نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (526)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في الوجوه التي ذكرت لجواز النقل بالمعنى، أي جواز نقل الحديث والخبر بغير اللفظ الذي صدر به.

    قلنا بأن هذه الوجوه التي تُذكر، شرطها بل من اهم شروطها أن الذي ينقل الحديث الينا بغير اللفظ أن يكون عالماً دقيقاً واقفاً على كامل القواعد اللغوية والنحوية والمضامين الدقيقة، حتى يستطيع أن ينقل الينا ذلك اللفظ الصادر من النبي أو الامام بما لا يغير المحتوى الحقيقي والجوهر الحقيقي للكلام، من قبيل أنّ الانسان عندما يريد أن يُترجم ايات القرآن الكريم من الواضح انه مهما بلغ في علو مقامه في الترجمة، في النتيجة لا يستطيع أن يؤدّي تلك المضامين بأيّ عبارات أخرى، ولكنه بقدر ما يستطيع يُحاول أن يحفظ جوهر مضمون الآية المباركة، كذلك فيما يتعلق بكلمات النبي والائمة عليهم افضل الصلاة والسلام.

    من هنا صرنا بصدد الوجوه التي ذكرت لجواز النقل بغير اللفظ، من اهم الوجوه التي ذكرت في كلمات القوم هي الروايات التي أشرنا اليها بالامس، واتضح لنا أنّه على مباني علماء اهل السنة لا توجد رواية معتبرة، اما على مباني علماء مدرسة اهل البيت فلعله توجد رواية أو روايتين معتبرة، وما زاد على ذلك فلا يمكن أن نقف على سندها إمّا مرسلة وإما أشياء اخر اشرنا اليها بالامس.

    من الوجوه الاخرى التي استدل بها على جواز النقل بالمعنى هو السيرة العقلائية قالوا أن السيرة العقلائية من لدن آدم الى يومنا هذا هذه السيرة قائمة على جواز النقل بالمعنى هذا المعنى أو هذا الوجه أشار اليه صاحب المقباس مقبال الهداية جملة من اعلام اشاروا ولكنه هذا الكتاب الذي بين يديكم في المجلد الثالث صفحة 232 قال أن ذلك هو الطريقة المعهودة في العرف والعادة من لدن زمان آدم على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام الى زماننا هذا هو المعبر عنه بالسيرة العقلائية، طبعاً انتم تعلمون بأن السيرة العقلائية لكي تكون حجة تحتاج الى امضاء أما الوجه الثاني الان انا لا اريد أن ادخل في تفاصيل هذا الوجه بأنه هل يمكن منظى أو ورد ردع أو ما هي خصوصيات هذا الوجه فقط يكون على اشارة حتى الاخوة يكونون على هذا المتن.

    الوجه الثالث (باعتبار الوجه الأول هي الروايات) هي السيرة المتشرعة يعني رواة الحديث من الصحابة واصحاب الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام حيث انهم كانت هذه سيرتهم ولم يأتي لهم أي ردع الى هذه السيرة المتشرعية، طبعاً هناك فارق أساسي بين السيرة المتشرعية وبين السيرة العقلائية اوضحناها في ابحاث سابقة قلنا أن السيرة العقلائية متوقفة على الامضاء وعن عدم الردع بخلاف السيرة المتشرعية فإنها بنفسها كاشفةٌ عن رأي المعصوم لان المتشرعة بما هي متشرعة قاموا بهذا العمل .

    قال أن ذلك هو الذي جرت عليه طريقة الصحابة والسلف الاولين كما يظهر بالتتبع والتدبر فانهم كثيراً ما كانوا ينقلون معنى واحد في امر واحد بألفاظ مختلفة وما ذلك الا لمعولهم كان المعنى دون اللفظ وايضا فانا نعلم بالضرورة أن الصحابة الذين رووى عن رسول الله هذه الاخبار ما كانوا يكتبونها في ذلك المجلس ولا كانوا يكررون عليها بحيث تصير محفوظة لهم بل كانوا يتركونها ولا يذكرونها الا بعد مدة ومن الواضح انه من المتعذر حفظ الالفاظ بعد المدة نفس هذا الكلام يمكن أن يكون في اصحاب الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام لم يثبت عندنا أن جميع من رووا لنا فإنهم كانوا يقيدون ويكتبون في مجلس سماع هذه الاحاديث وعلى الفرض انه كانوا كذلك، افترض أن البعض يريد أن يقول أن اصحاب الاصول الاربعمائة كانوا يفعلون ذلك جيد رواة الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام اكثر من اربعمائة بكثير اذن اولئك الذين نقلوا الينا ولم يكنونوا من اصحاب الاصول اذن نقلوا الينا بالمعنى وليس باللفظ.

