأمثلة لكم أعزّائي هذه الأمثلة تقرب من جهة ولكن قد تبعد من جهة أخرى، والله سبحانه وتعالى رأفة بهذا الإنسان ما من شيء في تلك العوالم إلا وأوجد لها مثالاً في عالمنا، من هنا سوف نأتي إلى مثال جد مهم نقف عنده من خلاله نحل مسألة الأمر بين الأمرين.

    والحمد لله رب العالمين.

    12 رجب المرجب 1435

    • تاريخ النشر : 2014/05/12
    • مرات التنزيل : 1549

  • جديد المرئيات