نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (75)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في استدلال بهذا المقطع من الاية المباركة لاثبات حجية السنة بالمعنى الاصولي اقوال النبي وافعال النبي قلنا بأنه لابد في المقام الأول من البحث أن نستعرض كلمات اعلام الاصوليين والفقهاء وغيرهم ماذا فهموا من الاية المباركة وان لم يبينوا نا وجه الاستدلال ولكن قالوا أن هذه الاية دالة على حجية السنة اما كيف دال على حجية السنة الى الان انتم وجدتم كل الذي قرأناه في الابحاث السابقة لم يقل لنا احدٌ انه كيف دلت الاية على حجية السنة لانكم تعلمون نحن نحتاج الى وجه الاستدلال بيان الاستدلال وفي كلماتهم لم يكن هناك أي بيان واي وجه للاستدلال ولكنه نحن الان في المقام الأول أن شاء الله في المقام الثاني والمقامات اللاحقة سيتضح بأنه اساساً تامٌ أو ليس بتام.

    من الطرق الاخرى التي استدلوا بها (بهذا المقطع من الاية لانه قلنا هذه ليست آية وانما هي مقطع من الاية) لاثبات حجية السنة يعني اقوال النبي افعال النبي هو الاستناد الى النصوص الروائية ما هي هذه الروايات؟

    الروايات متعددة في هذا المجال الروايات انا اشير اليها من اصول الكافي الجزء الأول صفحة 660 الى هي باب التفويض الى رسول الله والى الائمة في امر الدين قلنا توجد مجموعة من الروايات قلنا نقف عند الرواية الرابعة هذه الرواية الرابعة هي معتبرة عند العلامة المجلسي في مرآة العقول في المجلد الثالث صفحة 15 وايضاً معتبرة عند العلامة شيخ آصف محسني في مشرعة البحار الجزء الأول صفحة 311 الرواية سمعت ابا عبد الله يقول لبعض اصحابه قيص الماصر أن الله عزّ وجلّ ادب نبيه فاحسن نبيه فلما اكمل له الادب قال انك لعلى خلقٌ عظيم ثم فوض اليه امر الدين.

    اذن القضية ليست مرتبطة بالتفويض في عالم التكوين طبعاً ليس التفويض الباطل التفويض الصحيح يعني وسائط الفيض وانما مرتبط بالتفويض في امر الدين والتفويض في امر الامة ليسوس عباده الذي وقفنا فيما سبق عند هذه الرواية الان محل الشاهد فوّض اليه امر الدين فقال ما آتاكم مع انه مفروض انه الاية ماذا تصير؟ وما آتاكم هذه على القاعدة النسخ كلها بهذه الشكل، فقال عزّ وجلّ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا.

    طبعاً هذا قول منسوب للامام الصادق الآن الامام الصادق بيني وبين الله يقرأ الاية ويحذف منه الواو، وكان رسول الله مسدداً وموفقاً مؤيداً بروح القدس لا يزل ولا يخطأ في شيء مما يسوس به الخلق فتأدب بآداب الله.

    من هنا الامام سلام الله عليه تطبيقاً لقاعدة وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا الان يذكر جملة من افعال رسول الله ليقول انها حجة ولا تجوز مخالفتها هذا معناه أن الامام يريد أن يستند الى هذا المقطع من الاية لاثبات حجية افعال النبي أو لاثبات حجية اقوال النبي على سبيل المثال قال: ثم أن الله عزّ وجل فرض الصلاة ركعتين ركعتين عشر ركعات فأضاف رسول الله الى الركعتين ركعتين والى المغرب ركعة فصارت عديل الفريضة لا يجوز تركهن الا في السفر، يعني عزيمة، بأي دليل تجب طاعة رسول الله؟ افترض أنه زاد ركعتين تجب طاعته ومخالفته لا تجوز؟ نعم لان الله قال وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا.

    وأفرد الركعة في المغرب فتركعها قائمة في السفر والحضر فأجاز الله له ذلك كله فصارت الفريضة سبع عشر ركعة، ثم سنّ رسول الله النوافل اربعاً وثلاثين ركعة مثلي الفريضة فاجاز الله عزّ وجل له ذلك، والفريضة والنافلة احدى وخمسون ركعة منها ركعتان بعد العتمة جالساً تُعدان بركعة مكان الوتر.

