نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (528)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في الادلة التي يمكن إقامتها لاثبات أن المحورية لابد أن تكون للبحث القرآني وللنصوص القرآنية، بيّنا أهم الاسباب التي يمكن أن تكون سبباً لعدم جعل الحديث والسنة بمعناها العام هي المحور في فهم المعارف الدينية، اشرنا لا اقل الى آفتين اساسيتين: الآفة الاولى هي الوضع والدس والتلاعب بالاحاديث، الآفة الثانية وهي انه بعد أن ثبت أن الحديث صادر عن النبي أو الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام نبتلي بآفة النقل بالمعنى أو نقل الحديث بغير اللفظ الذي ورد به، هذا مضافا الى آفات أخرى التي اشرنا اليها فيما سبق.

    من هنا قلنا بأن مقتضى الدليل المنطقي والعقلي والطبيعي أن لا يُجعل الحديث والسنة المحكيّة هي المحور لفهم المعارف الدينية، وهذا كان هو الدليل الأول لبيان أنّ المحورية لا يمكن أن تكون للحديث، وانما لابد أن تكون للقرآن الكريم.

    الدليل الثاني الذي أشرنا اليه في البحث السابق هو حديث الثقلين بهذه الصيغة: احدهما اكبر من الاخر، احدهما اعظم من الاخر، قلنا نحن نفهم من الأكبرية والأعظمية بالقرائن الموجودة أنّ المراد من ذلك أنّ المحورية اذا وقعت المقايسة بين القرآن وبين السنة المحكية، اؤكد للمرة المئة مقايسه بين القرآن والسنة المحكية فالأفضلية للقرآن لا للسنة المحكية.

    اما الدليل الثالث، هذا الدليل الثالث لا نحتاج فيه الى بيان، لان المنطوق والدلالة المطابقية لهذا الدليل تجعل القرآن هو المحور، فيما يتعلق بالدليل الأول والدليل الثاني كان اجتهاد، كان استنباط، كان فهم، كان نظر، اما هنا يوجد تصريح من النبي والائمة عليهم افضل الصلاة والسلام بأن المحورية انما هي للقرآن وللنصوص القرآنية لا للحديث الذي جاءنا ووصلنا منهم، وهذا معناه أنّ الكلام في السنة المحكيّة لا في السنة الواقعية.

    طبعاً من حيث السند نحن لا نحتاج الى البحث السندي، لماذا؟ باعتبار أن هذا هو مقتضى الدليل العقلي الذي اشرنا اليه، مقتضى الدليل العقلي هو هذا المعنى الذي اشرنا اليه، وهو أن المحورية للقرآن الكريم، ولكن مع ذلك بحمد الله تعالى نجد في النصوص الكثيرة الواردة في هذا الباب وهي مسألة العرض على القرآن الكريم بشرط الموافقة أو بشرط عدم المخالفة، فيها عدد لا بأس به من الروايات المعتبرة والصحيحة سنداً، وهذه نقطة امتياز جديدة بالنسبة اليها، بحسب التتبع لا اقل هناك روايات خمس معتبرة في مجموع سند هذه الروايات التي قد تبلغ العشرات في هذا المجال.

    انا اولا اقرأ في الطائفة الاولى الروايات المعتبرة سنداً وبعد ذلك نشير إلى الروايات التي لم يتم سندها، ولكنه لا يؤثر على الموقف شيئاً.

    الروايات الواردة في الباب في كتاب الوسائل طبعة مؤسسة آل البيت المجلد 27 تحت باب وجوه الجمع بين الاحاديث المختلفة وكيفية العمل بها، انا اشير الى الروايات المعتبرة فيها، الرواية الاولى الرواية الحادية عشرة يعني من الباب التاسع من أبواب صفات القاضي الرواية قال: قال سألت ابا عبد الله عن اختلاف الحديث يرويه من نثق به ومنهم من لا نثق به، قال اذا ورد عليكم حديثٌ (التعبير ليس اذا صدر منا حديث، اذا ورد عليكم حديثٌ يعني السنة المحكية، بغض النظر نعم السؤال كان في حال التعارض ولكن الامام يعمم) يقول فوجدتم له شاهداً من كتاب الله، أو من قول رسول الله صلى الله عليه وآله، والا فالذي جاءكم به اولى به، هذا تعبير جاءكم التفتوا اليه جيداً لانه ينفعنا كثير فيما آتاكم أن أتى بمعنى جاء، هذا بحثه إن شاء الله تعالى في بحث الاصول عندما نأتي الى قوله وما آتاكم الرسول فخذوه.

