نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (478)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    وعدنا الأعزة في البحث السابق قلنا بأنه نريد تطبيق هذه المسألة أو هذه القاعدة، وهي أنّه يلزم تأسيس فقه جديد، نريد تطبيقها على بعض البحوث العقائدية.

    قلنا كيف أن هناك أصل وهناك مسلّمة عند القوم انه لا ينبغي أن يُقرأ الفقه قراءة جديدة تغيّر تلك المسلّمات كذلك في العقائد نجد أن مثل هذه الحالة أيضاً موجودة، وهي انه القراءة والتفسير والتشيّع وبما يتحقق التشيع؟ ما وضع له من اطر على يد أعلامنا المتقدمين قالوا أن هذه هي الاطر الاساسية للمذهب، ولا يمكن الخروج عنها، بل الخروج عنها يعني خروج عن المذهب. وهذا ما يصرح به البعض من أن آراء العلماء هي التي تبين ما هي حقيقة المذهب.

    أنا اريد أن اقف عند نموذ واحد لانه اريد أن ارجع الى بحث اصلي وهي قاعدة الاشتراك، اريد أن اقف عند نموذج واحد وهو نموذج العصمة في مدرسة اهل البيت والاعتقاد بعصمتهم، من الواضح في ذهنكم وفي ذهن العقل الشيعي وفي ذهن مدرسة اهل البيت أن من لم يؤمن بعصمة الائمة عليهم أفضل الصلاة والسلام فليس بشيعي، وانما خارجٌ عن المذهب، نريد أن نقف عند هذه المسألة لنرى أنّها كانت كذلك في عصر الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام، أو أن التشيع كان يُعرّف بتعريف اوسع من هذا الذي يقوله هؤلاء، واقول واصرح واؤكد انني أريد أن أرجع الى القرون الثلاثة الاولى، الأول والثاني والثالث الذي هو عصر وجود وظهور الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام، والا بحسب اعتقادات مدرسة اهل البيت لا يخلوا عصرٌ من إمام، وان كان غائباً، أنا اتكلم هذه القرون الثلاثة الاولى هي القرون التي كان للامام حضورٌ وارتباط مباشر أو غير مباشر بالناس، يعني كان هناك توجيهٌ من الائمة للناس، لنرى بأنّ هذه المسألة ما هو موقف الائمة منها؟ وماذا كان اعتقاد الشيعة في هذه المسألة في تلك القرون الثلاثة الاولى؟

    ولكنه في المقدمة لا بأس أن اشير أن البحث في أي دائرة، يعني تحرير محل النزاع، هذه المسائل خذوها بعين الاعتبار بشكل دقيق، اولاً ليس الكلام في اعتقادي الشخصي، أن الائمة هل ثبتت لهم العصمة أو لم تثبت لهم العصمة؟ لا، اعتقادي في ائمة اهل البيت ما ذكرته في كتاب بحثٌ حول الامامة، وما ذكرته في كتاب علم الامام، وما ذكرته في كتاب الراسخون في العلم، وما ذكرته في كتاب معرفة الله، وما ذكرته في آخر الجزء الثاني من التوحيد، هذا هو اعتقادي في ائمة اهل البيت، وهذا الاعتقاد كان وما زال باقٍ على ذلك الاعتقاد، ليس الحديث عن اعتقاداتي الشخصية، اعتقاداتي الشخصية هذه التي ذكرتها في كتبي ولم اتراجع ولم اتنازل عنها. هذا اولاً .

    ثانياً وليس البحث في أن الائمة قالوا هل نحن معصومون أو لسنا من المعصومين، ليس البحث في هذا، لعل البعض يقول أن الائمة قالوا نحن من المعصومين أو ثبتت لنا العصمة، بغض النظر أنّ هذا الاستدلال لاثبات عصمتهم هل هو تام أو غير تام، هذا في محلٍ آخر، لانه الكلام في عصمتهم، فكيف يمكن الاستناد إلى رواياتهم لاثبات عصمتهم؟ هذا من الدور، وليس البحث في هذا، افترضوا أنهم قالوا نحن من المعصومين وقبلنا هذه الادلة، انما الكلام كل الكلام، وهي أنّه أين قال الأئمة من لم يعتقد بعصمتنا فهو خارجٌ عن التشيع؟ لا أنه لسنا نحن بمعصومين، لا، افترضوا ان لهم اعلى درجات العصمة كما اعتقدها، ولكن الكلام هل قالوا في موضعٍ ومن لم يعترف ويعتقد بهذه العصمة فهو خارجٌ عن التشيع خارجٌ عن ولايتنا خارجٌ عن مدرستنا هذا أين دليله؟