    وفرض الله في السنة صوم شهر رمضان وسنّ رسول الله صوم شعبان الى آخره …

    وحرّم الله عزّ وجل الخمر بعينها وحرّم رسول الله المسكر من كل شرابٍ فاجاز الله له ذلك، وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ (في الواجبات) وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (في المحرمات) هذه كلها استناداً الى الكبرى التي اسسها الامام الصادق، وما اتاكم الرسول، وعاف رسول الله اشياء وكرّهها لم ينهى عنها نهي حرامٍ، الان تجدون واجبات ومحرمات ومستحبات ومكروهات ، انما نهى عنها نهي اعافة وكراهة ثم رخص فيها فصار الاخذ برخصه واجباً على العباد كوجوب ما يأخذون بنهيه وعزائمه.

    سيدي يابن رسول الله من أين تقول هذا؟ يقول لان الله قال وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، ولم يرخص لهم رسول الله فما نهاهم عنه نهي حرامٍ ولا فيما امر به امر فرض لازمٍ ابداً لم يرخص هذا الذي قلناه مراراً هذه الاحكام التي وضعها رسول الله احكام ثابتة أو متغيرة أي منها؟ احكام ولائية أو احكام جزء من الدين؟

    هذه كاملاً قرائنها معها قياساتها معها انها من الاحكام الثابتة وليست من الاحكام المتغيرة والا اذا كانت من الاحكام المتغيرة يمكن تغييرها باختلاف الزمان والمكان فكثير المسكر من الاشربة نهاهم عنه نهي حرامٍ لم يرخص فيه لاحد ولم يرخص رسول الله لاحد تقصير الركعتين اللتين ضمهما الى ما فرض الله عزّ وجلّ بل الزمهم ذلك الزاماً واجبا.

    سؤال: لماذا يجب علي هو الزمني لان الله قال وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ، ولم يرخص ذلك من شيء الا للمسافر وليس لاحد أن يرخص ما لم يرخصه رسول الله صلى الله عليه وآله فوافق امر رسول الله امر الله عزّ وجل ونهيه نهي الله عزّ وجلّ ووجب على العباد التسليم له كالتسليم لله تبارك وتعالى هذه مجموعة من الروايات الاخوة يراجعونها وهي الرواية الرابعة.

    الرواية الخامسة أيضاً كذلك (الرواية معتبرة كما في مرآة العقول) سمع ابا جعفر وابا عبد الله يقولان أن الله تبارك وتعالى فوّض الى نبيه امر خلقه يعني في الدين لينظر كيف طاعتهم ثم تلى هذه الاية مَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا.

    الرواية السادسة (أيضاً وهي معتبرة كما اشرنا سابقاً) قال الصادق أن الله تبارك وتعالى ادب نبيه فلما انتهى ففوض اليه امر دينه الى أن قال وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، وان الله عزّ وجل فرض الفرائض ولم يقسم للجد شيئا وان رسول الله اطعمه السدسد فاجاز الله جل ذكره ذلك ولذلك قول الله عزّ وجل هذا عطائنا.

    الرواية السابعة: قال لابي جعفر قال وضع رسول الله دية العين الى آخره.

    والرواية العاشرة وهي خاتمة هذه الروايات: الرواية هذا اعطى سليمان ملكاً عظيما ثم جرت هذه الاية في رسول الله يعني هذا هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ، فكان له أن يعطي ما شاء من شاء ويمنع من شاء واعطاه الله افضل مما اعطى سليمان لقوله تعالى مَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ، هنا يفسر الاتيان بماذا؟ اعطاء وهل يصدق على تبليغ الاحكام واعطاء الاحكام أو لا يصدق؟

    هذا بحث لابد أن نرى بأنه اتى وردت بأي معنى بمعنى اعطى اذا صارت اعطى ما اله معنى انه اعطى الاحكام هل يصدق عرفاً على بيان الاحكام انه اعطى الاحكام؟ ذلك بحثه عندما نأتي الى المقام الثاني والثالث من البحث ولذا في رواية أخرى وان كانت غير معتبرة سندا واصلاً.