    اذن هنا يجعل المقياس اولا القرآن الكريم ويجعل المقياس ثانياً قول رسول الله.

    سؤال قول رسول الله أيضاً قد يجيئنا به من نثق به ومن لا نثق به، كيف يمكن ذلك؟ الجواب اذن لا يراد من قول رسول الله هنا الخبر المحكي الظني، يعني ما قطع انه صادر عن رسول الله يعني السنة القطعية السنة المتواترة السنة التي نطمئن بصدورها، هذه الرواية بشكل واضح وصريح الذي تعلمون انه من المتشددين العلامة البهبودي رحمة الله تعالى عليه في صحيح الكافي الجزء الأول صفحة 11 رقم الرواية 35 هناك يعتبرها من الروايات الصحيحة والمعتبرة.

    الرواية الثانية وهي الرواية 12 من هذا الباب، الرواية عن ايوب بن راشد عن ابي عبد الله الصادق عليه افضل الصلاة والسلام قال: ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف، هذه الرواية أيضاً العلامة البهبودي الذي هو من المتشددين في السند صححها أيضاً في الجزء الأول صفحة 11، وكذلك السيد الشهيد الصدر قدس الله نفسه في مباحث التعارض والادلة لتقريرات السيد الهاشمي المجلد السابع صفحة 315، بعد أن يذكر رواية يقول ومثلها رواية ايوب بن راشد يقول: وهما صحيحتان سنداً، اذن السيد الشهيد أيضاً يعتبر هذه الرواية من الروايات الصحيحة السند.

    الرواية الثالثة بحسب التسلسل في هذا الباب الرواية 14، الرواية عن ايوب الحر قال سمعت ابا عبد الله الصادق يقول: كل شيء مردود الى الكتاب والسنة، وبيّنا أن المراد من السنة أي سنة؟ ليست السنة المظنونة التي يشك فيها انها صادرة أو غير صادرة، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف، أيضاً يعتبرها البهبودي رواية معتبرة والسيد الشهيد الصدر يعتبرها رواية معتبرة.

    الرواية الاخرى الرواية خمسة عشر من هذا الباب الرواية عن ابي عبد الله الصادق قال: خطب النبي صلى الله عليه وآله بمنى، إذن الرواية منقولة عن رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: ايها الناس ما جاءكم عني، يعني ما نُقل اليكم عني ما حكي عني لكم أن رسول الله قال، ليس ما سمعتموه عني اعرضوه مباشرة على كتاب الله مباشرتاً فرق كبير بين أن نعرض كلامه ونحن نسمع منه على كتاب ربنا، وبين ما جاءنا منه، لماذا؟ لانه كثرت الكذابة علي، وكثير كذبوا على رسول الله، اذن الميزان في مورد لا نستطيع التأكد هو العرض على القرآن، قال ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم اقله.

    (الآن هنا بحث إن شاء الله اذا توفقنا هو أن الميزان هو الموافقة أو الميزان هو عدم المخالفة أي منهما؟ واذا كان الموافق أي انواع من أنواع الموافقة؟ اذا كان المراد المخالفة أي نوع من انواع المخالفة؟ هذه ابحاث أن شاء الله سنشير اليها مفصلاً ونبين المصدر الذي يراجع الاخوة فيه ذلك البحث).

