نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (10)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: ولا شك في أحدية الطريق الأول وكذا في الثاني إذا لا شكل في وحدة الفياض وفيضه كما قال وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر.

    قلنا بأنه تارة يقع الحديث بمقتضى الاسم الظاهر وان الطريق واحد أو ان الطريق متعدد؟ قال: بمقتضى الاسم الظاهر فإن الدين واحد دين الانبياء جميعا واحد {ان الدين عند الله الإسلام} بعد ذلك انتقل إلى الطرق  بحسب الاسم الباطن وقسمها بتقسيم كل قال بأنه هذه الطرق الباطنية إما بلا واسطة وإما مع الواسطة, وبينا ما هو المراد من هذين الطريقين الباطنين, و بقيت هنا نكتة لابد ان يشار إليها: وهو انه لا يتبادر إلى ذهن أحد عندما يصل الفيض بشكل مباشر وبلا واسطة إلى الصادر الأول هو بعينه هو الذي يصل إلى غير الصادر الأول, في النتيجة نحن بينا ان الصادر الأول بطبيعته يأخذ الفيض بلا واسطة وبينا أيضا ان لغير الصادر الأول قد هنا يوجد إيصال للفيض أيضا بلا واسطة فهل هذا الإيصال على نحو واحد أو على نحوين, لا ادري اتضح السؤال؟

    السؤال: هو انه لا إشكال ان الصادر الأول يأخذ الفيض بلا واسطة بناء على الطريق الثاني وهو طريق الوجه الخاص الذي هو لكل قلب هذا أيضا قد يأخذ الفيض بلا واسطة فهل أنهما بنحو واحد أو يختلفان؟

    الجواب: يستحيل ان يكونا بنحو واحد, لماذا؟ لأننا إذا أردنا ان نقول أنهما بنحو واحد هذا لازمه إما ان غير الصادر الأول يكون هو الصادر الأول حتى يأخذ بذلك النحو وإما ان الصادر يكون بنحو غير الصادر الأول حتى يأخذ بهذا النحو, وإلا لا يعقل ان يكون ذلك صادر أول وهذا ليس بصادر أول ثاني ثالث عاشر ومع ذلك يأخذون الفيض بنحو واحد وبشكل واحد وبدرجة واحدة, لماذا؟ باعتبار ان درجات القابل مختلفة فان الصادر الأول في درجة وغير الصادر الأول في درجة أخرى.

    بعبارة واضحة: في الأخذ بنحو الصادر الأول لابد ان القابل وان المستفيض يصعد إلى ان يصل إلى مقام الصادر الأول حتى يأخذ الفيض بذلك النحو أما هذا الفيض الذي يصل إلى غير الصادر الأول المستفيض يصعد أو الفيض ينزل؟ الفيض لابد ان يتنزل حتى يستطيع هذا الصادر غير الأول أيضا ان يأخذ ذلك الفيض,  وإلا  لو بقي الفيض على قوته كما هو في الصادر الأول يستطيع ان يأخذه هذا المستفيض أو لا يستطيع لماذا لأنه توجد القابلية أو لا توجد القابلية؟ لا توجد القابلية, يعني {انزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} إذن لا يتبادر إلى ذهن أحد نحن عندما نقول في الطريق الثاني على طريق الوجه الخاص انه إذن يأخذ على النحو الذي يأخذ الصادر ولعله والله العالم النص الوارد في ادعيتنا وهو انه عال في دنوه ودان في علوه إشارة إلى هاتين المرتبتين, يعني البعض يأخذ إذا دنى الفيض ونزل الفيض والبعض يأخذ إذا كان الفيض عاليا, ولذا أنت تجدون في بحث الإمامة في القرآن الكريم القرآن الكريم عندما يأتي إلى إمامة ابراهيم يقول {اني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين} الذي هو الآية أو لا يصل أو لا يناله العهد من الظالمين أي منهما؟ الأول, لا ينال عهدي يعني الذي يريد ان يصل إلى مقام الإمامة هذا الفيض ينزل إليه أو هو لابد ان يصعد حتى ينال؟ الإمامة ليس مقام تنزل حتى تنال فلان وفلان, هذه الشجرة الموجودة على الشجرة مرة الثمرة تنزل إلى حد أنت بمجرد ان تفعل هكذا تأخذ الثمرة ومرة لابد ان تصعد حتى تنال الثمرة يعني هي باقية على علوها وأنت تحتاج إلى ان تصعد إليها وأخرى ان الفيض والثمرة تنزل فإذا نزلت يمكنك في الصادر الأول من قبيل لا ينال عهدي الظالمين أما في غير الصادر الأول فان الفيض ينزل لأنه المفروض {وما أمرنا إلا واحدة} هذا الفيض ليس متعدد بل أمر واحد ولكن هذا الأمر الواحد فيه علو ودنوه > عال في دنوه ودان في علوه< إذن هذا التعبير الذي ورد في آخر السطر قال: لكونه من الوجه الخاص الذي لا واسطة بينه وبين ربه, لا يتبادر ان الوجه الخاص كله من هذا القبيل, لأنه هذا مع الرسول الأعظم قال > لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل<

