نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (6)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا قبل أن نبين تعريف السنة عند بعض الكتاب الحداثويين لا بأس بالإشارة إلى فهم بعض المصطلحات، المصطلح الأول قلنا ما هو مراده من التراث أو الموروث نحن الآن عندما نقول الموروث الشيعي ما مقصودنا منه؟ يعني مجموع ما انتجه العقل الشيعي في عصرٍ معين مثلاً عندما نأتي إلى القرن الثالث والرابع والخامس نجد أن علماء الشيعة في هذه القرون الثلاثة بعد عندنا وجدت كتب الحديث كتب التفسير كتب الكلام إلى آخره كتب الرجال كلها وجدت في هذه المرحلة نستطيع أن نعبر عن هذه الأصل بأنه موروثنا الشيعي هذا تراث الشيعي طبعاً ممكن أن تأخذ كل التراث أيضاً.

    ولكن الآن نحن نريد أن نقسم هذا التراث، مثلاً قبل 150 سنة من الشيخ الأنصاري إلى آخر الأعلام الذين كانوا في النجف كالسيد الخوئي قدس الله نفسه الذين لهم باعٌ واسعٌ في الفقه والاصول واقعاً فترة وعصر ذهبي من زمان الشيخ مرتضى الأنصاري وما قبله قليل بقليل يعني زمان شريف العلماء استاذ الشيخ الأنصاري والى زمان السيد الخوئي وإلا ما بعد السيد الخوئي عيالٌ على مباني السيد الخوئي نحن لم نجد شيئاً جديداً في كلماتهم فقهاً أو اصولا وهذا نستطيع أن نقول أن هذا الموروث موروثٌ شيعي لهذا العصر والى الآن يصبح الفترة اللاحقة له يعني أنت عندما تأتي تجد انه كاملاً هذا الفكر الاصولي والفكر الفقهي أو النتاج والانتاج الاصولي والفقهي حاكمٌ على عقلية الحوزات العلمية عندنا هل تستطيع أنت تخرج عنها في هذا الاطار أو لا تستطيع؟ عندما تأتي إلى الموروث الفلسفي لنا إذن في جملة واحدة ما هو التراث ما هو الموروث؟ الموروث والتراث هو مجموع ما انتجه عصرٌ معين في منظومة المعارف الدينية هذا هو التراث، جئنا إلى تعريف بعد ذلك المعاصرة قلنا ما فعله المتقدمون أو الطبقة السلف لو أن الخلف أيضاً قاموا بهذا العمل وانتجوا لنا منظومة من المعارف الدينية لها خصائصها لها قواعدها لها اركانها أيضاً نعبر عنها عصرٌ آخر من الموروث الذي بعد ذلك للاجيال اللاحقة لنا هذا يكون بالنسبة إليه تراثاً وموروثاً.

    من هنا طرحنا هذا التساؤول إذن كيف نتعامل مع هذا التراث يعني الآن نحن في القرن الرابع أو الخامس عشر الهجري كيف نتعامل مع موروثنا الديني الأعم من أن يكون الإسلام بشكل عام أو أن يكون الشيعي بشكل خاص ما هو موقفنا منه ونحن نعيش في هذا العصر ونريد أن نبيني منظومة لانفسنا أيضاً ما هو الموقف منها قلنا يمكن تلخيص المواقف ازائها إلى ثلاثة مواقف، الموقف الأول هو أنه نتجرد عنها نرمي بها في البحر نقول هذه لا حاجة لنا لأنه هذه كانت مرتبطة بذلك الزمان وانتهى دورها وتاريخ الاستفادة منها نحن علينا ماذا نفعل؟ يقول نحن الذي عندنا فقط القرآن الكريم وما ثبت صدوره من الروايات من النبي والأئمة أمّا السني يقول وما صدر من النبي فقط هذا وأنا لا علاقة لي بما فهمه العلماء وانتجوه من العلوم وحققو واجتهدوا واسسوا ونظروا كلها لا علاقة لي بها هذا موقفٌ طبعاً غير الموقف الذي اشرنا إليه وهو انه يجعل الدين الإسلامي كله تراث والآن توجد نظرية تقول أساساً الدين الإسلامي هو ضمن التراث يعني الآن لابد أن نتجاوز القرآن والرواية فضلاً عن فهم العلماء كلها نتجاوزه هؤلاء الذين عبرنا عنهم المتغربين يعني يقول انه لا طريق لنا لتقدم شعوبنا إلا بأن نضع الإسلام جانباً لأنه هذا كان لفترة معينة وانتهى دوره، أنا أتكلم عن داخل الدائرة الإسلامية يعني يعتقدون بالقرآن يعتقد بالنبي إذا كان من أتباع مدرسة أهل البيت ولكن يقول لا علاقة لي بما فهمه الشيخ الصدوق بما فهم السيد المرتضى بما فهم المفيد بما فهم العلامة المجلسي بلي فهمهم حجة عليهم أنا وهذه النصوص التي فيها هذا موقف.

