نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (41)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    هذا تمام الكلام في الطائفة الثالثة التي استدل بها على حجية السنة بالمعنى الاصولي وهي الطائفة التي تحدثت عن أن الله سبحانه وتعالى قال لنبيه ويعلمهم الكتاب والحكمة حيث قال البعض أن المراد من الحكمة هي السنة وحجية السنة بالمعنى الاصولي ومما تقدم اتضح بأنه هذه الاية المباركة إمّا أن يقال انها اجنبية عن محل الكلام لا علاقة لها بالنسة بالمعنى الاصولي لان قلنا أن السنة بالمعنى الاصولي يعني حجية قول النبي أو فعل النبي أو تقرير النبي من غير أن يكون قرآنا والا اذا ورد في القرآن فالحجية لما ورد في القرآن بعد لا نحتاج الى السنة والسنة ما صدر من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ لم يكن قرآنا هذا هو معنى السنة بحسب الاصطلاح الاصولي فهنا نقول إمّا أن هذه الايات التي تكلمت عن الحكمة اجنبية عن مسألة السنة بالمعنى الاصولي، وإمّا أن نقول بأنه اساساً لا يمكن أن يكون دليلاً محكماً لاثبات حجية السنة لماذا؟ باعتبار اننا نريد أن نستند الى السنة لاخذ جميع معارف الدين.

    انتم تعلمون أن السنة واقعاً هي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم فالدليل الدال على حجيتها لابد أن يكون من حيث السند قطعي والايات القرآنية من حيث السند ماذا؟ قطعية ولكن الكلام في الدلالة لابد أن تكون الدلالة نصية وان يكون ذلك النص بنحو جلي حتى يمكن الاستناد اليه وعلى ما تقدم اتضح بأنه لا يمكن الاستناد الى قوله يعلمهم الكتاب والحكمة لاثبات حجية السنة بالمعنى الاصولي إمّا لانها اجنبية وإمّا اذا فيها دلالة فهي ليست دلالة واضحة المعالم بنحو النص الجلي اذن هذا الدليل الثالث أو الطائفة الثالثة من الايات التي استدل بها على حجية السنة بالمعنى الاصولي أيضاً لا يمكن قبوله .

    الطائفة الرابعة: الطائفة الرابعة وهي آيات الاطاعة والامر بالاطاعة في القرآن الكريم للرسول الاعظم صلى الله عليه وآله هذه الايات كما تعلمون آيات كثيرة في قرآن الكريم امرت بطاعة الله وطاعة رسوله انا استطيع أن اصنف ايات وجوب الاطاعة أو لزوم الاطاعة على نحو التالي.

    الصنف الأول من هذه الايات، الصنف الأول هي الايات التي قالت تجب الطاعة لله وعطفت على الله سبحانه وتعاى الرسول من قبي الاية 32 من سورة آل عمران قال تعالى قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول فهنا الاية ما قالت اطيعوا الله واطيعوا الرسول وانما قالت اطيعوا الله وعطفت على المفعول وهو الله عطفت عليه الرسول هذه الطائفة الاولى التي هي طائفة لا توجد فيها اطاعة مستقلة لرسول الله صلى الله عليه وآله وانما هي طاعة تابعة للزوم طاعة الله سبحانه وتعالى ووجوب الله سبحانه وتعالى وهذه نكتة موجودة في هذه الايات هذه الاية الاولى.

    الاية الثانية أيضاً في آل عمران 132 هذه كلها في الصنف الأول قال: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.

    والاية الثالثة في سورة الانفال الاية 20 قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وكذلك الاية 46 من سورة الانفال وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ هذا الصنف الأول.

