نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (76)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر شيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في المقام الثاني من البحث، قلنا في هذا المقام نريد أن نقف عند هذه السورة المباركة، وعموماً شأن نزول هذه السورة اولاً، ومعرفة سياق الآية التي ورد فيها هذا المقطع ثانياً، وكذلك السياق العام الذي احاطت بهذه الاية المباركة الذي فيها هذا المقطع الايات السابقة واللاحقة.

    بشكل عام هذه السورة المباركة نزلت في مسألة يهود بني قريضة، وانتم عندما تراجعون كلمات هؤلاء لبيان شأن نزول السورة، ليس فقط شأن نزول الاية، لا، لانه جملة من الاعلام قالوا أن هذه السورة نزلت دفعة واحدة، على سبيل المثال تعالوا معنا الى العلامة الالوسي في الجزء 27 في اول هذه السورة يقول: قال البقاعي (صاحب نظم الدرر في الجزء التاسع عشر صفحة 402) وتسمى سورة بني النضير، اصلا السورة هي سورة بني النضير، قال: قلت لابن عباس سورة الحشر لماذا تسمونها سورة بني النضير هي سورة الحشر ـ الآن لماذا سميت بسورة الحشر؟ لانه عندما ترجع الى صدر الاية قال: هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ، ومن هنا كانت عندما تعنون السور يقال السورة التي ذكرت فيها البقرة السورة التي ذكر فيها آل عمران، السورة التي ذكر فيها الحشر، بعد ذلك تسهيلاً صارت سورة بقرة وسورة آل عمران وسورة المائدة وسورة الحشر ونحو ذلك ـ قلت لابن عباس سورة الحشر، قال: قل سورة بني النضير، لماذا؟

    ابن حجر في ذيل هذه الاية من البخاري قال ابن حجر كأنه (ابن عباس) كره تسميتها بالحشر لان لا يظن أن المراد به يوم القيامة، لانه الان أيضاً اتصور عندما اقول سورة الحشر في اذهانكم يعني يوم القيامة، مع انه المراد ليس ذلك، وانما المراد ها هنا اخراج بني النضير وحشرهم في مكانٍ آخر، وهي مدنية و 24 آية، بلا خلافٍ، هذه اصل السورة اذن السورة شأن نزولها هذه القضية وهو اخراج بني النضير من قراهم ومساكنهم الى غير ذلك.

    من هنا هذا كتاب التفسير المنير للدكتور وهب الزحيلي هذا الكتاب يقع في ثلاثين مجلد من التفسيرات الجامعة الحق والانصاف كثير مشتغل على التفسير ما فيه شيء جديد من قبله ولكنه كثير من النكات التي في اماكن أخرى لا تجدها مجموعة فهو خلاصة مفيدة لجميع التفاسير، وهو الدكتور وهب الزحيلي من علماء سوريا وعنده كتاب في الفقه ثمانية مجلدات من الكتب الأساسية.

    وهب الزحيلي في مجلد 28 صفحة 62 يقول: تسميتها سميت سورة الحشر لقوله تعالى لاول الحشر، أي الحشر الأول وهو الجمع الأول الذي حشروا فيه واخرجوا في عهد النبوة من المدينة الى بلاد الشام، والحشر الثاني اجلائهم واخراجهم في عهد عمر من خيبر الى الشام؛ لانه اذا تراجعون الى تاريخ الخليفة الثاني الحق والانصاف قام بعمل كبير جداً في التغيير الديموغرافي، هذا الذي انتم تجدون بعض الحكام يقومون بتغيير ديموغرافي سكاني انه الناس ينقلوهم من مناطقهم الاصلية الى مناطق أخرى حتى لا يثوروا حتى كذا هذا اول من اسس له الخليفة الثانية، وعمل كبير قام به في هذا الاتجاه حتى هذه الامبراطورية الصخمة ، فارس وغير ذلك لا يحصل فيها ولهذا الفرس كانوا في مناطقهم نقلهم الى مناطق أخرى اليهود كانوا في مناطق نقلهم الى مناطق أخرى، المسلمين أو الصحابة كانوا في كذا كلهم جمعهم في المدينة لا يحق لأحد أن يخرج منها، واولئك يعبرون عنها تدبير الآن انتم عبروا عنها ما تشاؤون، ولكنه كثير من اعمال التي تجدونها لاحقاً اذا تتذكرون جملة منهم قرأنا فيما سبق لكم، قال اول من يقتل المعارض من هو؟  الخليفة الثاني؛ لانه قال إما أن تتفقوا بعد ثلاثة ايام واما اضربوا اعناقهم هذا اول من اسس لها هو الخليفة الثانية.

