نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (63)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

     كان الكلام في هذه الاية المباركة من سورة آل عمران وهي قوله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ) فهل أن هذه الاية يمكن الاستدلال بها على إثبات حجية السنة بالمعنى الاصول ام لا، بيّنا بالامس ما هو وجه تقريب الاستدلال بهذه الاية وهذا المعنى لم يختص بكلمات علماء اهل السنة بل في كلمات علماء مدرسة اهل البيت أيضاً نفس هذا البيان واردٌ السيد الطباطبائي في الميزان الجزء الثالث في صفحة 159 في ذيل هذه الاية المباركة يقول فتبين بذلك كله أن الاسلام، تعريف الاسلام بالمعنى الخاص لا الاسلام بالمعنى العام أن الاسلام وهو الشريعة المشرعة للنبي الذي هو مجموع المعارف الاصلية هذا الذي قلنا أن الدين ينقسم الى معارف اصلية والى معارف فرعية الى معارف ثابتة والى معارف متغيرة هذا الذي بيّناه في بحث الفقه، قال الذي هو مجموع المعارف الاصلية والخلقية والعملية وسيرته في الحياة، السيرة يعني البعد العملي في شخصية النبي الاكرم هذا هو الاسلام، يقول الاية والجميع ما تقدم والمراد والله اعلم أن كنتم تريدون أن تخلصوا لله في عبوديتكم فاتبعوا هذه الشريعة التي هي مجموعة المعارف الاصلية والخلقية والعملية وسيرته في الحديث هذا نفس الكلام الذي قرأناه عن ابن كثير وغير ابن كثير وهو انه فاتبعوني يعني مجموعة هذه المنظومة ما جاء به من الوحي القرآني وما قاله وراء الوحي القرآني وما عمله وراء ذلك.

    اذن فاتبعوني هذا تقريب الاستدلال فاتبعوني يعني فاتبعوني مطلقا التي قلنا مقدمات الحكمة نجريها لاثبات الاطلاق مطلقا فاتبعوني عند ذلك اذا اتبعتموني تتحولون من مقام المحب لله الى مقام المحبوب لله تعلمون أن القرآن الكريم في آيات متعددة قال يحبهم ويحبونه هذا الحب المتبادل وليس الحب من طرف واحد لان ليس بالضرورة كل من احببته فهو يحبك الظالم قد يكون محباً لله ولكن الله يحبه واو يبغضه؟ لا، الله يبغضه، الفاسد قد يحب الله ولكن الله يحبه أو الله يبغض الفاسدين والمفسدين وهكذا اذن ليس بالضرورة يوجد تلازم بين المحب أن يكون محباً وان يكون محبوباً لا ابداً هنا الحد الاوسط للانتقال من المحبية لله يحبونه الى المحبوبية لله ويحبهم هو اتباع النبي صلى الله عليه وآله هذا الاتباع في ماذا؟ بنحو القضية المهملة؟ لا يمكن أن يثبت لنا حجية السنة بالمعنى الاصولي أمّا اذا قلنا بنحو الموجبة الكلية يعني يتبعونه في كل ما جاء به من الله وفي كل ما قاله من غير القرآن وفي كل ما فعله من افعاله عند ذلك يكون محبوباً اذن الكلام كل الكلام في فاتبعوني هذه فاتبعوني بنحو القضية المهملة أو بنحو القضية الموجبة الكلية أي منهما؟

    في الملاحظة الاولى بالامس قلنا تعيين أن هذا الاتباع بنحو الموجبة الكلية أو بنحو القضية المهملة التي هي في قوة الجزئية هذا متوقف على معرفة المخاطب بهذا الكلام فان كان المخاطب بهذا الكلام هم المسلمون الذي آمنوا به وبرسالته بطبيعة الحال اتبعوني يعني ماذا؟ فيما اقوله فيما افعله فيما جئتكم به هذا طبعاً في الملاحظة الاولى نقول والا في الملاحظة الثاني نترقى اما اذا قلنا أن المخاطب هم اهل الكتاب، المخاطب هم اليهود والنصارى، المشركون اذن اتبعوني (هذه الملاحظة الاولى) يريد أن يقول رسول الله اقبلوا مني اني رسول الله اليكم الان اذا قبلتم فقط مسألة انا انبهكم يوجد بحث أن الكافر مكلف بالفروع أو ليس مكلف بالفروع تتذكرون هذا البحث في الفقه؟

