نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (464)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلى الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا قبل الدخول في بعض الشخصيات أو الإشارة إلى بعض الشخصيات التي قد يُستشم منها رائحة الاتجاه الثاني الذي اشرنا إليه بالأمس، أشير إلى نموذج واحد لكي تتبين أهمية الكتاب الذي أشرت إليه، وهو كتاب العجيب والغريب في كتب تفسير القرآن لوحيد السعفي.

    النموذج الذي اقف عنده هو ما يتعلق بابني آدم في القرآن الكريم وهو في صفحة 175 و176، عندما نرجع إلى القرآن الكريم نجد فيما يتعلق بهذه المسألة أن القرآن يقول في سورة المائدة: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ الله غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}.

    عندما ينظر الإنسان إلى هذا الحدث في القرآن الكريم القدر الذي أشير إليه هذه النقاط التي بُينت في الآية المباركة، في القرآن الكريم مجموعة من القضايا لم يُشر إليها في هذا الحدث لا اعبر عنها قصة لأنها ليست بقصة والقصة بحسب الاستعمال الأدبي والفني لها مجموعة خصائص، وهذه لا تنطبق على هذه، تقول الآية (نحن نقص عليك أحسن القصص) لابد أن نعرف اصطلاح القصة في القرآن ما هو، لا أن نطبق على القرآن مقومات القصة الفنية والأدبية في الثقافات المتعددة؛ لان لكل ثقافة للقصة مقومات وأركان وشروط هذا موكول إلى محله، لا ينبغي عندما نسمع لفظ القصة في القرآن يذهب ذهننا إلى القصة الفنية والأدبية ونحو ذلك.

    القرآن لم يشر أنّ القربان الذي قربه كل واحدٍ منهما ما هو؟ هذا قرّب قربان وذاك قرب قربان، لم يشر إلى أصل الخلاف الموجود بينهما، لماذا اختلفوا حتى يحتاجوا إلى تقديم القربان؟ ما هو السبب الذي جعل الله أن يتقبل القربان من أحدهما ولم يتقبل من الآخر؟ لأن الآية قالت (فتقبل من احدهما) سؤال: لماذا تقبل من زيد ولم يتقبل من عمرو، لماذا تقبل من هابيل ولم يتقبل من قابيل.

    سؤال: الآن لو تأتي إلى الكتب الأخرى يعني كتب التفسير، تجد عشرات القصص المرتبطة بهذا الحدث القرآني، من أين جاءت هذه القصص؟ كيف دخلت إلى موروثنا التفسيري، يعني إلى لموروث الروائي التفسيري، توجد عشرات القصص في ذيل هذه الآيات من سورة المائدة، ولهذا يقول: وأمام هذا الفراغ الذي خلّفه القرآن، طبعاً لا أوافق هذا التعبير، فراغ، لأن القرآن لم يكن له غرضٌ بإشارة من هو هذا من هو ذاك أبداً، وإنما عنده غرضٌ آخر، وبإمكانكم أن تراجعوا كتاب آخر وهو الفن القصصي في القرآن لاحمد محمد خلف الله، من أهم الكتب التي كتبت في هذا المجال، أيضاً رسالة دكتوراه وهذه مكتوبة في الأربعينات أو الخمسينات وعلى أساس هذا الكتاب كفّر وحكم بارتداده، كتاب جداً مهم، يقول أساساً القرآن عندما يأتي إلى هذه الحوادث لماذا لا يشير إلى تفاصيلها؟ يقول لأنه عنده غرض آخر وهو ليس بصدد أن يقص علينا قصة، يقول انبرت القصص إلى الحدث تغنيه، الآن جاء الموروث الروائي حتى يكمّل هذه الفراغات والنواقص، حتى استوفى قصة متكاملة، أساساً من هما؟ في أي زمان؟ ما هو سبب الاختلاف؟ والقربان الذي قربه كل واحد؟ وسبب الاختلاف ما هو؟ انه مرأة أو شيء آخر، وقد استعانت في ذلك بما جاء  التوراة كل هذه من أين جاءت ودخلت إلى الموروث الروائي؟ جاءت من الموروث الإسرائيلي، وبالأمس قلنا أن الموروث الإسرائيلي نحن كنا نتصور موروث إسرائيلي ولذا تبين في واقع الحال من أين جاء؟

    الجواب: أنّ هذا الموروث أيضاً ليس موروث إسرائيلي توراتي، وإنما هو جاء من الموروث الفارسي واليوناني والبابلي والمصري والى غير ذلك، مجموعة هذا الموروث ينتقل إلينا بعنوان أنه أحاديث النبي، بعنوان أنّه أحاديث أئمة أهل البيت، بعنوان أنه أحاديث الصحابة التي نقلوها عن رسول الله، وفي الأعم الأغلب ينسبونها إلى ابن عباس باعتبار أن ابن عباس شخصية مرموقة حبر الأئمة، ولهذا يقولون قال ابن عباس وانتهى، والمسكين ابن عباس أين قال ذلك؟ أبداً لا أصل له ولا فصل.