    لكونه, هذا الفيض, من الوجه الخاص الذي لا واسطة بينه وبين ربه, هذا الوجه الخاص له درجة واحدة أو درجات, بعبارة أخرى متواطي أو مشكك؟ لا يتبادر إلى انه متواطي في الجميع إذا صار من الوجه الخاص فبالجميع على نحو واحد بل في الصادر على نحو وفي غير الصادر الأول على نحو آخر, (كلام لأحد الحضور) أي آية شيخنا أنا لم استشهد الله يحفظك قلت هذا من قبيل هذا تنظير وهذا مثال لتقريب الحقيقة والمثال استشهاد يعني أنت عندما تريد ان تضرب مثال تقرب يعني تريد ان تستشهد أو تدلل, (كلام لأحد الحضور) الجواب أنا أقربه إلى الذهن هو الإمامة ان تصعد أو تنزل أي منهما؟ (كلام لأحد الحضور) يصعد الإنسان, أريد أرى هذا الوجه الخاص لي أنا لابد ان اصعد أو ينزل إلي الفيض؟ (كلام لأحد الحضور) أنا أقول {لا ينال} هذا العهد من الذي يناله الظالم يناله أو لا يناله؟ (كلام لأحد الحضور) هذا جيد وذاك بحث آخر, أنا فهي من الآية ليس بهذا الشكل, فهمي انه لا ينال العهد غير الظالم, الظالم لا ينال العهد, لماذا لا ينال وليس لا ننيل لماذا لا ينزل؟ الجواب ان الإمامة عهد الذي يريد ان يصل إلى مقام الإمامة لابد ان يصعد أو ينزل إليه العهد؟ (كلام لأحد الحضور) شيخنا هذا البحث صغروي أنت قل ان الآية لا تدل ولكن في محله, أنا أريد ان أشير إلى هذه النكتة وهي ان الإمامة سنخ مقام يمكن ان ينزل إلى الإنسان أو ان الإنسان لابد ان يصعد إليه هذا الذي أريد ان أقوله, أنت قل ان الآية لا تدل هذا المثال يكون في غير محله المطلوب هذا المعنى.

    إذن: في الوجه الخاص لا يتبادر إلى الذهن انه بمعنى واحد, انتم ماذا كان سؤالكم؟ (كلام لأحد الحضور) لا أبداً باعتبار انه أساسا يمكن ان يكون مع الواسطة ويمكن ان لا يكون يعني الله سبحانه وتعالى مرة يخفف الفيض من خلال الوسائط ومرة لا يخففه من خلال الوسائط بل من خلال قدرته سبحانه وتعالى وهذا مبني على قاعدة الواحد, إذا قلنا انه غير ممكن فهذا غير ممكن وانتهى, أنا إذا قلنا الله سبحانه وتعالى مرة ان الفيض يمكنه ان يوجده بنحو واسع لا يتحمله إلا الصادر الأول ومرة يستطيع ان يضيق الفيض فيستطيع ان يتحمله الصادر العاشر أو المئة, فان قلت هذا غير معقول, أقول هذا مرتبط بقاعدة الواحد ومرتبط بالطفرة ومرتبط بنظام الأسباب الذي ثبتناه في البحث السابق, لذا انزل من السماء فسالت أودية بقدرها القدر الذي يأخذه الصادر الأول غير القدر الذي يأخذه الصادر العاشر ولكن مرة مع الواسطة ومرة بلا واسطة.

