نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (78)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في الاية السابعة من الايات التي استدل بها على إثبات حجية السنة بالمعنى الاصولي قلنا هذه الاية لعلها تعد اهم اية استدل بها على حجية السنة وهي هذه المقطع من قوله تعالى وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، قلنا يقع الحديث في هذه المقطع من الاية في مقامات متعددة وقفنا عند المقام الأول من البحث والمقام الثاني من البحث.

    اما المقام الثالث من البحث وهو كيف يدل هذا المقطع من الاية المباركة على حجية السنة يعني قول المعصوم فعل المعصوم تقرير المعصوم طبعاً الان بحثنا ليس في السنة بالمعنى الاعم يعني قول المعصوم وانما الحديث في السنة النبوية لان هذا المقطع من الاية قال وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا فحتى لو تم الدلالة هذه الاية المباركة على حجية السنة فهي مختصة بحجية قول الرسول صلى الله عليه وآله ولا يمكن أن تكون شاملة لغير الرسول صلى الله عليه وآله لانها صريحة انه وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا.

    اذن هذه الاية المباركة أو هذا المقطع من الاية المباركة ما هو وجه الاستدلال بها لاثبات حجية قول النبي أو قول الرسول فعل الرسول تقرير الرسول في المقدمة لا بأس أن اشير الى اعراب من هذه الاية المباركة من الواضح أن هذا المقطع من الاية المباركة في سورة الحشر قال تعالى وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا.

    عندما نأتي الى اعراب القرآن ولبيانه لمحي الدين الدرويش المجلد العاشر في صفحة 38 الاية أو يقول في ذيل هذه الاية ما يلي يقول ما اسم موصول في محل نصب مفعول به لفعل محذوف دل عليه خذوه يعني خذوا ما آتاكم الرسول أمر بالاخذ ما اتانا الرسول ويجوز أن تعرب جملة فخذوه خبرٌ وما تقدم كلها يكون بمنزلة المبتدأ وجملة آتاكم صلة الموصول ما والكاف آتاكم مفعول به والرسول فاعلٌ والفاء رابطةٌ لما في الموصول من رائحة الشرط الى آخره هذا مضمون هذه الجملة اما الابحاث التي لابد من الوقوف عليها في المقام الثالث من البحث.

    البحث الأول: وهو أن هذه الواو في قوله تعالى وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا هل انها عاطفة أو انها استئنافية؟ الآن ما هي الثمرة بعد ذلك نذكر الى ذلك اولاً لابد أن نعرف انها عاطفة أو استثئنافية في المقدمة اصل كلي لابد أن تلتفتون اليه في باب الواو تعلمون أن استعمالات الواو كثيرة الاخوة الذين يريدون أن يراجعوا هذا البحث بامكانهم أن يراجعون الى مغني اللبيب في المجلد الثاني صفحة 345 حرف الواو، الواو المفردة (يعني ماذا؟ لانه عندنا واو غير مفردة واو بالالف والى آخره) انتهى مجموع ما ذكر اقسامها الى احد عشر الأول العاطفة، الثاني من اقسامها الاستئناف، الثالث: واو الحال وهكذا، الآن أين بحثنا؟ في أن هذه الواو هي عاطفة أو استئنافية اولاً في المقدمة لابد أن تعرفوا اصلاً من الاصول الاساسية في باب الواو أن الاصل في الواو هل هو للعطف أو للاستئناف؟ انتم تعلمون كثير من القواعد النحوية يقولون الاصل فيها ليس للتأكيد وانما للتأسيس هل الاصل في الواو العطف والعاطفة أو الاستئناف؟

    الجواب: لا اصل في الواو فيما يرتبط بكونها عاطفة أو بكونها استئنافية ابداً لا اصلاً ولا حقيقة ومجازاً ولا اولاً وثانياً لانه بعض الاحيان قد نقول ليس الاصل ولكنه اولاً تدل على العطف وثانياً تدل على الاستئناف أو دلالتها على العطف بالحقيقة ودلالتها على الاستئناف في المجاز الجواب لا اصل فرع ولا اول وثاني ولا حقيقة ومجاز اذن ما هو الاصل؟ الاصل هو النظر الى مورد الاستعمال قد تكون للعطف وقد يكون للاستئناف اذن هنا لا يستطيع احدٌ أن يقول لنا وما آتاكم الرسول الاصل فيها العطف لا ابداً أو الاصل فيها الاستئناف لا ابداً لا استعمالها في الاصل حقيقة واستعمالها الى المجاز يحتاج الى قرينة مجاز لا ابداً ليس الامر كذلك.