    هذه الرواية عبر عنها الشيخ الانصاري في الرسائل الجزء الأول صفحة 248 بعد أن نقل الرواية قال: وقد صح عن النبي أنّه قال ما خالف كتاب الله فليس من حديثي، أو لم أقله، طبعاً هنا أيضاً الشيخ الانصاري على القاعدة نقل الرواية بلفظها أو نقل الرواية بالمعنى؟! حتى تلتفتون بأنّ الاعلام حتى في هذه العصور لم يكونوا ملتزمين بالدقة أن ينقلوا الحديث باللفظ لا اقل نحن لا نعلم أن الحديث الوارد في الوسائل هو منقول باللفظ أو بالمعنى؟ فيكون بالمعنى وبالمعنى وبالمعنى لعله ثلاثة اربع وسائط تكون بالمعنى، هذه أيضاً الرواية الرابعة.

    الرواية الخامسة: وهي بحسب التسلسل رقم 35 من هذا الباب الرواية عن جميل بن دراج عن ابي عبد الله الصادق قال: إنّ على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه، هذه الرواية الخامسة المعتبرة سنداً.

    اما الروايات الاخرى التي لم يثبت صحة سندها لا أنه  عدم صحتها (ليس انه ثبت عدم صحتها) لعله اما ليست من الموضوعات حتى نقول انها ليست صادرة وانما ضعيفة السند وانتم تعلمون أن ضعيف السند قد يكون صادراً أيضاً ولكنه لا يؤثر على الموقف كثيراً ؛ لانه عندنا صحيحة السند خمس روايات، وكل هذه تكون مقويات وشواهد تقوي تلك الروايات هذه الروايات بأمكانكم أن ترجعون اليها أيضاً في نفس هذا الباب، الرواية العاشرة من الوسائل من أبواب صفات القاضي من الباب التاسع الرواية العاشرة، الرواية الثامنة عشر، وطبعاً في بعضها اذا جاءكم عنا حديث فوجدتم عليه شاهداً أو شاهدين من كتاب الله فخذوه به، والا فقفوا عنده، وكذلك الرواية تسعة وعشرين من هذا الباب، وكذلك الرواية سبعة وثلاثين من هذا الباب، وكذلك الرواية ثمانية واربعين من هذا الباب، وهو قال اذا جاءك الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب الله واحاديثنا فإن اشبهها فهو حقٌ، وان لم يُشبهها فهو باطلٌ، هذه أيضاً نكتة مهمة جداً يعني انك واقفٌ على منظومة احاديث اهل البيت، تقول هذا الحديث يشبه مبانيهم وقواعدهم، وهذه مسألة طبيعية جداً انت الان لو دخلت  إلى مباني ملاصدرا في اصالة الوجود، في التشكيك في الوجود في غيرها ووجدة في مكان ظاهر كلامه لا ينسجم مع هذه القواعد، تقبل أو لا تقبل؟ تقول لا هذا خلاف مباني صدر المتألهين، لو دخلت الى مباني الشهيد الصدر رحمة الله تعالى عليه ووجدت أن كلامه في مكان يشبه أنه يعتقد بقاعدة قبح العقاب بلا بيان، وهذا من مباني السيد الشهيد أو ليس من مبانيه؟ لا ليس من مباني السيد الشهيد، تقول هذا لا يشبه مباني وقواعد …. وهذا معناه أن الذي يريد أن يقف على المعارف الدينية لابد أن تكون المباني القرآنية بيده، القواعد القرآنية بيده، الاصول القرآنية بيده، مباني اهل البيت بيده، القواعد التي يسير عليها اهل البيت بيده، حتى يقول هذا الحديث يشبهها أو لا يشببها، وفي اعتقادي أن ابن الجنيد، وهذا ذكرته مراراً أن ابن جنيد الذي نسب اليه القول بالقياس ليس مراده ذلك القياس الاصولي وانما مراده هذه تشبه أو لا تشبه، ولكنه لان الاصطلاح اصطلاح في كتب علماء اهل السنة، فتصوروا انه قائل بالقياس يعني قائل بالقياس الاصولي الذي يوجد عند علماء اهل السنة، والا هو يريد أن يقول فإن اشبهها، يعني قسها على…. المراد من الشبه أو انه الرواية اذا وردت يقول قسها على رواياتنا فإن اشبهها فهي صادرة منا وان لم يشبهها فهي غير صادرة عنا.