    ولا شك في أحدية الطريق الأول وكذا الطريق الثالث, مرة المراد من الأول والثاني يعني ما ذكره هنا احدهما وثانيهما ومرة مراده من الأول والثاني يعني الظاهر والباطن, مقتضى القاعدة ان المراد من الأول والثاني يعني احدهما وثانيهما يعني دون واسط ومع الواسطة بحسب الاسم الباطن لأنه حديثنا بحسب الاسم الباطن.

    ولا شكل في أحدية الطريق الأول وكذا في الثاني, يعني مع الواسطة وبلا واسطة يعني ان الطريق واحد غير متعدد كما كان بحسب الاسم الظاهر الطريق المستقيم واحد أو متعدد؟ الطريق واحد, يقول هنا تقولون مع الواسطة أو بلا وسائط حقيقته هي واحدة.

    بعبارة أخرى: من حيث الفاعل والفعل واحد ولكن المستفيض والقابل هو متعدد ولهذا تصير وسائط وبلا وسائط.

    يقول: إذ لا شكل في وحدة الفياض وفيضه ووحدة الفيض كما قال {وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر} تقول هذا التكثر الذي يوجد مع تعدد الوسائط ما هو؟ يقول هذه مرتبطة بالقوابل لا مرتبطة بالفاعل أو بالفعل.

    وتكثر قوابل الفيض لا يقدح في وحدة الطريق الذي هو الفعل الصادر من فاعل واحد, يعني هو التوحيد الافعالي, كما لا يقدح تكثر الشبابيك في وحدة النور الداخل فيها, النور نور الشمس واحد ولكنه إذا كانت الشبابيك والزجاجات الموجودة عليها متعددة وألوانها مختلفة قد المستفيض يعطي ألوان مختلفة ولكن هذا معناه ان الفعل والنور متعدد؟ الجواب: كلا فإن القوابل متعددة {انزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} إذن هذا التعدد مرتبط بالأودية ومرتبط بالقوابل وإلا النازل من السماء واحد وليس متعدد, نقطة انتهى البحث.

    والسالك, الآن في هذا البحث عندنا من الأبحاث المهمة وهو بيان قيمة هذين الطريقين, أي طريقان؟ ليس الباطن والظاهر, الطريقان اللذان هما بحسب الباطن لا الطرق والسبل التي هي بحسب الظاهر, هذا الذي بحسب الاسم الباطن قال طريق عقول نفوس التي هي مع الواسطة وطريق الوجه الخاص الذي هو  بلا واسطة الآن نريد ان نعرف أيها اشرف وأيهما أسهل وأيهما أصعب وأيهما اقرب وصولا, أيهما ابعد وصولا ونحو ذلك وهو من الأبحاث الأساسية المرتبطة بعلم السلوك, يعني ان الإنسان إذا أراد ان يسلك إلى الله سبحانه وتعالى ما أي طريق يسلك هذا أو يسلك ذاك, أساسا هل يوجد طريقان أو هو في الواقع طريق واحد وشرائط الطريقين ما  هي موازين الطريقين ما هي؟  ضوابط الطريقين ما هي؟ يعني ما هو ضابط الطريق الأول الذي هو مع الواسطة؟ ما هي ضابطة الطريق الثاني الذي هو بلا واسطة؟ هنا في عبارات شرح فصوص الحكم للجندي يوجد بحث مفصل وقيم وإنشاء الله الإخوة يراجعوه وأنا بمقدار الحاجة انقله.

    قال في صفحة 86 : والطريق الأول وهو الطريق العام, المراد من الطريق العام ليس الطريق العام في الاسم الظاهر يعني العمل بظاهر الشريعة بل المراد  الطريق الخاص أو الباطن ولكنه هذا هو الطريق العمومي في قبال الوجه الخاص الذي هو الطريق الخصوصي.

