نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (35)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    انتهينا الى بيان المنهج الذي نتبعه لفهم القرآن الكريم, وقلنا بأنه المرحلة الاولى التي نقوم بها إثباتاً والا قد ثبوتا نحن ذهبنا وطالعنا الروايات رأينا هذا كله, أما إثباتاً ماذا نفعل؟ ندخل البحث القرآني ونسأل القرآن بعبارة أمير المؤمنين    × استنطقوه, نستنطق نفس القرآن, نقول ما هو المراد من هذه الآية.

    ولكنه كما ذكرنا لكي نفهم المراد من آية نحتاج الى منهج, هذا المنهج بعد تطبيقه نصل فرضنا الى ظهور آية من الآيات, فإذا وصلنا الى ظهور آية وقالت الآية أن الله (سبحانه وتعالى) ليس بجسم ولا جسماني ولا مادي ولا له صورة خيالية ولا له معنا كلي في الذهن و.. هذا وصلنا إليه قرآنيا, لأنه {وليس كمثله شيء} على سبيل المثال.

    ثم ذهبنا الى بعض الروايات الصحيحة السند الاعلائية وكان فيها خلاف هذا الظاهر القرآني ماذا نفعل؟ وجاءت الرواية تفسيرا لآية من الآيات ماذا تفعلون؟ (كلام احد الحضور) إما أن نجد لها توجيها يناسب ظهور الآية وان لم نستطع, نرجع ذلك بمقتضى روايات التسليم ارجعوا علمها إلينا, وإذا كانت روايات التفت, وإذا كانت الروايات ممتنعة عقلا فنضرب بها الجدار لان أهل البيت قالوا يأتي السائل إلينا فيقول ما لا تحتمله عقولنا يقول لكم أن الليل نهار وأن النهار ليل قال لا يا ابن رسول الله لم يقل هكذا, قال اذا قال هكذا, أما اذا كان غيره فردوه علمه إليه.

    طيب نحن أيضاً اذا كانت ممتنعات فلا نعتني بها, اذا غير ممتنعات وافقت الظهور القرآني فبها ونعمت أمكن توجيهها بما يوافق الظهور القرآني فأحسنتم أن لم يكن لا هذا ولا ذاك, فماذا نفعل؟

    المنهج الآخر يقول: والله اذن أنا فهمي خاطئ من الآية الصحيح الرواية, أنا هذا المنهج لا أوافق عليه, أنا اقول بأنه: المنهج أن نفهم الظهور القرآني ثم نعرض أحاديثهم, لا نعرضهم, اخواني أنا أميز بين أن نعرض أهل البيت على القرآن وبين أن نعرض ماذا؟ لا, الامام اذا كان امامي جالس فهو الحجة, ولكنه الآن كلام منه وصل إليه وفيه تقية وفيه نقل بالمعنى وفيه نقل عام وخاص وفيه ما فيه, أنا لابد أن اعرضه أهل البيت هذه الضوابط أعطوها لنا لكلامهم, لا لأنفسهم, ما قالوا لنا بأنه أساساً اعرضونا على كتاب ربنا, قالوا ما جاءكم عنا اعرضوه على كتاب ربنا, واضح.

    اذن الآن لو وصلنا بحسب ظاهر آية {وعلم آدم الاسماء كلها} الى ظهور قراني معين, فمقتضى المنهج اذا رأينا منهج لا يوافق هذا الظهور القرآني ماذا نفعل به؟ إما أن نجد توجيها لها يناسب الظهور وأما أن نرد علمها الى أهلها.

    اذن اتضح المنهج الذي نريده في هذا البحث.

    اللهم إلا في حالة واحدة وهي:

    أنه جنابك لم تكن مأنوسا جيدا بالروايات وتذهب مباشرة الى القرآن وتستظهر منه معنا من المعاني, فتأتي الى النصوص الروائي تجد سيل من الروايات ينافي هذا الاستظهار, هنا لا اقول الظهور القرآني ليس بحجة, اقول ما فهمته من هذا الظهور فيه خلل, المنبه ما هو؟ هذه الروايات الكثيرة, هذا ينبهني على أن ما استظهرته كان في محله او في غير محله؟ لأنه أنا غير معصوم, هذا ما فعله السيد الشهيد اذا تتذكرون في بحث قبح العقاب بلا بيان.

