نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (84)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في بيان خلاصة ما تقدم في الفصل الأول من الباب الأول وهي الايات التي استدل بها على حجية السنة بالمعنى الاصولي، قلنا انه استدل بمجموعة من الايات القرآنية الا اننا ذكرنا في الابحاث السابقة بانه اهم هذه الايات هي الايات المتعلقة بالاطاعة قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم طبعاً تقريباً في ثلاثين مورد في القرآن قرن الله طاعة رسوله بطاعته.

    الآن اما قال اطيعوا الله واطيعوا الرسول واما قال ومن يطع الرسول فقد اطاع الله المهم هناك اقتران بين طاعة الله وطاعة رسوله لا اقل في 28 مورد في قرآن الكريم وهذا يكشف لنا عن اهمية هذه المسألة هذه الايات عموماً بل لا يوجد فيه استثناء بل عموماً ربطت الطاعة بعنوان الرسول لا بعنوان آخر ومن هنا نحن قلنا بأن هذه الايات تبين لنا لغة واستعمالاً أن كل ما جاء به الرسول بعنوان انه رسولٌ ما معنى انه رسول يعني مبلغٌ عن الله سبحانه وتعالى اذا بيّن شيئاً يبين عن الله سبحانه وتعالى اذا قال شيئاً يقولوا عن الله سبحانه وتعالى هذا هو معنى الرسالة معنى الرسول لغة واستعمالاً من هنا فيما يتعلق بهذه النقطة لابد أن نرجع الى القرآن الكريم لنرى ماذا قال القرآن وماذا بيّن لنا القرآن من وظائف الرسول عنوان الرسالة اخذ فيه يعني اذن ما يبينه القرآن بعنوان الرسول هذه هي المسؤوليات التي اعتقت على عاتق رسول الله صلى الله عليه وآله نأتي الى القرآن الكريم لا اقل في هذه الايات الاربع من القرآن الكريم.

    الاية الاولى وهي 129 وقرأناها سابقاً لامور أخرى من سورة البقرة هذا دعاء إبراهيم رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ، اذن العنوان ما هو؟ عنوان الرسالة ما هي وظيفة الرسول بما هو رسول، يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ، الامر الأول، وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ الامر الثاني، وَيُزَكِّيهِمْ الامر الثالث، إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، اذن هذه الآية بيّنت لنا بانه اهم وظائف الرسول بما هو رسول هذا تعليق الحكم على الوصف يشعر بالعلية كما قرأنا مراراً وتكراراً.

    وكذلك نأتي الى آية 151 من سورة البقرة قال: َمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ، هنا اضيف امر رابع وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ، وكذلك الآية 164 من سورة آل عمران قال تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ، وكذلك الآية الثانية من سورة الجمعة قال تعالى: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ.

    اذن من هذه الآيات ماذا يتضح؟ إن الوظائف والمسؤوليات الملقات على عاتق الرسالة، ارجع واقول لان القرآن الكريم اكد لا يوجد في أي آية من هذه الآيات انه ارسل فيهم نبياً ابداً ارسل فيهم رسولاً من الله عليهم ليس بنبياً وانما برسول هذه ما يمكن هذه لانه قلنا مراراً لا يمكن حمل هذه المسائل على الصدفة من باب الاتفاق تكرر هذا لا هذه مقصوده هذه كل مفردة وكل كلمة وكل حرف في القرآن مقصود لماذا التكرار والتأكيد على مقام الرسالة لا على مقام آخر.