    وتسمى أيضاً سورة بني النضير لاشتمالها على قصة اجلاء اليهود بني النضير في غزوة بني النضير وهم اليهود الذين نقضوا العهد مع النبي فاجلاهم عن المدينة المنورة.

    اذن اتضح انه موضوع السورة يهود بني النضير ولذا بعد ذلك يقول سبب نزول السورة روى فلان فلان الان.

    الآن تعالوا معنا الى سبب نزول السورة يقول قال ابن عباس ومجاهد والزهري وغير واحد كان رسول الله لما قدم المدينة هادنهم اعطاهم عهداً وذمة على أن لا يقاتلهم ولا يقاتلوه، فنقضوا العهد الذي كان بينهم وبينه، فأحل الله بهم بأسه الذي لا مردّ له وانزل عليهم قضائه الذي لا يصدّ، فاجلاهم النبي واخرجهم من حصونهم الحصينة التي ما طمع فيها المسلمون، وظنوا انهم مانعتهم من بأس الله، فما اغنى عنهم من الله شيئا وجاءهم من الله لم يكن ببالهم وسيرهم رسول الله ….. الى آخره.

    الان اتصور اتضح في اجواء أي سورة من سور القرآن الكريم نتكلم، ما هو شأن نزول الاية المباركة؟ الاية السابعة من سورة الحشر.

    شأن نزول هذه الاية المباركة كما جاء في البخاري وغير البخاري، في البخاري المجلد الثالث صفحة 719 في ذيل قوله: (وما آتاكم الرسول فخذوه) يعني سورة الحشر الآية 7، في ذيل قوله: (ما افاء الله على رسوله) الاية السادسة والاية السابعة لانه هذه الاية السادسة والسابعة معاً مرتبطة بالفيء قال تعالى: (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى)، (وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ) إلى آخره، اذن الاية السادسة والسابعة مرتطبة بباب الفيء؛ لان صدر الاية وما افاء وصدر الاية الاخرى وما افاء، انظروا ماذا يقول البخاري في ذيل هاتين الايتين الرواية 4885 الرواية عن عمر قال: كانت اموال بني النضير مما افاء الله على رسوله، مما لم يوجث المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، فكانت لرسول الله خاصة، طبعاً من ضمنها فدك، فدك الذي كانت لرسول الله خاصة، ولهذا اعطاها نحلة للزهراء سلام الله عليها، والا لو كانت من الغنيمة، يحق له ذلك أو لا يحق له؟ لا يحق له؛ لان الغنيمة آية سورة الانفال قالت للرسول الخمس، وليس اكثر من ذلك لا يحق له أن يتصرف، وأربعة اخماس تكون لعموم المسلمين.

    قال مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب فكانت لرسول الله خاصة ينفق على اهله منها نفقة سنته، ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع عدة في سبيل الله تعالى.