    كذلك من الروايات الواردة في هذا الباب وهي روايات كثيرة جداً ، ولهذا بعد ذلك تجد الاعلام ماذا يقولون، من هذه الروايات الواضحة الدلالة في اختيار معرفة الرجال للكشي صفحة 240 رقم الفقرة 401، يقول أن بعض اصحابنا (عن يونس ابن عبد الرحمن) سأله وانا حاضرٌ فقال له يا ابا محمد ما اشدك في الحديث، واكثر انكارك لما يرويه اصحابنا (يعني هذا الذي نفعله، تبين أن يونس بن عبد الرحمن كان متساهلاً في قبول الحديث أو متشدداً في قبول الحديث؟ وهو يعيش في عصر الائمة في القرن الثاني، فما بالك ونحن نعيش في القرن الخامس عشر، وبعد ذلك يأتي بعض من هنا وهناك أن السيد الحيدري لا يقبل الحديث، يتشدد في الحديث اصلاً كيف يمكن، بيني وبين الله هذه سيرة اعلام مدرسة اهل البيت في عصر اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام) لا يرويه السنة ولا يرويه الفسقة أو الفجرة، يرويه اصحاب الائمة فما الذي يحملك على رد الاحاديث؟ فقال حدثني هشام بن الحكم انه سمع ابي عبد الله الصادق يقول لا تقبلوا علينا حديثاً الا ما وافق القرآن والسنة، أو تجدون معه شاهداً من احاديثنا المتقدمة، أيضاً قيسوها على احاديثنا.

    سيدي ايها الامام الصادق لماذا هذا التشدد على الاحاديث؟ قال لان مشكلة الوضع لم تبقي عندنا مجالاً أن لا نتشدد، فإن المغيرة ابن سعيد لعنه الله دس في كتب اصحاب ابي احاديث لم يحدّث بها ابي، هذه دسها في الاصول الاربعمائة، لانه بعد لم تدون المصنفات دسها في الاصول الاربعمائة التي على اساسها كتبت المصنفات الحديثية للصدوق والطوسي والمفيد والمرتضى وغير ذلك، والكتب الحديثية، هذه كلها كانت مدسوسة لا اقل مشبوهة، وانها بيني وبين الله يوجد فيها مدسوس، تقول أن علمائنا غربلوا، اقول نعم بلا اشكال ذلك ولكنه هذا معناه انه بعد لا يوجد أي مدسوس؟! واقعاً هذا جهل لمن يريد أن يدعي هذا المعنى.

    قال: فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا، فإنا اذا حدثنا قلنا قال الله عزّ وجل وقال رسول الله، قال يونس (الآن انظروا الى الوضع الذي كان في وسط القرن الثاني) وافيت العراق فوجدت بها قطعة من اصحاب الامام الباقر عليه افضل الصلاة والسلام ووجدت اصحاب ابي عبد الله الصادق عليه السلام متوافرين تبين أيضاً كانوا جماعات هذه جماعة الامام الباقر هذه جماعة الامام الصادق هذه القضية بعدها لم تكن واضحة في زماننا واخذت كتبهم (كتب هؤلاء اصحاب الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام) فعرضتها من بعد على ابي الحسن الرضا عليه افضل الصلاة والسلام (اخذت هذه الكتب التي كانت متداولة بين اصحاب الامام الباقر واصحاب الامام الصادق وعرضتها على الامام الرضا) فانكر منها احاديث كثيرة (نحن أيضاً عبرنا كثير من موروثنا الروائي هذا النص الموجود) الآن إما سببها الوضع اما سببها النقل بالمعنى اما سببها أي آفة أخرى المهم الامام الرضا من قرأ قال ليس احاديث ابائي هذه فانكر منها احاديث كثيرة أن يكون من احاديث ابي عبد الله الصادق عليه السلام وقال لي أن ابا الخطاب كذب على ابي عبد الله لعن الله ابا الخطاب وكذلك اصحاب ابي الخطاب يدسون هذه الاحاديث الى يومنا هذا يعني ظاهرة الدس والوضع التي بدأت في زمن الباقر والصادق يظهر لم تنتهي حتى في زمن الرضا عليه السلام، في كتب اصحاب ابي عبد الله فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن فإنا أن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة انا عن الله وعن رسوله نحدث ولا نقول قال فلان وفلان فيتناقض كلامنا أن كلام آخرنا مثل كلام اولنا وكلام اولنا مصادقٌ لكلام آخرنا فإذا اتاكم من يحدثكم (اذن السنة الواقعية أو السنة المحكية؟ السنة المحكية) بخلاف ذلك فردوه عليه وقولوا انت اعلم وما جئت به فإن مع كل قولٍ منا حقيقة وعليه نورا اما فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك من قول الشيطان ومع ذلك نقول بأن الكتب التي بأيدينا كلها معتبرة ولا يوجد فيها أي دس كلها نقية من عين النقية لا اعزائي في الروايات عيون من عين كدرة هذه أيضاً الشواهد عليها.