    الوجه الرابع الذي ذكروها لنا في المقام وهو صاحب القوانين أشار اليه في القوانين المجلد الثاني صفحة 526 قال ويدل على المختار يعني جواز النقل بالمعنى أيضاً انه تعالى قص القصة الواحدة بعبارات مختلفة هي واقعة واحدة ولكن نحن وجدنا انه جاءت في القرآن عبارات مختلفة هذا يكشف على انه منقول الينا بالالفاظ أو بالمعنى؟ لو كانت بالالفاظ اذا كانت بشكل واحد مع انه ليس الامر كذلك ومن المعلوم أن تلك القصص (هذا وجه آخر) وقعت بغير العربية بطبيعة الحال كثير من الاقوال التي نقلها القرآن الينا على السن الانبياء السابقين أو عن السابقين كانوا من الانبياء أو قارون أو فرعون أو كذا هؤلاء ما كانوا يتكلمون بلغة العربية حتى القرآن الكريم ينقل الفاظ هؤلاء.

    اذن نقل الينا الترجمة ومن نقل عنهم وكانت لغتهم عربية يقينا انه لم ينقل الالفاظ عنهم لانه الفاظ اولئك ليست معجزة القرآن الفاظه معجزة يمكن التحدي بها هذا خير شاهد أن نقل القرآن الينا بالمعنى بل يمكن أن يقال لم يقع على تلك العبارات لان هذا الكلام على هذا الطور الغريب وعلى هذا الأسلوب الجديد منحصرٌ في القرآن الذي هو منزل على سبيل الاعجاز ثم يقول في ذيل هذا الوجه فتأمل واضح هذا الوجه يعني التأمل فيه واضحٌ جداً ولا يحتاج الى كثير تكلف.

    ولذا العلامة المقامقاني عندما يأتي الى هذا في صفحة 334 يقوول لعله ثم امر بالتأمل رسول الله ميشربالمعنى من الله تعالى لا يستلزم جوازه من غيره تعالى افترضوا الله سبحانه وتعالى نقل الينا بالمعنى وهل يمكن تسريت الحكم الى غير الله سبحانه وتعالى؟ الله سبحانه وتعالى اذا نقل الينا بالمعنى يقيناً عالمٌ بدقائق ما نقل اذن كيف يمكن أن نسري هذا الحكم الى غير الله هذا قياس مع الفارق وهكذا بالنسبة الى النبي والائمة لو ثبت لنا أن النبي أو الائمة نقلوا الينا شيء بالمعنى لا نشك انه استوعبت تمام ذلك الامر.

    قال: لا يستلزم جوازه من غيره تعالى أو الى نكتة أخرى من أن ما دل دليلٌ أو امارة على كونه نقلاً بالمعنى فلا اشكال فيه نحن نعلم أن هذا الكلام الذي بأيدينا منقول الينا بالمعنى كلامنا انه الراوي ينقل ولا ينصب لنا قرينة انه نقل لنا باللفظ أو نقل الينا بالمعنى هذا مما يعلم انه منقول بالمعنى وذاك مما يشك نحن لا نعلم زرارة عندما يقول لا تنقض اليقين بالشك هنا نقف عند كلمة يقين وكلمة الشك وحرف الباء الجر والف ولام ذكرية وعهدية والجنس أو كذا هذا اذا كان كلام المعصوم بيني وبين الله لا اشكال ولا شبهة نتعامل معها كتعاملنا مع النص القرآني ولكن نحن لا نعلم هذا لفظ لمعصوم أو لفظ زرارة على دقة زرارة وفقاهة زرارة وعلم زرارة يمكن في النتيجة يحكي لنا كلام المعصوم أو يحكي لنا ما تلقاه من المعصوم فهم زرارة من العصوم أي منهما؟ واضح القضية .

    اذن هذا الوجه باطلٌ أيضاً ولهذا هذه اهم الوجوه والا باقي الوجوه استحسانية واضحة الضعف اهم الوجوه التي ذكرت هذه الوجوه الثلاثة الروايات، السيرة العقلائية، السيرة المتشرعية على ما في الكلام في السيرة القعلائية والسيرة المتشرعية من بحث والان ليس محل بحثه هنا.