    هذه الرواية واردة في البخاري كما نقلنا، وواردة عند مسلم المجلد الثالث صفحة 282 الحديث 1757، وعندما تأتون الى كلمات مدرسة اهل البيت أيضاً كذلك، نأتي الى الشيخ الطوسي بشكل واضح وصريح يشير الى هذا المعنى، الشيخ الطوسي في التبيان الجزء التاسع صفحة 564 في ذيل الاية يقول: ثم قال مبيّنا من يستحق، فقال ما افاء الله على رسوله من اهل القرى ـ يعني بني النضيرـ  فالله وللرسول، والاية التي قبلها يقول الذي نذهب اليه ان مال الفيء غير مال الغنيمة، وما افاء الله على رسوله يعني اليهود الذين اجلاهم من بني النضير وان كان، هذا سيأتي لاحقاً.

    وما لا يمكن نقله فالغنيمة كلما اخذ من دار الحرب بالسيف عنوة، مما يمكن نقله الى دار الاسلام وما لا يمكن نقله، اما بخلاف الفيء الذي لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، طبعاً هذا المعنى متفق عليه بين جميع المسلمين في الفرق بين الغنيمة وبين الفيء، ولذا عبارة العلامة الالوسي هذه يقول: وصرح غير واحد من اصحابنا ـ في ذيل هذه الآية ـ بالفرق أيضاً فقالوا الغنيمة ما نيل من الكفار عنوة والحرب قائمة، وحكمها أن تخمس، وباقيها بعد الخمس للغانمين خاصة، والفيء ما نيل منهم بعد وضع الحرب اوزارها، وصيرورة الدار دار اسلام، وحكمه أن يكون لكافة المسلمين، ولا يخمس، أي يصرف جميعه لمصالحهم مع وجود بعض الخلافات في هذا المجال، اذن التبيان بشكل واضح وصريح يشير الى هذا.

    مجمع البيان أيضاً في ذيل هاتين الايتين يشير الى هذا المعنى يقول: شأن النزول قال ابن عباس: (ما افاء على رسول من اهل القرى) في اموال كفار اهل القرى وهم قريضة وبني النضير، وهما بالمدينة، وفدك وهي من المدينة على ثلاثة اميال، وخيبر وقرى عرينة وينبع جعلها الله لرسوله، يحكم فيها ما أراد، وأخبر انها كلها له (لرسول الله صلى الله عليه وآله).

    السؤال: بعد أن اتضح هذا، سياق الاية وسياق الايات السابقة واللاحقة عليها ما هو؟ اتضح ان موضوع السورة اجلاء بني النضير وما افاء الله على رسوله من اموالهم.

    بنحو الاجمال ذكر عبد الكريم الخطيب في التفسير القرآني للقرآن، المجلد الرابع عشر صفحة 858 قال: هذه الاية (يعني آية محل الكلام الاية السابعة) معطوفة على الآية السابقة ومقررة للحكم الضمني الذي أشار اليه فما اوجفتم عليه، فهذا الفيء الذي يفيئه الله على رسوله من اهل قرى اليهود، لا يقع تحت حكم الغنائم حتى يخمس، وانما هو كله في يد الرسول، يضعه في هذه المصارف التي بيّنها، يعني ليس ملكاً شخصياً لرسول الله، بل هو ملكٌ لمقامه ومنصبه بعنوان انه امام المسلمين، ومن هنا من حقه أن يعطي البعض ويمنع بحسب ما يشخص من المصلحة، وقد شخص من المصلحة أن يعطي فدك للزهراء سلام الله عليها، ويعطي لبعض الانصار ويمنع البعض الاخرى، ومن هنا اعترض البعض انه لماذا تعطي البعض وتمنع البعض الاخر.