    قال: والطريق الأول وهو الطريق العام الذي يكون فيه الحجب والعقبات والوسائط التي أشار إليها رسول الله  ’ بقوله > ان لله تعالى سبعين ألف حجاب من نور وظلمة < إلى آخره, إذن العباد الصالح في السفر الأول وفي السفر الثاني له نهاية أو لا نهاية له؟ هذه كلها لابد ان يطويها حتى يصل  إلى مبدأ هذه الحقائق وهذه الشهودات, الآن قال > سبعين ألف حجاب من نور وظلمة<  هذه مرتبطة إذا يتذكر الإخوة بالحجب الظلمانية التي مرتبطة بعالم المادة والشهادة وبالحجب النورانية التي هي مرتبطة بعالم المثال وعالم العقل إلى آخره.

    فالحجب الظلمانية مراتب وعوالم الاجسام ووسائطها والحجب النورية مراتب الأرواح النورية وهذه مراتب الخلقية الكيانية التي ذكرنا أصولها من كونها وسائط وأسباباً خلقية بين الحق وبين السالكين إليه بقطع المقامات وطي المنازل والمسافات المعنوية المعقولة والمحسوسة والعوالم الروحانية من الجواهر المجردة العقلية والأرواح والنفوس التي بين العبد والحق فهي مراتب الحجب, وما لم يتجاوزها السالك إلى الحق لا يصل إلى الحق سبحانه وتعالى فانه تعالى كما قال تعالى {والله من ورائهم محيط} من وراء هذه الوسائط جميعا محيط, وهذا سهل الوصول صعب الوصول؟

    قال: وهذا هو الطريق الأبعد, بعيد أو قريب؟ قال: هو الطريق الأبعد, والقاصدون من هذا الطريق وان كثروا فالواصل منهم قليل جدا, هو نحن لا نستطيع ان ننخلع من الدنيا فما بالك نستطيع ان ننخلع من عالم المثال, لا نستطيع ان ننخلع من عالم المثال فما بالك نستطيع ان ننخلع من عالم العقول حتى نصل إلى الأعيان الثابتة وهكذا.

    قال: وبالنادر يكون الوصول, أما تعالوا إلى الطريق الثاني وهو الطريق الخاص.

    قال: والضرب الثاني, في صفحه 88 قال: والضرب الثاني طريق الوجه الخاص الذي لا مدخل فيه لواسطة أصلاً وهو الوجه الذي به يكون الحق في سلوكه عين العبد وسمعه وبصره وجوارحه ثم يكون العبد عين الحق وسمعه وبصره ولسانه ويده ورجله ثم يجمع له بين التحققين, يعني قرب النوافل وقرب الفرائض ثم الجمع بين قرب النوافل وقرب الفرائض فيصل إلى مقام لا يشغله شأن عن شأن, وهذا هو المصطلح عليه بالسالك والمسلوك, فإن الأول هو السالك {اني ذاهب إلى ربي} هذا السالك يسلك إلى الله, أما الثاني فهو المجذوب {سبحان الذي أسرى بعبده} ليس هو ذهب وإنما ماذا؟ النتيجة ما هي؟

    النتيجة: في أواخر عمر ابراهيم الخليل بعد ان قطع كل تلك المقامات يصل إلى قوله اني جاعلك للناس إماماً, أما ائمة أهل البيت {إمامان ان قاما وان قعدا} ما يفرق, يخرج من بطن أمه له هذه الأحكام, إذن التفتوا جيدا في مقامات السلوك لابد ان لا نخلط بأن بين ولي من أولياء الله سالك إلى الله وبين ولي من أولياء مجذوب من الله سبحانه وتعالى, لان السالك قد يأخذ منه زمان وقد لا يأخذ حتى ذاك, أما المجذوب يحتاج إلى زمان أو لا يوجد هناك دور للزمان؟ أساسا لا يوجد دور.