    هناك بحث مفصل بين علماء الامامية أن الكافر يكلف بالفروع قبل أن يكون مكلفاً بالاصول أو لا؟ كثير قالوا لا، اولاً لابد أن يقبل الله ورسوله والخاتمية بعد ذلك نقول له ما هي الفروع أمّا وقبل أن يقبل الرسالة لا معنى لان نكلفه بالفروع حتى لو قام بالفروع وهو لا يؤمن بالاصول يقيم أو لا قيمة له؟ لا قيمة له كأنه (في الملاحظة الاولى يريد أن يقول هذا الكلام) يقول الكلام الان ليس في أن رسول الله اقواله حجة أو ليست حجة، افعاله حجة أو ليست حجة رسول الله بصدد ما هو؟ بصدد ما هم ينكرونه ماذا ينكرون؟ ينكرون الصلاة الصوم الزكاة أو ينكرون رسالته انه مرسل من الذي ينكرونه؟ الذي ينكرونه منه انك لست بمرسل انك لست برسول مرسل الينا كما في موسى وعيسى رسول الله ماذا يقول وهذه الاية ماذا تقول بناءاً على أن المخاطب اهل الكتاب؟ يقول لهم اقبلوا اني رسول الله اليكم هذه الاية بالامس كانت 175 من الاعراف هذه الاية تشير الى هذا المعنى الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والانجيل يتبعونه يعني ماذا يقولون؟ يعني يقولون اقواله وافعاله حجة؟ لا، يريدون أن يقبولن هذا ماذا؟ هذا رسول الله في ذيل الاية يوجد شاهد على ذلك بعد أن يقول يأمرهم بالمعروف الى أن تقول فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه مقتضى السياق ماذا يقول؟ هذا ضمير آمنوا به وعزّروه ونصروه ماذا لابد أن يقول؟ لابد أن يقول واتبعوه ولكن اية ما قالت هذا قالت واتبع النور الذي انزل معه يعني اتبع القرآن كاملاً الاية في آخره لو كان تقول واتبعوه جيد جداً قد نقول يجري الاطلاق ومقدمات الحكمة لاثبات اتبعوه في اقواله وافعاله واحواله وتقريرات والى غير ذلك حتى نثبت حجية السنة وطبعاً هذا سنشير اليه في الملاحظة الثانية قل يا ايها الناس وهو هذا محل الشاهد في الملاحظة الاولى كل هذا (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ).