    اذن محل النزاع ليس في الامر الأول وهو اعتقادي الشخصي، وليس في الامر الثاني وهو هل قالوا اننا من معصومين أو لا؟ وانما الكلام هل قالوا مَن لم يعتقد بعصمتنا خرج عن التشيع وعن ولايتنا ام لم يقولوا؟

    انا حديثي في هذا الامر الثالث وهذه مع الاسف الشديد كثير ممن يراجع كلماتنا ومحاضراتنا ودروسنا لا يلتفت الى محل النزاع، يتصور أن البحث في اعتقادي الشخصي، أني انكر العصمة لا سامح الله، أو يتصور أن البحث في أن الائمة قالوا نحن معصومون أو لسنا كذلك، ليس البحث في ذلك، البحث بما يتحقق التشيع؟ بعبارة واضحة ما هي ادنى درجات التشيع؟ لماذا اقول أدنى درجات؟ باعتبار اني اعتقد أن التشيع والاعتقاد بأئمة اهل البيت ليس أمراً متواطئاً، بل من الامور المشككة الذي له مراتب متعددة، انا الان ابحث عن ادنى المراتب، التي من لا يعتقد بها يخرج عن التشيع، ما هي ادنى هذه المراتب؟ هل في ادنى هذه المراتب يوجد قيد الاعتقاد بعصمتهم؟ أو يكفي الاعتقاد بفرض طاعتهم؟ أي منهما؟

    اذن حديثنا في أدنى مراتب التشيع وفوقه درجات لأن الايمان له درجات، هذا اولاً، وثانياً أن هذا الادنى لمراتب التشيع هل قُيّد بالاعتقاد بعصمتهم أو لم يُقيّد؟ نعم من قام عنده الدليل على عصمتهم بلي لابد أن يعتقد، أمّا اذا فرضنا أن شخصاً لم يلتفت الى هذه المسألة، أو بحث ولم يثبت عنده عصمتهم، وآمن بفرض طاعتهم وانهم هم من يبيّن الدين وتجب طاعتهم بعد رسول الله، واولي الامر منكم، اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم، هل هذا شيعي وفي دائرة التشيع وفي دائرة ولاية اهل البيت ام خارجٌ عنها؟

    هنا حديثي في هذه القضية وهذا البحث اشرت اليه واضح في كتاب فقه العقيدة صفحة 340 ، بامكانكم أن تطالعوه بدقة، تحت عنوان الامام المعصوم بين كونه مفترض الطاعة، والالتفات لعصمته، في ضوء ما تقدم يتضح أنّ العصمة شرطٌ في الإمام نفسه، نعم هو معصوم، وان لم يعلن عنها، حتى لو لم يقل انا معصومٌ، هو معصومٌ، وانها ليست شرطاً في الاعتقاد الا مع المعرفة والالتفات، من عرف ذلك، من دلّه الدليل من قام عنه الدليل والتفت الى ذلك، فيجب الاعتقاد، كما قلناه في النبي الاكرم صلى الله عليه وآله، نفس هذا الكلام الشيخ الانصاري أين قاله؟ قاله في النبي الاكرم صلى الله عليه وآله ليس جديداً ومبنى انا اقوله، وان القدر المتيقن الذي لابد من تحقيقه لصدق عنوان الشيعي الامامي الاثنى عشري، هو الاعتقاد بأن ائمة اهل البيت مفترضوا الطاعة بشكل مطلق، فلا تجوز مخالفتهم في شيءٍ، فمن كان عارفاً بهم وبإمامتهم، يكون ملزماً بطاعتهم قولاً وفعلاً واعتقاداً وعملاً، ومن كان عارفاً بعصمتهم وملتفتاً لذلك، فهو ملزم بالاعتقاد بذلك، فإن أنكر عليهم عصمتهم بعد المعرفة والالتفات يكون خارجاً عن المذهب.