     أما عندما تأتي البحث بحسب الظاهر هذا كله بحسب الباطن أما بحسب الظاهر فطبيعة الحال صلاة وصوم وعبادات ونوافل وواجبات وإنفاق وتربية وتقوى خمسين عام أو سبعين عالم إما ان يصل وإما ان لا يصل ذاك بحس بالظاهر وهذا بحسب الباطن, ولذا هنا عنده بحث قيم السيد حيدر الآملي & في تفسيره القيم في هذا المجال في الجزء الأول صفحه 264 تحت هذا العنوان عنوان مفيد والإخوة إنشاء الله هم يراجعوه البحث الثاني في بيان السلوك وتقسيمه إلى المحبية والمحبوبية, المحبية يعني السالك والمحبوبية يعني المجذوب.

    قال: أما سلوك المحبوبية فهو ان يكون وصول الشخص سابقا على سلوكه, بلا سلوكه, اعني يصل إلى كماله المعين من الله تعالى بغير واسطة عمل من الرياضة والتقوى والمجاهدة والسلوك, بماذا يكون؟ وذلك يكون بمحض العناية من الله وعين الهداية منه, وأما سلوك المحبية فهو ان يكون السلوك سابقا على الوصول, اعني يكون حصول كماله المعين له بواسطة الرياضة والتقوى والمجاهدة والسلوك مع قطع المنازل وطي المراحل, فالطائفة الأولى هم المحبوبون هم الذين عرفتهم من الانبياء والأولياء هؤلاء  يصلون ولكن بكل بحسبه لا مطلقا, والطائفة الثانية كذا, ومن هنا جاء هذه التقسيمات سالك مجذوب ومجذب سالك هذه التقسيمات كلها قائمة على هذا الأساس.

    سؤال آخر في هذا المقام؟ ما هو ضابط السالكية وما هو ضابط المجذوبية, يعني الإنسان ماذا يفعل حتى يسمى سالكاً وماذا يفعل حتى يكون مجذوباً؟

    هنا أهل السلوك يقولون فيما يتعلق بالسالك ضوابطه واضحة ذكرت في منازل السائرين, أما ما هي ضوابط المجذوبية؟ قالوا لا ضابطة لها.

    الجواب: لها ضابطة ولكن نعلمها أو لا نعلمها؟ وهذا فرق, في عباراتهم يقولون لا ضابطة لها, هذا غير دقيق والدقيق لها ضابطة ولكن الضابطة مستأثرة عند الله سبحانه وتعالى ولذا تجد ان عبدا يعطيه وعبدا لا يعطيه, لماذا؟ الله اعلم لماذا أعطى هذا ولم يعطي ذاك {الله اعلم حيث يجعل رسالته}  الله اعلم حيث يجعل نبوته, الله اعلم حيث يجعل إمامته, هذه قواعدها من المستأثر عند الله سبحانه وتعالى, وهذه عبارة لطيفة للسيد الامام في تعليقاته على شرح فصوص الحكم في صفحه 45 هذه عبارته.

    يقول: ولكن ليس لهذا السلوك ميزان, أي سلوك؟ المجذوبية يعني الوجه الخاص, ليس لهذا السلوك ميزان يعرفه أهل السلوك والارتياض بل هو سلوك سري يحصل بجذبة خاصة إلهية ليس قدم السالك دخيلا فيها.

     الجواب قَدم السالك دخيل فيها ولكن لا يعلم أي قدم من أقدامه دخيل فيها, وإلا إذا قلنا ليس له أي مدخلية هذا مرجعه إلى الجزاف مع انه الله سبحانه وتعالى حكيم توجد عنده ضوابط وسنن ولكن هو يعلم أو لا يعلم ؟ لا يعلم, حتى يقول أنا اذهب بهذا الاتجاه دون هذا إلا تجاه > ان الله أخفى أربعاً في أربع < هناك لأنه قد عمل يكون لا قيمة له بالنسبة إليك تقول نحن كثير من الأعمال عندنا وهذا إذا لم نفعله ما الذي يصير, أو ذنب تقول ظاهره من الصغائر بحسب التقسيم الفقهي والكلامي هو من الصغائر ولكنه يغضب الله أو لا يغضب؟ يغضب  الله سبحانه.