    الموقف الآخر يقول لا كاملاً في المعاكس يقول كل ما فهموا أولئك العلماء والاصحاب وتلامذة الأئمة هو الحجة أنت الآية هكذا تقول يقول قل لي ماذا فهموا أصحاب النبي من هذه الآية وعلى أساسه فهماً وسلوكاً وعملاً وتطبيقاً نطبقه في حياته الذي قلنا هذا الاتجاه السلفي، ولا فرق بان سلفي سني أو سلفي شيعي هذا من قبيل الشكل الأول من الاشكال الأربعة في المنطق هذا سني لو شيعي؟ هذا لا علاقة له بالسني هذا مثل الرياضيات 2 زائد 2 يساوي أربعة واحد يقول هذا عند الشيعة أو عند السنة أصلاً لا علاقة له هذه قضية رياضية هذه مرتبطة للعقل الإنساني هؤلاء يقولون نحن لا نشغل لا فكرنا ولا عقلنا ولا أي شيء ما فهمه السلف الصالح أولاً وما طبقوه وساروا عليه ثانياً هو الذي نستنسخه لعصرنا ولكل العصور إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها هذا هو الموقف الثاني.

    الموقف الثالث: طبعاً ضمن هذا الموقف الثاني الذي قلنا هذا هو السلفية هذا التعريف الذي عرفته السنة كلها تصب في هذا الاتجاه قول النبي، فعل النبي، تقرير النبي، الصحابة إذا فعلوا شيء واقرهم رسول الله إذن هذا الفعل الذي صدر من الصحابة حجة إلى قيام الساعة إذن هذا التعريف ماذا يشم منه يا رائحة؟ منهج السلفي هذا التعريف وهو انه السنة هي القول والفعل والتقرير، الآن من النبي أو الأعم من النبي والأئمة أهل البيت والصحابة على مباني أهل السنة هذا يشم منه رائحة ماذا؟ لأنه الصحابة فعلوا فعلاً ظاهرة كانت والرسول اقرهم أو الإمام اقرهم هذا معناه انه صار حجة وما معنى حجة؟ يعني في كل زمانٍ ومكان لابد أن يطبق وبيني وبين الله نحن لا نعتقد بهذا التعريف السنة أصلاً تعريف لا أصل له لا في القرآن ولا أصل له في الرواية ولا أصل له في كلمات النبي ولا أصل له في كلمات أهل البيت هذا تعريف العلماء وليس تعريفاً دينياً والتعريف العلمائي ضروري أو نظري؟ وعندنا في الفقه التعريفات التي صدرت من العلماء نظرية هذا فهمه.

    الموقف الآخر: المقدمة الأولى أن هذه الشريعة التي بأيدينا هي خاتمة الشرائع يعني بعدها لا توجد شريعة إلا انه لا نبي بعدي اغلق الباب هذا هو الأصل الأول وهذا أيضاً من ضروريات الدين ومن واضحات الإسلام والمسلمين انه إلا انه لا نبي بعدي لا اقل حديث المنزلة أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي وحديثٌ من أعلى درجات التواتر لم يقع خلاف في عهد من المسلمين إذن مسألة الخاتمية ما هي؟ ثابتٌ هذا الأصل الأول.