    قال: اني وجدت أن الاعلام آمنوا بقاعدة قبح العقاب بلا بيان ولكن جاؤوا الى الإمارات وجدوها تصطدم مع حجة الإمارات, جاؤوا الى الاصول العملية وجدوا انها تصطدم, لأنه صريح الرواية ماذا تقول القاعدة العقلية ماذا تقول؟ قبح العقاب بلا بيان, والمراد من البيان يعني العلم, طيب كيف تكون اذن الإمارة علم, الإمارة علم او ليست بعلم؟ ليست بعلم مع أنها حجة, يعني لا يقبح العقاب, أصل عملي, أصلاً لا علم ولا علمي حجة أم لا؟ يقول: الاعلام صاروا بصدد أن يوجهون ويجمعون بين القاعدة العقلية وبين حجية الإمارات والأصول العملية, أنا صار منبها لي لعله الخلل اين؟ في القاعدة العقلية, والا, فعندما بحثت وجدت واقعا القاعدة العقلية ليست تامة, لا تلك تامة, لا القاعدة العقلية فيها خلل.

    هذه أنا أطبقها اين؟ اذا جئنا الى الروايات, يعني على سبيل المثال:

    لو قرأنا آيات {بل يداه مبسوطتان}  لو قرأنا {لو جاء ربك} لو قرأنا {وجوه يومئذ ناظرة الى ربها} وجدنا الظهور القرآني عموما اين يشير؟ الى الجسمية, طيب عندما ادخل, طبعا هذه عندما اقول شواهد قرآنية ليست فقط هذه لا, كثيرا ما توجد مثل هذه الامثلة, عندما ادخل الروايات الاتجاه العام الجسمية أو عدم الجسمية؟ هذا نعرضه على كتاب ربنا او لابد أن ننبه عليه انه تام او غير تام؟

    الجواب: انه قد يقول قائل لا, نعرضه على القرآن ولكن أنا لا افعل ذلك, أنا منهجي, إذا وجدت توجد قرائن كثيرة في الروايات تخطأ فهمي من الآية ارجع الى القرآن مرة أخرى, لا اسقط حجة الظهور, لان حجية الظهور أمر ثبوتي, اسقط حجية استنتاجي اقول استنتاجي لعله لم يكن في الطريق الصحيح, انتهينا.

    تطبيقا لهذا المنهج القرآني, يعني منهجي في التفسير, أريد ان ادخل في هذه الآية وهي قوله تعالى {وعلم آدم الاسماء كلها} لنرى انه ما هو مضمون هذه الآية المباركة, وهي الآية 31 من سورة البقرة, {وعلم آدم الاسماء كلها, ثم عرضهم على الملائكة, فقال {أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين}.

    هذه الآية كما اشرنا بالأمس توجد فيها أربعة مفردات:

    المفردة الأولى: علم.

    المفردة الثانية: المعلم, من هو المعلم.

    المفردة الثالثة: آدم.

    المفردة الرابعة: الاسماء.

    ومحل الخلاف هو انه ما هو المراد من آدم هل المراد بآدم هل هو ما ورد {وقلنا يا آدم اسكن انت وزوجك الجنة} المراد هذا آدم أبو البشر, او المراد موجود آخر؟ لابد أن نعرف الظهور القرآني ماذا يدل على هذا او على شيء آخر.

    أما المفردة الاولى وهي قوله: {وعلم}.

    السؤال الاول المطروح أن هذا التعليم الموجود في هذه الآية المباركة هل هو علم حصولي بالمفاهيم والمفردات ونحوها أم هو علم شهودي ذوقي تحققي أي منهما؟ هذا سؤال, واقعا لأنه نحن في مكان آخر يوجد عندنا كثيرا ما يطلق العلم ويراد به العلم الحصولي, {فاعلم انه لا اله الا هو} هذا العلم لا اقل يشمل العلم الحصولي أيضاً ولكنه, طبعا آيات أخرى صريحة تشير بان العلم ليس علما حصوليا من قبيل اليقين, {وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين} {كلا لو تعلمون علم اليقين, لترون الجحيم} من الواضح أن هذا ليس علما حصوليا لان العلم الحصولي نعلم ولا نعتقل الجحيم ولا نرى الجحيم, لأنه الآية تقول {لترون الجحيم} ونحن نعلم ولا نرى, اذن هذا العلم غير ذاك العلم.