    قال: ليس قَدم السالك دخيلا فيها, نعم وأم الطريق الأول الذي هو طريق الوسائط الباطني, قال: فهو الطريق المستقيم الذي ندب إليه الانبياء ولابد للسالك من سلوك الطريق المتعارف إلا ان يحصل له الجذبة الخاصة فيصير تحت قباب الكبرياء ولا يخفى ان ذلك السلوك الذي هو بالجذبة ايضاً بواسطة الانبياء, هذا على المبنى يعتقد حتى ان ذلك الذي بلا واسطة هو في الواقع ماذا و هذا بحث أشرنا إليه في الأبحاث السابقة, ولنقرا قليلا.

    قال: والسالك على الطريق الأول, يعني الذي يكون مع الواسطة هو الذي يقطع الحجب الظلمانية, الحجب الظلمانية ما هي؟ وهي البرازخ الجسمانية ويقطع الحجب النورية, ما هي الحجب النورية؟ وهي الجواهر الروحانية, يقطعها بأي طريق لها ميزان؟ قال: نعم بكثرة الرياضات والمجاهدات الموجبة لظهور المناسبات التي بينه وبينما ما يصل إليه من النفوس, أي عالم المثال, والعقول المجردة, عالم العقول, إلى ان يصل إلى المبدأ الأول علة العلل {والله من ورائهم محيط}.

    سؤال: هذا الطريق سالك سهل الوصول؟ قال: وقل من يصل من هذا الطريق إلى المقصد لبعده أولاً وكثرة عقباته وآفاته ثانياً, > آه من قلة الزاد وبعد السفر < أما والسالك على الطريق الثاني وهو الطريق الأقرب في قبال ذلك الطريق الذي هو الأبعد, هذا بلا واسطة, هو الذي يقطع الحجب بالجذبات الإلهية, الحجب أعم من ان تكون جسمانية, ظلمانية, أو نورية, >حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة < وهذا السالك أساسا لو تسأله أصلاً يعرف مقامات ومنازل السائرين وعنده معرفة بالعرفان العملي والعرفان النظري أو ليس عنده شغل بهذه؟ لا ليس عنده الله سبحانه وتعالى بجذبة واحدة وصل إلى مقامات فلهذا يتحدث بحديث ويبين مشاهدات هذه المشاهدات واقعا لما تسمعه تجده ان هذا مئة سنة قرأ ماذا, الآن بالاصطلاح قد لا يبين ولكن يصف العرش ويصف الكرسي ما هو ويذكر المغيبات ما هي ويذكر أحوال الناس ما هي ما يصلون إليه ما هو ما لا يصلون إليه هذه كلها يبينها في ليلة واحدة البارحة كان بهذا الشكل واليوم بهذا الشكل وهنيئاً لهؤلاء.

    قال: وهذا السالك, والعموم لا يبقى ثلاثين سنة فلسفية 25 سنة عرفان نظري وصاعد ونازل يريد واحدة من هذه تفاض أو لا تفاض, وهو يعرف الاصطلاح جيدا ويفهمه ولكن لا يفاض عليه والمشكلة اين؟ المشكلة فيه وإلا الله سبحانه وتعالى {وما كان عطاء ربك محظوراً} الله سبحانه وتعالى لم يمنع العطاء من أحد, الله سبحانه وتعالى الوهاب الكريم الجواد الرؤوف يعطي ولكنه أطمأن المشكلة هنا وهذا هو الذي كان يخاف منه أهل البيت عليهم السلام هذه ادعيتهم, هذه ضجتهم, هذا بكائهم, هذا كله كان لأنه ذلك العلم المستأثر لا يعلمون ما هو؟ ذلك الأمر الذي أوصلهم > أفلا أكون عبدا شكورا < هذا الذي أوصلهم إلى تلك المقامات لا يعلمون يصدر منهم شيء يكون سببا لسقوطهم من تلك المقامات.

    قال: وهذا السالك لا يعرف المنازل والمقامات, متى يعرفها؟ إلا إذا بدأ السفر الثالث وإلا السفر الأول والثاني إذا كان سالكا يعرفها واحدة بعد واحدة وأما إذا كان مجذوبا وقف عليها أو لم يقف عليها؟ لم يقف عليها؟ يعرفها أو لا يعرفها في السفر الأول والسفر الثاني؟ لا يعرفها.