    الآن اقوالي حجة أو ليست بحجة هذه الاية ما تريد تشير الى هذا فقط اقبلوا مني انا رسول اليكم، الآن افعالي حجة أو ليست بحجة اقوالي حجة غير الذي جئت به من القرآن حجة أو ليس بحجة الاية ساكتة فقط تريد اقبلوا مني انا رسول لاله اليكم انا ليس صاحب منظومة فلسفية وكلامية ونابقة اريد أن اقوله لكم انا رسول الله ارسنلي اليكم اذن اذا تمت هذه الملاحظة الاولى فتكون الاية اجنبية عن محل الاستدلال وليس نافية لا، اجنبية لان الاية تتكلم عن شيء ومحل الكلام شيء آخر، محل الكلام أن هذا الرسول اقواله حجة أو ليست بحجة افعاله حجة أو ليست بحجة هذا نزاع عندنا أمّ الاية أن هذا رسول الله أو ليس برسول؟ وبعبارة فنية انه يوجد بحثان بحث في كان التامة أن هذا رسول من الله الينا أو ليس برسول؟ بحث ثاني في كان الناقصة أن هذا الذي ثبتت عصمته أقواله وأفعاله وتقريراته حجة أو ليست بحجة؟ فالملاحظة الاولى تريد أن تقول هذه الآية  بصدد بيان كان التامة لا بصدد كان الناقصة لا اقل لا ندعي (من الناحية الاصولية) ظهورها ولكن لا يمكن لاحد أن يدعي انها ظاهرة في الامر الثاني الذي هو محل النزاع لانه نحن نريد أن نستدل بهذه الاية لاثباته فلابد لا اقل يكون لها ظهور مع وجود هذا الاحتمال ومع وجود هذه الروايات ومع وجود السياق العام في القرآن يعطي مجالاً لهذا الظهور أو يقف أمام هذا الظهور لا اقل يكون مجملاً لا اعلم اتبعوني يعني اتبعوني رسول أو اني رسول الله اليكم أو اتبعوني بعد أن ثبتت رسالتي اقوالي وافعالي حجة عليكم أي منهما اذا قبلت سياق العام للسورة وهو مرتبط بأهل الكتاب يكون لها ظهور في كان التامة اذا لم تقبل هذا لا اقل هذه الروايات الواردة لا يعطي مجالاً للظهور في كان الناقصة واضح الملاحظة الاولى.

    الملاحظة الثاني: الملاحظة الثانية اذا تتذكرون في بحث الطائفة الرابعة قلنا بأنه لابد أن نميز بين مقام الرسالة الرسول ومقام النبوة وبيّنا أن مقام الرسالة اطيعوا الله واطيعوا الرسول الرسالة يعني ابلاغ ما جاء به من عند الله يعني كلما بلّغنا به في القرآن الكريم فهو حجة عليكم هذا معنى تتذكرون تفصيلاً وقفنا عنده بناءاً على ذلك اتبعوني، اتبعوني في كلما ارسلت به ماذا ارسل به؟ ارسل به الايات القرآنية يجب اتباعه، اتبعوني في ماذا؟ في ما اخبر وارسلت وما على الرسول ابلغتكم وهذا مقام الرسالة بعد هذه من أين يخرج منه حجية فعل النبي من أين يخرج به اقواله غير ما ابلغنا به عن الله سبحانه وتعالى والشواهد القرآنية أيضاً كثيرة فيها منها هذا الشاهد الذي الان قرأناه من سورة الاعراف ماذا قالت الاية؟ واتبعوه أو واتبعوه النور الذي انزل معه؟ واتبعوا النور الذي انزل معه واتبعوا النور الذي انزل معه ما هو؟ هو القرآن الكريم .

    هذه اية والاية الثانية في سورة الجاثية الاية 18-19 هذه قال: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الأَمْرِ) يعني ماذا؟ يعني الشريعة التي يتبعوها هي الشريعة التي شرعها الله أو له أين؟ في القرآن الكريم وامرنا باتباعه أي شريعة؟ الذي الله شرعها لها وليس الشريعة التي هو جاء به من غير القرآن الكريم، ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ثم امرنا باتباعه واتباعه في ماذا؟ اولا قال له نحن جعلناك على شريعة ينبغي أن تتبعها آيات القرآنية التي تشير الى هذه الحقيقة متعددة، اتبع ما اوحي اليك من ربك واتبع ما يوحى اليك واصبر الاية الاولى الانعام 106 الاية الثانية يونس 109 (اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) كان بما تعملون خبيرا ثم فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ، إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ، قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي، اذن رسول الله هو من عنده يعمل أو بمقتضى الوحي الالهي ثم امرنا الله باتباعه يعني اتباعه في اقواله وافعاله غير القرآن أو فيما اوحي اليه؟ فيما اوحي اليه هذه هم كان الناقصة سلمنا وليس كان التامة كان الناقصة ولكنه اتبعوني أين؟ مطلقا أو فيما انا امرت باتباعه وهو ما اوحي اليه أي منهما؟

