نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (40)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    انتهينا الى الاصل الاخير من هذه الاصول التي قلنا أن القرآن الكريم أشار الى بعضها فيما يتعلق بمناهج واساليب الدعوة الى الله ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن.

    الاصل الاخير الذي انشاء الله سينتهي البحث به من هذا الصنف وهو الاستدلال بالحكمة لاثبات الحجية بالسنة وهو انه ما هي اهم الاساليب التي أشار اليها القرآن للدفاع عن الاعتقادات والاصول العقدية التي نؤمن بها عند الاحتجاج والمحاورة مع الاخر قلنا مراراً أن الاخر ليس المراد منه الاخر الشيعي بل الاخر الشيعي والسني والمسيحي واليهودي والبوذي وكل من يخالفك بالاعتقاد افترضوا اننا تعلمون في عصر الاتصالات وفي عصر العولمة نحن الان في محاججات شئنا ام ابينا وفي جدالٍ شئنا ام ابينا وفي بحثٍ كلٌ يحاول أن يجد ثغرة في عقيدة الاخر وان يجد طريقاً لابطال مقولات الاخر في هذا المجال ماذا يقول القرآن الكريم وما هو الأسلوب الذي يأمر القرآن به ويرتضيه في مقام الجدال والمحاججة والمخاصمة والاحتجاج على الاخر لا اقل عندما راجعت القرآن الكريم وجدت أن القرآن يشير في آيتين الى ذلك الاية الاولى في سورة المؤمنون في الاية 96 قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ الان سوف اعرف ما معنى من ادفع وما هو المراد من الدفع والدفاع، اذن الدفاع عن الاعتقادات في مقام المجادلة وفي مقام المخاصمة والمحاججة لابد أن يكون بأي طريق؟ بالتي هي احسن.

    الاية الثانية في سورة فصلت الاية 34 قال: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، عندنا في القرآن الكريم بأن دفع الله الناس ذاك بحث آخر ولكنه هنا تصريح بان الدفع والدفاع في مقام المحاججة والمخاصمة والاحتجاج والجدال لابد أن يكون بالتي هي احسن، السؤال: ما هو المراد من الدفع؟ مرة أخرى تعالوا معنى الى المعجم في لغة القرآن وسر بلاغته، هناك في المجلد التاسع عشر في صفحة 721 ما هو الدفع قال الراغب (طبعاً كثير من كلماتهم بإمكانكم أن تراجعون الى كلمات اللغويين يقول النصوص اللغوية يقول هذا دفع ستة مراة عشر دفعات مكية وستة مدنية في ثمان سور اربع مكية واربعة مدنية، نحن اشرنا الى سورتين يعني الى سورة مؤمنون وسورة فصلت ماذا يقول الراغب؟

     يقول الدفع اذا عندي بالى دفع الى اقتضي مع الاناء يناوله شيء نحو قوله فادفعوا اليهم اموالهم يعني اعطوهم اموالهم واذا عدي بعن اقتضى معنى الحماية انه تريد أن تحمي ما عندك من مال من عرض من عقيدة من أي شيء كان، نحو قوله أن الله يدافع عن الذين آمنوا هذا ما يقول الراغب وكذلك ما يقوله في مجمع اللغة يقول دفع اليه كذا اعطاه اياه ودفع عن حرمه أو ماله حماها أو عن عقيدة يحمي عقيدته انه أي ثغرة ونقص وتجاوز والى غير ذلك هذه هم في مجمع اللغة وكذلك ما قاله العلامة المصطفوي في تحقيق كلمات القرآن هناك يقول في مادة دفع والتحقيق أن الاصل الواحد في هذه المادة هو المنع أن تمنع شيئاً، إمّا أن تمنعه عن مالك تمنعه عن عرضك تمنعه عن عقيدتك تمنعه عن بيتك أي شيء فيه المنع هو ماذا؟ هو يؤخذ فيه الدفع وهذا المفهوم الواحد وهو المنع يضاف اليه معاني الهيأت والحروف المنظمة فتتغير خصوصيات المعنى في الجميع معنى واحد وهو المنع ولكنه اذا صار بإلى معنى واذا صار بعن له معنى اذا صار كذا وهكذا ولهذا قال باضافة الهيئات والحروف المنظمة تتغير ولكن الاصل محفوظ فيقال دفعته أي منعته دافعته الى آخره هذه مادة الدفع .

