نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (42)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في هذه الطائفة الرابعة من الايات التي استدل بها على حجية السنة بالمعنى الاصولي وكلها تدور حول هذا المحور وهي لزوم طاعة الرسول صلى الله عليه وآله حيث قالوا أن هذه الطاعة أو لزوم الطاعة يكشف عن أن ما يقوله صلى الله عليه وآله أيضاً هو حجة يعني كما انه تجب طاعة الله فإنها تجب طاعة رسوله صلى الله عليه وآله ذكرنا بالامس بأنه توجد ابحاث ثلاثة البحث الأول ما يتعلق انه هل يستفاد من هذه الايات عصمة النبي صلى الله عليه وآله ام لا، البحث الثاني أن هذه الايات هل يستفاد منها حجية اقوال النبي من غير القرآن؟

    مرة نقول أن النبي فيما بلغه عن الله حجة لا يوجد كلام في هذا لماذا؟ لانه صادقٌ وينقل عن الله سبحانه وتعالى امراً صادق فيما ينقله وهذه أيضاً حجة ولكن هذه ليست لاعتبار أن قوله حجة لا، لاعتبار انه ينقل عن الله سبحانه وتعالى فلا علاقة لها بحجية السنة لانه نحن لا يوجد عندنا ارتباط مباشرٌ بالله هو يقول قال الله كذا في كتابه نعم حجة هذا ولكن هذه الحجية لأي شيء؟ هذه الحجية لله سبحانه وتعالى يعني لكلام الله للقرآن لا لكلامه صلى الله عليه وآله نحن الان نريد أن نثبت الحجية لأي شيء؟ لقوله مستقلاً عن الله سبحانه وتعالى يعني الله فقط قال اقيموا الصلاة ما عندنا شيء آخر ورسول الله عندما قال كذا ما قال الله انها سبعة عشر ركعة قال صلوا كما رأيتموني اصلي هنا هل تجب طاعته في هذه مع انه لا ينقل نعم يقينا ما يقوله ينقله عن واحد ذاك بحث آخر ولكن الكلام أن هذا ليس في القرآن هذا هم الامر الثاني.

    الامر الثالث أن النبي يجتهد أو لا يجتهد وهذه المسألة الثالثة انشاء الله اذا صار مجال سنقف عندها.

    وجدت بأنه صاحب الجواهر أشار الى هذه الابحاث الثلاثة وان كانت متداخلة هذا المعنى الاخوة الذين يريدون المراجعة موجود في جواهر الكلام في الطبعة ذات 44 مجلد، المجلد الثلاثون في صفحة 139 و140 و141 المسألة هناك تحت عنوان في النكاح المنقطع هذه المسألة هناك يعرض لهذه المسائل التي اشرت اليهما هناك، اجمالاً يقول وهو سائغ في صدر دين الاسلام باتفاق المسلمين وانما اختلفوا في بقائه ونسخه لتحقق شرعيته في زمان النبي وعدم ما يدل على رفعه وان المسلمين كانوا يفعلونه من غير نكير الى زمن الخليفة الاولى وشطر من الخلافة الثاني وكذا في خلافة ابي بكر ومدة من خلافة عمر نعم هو حرمه في المدة الاخرى من تلقاء نفسه بعد أن روى شرعيته عن صاحب الشرع مع انه قبل الا انه بعد ذلك على مبنى هذه الروايات وانا احرمهما واعاقب عليهما كما هو المشهور على الالسن يقول بأن هذه المسألة من المسائل التي طعن فيها اتباع مدرسة اهل البيت على الخليفة الثاني وهذا من جملة ما طعن به اهل التشيع عليهم انه كيف يمكن لاحد أن يحرم ما شرعه رسوله صلى الله عليه وآله.

    يقول وقد اختلف اتباعه في الجواب عنه، اتباع الخليفة الثانية اختلفوا كيف يخلصون من هذه المخمصة هذه الاشكالية فمنهم من بنى رفعه على كون النبي مجتهداً في الاحكام الشرعية قال النبي مجتهد وقد اجتهد فاجاز فيحق لمجتهد آخر أن يجتهد فيحرمه هذا رأي ويجوز لمجتهد آخر مخالفته وعلى الطريقة العلمية لنا قالوا وهو من السخافة كما ترى واضح يعني حتى لو ثبت أن النبي اجتهد ولكنه هذا ليس من الاجتهاد الذي يحق لشخص آخر أن يجتهد في قباله ليس اجتهاده كاجتهاد غيره يستطيع الاخر أن يخالف اجتهاده لا هذا اجتهاد تجب طاعته فيه هذه المسألة التي هي محل الخلاف الشديد بين المسلمين لا يتبادر الى ذهنك فقط بين السنة وبين الشيعة لا حتى بين بعض علماء الشيعة ولكنه بعض يظهر وبعض لا يظهر والا المسألة قائمة أن النبي يجتهد أو لا يجتهد واذا تتذكرون قرأنا روايات متعددة أن الائمة يعبرون عن بعض امورهم بالفتوى أو بالرأي.