    إذن: بهذا يتميز عندنا فرق أساس بين السالك وبين المجذوب السالك يعرف كل منازل السفر الأول ومنازل السفر الثاني أما المجذوب يعرف مقامات السفر الأول والثاني أو لا يعرف؟ لا يعرف, متى يتعرف عليها؟ عندما يبدأ السفر الثالث.

    قال: وهذا السالك لا يعرف المنازل والمقامات إلا عند رجوعه من الحق الى الخلق, لتنوره بالنور الإلهي, باعتبار انه في السفر الثالث يكون من الحق إلى الخلق بالحق فهو متلبس بلباس الحق أو بمصاحبة الحق فهو فيه قرب النوافل فيه قرب الفرائض, لتنوره بالنور الإلهي وتحققه بالوجود الحقاني بالحق, فحينئذ فيحصل له العلم, المراد من العلم ليس العلم الحصول بل المراد العلم الشهودي, فيحصل له الشهود أو العلم الشهودي من العلة بالمعلول, التفتوا جيدا نحن في المنطق ماذا قرأنا؟ قلنا عندنا برهان لّم وبرهان انّ وبرهان اللّم وبرهان الانّ مرتبط بمعرفة العلة من المعلول أو معرفة المعلول من العلة ولكن كلاهما مقسمه العلم الحصولي, هنا عندما نقول لمّي وانّي مرادنا الحصولي أو الشهودي؟ إذن على هذا الأساس يتضح ان إلانّي واللّمي تارة مقسمها الحصولي الذي نقرأه في علم المنطق وأخرى مقسمهما الشهودي الذي هو في العرفان العملي.

    يقول: فيحصل له العلم من العلة بالمعلول ويكمل له الشهود بنوره سبحانه وتعالى الذي يصاحبه في مراتب الوجود فيكون, هذا الإنسان هذا السالك, فيكون أكمل وأتم من غيره, من غير من؟ ليس العلم الحصولي غيره يعني السالك لأنه كان مجذوب, يقول السالك أيضا يوجد عنده علم شهودي ولكن هذا العلم الشهودي الموجود عند المجذوب آكل لأنه ذاك انّي وهذا يكون لميّاً.

    يقول: فيكون, هذا العلم أو يكون هذا السالك الذي هو المجذوب, فيكون أكمل وأتم من غيره, يعني من السالك غير المجذوب من غيره في العلم والشهود, هذا عطف تفسير يعني هذا العلم الذي هو العلم الشهودي, هذا تمام الكلام فيما يتعلق بهذا المقطع من كلام الشيخ قوله, الآن العبارة صارت واضحة قوله ماذا؟ العبارة قال: الحمد لله منزل الحكم على قلوب الكلم بأحدية الطريق الأمَم.

    سؤال: هذه الأحدية أو هذا الطريق أو هذه الحكم من اين نزلت؟ أنت قلت بأن هذه الحكم نزلت بنحو واحد بأحدية الطريق الأمم, من اين نزلت؟ ما هو مبدأ نزول هذه الحكم؟

    إذن: قوله من المقام هذا بيان مبدأ النزول قال منزل من ماذا؟ هذه من المقام الأقدم هذا متعلق بمنزِل, مُنزِل الحكم من اين من مقام الواحدية؟ من مقام العقول؟ أو من مقام الأحدية؟ هنا عبارته: من المقام الأقدم, يقول لأنه أساسا هذه الأعيان, الأسماء, عالم الواحدية, حادثة أو قديمة؟ عالم الواحدية حادث أو قديم؟ (كلام لأحد الحضور) ما شاء الله ذاك في الصقع الربوبي, مقام الواحدية قديم ولكن إذا قيس إلى الأحدية فالاحدية اقدم من الواحدية هذا من قبيل الترتب الموجود أنت عندما تقول بانه الحياة العلم والقدرة فعالم والقدرة مبدأ لكل شي ولكنها قديمة ولكنه مبدأ العلم والقدرة هو ماذا؟ فتقول الحياة أقدم, ليس معنى القدم, القدم الزماني وإنما المراد القدم الرتبي.