    الروايات الواردة عن النبي أين هذه الروايات؟ هذه الروايات كلٌ يعلم والجميع يعلم أنه في زمنه بلا إشكال ان الأحاديث لم تدون في عهد رسول الله، وهنا سؤال كبير: لماذا أن رسول الله كما اهتم بالقرآن وجعل له من يحفظونه ويكتبونه ويدونونه لم يختر مجموعة من أصحابه ليدونوا حديثه، مع انه حديثه هو وحيٌ أيضاً كما إنشاء الله سيأتي في حجية السنة لماذا لم يفعل رسول الله؟ وهو كان يعلم انه كان أناس يريدون أن يخفوا الحديث من بعده، وآثاره كانت واضحة، وعندما جئنا إلى بعده صلى الله عليه وآله السلطة لم تجز تدوين الحديث، فمُنع عن تدوين الحديث، إلى أن وصلنا إلى العهد الاموي يعني معاوية وما بعد ذلك أيضاً منع.

    أول تدوين للحديث مرتب ومنظم بدأ أواسط القرن الثاني يعني حدود 140 وما بعده، يعني بعد أن مات كل الصحابة، وبعد أن مات كل التابعين، لأن التابعين عموماً إلى أوائل القرن الأول انتهوا كلهم تقريباً، آخرهم 100-110 من الهجرة، وكل من جاء بعدهم ودونوا الحديث هؤلاء تابعي التابعين، وتابعي تابعي التابعين، يعني إما واسطتين أو ثلاث إلى رسول الله، يعني 150 سنة كان الحديث شفوي وغير مدون، فلهذا جاء في الحديث كما يشاؤون لأنه لا يوجد شيء حتى يقاس معه هذا صحيح أو غير صحيح، كل من أراد أن يضع وضع الأحاديث، وهذا ليس فقط في تراث أهل السنة في تراث الشيعة أيضاً كذلك، لأنه لا يوجد عندنا مدونات لأحاديث الأئمة رسمية موجودة بأيدينا، إلا ما يقال عن الأصول الأربعمائة التي لا نعرف أي شيءٍ عنها، كل الذي وصل إلينا من الأصول الأربعمائة وصل إلى العلامة المجلسي 84 أصل كما هو يدعي وكثيراً منها كذب ولم يصل إليه، يعني لا يكذب العلامة المجلسي لا أبداً أريد أن أقول أن هذا الأصل وصل ولكنه لم يثبت انه وصل إليه، وما هو موجودٌ بأيدينا هو 16 أصل، الذي الآن مطبوع كتاب ستة عشر أصل، هذه 400 أصل أين؟ لا نعلم ويقال أن الكليني كانت موجودة والكليني في 329 وفاته كيف حصل إلى الأصول التي هي في القرن الأول والثاني والثالث أيضاً هناك بحثٌ، طبعاً نفس السؤال الذي وجهناه في عصر النبي لماذا لم يعيّن مجموعة من الصحابة لتدوين حديثه؟ لماذا الأئمة لم يعيّنوا مجموعة من موثّقي أصحابهم لتدوين الأحاديث؟