    الان لابد أن نقف مفصلاً طبعاً ليس فقط في هذه السنة في الابحاث اللاحقة بإذن الله تعالى لابد أن نقف انه اساساً ما معنى يتلو وما معنى الآيات ما معنى التزكية ما معنى التعليم ونحو ذلك قد يقول قائلٌ من الاصل انه هذه كل هذه الخصائص التي أشار اليه القرآن لمقام الرسالة هو القرآن الكريم يتلو عليهم آياته يعني يتلوا عليكم آيات القرآن يعلمهم ويزكيهم من خلال القرآن ويعلمهم الكتاب والحكمة من خلال القرآن، ويعلمكم ما لم تكنوا تعلمون من خلال القرآن ممكن هذه الدعوى تتم وهذه دعوى القرآن وكفى يقولون لان القرآن الكريم أيضاً فيه تزكية وهم فيه تعليم الكتاب والحكمة وهم فيه تعليم مالا تكونوا تعلمون لا نحتاج شيء وراء القرآن الكريم اساساً الرسول هذا الذي قاله احمد صبحي منصور كما قرأناه لكم قال الرسول في خصوص وظيفته الاصلية أن يبلغ القرآن الكريم ليست له مسؤولية أخرى، مسؤوليته اولاً وآخراً هي أن يوصل الينا القرآن الكريم ليس الا وقد قام بهذه المسؤولية على احسن وجه تقول اذن سنته افعاله تقريراته اقواله غير القرآن هذه يقول ابداً هذه كلها مرتبطة بتطبيق القرآن فيما يرتبط بزمانه صلى الله عليه وآله.

    والا (هذه تتمة كلام هؤلاء) نفس رسول الله هذا القرآن الذي نزل به أو نزل به الروح الامين على قلبه لو جاء رسول الله في زماننا هذا القرآن يتغير منه شيء أو لا يتغير؟ يقولون لا يتغير منه شيء يعني عدد آياته تزيد؟ لا، عدد آياته تنقص؟ لا، القرآن يبقى هو القرآن ولكن تطبيق القرآن في زماننا هل هو بنحو تطبيقه في زمانه أو يختلف؟ هؤلاء يقولون يقيناً يختلف بأي دليل؟

    يقول انظروا الان السلفية الذين يريدون أن يطبقون القرآن على نحو الذي طبقه رسول الله في ذاك الزمان انتم ماذا تقولون عنه توافقون أو لا توافقون؟ واذا تسألوهم بينكم وبين الله يأتيكم آية القرآن يقول بأنه بيني وبين الله كذا وكذا حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون وهو هماتينه يريد الان يطبق نظام المواطنة أو نظام الاعتقاد والاسلام والايمان ونحو ذلك أي منهما؟ يريد أن يطبق نظام المواطنة؟ لا المواطنة ما اله معنى الحدود ما اله معنى رسول الله اذا ياتي في زماننا هكذا يفعل؟ قد يأتي قائل يقول بلي هكذا يفعل هو هذا الذي يطبقه البعض تجدونه انتم رسول الله كان يطبق الحدود الان أيضاً اذا جاء يطبق الحدود .

    اذن لماذا الاخرين يقولون الاسلام لا يطبقون الحدود؟ وهكذا وهكذا عشرات الاسئلة واضح عموم النظرية هكذا تقول هذه الوظائف التي اشير اليها في القرآن الكريم لمقام الرسول تنحصر في مدار القرآن الكريم والدعوى المقابلة ماذا تقول؟ تقول لا، عندما قال يزكيهم اساساً يزكيهم باقواله غير القرآن، القرآن بلي فيه تزكية ولكنه غير كافية يزكيهم بأقواله ويزكيهم بأفعاله ويزكيهم بتقريراته يعلمهم ماذا يعلمهم فقط يعلمهم القرآن يقول لا يعلمهم اشياء أخرى مثلاً تطبيقاً للتزكية انه القرآن الكريم قال اقيموا الصلاة اما كيف نصلي بعد هذا القرآن لم يشر اليه انه ما هي الشرائط وما هي الموانع وما هي الاعداد وما هي الاوقات ما هي الالاف الاحكام هذه وظيفة من؟ لتبين للناس ما نزّل اليهم.

    هذان اتجاهان والوضع بيدكم انه يريد أن يذهب بهذا الاتجاه أو يذهب بذاك الاتجاه ويعلمكم ما لا كنتم تعلمون وليس يعلمكم ما لا يتعلمون فرقٌ كبير بين جملة ما لم تكونوا تعلمون وبين ما لا تعلمون من الفرق بينهما؟ اذا كانت الآية تقول ما لا تعلموا وما لا تعلموا يعني الان لم تعلمون ولكنه بخلال التجربة ومن خلال التقدم والتطور أن يحصل لكم العلم يعني يوجد امكان أن تتعلمون الان لا تتعلمون ولكنه يوجد امكان أن تتعلمون أو تعلموا به بعد ذلك.