    الان اريد افترض من هنا سندخل في بحث المختار في المسألة ما هو اختيارنا بالنتيجة؟ بالنتيجة نقبل جواز النقل بالمعنى أو لا نقبل، اريد أن اسلّم لكم أن كل الادلة التي استدلوا بها على نحو جواز الحديث بغير اللفظ الذي ورد به تامة سيرة العقلائية السيرة المتشرعية الروايات ولكنه واضحٌ لكم انا لا احتاج أن اكرر القضية انه انما يجوز ذلك بشرطها وشروطها يعني يجوز النقل بالمعنى بشرطه وشروطه وهي الشروط التي اكدها كل علماء المسلمين بلا استثناء من علماء اهل السنة ومن علماء الشيعة كلهم قيدوا، قالوا اذا لم يكن المحدث عالماً بحقائق الالفاظ ومجازاتها ومنطوقها ومفهوما ومقاصدها لم تجز له الرواية بالمعنى بغير خلافٍ (ليس بخلاف بين علماء الشيعة بين علماء المسلمين) بل يتعين اللفظ الذي سمعه اذا تحققه والا اذا لم يعرف اللفظ فكما لا يجوز له نقل بالمعنى لا يجوز له نقل اللفظ والا لا تجوز لها نقل الرواية مطلقاً لا لفظاً ولا معناً يعني الانسان غير العالم الانسان المتعارف اذا دخل مجلس الامام ونقل الينا إمّا نطمئنٌ انه صدر منه باللفظ عند ذلك يكون معتبراً وإما اذا كان منقولاً الينا بالمعنى فهو معتبر أو غير معتبر؟ اصلاً لا قيمة لها النص وليس انه له قيمة ولابد أن ندقق فيه وأمّا اذا كان عالماً عند ذلك فيه الاقوال التي اشرنا اليها.

    الى أن يقول في صفحة 164 يقول وقد ذهب جمهور السلف والخلف من الطوائف كلها (وهو كذلك لم يقف اختلاف في هذا القدر) الى جواز الرواية بالمعنى اذا قطع باداء المعنى بعينه اذا حصل لك القطع والاطمئنان أن هذا الذي اداه هو مراد الامام هو مقصود الامام والا اذا شككت لابد أن نرجع يوجد لنا تأسيس اصلٍ، الاصل ما هو؟ الاصل الحجية أو عدم الحجية يعني لو شككنا أن هذا الذي نقله لوجود أي قرينة من القرائن وان كان عالماً وان كان مدققاً لعله لم يلتفت لعله سهى لعله لأي سبب كان، وشككنا أن هذا الذي نقله لنا بالمعنى هو مقصود املاام هو انه شيء آخر فهما هو الاصل في المسالة يعني هل السيرة تقوم على حجية هذه الشك أو السيرة تقوم على عدم الحجية أي منهما؟

    الآن دعونا عن هذا الاصل أو نقف عنده قليلاً، قد يقول قائل أن السيرة قائمة على اعتبار ماذا لو شككنا انما نقله نعلم انه منقول الينا بالمعنى وشككنا انه لانه عبارة يقول عالى جواز الرواية بالمعنى اذا قطع باداء المعنى بعينه اما اذا شككنا أنه هو المعنى أو غير المعنى بامكانكم تراجعون كتاب اسباب اختلاف الحديث في صفحة 61 هذه عبارته يقول واما اذا ترددنا في ذلك لا نعلم انه باللفظ أو بالمعنى اذا كان بالمعنى هو المعنى المقصود ليس المعنى المقصود فماذا نفعل؟ يقول فانه وان امكن القول بان الاصل العقلائي حاكمٌ بالبناء على كون الكلام منقولاً باللفظ الآن هذا الاصل العقلائي واقعاً يوجد أو لا يوجد لابد أن يبحث ولا يوجد عندنا أي اصل عقلائي بعد القطع انه الاعم الاغلب المنقول الينا بالمعنى بأي دليل نقول يوجد عندنا اصل عقلائي ومع ذلك يرده هو؟