    اذن الملاحظة الثانية حتى لو سلمنا أن الاية المباركة بصدد كان الناقصة يعني هذا الرسول يجب اتباعه، اتباعه فيما ماذا؟ في اقواله وافعاله غير ما اوحي اليه أو في اقواله وافعاله التي اوحيت اليه والتي اوحيت اليه هي القرآن والا اذا ثبت لنا أن السنة القولية والسنة الفعلية أيضاً وحي من الله لا توجد عندنا مشكلة، المشكلة أن هذه وحي أو ليست وحي والا اذا ثبتت أن فعله وحي يعني كما أن امين الوحي انزل عليه آيات القرآن انزل عليه هذا الفعل من الله تعالى حجة أو ليس بحجة؟ لا يوجد اشكال في هذا نحن نتكلم انه فيما لم يثبت انه من الوحي وانما صدر ممن؟ أحفظوا لنا محل النزاع، لا اذا ثبت انما قاله هو وحي كوحي القرآن لا توجد عندنا مشكلة في حجيته، انما الكلام انه ما قاله من غير الوحي ما فعله من غير الوحي هذا هم سنة يجب اتباعه أو لا يجب؟ المستدل يريد أن يقول فاتبعوني هذا دليل على انه يجب اتباعه وان لم يكن وحي الجواب اقول القرآن الكريم بيّن انه هو رسول الله تابعٌ للوحي فيجب علينا أن نتبعه فيما هو تابع فيه وهو ما تابع فيه هو المحظ ولا اقل بحسب الاحتمالات ما ادعي الظهور حتى أن القضية لا تصير جزمية ما ندعي الظهور ولكنه بعد مع وجود هذه القرائن بعد تسمح الانعقاد الظهور بالاطلاق أو لا تسمح؟ لا تقف مانعاً وعائقاً ومعيقاً لانعقاد مقدمات الحكمة لاثبات الاطلاق هذه هم الملاحظة الثانية.

    الملاحظة الثالثة والاخيرة نحن في كل الايات السابقة ماذا قلنا؟ قلنا أن الدليل الذي نحتاج لاثبات حجية السنة ما هي الشروط التي لابد أن تتوفر فيه؟ أن يكون من حيث السند قطعية ومن حيث الدلالة نصاً ومن حيث النص جلياً، الشرط الأول واضح الوجود وهو السند قطعي لانه اية في القرآن الكريم، الشرط الثاني: هذه الاية على فرض وتنزلنا انها لها ظهور لها اطلاق والاطلاق ظهور أو نص؟ ظهور اذن الشرط الثاني منتهي فضلا عن الشرط الثالث، هذا اشكال سيال على كل هذه الطوائف من الايات التي استدل بها على حجية السنة وهو انه اذن فتلخص خلاصة الملاحظات:

    الملاحظة الاولى هو أن الاية بصدد كان التامة لا كان الناقصة.

    الملاحظة الثانية أن الاية حتى لو سلمنا انها بصدد كان الناقصة فانها توجب الاتباع فيما هو تابع في الوحي.

    الملاحظة الثالثة لو تنزلنا وقلنا أن مقدمات الحكمة تامة تفيد الاطلاق فلا تفيد الا ظهوراً والظهور لا يعطي الا ظنا والظن لا يغني من الحق شيئا هذا تمام الكلام في هذه الاية المباركة ولكننا على كل الاحتمالات نبحث الاية، الان لو اغمضنا الطرف عن الملاحظة الاولى والملاحظة الثانية والملاحظة الثالثة وكأنه ننتزع هذه الاية انتزاعاً من سياقها ومن سورتها ومن الايات الاخرى لها كأنه لم تنزل الا قوله تعالى ماذا؟ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ فما هي دلالة الاية؟