    اما عندما قالت ما لم تكونوا تعلمون يعني شأنكم يصلح أن تتعلموا هذا من غير تعليم أو لا يصلح؟ ابداً لو بقييتم ليس فقط خمسة الالاف سنة لو بقيتم نصف مليار سنة هماتينه اساساً الانسان بلا هداية الهية وبلا تعليم الهي لا يمكنه أن يتعلم ذلك الشيء لماذا؟ لانه خارج اطاره العقلي وخارج اطاره التجريبي وخارج اطاره الحسي بلغ ما بلغ الانسان في هذه النشأة يمكن أن يتعلم كثير من الامور التجريبية ولكنه العلاقات القائمة في النشأة الاخرى هل يمكن بالتجربة أن يفهمها أو لا يمكن؟ لا يمكنه يحتاج من يقول له ما هي العلاقات التي تحكم النشأة الاخرى من الذي ينفع ومن الذي لا ينفع، في هذه النشأة يستطيع أن يشخص على حد كبير من الذي ينفعه ومن الذي يضره ولكنه من الذي ينفعه في الاخرة ومن الذي يضره في الاخرة هذا يستطيع بالتجربة أن يصل اليها؟ كلا يستطيع بالفلسفة يصل اليها؟ كلا، ومن هنا نفس هذه الفلسفة والعقل يقول انه يحتاج الى الوحي يحتاج الى الهداية.

    الآن هذا الوحي والهداية منحصر في القرآن الكريم كما يقول اصحاب هذا الاتجاه أو اوسع من دائرة القرآن الكريم كما يقول اصحاب نظرية السنة الواقعية هذا بعد بحثه موكول الى وقت آخر وهو انه نقف عند هذه الآيات لنتعرف أن على ماذا تدل هل انها فاذا فهمنا منها خصوص القرآن.

    اذن هذه الآيات تبين لنا أن مقام الرسول مختصٌ انه جاء الينا بالرسالة ما هي الرسالة بعث بها؟ هي القرآن الكريم ليس الا لم يأتي أيضاً بأي شيء بأي رسالة لم يحمل الينا رسول الله أي رسالة غير القرآن الكريم وان قلت لا اوسع القضية من هذا المعنى ولابد من اقامة الدليل لا أنه هذه الوظائف التي اشير اليها هي اوسع من القرآن الكريم اذن سنته تكون ماذا؟ نتكلم في السنة الواقعية ولا في السنة المحكية ذاك مقام آخر من البحث ليس في أن السنة المحكية حجة أو ليست بحجة.

    على هذا الاساس هذين الاتجاهين يتضح معنى قوله تعالى في سورة التوبة وفي صف وفي سورة الفتح انظروا الى هذه الآية اية 33 من سورة التوبة قال تعالى: (لانه هذه الآية 3-4 مرات متكررة في القرآن الكريم في مواضع متعددة) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى ما هو الهدى؟ هذا القرآن أو القرآن والسنة هذا بعد تابعٌ للمبنى ومبناك ما هو بعد انت تابع على هذا الذي نختاره ولا ندخل في التفاصيل، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، ما هو الدين؟ مجموع القرآن والسنة أو خصوص القرآن هذا أيضاً على المبنى انت بعد انتخب ما تشاء والعنوان رسالة هو ارسل رسوله حمل اليكم رسالة هذا الشخص ما هي رسالته؟ من الذي حمله اليكم الذي حمله اليكم القرآن الكريم أو بالاضافة الى ذلك السنة أي منهما؟