    واضح الان محل النزاع أين؟ تقول سيدنا هذه الدعوى التي هي أدنى مراتب التشيع هذه الدعوى لها شواهد في اصحاب الائمة في القرون الثلاثة الاولى أو ليست لها شواهد؟ قد يقول قائلٌ هذا تفسيرك انت، والشيخ المفيد والطوسي والمرتضى ومن قبلهم وبعدهم كانوا اقرب منك في هذه المسألة عندما اشترطوا في التشيع الاعتقاد بالعصمة، تفسيرهم في التشيع هو الأحق، الجواب انا اقف عند شخصيتين كبيرتين عاصرتا الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام لترى ماذا كان اعتقادهم في ائمة اهل البيت هل كان يتضمن العصمة بهم والاعتقاد بعصمتهم، أو لا يتضمن ذلك؟ مع ان الائمة صرحوا من شيعتنا، بل من خيار شيعتنا، بل من علماء شيعتنا مع انهم عندما يصرحون لا يوجد في كلامهم مسألة العصمة، هذا يكشف عن ماذا؟ يكشف عن أنّ التشيع لم يكن فيه قيدٌ وشرطٌ الاعتقاد بعصمتهم، نعم من اعتقد بعصمتهم فطوبى له وحسن مآب، انا لا اريد أن انفي يعني لا اريد أن اقول بشرط لا، ولكن اريد أن انفي بشرط شيء اريد اجعلها لا بشرط كما يقال.

    اقف عند شخصيتين: الشخصية الاولى هي شخصية ابان بن تغلب كما ورد في ترجمته انا انقل ذلك من المفيد التي هي خلاصة لمعجم رجال الحديث، لسيدنا الأستاذ السيد الخوئي هناك في الترجمة رقم 28 يقول ابان بن تغلب عظيم المنزلة في اصحابنا لقي علي بن الحسين وابا جعفر وأبا عبد الله وروى عنهم عليهم السلام، ثقة روى 130 رواية. هذا كلام السيد الخوئي قدس الله نفسه في ترجمة ابان.

    من هو ابان في كتاب الكشي؟ الكشي في ترجمة ابان رقم الفقرة 601-602-603-604 الرواية عن ابي عبد الله الصادق قال ذكرنا ابان بن تغلب عن ابي عبد الله قال رحمه الله أما والله لقد اوجع قلبي موت ابان، هذه قيمة ابان بن تغلب عند الائمة هذه رواية.

    رواية ثانية وهي رواية معتبرة السند أيضاً، قال قلت لابي عبد الله الصادق عن ابان بن تغلب، قال قلت لابي عبد الله اني اقعد في المسجد فيجيء الناس فيسألوني فإن لم اجبهم (الناس يعني من اهل السنة يعني من غير مواليكم) فإن لم أجبهم لم يقبلوا مني، يعني لابد أن اجيبهم على مبانيهم، واكره أن اجيبهم بقولك (لماذا يا ابان؟ باعتبار انهم يريدون قول علمائهم، وانا لا اريد أن انقل آرائكم وفتاواكم) وما جاء عنكم، فقال: لي انظر ما علمت انه من قولهم فأخبرهم بذلك.

    رواية ثالثة: عن ابان بن تغلب قال لي ابو عبد الله الصادق: جالس اهل المدينة فإني احب أن يروا (هذه رواية معتبرة وسابين سندها) في شيعتنا مثلك، اذن ابان كان من شيعتهم.

    الرواية معتبرة كما أشار اليها معجم الاحاديث المعتبرة لشيخ آصف المحسني المجلد الأول صفحة 115 يقنلها تحت ابان بن تغلب كتاب الرواة علم الرجال اول شخصية ابان بن تغلب إني احب أن يروا في شيعتنا مثلك.

    رواية ثالثة عن ابي عبد الله الصادق قال: كنت عند ابي عبد الله الصادق في خدمته فلما اردت أن افارقه ودّعته وقلت احب أن تزوّدني، قال، ائتي ابان بن تغلب فإنه قد سمع مني حديثاً كثيراً فما روى لك عني فأروِ عني، وثاقته الى هذا الحد.