    الان لا نريد أن ندخل الى هذا الذي نسب الى ابن جنيد ذلك انهم ائمة سلام الله عليهم لهم اجتهادات هذا بحث لا اريد أن ادخل فيه يقول أمّا على اصول الامامية فظاهر لانه النبي يجتهد أو لا يجتهد؟ لا، لقولهم بعصمة النبي وانما يحكم به عن وحيٍ الهي لا يتطرق اليه السهو والخطأ كما قال ما ينطق الى هوى الى آخره هذه مسألة انه الطاعة تدل على العصمة أو لا تدل على العصمة الى أن يقول وايضا فالكتاب العزيز دالٌ على وجوب طاعة النبي هذا محل الشاهد الذي محل الايات التي استدللنا بها وما ارسلنا من رسولٍ الا ليطاع بإذن الله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امراً أن يكون لهم الخيرة من امرهم فلا وربك الى اخره ولذا قيل ما اتاكم الى غير ذلك فإن كان وجوب هذه الطاعة لعصمة ربانية تمنعه عن الخطأ والخطيئة كما هو مذهب الامامية فالامر واضحٌ.

    اذن بشكل واضح وصريح صاحب الجواهر يستفيد من وجوب الطاعة العصمة يقول عند ذلك النبي صلى الله عليه وآله عندما اجازها معصومٌ اجازها وهذا يمكن الاجتهاد من قباله أو لا يمكن؟ لا يمكن، وان كان لامر آخر غير العصمة هذا الذي قلنا وهو قد يقول قائل انه وجوب الطاعة لا يلازم العصمة قد أن الله يوجب الطاعة لرسوله على الامة ومع ذلك لا يلازم عصمته هذه اشارة الى هذا المبنى الثاني الذي قلنا بأنه هو الان بحثنا نريد أن نبحث انه ندل أو لا يدل، وان كان لامر آخر غير العصمة يجتمع مع انتفاءها مع انتفاء العصمة وجب القول بتحريم مخالفته في احكامه وان كانت صادرة عن اجتهاد هذا ليس من الاجتهاد، اجتهاد النبي ليس من الاجتهاد الذي تجوز مخالفته هذه لم يفصلها ابحاث ثلاثة ولكنه واضح أن صاحب الجوهر ملتفت انه هذه مسائل متعددة كل ذلك الى ما ورد تتبع الى آخره، هذه الايات استدل بها على حجية سنة النبي وكلماتهم طافعة في ذلك سنة وشيعة والسنة قبل الشيعة والشيعة قبل السنة لا يفرق فقط انا اشير الى بعضها وانشاء الله تفاصيلها سيأتي لانه البحث مهم لانه هذه الاية وجدتم أن عشرات الايات تكلمت عن وجوب بطاعة ولزوم بطاعة والامر بطاعة النبي اطيعوا الله واطعيوا الرسول وبينا بالامس.

    الطبري يقول: اختلف اهل التأويل في قوله اطيعوا الرسول فقال بعضهم ذلك امر من الله جل ثناءه باتباع سنته من قال ذلك؟ ينقل مجموعة من الروايات عن عطاء وعطاء قلنا من أي مدرسة؟ من مدرسة مكة أو من تلامذة ابن عباس ولذا مجموعة من الروايات وردت في هذا المجال منها هذه الرواية في المجلد السابع صفحة 469 اخبرنا عن عطاء واطعيوا الرسول قالوا طاعة الرسول اتباع الكتاب والسنة وآخرون.