    طبعاً هذا السؤال أيضاً موجّه إلى أهل السنة وموجه إلى الشيعة، لو تقرؤون التاريخ تجدون عشرات الروايات وردت عن الإمام الصادق والباقر والكاظم والرضا والجواد تقول أنه كثر الوضاعة والكذابة علينا، ويضعون في أحاديثنا الغلاة، عندنا روايات، وانتم تعلمون بأنه ستبتلي أحاديثكم بهذه، لماذا لم تعينوا جهة يثق بها الشيعة حتى يدونو أحاديثكم؟ ويصل إلينا كتابٌ معتمدٌ من الأئمة مقررٌ من قبل الأئمة نطمئن إلى الأحاديث الواردة فيه، وظاهرة الحديث كانت موجودة، يعني ظاهر تدوين الأحاديث كانت موجود وانتم عندما ترجعون إلى مسند الإمام احمد تجدون هو في أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث يعني عصر الإمام الكاظم والصادق وما بعد ذلك، يعني ظاهرة التدوين كانت بدأت عند أهل السنة، لماذا هذه الظاهرة لم تبدأ عند أصحاب أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام؟ ولهذا صريحاً يقول: هذه جاءتنا من التوراة من تفاصيل تعلقت بإسم كل ابن من ابني آدم، وحرفته وقربانه، ثم جعلت أصل الخلاف بين الأخوين في أمر امرأة أرادها كل منهما أخت قابيل واخت هابيل، وقد ذكر ابن كثير بشأن ابني آدم تسع قصص، من أين دخلت؟ وهذه التي هي لوثت كل الموروث القرآني عندنا، لأنه أنت لا تستطيع أن تفهم الآيات القرآنية إلا أن تضع على عينيك نظارة القصص الاسرائيلية التي دخلت إلينا من موروث الآخرين، يعني أنت لا تستطيع أن تقرأ القرآن وترجع حتى على المنبر تقرأها وتفسر الآية أو تفسرها من خلال القصص ممن؟ لا من النبي ولا من الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام.

    الآن حادثة كربلاء أنت لا تفهمها إلا من خلال أسرار الشهادات للدربندي، وهو كتاب لا أصل له أكثر الحوادث التي ذكرت ليس لها أصل في الأعم الأغلب هذه بدأت من القرن 7-8-9-10 هذه كتب شهادة الإمام الحسين إلي هي مصادر مجعولة لا أصل لها ولابد أن نرجع إلى المصادر الأصلية.

    هذا الكتاب من الكتب الأساسية وهنا هم أقول ليس كلما ورد في الكتاب هو صحيح ليس هذا، ولكنه يعطيك صورة حتى مباشرة عندما تقرأ قصة في تبيان الطوسي أو في مجمع البيان أو في نور الثقلين أو في أي كتاب من الكتب الأخرى والروايات مباشرة لا تقول والروايات فسرت الآية بهذا الشكل لا في الأعم الأغلب هذه موروث جاءتنا من الثقافات الأخرى.

    بحثنا انه قلنا يوجد اتجاهان في فهم موضوعات الأحكام الشرعية: الاتجاه الأول يرى إنها ثابتة لا تتغير بتغير الظروف المحيطة بالموضوع، والاتجاه الآخر يقول أن الظروف والشروط والواقع الاجتماعي والثقافي والفكري المحيط بالموضوع تعدّ بمثابة القيود للموضوع والشروط للموضوع، بنحو إذا انتفت تلك الظروف والشروط فقد انتفى الموضوع؛ لأن المشروط عدمٌ عند عدم شرطه، بعبارة أخرى هل يمكن التمسك بمقدمات الحكمة لإثبات إطلاق الموضوعات؟

    الجواب: لا لأن هذه قرائن محيطة بالموضوع، وقرأتم في محله لكي نثبت الإطلاق نحتاج إلى إجراء مقدمات الحكمة، من مقدمات الحكمة عدم وجود قيدٍ أو شرط أو احتمال القيد أو الشرط، وإلا مع وجود القيد والشرط يمكن إجراء مقدمات الحكمة أو لا يمكن؟ لا يمكن، هنا نحن ندّعي أنّ الظروف والشروط والواقع المحيط بالموضوع هي بمثابة القرائن التي تمنع من انعقاد الإطلاق، خصوصاً على مبنى صاحب الكفاية الذي يقول لابد من الأخذ بالقدر المتيقن، يعني هذا الموضوع ضمن هذه الظروف المحيطة به.