    اصل الكتاب عندنا فيه اشكال وهو بصائر الدرجات الجزء الثاني صفحة 691 باب التفويض الى رسول الله قرأت هذه الاية على ابي جعفر ليس لك من الامر شيءٌ قول الله تعالى لنبيه وانا اريد أن اسأله عنها فقال ابو جعفر بلى شيءٌ وشيءٌ مرتين وكيف لا يكون له امر من شيء وقد فوّض الله اليه دينه فقال وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ فما احل رسول الله فهو حلال وما حرّم فهو حرام هذه مجموعة من الروايات التي استدل بها في هذا المجال طبعاً على مبنى العلامة المجلسي اذا تتذكرون كل الروايات التي واردة في اصول الكافي وفي بصائر الدرجات كلها تكون روايات معتبرة لانه كما ذكرنا لكم قبل يومين أو ثلاثة قلنا الجزء الأول من مرآة العقول صحفة 22 يقول أن وجود الخبر في امثال تلك الاصول المعتبرة مما يورث جواز العمل به وهي واردة في اصول الكافي واردة في البصائر وهي من اهم الاصول المعتبرة عند العلامة المجلسي طبعاً في كتب القوم انا ما صار عندي وقت كثير اتابع هذه الروايات ولكنه وجدت رواية واحدة في مسند احمد أيضاً من هذا المضمون ليس بعنوان التفويض ولكنه بعنوان انه حكمٌ صدر من رسول الله واستدل بهذه الاية أو هذا المقطع من الاية لوجوب العمل بها الرواية موجودة في مسند الامام احمد ابن حنبل تحقيق شعيب الارنئوط رقم الرواية 3300 والرواية كما يعبر عنها يقول اسنادها صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير منصور ابن حيان فمن رجال مسلم واخرجه النسائي في المجتبى والكبرى والحاكم واخرجه ابن ابي شيبة والبيهقي وابو داوود والى غير ذلك والرواية من الروايات المشهور الرواية عن ابن عمر وابن عباس انهما شهدى على رسول الله صلى الله عليه وآله انه نهى الدباء والحنتم والمزفتي والنقير الآن ما هي ليس محل بحثنا نهى عن هذه الامور.

    سؤال: يجب الامتثال على نهيه أو لم يجب؟ من قال ثم ماذا نهى؟ الجواب ثم تلى رسول الله وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ بعد هذا استدلال بماذا؟ استدلال من رسول الله الروايات السابقة كانت الاستدلال ممن؟ من الائمة وليس من رسول الله.

    الآن تقول ما هو الفارق بينهما؟ هذا فيما يتعلق بالاستدلال بالروايات لاثبات أن هذه الاية المباركة دالة على حجية السنة الآن إمّا النبوية بالخصوص أو الاعم من النبوة والولوية ولكن توجد معظلة واشكالية في الاستدلال بهذه الروايات هو انه نحن بحثنا في حجية السنة كيف نستدل بالسنة لاثبات حجية السنة هذه الرواية نقرأها عن الامام الصادق هو قول الامام الصادق حجة أو ليست بحجة؟ هو بحثنا فيه أن قول الرسول حجة اصلاً لماذا الامام نذهب الى رسول الله تعالى.

    سؤال: أن قوله حجة أو ليست بحجة هو اول ثبت الحجية حتى هذه الرواية تقول حجة هذا الاشكال الدور فيها لا يمكن الاستدلال بالخبر لاثبات حجية الخبر والان أين بحثنا ؟ بحثنا في حجية السنة النبوية فالاستدلال بقول رسول الله لاثبات حجية قوله يكون من الدور، يعني الحجية متوقفة على الحجية اما الاستدلال بروايات الائمة فيها اشكاليتين لماذا؟ لانه اولاً بعده لم تثبت عندنا حجية السنة النبوية اذا ثبتت عندنا حجية السنة النبوية لابد أن نبحث هل يوجد دليل على حجية قول الامام بقول النبي حديث الثقلين بعد نريد أن نستند بحديث الثقلين، تقول نستدل بآية التطهير اقول اذا كانت الاية التطهير كافية بعد ما نحتاج أن نذهب الى الرواية لانه آية التطهير فيها الف والف كلام وكلام نبحثه هناك وعند ذلك نستد الى كلام النبي.