    من هنا يطرح هذا السؤال وهو أن الواو في هذه المقطع من الاية المباركة هل هو للعطف أو للاستئناف أي منهما؟

    الجواب: في كلمات المفسرين يوجد احتمالان، جملة من الاعلام ولعله الاغلب قالوا انها عاطفة وجملة منهم أو بعضهم قال انها للاستئناف مثلاً ما قرأناه في اعراب القرآن الجزء العاشر صفحة 38 قال الواو عاطفة اما عندما نأتي الى الطيبي في الحاشية المهمة للكشاف تعلمون بأن الكشاف من الكتب الاساسية التي توجد عليها حواشي متعددة من الاهم الحواشي والتعليقات على الكشاف للزمخشري كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب وهو حاشية الطيب على الكشاف ليس فقط حاشية بل شرح مفصل يقع في عشرين مجلد في شرح والتعليق على الكشاف للزمخشري هناك عبارة الزمخشري هذه طبعاً في المجلد الخامس عشر هذه الطبعة التي هي جائزة دبي للقرآن الكريم، هذه عبارة يقول: والاجود أن يكون عاماً يعني انه يلحظ السياق أو لا يلحظ السياق؟ لا يلحظ السياق انه عامة ما آتاكم الرسول سواء كان في المال أو غير المال فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا والاجود أن يكون عاماً في كل ما آتا رسول الله ونهى عنه وامر الفيء داخلٌ في عمومه يعني ما يتعلق بالاية المباركة ما افاء هذه من مصاديق هذه القاعدة العامة اذن هذا المقطع من الاية بيان اصل عام اذا تم ذلك فيدل على السنة النبوية قولاً فعلاً وتقريراً من مصاديقه ما ذكر في صدر الاية يكون من مصاديق ذلك هذه عبارة الزمخشري تعليقة الطيبي هكذا يقول لان الواو فيه ليست بعاطفة هذا معناه يشم منه انه اذا كانت الواو عاطفة لا يمكن استفادة العموم لانها تعطف هذا على ذاك.

    الان ما هو معنى العطف هذا بحثه يأتي اساساً عندما نقول العطف ما هو معناه عندما نقول استئنافية ما معنى الاستئنا ولماذا أن الطيبي يقول لان الواو فيه ليست بعاطفة ولا تصح أن تكون عاطفة فالجملة تذييل يعني وما آتاكم الرسول كلامٌ استئنافي بيان لقاعدة عامة ويكون صدر الاية من مصاديق هذه القاعدة العامة فالجملة تذييل ولذلك عقبه بقوله واتقوا الله واطلقه ليشمل كل ما يجب أن يتقى ويدخل فيما سيق له الكلام دخولاً اولياً وينصره يعني ويؤيد هذا الفهم انها قاعدة عامة ما روينا عن البخاري ومسلم وابي داوود والترمذي عن ابن عباس ماذا قال؟ قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمفلجات للحسن المغيرات لخلق الله فبلغ ذلك امرأة من بني اسد وكانت تقرأ القرآن يقال لها ام يعقوب فأتته (اتت ابن مسعود) قالت ما حديث بلغني عنك انك قلت كذا وكذا وكذا فقال عبد الله مالي العن من لعن رسول الله وهو في كتاب الله.

    سؤال اين في كتاب الله اين في القرآن الله لعن الواشمات والمستوشمات والى غير ذلك؟ فقالت لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدت فيه ما تقول! قال أن كنت قرأتيه قرأتيه لوجدتيه يعني اذا تدبرتي فيه لوجدتي ما قلت قال الله تعالى وما آتاكم الرسول وهذا آتانا رسول الله بعد هذا استدلال على انه أن السنة ما هي؟ نفس البيانات التي قرأناها في روايات التفويض في روايات التفويض أيضاً كذلك أن الائمة سلام الله عليهم قال رسول الله اضاف الصلاة اضاف في الصوم اضاف في الارث اضاف في الحدود اضاف اين هذا في كتاب الله قال وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، طبعاً هذا قريب منه اختاره العلامة الالوسي في روح المعاني المجلد 27 صفحة 29 قال الاجود ينقل عبارة الكشاف وذلك لعموم لفظ ما (هذه الموصولة التي أن شاء الله بعد ذلك بعد ما ننتهي من الواو نقف عند المفردة ما التي هي الموصولة) على أن الواو لا تصح عاطفة فهي اعتراض على سبيل التذييل ولذلك عقب بقوله تعالى واتقوا الله نفس الكلام الذي اشرنا اليه ولذا تعميم على تعميم، التعميم الأول وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، فيتناول كلما يجب أن يتقى بعد هذا الكلام الذي اشرنا اليه للعلامة الطيبي نفس العبارات الواردة.