    هل يوجد في كلمات علماء الامامية ما يشير إلى هذه النظرية ولو إجمالاً أو لا؟ في عقيدتي نعم، ولكن مع الأسف الشديد أن هذه النظرية التي جاءت في كلمات بعض كبار أعلام الامامية لم يعتنى بها، وإنما جُعلت في الهامش وأقصيت من الفكر الأصولي، وهي النظرية التي يمكن أن نقف عندها ولو إجمالاً؛ لأنه عادة لا يعتنى بها إلا نادراً، وهي نظرية المحقق القمي صاحب قوانين الأصول، هذا الكتاب من الكتب الأساسية في علم الأصول، ولكن الآن في الأعم الأغلب إن لم اقل على القطع واليقين في مكتباتنا غير موجود ولا نعتني به، واتذكر بأنه بعض أساتذتنا مثل السيد محمد تقي الحكيم رحمة الله تعالى عليه كان يقول لسنين كنا ندرس هذا الكتاب كان متناً علمياً الذي معروف بكتاب القوانين، كتاب القوانين الأصول للمحقق القمي هناك في كتاب قوانين للاصول وعندي النسخة الحجرية، في الباب السادس في الكتاب ما هي النظرية؟ يعتقد القمي في هذا الكتاب أساساً الروايات الواردة عن النبي وعن أئمة أهل البيت قُصد بها كل البشرية إلى قيام الساعة، أو من كانوا في عصر النبي والأئمة؟ يقول بأن هذه الروايات قُصد بها وافهام من كان مشافهاً لهم ومخاطباً لهم، يعني النبي عندما كان يتكلم كان يريد أن يفهم من؟ يفهمني أنا الذي جالس بعد ألف سنة أو يفهم اولئك الذين كان يخاطبهم؟ الإمام الصادق عندما كان يتكلم وتصدر منه الأحاديث، كان يريد أن يتكلم مع البشرية إلى قيام الساعة؟ أو كان يريد أن يتكلم مع أولئك الذين قصد إفهامهم؟