    اذن تبين القضية متفق عليها أو غير متفق عليها؟ وقال اخرون ذلك امرٌ من الله بطاعة الرسول في حياته اذن بعد لها علاقة بالسنة أو ليس علاقة له بالسنة؟ لانه اذا كانت طاعة السنة لا فرق بين حياته وبين مماته لا فرق بينهم من هنا انشاء الله يأتي بعض يقول لا هذه الاطاعة التي قالها الله لرسوله من باب انه حاكمٌ في الدولة الاسلامية امام ولي امر تجب طاعته والا اذا لم يكن كذلك تجب طاعته أو لا تجب؟ لا تجب طاعته يظهر هذا القول كان موجود وقال اخرون ذلك امر من الله قال اطيعوا الرسول أن كان حيا أمّا أن كان ميتاً فلا تجب طاعته ويتضح النكتة بعد ذلك، طريقك ما هو؟ والصواب من في ذلك هو أن يقال من الله تعالى بطاعة رسوله في حياته في ما امر ونهى وبعد وفاته باتباع سنته وذلك أن الله عم بالامر بطاعته ولم يخص ذلك استناد الى اطلاق الاية لانه قالت اطيعوا الله واطيعوا الرسول ولم تقيد بأنه مادام حياً في حال دون حال فهو دون العموم حتى يخص ذلك ما يجب التسليم له الى آخره.

    الان لا اريد أقرأ الكلمات شيئاً فشيئاً اذا اريد اقرأ كل كلمات الاعلام في هذا المجال المسالة الموجودة هنا هو انه اساساً هؤلاء قالوا ندخل الاشكالات مباشرتاً الاشكال الأول يبتني عن هذه النكتة يقولون أن القرآن كلما امر بالطاعة قيد لزوم الطاعة بكونه رسولاً صحيح أو لا؟ بالامس قرأنا كل الايات فيها آية ما فيها رسول؟ كلها عنوانها الرسول من هنا هؤلاء ذهبوا الى المعنى اللغوي للرسول قالوا تعالوا معنى لغة لنفهم ما هو المراد من الرسول واضح لغة عرفاً استعمالاً أن الرسول (بالمعنى اللغوي) من عنده يقول شيء أو يحمل رسالة من الغير؟ ما معنى انه ارسل اليك رسولاً يعني ماذا؟ يعني يحمل رسالة أو قولا أو امر من عنده أو من عند المرسل؟ من عند المرسل فاذا تم هذا المعنى.

    اذن السنة حجة أو ليست بحجة لماذا؟ لاننا فرضنا أن السنة قوله من غير أن يأتي به عن الوحي من غير أن يقول الله يقول هكذا اذن هذه الايات كلها تقول أيها الامة الاسلامية يا من تتبعون رسول الله اذا جاءكم رسولي عني بشيء فتجب عليكم طاعته أمّا اذا عنده من عنده شيء بعد هذه الايات تشملها أو لا تشملها؟ لا تشمل لانه يقول رسول اطيعوا الله واطيعوا الرسول، تعالوا مباشرتاً الى مفردة الرسول، الرسول في التحقيق في كلمات القرآن الكريم للعلامة المصطفوي قال الاصل في هذه المادة مع الحمل يعني يحمل شيئاً من المرسل بمعنى أن تنفذ شيئاً مع قيد أن تجعله حاملاً لامرٍ فهو امره أو امر الله؟ اذا كان رسول الله فهو من الله ليس من عنده هذا واضح هنا وكذلك فيما ذكره الراغب في المفردات، الراغب في المفردات في مادة رسل يقول الانبعاث على التؤده الى أن يقول والرسول يقال تارة للقول المتحمل كقول الشاعر وتارةً لمتحمل القول والرسالة من يسمى رسول؟ هو الذي يتحمل قولاً من المرسل ورسالة من المرسل ليبلغها لمن ارسل اليه، اذن يشمل السنة أو لا يشمل السنة؟ لا يشمل السنة، ارجع واقول ما هي السنة بالمعنى الاصولي؟ قوله، فعله، تقريره من غير أن يسنده الى الله اقول هذا منه والا هذا منه بعد ليس سنة هذا قول الله سبحانه وتعالى هذا بعد في اول تعريف السنة شرحناه مفصلاً والاخوة الذين يريدون أن يراجعوا هذه المادة المعجم في فقه اللغة، المجلد 24 في هذه المادة قال: ارسلت زيداً الى عمر صفحة 435 يقتضي انك حملته رسالة اليه أو خبراً وما اشبه ذلك هذا من يقول؟ ابو الهلال العسكري يقوله.