    قال وانما كان كله في يد الرسول يضعه في هذه المصارف التي اشارت اليها الاية الكريمة، والتي ستشير اليه الايات التالية بعد ذلك، وقوله تعالى (كي لا يكون دوله بين الاغنياء منكم) يقول لماذا اعطاها للنبي وتحت تصرفه؟ قال: حتى لا تنحصر بيد جماعة دون أخرى فيحصل الفارق الطبقي والميز الطبقي الاقتصادي، حتى رسول الله يوجد حالة من العدالة، هو تعليل لحكم التصرف في الفيء، وانه انما جرى عليه هذا الحكم حتى ينال الفقراء والمساكين حضهم، ولذا تجدون الآية اللاحقة مباشرتاً لهذه الاية قالت: لِلْفُقَرَاءِ الْمهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ، هكذا الى آخر الاية وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ الى آخره، كلها تشير الى هذه المنظومة، منظومة أن هناك فيء اعطي تصرفه بيد رسول الله، وليس هو غنيمة حتى يقسّم خمسة اخماس، ويأخذ رسول الله الخمس والباقي للباقي، ورسول الله ماذا فعل؟ اعطى بعضاً ومنع بعضاً، فبدأ الاعتراض على رسول الله، وكم له من نظير، وليست اول مرة، الانصار أيضاً في حنين اعترضوا على رسول الله أو لم يعترضوا؟ تتذكرون رسول الله صلى الله عليه وآله في حنين كل ما وصل الى من اعطى؟ اعطى اموال ضخمة الى قريش ولبني امية! التي اتت مسألة المؤلفة قلوبهم، الانصار اعترضوا قالوا يا رسول الله نحن الذين آويناك نحن كذا ونحن كذا قال: هؤلاء يذهبون بالاموال وانتم تذهبون برسول الله، فهدأت نفوس الانصار، وليست اول مرة اعتراض.

    ولهذا عبارته هذه ـ الان في ضمن هذا الاطار الذي نتكلم عنه تأتي أي اية؟ يريد أن يؤسس لقاعدة العامة بمقتضى السياق أو يريد أن يبين قضية في هذا السياق الواقع في اموال وهو الفيء اذا اعطى ومنع رسول الله فانتم لا تعترضون، ولهذا بقدر ما راجعت من كلمات المفسرين الا استثنائاً، سأبين، الكل يقول: ما آتاكم الرسول من الفيء فخذوه، وما نهاكم يعني منعكم من الفيء فانتهوا (اسكتوا)، نبدأ من القرن الرابع والخامس الى زماننا، انا إ         ذا شاء الله اذا صار عندي وقت سأشير اليهم.

    المورد الأول: التفسير البسيط للواحدي (صاحب اسباب النزول) لابي الحسن علي ابن محمد ابن احمد الواحدي المتوفى 468 هنا في المجلد 21 صفحة 378 قال ابن عباس يقول ما اعطاكم الرسول من الفيء فخذوه فهو لكم حلال وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله في امر الفيء أن الله شديد العقاب على ما نهاكم عنه الرسول وهذا نازلٌ في امر الفيء.

    الان المزاج الاصولي والمزاج الاستدلالي مباشرتاً فهو عام في كل ما امر به هذا موافق للسياق أو خارج للسياق؟ هذا خارج للسياق، لعله يوجد نكتة من خلالها أن نخرج عن السياق اذا كان تعليلاً مثلاً، لو قال لا تأكل الرمان ثم قال لانه حامض صحيح أن المورد مرتبط بالرمان وبكل ماذا ولكنه لانه تعليل نفس ما قلناه في قاعدة لا تنقض اليقين بالشك قلنا مرتبطة بالصلاة وبالوضوء ولكنه قاعدة الاستصحاب قلنا مختصة أو غير مختصة؟ لماذا؟ لانه استشممنا من قوله لا تنقض انه تعليلٌ فاذا استطعنا أن نثبت أن هذا المقطع أيضاً ما هو؟ تعليل بيني وبين الله قاعدة عامة تكون من هنا من قال أن الاية (حتى تعرفون كيف تتعاملوا ونحن الان لا نقرأ آيات الاحكام ولكنه عندما تصلون اليها نريد أن تتعرفوا ما هو المنهج في التعامل مع الايات الاحكام).

