الاستفتاءات

غالباً ما يتعرص أصحاب الخلقة الدميمة أو من يحملون صفة اخلاقية معينة لا تلقي استحساناً عند الاخري إلى الاستهزاء والسخرية والتعيير ومحاكاة تصرفاتهم وأقوالهم ، بل في حالات الخلاف يحقر بها ويهان بوصفها، فما الحكم الشرعي إزاء هذه التصرفات؟

إن نظرة البعض للآخرين بسخرية واستهزاء نظرة بعيدة عن روح الاسلام والاخلاق، وأي إنسان يستطيع إدعاء الكمال في كل شيء حتى يعيب الآخرين بنقائصهم، فقد انفرد بالكمال الله جل وعلا، ويحرم شرعاً الاستهزاء بالاخرين وإيذاء المؤمنين من خلال تعييرهم والسخرية منهم، قال تعالى: (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ). وقال تعالى: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). وقال الإمام الصادق عليه السلام: (من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه، وهدم مروّته، ليسقط من أعين الناس، أخرجه اللّه تعالى من ولايته الى ولاية الشيطان، فلا يقبله الشيطان). وعنه (ع) أيضاً: (لا تحقروا مؤمنا فقيراً، فإنه من حقر مؤمناً فقيراً واستخف به، حقره الله تعالى ولم يزل ماقتاً له، حتى يرجع عن تحقيره أو يتوب).




  • الاستفتاءات