    الى هنا هذه في كتب علماء الرجال عند مدرسة اهل البيت، تعالوا الى الرجل في كتاب اهل السنة، في سلسلة الاحاديث الصحيحة المجلد الرابع للعلامة الالباني، المجلد الرابع صفحة 217 يقول: قلت وأبان بن تغلب ثقةٌ احتجّ به مسلم، فهو من رجال مسلم، هذا مورد، وكذلك ما ورد عند الذهبي في ميزان الاعتدال المجلد الأول هذه الطبعة الموجودة عندي صفحة 49 وصفحة 50 يقول: ابان بن تغلب الكوفي شيعيٌ جَلدٌ، لكنه صدوقٌ، فلنا صدقه وعليه بدعته، باعتبار أنّه من الشيعة هو فصاحب بدعة، جيد لا توجد مشكلة، نحن أيضاً عندنا روايات بيني وبين الله نختلف معهم في الاعتقاد، وهذا هو تعبير الثقة في علم الرجال عندنا، ما معنى الثقة؟ يعني على غير اعتقاداتنا ولكنه صدوقٌ في قوله، يقول شيعيٌ جَلدٌ ولكنه صدوق، فلنا صدقه وعليه بدعته، ثم يبين يقول: البدعة على نحوين وابان بن تغلب كان صاحب بدعة مخفّف ليس صاحب بدعة شديدة، إن البعدة على ضربين فبدعة صغرى كغلو التشيع أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرقٌ، ثم بدعة كبرى كالرفض والحط على ابي بكر وعمر، هذه من البدعة الكبرى، الى أن يقول فالشيعي الغالي والغالي في زماننا الى آخره، فهو يعتقد أن هذا الرجل كان صاحب بدعة صغرى لا بدعة كبرى، يعني لم يكن ممن يلعن ويسب ويكفّر الشيخين، مع أن الائمة يعبرون عنه انه من شيعتهم.

    ما هو اعتقاد ابان بن تغلب في التشيع؟ وما هو تعريف التشيع عند أبان؟ هذه القضية مهمة جداً، أن ابان الذي هو ثقة جلدٌ صدوقٌ ومن اعيان اصحابنا نسأله، التشيع في زمان الامام السجاد والباقر والصادق ما هو؟ هذا كتاب رجال النجاشي صفحة 12، الرواية هذه عن عبد الرحمن بن حجاج قال كنا في مجلس ابان بن تغلب فجاءه شابٌ فقال يا ابا سعيد اخبرني كم شهد مع علي بن ابي طالب من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله؟ يعني عندما دخل المعارك في صفين وجمل وغيره هل كان معه من أصحاب رسول الله أم لم يكن؟ طبعاً من المئات أصحاب رسول الله كانوا مع الامام امير المؤمنين ولم يكن في الطرف الاخر الا بعدد الاصابع، فقال له أبان: كأنك تريد أن تعرف فضل عليٍ بمن تبعه من أصحاب رسول الله، فقال الرجل هو ذاك، فقال: والله ما عرفنا فضلهم الا باتباعهم إياه، إلى أن يقول: يا فلان أتدري من الشيعة؟ الشيعة الذين إذا اختلف الناس عن رسول الله صلى الله عليه وآله أخذوا بقول علي عليه السلام، واذا اختلف الناس عن عليٍ أخذوا بجعفر بن محمد الصادق عليهما أفضل الصلاة والسلام، أين العصمة؟ يعرف الشيعة، لو كان تعريف التشيع يتوقف على الاعتقاد بالعصمة لذكره ابان؛ لانه الان في مقام التعريف، والتعريف لابد أن يكون جامعاً ومانعاً، لا يمكن أن يقول هذه قضية مهملة، هذه ليست قضية مهمة يبين من التشيع؟ التشيع انه اذا اختلف الناس عن رسول الله فالحجية والطاعة وافتراض الطاعة لعلي، واذا اختلف الناس عن علي فالطاعة لجعفر بن محمد.

    الآن لماذا يقول لجعفر بن محمد عليهما افضل الصلاة والسلام؟ باعتبار أنه في زمانهما بعد ذلك لم يكن، والا لو كان في زمان الرضا قال اذا اختلف الناس عن الصادق فالقول قول علي بن موسى الرضا، اذا كان في زمان العسكري، كان يقول اذا اختلف الناس عن الرضا فالقول لمن؟ لانه هؤلاء يتكلمون عن منبعٍ واحد وهو الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله هذا هو الشاهد الأول.

    الشاهد الثاني: وهو عبد الله بن ابي يعفور وكما تعلمون من الشخصيات الكبيرة ثقة ثقة عين في المفيد من معجم رجال الحديث هناك في رقم الترجمة 6682 بحسب الطبعة و6680 بحسب طبعة أخرى و6691 بحسب طبعة ثالث يقول عبد الله بن ابي يعفور واسمه فلان يكنى أبا محمد ثقةٌ ثقةٌ من اصحاب الصادق.

    وعن بن شهر آشوب انه من خواص الامام الصادق عليه افضل الصلاة والسلام طبعاً الكشي أيضاً كذلك أشار الى ترجمته في صفحة 261 الرواية مفصلة الرواية يطيع هناك الرواية كان ابو عبد الله يقول ما وجد احداً يقبل وصيتي ويطيع امري الا عبد الله ابي يعفور.