    ومن هنا لم يقل أن ما آتاكم مختصة بالفيء ولا اطلاق لها قال الواو عاطفة قال وما آتاكم عطف على ما سبق ومن قال قاعدة قال الواو اعتراضية مستأنفة لانه اذا قال الواو عاطفة لا يستطيع، فان قلت سيدنا طبق قاعدة المورد لا يخصص الوارد؟

    الجواب: بيّنا لكم سابقاً قلنا المورد يعني شأن النزول، شأن النزول في من؟ نعم بني النضير ولكنه لم نخصصها في بني النضير والسياق ليس شأن النزول السياق الفيء ولا يمكن الخروج عن الفيء حتى نقول الفيء أيضاً يشمل غير الفيء فكم من اعلام خلطوا أيضاً هنا بين شأن النزول وبين السياق، الاية المباركة شأن نزولها أين؟ بني النضير ولكن سياقها مطلق الكفار الذين اخذ منهم مالٌ ولم يوجف عليهم بخيل وركاب بعد لا يمكن أن نذهب على غير هذا المورد في كل امر صدر نفي أو نهي عن رسول الله هذا خلاف السياق ولذا تجدون جملة من الاعلام ملتفتون يعني الطوسي ملتفت مجمع البيان ملتفت الالوسي ملتفت كلهم يقولون شأن نزول هذا ولكن السياق ماذا؟

     طبعاً بهذه العبارة لا يقولون ولكنه واضح مثلاً على سبيل المثال يقول وما افاء الله يعني من اليهود الذين اجلاهم من بني النضير وان كان الحكم سارياً في جميع الكفار اذا كان حكهم فالفيء كان ردهم من المشركين الى آخره نجريها في جميع الكفار مع أن شأن النزول ما هو؟ بني النضير، فالمورد لا يخصص الوارد يعني لا يمكن أن نقول مختصة ببني نظير فاذا جرى في قبيلة أخرى من اليهود من قوم آخر من اليهود بعد نقول هذه الاية مختصة ببني النضير نقول لا المورد لا يخصص يعني اذا كانت هناك حربٌ أخرى مع الكفار ولم يوجف عليها بخيل وركاب أيضاً هي فيء تقول بأي دليل؟ اقول بآيات سورة حشر تقول نزلت في بني النضير، اقول المورد لا يخصص الوارد ولكن المورد لا يخصص الوارد يعني شاملة لجميع الكفار وليس ان نجعلها مطلقة وكأنها لا علاقة لها بسياق الاية المباركة .

    نفس هذا الكلام مجمع البيان خلاصة للتبيان الطوسي نفس هذا الكلام يشير اليه يقول ثم بين سبحانه حال اموال بني النضير وما افاء الله على رسوله منهم أي من اليهود الذين اجلاهم وان كان الحكم سارياً في جميع الكفار الذين حكهم حكهم (يعني حكم سائر الكفار حكم كفار بني النضير) فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ الى آخره اذن لا يخلط احد يقول سيدنا المورد مرتبط ببني النضير والمورد لا يخصص الوارد الجواب نحن أيضاً نقول لا يخصص الوارد وشامل لكل الكفار ولكن الكلام نريد أن نقول شامل لكل الكفار أو نريد أن نقول أن الاية مطلقة في كل امر ونهي؟ فاذن امره ونهيه وعطائه ومنعه فيما يتعلق بمال الفيء لا مطلقا هذا سياق الاية وجملة منهم صرحوا بهذا والذين صرحوا بأنه في الفيء التبيان الجزء التاسع صفحة 564 عبارته هذه قال: وما آتاكم الرسول فخذوه أي ما اعطاكم رسوله من الفيء فخذوه وارضوا به وما امركم به فافعلوه هذه الجملة الثانية من أين اتت؟ وما نهاكم عنه فانتهوا من أين جاءت عموميته؟ انت تقول سياق الايات مرتبط بالفيء هذه وما امركم به فافعلوه من أين يحتاج الى بيان جديد، بعضهم صرح وجعلها السيد الطباطبائي سنقرأ لكم يقول السياق هذا مقتضاه ولكن بقرائن أخرى نقول عامة هذا اول معنى صحيح.