    هنا توجد لا اقل أنا أشير الى قرائن ثلاث لإثبات أن هذا العلم ليس علما حصوليا بل هو علم شهودي يعني تحقق, يعني وجود يعني بالوجود لا انه يعلم بالمفهوم واللفظ.

    القرينة الاولى:

    وهو أن ملاك التقدم والشرف بقرينة {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} هل هو العلم الحصولي؟ هل يدعي أحد انه خصوصا اذا فسرنا الاسماء, لأنه من الاحتمال المعروف في الاسماء المراد من الأسماء يعني اسماء الاشياء يعني ألفاظ, يعني ميم ألف, الآن ما ادري أي لغة اعبر, عبرية عربية, ما ادري أي لغة, باعتبار سبعة آلاف لغة خمسمائة وخمسين لغة موجودة في العالم, أي لغة علمه ما ادري, ولكن المهم علمه علم اللغات علم الاسماء, يعني علم الموجود في لسان العرب موجود في تاج العروس هكذا علمه, واقعا إذا صار موجودا قاموس لغة, هذا مبدأ لكونه اشرف الموجودات, هذا ملاك الشرف؟ (كلام احد الحضور) بلي يمكن, يعني بعبارة أخرى: إن ابن منظور اشرف الموجودات؟ الجواب: والله لو خضعت بأنه يعلم علما حصوليا لما عرفت شيئا من حقيقة الإسلام, لأنه اذا هذا العلم الحصولي اذا كان معه عمل في ذاته فيكون اشرف من الملائكة والا أضل من البهائم والعياذ بالله, اذا كان العلم.

    يعني لو فرضنا, اضرب مثال: لو أن شخصاً يعلم علم الأخلاق من أوله الى آخره ولكنه جبان, لكنه بخيل, هذا يحترم؟ (كلام احد الحضور) لا هذا الشرف الديني, اولا نعرف ما هو الشرف أي شرف؟ الشرف الوجودي, معرفة الاصطلاح يعطي شرف وجودي للانسان, فانا أتصور أن الخلط جاء من هنا, (كلام احد الحضور) بلي نحترمه, لو يجيئنا بروفسور من الغرب يعلم فيزياء وكيمياء نحترمه ولكن البحث في الشرف الوجودي الذي يقول مسجود الملائكة {فسجد الملائكة} بعبارة أخرى: الذي هذا يستحق خلافة وهذا لا يستحق خلافة, واقعا من يتعلم اللغة يستحق خلافة الله والذي لا يتعلم اللغة لا يستحق خلافة الله؟ ثم أي لغة هذه؟ لكي نعرفها لنتعلمها, اذا كان اللغة العربية فهؤلاء المساكين الذين لا يعرفون اللغة العربية فكل قيمة ما عندهم عند الله.

    اذن لابد أن نعرف الميزان ما هو.

    إذن القرينة الاولى: إن الآية بينت أن هذا الموجود له شرف به استحق الخلافة وان الملائكة لهم هذا الشرف او ليس لهم؟ ما هو هذا الشيء الذي شرف به آدم على الملائكة أجمعين؟ علم حصولي بالأسماء والألفاظ؟ الجواب: كلا, قال السيد الطباطبائي في الميزان المجلد الاول ص117 أنا بعض الاحيان كنت أقول طيب هذا المطلب أنا أقوله فلماذا اقول السيد يقول, الناس هم يراجعونه, تبين انه لا, الميزان واقعا الى الآن مجهول بين الطلبة حتى بين الفضلاء فضلا عن غيرهم, فلذا اضطر اقول المورد اين والعبارة اين, لأنه هذه المطالب موجودة في الميزان ونحن نرى الهجوم على السيد الطباطبائي.

    يقول: وان العلم بأسمائهم, الآن الاسماء ما هي بحث آخر, غير نحو العلم الذي عندنا بأسماء الاشياء, ذاك نحو من العلم وهذا نحو آخر, والا لو كان هذا النحو من العلم الله علم من؟ علم اللغة لمن؟ آدم, طيب عندما أنبأهم فلم يستطيعوا أن يتعلموا علم اللغة؟ (كلام احد الحضور) ما يستطيعون, علم اللغة ما يستطيع أن يتعلمه آدم؟ لماذا؟ (كلام احد الحضور) وهذا الموجود كان مادي هناك؟ (كلام احد الحضور) لا ليس آدم أبو البشر نتكلم في ذاك العالم قبل أن يأتي الى الأرض, بعد ذلك قال له اخرجا, بعده لم يخرج هو في أول الطريق, اذا تقول آدم أبو البشر ماذا الملائكة موجودين هنا؟ هنا الملائكة ليسوا موجودين, والا كانت الملائكة بإنباء آدم بها عالمين مثل آدم, ثم لم يكن كرامة لآدم لأنه هذا ليس الشرف الوجودي, الى أن يقول, جملة واحدة أكملها والا البحث طويل الاخوة يراجعونه هناك.