    الرواية الأخرى: ابي معفور ثقة.

    الرواية ثالثة ورابعة وخامسة روايات كثيرة منها هذه الرواية قال كتب ابو عبد الله الى مفضل ابن عمر الجعفي حين مضى عبد الله ابي يعفور يا مفضل عهد اليك عهدي كان الى عبد الله ابي يعفور فمضى صلوات الله عليه موفياً لله عزّ وجل ولرسوله ولامامه بالعهد المعهود لله الامام يعرف ابن ابي يعفور بهذه الطريقة وقبض صلوات الله على روحه محمود الاثر مشكور السعي مغفور له مرحوم برضى الله ورسوله وامامه عنه.

    السؤال: هذا الرجل وقع بينه وبين معل ابن خنيس اختلاف انه ما هي مقامات الائمة بينه وبين المعلى بن خنيس يوجد بحثٌ مفصل فيه توجد رسالة قيمة تحت عنوان المعلى ابن خنيس شهادته ووثاقته ومسنده اعداد ودراسة الشيخ حسين الساعدي (الاخوة العراقيين يعرفونه هو غير معمم ولكنه من خيرة المحققين في علم الرجال والان منشغل في العراق هو من افضل تلامذتي في علم الرجال هذا تربى عندي قبل 18-20 سنة و25 سنة وهو عندما بعث الي نسخة منقول بأنه الى من علمني وهذه بعض ثمار اعمالي راجياً النظر فيه صحيح أو لا هذه الرسالة كثيرة قيمة لانه فيه مسائل كثيرة) هناك في صفحة 98 هكذا ينتهي يقول اشتهر بين المتأخرين استناداً الى الروايات الصحيحة السند التي يستفاد منها المدح والوثاقة منها ما نقل عن الامام انه وصفه انه من اولي الالباب ومنها قوله مرحباً مرحباً بكم وجوهاً تحبنا ونحبها جعلكم الله منا في الدنيا والاخرة الى أن يقول بأنه فتبقى الروايات المادحة بلا معارض فتثبت بها وثاقته وعلو شأنه هذا معلى ابن خنيس الان المشكلة أين؟ المشكلة انه وقع نزاعٌ بين ابي يعفور ومعلى ابن خنيس في مقامات الائمة، ابن ابي يعفور اتضح مقامه انه مرضيٌ عنه ومعلى ابن خنيس اتضح انه اولاً من خدام الامام يعني من الذين كان يخدمون في بيت الامام فقال ابن ابي يعفور الاوصياء (يعني الذين اوصى بهم رسول الله صلى الله عليه وآله) علماء ابرار واتقياء، يوجد فيها عصمة في هذه الجملة؟ أما خنيس ماذا قال؟

    قال ابن خنيس الاوصياء انبياء هنا جملة من المعلقين يقولون بلا اشكال انه ليس مقصود المعلى ابن خنيس يعني هؤلاء ثابت لهم النبوة الاصطلاحية والا كيف يمكن أن يكون موثوقاً ومن موالي الائمة وهو مرحباً بهم مراده مقامهم مقام الانبياء يعني العصمة الثابتة للانبياء ثابتة للائمة اذن النزاع في أي شيء؟

    من هذا ايضاً يفهم انه ابن ابي يعفور كان يعتقد بالعصمة أو لا يعتقد بالعصمة؟ لا يعتقد بالعصمة، الاوصياء انبياء قال فدخلى على ابي عبد الله الصادق قال فلما استقر مجلسهما قال فبدأهما ابو عبد الله فقال يا عبد الله ابرأ ممن قال انا انبياء يعني القول قول عبد الله ابي يعفور اذن الى هنا انتهينا الى هذه النتيجة وطبعاً هذا المعنى بشكل واضح اتى في كلمات اللاحقين وتتذكرون الشهيد الثاني ماذا قال في رسالة الايمان؟