    اذن دليل حجية قول الائمة من أين يمر؟ من رسول الله الآن الائمة سلام الله عليه بناءاً على ما يعتقد (هذه سيحذفوها ويقولون السيد يقول الائمة مجتهدين) بناءاً على من يعتقد أن الامام مجتهد اجتهد أن هذه الاية دالة على حجية السنة الا أن تثبت في الرتبة السابقة عصمة الائمة اولاً والاخوة الحاضرين في بحث الفقه وان هذه الروايات ما منقولة الينا بالمعنى ثانياً عند ذلك نستطيع أن نذكر ذلك الاستدلال ولهذا هذا البحث نوكله الى الفصل الثاني.

    اذا تتذكرون قلنا في الباب الأول نريد أن نبحث ادلة حجية السنة النبوية في هذا الباب الأول الفصل الأول الادلة القرآنية، الفصل الثانية الروايات الواردة لاثبات حجية السنة هذا الاشكال هناك سنطرحه وهو انه هل توجد معالجة لهذه المعظلة أو لا توجد؟ بنحو الاجمال هيچي فتوى اقولها لكم اذا استطعنا أن نثبت حجية خبر الواحد من القرآن بعد لا يكون استدلالا بالسنة بل يكون استدلالاً بالقرآن على هذا المعنى وهذا بحث آخر سيأتي أن شاء الله تعالى في محله، هذا فيما يتعلق بكلمات اعلام الامامية لاستدلال بهذه المقطع لاثبات حجية السنة النبوية.

    أما في مصادر اهل السنة وجدت هناك مجموعة أيضاً من الكلمات التي صرحوا بذلك واصلها للامام الشافعي كما ذكرنا لكم كتاب الام للشافعي المجلد الثامن صفحة 36 قال فيكون الكتاب بحكم الفرق والسنة تبينه قال وما دل على ذلك ما هو الدليل على أن السنة تبين الكتاب؟ قلت قول الله عزّ وجلّ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا  فقد بيّن الله عزّ وجلّ أن الرسول قد يسن السنة ليست بنص في كتابه وفرض الله على الناس طاعته بعد واضح استدلالاً بقوله تعالى وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، هذا هو الموضع الأول.

    الموضع الثاني: أيضاً واردٌ في كتاب الام الجزء التاسعة صفحة 10 أيضاً أشار الى هذا المعنى قلت لقد فرض الله عزّ وجل علينا اتباع امره فقال وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وكذلك في الجزء التاسعة صفحة 69 فقال عزّ وجلّ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا الى آخره وبعد ذلك انتم تعلمون المؤسس الأول هو الشافعي وبعد ذلك بعد كل كلمات اعلام الاصوليين ومن بعده قالوا بحجية السنة النبوية واهم ادلتهم من القرآن واحدة من الادلة هذه ومنهم المستصطفى الغزالي الطوسي المتوفى سنة 1105 من الهجرة الجزء الثاني صفحة 223 قال وكقوله تعالى فاليحذر الذين يخالفون وقوله تعالى وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وامثال ذلك، ومنهم تبعاً لذلك عبد الخالق عبد الغني أو غيره في حجية السنة هناك في صفحة 197 قال ما يدل على وجوب طاعته صلى الله عليه وآله طاعتا مطلقة فيما يامر به وينهى عنه وعلى أن طاعته طاعة الله وعلى التحذير من مخالفته وتبديل سنة هذا كلام يقول في صفحة 197 يأتي في صفحة 302 يقول والادلة قال تعالى وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، وآخرين وآخرين هذا تمام الكلام في المقام الأول من البحث وهو ما استدل أو ما ذكره اعلام المدرستني في الاستدلال بهذا المقطع من اية لاثبات حجية السنة بالمعنى الاصولي.