    الأصل الثاني: هذا الأصل وقع موقع خلاف بين كثير من المفكرين وهو معنى الخاتمية هل هو أن هذه الشريعة وهذا الدين له القدرة على أن يعطي ثماره في كل زمانٍ ومكان أصلاً دائماً وابداً سواء كنا في عصر الحجر أو كنا في عصر العولمة وثورة الاتصالات أو ما بعد ثورة الاتصالات الحداثة وما بعدها دائماً وأبداً هذا الإسلام قادر على من؟ انه من تسأله يعطيك الجواب بعبارة أخرى هذه الشريعة تبقى مثمرة دائماً لا إن ثمرها في زمان وينتهي لا وبتعبير القرآن الكريم هذه الآية المباركة في سورة إبراهيم الآية 24 قال تعالى أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تؤتي اكلها ماذا؟ يعني تعطي اكلها موسماً وينتهي دورها لو دائمة الثمر؟ تؤتي اكلها كل حيث بإذن ربها يعني دائمة العطاء، الآية قالت تؤتي اكلها كل حين، يعني الإسلام دائم الانتاج، دائم الثمر، دائم العطاء، أنت لابد أن تأتي وتقطف من الإسلام، هذا المعنى للخاتمية يعني حاجة الناس إلى الدين دائمية ولن تنقطع، والاسلام قادرٌ أن يؤمن غذاء البشرية بنحو دائم إلى قيام الساعة، هذا معنى من الخاتم الذي هو الآن في الفكر الديني هذه موجودة وهو انه الإسلام صالحٌ لكل زمان ومكان يعني دائمة العطاء وان البشرية لا تستطيع أن تعيش بلا دين يعني أن الحاجة إلى الدين وقتية لو مستمرة؟ مستمرة ما تنقطع هذه رؤية.

    الرؤية الثانية: تقول لا ليس معنى الخاتمية هذا أولاً أن البشرية احتياجها إلى الدين ليس دائمياً وإنما إلى فترة معينة بعد ذلك تستقل في إدارة حياته وهذه هي نظرية الآن الغرب الذي يقولون فصل الدين عن السياسة يقولون أساساً لا نحتاج إلى الدين لإدارة الحياة، نعم نحتاج إلى بعد معنوي، فلان يوم نذهب إلى الكنسية ونصلي نصف ساعة ونذهب، هذا أمر معنوي لا نحتاج إلى الدين نعم قبل 500 سنة توجد حاجة إلى الدين أمّا البشرية عندما وصلت إلى هذه المرحلة بعد عندها حاجة إلى الدين أو لا حاجة لها؟ لا حاجة لها، وعلى هذا الأساس معنى الخاتمية ليس إنها دائمة العطاء يعني بعد ذلك أيها البشر لا حاجة أن ننزل لكم ديناً جديداً انتم استقلوا بادارة حياتكم ليس معنى الخاتمية إنها مستمرة العطاء لا هذا هو الدين الخاتم يعني إلى فترة تحتاجون إلى الدين بعدها لا حاجة لكم إلى الدين من قبيل انه طفلك إذا بدأ ويريد أن يمشي أولاً ماذا تفعل له؟ تأخذ بيده أو تشتري له حاجة حتى يتعلم المشي فإذا استقل في المشي يحتاج إليك أو لا يحتاج؟ هذه سالبة بانتفاء الموضوع، وليست سالبة بانتفاء المحمول، هذه أيضاً نظرية موجودة يعني البشرة محتاج إلى الدين دائماً والاسلام قادر على الاستجابة لكل حاجاتها دائمة.

    إذن الأصل الأول: أن الإسلام خاتم الشرائع السماوية ولا شريعة بعده لأنه ما عندنا في القرآن الاديان إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ .

    الأصل الثاني: الذي اشرنا إليه وهو انه مراد من الخاتمية المعنى الأول من الخاتمية النظرية الأولى لا النظرية الثانية.