    اذن ادفع بالتي هي احسن يعني ما معنى ادفع بالتي هي احسن؟ يعني يجب عليه اذا اردت أن تحمي ما عندك من عقيدة مال حرمات عرض لابد أن يكون الدفع بأي طريق؟ بالتي هي احسن ولذا تجدون السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه في الميزان المجلد الثاني عشر صفحة 371 في ذيل هذه الاية المباركة من سورة النحل وهي ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسن وجادلهم بالتي هي احسن يقول هذه الثالثة ما مربوطة بالدعوة الى سبيل الرب ولكنه مربوطة بالدفاع يقول تارتاً أن الدعوى كيف ادعوا الى سبيلنا الى ما نعتقده الدعوة تكون إمّا بالحكمة وإمّا بالموعظة الحسنة ولكن الجدال بالتي هي احسن ما مرتبطة بالدعوة وانما مرتبطة بالدفاع عن العقيدة ولهذا قال فقد امر بالدعوة باحد هذه الامور فهي انحاء من الدعوة وطرقها وان كان الجدال لا يعد دعوة يعني الجدال بالتي هي احسن ما مرتبطة بالدعوة وانما مرتبطة بالدفاع ولهذا الاية القرآنية قالت ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ في سورة مؤمنون وفي سورة فصلت، سؤال: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ولكنه هناك عندنا في آيات متعددة وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ من هنا نستكشف أن الدفع والدفاع مرتبطٌ بالمقام المجادلة لانه في آية سورة النحل قالت وجادلهم بالتي هي احسن جادلوا اهل الكتاب بالتي هي احسن.

    اذن يتبين هذا الدفع مرتبط بأي مقام؟ بمقام المجادلة بمقام المحاججة بمقام المخاصمة ليس بمقام الدعوى هذا الذي الان موجود في الفضائية موجود في المواقع وفي الكتب ليست الكتب كلها مكتوبة الى الدعوة الى الحق وانما مكتوبة كثير منها لأي شيء؟ للاحتجاج يعني كتاب الغدير للعلامة الاميني مكتوبة للدعوة الى الحق؟ لا ابدا مكتوب للاحتجاج على من انكر امير المؤمنين في خلافة السياسية، المراجعات ما مكتوبة؟ العقبات ماذا مكتوبة، ليست مكتوبة للدعوة مكتوبة للاحتجاج للجدال للمخاصمة للمغالبة نعم نريد أن نغلب ما عندنا على ما عند الاخرين وهم يريدون أن يغلبون ما عندهم على ما عندنا ولهذا تعبير الراغب في المفردات العبارة دقيقة يقول: الجدال والمفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة ما هو الجدال؟ هي المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة.

    ولهذا نرجع الى المعجم في فقه لغة القرآن واقعاً كتابٌ غني ويستفاد منه كثيراً هناك في المجلد التاسع في صفحة 156 في مادة جدل الذي هو أيضاً بامكانكم أن تراجعون المادة جدل يقول وردت في القرآن 17 مرة و17 لفظة 29 مرة 18 مكية و11 مدنية في 16 سورة و10 مكية و6 مدنية هناك يقول الطوسي عن الجدل والمجادلة قال المقابل بما يقبل الخصم من مذهبه بالحجة أو شبهها وهي من الجدل لغة لشدة الفتل ويقال للصغر اجدل لانه اشد الطير والفرق بين الجدال والحجاج المجادلة والمحاججة أن المطلوب بالحجاج ظهور الحجة والمطلوب بالجدال الظهور عن المذهب يعني أن ترجعه من مذهبه الى ما تعتقده وهو الظهور كذا والمراء مذموم لانه كذا الراغب ماذا يقول كما قلنا؟ المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة.