    تتذكرون نحن في كتاب الموروث الروائي اشرنا الى هذه الرواية وهو انه يظهر انه كانت هناك جهات متخصصة في وضع الحديث في كتب ائمة اهل البيت يعني جهات وظيفتها تتآمر وليس من باب الاشتباه وهذه الرواية رقم 402 عن انه سمع ابا عبد الله كان المغير ابن السعيد يتعمد الكذب ليس بأنه بيني وبين الله كذا وكذا هو قاصداً يتعمد الكذب على ابي (الامام الصادق يقول يعني عن الامام الباقر) ماذا يفعل؟ عنده عصابة ومجموعة عنده هيئة متخصصة ويأخذ كتب اصحابه (اصحاب ابي الامام الباقر) وكان اصحابه (اصحاب المغيرة ابن السعيد) المستترون بأصحاب ابي لا يعرفونهم انهم هؤلاء من اصحاب المغيرة ابن سعيد الذين يدسون في الحديث يأخذون الكتب من اصحاب ابي فيدفعون الى المغيرة ابن السعيد، يستعيرون هذه الاصول الاربعمائة أو الاصول الاربعة ويدفعونها الى المغيرة ابن السعيد فكان يدس فيها الكفر والزندقة ويسندها الى ابي ثم يدفعها الى اصحابه فيأمرهم أن يبثوها في الشيعة وتكون ماذا بعد ذلك؟ اولاً الاصول الاربعمائة ثانياً خذ بما اشتهر بين اصحابك وهذه هي تكون مما اشتهرت بين اصحابنا الان كم من الامور من المشتهرات والشهرات؟ من المجمع عليها منشأها ماذا؟ منشأها هذه الدس والزندقة، قال فيأمرهم أن يبثوها في الشيعة فكلما كان في كتب اصحاب ابي من الغلو فذلك ما دسه المغيرة ابن سعيد في كتبه.

    ومن النصوص أيضاً في هذا المجال ما ورد في عيون اخبار الرضا بامكانكم أن تراجعون انا ما اقرأ الرواية، المجلد الثاني صفحة 23 رقم الرواية 45 أو الجزء الثاني الباب في ما جاء عن الرضا من الاخبار المنثورة الباب رقم 30 رقم الرواية 45 المهم عندي هنا الذي مراراً وتكراراً ذكرتها لكم أن الائمة سلام الله عليهم في روايات متعددة وبعضها معتبرة سنداً ردوا الاحاديث تطبيقاً لهذا الاصل يعني لم يكتفي الائمة سلام الله عليهم ببيان القاعدة وانما أيضاً طبقوا هذه القاعدة هم بأنفسهم طبقوا هذه القاعدة في احاديث معتبرة سنداً انا اشير الى رواية واحدة في هذا المجال.