    وهكذا ما قاله الجرجاني: الرسول انسان بعثه الله الى الخلق لتبليغ احكام الله ليس انه هو عنده شيءٌ من عنده ابداً، الرسول في اللغة هو الذي امره المرسِل باداء الرسالة ونحو ذلك هذا أيضاً الذي يقوله الجرجاني وهكذا يقول في مجمع اللغة الرسول بمعنى المرسل وقد يستوي الرسالة ما يرسل الرسول به وهكذا كلمات اللغويين من هنا اولئك الذين جاؤوا وقالوا القرآن وكفى مصدراً للتشريع كل ما جاء في القرآن من التشريعات فرسول الله لابد أن يصدق بها أمّا اذا جاءت وراء القرآن بعد عندنا دليل على قبولها أو تجب طاعته أو لا تجب؟ لا تجب، واضح الاشكالية من أين تنشأ؟ هذا كتاب صغير انا اشير اليه الاخوة اذا عندهم وقت للمطالعة القرآن وكفى مصدراً للتشريع الاسلامي ما زاد على القرآن لا علاقة له هناك في صفحة 43 و45 هكذا يقول: لان الطاعة ليست لشخص النبي لم يقل واطيعوا النبي وانما للرسالة أي للرسول وهذا كل الايات ماذا قالت: اطيعوا الرسول أي لكلام الله تعالى الذي نزل على النبي والذي يكون فيه شخص النبي اول من يطيع ذلك ليس من عنده يقول ذلك، فكلها تدل على طاعة كلام الله الذي انزله الله على رسوله وكان الرسول اول من نطق به واول من ينفذه ويطيعه بناءاً على هذا.

    اذن اطيعوا الله واطعيوا الرسول أو اطيعوا الله والرسول هذا ليس معناه انه السنة وراء القرآن بل كل ما قالكم عني فعني يقول اطيعوه فيما يقول عني من هنا هذا الاشكال انا في تصوري الشخصي كان في ذهن اعلام المفسرين ولهذا وضعوا كل ثقلهم على الايات من الصنف الثاني تتذكرون بالامس قلنا صنف من الايات عطفت الرسول على الله قالت اطيعوا الله والرسول قالوا هذه ليس فيها دلالة على حجية السنة، لماذا ما فيها دلالة؟ قالوا هذه عطفت على طاعة من؟ على طاعة الله اذن ليس لديه شيء وضعوا ثقلهم على الايات التي كررت الاطاعة قالت تكرار الاطاعة يعني اطاعة رسوله مستقلة عن اطاعة الله، اطيعوا الله واطعيوا الرسول قالوا لا يمكن حملها على التأكيد لانه خلاف الاصل .

    اذن لابد حملها على التأسيس ما معنى التأسيس؟ يعني هناك اوامر لله تجب طاعته فيها وهناك اوامر لرسوله نفس تلك الاوامر وليس بعده والا نفسها بعد هو تجب طاعة الله فيها رسوله مبلغٌ فيها أمّا عندما كرر واطيعوا يريد أن يقول ماذا؟ هناك اوامر تصدر من النبي غير الاوامر الصادرة من الله تعالى أيضاً تجب طاعة رسوله فيها من هنا كل ثقلهم اولئك الذين ارادوا أن يجعلوا هذه الايات دالة على حجية السنة وضعوها على الاية النساء 59 اية المائة 92 آية النور وهكذا لانه فيها تكرار الاطاعة ولذا تجد مفسرين سنة وشيعة وقرأنا عن الطبري قرأنا الاية واختلف اهل التأويل في معنى قوله واطيعوا الرسول ليس اطيعوا الله والرسول هم يعلمون أنه تلك الايات التي فيها عطف الرسول على الله قد يشكل فيها هذا الاشكال وانه ما فيها دلالة هذه، من هنا ناتي الى المفسرين والمفسرين هنا واضحة كلماتهم كثيرة جداً مثلاً منها ابن قيم الجوزية في كتابه اعلام الموقعين ابن قيم واقعاً من اعلام تلامذة ابن تيمية يقول في هذه الطبعة التي عندي دار الجوزي الجزء الثاني صفحة 89 يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول ما يذهبون الى تلك الايات اطيعوا الله واطيعوا الرسول لانه فيها شبهة انه هذه ما فيها شيء رسول يبلغ عن الله هذه أين فيها حجة يقول فامر تعالى بطاعته وطاعة رسوله واعاد الفعل أي فعل (فعل اطيعوا) بأن طاعة الرسول تجب استقلالاً ومن هنا قالوا من غير عرض على ما امر فيه في الكتاب لانه تجب طاعته استقلالا، بل اذا امر وجبت طاعته مطلقاً كان ما امر به في الكتاب ام لم يكن فيه لماذا؟ لانه له طاعة غير طاعة الله فاذن له اوامر غير اوامر الله فانه اوتي الكتاب ومثله معه التي هي السنة ولم يأمر بطاعة اولي الامر استقلالاً قال: اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر اذن يقول هؤلاء ليست لهم طاعة مستقلة هؤلاء تابعة لطاعة رسول الله واولي الامر اجعلوا لبعد والان ليس محل بحثنا هذا مورد.