    هنا سؤال: في النتيجة كون الواو عاطفة أو كون الواو استئنافية هل يؤثر على الموقف أو لا يؤثر؟ ظاهر هذه العبارات يريد أن يقول اذا كانت عاطفة فتكون محكومة بحكم السياق اما اذا كانت استئنافية بعد لا تكون محكومة بحكم السياق، اليوم ندخل في بحث النحوي لنعرف اساساً احكام الواو العاطفة واحكام الواو الاستئنافية انتم تعلمون بأن القرآن الكريم في جملة من موارد مثلاً في اول سورة آل عمران واضح انه وقع معركة بين العلماء في أن الواو في قوله تعالى الا الله و، هذه أي واو عاطفة أو استئنافية؟ واقعاً معركة لانه اذا كانت عاطفة تعطي مداليل عالية اذا كانت استئنافية تعطي مداليل أخرى ماذا نفعل القضية ليست بهذه البساطة التي الان عرفنا أو لم نعرف لا هذه ليست من الامور التي من لم يعرفها لا يضره شيء لا كثير يضره شيء انا ما اريد أن اقول انت اذهب وصير سيبويه ما تحتاج اليه لابد أن تكون مطلعاً عليه، هذا البحث وهو الواو عاطفة أو استئنافية العطف تارة يكون عطف مفرد على مفرد جاء زيدٌ وعمرٌ زيد مفرد أو جملة طبعاً عندما نقول مفرد في مقابل الجملة وليس الجمع تارة العطف يكون لمفردٍ على مفرد واخرى يكون العطف لجملة على جملة مثال العطف جملة على جملة ماذا؟ العلم حسنٌ والجهل قبيحٌ، العلم حسن مبتدأ وخبر والجهل قبيح مبتدأ وخبر.

    اذن تارة العطف يكون مفرد على مفرد واخرى يكون جملة على جملة هذا البحث اذا تريدون أن تراجعون عليه والاخوة الذين يريدون أن يشتغلوا على النحو هذا الكتاب لابد أن يكون تحت أيديكم من الاهم المصادر ومن الاوسع المصادر ومن اوضح وادق المصادر وهو كتاب النحو الوافي لعباس حسن واقعاً يغنيك عن عشرات المصادر كل الذين جاؤوا قبله حاولوا هنا يستوعبوها اكثر .

    طبعاً يقع في اربعة مجلدات وكل مجلد حدود 700 صفحة يعني واقعاً الكتاب واسع هناك في المجلد الثالث في صفحة 575هناك يقول الواو وفيما يلي هذه الحروف وفي المقدمة يقول عطف النسب وهو تابع يتوسط بينه وبين متبوعه حرف من حروف عشرة كل منها يسمى حرف العطف ويؤدي معنا خاصاً وفيما يلي هذه الحروف ومعانيها الواو معناها حرف العاطفة واو العاطفة ماذا؟ حاجة مطلق الاشتراك والجمع في المعنى بين المتعاطفين يعني من حيث الاعراب وعدم الاعراب من حيث الجزم وعدم الجزم معنا من حيث النفي ومن حيث الاثبات انت تريد أن تشرك بين المعطوف والمعطوف عليه فعندما تقول جاء زيدٌ وعمرٌ كأنك تريد أن تقول جاء زيدٌ وجاء عمرٌ تشرك بين المعطوف والمعطوف عليه تعطيهما حكماً واحداً وفعلاً واحداً النفي الاثبات المجيء عدم المجيء الى آخرها بشرطها أن كانا مفردين يعني اذا لم يكونا مفردين يقول لا لهما حكمٌ آخر فاذا لم يكونوا مفردين يعني كان عطف جملة على جملة فله حكمٌ آخر لا تخلط بين عطف المفردات وعطف الجمل ولذا في الحاشية يقول المفرد في باب العطف ما ليس جملة ولا شبه جملة فهو كالمفرد في باب الخبر والنعت والحال ويدخل في باب عطف المفرد على المفرد عطف الفعل على الفعل لا الفعل والفاعل على الفعل والفاعل وهل يمكن أن يعطف فعلٌ على فعلٍ من غير أن ينعطف فاعله ولو يكن مستتراً نقول نعم ممكن ذلك.