    الفيومي ماذا يقول؟ يقول جدل من باب تعب اذا اشتدت خصومته وجادلة وجدالاً اذا خاصم بما يشغل عن ظهور الحق ووضوح الصواب اصلا انما يجادل على يصرفك عن الحق التي تعتقده به، في مجمع اللغة ماذا يقول؟ يقول والجدل المنازعة في الرأي الى آخره وبامكانكم أن تراجعون هذا البحث كثير قيم والمصطفوي نفس الكلام يقول الاصل الواحد في هذه المادة هو الاستحكام سواء في الكلام أو في غيره والمجادلة تدل على ادامة الجدل وتطلق في الغالب على تحكيم الكلام وادامته في مقام الخصومة والغلبة على الطرف المقابل الى آخره.

    اذن الى هنا اتضح ما معنى الدفاع قلنا الدفاع في مقام المجادلة ما معنى الجدال؟ قلنا في مقام المخاصمة والمنازعة ونحو ذلك هذه مقدمة الان ما هو المراد بالتي هي احسن لانه بعد اتضح وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ جادلوا اهل الكتاب بالتي هي احسن، ادفع بالتي هي احسن، ما هو المراد بالتي هي احسن؟

    وجدت افضل من أشار الى هذه النكتة السيد الطباطبائي في الميزان المجلد الثاني عشر في صفحة 373 ثم أن في قوله بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن يقول عجيب الاية المباركة عندما وصلت الى الموعظة قالت الموعظة الحسنة يعني هذا أن من الموعظة ليس بحسن ومن الموعظة ما هو حسنٌ المسموح به أي موعظة قرآنياً؟ منهج القرآن في الموعظة ما هو؟ ليس الموعظة غير الحسنة الموعظة السيأت لا ليست مسموح ابدا الغاية لا تبرر الوطسيلة المنطق الميكيافيلي غير مطلوب في القرآن على الاطلاق تقول انا اوصله الى الجنة وان كان عن طريق الموعظة السيئة، مولانا غاية الجنة يقول حتى لو كان غايته ايصال الى الحق والجنة ولكن ليس من حقك أن تستعمل الموعظة السيئة.

    الان ليس بحثنا في الموعظة ذيك من سبل الدعوة، الان في الدفاع يقول الا انه عندما جاء الى الجدال قسمها الى ثلاثة اقسام، الجدال بالتي هي احسن، الجدال بالذي هو حسن، الجدال بالذي هو لا احسن ولا حسنٌ ما هو؟ الآن إمّا ليس بحسن وان لم يكن سيئاً وإمّا سيئاً وإمّا اسوأ يقول كل افراد الجدال رفضه القرآن الا الجدال بالتي هي احسن حتى الحسن مطلوب قرآنياً أو ليس مطلوب؟ غير مطلوب قرآنياً ولذا قال والمجادلة منقسمة على حسنة وغير حسنة ثم الحسنة الى التي هي احسن وغيرها والمأذون فيها منها التي هي احسن هذا هو المطلوب ولا يصبح ماذا؟

    المهم هذا المنطق القرآني ويقول انه اذا دخلت في حجاج وخصومة ومحاجة ومجادلة التي ما اكثرها في هذه الايام على الفضائيات على القنوات على المواقع على الكتب على المنابر ما من متكلم والا يدخل في مسألة الاحتجاج والمجادلة والمخاصمة والى غير ذلك فقط المسموح به قرآنياً بالتي هي احسن وانشاء الله تعالى في آخر المطاف عند ذلك تقول سيدنا ماذا تقول في هذه الروايات الواردة في اصول الكافي وواردة في غيرها التي قالت العنهم وسبهم وشتمهم وباهتهم واتهمهم واستغبهم بعد ينسجم مع القرآن الكريم أو لا ينسجم مع الزائد؟ لا ينسجم اذن كلها يضرب بها عرض الجدال أو يرجع في علمها الى اهلها اذا لم نفهم؟ واضح عندما انا اصر على مسألة اسلام محورية القرآن هذا الذي اريد أن اقوله.