    مثال واضح: أنا الذي جالس هنا وأتكلم، أتكلم كلاماً أقصد به كل إنسان، أم قصدي إفهامكم انتم، أي منهم؟ هل يستطيع أحد أن يقول حديثه كان حديثاً حتى الذي جالس الخباز والبقال والعطار أيضاً كان قاصداً إفهامهم، لابد إذا كان ذاك قاصد أتكلم بنحو يفهمه ذاك، أمّا إذا كان قصدي إفهامكم بيني وبينكم توجد لغة مشتركة تفهمني وافهمك أمّا الخارج عن هذا المجلس يفهم أو لا يفهم؟ لا يفهم بالضرورة، المحقق القمي يعتقد بأن هذه الروايات الواردة عن النبي وعن أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام قُصد بها إفهام المخاطبين والمشافهين بها لا مطلقاً، النتيجة على هذا المبنى ما هي؟ أنا وأنت مخاطبين بها أو لسنا مخاطبين بها؟ لسنا مخاطبين، لماذا؟ له دليله، فقط أريد هذا الذي بُحث عنه في بحث حجية الظواهر ما يعبر عنه تفصيلات حجية الظواهر، واحدة من أهم التفصيلات أن الخطابات الدينية هل هي للجميع، أو مخصوصة بمن قصد إفهامه؟ هنا صريحاً في مواضع متعددة ـ أنا أشير إلى موضع واحد منها ـ الموضع في أول باب الاجتهاد والتقليد من كتاب القوانين يقول: فإن حجية الظواهر لكنا نقول المسلم منه هو حجية متفاهم المشافهين والمخاطبين ومن يحذو حذوهم فقط، هؤلاء هم المخاطبون، إذن أنا مخاطب أو غير مخاطب؟ أنا غير مخاطب، لماذا أنا غير مخاطب بها؟ يقيم دليلين على ذلك أنا أشير إلى هذين الدليلين من كلمات سيدنا الاستاذ السيد الخوئي في مباني الاستنباط الذي هو من أوسع تقريرات بحثه للسيد أبو القاسم الكواكبي من الطلاب البارزين القداما للسيد الخوئي، منشورات العزيزي قم ايران، هناك يقول: وعلى هذا الأساس أنّه غالب ظواهر الكتاب والأخبار المروية عن العترة الطاهرة مختصة بالمخاطب والمشافه بها، وهناك موجودة نقطة وهي انه ما هو المقصود بالمخاطب والمشافه؟ وقع تفسيرات متعددة فيما بينهم، بعضهم قال يعني الذي كان في مجلس الخطاب، يعني إذا جالسين عشر نفرات يشمل غيرهم أو لا يشمل؟ يقيناً هذا ليس مقصود المحقق القمي، أنا افهم من كلامه انه مراده من المخاطبين والمشافهين يعني المعاصرين لعصره، أقول هذا الكلام للقرينتين اللتين يشير إليهما، القرينة الأولى يقول: وحاصل ما ذكره في المقام يرجع إلى أمرين ـ يعني دليله لإثبات هذا التفصيل يرجع إلى أمرين ـ أولاً: أنّ الظواهر لكي تكون حجة في أي كلامٍ، لابد أن لا تكون هناك قرائن محيطة بالكلام، وإلا إذا كانت هناك قرائن موجودة في الكلام، نحن لم نقف عليها يمكن أن نقول الظواهر حجة أو لا يمكن؟ لا يمكن، إذا فرضنا أنا عندما أتكلم معك كما أن الإمام الحسين في قضية دخوله على والي المدينة قال إذا أنا دخلت ـ وبني هاشم كانوا في الخارج واقفين ـ قال إذا ارتفع صوتي إذن توجد مشكلة بيني وبين والي المدينة ماذا تفعلون؟ ادخلوا الباب، أمّا إذا لم يرتفع صوتي، هذه قرينة بينه وبين بني هاشم، إذن هل يوجد عندنا دليل أنه لم تكن هناك قرائن محيطة بصدور الكلام من النبي والأئمة بينه وبين المخاطبين في عصرهم حتى ننفيها بعدم وجود القرينة؛ لأن هناك قاعدة كلما شككنا في القرينة ننفيها بأصالة ماذا؟ لا هذا باطل؛ لأن القرينة التي يمكن نفيها لا يوجد فيها احتمال الوجود، وإلا علمنا أنها موجودة ولكن شككنا أنّها قرينة أو لا، لا يمكن نفيها أصالة عدم القرينة، مرة يبعث لك شخصٌ رسالة، ولا تعلم أنّ الرسالة صفحة أو صفحتين، الذي وصل إليك صفحة واحدة، تحتمل لعله توجد صفحة أخرى في الرسالة، هنا ننفيها بأصالة عدم القرينة الصفحة الثانية أو القرينة وأخرى لا أنت تعلم بوجود صفحة ثانية من الرسالة أو هذه الرسالة التي وصلتك نصفها مزّق تشك أنّ هذا الباقي الذي لم يصلك قرينة أو ليس بقرينة؟ يغير أو لا يغير؟ هنا لا يمكن نفيه بأصالة عدم القرينة، يعني مرة الشك في وجود الشيء وعدمه، يعني كان تاماً فهنا ينفي بأصالة عدم القرينة، ومرة ليس الشك في وجودها وعدم وجودها الشك في قرينية الموجود لا في الوجود والعدم، ولكن نشك بأنه قرينة أو ليست بقرينة، أعلام الامامية قالوا بأنه أصالة عدم القرينة لا تجري هنا لأنه نعلم بوجود شيء ولكنه لا نعلم قرينة أو ليست بقرينة العلماء لا ينفونها يعني لا يوجد عندنا عدم أصالة القرينة، هنا يدعي المحقق القمي أنه بين المتكلم وبين المشافه والمخاطب يوجد شيء، ولكنه نشك بأنه قرينة أو ليس بقرينة، لا يمكن نفيها بأصالة عدم القرينة. هذا الدليل الأول.

    الدليل الثاني الذي هو ابتلاء عموم رواياتنا بذلك، وهو تقطيع الروايات، تعلمون أن هذه القضية ليست فقط موجودة في تراثنا وفي تراث أهل السنة قبلنا، وان الروايات قطعت مع تقطيع الروايات ضاعت علينا قرائن أو لم تضع؟ يقينا ضاعت علينا قرائن السياق، ولهذا يقول السيد الخوئي توضيحاً لكلام المحقق القمي يقول منع حجية الظواهر كبروياً إلى غير من قصد إفهامه هذا هو الدليل الأول لأنه كانت هناك امور ولا نعلم إنها تغير أو لا تغير.