    يقول الا أن كثرة وقوع النقل بالمعنى وشيوعي واعتياد الناس على صلك يمنع من الاطمئنان لا يمكن نطمئن اذا شككنا انه باللفظ أو بالمعنى نقول انه منقول باللفظ وكذلك اذا شككنا أن المعنى المنقول الينا مطابقٌ أو غير مطابق لا يمكن أن نقول الاصل المطابقة لماذا؟ باعتبار لا يوجد مثل هذا الاصل العقلائي من أين؟ الا اذا كانت قرائن من الخارج تقول أن هذا الرجل هكذا دقق وهكذا فعل حتى يطمئن يقول يمنع عن هذا الاطمئنان بهذا الاصل والافتاء وفقاً للمعاني المستشرقة من دقائق الفاظه تقول بأنه الامام هنا عرّف هنا نكّر هنا قدم هنا اخر ما ادري فعل كذا الى آخره كيف يمكن عندما تصلل الى قوله اياك نعبد واياك نستعين تقول تقديم المفعول دليلٌ على كذا وكذا وكذا هناك أيضاً تريد أن تتعامل مع النص النبي أو الولولي بهذه الطرية يقول في الصغرى وبعبارة أخرى يقوم الشيوخ العاملين بالمعنى بعمل المنع عن ذلك اللاصل العقلائي سواء شككنا باللفظ أو المعنى أو شككنا أن المعنى يؤدي المعنى المقصود أو لا يؤدي، اذن لابد من الذهاب الى قراءن أخرى.

    ما هي النتيجة المترتبة؟ اذن من اهم النتائج ولكن النتايج كثيرة، اذن عندما نأتي الى سند الرواية هل يكفي أن نعرف أن الراوي ثقة عدلٌ أو لا يكفي بعد؟ لا بعد هذه اذا له قيمة قيمته 5-10 بالمائة حتى لو كان ثقة ثقة عينٌ سبعة مرات، ثم ماذا؟ ولكنه خبيرٌ بالمتون عالم أو ليس بعالم؟ ليس بعالم فلا قيمة لها على مستوى مستوى الراوي فكلما كان الراوي ادق كلما كان المتن له قيمة اعلى وكلما كان العكس كان للمتن قيمة اقل اذا بعد أن يكفي تخصل الى كتب الرجال أو قال النجاشي ثقة أو الرجل أو الراوي في باب الترجمة ما هو مستواه العلمي وهذا الذي الان في الحوزات العلمية يعمل أو لا يعمل؟ لا يعمل.

    النتيجة الاخرى وهي انه في باب التعارف هذا منقول الينا بالمنعى، نحن بمجرد أن الروايتين من حيث التامة نوقع التعارض، مع انه يقع التعارف أو لا يقع التعارض ؟ بناءاً الى ما قلناه لا ينبغي التعارض لانه اذا كان الأول انسانٌ عادي كان جالساً في المجلس نقل عن الامام سلام الله عليها بالمعنى والثاني عالمٌ محققٌ دقيق ووقع التعارض بين كلامه لهذا كلام العالم من حيث سند واضح كلاهما ثقة بل اصلاً ذاك الراوي الأول وثقاته اعلى اصلاً من الزهاد من العباد الى آخره فليكن لانه الحديث الان في السند أو في المتن؟ التعارض أين هو في السند أو في المتن؟ التعارض في المتون.

    اذن بيني وبين الله ينفتح لنا بابٌ واسعٌ انه كثير مما يقال عنه تعارض تعارض أو ليس بتعارض؟ لا هذا من باب التعارض بين العالم وبين الجاهل كيف يقع التعارض هذا من قبيل انت الان اثنين جاسلين في المجلس واحدٌ منهم كاملاً ملتزم بالدروس يومياً يكتب يباحث المباني يعرفها واخر بيني وبين الله اساساً لا من اهل الاختصاص لا من اهل العلم اليوم بيني وبين الله للتبرك جاء في درسي ويخرج ينقل كلام ثقة اعلائي وينقل ان السيد الحيدري نقل هذا الكلام تسأل الطلاب الاخر يقولون ابدا السيد الحيدري قال بهذا الشكل نقول يقع التعارض بينهما هذا منطقي؟

    الجواب تقول اساساً ذاك ليس بحجة لانه ذاك لا يعرف مباني الامام لا يعرف مباني الأستاذ ولم يطلق لا قبل ولا بعد ابداً ابداً كيف يمكن نقع التعارض؟ انا اقول هذا الكلام لكم حتى يتضح لكم انه واحدة من اهم اسباب الان تضعيف تراث ائمة اهل البيت هو التعارض يكون في علمكم انتم لو الان تطالعون كلمات اهل السنة هذا الاشكال مراراً وتكراراً ذكرناه ولم نجد له جواباً ولكنه لعله هذا الذي اقوله واحدة من الاجوبة وهو انهم يقولون هذا الاشكال الذي الشيخ الطوسي في مقدمة التهذيب يقول صار سبباً لبعض اعلامنا أن ينتقل من مدرسة اهل البيت الى مدرسة اهل السنة! وهو التعارض بين الروايات ووجه التشكيك ما هو؟ وهو إمّا أن هذا التعارض والتضاد والتناقض والاختلاف بين الروايات منشأه نفس الائمة وهؤلاء نقلوا ما قاله الائمة؟