    الأصل الثالث: اتفقت الكلمة بلا خلافٍ بين احدٍ من علماء المسلمين من أقول هذا الكلام لا يتبادر إلى الذهن هذا بلا تحقيق أقوله أن النص الأصلي المعتمد لفهم المنظومة الدينية هو القرآن الكريم لا خلاف فيه، حتى الأخباري يقول أن النص الاصلي يقول هو القرآن نعم يقول لا يفهم القرآن إلا لا يسمح لي أن ارجع إلى القرآن وإلا النبي والأئمة كلما يقولونه يقولون من القرآن لا يتبادر إلى ذهنك أن الأخبار يرفض محورية القرآن وأصالة القرآن وانه النص الأصلي في مفهوم عبارات الدينية لا إنما يمنع غير المعصوم من الرجوع إلى القرآن هذا أيضاً الأصل الثالث.

    ماذا فعل النبي صلى الله عليه وآله أولاً وبتبع ذلك أصحابه وصحابته في زمانه ثانياً وماذا فعل الأئمة في معتقد الشيعة في قرنين ونصف ثالثاً وماذا فعل تلامذتهم ومن اخذوا منهم رابعاً ما هو دورهم كان؟ هل هو مصدرٌ آخر من مصادر معرفة الدين فلهذا كما جعلنا القرآن هو المصدر الأصلي بجنبه كم مصدر عندنا؟ عندنا القول النبي عندنا فعل النبي، عندنا تقارير النبي، عندنا فعل الصحابة، عندنا أقوال الصحابة، عندنا أقول الأئمة، عندنا افعال الأئمة، هذه إلى جنب هذا المصدر أو لهم دور آخر أي منه، الآن نقول أن القرآن هو مصدر الأصلي لمنظومة المعارف الدينية لا يوجد شك في هذا ولكن في المقابل عندنا أقوال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وعندنا أقوال الأئمة عندنا في مدرسة أهل البيت عندنا أقوال الصحابة في مدرسة أهل السنة عندنا افعال النبي اقارير النبي عندنا افعال الصحابة هذه أيضاً إلى جنب هذا المصدر الذي يؤخذ منه الدين أو لها دورٌ آخر أي منهما؟ العقل الذي الآن يوجد والفكر القائم يقول مصادر التشريع مصادر فهم الدين ما هي؟ الكتاب، السنة، الإجماع هذا الإجماع مرتبط بالنبي والأئمة أو مرتبط بالعلماء والصحابة وغيرها كذلك؟ إذن يعطي دوراً جديداً أو يعطي دوراً لمصدرية فهم الدين لاقوال النبي لافعال النبي لاقوال الصحابة لافعال الصحابة لاقوال الأئمة لافعال الأئمة لاقوال وافعال تلامذة الأئمة الذين كانوا في عهد الأئمة ولهذا انظروا في كتب الفقه ومنهما السيد الخوئي يقول ليس لدينا دليل واضح على ضرورة الابتداء من المرفق بالوضوء ولكن سيرة المتشرعة في عهد الأئمة كان اصرار على أن يبدوا من المرفق ويقينا أن هؤلاء المتشرعة دينهم من أين أخذوه؟ من المعصومين إذن لا يجوز الوضوء إلا في الابتداء من المرفق، يعني يكون عمل المتشرعة مصدر تشريع أو لا يكون؟ نعم يكون، نعم يقول هذا بالواسطة وليس مصدر تشريع بالمباشر القائلون بعمل حجية الصحابة أو عمل الصحابة أيضاً نفس الكلام ما يقولون بأنه الصحابي يستطيع أن يشرع لا أبداً عندهم كتاب قول الصحابي رسالة ماجيستر نعم يقول قول الصحابي حجة تقول إلى أي أساس؟