    مجمع البيان قال ما اتاكم الرسول فخذوه أي ما اعطاكم الرسول من الفيء فخذوه وارضوا به وما امركم به فافعلوه على القاعدة نقل عبارات الطوسي الجملة الاولى صحيحة مقتضى السياق وما نهاكم عنه فانتهوا عنه فانه لا يأمر نفسه يقول وهذا عام في كل ما امر به النبي ونهى عنه، نعم هذا المقطع عام ولكن مقتضى القياس عام أو خاص؟ خاص وان نزل في آية الفيء صحيح في آية الفيء تقول بأي دليل؟ تقول بما ورد في روايات التفويض اذن يقول السياق ما يقتضي العموم والعموم من أين؟ من الروايات يقول مقتضى السياق لا يفيد هذا المعنى هذا أيضاً المورد الثاني.

    المورد الثالث: تفسير كنز الدقائق للقمي المشهدي المجلد الثالث عشر صفحة 166، هذا بعد واضح قال ما اتاكم الرسول أو ما اعطاكم من الفيء أو من الامر الآن لماذا هذه الجملة موجودة من الفيء أو من الامر؟ لانه يوجد بحث هذا آتاكم ماذا معناه؟ آتاكم يعني امركم أو معنى آتاكم يعني اعطاكم؟ اذا كان معناه اعطاكم بعد مختصة بالفيء اما اذا كان بمعنى امركم بعد مختصة أو غير مختصة؟ لا ليست مختصة، الآن من أين يخرج آتاكم بمعنى امركم؟ يقولون بقرينة المقابلة قالت وما نهاكم عنه فانتهوا اذن هنا ما اتاكم يعني ما امركم ولهذا جملة من المفسرين قالوا هنا اتاكم يعني امركم بأي دليل؟ يقول في مقابل نهاكم يعني ماذا يوجد؟ يوجد الامر اذن آتاكم يعني امركم هذا أيضاً مورد.

    الميزان وهو اوضحهم هذه عبارته قال: وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، أي ما اعطاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا كما اعطى المهاجرين ونفراً من الانصار (فيها روايات في الدر وغيره موجودة) وما نهاكم عنه يفسر نهى بمعنى المنع لماذا يفسر النهي منع؟ يقول بقرينة المقابلة لانه آتى يعني اعطى وهذه عكس السابقة قلنا الاصل النهي فنفسر الاتى بالامر اذا قلنا الاتى يعني اعطاء نفسر النهي بمن؟ حتى تنظرون بأنه القرآن الكريم كم يحتاج له دقة ولهذا يقول وما نهاكم عنه ومنعكم فانتهوا ولا تطلبوا لا تقفوا وتنازعوا رسول الله وفيه اشعارٌ بانهم سألوا النبي أن يقسم الفيء بينهم جميعاً فارجعوا الى نبيه وقال امره بيد النبي وجعله موارده صرفه والاية مع الغض عن السياق عامة هذا المفسر الدقيق هكذا يتكلم لا يتكلم مثل الشيخ الطوسي يقول اعطاكم وكل امر من أين ذيك!؟ اذا نظرنا الى السياق فالاية مرتبطة بالفيء والعطاء والمنع والاية مع الغض عن السياق عامة تشمل كلما آتاه النبي من حكمٍ فأمر به أو نهي أو نهى عنه والا نحن والسياق فالاية خاصة أو عامة؟ خاصة اذن لابد واقعاً أن نذهب ولهذا اذا تتذكرون نحن قلنا في المقام الثاني ماذا قلنا نريد أن نقف عند محض الايات قبلها وبعدها موضوع الاية وسياق الاية وسياق الايات الى آخره هذا أيضاً كلام. الآن نأتي الى الاخرين هذه تفاسير الاعلام وعموم الذين اهل الدقة اشرنا اليه.