    تقول سيدنا اذن ماذا نفعل بالروايات التي قالت باهتوهم اتهموهم استغيبوهم لا حرمة عليهم الجواب: هذا مخالف مع القرآن أو موافق مع القرآن؟ القرآن يقول وجادلهم بالتي هي احسن الا أن يأتي قائل ويقول ومن الجدال التي هي احسن أن نلعن آبائهم وامهاتهم ونتهمهم بالزنا بعد انا لا استطيع أن افهمها لغة بشر أو لغة بهائم انا لا اعلمها واضح صار.

    سؤال مهم فإن قلت لعله القرآن الكريم انما قال وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ لعله في مقابل أيضاً هو بما يجادلك بالاحسن أو بالحسن من قبيل ما ورد في سورة النساء الاية 86 من سورة النساء لانه البعض هكذا اجاب قال هذه الاية لا تقول لنا مطلقا وانما تقول في مقابل وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا اذا كانت الطرف الاخر في مقام المحاججة يأتي بالتي هي احسن أو بالذي هو حسن، نحن من باب المقابلة بالمثل ماذا نفعل؟ أيضاً نجادلهم بالتي هي احسن وبالذي هو حسن ونحو ذلك أمّا اذا هو اساء نص القرآن الكريم ماذا يقول؟ فاعتدوا عليهم بمثل ما اعتدوا عليك اذا اساء انت ماذا تفعل له؟ اسأله وهم يعتقدون واي اساءة اكبر من ظلم حق محمد وآل محمد اذن هم اساؤوا أيضاً هم ماذا في مقام المحاججة ماذا نفعل؟ نسيء اليه انا اقول هذا حتى يتضح بأن الطرف آخر يستدل يقول القرآن الكريم هذا هم قال وذاك هم قال صحيح.

    الجواب: هذا خلاف صريح القرآن الكريم نأتي الى سورة المؤمنون الاية التي قرأناها قال ادفع بالتي هي احسن مفعول ادفع ما هو؟ السيئة ليس اذا كان اسلوبه حسن أو احسن انت عامله باسلوب حسن أو احسن لا في مقابل اساءته لابد أن يكون اسلوبك حسنا أو احسن ادفع السيئة بالتي هي احسن والاية هي هكذا ادفع بالتي هي احسن السيئة والسيئة مفعول ادفع، ادفع السيئة بالتي هي احسن هذه الاية الاولى.

    الاية الثانية التي هي قريباً منها وهي في سورة فصلت الاية 34 قالت: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ يعني ادفع بالتي هي احسن ماذا؟ بالحسنة أو السيئة؟

    الآن هذه ما اريد أن اقول وضوحها بوضوح ولكنه بتلك الاية أيضاً واضح أيضاً ادفع السيئة بالتي هي احسن اذن ادفع بالتي هي احسن السيئة وهذه أيضاً كذلك وهو انه ادفع ولا تستوي الحسنة ولا السيئة اولا بينت الكبرى أن الانسان لا يمكن أن يقول أن الحسنة مساوية للسيئة ابدا لا يوجد عاقل يستطيع أن يقول أن الحسنة تساوي السيئة والسيئة تساوي الحسن يعني الدفع بايهما حصل ما هو فهو مطلوب لا ابدا ادفع بالتي هي احسن.