    يقول نحن نعتقد بدينهم وبتقواهم وعندما يقول هذا القول يعني يقيناً أخذنا من رسول الله نفس الذي أنت تقوله عن الزرارة نفس الذي يقولونه عن يونس أو زكريا ابن آدم نفس هذه هو يقوله في الصحابة إذن يعطون بجنب مصدرية القرآن يعطون أقوال النبي والأئمة وافعالهعم وافعال الصحابة وتلامذة يعطوه بعد تشريعي يعني مصدر لفهم الدين ولاخذ المنظومة الدينية وهذا معنى قول المعصوم فعله تقريره هذا هو التعريف لا قوله الذي يقوله عن القرآن لا قوله هو يعني الإمام الصادق إذا قال شيئاً في اعتقاد مدرسة أهل البيت ما نسأله أنت هذا تقوله من القرآن أو من عندك أبداً نقول قاله الصادق حجة إذا قال رسول الله شيئاً بيني وبين الله نقول يا رسول الله هذا من عندك تقوله لو من القرآن تقوله! نقول قال رسول الله وهذا معنى الحجية السنة الواقعية، الآن تعالوا معنى إلى تعريف السنة عند الحداثويين أو لا اقل عند بعض الحداثويين ولهذا محمد شحرور في كتابه الكتاب والقرآن قراءة معاصرة يقول من هنا يأتي التعريف الخاطئ برأينا للسنة النبوية بأنها كلما صدر عن النبي من قول وفعل أمر نهي علماً بأن هذا التعريف للسنة ليس التعريف للنبي نفسه من أين اتيتوا بهذا التعريف؟ قال رسول الله اعطونا دليل بأنه رسول الله قال هذه هي السنة وبالتالي فهو قابلٌ للنقاش والاخذ والرد هذا التعريف كان سبباً في تحنيط الإسلام صار الإسلام مقيد محنط مجمد يستطيع أن يعطي اكله في كل زمان أو لا يستطيع؟ لا يستطيع لأنه أنت جمدته أنت حصرته في عصرٍ معين عندما تأتي به إلى عصرٍ آخر يطبق أو لا يطبق؟ لا يطبق هي تذهب إلى أحكام ثانوي ما معنى الأحكام الثانوية؟ يعني العناوية الأولية قابلة للتطبيق أو غير قابلة للتطبيق؟ يعني أنت عندما كل مسألة إذا تريد أن تحلها بالعنوان الثانوي يعني العنوان الاولي يستطيع أن يستجيب لك ويجيب لك إلى كل ما تحتاج أو لا يستطيع؟

    هذا إقرار ضمني بأن الإسلام صالح لكل زمان وما كان بعناوين أولية أو غير صالح؟ غير صالح، علماً بأن النبي وصحابته لم يعرفوا السنة بهذا الشكل إلى آخره إذن ما هو تعريف السنة؟ يقول هؤلاء في جملة واحدة واضحة ما قاله النبي وما فعله النبي وما اقره النبي فضلاً عما قاله الأئمة وفعلوه اقروه فضلاً عما قاله الصحابة وتلامذة صحابة النبي وتلامذة الأئمة هذا ليس مصدراً من مصادر التشريع بل هو تطبيقٌ للمصدر الأصلي الذي في حياتهم كانوا يعيشونه، الأصل موجود في المصدر القرآني ولكن هذا الأصل الدستوري أو القرآني النبي يطبقه في زمانه هذا التطبيق إمّا بقول إمّا بفعل إمّا بتقرير ولكن هذا التطبيق القولي أو الفعلي أو التقريري هذه نسخة تطبيق الأصلي في ذلك الزمان ليس صالحاً في كل زمان، فإذن السنة مصدراً من مصادر التشريع أو ليس مصدراً من مصادر التشريع؟ ليس مصدر، الإسلام صالحٌ لكل زمانٍ ومكان ولكن (هذا المصدر يقوله في صفحة 36 من كتابه) يقول فإذا كان الكتاب يحتوي إلى ذلك هو النبي في القرن السابع عشر هو طبق هذا الأصل وهو القرآن في حياة البشر في ذلك العصر وهذا التفاعل يعني بين الأصل وبين تطبيقه هو الاحتمال الأول للإسلام أي الثمرة الأولى له.

    هذا تطبيق من التطبيقات لكن ليس بالضرورة أيضاً يكون في زمانه ذاك التطبيق يصلح ولهذا يقول وليس الوحيد وليس الأخير إذن معنى أن الإسلام صالحٌ لكل زمانٍ ومكان معناه أن الأصل يبقى وهو القرآن ولكن أنت تعال إلى القرآن والى هذه الآيات وطبقها وأنت منها ثمرة تصلح لزمانك ولهذا انتم تجدون انه في ذلك الزمان رسول الله صلى الله عليه وآله عندما كان يفتح بلاد غير اسلامية إذا بقي احدٌ على غير الإسلام يتعامل معه مواطن من الدرجة الأولى له حقوق والواجبات كاملة لو يتعامل معه من المواطن الدرجة الثانية؟ إذا بقي على دينه يقول له ماذا؟ لابد من اعطاء الجزئية وهناك مجموعة من الأحكام الفقهية لابد أن يلتزم بها من دفع الجزية من الديات إلى آخره.