    الرواية كما قرأناها لكم مراراً وتكراراً وهي الواردة في اصول من الكافي الجزء الأول كتاب التوحيد باب في ابطال الرؤية باب الرواية اثنين الرواية انه سألني ابو قرة المحدث أن ادخله على ابي الحسن الرضا فاستأذنته، الرواية أيضاً المجلسي يقول عنها صحيحة السند معتبرة الجزء الأول صفحة 328 من مرآة العقول، يقول فإذن فدخل عليه فسأله عن الحلال والحرام والاحاكم حتى بلغ سؤاله الى التوحيد فقال ابو قرة انا روينا أن الله قسّم الرؤية والكلام بين نبيين فقسم الكلام لموسى ولمحمد صلى الله عليه وآله الرؤية فقال ابو الحسن فمن المبلغ عن الله الى الثقلين من الجنس والانس لا تدركه الابصار ولا يحيطون به علما (كان بالامكان أن يقول له انا استدل لك قال تعالوا هذه الرواية نعرضها على الايات القرآن قال من الذي بلغ الى الناس هذه الايات ولا يحيطون به علما ليس كمثله شيء) اليس محمدٌ صلى الله عليه وآله؟ قال بلا، قال كيف يجيء رجل الى الخلق جميعاً فيخبرهم انه جاء من عند الله وانه يدعوهم الى الله بأمر الله فيقول لا تدركه الابصار ولا يحيطون به علما وليس كمثله شيء ثم يقول انا رأيته يعني بعبارة أخرى هل يمكن للنبي أن يدعي النبوة أن يتناقض مع نفسه؟ هو يأتي بقرآن يقول لا تدركه الابصار ثم يدعي انا رأيته بالابصار هذا تناقض أو ليس بتناقض؟ هذا تناقض، فاذا كان نبياً يجل عن هذا التناقض اذا لم تثبت نبوته فلا محذور في انه في مكان قال لا تدركه الابصار ونسي وبعد ذلك قال انا رأيته بعيني، قال ثم يقول انا رأيته بعيني واحط به علما وهو على صورة البشر اما تستحون؟

    يابن رسول الله هذه الاحاديث من اين دخلت الينا؟! تتذكرون رواية يونس ابن عبد الرحمن تذكروا مغيرة بن سعيد الذي كان يضع الكفر والزندقة ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون يأتي من عند الله بشيء ثم يأتي بخلافه من وجه آخر، ولهذا اذا تتذكرون قلنا واحدة من اهم اسباب الدس والوضع كانوا الزنادقة الذين كانوا يريدون تدمير هذا الدين، قال ابو القرة فإنه يقول وقد رآه نزلت أخرى المهم الى أن يقول فقال ابو قرة فتكذب بالروايات؟! هذا بعد واضح كالصريح نصٌ في المطلوب تكذب الروايات رواية واردة عن رسول الله مشهورة مجمع عليها الان كثير من علماء السنة القائلين بأن الله يرى بالابصار استنادهم الى ماذا؟

    استنادهم ليس الايات القرآنية استنادهم الى الروايات الواردة اليس كذلك؟ فقال ابو قرة تكذب بالروايات؟ تكذبها فقال ابو الحسن عليه افضل الصلاة والسلام اذا كانت الروايات (قاعدة عامة صحيح المورد خاص ومرتبط بالرؤية ولكنه القاعدة عامة) مخالفة للقرآن كذبتها، اذن ضابطة عامة بأيديكم الروايات التي تكذبها القرآن فهي إما زخرف، إما من قول الشيطان، إما لم نقله، وإما ارجعوا علمها الى أهلها لعلها فيها معنى رب حامل فقه الى من هو افقه منه لعلك انت فهمت من هذه الرؤيا البصرية والا هي لا تدل على الرؤية البصرية ارجعها الى أهلها وهذا هو مقتضى الاحتياط والا الامام سلام الله عليه هكذا، هذا على مستوى البحث الأول وهو النصوص الروائية الواردة المعتبرة سنداً على المنهج الذي نقوله وهو محورية المعارف القرآنية وان السنة تدور مدار القرآن القرآ، هو الاصل والسنة تدور حيث ما دار القرآن ولكن أي سنة؟ واي حديث؟ ليست السنة الواقعية وانما السنة المحكية أن شاء الله تتمة الحديث تأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    20 رجب 1436

    • تاريخ النشر : 2015/05/09
    • مرات التنزيل : 1422

  • جديد المرئيات