    يقول: ويقول تعالى أنبئوني باللغات التي سوف يضعها الآدميون بينهم, طبعا اذا فرضنا علم اللغة الله (سبحانه وتعالى) وضعه, تبين أن علم اللغة الله وضعه أم البشر؟ هذا البحث الذي عندكم في علم الاصول, من الذي وضعه البشر أم الله؟ على هذا الاساس لابد أن يقولوا أن علم اللغة من الذي وضعه؟ الآن ما عندي شغل بلوازم ولكنه المدعى هذا.

    قال: ويقول أنبئوني باللغات التي سوف يضعها الآدميون بينهم للإفهام والتفهيم إن كنتم صادقين في دعواكم خلافتي على أن كمال اللغة هو المعرفة بمقاصد القلوب والملائكة لا تحتاج الى اللغة حتى تعرف مقاصد القلوب, الملائكة الآن لكي تعرف نوايانا تحتاج الى علم اللغة؟ هم أغنياء عن هذا كما ذكرنا في مواضع عدة.

    وإنما تتلقى المقاصد من غير واسطة فلهم كمال فوق كمال اللغة, الملائكة, وبالجملة: كما حصل للملائكة كان ممكنا الى آخره الاخوة.

    فظهر من أن هذا العلم بالأسماء يجب أن يكون بحيث يكشف عن حقائق الاسماء واعيان وجوداتها دون مجرد ما يتكلفه علم اللغة, هذه القرينة الأولى.

    القرينة الثانية: قوله {ثم عرضهم} هذا ضمير عرضهم على يعود على الاسماء, فلو كان المراد منه عالم اللغة والألفاظ الضمير الذي يعود على الالفاظ والكلمات وعلى الاسماء بالمعنى الحصولي, ضمير عاقل او غير عاقل؟ فلابد أن الآية ماذا لابد أن تقول؟ ثم عرضها, مع أن الآية ماذا تقول؟ {عرضهم} اذن هذه ليست اسماء, وإذا كانت اسماء, يعني ليست اسماء مفهومية, وإذا كانت اسماء فهي لابد أن تكون امور خارجية, فالتعليم لابد أن يكون مسانخا لها.

    فلهذا, هذه القرينة موجودة, وهي قوله عرضها, وأيضاً قرينة أخرى قال {أنبئوني بأسماء هؤلاء} اذن يتبين الذي حضر هنا مرتبط بهؤلاء لا انه مرتبط بأشياء مفهومية لفظية ونحو ذلك.

    والقرينة الثالثة على هذا المعنى: إن هذه الاسماء التي تعلمها هذا الموجود كانت مرتبطة بغيب السماوات والارض لا بظاهر السماوات والارض, لأن الآية تقول {يا آدم أنبأهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال الم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات والارض} يعني هذه الامور كانت مرتبطة بعالم الظاهر والشهادة أم بعالم الباطن والغيب؟ وعالم الباطن والغيب على من يرى بأنه أساساً هناك يوجد علم حصولي او لا يوجد؟ على ذاك المبنى واضح, انه أساساً يوجد هناك علم حصولي او لا يوجد؟ أساساً والذي تعلمه هذا الموجود تعلم ما هو مرتبط بظاهر السماوات او بغيب السماوات؟ مرتبط بغيب السماوات والارض.

    لذا السيد الطباطبائي ارجعوا لكي لا نأخذ الوقت.

    يربط هذا الغيب بـ {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم} يقول تعلمت به كالأمور المرتبطة بالخزائن, لا الأمور التي نزلت من الخزائن.