    الصنف الثاني من الايات وهذه الصنف الثاني هي الاساسية في عملية الاستدلال كما يتضح لاحقاً وهي التي عطفت وجعلت لرسول الله اطاعة ولزوم طاعة مستقل عن طاعة الله سبحانه وتعالى من قبيل الاية 59 من سورة النساء وهي الاية المعروفة قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ اذن توجد طاعتان وطاعة رسوله مستقلة عن طاعة الله سبحانه وتعالى اطعيوا الله واطيعوا الرسول هاتان طاعتان وليس طاعة واحدة هذه الاية الاولى.

    الاية الثانية: في سورة المائدة الاية 92 قال تعالى: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ هذه الاية الثانية.

    الاية الثالثة: ما ورد في سورة النبي صلى الله عليه وآله الاية 33 من السورة التي مسماة باسمه عليه افضل الصلاة والسلام قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ وكذلك الاية 54 من سورة النور قال تعالى: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وكذلك الاية 12 من سورة التغابن قال تعالى: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ولهذا انشاء الله تعالى في الابحاث اللاحقة سيكون بحثنا منصباً على هذا الصنف الثاني لانه فيما يتعلق بالصنف الأول توجد بعض الملاحظات لابد أن نشير اليها وسيتضح لماذا نقف عند هذا الصنف الثاني.

    الصنف الثالث: وهي التي بيّنت أن نتيجة طاعة الرسول هي النجاة والفوز وهي الاية 13 من سورة النساء قال تعالى: وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وكذلك الاية 69 من سورة النساء قال: وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً فاذا ضممنا هذه الاية الى قوله تعالى: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ من هم اولئك الذين انعم الله عليهم وهم على الصراط المستقيم؟ هم هؤلاء الذين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين متى يمكن الوصول الى هذا المقام؟ بشرط طاعة الله ورسوله وجوب الطاعة اذن هذه الاية واقعاً آيات جدوا مفيدة لبيان محل الكلام.

    الاية الاخرى في هذا المجال ما ورد في سورة الاحزاب الاية 71 قال تعالى: وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً.

    الصنف الرابع ليس فقط البعد الايجابي المترتب على طاعة الله ورسوله أيضاً البعد السلبي على من يخالف الله ورسوله لانه قد واحد يقول هذه الانسان اذا اطاع يصل الى كذا أمّا اذا خالف يخسر تلك المقام ليس يدخل النار الايات تقول لا يعني اذا لم يفعل وخالف وشاق وشاقق فمصيره الخصران لا فقط مسيره عدم الكمال انه يفقد تلك الكمالات منها الاية 14 من سورة النساء قال تعالى: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ وكذلك الاية 13 من سورة الانفال قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقَّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وكذلك الاية 66 من سورة الاحزاب قال تعالى: خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً * يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ.

    النصف الخامس وهي التي اشارت وبينت أن طاعة رسوله صلى الله عليه وآله هي طاعة الله وهي الاية 80 من سورة النساء قال تعالى: مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ثم ختام هذه الايات اشير الى هاتين الايتين المرتبطتين بالمقام (اساسا هذه مشتركات بين الانبياء) يقول: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ اساساً وظيفة البشرية ازاء مقام الرسالة هو ماذا؟ الاطاعة اصلا هذه وظيفتنا وظيفة البشرية لمن ثبتت له رسالة رسولٍ فهي تجب عليه الطاعة وهذه ختامه مسك اساساً لا يحق لاحدٍ أن يخالف أن لا يطيع اذا ثبتت رسالة شخصٍ.

    الاية الاخرى آية 36 من سورة الاحزاب (الاية الاخيرة من في هذا المجال) قال تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ اساساً انتهى واساساً لا يمكن وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بعد انت بالخيار أن تطيع وان لا تطيع؟ لا ابدا الباب مغلق هنا يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً .

    أحفظوا لنا هذا الاصل الا أن يأتي وقته المناسب انشاء الله كل هذه الايات هل وجدتم في واحدة منها يوجد عنوان نبي أو كلها رسول؟ كلها رسول من اطيعوا الله ورسوله ومن اطيعوا الله واطعيوا الرسول ومن انه من يعص الله ورسوله يوجد فيها مرة مثلاً نبيه يوجد؟ اطيعوا الله واطيعوا النبي مثلاً؟ لا يوجد، من يعص الله ويعص نبيه؟ لا يوجد، من حاول (انشاء الله سنصل اليه) محمد شحرور في كتابه الكتاب والقرآن يقول هناك احكام للنبوة واحكام للرسالة الذي مرتبط بنا هو الرسالة وليس احكام النبوة، وكل احكام النبوة في القرآن مختصة بمن؟ هذه نكتة استقرائية وتامة وغير تامة تحتاج الى شواهد ولكنه لماذا واقعاً هذا السؤال والقائل لا يستطيع أن يقول هذا نقلٌ بالمعنى تلاعب من الرواة لا ابدا هذه اللفظ الالهي لماذا أن كل هذه الايات التي قرأناها لكم كلها عنوانها عنوان الرسول لا عنوان النبي وهكذا ولهذا هذه اجعلوا هذا الاصل في ذهنكم واقعاً هذه القضية استقرؤوه في القرآن وانظروا بأنه هذه عنوان النبوة ما هي الاحكام المترتبة عليها، عنوان الرسالة ما هي الاحكام المترتبة مثلاً يا ايها الرسول بلّغ ما انزل اليك من ربك ليس يا ايها النبي بلغ ما انزل اليك من ربك عنوان الرسالة من هنا لابد أن نعرف انه اساساً عنوان النبوة في القرآن ماذا يراد به؟ وعنوان الرسالة ماذا يراد به؟ قلت لكم هذا النص القرآن نصٌ قطعي والفاظه بالنسبة الينا لا يوجد مجال أن نقول انه منقول بالمعنى أو متلاعب فيه أو زيادة أو نقيصة أو تقية أو تقطيع ابداً هذا كما انزل على قلب الخاتم لماذا هذا المقدار.

    هذه المجموعة من الايات التي قرأناها عرض الاعلام من مفسرين ومتكلمين واصوليين وفقهاء في ذيلها عرضوا ابحاث ثلاثة حتى نحرر محل النزاع وبهذه الطريقة الى الان لم اجد احد لانه هذه الابحاث متداخلة في كلماتهم ولا يلتفت اليها هذه الابحاث الثلاثة كالتالي:

    البحث الأول: أن هذه الايات الدالة على الرسالة يا على وجوب طاعة الرسول هل تدل على عصمته أو لا تدل؟ عندما يقول اطيعوا الله واطيوا الرسول، عندما يقول ومن يعص الله ورسوله، عندما يقول اطاعته اطاعة الله ومن اطاع الرسول فقد اطاع الله هذه هل دالة .

    اذن هو معصوم أو ليس بمعصوم، هذه هل يمكن الاستناد اليها لاثبات عصمته أو لا يمكن؟ وهذا هو البحث الكلامي جملة من الاعلام استندوا الى هذه الايات لاثبات عصمة النبي صلى الله عليه وآله ومنها انتقلوا الى عصمة اولي الامر في سورة النساء الاية 59 ماذا قالت الاية؟ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فاذا ثبتت عصمة الرسول هنا تثبت عصمة اولي الامر وهذه هي واحدة من الايات التي استدل بها لاثبات عصمة الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام ومنهم السيد الطباطبائي وجملة من الاعلام من المتقدمين من القرن الرابع والخامس الى يومنا هذا استدلوا بهذه الايات لاثبات عصمة الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام هذا البحث الأول.

    البحث الثاني: انها هل دالة على حجية السند بالمعنى أن قول النبي فعل النبي تقرير النبي حجة أو ليس بحجة؟ على حد حجية القرآن الكريم هل هي حجة أو ليست بحجة؟ كثيراً من علماء المسلمين قالوا هذا من خير الايات الدالة على حجية السنة خصوصاً ذلك الصنف من الايات التي هو الصنف الثاني من الايات وهي التي امرت بطاعته مستقلاً عن طاعة الله اطيعوا الله واطيعوا الرسول اطاعتان مستقلتان لانه حمل التكرار على التأكيد خلاف الاصل.