    الآن طبعاً الاختلاف على تعريف السنة هل هي السنة النبوية فقط أو السنة المعصوم كما يقول مطلق الشيعة أو سنة النبي والصحابة كما يقوله اهل السنة هذا بعد على الاختلاف وبحث ثابت اولا نثبت العرش نثبت حجية السنة النبوية وبعد ذلك نقول وهي غير مختصة بالنبي انما شاملة لخلفائه ولورثته ولاوصيائه من بعده الائمة الاثنى عشر هذه مقام لاحق ولهذا قلنا دائرته ما هي اقسام السنة تأتي واهل السنة أيضاً استطاعوا يقولون ذلك اطراف آخر قالوا لا ليست مختصة بالسنة النبوية وانما تشمل سنة الصحابي أيضاً من حقه هذا اذا اقام له الدليل أو ثبت عنده الدليل هذا تابعٌ له واضح الى هنا القضية؟ وهذا بيني وبين الله انا اضع الخطوط العريضة الذين يريدون واقعاً يقضون مدة في انه تعرفون بيني وبين الله هذه مسألة حياتية كل من يعتقد بالاسلام أنت اذا تعتقد بالدين وكلما تعمل واقعاً هذه الاعمال التي تعمل بها عندك دليل عليها انه هذه الله ارسل بها نبيه ليبلغك بها أو ما ارسل الله رسوله الا بالقرآن الكريم وما ارسله شيئاً آخر تستحق الوقوف أو لا تستحق؟ تستحق كثيراً هذه المسألة الاولى.

    المسألة الثانية التي وقفنا عنده كثيراً بالامس أو النقطة الثانية وكانت مرتبطة بالملاحظة الثانية وهي انه اساساً دلالة الادلة القرآنية وخصوصاً آية الاطاعة دلالة هذه الآيات على حجية السنة هل هي دلالة نظرية أو انها دلالة ضرورية أي منهما؟ المستفاد منها ما هو؟ قلنا بأن مشهور الاصوليين متكلمين وغيرهم قالوا الدلالة دلالة تفيد الضرورة فاذا كانت دلالة ضرورية وضرورة دينية.

    اذن لازمها ما هو؟ لازمها الكفر لازم انكارها الكفر واشرنا بالامس الى بعض الكلمات التي قرأناها هذا البحث عرض له بشكل مفصل عبد الغني عبد الخالق في كتابه حجية السنة وهذا البحث يبدأ من صفحة 245 تحت عنوان الباب الأول في بيان أن حجية السنة ضرورة دينية عنوان اصلاً في نفسه ومن الواضح بأنه اذا صارت ضرورة دينية النتيجة ما هي؟ طبعاً ارجع واقول نتكلم في أي سنة؟ السنة الواقعية ولهذا هو يقول اعلم أنه لا شك ولا نزاع في أن صحة الاستدلال بحديث يروى عن رسول الله على عقيدة دينية أو حكم شرعي (يعني مرتبط بالاصول أو مرتبط بالفروع بالفقه الاكبر أو بالفقه الاصغر) يتوقف على امرين (اهل التحقيق واقعاً رجل عالم ويلتفتون الى هذه النقطة)

    الأول: ثبوت أن السنة حجة واصلٌ من اصول التشريع يعني السنة الواقعية حجة من حيث صدورها على النبي يعني هذا الحديث الصادر نعلم انه صادرٌ نم النبي حجة أو ليس بحجة؟ فالكلام في المحمول وليس في الموضوع انه صادر أو ليس بصادر مفروغ عنه يعني بشرط المحمول السنة الصادرة حجة أو ليست بحجة هذا بحثٌ ثبوت أن هذا الحديث صدر عن رسول الله هذه سنة المحكية انت قد جنابك يثبت عندك أن السنة لو سمعت من رسول الله فهو حجة ولكنه لا تعلم هذا الذي يقوله ابو هريرة صدر عن رسول الله أو لم يصدر يقول انه صحة الاستدلال عن حديث رسول الله لابد عن بحث في مقامين إثبات حجية السنة الواقعية واثبات حجية السنة المحكية .