    إذن هذا العلم ليس علما حصوليا, وإنما هو علم شهودي, ما معنى العلم الشهودي؟ لأنه الآن البعض اذا فقط نشير إليه ونعبر يقول غير صحيح, ما معنى العلم الشهودي؟ يعني ماذا علم شهودي؟ (كلام احد الحضور) حضور الموجود بوجوده, جيد, حضور الموجود بوجوده يعني بأي نحو؟ يعني جاؤوا بالنار ووضعوه في إذني أم كمال النارية موجودة عندي؟ أي منهما؟

    بناءً على مباني اتحاد العاقل والمعقول حضور المعلوم عند العالم أي نحو من انحاء الحضور؟ بنحو الاتحاد يعني تلك الكمالات الموجودة في الاشياء موجودة عند من؟ لا مفهوما موجود, وجودها موجود ما معنى وجودها موجود؟ ليس يعني انه جئنا بالرقية ووضعوها في قبال البطيخ) ليس هكذا وإنما كمال تلك الوجودات كمال الملائكة موجود عند هذا الموجود, أي كمال فرض في الاشياء موجود عند هذا الموجود.

    اذن معنى علم شهودي يعني واجد لكل الكمالات, على المباني نتكلم والا بلا مبنى نبقى حائرين يعني ماذا علم شهودي, الذي هو ألفاظ نحن نكررها واللقلق بها؟ لا لا, المراد أنه علمه اذا كان العلم علما شهودياً يعني كل كمالات الاسماء موجودة عند من؟ عند هذا الموجود.

    السؤال الثاني, او المفردة الثانية:

    سيدنا من علمه, نحن نعلم أن التعليم تارة يكون مع الواسطة وأخرى يكون بلا واسطة, هذا تعلم بلا واسطة جميع الاشياء أم مع الواسطة؟ (كلام احد الحضور) لماذا؟ (كلام احد الحضور) لا لا اسماء الاشياء افترضوا, الآن افترض معكم, اسماء الاشياء, ماذا جبرائيل علمه, فهو لا يعلمه علم حصولي هذا معناه, وإنما كما في قوله {نزل به الروح الأمين على قلبك} هذا علم حصولي يعني؟ لا, علم شهودي كمال نزل ولكن كمال مع الواسطة او بلا واسطة؟ كما أفيض عليه مع الواسطة, سؤال: أن هذا الموجود وهو آدم, تعلم مع الواسطة أم تعلم بدون واسطة؟ ماذا تقولون؟ الجواب: بلا واسطة, بأي قرينة.

    يا أخي العزيز: لأن الآية تقول {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} بينك وبين الله اذا كان هو واسطة الفيض له يخضع له او أعلم منه يصير؟ ثم الخطاب إياه {قال ربك للملائكة} يعني جنس الملائكة هذا القول لهم, وجنس الملائكة قالوا {لا علم لنا الا ما علمتنا} يعني كانوا يعلمون او لا؟ لا يعلمون, وإذا صار هو الواسطة فهو الأحق بالخلافة او هذا الانسان أحق بالخلافة؟ الواسطة يصير أحق بالخلافة.

    لذا أجمعت كلمة أهل التحقيق في هذا المورد, مفسرين وعرفاء أن هذا التعليم كان بلا واسطة.

    جوادي آملي في هذا تفسيره الذي إنشاء الله الاخوة يطالعونه اذا صار عندهم وقت, في الجزء الثالث ص167 تحت عنوان (تعليم بي واسطة اسماء بآدم) هناك يدخل (شكي نيست كه در تعليم اسماء فرشتكان واسطة نبودند وتعليم إلهي بي واسطة بود) ما يمكن أن يكون مع الواسطة, لماذا؟ لأنه أساساً لو كان في هذا المورد مع الواسطة لكان هذا آدم مستحق الخلافة او الواسطة مستحق الخلافة؟ وذاك تعلم حتى يعلم, ولذا أساساً الآية بينت أساساً هؤلاء الملائكة لم يستطيعوا أن يتعلموا لان الآية قالت {أنبأهم بأسمائهم} والأنباء غير التعليم, أنا لا أريد أن ادخل البحث التفسير الآن, فقط أريد أن أشير الى هذا المقطع.

    إذن القضية الثانية: وهي إن التعليم لم يكن بلا واسطة, التفتوا, هذه خصوصيات بعد ذلك أريد أن اجمعها هذا الموجود تعلم يوجد عنده كل الكمالات هذه الخصوصية الاولى, الخصوصية الثانية انه ماذا هو؟ (كلام احد الحضور) معلَم بلا واسطة احسنتم.