    ولذا في ذيل هذه الاية هذا التفسير اليومين وصل الينا وهو التفسير القرآني للقرآن لعبد الكريم الخطيب التفسير القرآني للقرآن يقع 16 مجلد في ذيل هذه الاية عنده بيانات جيدة يقول وقوله تعالى ادفع بالتي هي احسن أي رد السيئة بالتي هي احسن من أين استفاد السيئة؟ من صدر الاية ومن ورد في سورة المؤمنون وهي الاحسان في مقابل الاسائة فانه قرآنيا فان من حق الانسان اذا اسيئ اليه أن يرد السيئة بالسيئة كما يقول تعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها ثم يعقب ذلك بقوله فمن عفى واصلح فأجره على الله نعم انت من حقك أن ترد السيئة بالسيئة ولكنه المنطق القرآني ما هو؟ أن ترد السيئة بالسية أو السيئة بالحسن والاحسان أي منهما ولكنه عندما قال وجزاء سيئة سيئة مثلها هذا بمثابة ماذا؟

    مباشرة قال ومن عفى واصلح فاجره على الله فرد السيئة بمثلها ليس حسناً وان كان منطقاً قرآنياً هذا بعد في محله والعفو عن السيئة حسنٌ واحسن من هذا الحسن يعني من العفو أن ترد السيئة بالحسنة فهذه درجات ثلاث وهو أن ترد السيئة بالسيئة أن تعفوا من اساء اليك أن تحسن عن من اساء اليك ولهذا يقول أن الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله قال والشاهد على ذلك انه فعلى كل خطوة من خطواته الشريفة على طريق دعوته يقوم شاهد يحدث باحسان الرسول الكريم الى من يسيئون اليه ويؤذونه وحسبنا أن نذكر هنا موقفه في احد وقد اثخذنه المشركون جراحاً لما زاد صلوات الله وسلامه عليه على أن قال اللهم اهدي قومي فانهم لا يعلمون هذا منطق الرسالة هذا ولقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة هذا منطق الرسالة هذا منطق القرآن ولهذا قالت عائشة كانت منطقه بل كان خلقه القرآن كان هو القرآن واقعاً هذا القرآن الناطق ليس فيه سندٌ صحيح وانا القرآن الناطق وكذا ولكن هذه الرواية فيه سندٌ معتبر وصحيح وانه رسول الله هو القرآن وليس فقط كان ناطقاً باسم القرآن كان هو القرآن سلوكاً وعملاً وكل شيء من هنا يأتي هذا السؤالين الاخرين من الذي يستطيع أن يقوم بهذا المقام يعني السنا قلنا السيئة بمثلها العفو عند السيئة عمن أساء اليك والاحسان عما أساء اليك القرآن الكريم صريحٌ في هذا المعنى قال وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حض عظيم هذا مقام من في القرآن؟ أن يريد السيئة لا فقط يعفو ويردها بالذي هو احسن بل يردها بالتي هي احسن هذا مقام من؟ مقام الصابرين في القرآن هذا منطق القرآن وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ

    يوجد بيان قيم في ذيل هذه الاية المباركة أشار اليه العلامة الالوسي في ذيل هذه الاية المجلد 24 في صفحة 190 يقول ولاوحد لاهل عصره (الآن العلامة الالوسي يمدح شخص بهذه الطريقة كم معتقد به هو) الذي بخل الزمان أن يأتي بمثله، من هو واقعاً أنا لأول مرة اسمع به ولعله هو من الأعلام ولا اعرفه صالح أفندي يقول صاحب كتاب كاتب ديوان الانشاء في الحدباء في هذه الآية عبارة مختصرة يقول في ذيل هذه الآية ذكر صاحب ديوان الانشاء في الحداباء عبارة وعبارة جداً مختصرة وجداً غامضة يقول التزم الدقة فيها وهي قوله وما يلقاها إلا الذين الصبروا وما يلقاها إلا لذو حظ عظيم، هذا بيان صالح أفندي في سطرين قال يمكن أن يؤخذ من الأول ما هو من أول الأول للثاني للاتفاق فيتحقق الاشرف بعد اعطاء المقام حقه فيتحقق الحابس انه مجدود فيقف عند الحد المحدود واقعاً العبارة مكتوبة باللغة العربية ولكنه مضمونها سكريتي واقعاً ماذا المقصود من هذه الجملة! هو ماذا يقول؟ يقول أنا اشرحها لك العلامة الالوسي وأراد والله تعالى اعلم انه يمكن أن يؤخذ من الأول مراد من الأول يقول وما يلقاها إلا الذين صبروا هذا هو المراد من الأول أي قوله تعالى وما يلقاها إلا الذين صبروا لا الثاني أي ما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ماذا يؤخذ؟