    قال إن الذي كان بالقرون الثلاثة الاولى لا توجد أي اثر لمسألة العصمة بعد ذلك أشار السيد بحر العلوم واشرنا اليه مراراً وتكراراً المجلد الثالث في صفحة 220 قال وادعى انه احتمل الاكتفاء في الايمان بالتصديق بإمامة الائمة والاعتقاد بفرض طاعتهم وان خلى عن التصديق بالعصمة عن الخطأ يقول كان الاصحاب في القرون الثلاثة الاولى يعتقدون انه علماء ابرار هذه عبارة عبد الله ابي يعفور افترض الله طاعتهم مع عدم اعتقادهم العصمة فيهم لا يوجد عندنا دليل انه خواص الائمة كانوا يعتقدون بعصمتهم والسيد بحر العلوم يعلق على ذلك ماذا يقول؟ يقول نعم هذا الكلام دقيقٌ في القرون الثلاثة ولكن بعد ذلك ماذا صار؟ تبدلت المسألة وكلامه رحمه الله (يعني الشهيد الثاني) وان كان مطلقا لكن يجب تنزيله على تلك الاعصار التي يحتمل فيها ذاك دون ما بعدها في الازمنة فإن الامر قد بلغ فيها حد الضرورة قطعاً الذي سابقاً قلنا أن هذه ضرورات مذهبية أو ضرورات علمائية؟ هذه ضرورات علمائية من يعتقد بهذه الضرورة فاليعمل بها أما من لم يعتقد يخرج عن المذهب ما هو دليل خروجه عن المذهب؟

    ولذا قرأنا نفس هذا الكلام اخيراً قرأناه مفصلاً عن الشيخ الانصاري في كتاب الرسائل ومن هنا تتضح عبارة الشيخ آصف محسني التي أيضاً اشرنا اليها مراراً في مشرعة البحار صفحة 451 الجزء الأول يقول الى زمان الصدوق والمرتضى والطوسي لم تكن مسألة العصمة بهذا المعنى الذي عندنا ثم جاء الصدوق والمرتضى والطوسي فذكروا براهين فنية على عصمة الامام يعني قبل ذلك كانت توجد أو لا توجد؟

    جيد الشيخ الصدوق كان معتقد جيد وانت أيضاً تريد أن تعتقد جيد ولكن ليس من حقك أن تقول من لم يعتقد فقد خرج عن المذهب لانه لم يثبت أن هذه من ضرورة المذهب الذي ثبت من ضرورة المذهب هو الاعتقاد بفرض طاعتهم فاشتهرت بين الشيعة فجاء بعدهم علماء آخرون اكدوا عليها منهم العلامة المؤلف العلامة المجلسي فكان كلامه نفوذاً فاصحبت من المسلمات والا قبل ذلك ليست كذلك والعجيب انه اساساً الشيخ المفيد يصرح بهذا يقول جملة من مشيخة علماء قم من كبار الشيعة لم يكونوا يعتقدون بعصمة الائمة، الشيخ المفيد يقول هذا أشار اليه في تصحيح اعتقادات الامامية في صفحة 135 يقول فأما نص ابي جعفر بالغلو على من نسب مشايخ القميين وعلمائهم الى التقصير فليس نسبة هؤلاء القوم الى التقصير علامة على غلو الناس اذ في جلمة المشار اليهم بالشيخوخة والعلم يعني كان من مشايخ القميين ومن علماء مدرسة قم اذن في جملة المشار اليهم بالشيخوخة والعلم من كان مقصرا لماذا؟ يقول لانه لم يكونوا يعتقدون بعصمة الائمة ولكن كان من المشايخ ومن العلماء ماذا كان يقولون؟ كان ورأينا من يقول كانوا يلتجؤون في حكم الشريعة الى الرأي والضنون يعني الائمة سلام الله عليهم يفتون بآرائهم يعني يجتهدون تقول يعني اذا كان الامر كذلك من حقي أن اخالف؟

    الجواب: كلا لان المعصوم أمر ماذا؟ كما أن الامام المعصوم الثاني عشر أو الامام الثاني عشر امرنا بطاعة الفقهاء ورواة الحديث مطلقاً ورواة الحديث امرنا بطاعتهم مع علمنا انهم يخطؤون أو لا يخطؤون؟ نعم يخطؤون وليس لهم العصمة ولكن تجب طاعتهم مطلقاً الا اذا صرت مجتهداً ذاك بحث آخر، اذن الائمة مفترض طاعتهم ولا يحق لي أن اجتهد في قبال ما يقولون اقول انت تجتهد فانا لا المعصوم قال لي يعني النبي الاكرم قال لي تجب طاعتهم مطلقاً سواءً ثبتت لهم العصمة ام لم تثبت هذه اهم مسألة اتصور بناءاً عليها سوف نعطي قراءة جديدة لمفهوم التشيع ومفهوم التشيع يأخذ قرائة جديدة هذا الذي بعد ما هي آثاره لعله في مكان آخر.

    والحمد لله رب العالمين.

    12 ربيع الأول 1436

    • تاريخ النشر : 2015/01/03
    • مرات التنزيل : 1846

  • جديد المرئيات