    الأمر الثالث او المفردة الثالثة الذي لابد أن نقف عندها هي مسالة الاسماء, ما هي المراد من الاسماء في الآية المباركة. طبعا في البدو للذهن العرفي يقول يوجد احتمالان:

    الاحتمال الاول: إن المراد من الاسماء يعني اسماء الاشياء, الاحتمال الثاني يعني أن المراد من الاسماء يعني اسماء الله, يوجد احتمال ثالث؟ لا يوجد, طبعا هذا الاحتمال الاول واقعا لم يبحث عن القرآن عبر عن الاشياء بان لها اسماء, إلا في قوله {إن هي الا اسماء سميتموها انتم وآبائكم} الآن هل المراد هذا, واقعا لا أريد أن ادخل فيه, قلت لكم لا أريد أن افتح البحث لأنه يأخذ وقتا طويلا جدا, ولكن كاحتمال نضعه, أريد أن أطبق المنهج الذي هو لي, قلنا نأتي الى الآية, الاحتمال الاولي فيها ماذا؟ احتمالين ثلاثين أربعة, فلابد أن نستظهر احد هذه الاحتمالات.

    الجواب: مقتضى القرينة الداخلية في هذا الآيات أن المراد من الاسماء ليست اسماء الاشياء وإنما اسماء الله, بأي قرينة؟ بالأمس اشرنا إليها, والاخوة اذا يراجعون في الميزان ص115 قال: والخلافة هي قيام شيء مقام آخر ولا تتم الا بكون الخليفة حاكيا للمستخلف في جميع شؤونه الوجودية وآثاره وأحكامه وتدابيره بما هو مستخلف, جيد, طيب الآن نريد ان نضع خليفة لهذا المستخلف, اولا: تعال انت اعرف المستخلف تعرف خليفته؟ ما هو المستخلف عرف المستخلف؟ أول تعريف للقران للمستخلف ما هو؟ {قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن أيما تدعوا فله الاسماء الحسنى} لم تقل أيما تدعوا فهو يعلم كل شيء, أبداً, لأنه طبعاً المعنى الثاني يتضمن وقد ترون بعد ذلك, ولكنه لم تقل يعلم كل شيء, بلي يعلم كل شيء ولكنه عبرت عنه أنه ما هو هذه شؤونه له {له الاسماء الحسنى} إذن أول شأن من شؤون الخليفة أن يعلم اسماء الاشياء أن يعلم شؤون المستقبل, هذه قرينة داخلية في الآية لا أريد أن اذهب الى الخارج, تقول روايات اقول هذا ليس منهجنا والقرار ان منهجنا نفهم القرآن ما هو, القرآن يقول أريد أن اجعل {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة} فلهذا جاء استفهام الملائكة, انت ماذا تريد من الخليفة لا يوجد عندنا؟ تريد تسبيح من الخليفة نحن نسبح, تريد تحميد من الخليفة نحن نحمد, تريد سفك ودماء طيب انت لا تقبل أن تسفك الدماء, إذن ماذا تريد من الخليفة لا يوجد عندنا حتى تريد أن تجعل لنفسك خليفة, ماذا جاء الجواب؟ إن خليفتي يعلم ما لا تعلمون, يعني يعرف انه الماء, يعني هذه ميم ألف همزة, يعني يحمل من أسمائي ما لا تقدرون أن تحمله من اسمائه, يمكنه أن يكون مظهرا لي بنحو يمكنكم أن تكونوا كذلك او لا يمكنكم؟

    فلذا السيد الطباطبائي بعد أن بين شؤون المستخلف قال: والله سبحانه في وجوده مسمى بالأسماء الحسنى, متصف بالصفات العليا من أوصاف الجمال والجلال, وهذا السياق بالأخير يقول: وهذا يكشف عن أن الخلافة لم تكن عن غير الله بل كانت خلافة عن الله, لأنه يوجد بحث أن هذا خلافة من؟ الجواب: يقول: لأنه لا يمكن أن نقول أن هذا خلافة عن غير الله لابد أن تكون الخلافة عن الله, لذا قال: إن الخلافة المذكورة إنما كانت خلافة الله تعالى, لا خلافة غيره, واضح هذا المعنى, هذه القرينة الداخلية في الآية المباركة.