    وعموم المستدلين بهذه الاية انما فرضهم هذا الفرض يعني قطعوا النظر عن أن هذه الاية جاءت في سورة اسمها سورة ال عمران وقطع الاية عن كل الايات الاخرى في القرآن التي فيها أيضاً اتباع قطعوا كلها قالوا نأخذها على استقلالها كأنه رسول الله مباشرتاً قال قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ طبعاً هذا كاملاً ينسجم مع بعض المباني في جمع القرآن الذين يعتقدون بأن ترتيب الايات في القرآن توقيفي أو غير توقيفي هذا الكلام كثير منطقي بالنسبة اليهم لانه هذه بعض الصحابة وضعوا هذه الاية بهذا المكان والا لا دلالة لعله اصلا كانت مرتبطة بسورة الانفال هؤلاء جعلوها في سورة آل عمران على سبيل المثال كما قالوا في بعض الايات القرآنية كما قالوا في قوله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ قالوا هذا موضعها أو ليس موضعها؟ قالوا هذا ليس موضعه، الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ قالوا هذا ماذا؟ واستشهدوا على ذلك قالوا انه لو رفعنا هذا المقطع من الاية غيّر من الاية شيء أو لم يغير؟ لم يغير.

    اذن تبين انه هذه هنا وضعت قثراً وهذا ليس موضعها والا لماذا اذا رفعناه لا يتغير من المعنى شيئاً وهكذا وهذا على المبنى، اما على مبنى من يعتقد بأن القرآن ليس 6000 اية بل 17000 آية يقيناً القضية بيني وبين الله كثير اوضح تصير أن يعتقد أن القرآن فيه نقيصة وانه كثير من الايات ناقصة لعله ذلك الايات ترشدنا الى مراد هذه الاية المباركة.

    انا الان افترض كأنه أن صح التمثيل هذه الاية كأنه هي جزئرة مستقلة ومنفصلة عن كل القرآن وعن كل الايات الاخرى وعن السورة وعن ايات سورة عمران وحدها لوحدها قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ كما قرأناها مراراً من آية سورة آل عمران قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ما هو المستفاد منها.

    نأتي الى الشيخ محي الدين ابن عربي في ذيل هذه الاية المباركة التي تعامل معها هذا التعامل وهو تعامل انه لا علاقة لها بما قبلها وبما بعدها في ذيل هذه الاية التي من تفسيره رحمة من الرحمن في تفسير واشارات القرآن جمع وتأليف محمود محمود الغراب المجلد الأول صفحة 433 يقول الناس على ثلاثة اصناف:

    الصنف الأول: الانسان لا يخلو أن يكون واحداً من ثلاثة بالنظر بالنسبة الى الشرع يقول ثلاثة اصناف اذا قيسوا على الشرع المبارك، الصنف الأول أو القسم الأول أن يكون باطنياً محظاً اصلا لا يعتني بهذه الاشكال انه بيني وبين الله تصلي وتصوم ابدا الانسان لابد أن يكون طاهر نية وطاهر القلب هذا ما هي هذه الافعال كل علاقة ما فيها يقول وهذا يؤدي الى تعطيل الاحكام الشرع وقلب اعيانها وكلما يؤدي الى هدم قاعدة من قواعد الدين فهو مذموم باطلاق عساكم الله واياكم ذلك هذا القسم الأول أن يكون باطنياً محظا.

    القسم الثاني أو الصنف الثاني: أن يكون ظاهرياً محظا، يهتم وتجده من يريد أن يتوضا يبقى 33 دقيقة يمسح واذا دخل الى الحمام لابد أن يصرف خمسة تانكرات ماء حتى يغتسل من باب الاحتياط ومن باب الى آخره هذا أيضاً بيني وبين الله لعله في حال الوضوء يفكر كيف يغش اخاه المؤمن يبطل وضوئه أو لا يبطل وضوئه فقهياً؟ لا يبطل ماذا علاقته ولهذا يقول هذا القسم الثاني وهو أن يكون ظاهرياً محظاً متغلغلاً بحيث أن يؤديه الى ذلك التجسيم والتشبيه يقول هؤلاء الظاهرية انتهوا الى هذا النتائج فهذا مثل ذاك ملحوق بالذم شرعاً هذا مثل ذلك الأول باطني المحظ.