    اذن هناك طاعة لله وهناك طاعة لرسوله صلى الله عليه وآله واذا كان ما يقوله هو القرآن بعد ليست الطاعة مستقلة وانما الطاعة القرآن وليس طاعة الرسول يعني طاعة الله وليس طاعة الرسول هذا البحث الثاني وهو الذي محل كلامنا الذي سوف نقف عنده بقدر ما نستطيع.

    البحث الثالث: وهو انه هذا الذي قاله رسول الله صلى الله عليه وآله ووجب طاعته فيه هل بالضرورة وحيٌ أو اجتهاد منه قد يصيب وقد يخطأ؟ أي منهما؟ قالوا لا دلالة على انه بالضرورة وحي لعله اجتهاد ولكنه الله سبحانه وتعالى امر بطاعة من اجتهد فيه وان اخطأ انتم ماذا علاقتكم الله بنحو القضية الخارجية كما الاخوة الحاضرين في بحث الفقه بنحو القضية الخارجية قال اطيعوا هذا المجتهد تقول انا عندي علم انه قد يخطأ يقول أخطأ أو لم يخطأ انت وظيفتك ماذا؟ طاعته، ليس انه اطعه أن اصاب في نظرك وان اخطأ لا تطعه لا ابدا يعني بعبارة أخرى يحق لك أن تجتهد في مقابل اجتهاده أو لا يحق لك؟ لا يحق لك وان كنت تعلم أن اجتهاده ما هو؟ خطأ انت ماذا علاقتك الله أمرك بماذا؟ وكم له من نظير، المولى الحجة سلام الله عليه الامام الثاني عشر عندما امر بالرجوع الى رواة الحديث في عصر الغيبة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله هذه هم عليهم ما فيه وانا حجة الله.

    سؤال: يابن رسول الله سيدي هؤلاء يخطأون المجتهدون أن لا يخطأون؟ يوجد مجتهد يستطيع أن يدعي انا معصوم في كل اجتهاداتي؟ فكيف نتبع ونقلد ونرجع الى من قد يخطأ؟ يقول انا قبلته كذلك انتم لا علاقة لكم وقلدوا، انت وظيفتك تقلد رواة الحديث، سيدي يخطأوون؟! يقول انا غفرت لهم انا اصلح امرهم انتم وظيفتكم ما هي؟ الطاعة لهم وكم له من نظير اذا تتذكرون في بعض الروايات قال فما اديا عني فعني يؤديان يعني يعطي الحجية والوثاقة الى بعض الرواة سلام الله عليه يقول كلما قاله عني فعني يقول وهذا الذي يقول عن الامام يحتمل فيه الخطأ أو لا يحتمل؟ يحتمل، يحتمل فيه الاشتباه أو لا يحتمل؟ يحتمل، يحتمل فيه النسيان أو لا يحتمل؟ بلي يحتمل وقطعاً هؤلاء ليس معصومين ولكن امام يقول انا اصلحه ولا علاقة لكم انتم من جاءكم عني فعني اصلا مثاله الواضح السفراء الاربعة والسفراء الاربعة كانوا يأتون بالرسائل ويأخذون بالاموال ويصدرون الاحكام بالقتل والى غير ذلك هؤلاء معصومين أو ليس بمعصومين؟ ليس بمعصومين، يخطأون أو لا يخطأون لا اقول يتعمدون لانه خلاف عدالتهم ولكن يخطأون وينسون ويشتبهون الى آخره سيدنا كيف تجعلهم حجة مطلقاً مع العلم بهذا؟!