    نأتي في صفحة 645 من الجزء الثالث يقول هناك زيادة تفصيل لانه عنده بحث مفصل في هذا البيان في المسألة 121 عطف الفعل على الفعل أو على ما يشببه والعكس وعطف الجملة على الجملة الان عطف الفعل وحده على الفعل كذلك يعني عطف الفعل من غير فاعله لانه اذا كان مع فاعله بعد يكون جملة فيكون عطف الجملة على جملة مثاله؟ قال هذا مثاله اذا تعرض وتصدى المرأ هنا عطف تصدى على تعرض الفاعل أيضاً ما هو؟ المرأ في معايب الناس مزقوه بسهام اقوالهم واعمالهم هذا المثال هذا الكلام في صفحة 641 نأتي الى صفحة 645 يقول ومما سبق بيّنوا الفرق اللفظي بين العطف الفعل على الفعل وعطف الجملة الفعلية على الجملة الفعلية ما الفرق بينهما؟

    يقول وهو فرق خفي دقيق خفى على بعض العلماء المشتغلين بالنحو قديماً حتى قال بعضهم نحن لا نتصور أن يعطف فعلٌ على فعلٍ ولا يعطف فاعله هذا عطف جملة ولهذا لم يميزوا يقول والا الامر واضح لم يحضر قطار ويسافر يوسف الآن هذا عطف جملة على جملة ما معناها ما عندي عمل الى أن يقول بأنه أن عطف الفعل على الفعل (ليس عطف جملة الفعلية) يوجب سريان النفي من المتبوع الى التابع يعني حكمهم يكون مشاركاً احدهما من قبيل حكم المفرد على المفرد هذا فيما يتعلق بالعطف المفرد على المفرد.

    الان نأتي الى العطف الجملة على الجملة فيما يتعلق بعطف الجملة على الجملة توجد عندنا حالتان: الحالة الاولى أن يكون للجملة المعطوف عليها موقعاً من الاعراب يعني عندك جملة معطوف عليها وعندك جملة معطوفة ولكن للمعطوف عليها يوجد موقع من الاعراب هذه حالة، هذه كلها المقدمة حتى نريد أن نطبق على الاية حتى نعرف بأنه الواو التي هي عاطفة عطف مفرد على مفرد عطف جملة على جملة واذا عطف جملة على جملة عطف جملة على جملة من الحالة الاولى أو عطف جملة على الجملة من الحالة الثانية لانه له اثر هذه.

    أن يكون للجملة المعطوف عليها موقعاً من الاعراب مثاله كما يقوله جملة ويذكرون في كتبهم مررة برجلٍ خلقه حسنٌ ووجه قبيح هذه خلقه حسنٌ صفة ماذا؟ صفة الرجل هذه الرجل نكرة نحن نريد أن نعرف هذه النكرة عرفناها بوصفين برجل خلقه حسنٌ هذه كل المبتدأ وخبر صفة في جملة الجر صفة لرجل ووجهه قبيح الآن وجه ليس لطيف ولكنه بيني وبين الله اخلاقه حسن.

    الجواب: هنا اذا كان للمعطوف عليه يعني الجملة المعطوف عليها موقع من الاعراب بيني وبين الله يتشاركون فيها فالواو تصير عاطفة يعني اذا كانت ذيك في موقع الجر هذه أيضاً تقع في موقع الجر معطوفة على الصفة للرجل هذه الحالة الاولى.

    الحالة الثاني: أن لا يكون للجملة المعطوف عليها موقع من الاعراب ابداً هي استأنافية اصلا بدأت الجملة مثاله الذي اشرنا اليه العلم حسنٌ هذه فيها موقع؟ لا ليس فيها موقع لانه الجملة ابتدائية والجهل قبيحٌ هنا الواو عاطفة أو استئنافية؟ الجواب عاطفة كانت لا يغير من المسألة شيء استئنافية كانت لا يغير من المسألة شيء انتم قضيتان تريدون أن تقولون تقول استئنافية تريد أن تقول اريد اعطف هذا تابع لنيتك تقول انا قاصد هنا العطف بلي عطف هذه كونها عاطفة أو استئنافية يغير من المعنى أو لا يغير؟ لا يغير، اما بخلافه مررة برجل أو بخلافه الله والراسخون كثير يغير من المعنى اذا عاطفة يعلمون التأويل اذا استئنافية لا يعلمون، كثير فرق بين أن تكون عاطفة أو لا تكون .