    المورد الثاني الذي من الشيعة والشيعة صرحوا بذلك، السيد الطباطبائي في الميزان في المجلد الرابع في ذيل هذه الاية كلهم بحثوا في ذيل هذه الاية من سورة النساء حتى تعرفون النكتة لماذا مع انه لزوم طاعته لم يأتي فقط في هذه السورة الجواب: لهذه النكتة وهي تكرار الفعل اذا عرفت هذا علمت لان طاعة الرسول معناً ولاطاعة الله سبحانه معنى آخر ليس مراده معناً يعني هذه مستقلة عن تلك وان كان اطاعة الرسول اطاعة بالحق ومن اطاع الرسول فقد اطاع الله صحيح ولكنه له اوامر غير تلك الاوامر لانه الله هو المشرع وهذا المعنى والله اعلم هو الموجب لتكرار الامر بالطاعة في قوله واطيعوا الرسول لا ما ذكره المفسرون أن التكرار للتأكيد لا هذا التكرار للتأسيس لا للتأكيد هذا المورد الثاني.

    واوضحه ما ذكره السيد الامام قدس الله نفسه في تهذيب الاصول تقريرات بحثه الاصولي بقلم شيخ جعفر السبحاني، هناك في تهذيب الاصول المجلد الثالث صفحة 144 قال أن المراد من الاطاعلة في الاية ليس الاقتفاء به فيما يبلغه من الاحكام لا، ليس ما يأتي به امر بتبليغه لا ليس هذا فانه ليس له وظائف ولا نهي في هاتيك الموارد يعني يبلغ فيها عن الله بل المراد اتباع قوله فيما له فيه امرٌ ونهي هو صلى الله عليه وآله فيخرج منها حجية السنة حتى يكون الاقتفاء به طاعة والتخلف عنه معصية ولاجل ذلك يجب حمل الاية على ما يكون الامر والنهي من عند نفسه لا من عند الله والا لو كان من عند الله بعد هو لا يدل على حجية السنة وان كان الجميع منتهياً اليه تعالى لانه هو الذي اعطى له منصب القضاء والحكومة فاعطى له حق الامر والنهي، الآن هذه العبارة الاخيرة تخرب كل المطلب لان هذا معناه عنده الامر والنهي أين؟ في الحكم وفي القضاء وهذا أيضاً يختص بزمانه وحياته ما يطلع منه حجية السنة لا ادري واضح أو لا؟ القضية ليس بهذه البساطة اصلا من الواضحة لا ليس من الواضحات أن تضعها على مشرحة البحث انظر هذه الواضحات اشكد تصير من الغوامض والابهامات نحن لا نبحث الشيء نقول من هنا اصلا مسلم واضح لا هذا مسلم واضح للعوام من هنا هم اقول عوام ليس مقصود من لا يلبسون عمائم لا كثير من يلبسون العمائم عوام في هذه المسائل الان لو واحد تذهب وتقول له بيني وبين الله ما هو الدليل على أن السنة حجة على القرآن يقول بيني وبين الله هذا هم يحتاج الى دليل عشرات الايات هذا اعلام السنة والشيعة انظروا كيف حايرين بأن كيف يستخرجون هذه المطالب هذا هم مورد.