     جيد, هذا المعنى اذا الاخوة يريدون أن يراجعون في التسنيم الجزء الثالث ص211, هذه عبارته, (با روشن شدن محور خلافت الهي يعني علم بأسماء مراتب خلافت الهي خداوند نيز آشكار مي شود) اذا عرفنا الخلافة محورها الاسماء الإلهية, إذن درجات الخلافة أيضاً سوف تتضح, لأنه اذا كان خليفة ألله, واضح درجته اين, إذ كان خليفة المحيي ما هو درجته, اذا كان خليفة المميت ما هي درجته, وهذا ما سنقرأه إنشاء الله تعالى في هذه الفصوص, انه نحن في هذه الفصوص اخواني لا نريد أن نبين سيرة موسى كما ذكرت, نريد أن نبين أن هذا الوجود خليفة من؟ مظهر أي شيء يعني نريد أن نبين المقام لا شخص, هذا مقام الموسوي أي مقام؟ ولذا قد يتكرر, اذا كان الحديث في شخص موسى قابل للتكرار او لا؟ غير قابل للتكرار, ولكنه اخواني الاعزاء الكلام في الفصوص ليس في الاشخاص الفصوص بحثها اين؟ وهذه من الأخطاء الاخوة في ذهن كثير من يقرأون بل في من يدرسون مع الاسف الشديد, أن الشيخ يريد أن يبين مقامات أشخاص, لا مقامات أشخاص, ولذا نحن نعتقد أن المهدي× عندما يأتي بعض تصرفاته تصرفات ما هي؟ موسوية, وبعضها تصرفات عيسوية لماذا؟ لأنه واجد لمقام موسى, لا انه واجد لشخص موسى, إذا كان واجد لشخص موسى فلابد أن يكون هنا نسيان وهنا نسيان, فلابد أن يكون نسيان, لأنه شخص موسى كما انه في كمال فيه لا أريد أن اعبر نقص, هذه الحدود من المرتبة, صحيح أم لا, أما عندما نقول أن الانبياء واجدون, أن الخاتم واجد لكل الانبياء السابقين يعني كمالهم وحدودهم او كمالاتهم فقط؟

    اذن الفصوص ليس بيان لماذا؟ للأشخاص, وإنما الفصوص بيان مقام موسى, مقام عيسى, ولذا اذا قد وجدوا منك انه عندك خاتم يقوم بما قام به سليمان, ماذا يعبرون عنك بحسب الاصطلاح؟ يقولون: هذا على قلب سليمان, يعني ماذا على قلب سليمان؟ يعني هذا واجد مقام من مقامات سليمان, إذا وجدوا إحياء الموتى يقولون هذا واجد على قلب عيسى يعني واجد على كمال من كمالات هذا المقام.

    وبه يتضح أن الفص الآدمي ليس فص النبي آدم, لأنه موسى أيضاً ليس فص نبي موسى, هذا بيان مقام, والمقام الاصلي في هذا لمن؟ لا لآدم أبو البشر, نحن ليس بحثنا في أشخاص الانبياء وإنما بحثنا عن هذا المقام.

    يعني بعبارة أخرى: بحثنا عن مظهر الاسم الأتم, واضح, هذه عبارته.

    يقول: وعليه يعني (جنانجه علم باسماء بهمون معنائي كه كذشت درجات دارد خلافت الهي نيز درجاتي دارد) من الواضح أن هذا خليفة وهذا خليفة, نعم الفارق هذا, وهو انه البعض يكون خليفة بلا واسطة وبعضهم يكون خليفة بواسطة واحدة وبعضهم يكون خليفة بواسطتين, وبعضهم بخمسة وسائط, لماذا؟ لما بين الاسماء الإلهية من الكلية والجزئية من الترتب, فإن الاسماء الإلهية كلها في عرض واحد أم مترتبة؟ ما معنى مترتبة؟ يعني اسم تحت حيطة اسم آخر واسم تحت حيطة اسم آخر الى أن نصل الى اسم لا نوجد فوقه اسم, وهو الاسم الاعظم الاعظم الاعظم, أليس كذلك, هذه في ص211.