    قال ما أي شكل من إشكال القياس ضروب القياس من الشكل الأول الأربعة وهو قياسٌ منه مركبٌ من موجبتين كليتين تتذكرون قلنا من الشكل الأول من القياس قلنا الصغرى موجبة والكبرى كلية صغرى موجبة كلية كانت أو جزئية والكبرى كلية موجبة كانت أو يقول هنا الصغرى موجبة كلية والكبرى موجبة كلية وهذا هو من الضروب الأربعة من الشكل الأول الآن طبق عليه وعلى المقام قال فينتج كل صابرٍ هو الذي يلقاها لأنه قال وما يلقاها إلا الذين صبروا هذه الآن نفي إثبات ترجع إلى موجبة كلية يعني كل صابر هو الذي يلقا يعني انه يجعل أو يقابل الإساءة بالإحسان كل صابرٍ هو الذي يلقاها الشكل الأول الصغرى لابد ماذا؟ يعني المحمول في الصغرى يأتي يصير موضوع في الكبرى وكل من يلقاها (إلي هو الثاني) فهو ذو حظ عظيم ينتج كل صابر هو ذو حظ عظيم هذا هم استفادة هذا صالح أفندي من هذه الآية المباركة.

    ما هي أهم النتائج المترتبة على ذلك القرار؟ يقول أنت همك من الجدال والمخاصمة والمغالبة والاحتجاج كله ما هو؟ واقعاً أن تأتي بالطرف الآخر إليك هي ليس إبراز العضلات وابراز العضلات ليس فيه قيمة هو المهم أن تلين قلبه لكي تفتح قلبه لقبول ما تعتقده أنت لا اقل هذا يعني هذا الجدار الذي بينك وبينه يتلين يفتح فيه ثغرة لا اقل يستمع إليك ما هي أهم الآثار؟ صريح القرآن الكريم قال فإذا الذي بينك وبينه عداوة ليس فقط مخاصمة وجدال واحد يحب الآخر ويختار لا احد هنا عدواً للآخر فالذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌ حميم وهذا نص قرآني وهذا ليس نقل بالمعنى ولا فهم الراوي هذا نص الهي نزل به الروح الامين على قلبك .

    إذن بيني وبين الله نحن بصدد أن الآخر يستمع إلي قلب لعله الحق عندي تتذكرون في الأصل الأول قلنا أنا أو إياكم لعلى هدى يعني لعله الطرف الآخر يحتمل الحق عندي وهذا القدر سوف يفتح افق وذهنه حتى يستمع مني ولهذا هنا توجد عبارة قيمة جدوا قيمة بهذا التفسير المعروف في الأسواق بتفسير ابن عربي الذي مراراً قلنا هذا التفسير ليس لابن عربي هذا للكاشاني هذا التفسير الموجود في الأسواق تحت عنوان تفسير القرآن الكريم للشيخ الأكبر العارف بالله ابن عربي تحقيق الدكتور مصطفى غالب هذا لعبد الرزاق الكاشاني وعبد الرزاق الكاشاني الذي هو تلميذ القونوي والذي محمود القيصري شارح الفصوص تلميذ الكاشاني هذا التفسير له وشواهد كثيرة توجد في ذيل هذه الآية المباركة يقول ولا تستوي الحسنة والسيئة لكون الأولى الحسنة من مقام القلب تجر صاحبها إلى الجنة ومصاحبة الملائكة والثانية من مقام النفس تجر صاحبها إلى النار ومقارنة الشياطين ادفع بالتي هي أحسن إذا امكنك دفع السيئة من عدوك بالحسنة التي هي أحسن إلى أن يقول فإن السيئة لا تندفع بالسيئة أبداً لا تزيد إلا خصاماً وإلا جدالاً وإلا عداوة أنا ما أتصور أن تشتمني وان أشتمك يزيد المحبة فيما بيننا ومحال هذا أن تلعنني وألعنك يزيد المحبة فيما بيننا أن تكفرني واكفرك يزيد المحبة فيما بينهم ولهذا يقول فإن السيئة لا تندفع بالسيئة بل تزيد وتعلوا ارتفاع النار بالحطب واقعاً كذلك سالكاً طريق النار إلى آخره بودي صفحة كثير قيمة أبحاث أخلاقية واختم بحثي والآية التي بعدها.