    بينكم وبين الله الآن إذا يأتي رسول الله إلى الجمهورية الإسلامية يطبق أحكام الجزية؟ أصلاً ممكن أو غير ممكن؟ هؤلاء يدعون هذه لذلك الزمان كانت تلك النسخة قائمة، من قال ذلك النسخة لابد أن تطبق إلى هنا لأنه افعال واقوال النبي هذه ليست مصدر التشريع هذه تطبيقٌ لما هو مصدر التشريع والتطبيق يختلف من زمان إلى زمان آخر، إذن ما هو تعريف السنة؟ التطبيق، إذن بعد هل هو حجة أو ليست بحجة؟ يجب علينا تطبيقه في حياتنا أو لا؟ نعم إذا شابهت شروط حياتنا وشروط حياته نعم أفضل نسخة هذا أمّا إذا اختلفت كان يعيش في عصر البداوة وعصر الكذا ونعيش في عصر العولمة نسخة واحدة أو نحتاج إلى نسخة ثانية يعني نحتاج إلى نفس الثمرة أو نحتاج إلى ثمرة أخرى يعني إلى فهم جديد لتلك الاصول لنعطي ثمرة جديدة قال وبهذا ليتفاعل الكتاب (يعني القرآن) مع الظروف والمراحل التاريخية المتعاقبة فينتج مجتمعاً معيناً وحضارت معينة في كل مرحلة لذا فإن الذي فعله النبي في القرن السابع في شبهة الجزيرة العربية هو الاحتمال الأول لتفاعل الإسلام مع مرحلة تاريخية معينة وليس الوحيد وليس الأخير حيث انه كان خاتم الأنبياء والمرسلين، ولا يمكنه أن يفعل إلا هذا، لا لأنه لا يعرف لا، لو كان في زماننا لكان فعل شيئاً آخر، ولو كان في زمان غير زماننا كان يفعل شيء ثالث، لا لعدم علمه بأنه كذا لا انه المجتمع يتحمل أو لا يتحمل أكثر من ذلك؟ لا هذه النسخة التي يتقبلها، يقول وبما أن رسالته تقوم على كذا إلى أن يقول على هذا الأساس هذا هو السبب المحوري للنبي وصحابته في حصرهم على الوحي الذي هو المبدأ والمطلق هو القرآن هو مطلق أمّا التطبيق مطلق أو نسبي؟ التطبيق ليس مطلقاً حتى تقول لكل زمانٍ ومكان بل هو مربوط بزمانٍ ومكان معين وأمّا الباقي فمتروك للإنسان في سياق الزمن هذا الأصل الثابت فلا قوالب جاهزة مسبقاً ولا توقيف لحركة التاريخ الإسلام أبداً الإسلام متحرك ولكنه نحن قلنا انه عندما حرفوا السنة حرفوها بالثبات لو بالحركة وبالجريان والسيلان؟ كيف يؤثر المفردة أو الفهم اللغوي على الفهم الاصطلاحي، فجمدنا التاريخ وحنطناه بانفسنا واتهمنا النبي بذلك ونزعنا عن الإسلام أهم صفة من صفاته وهي انه قادر على أن يعطي اكله كل زمان ولهذا عنده جملة يقول في صفحة 36 يقول القرآن مطلق ولكن فهمنا من القرآن مطلقٌ أو نسبي إذن فهمنا النسبي هل يمكن صالحاً لكل زمان ومكان و لا يمكن؟ لا معنى أنت تفهم من القرآن نسخة وتطبقها وتقول هي الصالحة لكل زمانٍ ومكان، نعم هذا لا ينفي أن يكون القرآن لا الحقائق نسبية فهمنا من الحقائق نسبية.

    والحمد لله رب العالمين

    4 ذي الحجة 1435

     

    • تاريخ النشر : 2014/09/30
    • مرات التنزيل : 1338

  • جديد المرئيات