الاستفتاءات

يقوم بعض محترفي صناعة البرامج ومستخدميها باختراق الأجهزة الالكترونية للآخرين، والاطلاع على ما فيها أو سرقة المعلومات منها، كما يقوم البعض بالتجسس على نقال الآخرين ومعرفة الخصوصيات، ويحدث هذا في داخل الاسرة ،فالزوجة تفتش في نقال زوجها لمعرفة طبيعة علاقاته ،والزوج يفعل الامر نفسه، فما حكم هذه التصرفات؟

 لا شك أن هذا العمل مخالف للآداب العامة والحقوق الفردية واحترام خصوصية الآخرين، فلا ينبغي إلغاء خصوصية الاخرين مهما كانت طبيعة العلاقة بينهما حتى لو كان من قبيل الزوج والزوجة،لان هذا العمل من شأنه إرباك وضع الأسرة وحصول الفضائح والتسقيط للآخرين ،مضافاً إلى التجاوز على شخصياتهم ،ومن الناحية الشرعية فإنه عمل حرام ويعتبر من التجسس. والأفضل أن لا يقع عمل الزوجة من غير علم الزوج، وكذلك الاولاد، لابد أن يكون بنحو لا يؤدي إلى الانحراف، ومن وضع نفسه مواضع الشبهات فلا يلومن من يسيء الظن به. نعم، لكل شخص له قضاياه الخاصة وعلاقاته الشخصية التي لا يحق للآخر التجاوز عليها، ولكن في الوقت نفسه إذا شعر الأب أن هناك سلوكيات مريبة تدعوهم إلى الإنحراف فمن حقه الاطلاع على هذه المسائل الخاصة من أجل الحيلولة من وقوع الحرام، ولكن ينبغي أن تتم بطريقة لا تشعر الآخرين بالتجاوز على الحقوق الشخصية أو المراقبة التي تفقدهم الثقة في أنفسهم، وعلى الأب أن ينصحهم ويعلمهم ويحملهم على الطريق الصحيح الذي يحفظ كيان الأسرة من الانهيار ويحافظ على الأخلاق العامة والعفاف، قال تعالى: (يا أيها الذين امنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً .. )، وقال تعالى: (إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم و أهليهم يوم القيامة).




  • الاستفتاءات