    فاذن تثبت عصمتهم أو لا تثبت عصمتهم؟ خير دليل على عصمتهم عدم اختلافهم وتعارضهم هذا اذا أردنا أن نتحفظ أن الرواة ما هو ذنبهم الرواة نقلوا ما قاله الجواد ما قاله الصادق ما قاله الباقر سلام الله عليهم وإمّا لا نقول ثبتت عصمة الائمة فالتعارض من أين جاء؟ من الرواة.

    سؤال: هؤلاء الرواة الذين بهذا القدر يتعارضوون فيما بينهم مع أن الكلام الصادر من الائمة غير متعارض اذن اهل الضبط ودقة وعلم أو ليسوا كذلك؟ والا لو كانوا اهل دقة وضبط وعلم لماذا يختلفون بهذا القدر؟ والراوي بالاضافة الى كونه عادلاً ثقة لابد أن يكون ضاباً وهذا ليس بضابط وهذا اشكال الحق والانصاف اشكال عويص ومستعصي لابد أن يجاب عليه فيما علماء المذاهب الاخرى يختلفون يقولون نحن لا ندعي العصمة على علمائنا طبيعي الخلفاء الثلاثة يختلفون يقولون نحن لا ندعي العصمة عليهم انتم التي تتدعون العصمة لائمتكم ما هو الوجه حل عندكم واحدة اهم اوجه الحل أن النقلة والرواة لابد أن يميزوا أن يميز الراوي العالم الدقيق العارف بالمقاصد والمفاهيم عن غيره عند ذلك كثير مما نقل عن غير العلماء بعد معتبر او غير معتبرة؟ غير معتبر، لانه يوجد هو اقوى منه متناً ادق منه متناً من هنا ضابطة عامة (هذه من مبانينا في باب التعارض) وهو انه اساساً اولاً في باب الجرح والتعديل لا يكفي معرفة أن الراوي ثقة أو ليس بثقة بل لابد من الذهاب الى ترجمته علم التراجم لمعرفة أن عالم أو ليس بعالم هذا اصلٌ ولهذا البعث يتصور بأنه نحن عندما نقول لا هذه الروايات لا نقبلها لماذا لا نقبلها؟ لان الروات ليسوا معتبرين، لا أنه ليسوا معتبرين يعني من المجروحين لا من غير الثقة؟ لا، ثقة ولكنه عالم أو ليس بعالم؟ ليس بعالم كيف يمكن اطمئن لنقله بالمعنى؟

    هذا اصلٌ هذا مرتبط بعلم الرجال بعلم الاسانيد وعلم التراجم الاصل الثاني مرتبط بعلم التعارض في ابحاث التعارض وهو انه اذا وقع التعارض بين الدقيق والعالم والضابط والمحقق والفقيه من مدرسة اهل البيت وبين غيره اساساً يقدم لا انه نرجح الى الترجيح ونثبت انه نقول أن التعارض قائمة ولابد المرجحات إمّا سندية وإمّا موافقة الكتاب إمّا الى غير ذلك ابداً، هذه الثمرة الثانية.

    طبعاً هناك ثمرة اذكرها وهي الثمرة الثالثة وهو كلما كان الناقل للنص ادق واعلم كلما امكن أن نعتمد على نقله بالمعنى لاستخراج الدقائق نقول هذا الرجل يقيناً اهل دقة عندما قال قدم وأخر يقينا حاول أن يراعي مقصود الامام سلام الله عليه فيمكن أن نقف عند كل مفردة من كلامه وان كمنقولاً الينا بالمعنى لماذا؟ لانه نعلم مقدار دقته ونستطيع وهذا نتعامل مع النص وكأنه هو اللفظ، ليس اللفظ هو ولكنه كأنه هو اللفظ، وكلما نزلت درجته العلمية بعد يمكن المعارضة معه، مثلاً على سبيل المثال في الكافي واحدة من الروايات تقول لا يثبت شيءٌ الا بمائية وانية، انية واضحة هي الوجوه، المائية ما هي؟ الماهية.