    في ص213 أيضاً العبارة واضحة, يقول: (مضاف إليه اين اسماء كلمة الله است) {وعلم آدم الاسماء} يقول لو أردنا أن نرفع الألف واللام ونجعل مضاف إليه, فالمضاف إليه له ماذا يكون؟ ليس اسماء الاشياء, (مضاف إليه اين اسماء كلمه الله است, يعني مقصود از اسماء الله است نه اسماء العالم) ليست اسماء الاشياء, هذا هو المقصود, بأي قرينة؟ بقرينة أن هذا خليفة من؟ خليفة ألله, هذا خليفة {إني جاعل في الارض خليفة} ما ادري, نعم الآن يأتي هذا السؤال الاساسي:

    سيدنا هذا ينافي جملة من الروايات الواردة؟ ليس من حقك أنت تقل لي سيدنا هذا الآية {وعلم آدم الاسماء كلها} إذا قلت لك ما هي معناها, تقول قال العياشي في تفسيره, هذا تفسير أم لا؟ هذا ليس تفسير, هذا تفسير للنص القرآني بالنص الروائي, وهذا ليس منهجي, لو سألتك ما معنى قوله {وعلم آدم الاسماء} ما هو المراد من الاسماء, قلت لي الإمام الصادق× هكذا يقول, الجواب: هذا صار تفسير القرآن أم صار تفسير القرآن بالرواية؟ الرواية تفسر لا انت, الا أن تستظهر لي وتقول بلي هذا الذي قاله الامام الصادق× أيضاً يستظهر قرآنياً, اذا استظهرته قرآنياً يكون تفسير القرآن بالقران.

    طيب الآن قد يقول لنا قائل: سيدنا توجد هنا مجموعة من الروايات بأن المراد من الاسماء ما هو؟ في تفسير العياشي الجزء الاول ص118, عن ابي عبد الله الصادق    × سألته عن {وعلم آدم الاسماء كلها} ماذا علمه؟ قال: الأرضيين والجبال والشعاب والأودية ثم نظر الى بساط تحته فقال وهذا البساط مما علمه.

    عن الفضل ابن عباس, والغريب أن هذا الرجل الذي حقق الكتاب, قسم دراسات الاسلامية, ما ادري من الذي حققه, هذه الرواية التي هي لمن؟ للعياشي المتوفى كم؟ يعني في الغيبة الصغرى, عند ذلك يريد أن يخرج هذه الروايات قال: وهذه الرواية موجودة في مجمع البيان, واقعا شيء غريب, انظر اذن هذا كم هذا الانسان أمي في مسائل التحقيق, هو هذا مصدر مجمع البيان لا انه مصدره مجمع البيان, مجمع البيان أخذ من العياشي لا العياشي أخذه من مجمع البيان, .. كله تنظر إليه يقول: العلامة المجلسي قال, والأنوار قال, ومجمع البيان قال, وهكذا, (كلام احد الحضور) يعني ماذا, اقول الرواية عندما يذكرها يذكر مصدرها, يعني مجمع البيان مصدر هذه الرواية, اقول اشتباه, لو كان يقول بأنه وذكرها صاحب مجمع البيان طيب, ولكن يذكر مصدر, عندما انت جنابك تقول هنا هذه الرواية وتضع تحتها وسائل الشيعة, يعني ماذا؟ يعني مصدر هذه الرواية, لا انه هذه الرواية التي مجمع البيان نقلها من, (كلام احد الحضور) احسنتم في مجمع البيان تقول وردت في العياشي او هنا يمكنك أن تقول بأنه صاحب مجمع البيان الرواية من اين أخذها؟ من هنا, هذا صحيح, هذه رواية.

    الرواية الثانية: قال ما هي؟ يعني الاسماء, قال: اسماء الأودية والنبات والشجر والجبال.

    رواية ثالثة: قال ما هي؟ قال: الفجاج والأودية وأهوى بيده كذا وكذا وكذا, الى غيره.

    وقد يقول لنا قائل بأنه: سيدنا انت فسرت الاسماء بالأسماء الإلهية وهذا ينافي ظهور الروايات, هذا اولا, وثانيا: عندك مجموعة من الروايات تقول المراد من الاسماء اسماء من؟ اسماء حججه^ أيضاً هذا ينافي ماذا؟ ينافي استظهار أن المراد من الاسماء الاسماء الإلهية. فماذا نفعل في مثل هذا المورد واقعا, تطبيق للقواعد التي اشرنا إليها, توضيحها والتطبيق إنشاء الله يأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2016/02/02
    • مرات التنزيل : 4136

  • جديد المرئيات