    نأتي الى ما قاله الاعلام الاخرون منهم تفسير البغوي (هذه انما انا اذهب الى هذه التفاسير بأعتبار هذه التفاسير القديمة ليس المحدثين) معالم التنزيل للامام محي السنة البغوي المتوفى 516 من الهجرة دار طيبة في ذيل الاية قال وما آتاكم اعطاكم الرسول من الفيء والغنيمة فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا بعد هنا لا يوجد أو وامر وانما مختص بالفيء هذا المورد الأول.

    المورد الثاني: تفسير البيضاوي وتعلمون من التفاسير الاسياسية (وهذا كثير مختصر وكثير دقيق ومهم) قال وما آتاكم الرسول وما اعطاكم من الفيء أو من الامر نفس البيان هذا الامر من أين اتت هذه بقرينة المقابلة فخذوه أو فتمسكوا به لانه واجب الطاعة وما نهاكم عنه عن اخذه منه يعني ما يرتبط بالفيء أو اتيانه يعني اذا قلنا ذاك امر وهذا نهي.

    المورد الثالث: تفسير الخازن المتوفى 725 من الهجرة قال وما اتاكم الرسول أي من المال الفيء والغنيمة وما نهاكم عنه.

    واوضحها تفسير الالوسي في المجلد 27 صفحة 29 يقول وحمل الاية على خصوص الفيء مرويٌ عن الحسن سؤال: لماذا يحمل على الحسن؟ قال وكأن ذلك لقرينة المقام السياق مقتضاه هذا ولا يمكن الخروج عن مقتضى السياق وفي الكشاف الاجود أن تكون عامة في كل ما امر به ونهى عنه وامر الفيء داخل في العموم فاذن من مصاديقه يعني لا هذا المقطع يريد أن يشير الى قاعدة عامة في مصاديقه يحتاج الى كلام الآن بأي قرينة ذلك في المقام الثالث سيأتي وذلك للعموم لفظ ما وما آتاكم وما اسم موصول عام مبهم يشمل الفيء وغير الفيء الآن لابد أن نقف واقعاً يمكن أو لا يمكن على أن الواو لا تصح عاطفة لانه عرف اذا يريد أن يجعلها عامة لابد أن يكون ماذا؟ لانه اذا كانت الواو عاطفة تقول وهذا الذي وما آتاكم الرسول بعد لا معنى لان يفسح المجال لاكثر من ذلك.

    ومن المعاصرين من التفاسير المهم تفسير القاسمي المسمى بمحاسن التأويل تأليف محمد جمال الدين القاسمي علامة الشام تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي هناك يقول في المجلد 16 صفحة 98 قال وما آتاكم الرسول أي من قسمة غنيمة أو فيء فخذوه وما نهاكم من اخذه منها فانتهوا.

    خلاصة الكلام انا من راجعت هؤلاء المفسرين وتقريباً عموم المفسرين راجعتهم وجدت الي ذهنه مشغول بالابحاث الفقيه والاصولية اعطاها عموم والي هو مفسر محض لا علاقة له بالفقه والاصول جعلها ماذا؟ حتى تعرفون كيف الفضاء الفكري للانسان يفسر الاية حتى لو أن السياق لا يدل عليه اذا هو اصولي فقيه عنده ابحاث من ذلك القبيل يريد أن يستند الى الاية لابد ماذا يفعل؟ لابد يعممها والا يبقى الطريق تتذكرون القضية المعروفة للعلامة الحلي في قضية البئر عندما اراد أن يبحث البئر انه طاهر عندما يقع فيها يبقى طاهر أو لا كان عنده بئر في البيت قال اولاً ادفنوه قال لانه اولاً انا محتاج هذا البئر فاذا اقول بنجاسته حياته تخرب فاحاول بأي طريق اجد طريق اخلص منه بلي هذا الواقع هذا تأثير الزمان والمكان والظروف والبيئة والحياة الاجتماعية والحكم والسياسة والاقتصاد في الفكر الانسان.

    والحمد لله رب العالمين.

    8 رجب 1436

    • تاريخ النشر : 2015/04/28
    • مرات التنزيل : 1837

  • جديد المرئيات