    المقام الثاني: في المقام الثاني نريد أن نبحث هذا المعنى هذا منهجاً عاماً عند الاعزة لا فقط في هذا المورد بل في كل بحث يريدون بحثه قرآنياً وارجوا الله سبحانه وتعالى أن اذا وفقت وكتب تفسير وكتبت تفسير أو بعض فضلاء طلابي المنشغلين بهذا المعنى لكتابت تفسير اساساً نأتي الى القرآن من غير أن نشغل اذهاننا بكلمات الفضلاء والمفسيرن اصلا نقرأ القرآن الم ينزل القرآن بلسان عربيٍ مبين الم ينزل القرآن قال بنفسه انه نور؟ الم يقل القرآن عن نفسه بأنه بيان؟ الم يقل القرآن عن نفسه بأنه تبيان؟ الم الم …. هذه كلها اوصاف وهذه ولا واحدة منها منقولة بالمعنى كلها منقولة بالفاظ نزلت على قلب الخاتم صلى الله عليه وآله اقول سيدنا ماذا تفعل بحديث الثقلين؟ اقول والله وبالله انا حديث الثقلين معه ولكن بشرطها وشروطها أن يكون قول الصادق أن يكون قول النبي وهذا الموجود بيدي قول الصادق أو فهم الراوي؟ فهم الراوي، لا يشكل لي احد سيدنا أنت تريد أن تنفي حديث الثقلين لا، ليس اريد أن انفي حديث الثقلين ولكن ثبت العرش ثم انقش هذا فاليثبت قول الصادق ولو كان قول الصادق اصلاً لما قالوه اعرضوه على كتاب ربنا لانه هو المفسر كيف يقول اذا فسرت لكم اعرضوا كلامي على كتاب الله تعالى.

    اذن هذا الذي هو يقول اعرضوه على كتاب ربنا يعني المحكي المنقول الذي جاءنا منه ولهذا في الاحاديث أيضاً قال احدهما اكبر من الاخر لماذا اكبر؟ لان الحديث تابعٌ للقرآن على أي الاحوال.

    المقام الثاني: وهو انه اساساً نحن وهذه السورة المباركة، اذا تتذكرون في الابحاث السابقة مفصلاً وقفنا قلنا أن لكل صورة شخصية خاصة بها لكل سورة موضوعٌ تحاول كل المسائل أن يدور ابحاثه حول ذلك الموضوع وكذلك قلنا لكل آية سياقها الخاص خصوصاً اذا كانت الاية من الايات ليس القصيرة وانما الايات الطويلة من قبيل آية المداينة ومن قبيل هذه الاية وهي محل الكلام قال: مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.

    اذن لابد هذه الاية واقعاً واقعة هذا المقطع واقع في سياق آية هذا مضمون الاية مضافاً الى سياق الايات السابقة واللاحقة التي فيما سبق عبرنا عنها بعلم المناسبات اذا تتذكرون قلنا مناسبة الايات بعضها مع البعض مناسبة المقاطع بعضها مع بعض موضوع السورة هذه كلها لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار وكأننا لم نقرأ لا رواية ولا شأن نزول ولا ابداً واذا ذهبنا الى شأن النزول لا نريد أن نستدل بشأن النزول فقط نريد أن نستعرف بماذا؟ قلنا أن المورد يخصص الوارد أو لا يخصص؟ ولكن هناك فرق كبير بين شأن النزول وبين السياق لا تخلطون بينهما.

    الآن نأتي لنرى أن اولئك الذين بحثوا من هذه الابحاث ماذا قالوا عن السورة عن الايات المحيطة بذلك.

    المورد الأول: ما ورد في كتاب التفسير الحديث تأليف محمد عزت دروزة دار الغرب الاسلامي المجلد السابع صفحة 302 التفتوا الى الموضوع العام لهذه السورة، يقول جل هذه السورة في صدد اجلاء فريق من اليهود عن المدينة وما كان من مواقف المنافقين فيه من هذا الموقف وتشريع للفيء ومداه وما كان من تشاد حوله من المشاد التي وقعت الآن أي مشادة هذه بعد ذلك يأتي لانه هذه روايات شأن نزول تبين سنة وشيعة وفيها اكبر مجموعة لاسماء الله الحسنى والمرجح انها نزلت دفعة واحدة أو متتابعة. هذا المورد الأول، هذا هو موضوع السورة.