    مورد آخر ما ذكره ابن عاشور في ذيل هذه الاية من سورة النساء المجلد الرابع صفحة 165 قال اطيعوا الله واطعيوا الرسول ومن يطع الله اذ طاعة الرسول مساوية لطاعة الله، قال لينبه على وجوب طاعته فيما يأمر به لماذا كرر واطيعوا؟ ليقول لينبه انه ما امر به أيضاً تجب طاعته يعني حجية السنة، انشا الله بعد ذلك بعد أن نتمم دلالة الايات على حجية السنة بيني وبين الله هل أن هذه الايات تشمل فعله أو لا تشمل فعله؟ لماذا؟ لان الفعل ليس امراً حتى يطاع فيها تشمل تقريره أو لا تشمل؟ فعلى فرض التمامية فهي اخص من المدعى قال: لينبه على وجوب طاعته فيما يامر به ولو كان امره غير مقترن بقرائن تبليغ الوحي حتى لو لم يكن كذلك تجب طاعته لان لا يتوهم السامع أن طاعة الرسول المأمور بها ترجع الى طاعة الله فيما يبلغه عن الله يقول انما كرر اطيعوا حتى يرفع دفع دخل مقدر وكذلك السيد السبزواري في كتابه مواهب الرحمان في تفسير القرآن في ذيل هذه الاية المباركة يقول ومما ذكرنا يظهر أن طاعة الله وطاعة الرسول واجبتان بالذات لا انه واجبة للتبليغ فيجب اطاعتهم في كل ما يأمرون به وينهون عنه بوصفهم أن لهم سلطة تطاع لذاتها الا أن تفترق الثانية عن الاولى بأنها مستندة الى الله وان هكذا الى آخره أيضاً أشار الى هذه النكتة التي اشرنا اليها ومنهم أيضاً العلامة الالوسي في روح المعاني قال امر الناس باطاعتهم أيضاً في ذيل هذه الاية من سورة النساء في ضمن اطاعته عزّ وجلّ حيث قال اطيعوا الله والزموا طاعته فيما يأمركم به ونهاكم عنه واطيعوا الرسول المبعوث لتبليغ احكامه اليكم في كل ما يأمركم به وينهاكم عنه أيضاً ليس فقط فيما يبلغ فيما يأمر أيضاً عاد الفعل وان كان طاعة الرسول مقترنة بطاعة الله اعتنائاً بشأنه وقطعاً لتوهم انه لا يجب امتثال ما ليس في القرآن هذا التوهم يظهر انه كان قائماً في اذهان الاعلام انه اذا لم تتكرر الاطاعة فيها دلالة واضحة على حجية السنة أو لا توجد فيها دلالة واضحة؟ على الفرض هم فيها دلالة فهي دلالة إمّا مجملة وإمّا ظهور وهو ينفع أو لا ينفع؟ قلنا الدلالة لابد أن تكون فيها الموارد بنحو النص الجلي لانه نريد أن نقيم عليها دين ليس قضية في انها طاهر أو نجس حتى نكتفي بخبر بظهور بخبر واحد لا قال لا انه لا يجب وقطعاً لتوهم انه لا يجب امتثال ما ليس في القرآن وايذاناً بأن له استقلالاً بالطاعة لم يثبت لغيره حتى لاولي الامر لماذا؟ لانه لم يقل واطيعوا اولي الامر قال اطيعوا الله واطعيوا الرسول واولي الامر.

    اذن طاعة اولي الامر تابعة لطاعة الرسول لا انه طاعة مستقلة اذن على فرض تماميتها في الرسول بعد يمكن من هذه الاية أن نستدل على إثبات حجية سنة الائمة اذا اريد باولي الامر من الائمة أو لا يمكن؟ الا أن تقولوا أن الاية دالة على العصمة والمعصوم تجب ماذا؟ ذاك بليغ آخر نحن نتكلم في الايات الاطاعة وقلنا أن الاطاعة اعم من العصمة نعم من قال لا كلما وردت الاطاعة المطلقة فيلازمها العصمة فتجب الطاعة لا لقوله اطيعوا بل لانه معصوم ذاك بحث آخر ودليل آخر انشاء الله في محله نأتي لنرى بأنه يمكن إثبات العصمة من القرآن الكريم أو لا يمكن؟ فاذا امكن ذلك فبها ونعمة عند ذلك نقول تجب طاعتهم لانهم معصومون وبهذا تثبت انه من لم تثبت عصمته تجب طاعته أو لا تجب طاعته؟ لا، لا تجب طاعته الا اذا دل دليلٌ من القرآن قال تجب طاعته وان لم يكن معصوماً كما الان نحن نستدل بايات لزوم الطاعة لبيان هذه النقطة.

    انشاء الله غداً يوجد نكات أخرى ومحور حديثنا على آية سورة النساء وما يشبه آية سورة النساء التي فيها تكرار الاطاعة ولزوم الاطاعة.

    والحمد لله رب العالمين.

    5 ربيع الثاني 1436

    • تاريخ النشر : 2015/01/27
    • مرات التنزيل : 1297

  • جديد المرئيات