    الآن نريد نطبق قاعدة علم المناسبات والآية التي بعدها مباشرتاً قالت وأما ينزغنك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم، ماذا علاقته ب ولا تستوي التي هي أحسن أو ادفع بالتي هي أحسن وما يلقاها إلا الذين صبروا ظاهراً توجد علاقة أو لا توجد علاقة؟ لا توجد علاقة أبداً ظاهرها لا توجد أين علم المناسبات الذي وقفنا عنده فيما سبق جيداً قلنا انه لابد من وجود مناسباً لا فقط بين الآيات بل بين جمل آية واحدة هنا أيضاً وجدت بأنه فقط لعله الآخرين أشاروا أنا لم أجد وهو انه عبد الكريم الخطيب يشير إلى نكتة المناسبة بين هذه الآية وبين الآيات التي سبقتها المجلد الثاني عشر صفحة 1321 وهذا يكشف انه أيضاً المعجم في فقه لغة القرآن أيضاً لا يكفي لأنه أنا راجعت القرآن نظرت إلى هذه المناسبة ومناسبة لأنه هو فقط يبحث الآيات المرتبطة بالبحث أمّا الآية السابقة واللاحقة لا يبحثها ومن هنا نقص يوجد فيه لأنه علم المناسبات جدوا مهم لفهم الآيات المباركة قال ومناسبة الآية لما قبلها أي آية؟ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ

    ومناسبة الآية لما قبلها أن الآية السابقة دعت إلى دفع السيئة بالحسنة الآية السابقة هذه كانت ادفع بالتي هي أحسن وانه لن يقوم بالوفاء بهذه الدعوة إلا من كان على درجة عالية من وثاقة الإيمان وقوة العزيمة يعني وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ هنا مباشرتاً قال: يقول يدخل الشيطان على الإنسان الصابر على الإنسان المؤمن حتى ماذا يفعل له؟ يقول لا جاب السيئة بالسيئة وهذا هو الذي ينسجم مع طبع الإنسان مع عندما يسيء لك الطرف آخر مباشرتاً ماذا تريد أن تسيء إليه يقول للشيطان هنا مدخلٌ يدخل بها على من يجمع أمره على دفع السيئة بالحسنة فيكون له نخسان وأما ينزغنك يخس بها في صدر المؤمن كي يخرج به عن هذا الموقف الكريم موقف الإيمان الصحيح والصابرين وهنا لا يكون للمؤمن كي يرد كيد الشيطان ويخزيه إلا أن يستعين بالله منه فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ فالاستعاذة بالله من الشيطان خزي للشيطان ودحر له إذ يرى المؤمن وقد دخل في هذا الحما حمى الله إذ ينال فيرتد مذموماً مدحورا.

    إذن تبين إلى هنا أن هذه الآية المباركة كثيرة نكتة مهمة قالت انه من قابل السيئة بالسيئة فقد اصابه نزغٌ من الشيطان لان المنطق القرآني ما هو؟ أن يقابل السيئة إمّا بالعفو وإمّا بالتي هي أحسن أمّا إذا قابل السيئة بالسيئة فقد اصابه وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ تقول ماذا نفعل في الآية التي قالت وجزاء سيئة إذن تبين ليس مطلق تلك الآية وإنما هي مقيدة بمورد خاص عندما لا نجد طريقاً إلا هذا.

    والحمد لله رب العالمين.

    3 ربيع الثاني 1436

    • تاريخ النشر : 2015/01/25
    • مرات التنزيل : 1617

  • جديد المرئيات