    اذن لا يقول لنا قائل كيف يمكن المولى أن يوجب الطاعة المطلقة للامام أو المعصوم أو النبي وقد يخطأ لا، لابد أن لا يخطأ لا كم له نظير اذن كم مسألة عندنا؟ ثلاثة مسائل والمسألة الاولى وهي من امهات المسائل الكلامية والعقدية وماذا؟ لانه تعلمون من اهم المسائل التي فيها الخلاف بين السنة والشيعة ما هي؟ مسألة انهم يجتهد المعصوم أو لا يجتهد يعني يجتهد الرسول أو لا يجتهد؟ بإجماع علماء الشيعة يقولون لا يوجد عندهم اجتهاد تقريباً المشهور عندهم يجتهدون ما هو الدليل على انه بناءاً على مبنانا النبي لا يجتهد والائمة لا يجتهدون من الدليل؟

    استناد الى هذه وهذه قد تكون اعم لا تقول له اوجب الطاعة فاذن لا يجتهد لا ابدا وكم له من نظير أوجب الامام الطاعة وهم مجتهدون يصيبون ويخطأون اذن هذا البحث في نفسه بحثٌ اصولي كلاميٌ وتترتب عليه آثار كثيرة في عملية الاستدلال عبارة عند الرازي الحق والانصاف في ذيل هذه الاية المباركة من سورة النساء في قوله تعالى اطيعوا الله واطيعوا الرسول يقول اعلم أن هذه الاية (طبعاً ونظيراتها في القرآن) آية شريفة مشتملة على اكثر علم اصول الفقه اصلا كل مسائل اصول الفقه أين موجودة؟ طبعاً امهات مسائل علم اصول الفقه ليس المراد انقلاب النسبة لا مراد يعني أن القرآن حجة أو ليس بحجة؟ أن السنة في ذيل هذه الاية في سورة النساء من فخر الرازي أن القرآن حجة أو ليس بحجة، أن سنة النبي حجة أو ليست بحجة؟ أن الاجماع حجة أو ليس بحجة؟ جملة من الاعلام قالوا اولى الامر هذا ليس اولي الامر السياسي هذا اولي الامر العلمي يعني هناك مجالس يجتمع فيها كبار علماء المسلمين فإن اجمعوا فهو حجة هذا التفسير المراد من اولي الامر الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام هذا بيان من؟

    هذا بيان مدرسة اهل البيت والا اولئك هذا ليس بيانهم ولهذا انشاء الله تعالى اذا صار وقت محمد عبده يقول بيني وبين الله لابد في كل زمان توجد هناك مجالس علمية هذا المجلس العلمي فيه ممثلين من السياسيين ومن الحرفيين ومن الصناعيين ومن المزارعين ومن كلهم فاذا طرحت مسألة اجمعوا عليها فهي حجة على الجميع بأي دليلٍ؟ يقول بدليل واولي الامر منكم لا احد قال اولي الامر يعني اولي الامر السياسي انتم فسرتموها اولي الامر السياسي من قال بأن المراد يعني اولي الامر في كل موردٍ بحسبه لا مطلق ولهذا يقول وذلك لان الفقهاء زعموا أن اصول الشريعة اربع الكتاب، السنة، الاجماع، القياس وهذه الاية مشتملة على تقرير هذه الاصول الاربعة بهذا الترتيب ثم يبين انه كيف دال على حجية الكتاب وعلى حجية السنة وعلى حجية الاجماع وعلى حجية القياس ولهذا واقعاً هذا البحث من الابحاث المهمة والاساسية وطبعاً نحن سوف ينصب بحثنا مباشرتاً على البحث الثاني وهو أن هذه الايات دالة على العصمة أو ليست دالة على العصمة؟ هذه الايات نافية لاجتهاد النبي أو ليست نافية لاجتهاد النبي صلى الله عليه وآله ولكنه محور بحثنا الان سوف ينصب على البحث الثاني وهو هل انها دالة على حجية السنة بالمعنى الاصولي ام لا.