    اذن الله له ماهية ووجود هذا اللفظ اذا صادر من الامام اذن يثبت هنا على رواية على مباني المجلسي، الاخباريين يقولون الروايات متواترة، المجلسي أيضاً يقول روايات معتبرة اذن لابد أن يلتزموا بأن الله له ماهية من هنا لابد أن يتضح أن المتكلم ما هو؟ أن الراوي لهذا الحديث ما هو؟ لعله الراوي لهذا الحديث سمع شيئاً من الامام وهو فسّر كلام الامام والا في تعابير الامام نحن ما عندنا سابقة أن الامام يستعمل ماهية ومائية وانية ما عندنا سابقاً لعله هذا فهمه وتصوره بهذا الشكل فإذا تبين أن الراوي دقيق عالم نقول الرواة ماذا؟ تثبت أن للواجب تعالى ماهية اما اذا لا، انسان متعارف نقول هذا أيضاً سمع شيء وما دل على شيء، الى هنا الان افترضوا سلّمنا الى هنا مع القوم ولكن بهذه الشروط التي ذكرناها.

    الان السؤال: سلّمنا (هذا أن شاء الله في بحث غد وهو عنوان البحث) أن الدليل دل على جواز النقل بالمعنى وسلّمنا أن الذي نقلنا الينا عالمٌ ضابطٌ دقيققٌ ضمن الروابط التي نريد وسلّمنا انه لا معارض له الى هنا يجوز عمل بالرواية أو مع ذلك اهل البيت لا يجوزون لنا العمل بالرواية أي منهما؟ هذا هو الشرط الاخير للعمل بالرواية وهو انه يكفي كل هذا دققنا ذهاباً اياباً سنداً متناً الراوي ترجمته علمه الى آخره هل يمكن الاعتماد على نقله بالمعنى أو لا يمكن؟

    انا اتصور أن الائمة سلام الله عليهم وجدوا وليس الائمة كل من جاء بعد الرسول وجدوا انه لا يمكن أن يردعوا عن نقل الاحاديث بالمعنى لماذا؟ لانه يبقى شيء أو لا يبقى شيء؟ لا يبقى، لانه اذا كانوا يقولون أن الحديث إمّا لفظٌ وإمّا لا اعتبار به كم حديث كان يبقى عندنا؟ عدد الاصابع، فلهذا انما لم يردعوا عن النقل بالمعنى لانهم وجدوا انه قابل للردع أو غير قابل للردع؟ غير قابل للردع واقعاً غير قابل للردع اصلاً غير ممكن ولهذا اضطروا أن يجدوا لنا ملجأ آخر ملاكاً آخر وهو انه قالوا اعرضوا الكلام كلما جائكم عنا اعرضوه على كلام الرب هذا الشرط عموم علماء السنة والشيعة لم يعملوا به فقط حاولوا أن يثبتوا هذا كذا أو هذا باللفظ وهذا بالمعنى واذا كان بالمعنى اذا كان عالماً بعد لا بأس به الى آخره لا هذه ليس بكافٍ في النتيجة حتى اذا كان عالماً بالمعنى حتى لو كان دقيقاً حتى لو كان عارفاً حتى حتى ينسى أو لا ينسى؟ ينسى، يسهو أو لا يسهو؟ يسهو، يخطأ أو لا يخطأ؟ يخطأ، يقدم ويؤخر أو لا يقدم ويؤخر؟

    بلي كل هذه الافات موجودة نعم العمد بأن يكذب هذا غير موجود لوثاقته وعدالته ولضابطته نعم هذا العمد غير موجودة ولكنه كل الافات السهو والخطأ والنسيان كيف نتلفاها الائمة سلام الله عليهم؟ كيف يتلافاها الرسول صلى الله عليه وآله يتلافاها بأن يبين هناك مرجعاً ثابتاً لا زيادة ولا نقيصة ولا تصحيف ولا تقديم ولا تأخير ولا نقل بالمعنى فيه وهو النص القرآني من هنا يتبين كما في مسألة الوضع لابد أن نتثبت في المنى القرآن انه صادر أو ليس بصادر لابد أن نرجع الى القرآن لنرى أن هذا المنقول الينا بالمعنى وان ثبت صدوره الا انه حجة أو ليس بحجة هذا توضيحه غد.

    والحمد لله رب العالمين.

    8 رجب 1436

    • تاريخ النشر : 2015/04/27
    • مرات التنزيل : 1519

  • جديد المرئيات