    اما الثالث وهو محل الشاهد الذي يريد أن يستفيد من الاية المباركة وإمّا أن يكون جارياً مع الشريعة يمشي حيث ما مشى الشارع مشى وحيثما وقف وقف قدم بقدم هذا الذي يتهموه ملحد ولا يعتقد بالنبوة وكذا انظروا كلامته: وحيثما وقف الشرع وقف وهذا الوسط وسط وبهذا تصح محبة الله له يحب الله ولهذا يقول قال تعالى لرسوله أن يقول فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم فباتباع الشارع واقتفاء اثره وصحة محبة الله للعبد وغفرت الذنوب وصحة السعادة الدائمة فإن الائتمام بالامام يلزم مادام يسمى اماماً يقول يجب الائتمام بالامام مادام عنوان الامامية ثابتة له يعني الحيثية التعليلية للاقتداء بالامام ما هي؟ أن يصح عليه عنوان ماذا؟ من قبيل متى يصح تقليد هذا الانسان؟ اذا كان فقيهاً كان عالماً بالدين فمادام هذا العنوان ثابتٌ له التقليد ثابتٌ له اما اذا زال عنه هذا العنوان العادل متى كان عادلاً يجوز الائتمام به اذا زال عنه عنوان العدالة بعد يجوز أو لا يجوز؟ يقول النبي الاكرم أيضاً يجب الائتمام به مادام اماماً وامامة الرسول مرتبطة بزمان معين أو غير مرتبطة يقول لا ترتفع فاتباع لازم.

    اذن لابد أن نتبعه في كل شيء ومحبة الله لمن اتبعه لازمة بلا شك الى أن يقول فإن الايات الى أن يأتي في صفحة 434 يقول الى هذا فنحن مأمورون باتباعه فيما سن وفرض بأي دليل؟ بدليل قوله فاتبعوني مطلق هذا ليس انه فاتبعوني فيما اوحي الي لا اتبعوني مطلقاً فيما جاء به من الله وفيما سنه هو صلى الله عليه وآله قال فنحن مأمورون باتباعه فيما سن وفرض فنجازى من الله فيما فرض جزاء فرضين كيف؟ يقول هو اذا قال قال الله الصلاة واجبة ونحن صلينا الله يعطينا بدل الثواب ثوابين لماذا؟ يقول اولاً ثواب الصلاة وثانياً ثواب الاتباع لانه قال اتبعوني ونحن عملنا باتباع يقول فنجازى من الله فيما فرض جزاء فرضين فرض الاتباع وفرض الفعل الذي وقع فيه الاتباع اما فيما سن له حساب آخر الى أن يصل الى هذه النتيجة يقول فإنه من ترك شيئاً من اتباع الرسول مما لم ينفرض عليه طبعاً يقول يجب اتباعه أو اتباعه لازم فيما فرض وفيما سن ومراد من السن هنا ليس في قبال الفريضية مراد من السنة في قبال الواجب يعني فيما جعله مستحب يقول بأي عمل انت لم تتبعه فيه بذاك القدر نقص من كمالك من ترك شيئاً من اتباع الرسول مما لم ينفرض عليه فإنه ينقص من محبة الله اياه على قدر ما نقص من اتباع الرسول اذن هذا الامر الأول الذي يستفيده ابن عربي من هذه الاية.

    الامر الثاني الذي يستفيده من هذه الاية انشاء غد وبهذه الاية ثبتت عصمة رسول الله صلى الله عليه وآله يقول هذه الاية من الايات الدالة على عصمة رسول الله هذه تحتاج الى بيان ما هو وجه اذا اتبع الانسان رسول الله فهذا يدل على عصمته صلى الله عليه وآله من قبيل ما ذكرنا في آية الطاعة قلنا هناك الاطاعة مطلقة دالة على العصمة أين ناقشنا فيها لابد اولا نرى تقريب الاستدلال كيف تدل على العصمة وهل دال وتام هذا الاستدلال أو لا.

    والحمد لله رب العالمين.

    17 جمادى الأولى 1436

    • تاريخ النشر : 2015/03/08
    • مرات التنزيل : 1345

  • جديد المرئيات