    وهذا الذي الان مع الاسف الشديد إن البعض لا يفهم انا كل اشكالاتي مرتبطة بالسنة المحكية لا بالسنة الواقعية انا لا اقول انه هذا صادر ولكن لا اقبله اقول اشك انه هذا الحديث صادرٌ عن النبي أو صادر على الامام ولكنه البعض العوام أو الجهلة حملوها على السنة الواقعية وبعض المغرضين والمرضى مع التفاتهم انا انقل هذه القضية نقلتها مراراً وتكراراً انا كنت جالس في مجلس واحد من الاعزة صاعد المنبر فوجدته يقول بأنه ابن عربي صاحب الفتوحات يقول عن الحسين هو الذي قتل بسيف جده كما تعلمون هذه العبارة ليست لابن عربي صاحب الفتوحات الصوفي وانما هذه لابن العربي صاحب احكام القرآن المعروف بكذا وكذا وكذا فمن نزل عن المنبر الشيخ توفي رحمة الله تعالى عليه قلت له شيخنا هذه الجملة ليست لابن عربي هذه الجملة لابن العربي قال اعلم ذلك قلت تعلم وقلت هكذا؟ قال باعتبار أن ابن العربي صاحب بدعة فكل واحد يقول في حقه فيقول ما فيه شيء!

    اذن ليس عن جهل يقول ابن عربي قائل كذا وانما عن قصد وعن علم يريد أن يشوه ابن العربي يقول هو صاحب بدعة واذا صاحب بدعة باهتوهم اكذبوا عليهم استغيبوهم ابهتوهم اجعلوا بهتان ماذا تريدون أن تقولون في حقهم حتى يسقطون في اعيان ماذا؟ هذه الان في بعض العوام وبعض الجهلة يقولون بأنه اهل السنة والجماعة اهل البدعة .

    اذن يحق لنا أن نقول فيهم حتى ما لم يقولوا ليس الان في بعض الفضائيات الفتنة تجدونها بعد أن يشير الى هذه القضية يدخل في بحث مفصل ويصل الى صفحة 252 يقول واما ما قاله ابن عبد البر في كتابه جامع بيان العلم يقول اما اصول العلم فالكتاب والسنة وتنقسم السنة الى قسمين احدهما اجماع تنقله الكافة عن الكافة فهذا من الحجج القاطعة للاعذار اذا لم يوجد هناك خلاف ومن رد اجماعهم فقد رد نصاً من نصوص الله يجب استتابته عليه واراقة دمه أن لم يتب لخروجه ما اجمع عليه المسلمون وسلوكه غير سبيل جميعهم أو جمعهم.

    اذن ماذا يصير اذا صار ضرورة دينية؟ مرتدٌ فطري فمباشرة كذا.

    واما الثاني ما يقوله ابن الحزم في كتابه قال: وما اختلفت في شيء فحكمه الى الله فوجدنا الله تعالى يردنا الى كلام نبيه ما آتاكم الرسول فخذوه فلم يسع مسلماً يقر بالتوحيد أن يرجع عند التنازع الى غير القرآن والخبر عن رسول الله ولا أن يأبى عما وجد فيهما فإن فعل ذلك بعد قيام الحجة عليه فهو فاسق واما من فعله مستحلاً للخروج عن امرهما يعني الكتاب وقول النبي وموجباً لطاعة احدهما فهو كافرٌ لا شك عندنا في ذلك الى أن يأتي هو في آخر صفحة 275 من الكتاب طبعاً يكون في علمكم واحدة من ادلتهم على كفر الروافض هو هذه من ادلة القوم، لانه حجية السنة النبوية ما عندهم؟ ضرورة دينية، والنقلة لها من هم؟ الصحابة وحيث اننا وليس فقط انا كثير من علماء الشيعة كفروا الصحابة .

    اذن هؤلاء اسقطوا السنة عن ماذا؟ لانه ما هو الطريق النقل عن السنة يوجد طريق غير الصحابة؟ لا يوجد تقول الائمة يقولون لا الائمة ينسبون الامور على انفسهم ما يقولون قال رسول نعم بعض الاحيان يقولون قال رسول الله هؤلاء يستندون الى اقوال ائمتهم وليس على اقوال رسول الله ولم تثبت عندنا حجية اقوال الائمة ومن هنا صريحاً يقول بأنه الروافض كفرة لماذا؟ يقول لانه هؤلاء واما الروافض الذين نقل عنهم ما نقل فلا شك في كفرهم كما هو ظاهر من كلامهم واحدة من ادلة تكفير الروافض انهم لم يبقلوا سنة رسول الله! تقول كيف لم يبقلوا سنة رسول الله؟ يقول عندما يرفضون الصحابة يعني بطريق آخر يرفضون سنة رسول الله.