    ثم يأتي الى صفحة 304 بعد أن ينقل الايات الاربع الاولى من السورة يقول تعليق على الايات الاربع الاولى من السورة احادث الاجلاء بل النظير والمفسرون وكتاب السيرة متفقون على أن هذه الايات نزلت في صدد اجلاء اليهود بني النظير الذين كانوا مقيمين في احدى ظواحي المدينة وعلى أن الحادث كان كذا وكذا الى أن يأتي في صفحة 309 من المجلد السابع تعليق على الاية (محل الشاهد).

    اذن اولا موضوع الاية ثانياً الايات السابقة على هذه الاية، ثالثاً نفس هذه الاية، قال: وما افاء الله على رسوله منهم والاية التالية لها وتشريع الفيء اذن هذه الاية كيف أن اية الغنيمة بصدد تشريع الخمس هذه الاية بصدد تشريع الفيء ما هو الفرق بينهما. اذا صار مجال سنبين وهو أن الخمس هو الذي يحصل من خلال القتال والخيل والركاب والجهاد والمقاتلة اما هذا الذي في الفيء هو الذي يصل اليه الانسان أو يصل الى المسلمين من غير أن يوجف عليه بخيل وركاب هذا بحثه يأتي إجماله.

    يقول وقد ورد المفسرون (شأن نزول الاية لانه شأن النزول لا يخصص ولكن السياق يعمم ويخصص هذا بعد قاعدة بيّناه فيما سبق للاعزة) أن بعض المسلمين طالبوا النبي بقسمة املاك وبساتين بني النظير اسوة بغنائم البدر وغيرها يعني لماذا تريد يا رسول الله تميز الفيء والغنيمة فهناك في الغنيمة تأخذ الخمس لبيت الماء واربعة اخماس تقسمه على المقاتلين وهنا تريد أن تأخذ كله لبيت المال، لانه له يعني لبيت المال لانه شخصه سلام الله عليه ما يحتاج هزني لماذا؟ قال اسوة بغنائم البدر وغيرها أي بعد افراز خمسه لبيت المال والمعوزين من المسلمين فكان رأي النبي أن جميعها لبيت المال والمعوزين لانهم لم يوجفوا على احرازها خيلاً ولا ركابا اذا كان الامر كذلك.

    فاذن رسول الله فوّض اليه امر الخمس أو فوّض اليه امر الجميع؟ امر الجميع لانه هذا فيء ومن هنا فمن حقه أن يعطي من يشاء ومن حقه أن يمنع من يشاء ولهذا الاية مباشرتاً قالت بعد هذه القضية وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، وما منعكم مثل هذا فانتهوا لماذا هذه المعركة لماذا هذه الازمة لماذا هذه المشادة؟ وشاهد ذلك هذه الاية الاولى التي قرأناها لكم من اصول الكافي ماذا قال؟ هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ هذا العطاء أي عطاء؟ عطاء الاحكام الشرعية؟ يعني بأنه النبي مخير بأنه يبين الحكم الشرعي وان لا يبين بهذا الشكل؟ وما هو على الغيب بضنين هو بيده أن يبين أو لا يبين؟! هو في العطاء المالي يعطي ويمنع، الامام سلام الله كذلك تتذكرون الرواية قرأناها لكم انظروا كيف تكون شاهداً على محل الشاهد بشكل واضح كاملاً الرواية الاخيرة التي قرأناها وهي الرواية العاشرة من اصول الكافي قال هذا عطاءٌ فامنن أو امسك بغير حساب قال اعطى سليمان ملكاً عظيما ثم جرت هذه الاية في رسول الله فكان له أن يعطي ما شاء من شاء ويمنع من شاء ما شاء بيده وفوض اليه واعطاه الله افضل ما اعطى سليمان فقال مَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، الكلمات الاخرى تأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    7 رجب 1436

    • تاريخ النشر : 2015/04/27
    • مرات التنزيل : 1908

  • جديد المرئيات