    الثاني: منع انعقاد الظهور بملاحظة وقوع التقطيع في الروايات ولهذا ذكرنا في أبحاثٍ سابقة أن السيد الروجردي حاول في كتابه جامع أحاديث الشيعة حاول أن يجمع الروايات المقطعة ويضعها في موضعٍ واحد لان هذا التقطيع اضر كثيراً برواياتنا نفس الذي فعلها مسلم بعد البخاري والبخاري أيضاً قطع الروايات ولهذا واحدة من المؤاخذات كتاب صحيح البخاري انه قطع الروايات وصحيح مسلم عندما جاء حاول أن الرواية كاملة ينقلها في مكان واحد ولا يقطعها هذه من امتيازات صحيح مسلم على صحيح البخاري ولهذا هذا البحث يبدأ من صفحة 222-223-224-225-226 يوضح النظرية كاملة يقول وعلى هذا فلا تكون ظواهر الكتاب والسنة بالنسبة إلى أمثالنا حجة وهذا معنى قوله انسداد باب العلم والعلم علينا وباب العلم يعني اليقين والعلمي يعني حجية الظواهر وان حجية الظواهر لا تفيد إلا ظناً وظناً خاصاً جعلها الشارح حجة والمحقق القمي يقول لا باب العلم منفتح علينا ولا باب العلمي منفتح علينا يعني الظن الخاص المعتبر حجة وعلى هذا الأساس يقول لعدم حجية الظواهر بالنسبة إلى غير المقصودين بإفهامٍ أولاً لوجود امور لا نعلم إنها تغير أو لا تغير وعدم انعقاد الظهور للاخبار من جهة وقوع التقطيع فيها ثانياً فينسد طريق العلم والعلمي معاً إلى معظم الاحاكم إذن ما هو العمل؟

    من هنا قالوا بنظرية حجية الظن العام إلي هو إمّا من باب الكشف وإمّا من باب الحكومة إلي الآن في حوزاتنا العلمية باب الانسداد نقرأه أو لا نقرأه؟ فلهذا الطالب يكون مجتهداً ولا يعرف شيئاً عن باب الانسداد مع انه نظرية قائمة هذا البحث أنا عرضت له في شرح الحلقة الثالثة المجلد الخامس من الدليل الشرعي في صفحة 409 القول الثاني التفصيل بين المقصود بالإفهام وغيره هناك أقول ذكرت عدة تفسيرات للمقصود بالإفهام للكلمات المحقق القمي فمنهم من فسره بالمخاطب في قبال من لم يقصد إفهامه الذي هو غير المخاطب إلي هي هذه النظرية غير صحيحة ومنهم من فسره بالمشافه وغير المقصود بالإفهام هو غير المشافه ونحن نقول أن المراد من المقصود بالإفهام ليس خصوص المخاطب ومن كان حاضراً في جلسة الخطاب بل هو المخاطب بذلك الزمان، يعني مقصودنا من الزمان ليس الشكل الكذائي مقصودنا الظروف التي محيطة لوضوح أن الأئمة عندما كانوا يعطون الرواية إلى زرارة لا يخصون بها دون غيره بل هي له ولمن هو حوله يعني لمن يعيش معه إذن المراد بمن يقصد من إفهامه الأعم من المخاطب والسامع في ذلك الزمان أمّا السامع في الزمان اللاحق فحيث أن الظهورات ظواهر اجتماعية ثابتة لو متغيرة؟ قرأنا في علم الاجتماع عن الظواهر ثابتة لو متغيرة؟ وبعد ذلك سيأتي قالوا إذا شككنا أن الظهور الذي نفهمه في زماننا غير الظهور الذي كان في زمان الأئمة نثبته بالاستصحاب القهرائي هذا الذي نفهمه هو الذي كان نفهمه لأنه الظهورات متغيرة يقول فلا يكون مقصوده بالإفهام وذكرنا سابقاً إلى آخره إلي بحثه سيأتي.

    إذن أنا اعتقد هذه النظرية تستحق أن نقف عندها جيداً وهذا ليس بحث علم الأصول ولكن أريد أن أقول أن المحقق القمي توجد في كلماته إشارات ولهذا أنا تحقيقاته إلى منابع الحجج وعلوم عملية تقريرات السيد الصدر رحمة الله تعالى عليه التي هي تقريرات محمود الهاشمي هناك في المجلد الرابع أنا علقت عليهن بعد أن يأتي في الجزء الرابع صفحة 273 يقول التعرض التفصيل بين المقصودين بالإفهام يقول بناءاً على أن الظهور يتأثر بالعوامل الثقافية والشرائط الزمانية وان كل زمانٍ له ظهورٌ خاصٌ به فهذا القول يكون فيه وجاهة فتدبره جيداً هذا التعليق أنا علقت على هذا الكتاب قبل 22 سنة وهذا التعليق أنا أقول على مباني نظرية تغير الظهورات الواردة في النصوص الدينية.

    والحمد لله رب العالمين.

    22 محرم 1436

    • تاريخ النشر : 2014/11/16
    • مرات التنزيل : 2460

  • جديد المرئيات