    ولهذا توجد مباني تقول سيدنا مباني باطلة اقول جيد لابد أن نقعد ونبحث القضية ما تنحل بالفتاوى يقول ونحن اذا قلنا أن حجية السنة (هذه في صفحة 275) ضرورية دينية أو قلنا أن وجوب صلاة الظهر أو كونها اربع ركعات من ضروريات الدين فليس معنى ذلك انها لم تثبت في مبدأ ثبوتها بدليل لا ليس معناه ذلك ليس معناه انه لا يوجد دليل عندنا بل معنى الضرورية الدينية في هذه المسائل انها اصبحت معلومة للخاص والعام العالم والجاهل ولكل افراد الامة الاسلامية ولا ينكرها منكر ولا يشك فيها شاكٌ حتى يطالبنا ببيان دليلها واصلها وليس انه لا يوجد دليل يوجد دليل ولكنه تحتاج الى دليل لوضوحها كالشمس في رابعة النهار أو لا تحتاج؟ لا تحتاج، فلما لم نحتج في بيان دليلها لمنكر لها ولا لشاكٍ فيها صارت بمنزلة القضايا الضرورية حقيقة ولذلك حكمنا (من كبار علمائهم عبد الغني عبد الخالق) على من ينكرها أو يشك فيها بالارتداد يا ليت أيضاً بالكفر حتى نقول كفر عملي ونخرج من مخرج لا ارتداد وارتداد فطري ولهذا تجدون في العالم السني كثير من حكم عليهم بالارتداد بسبب انهم ناقشوا في حجية السنة، الآن إما في حجية السنة الواقعية واما في حجية السنة المحكية.

    لما تقرر من الدليل؟ لما تقرر الايمان ما هو الايمان؟ الايمان بالقرآن أو الايمان بالقرآن والسنة على القاعدة اذا قلت الايمان بالقرآن والسنة من لم يبقل السنة فليس بمؤمن قال من أن الايمان هو تصديق النبي بالقلب في جميع ما علم بالضرورة مجيئه به من عند الله اجمالاً وتفصيله من رسول الله هذه النقطة التي بالامس وقفنا عندها ونحن بعد أن ثبتت عندنا حجية السنة ولو بنحو القضية المهملة انما هي بأي دليل؟ بدليل نظري اجتهاد فالان لو جيئنا بشخص قال انا لا اقبل حجية السنة الواقعية ما عندي دليل بحثت لم اصل أن اقوال النبي افعال النبي تقريرات النبي حجة على هذا الاساس هؤلاء ماذا يقولون؟ بكفره وارتداده نحن ماذا نقول عنه؟

    نقول مسلمٌ مؤمن ظالٌ واشتبه وليس بكافرٍ مرتبد يبقى عندنا نقطة واحدة اخيرة حتى ننتهي من هذا البحث وهي الآية قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ اذا تتذكرون كان عندنا ملاحظة في هذه قلنا لابد أن نعرف ما هو المخاطب بهذه الآية فان كان المخاطب بها اهل الكتاب بعد لا يمكن استفادة العموم وان كان غيره يمكن استفادة العموم الجواب هذا خلط بين شأن النزول وبين سياق الآية سياق الآية لا يوجد فيها تخصيص شأن نزولها مرتبطة باهل الكتاب وشأن النزول يخصص أو لا يخصص؟ مراراً قلنا أن شأن النزول لا يخصص والا اذا نظرنا الى سياق الآية المباركة في سورة آل عمران نجد بأنه بشكل واضح وصريح قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ، مباشرتاً الآية اتت بعده.

    اذن فاتبعوني ليس فقط اتبعوني الا أن يقول قائل لا نحن بالقرائن نثبت أن اتباعه فيما جائه من القرآن الكريم بعد هذا على المبنى اذا قال قائل انا القرائن ثبتت عندي بهذا القدر لا اكثر من ذلك هذا تمام الكلام في الفصل الأول من الباب الأول تتمة الابحاث تاتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    1 شعبان 1436

    • تاريخ النشر : 2015/05/20
    • مرات التنزيل : 2642

  • جديد المرئيات