    سؤال: الإخوة الذي يحضرون عندنا الأسفار الجزء السادس يعلمون ما هو المراد من الرتبي هنا؟ يعني في الوجود الخارجي؟ جنابك عندما تقول بأن الحياة مبدأ للعلم والقدرة مبدأ ومن الواضح ان المبدأ متقدم على ما هو مبدأ له أليس بهذا الشكل, فهنا عندما نقول أقدم ومتقدم ومبدأ وتقدم رتبي, هذا التقدم الرتبي بلحاظ ماذا بلحاظ الوجود الخارجي؟ بلحاظ التحليل الذهني؟ يعني إذا الذهن إذا لم يكن موجودا هذا التقدم والتأخر موجود أو غير موجود؟ هذا نفس الامر هذا التقدم والتأخر مرتبط بعالم الواقع, نعم بحسب عالم الوجود ما هو؟ موجود بوجود واحد فان الحياة والعلم والقدرة موجودات بوجود واحد ومع ذلك الحياة متقدمة على ماذا؟ العلم الحصولي, هذا التقدم تقدم نفس أمري هذا التقدم واقعي ولكن ليس الواقعية بالمعنى الأخص الذي هو الوجود بل الواقعية بالمعنى الأعم الذي هو نفس الأمر, ولذا نحن قلنا الإخوة في بحث الإلهيات في الجزء الأخص الجزء السادس قلنا هناك بأنه هذه مسألة نفس الأمر إذا تحققت بالمعنى الذي نقوله عند ذلك تفتح لنا أفاق مهمة ومسائل جديدة في فهم معارف التوحيد, متقدمة الآن يقول أقدم أنت التفت إلى هذا النص الذي تقراه أنت في هذا الدعاء المعروف > اللهم اني اسألك من منك بأقدمه وكل منك قديم< مع ان كل منّه قديم ولكن عندما يقاس بعضه إلى بعض يصير أقدم وقديم, يعني عندما نحن نقول ان مقام الأحدية قبل مقام الواحدية وان مقام الواحدية متأخر عن مقام ماذا؟ هذا أي تقدم وتأخر الزماني؟ لا زمان هناك, إذن أي تقدم؟ الرتبي, ما هو المراد من الرتبي يعني بحسب التحليل الذهني؟ فإذا كانت مرتبط بالتحليل الذهني فإذا لم يكن هنا ذهن ولا تحليل إذن يوجد تقدم وتأخر أو لا يوجد؟ إذا ربطنا هذا التقدم والتأخر بعالم التحليل الذهني يعني ما لم يكن هناك ذهن وتحليل يوجد تقدم وتأخر أو لا يوجد؟ لا يوجد, من قبيل الوجود الذهني, إخواني الاعزاء إذا لم نؤمن بوجود العلم الحصولي نحن عندنا وجود ذهني أو ليس عندنا وجود ذهني؟ إذن الوجود الذهني متى يتحقق؟ إذا كان هناك علم حصولي أما إذا لم يكن هناك علم حصول وجود ذهني ليس عندنا نحن, إذا ربطنا التقدم والتأخر بالتحليل الذهني والوجود الذهني إذن ما لم يكن هناك ذهن وتحليل ذهني.

     أوضح لك أوضح هذا التقدم والتأخر يدركه الموجودات العقلانية أو لا تدركه؟ يعني العقول تدركه أو لا تدركه؟ تدركه يوجد عندهم علم حصولي أو لا يوجد مع انه موجود يدركونه, إذن القضية ليست مرتبطة بعالم التحليل الذهني مرتبطة بواقع آخر وبحقيقة أخرى هي التي يصطلح عليها بماذا؟ بنفس الأمر أو بالواقعية بالمعنى الأعم, لا ادري اتضح هذا المعنى.

    قال: من المقام الأقدم, يقول هذه الحِكم منشأها من اين؟

     والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2015/11/24
    • مرات التنزيل : 1706

  • جديد المرئيات