    نأتي الى كلمات الاعلام في هذا المجال: كلمات الاعلام في هذا المجال على القاعدة اول من بدأ الاستدلال بهذه الايات لاثبات حجية السنة بالمعنى الاصول من؟ ماذا قلنا في البحوث السابقة؟ الشافعي في كتابه الرسالة يعني كتابه الاصولي وبعد ذلك جاء في كتابه الام وغير الام وكتب الاخرى واستمرت هذه الاستدلالات ولكنه اصل الاستدلال بدأ ممن؟ بحسب ما هو المكتوب، الآن واحد يقول موجود فلان وفلان في كذا يقول بيني وبين الله أأتي بالدليل الموجود بأيدينا بحسب الادلة استدل بها من؟ يعني اعطى للسنة حجية استقلالية في قبال القرآن الكريم في كتاب الرسالة بتحقيق الدكتور عبد اللطيف الهميم هناك في صفحة 112 قال باب فرض الله طاعة رسول الله مقرونة بطاعة الله ومذكورة وحدها واشار الى بعض الايات التي اشرنا اليها.

    ثم بعد ذلك في باب آخر يقول ما أمر الله من طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله، من يطع الرسول فقد اطاع الله فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجاً مما قضية ويسلموا تسليما وهكذا هذه الايات بعدها ما قرأناها باعتبار ما فيه اطاعة ولكن مضمونها نفس المضمون هذا المورد الأول.

    وعلى هذا الاساس بعد هذا بشكل تفصيلي جاء في كتاب حجية السنة الذي ذكرناه لكم لعبد الغني عبد الخالق دار التربية هناك في صفحة يبدأ البحث من صفحة النوع الثالث لا يدل على وجوب طاعته صفحة 297 لا يدل على وجوب طاعته طاعة مطلقة لماذا؟ لأنه لم تقل هذه الآيات اطعيوا الله واطعيوا الرسول ما لم يخالف الله لم تقل هذا ليس من قبيل قوله تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ هذيك طاعة للوالدين ولكن مطلقة أو مقيدة؟ مقيدة، أمّا هنا مطلقة أو مقيدة؟ مطلقة.

    ومن هنا حاول الأعلام أن يقولوا انه إذا لم يكن معصوماً لابد أن تكون الطاعة مقيدة ولكنه حيث إنها مطلقة فإذن هي معصومة هذه من أهم وجوه الاستدلال وهي التمييز بين الطاعة المطلقة والطاعة المقيدة التي يستند إليها السيد الطباطبائي كثيراً يقول فالآية تدل على افتراض طاعتهم ولم تقيده بقيدٍ ولا شرطٍ فإذن هي دالة على عصمة من أمر الله طاعته لماذا؟ يقول لأنه إذا كانت هكذا كانت مقيدة كانت من قبيل قوله تعالى: وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا فما باله لم يظهر شيئاً من هذه القيود في آية تشتمل على اس من أساس الدين، يقول إذا كانت مقيدة ينبغي أن يكون أولى أن يقيدها ولكنه لم يقيدها فهذا نستكشف منه إنها مطلقة وليست مقيدة وإذا صارت مطلقة عند ذلك نستفيد منها العصمة هنا إنشاء الله تعالى في البحث اللاحق وبعد هذا البحث وهو انه هناك ملازمة بين الطاقة وبين العصمة أو لا ملازمة بينهم السيد الطباطبائي ومجموعة من الأعلام يقولون هناك ملازمة عندما صارت الطاعة مطلقة إذن لابد أن تكون معصومة إذن لابد أن نثبت هل توجد ملازمة أو هذا لازم اعم لا لازم مساوي هذا بحث إنشاء الله في البحث الكلامي لابد أن نقف عنده هذا المورد الثاني.

    والحمد لله رب العالمين.

    5 ربيع الثاني 1436

    • تاريخ النشر : 2015/01/26
    • مرات التنزيل : 2465

  • جديد المرئيات