    اذن في الحالة الاولى كونها عاطفة أو استئنافية يؤثر على المعنى اما في الحالة الثانية في العطف على الجملة يؤثر أو لا يؤثر؟ لا يؤثر على المعنى سواء كانت عاطفة أو كانت استئنافية.

    الآن نأتي للتطبيق على الاية المباركة اولاً هل العطف فيها لانه عندنا واو هذه واو قال ما افاء الله على رسوله من اهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم وما آتاكم هذه ما الثانية وما آتاكم معطوفة على الماء الاولى التي هي ما افاء الله على رسوله.

    سؤال: هذا عطف مفرد على مفرد أو عطف جملة على جملة أي منهما؟ من الواضح ليس عطف مفرد على مفرد بل عطف جملة على جملة هذا اولاً، اثنين هذه عطف جملة على جملة من قبيل الحالة الاولى أو من قبيل الحالة الثانية؟ الجواب من قبيل الحالة الثانية لان الجملة الاولى ليس لها موقع اعراب معين بالجر بالنصب وكذا بل هو ابتداء ما افاء استئناف بعبارة أخرى استئنافية لانه ما قالت الاية قال ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على اصولها فبإذن الله واليخذي الفاسقين وما افاء الله على رسول الله ماذا يوجد فيها؟ فيها واو هناك عاطفة أو انها استئنافية اما هنا ماذا يوجد؟ أيضاً يوجد وما افاء الله على رسوله أو ما يوجد؟ لا يوجد، اذن بلا اشكال انها جملة استئنافية هذه جملة مبتدأ اساساً اذن بناءاً على هذا له موقع خاص أو ليس لها؟ ليس لها اذن وما آتاكم الرسول معطوف أو استئناف؟

    الجواب لا يغير من المعادلة شيئاً له من الحالة الثانية سواء كانت عاطفة أو كانت استئنافية ما يغير من المعنى شيء بل قد يقول قائل لما كانت الجملة السابقة استئناف جملة جديدة هذه أيضاً بقرينة تلك الجملة الجديدة ولهذا تجدون الطيبي يقول اساساً ولا يصح غير هذا لانه قبل هذه موجودة ثم يقول بأنه وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ، اذن سواءٌ كانت الواو عاطفة أو كانت الواو استئنافية يغير من المعنى شيئاً أو لا يغير؟ بناءاً على القواعد التي ذكرها علماء النحو لا يغير، الآن قل عاطفة أو قل استئنافية لا يفرق شيء لماذا؟ لانه ليس عطف مفرد على مفرد لو كان عطف مفرد على مفرد حيث انه الفيء مرتبط بالمال اذن ما اتاكم الرسول يكون مرتبط.

    قد تقول سيدنا السياق اقول نعم نحن نعمل بالسياق اذا لم تكن هناك قرائن في نفس هذا المقطع تدل على العموم السياق يكون حالكما اذا لم تكن هناك قرائن داخلية في نفس المقطع يقول انها هذه قاعدة عامة اما اذا وجدنا في هذا المقطع من الاية وجدنا قرائن تدل انها بصدد بيان القاعدة العامة.

    اذن لا يمكن للسياق بأن يقف امام ذلك يعني بعبارة أخرى ظهور قرائن خاصة في هذا المقطع اقوى من ظهور السياق ولكن بشرط أن توجد مثل هذه القرائن اذا تعرفون تعلمون جميعاً هذا المثال المعروف الذي عادة في علم الاصول يقال يقول لا تأكل الرمان مرة يقول لا تأكل الرمان انا استطيع أكل التفاح الحامض وان كان مثل الرمان حامض ولكن اذا قال لي اذا كنت مريضاً لا تأكل الرمان لانه حامضٌ ماذا قالوا الاعلام؟ قالوا هذا لانه تعليل والتعليل يعمم ويخصص مع أن السياق ما هو؟ المورد ما هو؟ هو الرمان.

    الجواب: لان ظهور التعليل اقوى من ظهور السياق اذن لابد أن نقف عند هذا المقطع من الاية المباركة لنرى بأنه فيه من الظهور ما يستطيع أن يقف امام السياق أو لا يوجد اذن كون الواو عاطفة أو استئنافية يغير أو لا يغير؟ لا يؤثر على الموقف شيئا هذا تمام الكلام في البحث الأول.

    البحث الثاني ما هو المراد من ما الموصولة في قوله تعالى وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ هذه أيضاً فيها احتمالات متعددة يأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    20 رجب 1436

    • تاريخ النشر : 2015/05/10
    • مرات التنزيل : 1867

  • جديد المرئيات