نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (63)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وهذا لا يعرفه عقل بطريق نظر فكري بل هذا الفن من الإدراك لا يكون إلا عن كشف إلهي منه يعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه.

    قلنا بأنه في هذا الوسط أو في هذا المقطع حاول الشيخ أن يشير إلى المنهج المعرفي للكشف عن هذه الحقائق, ذكرنا مراراً وتكراراً بأن هدف المعرفة هو الوقوف على الأشياء على ما هو عليه في الواقع, هذا المعنى عندما نرجع إلى مصباح الأنس هذه الطبعة التي هي محققة هناك في ص32 يعني في الأوائل يعني في الفصل الثالث في تبيين منتهى الأفكار وتعيين ما يسلكه أهل الاستبصار, واضح بأن العنوان مرتبط بنظرية المعرفة وتعيين ما يسلكه أهل الاستبصار لأن هؤلاء يرون أنفسهم كيف في البحث الفقهي أن الإنسان إذا تحول من مدرسة إلى مدرسة أهل البيت يقولون استبصر, يعني بصيرته كانت عمياء والآن وإلا بصره كان يرى ولكن بصيرته كانت في حجاب كانت في عمى الله (سبحانه وتعالى) الآن رفع عنه حجاب وعمى البصيرة, العارف بالنسبة إلى الحكيم أيضاً عنده نفس الكلام بلي يعني إن الحكيم إذا تبدل منهجه من المنهج العقلي إلى منهج عرفاني يقولون استبصر, الآن لا يذهب شخص إذا لم يطلع على الاصطلاح يقول عجيب هؤلاء العرفاء يرون كل الحكماء سنة لا ليس هكذا لأنه إن لم يعرف الاصطلاح هكذا يصير, لأنه هو يطبق الاصطلاح الفقهي والاصطلاح الفقه يرى أن من لم يكن على مدرسة أهل البيت فهو ليس على بصيرة من أمره فهنا أيضاً يقول فاستبصر, في تبيين منتهى الأفكار الذي هو المنهج العقلي المنهج الحكمي منهج الحكماء, وتعيين ما يسلكه أهل الاستبصار أهل البصيرة.

    وأنا أتذكر لعله في أول الكتاب كانت عندنا عبارة شبيهة بهذه العبارة, تعالوا معنا إلى ص18 قال: وكل ناظر فيه بعين الإنصاف تاركا طريق الجور والاعتساف إذ لا يستفيد, آخر السطر, إذ لا يستفيد بهذا النوع من العلم إلا من تنور باطنه بالفهم ونظر بنظر من أنصف وعدل ونزل عن شبهات الوهم الموقع في الخطأ والزلل وطهر الباطن عن دنس الأغيار وتوجه وعلم قصور العقل عن إدراك أسرار العزيز الحكيم فإن أهل الله إنما وجدوا هذه المعاني بالكشف واليقين لا بالظن والتقويم, هو هذا نفس المطلب الذي نشير إليه بشكل تفصيلي, الآن تعالوا قليلاً إلى المتن لكي نقرأ العبارة.

    طيب قبل أن أقرأ العبارة أنتم تعلمون بأنه الآن أنا هنا قرأت هذه العبارة لكي اقرأ هذه الجملة بلي, هناك يقول: معرفة حقائق الأشياء على ما هي عليه في علم الله تعالى, هذا معناه على ما هي عليه في الواقع ونفس الأمر, يعني الإنسان يصل إلى مقام يعرف الأشياء كما هي معلومة لله (سبحانه وتعالى) هذه معرفة الأشياء كما هي عليه, اللهم أرني الأشياء كما هي, كما نسب إلى الرسول الأعظم’, هذا هو هدف المعرفة وهذا هو كمال الإنسان وهو كمال ذاتي للإنسان يكون في علمكم, هذا كمال للإنسان أي درجة من درجات المعرفة هي كمال لأن العلم في نفسه كمال.

    سؤال: هذا المقطع ماذا يريد أن يقول على ما هي عليه, يعني معرفة لوازمها وخصوصياتها ولوازمها أو معرفة ذاتها؟ من الواضح معرفة الأشياء على ما هي عليه لو كان بالأعراض واللوازم لما كان على ما هي عليه بل لكان على.

    بعبارة أخرى: لو عرفت الأشياء بالرسوم لما عرفت الأشياء وإنما عرفت ما هو ظاهرها ما هو سطحها أم حقيقتها وذاتها تعرفها أو لم تعرفها؟ لم تعرفها ونحن نريد بالمعرفة أن نصل إلى ذات الأشياء إلى ذاتيات الأشياء, طبعاً يكون في علمكم أنه نحن نريد أن نعرف الأشياء على ما هي عليه يعني في ذاتها وذاتياتها هذا فيه خروج تخصصي موضوعي لذات الواجب (سبحانه وتعالى) تلك غير ممكنة لا لعلم حصولي ولا لكشف رباني ذاك الباب مغلق, ولذا عبارة القيصري تعالوا معنا إلى ص236 وسط الصفحة يقول: وأما الذات الإلهية فحار فيها جميع الأنبياء والأولياء, هذا الباب مغلق هذا موصد هذا الباب {ويحذركم الله نفسه} هذا الباب إن صح التعبير إن أردنا أن نستعمل لغة سياسية هذا الخط خط أحمر معرفة الذات الإلهية لا يمكن للعلم الحصولي لا يناله ماذا؟ بعد الهمم ولا غوص الفتن هذا الباب مغلق لا العلم الحصولي ولا العلم الشهودي, هذا مغلق, وإنما الكلام فيما دون ذلك, فما دون ذلك معرفة الأسماء معرفة الصفات معرفة العقل الأول معرفة الصادر الأول هذا كله الطريق مفتوح ولكن الطريق أيضاً مفتوح ولكن بقدر الإنسان بقدر الاستعداد بقدر العلم {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها}.

    إذن هؤلاء إخواني الأعزاء يريدون أن يعرفوا يعني مبتغاهم هدفهم معرفة ذاتيات الأشياء معرفة كنه الأشياء يعني معرفة حدود الأشياء لا معرفة رسوم الاشياء, واضح, الآن مدعاهم ما هو؟ مدعاهم هذا لا المنهج الحسي عنده القدرة على الوصول إلى ذاتيات الأشياء ولا المنهج العقلاني ولا العلم الحصولي عنده القدرة على الوصول إلى ذاتيات الأشياء فإذا أردت أن تعرف حقائق الأشياء على ما هي عليه في الواقع ونفس الأمر فلا طريق إلا الكشف الرباني, طبعاً ليس الكشف مطلقاً بعد ذلك سيتضح هو جزافاً لم يقيد هو إلا عن كشف إلهي وإلا نحن عندنا كشف جني وعندنا كشف صوري وأقسام من الكشف عندنا يقول لا يتبادر إلى ذهنك إنشاء الله بعد ذلك سيتضح كما ينقد المنهج العقلاني عنده إشكال أساسي على المنهج الكشفي لا يتبادر إلى ذهنك واحد إذا مثلاً إذا استطاع طي الأرض إذن عنده كشف رباني لا لا يوجد ملازمة, لا يأتي واحد يقول أنا أخبر ما في الضمائر إذن أنا عندي تجليات أسمائية, أبدا لا توجد أي ملازمة.

    هذا بحثه إنشاء الله بعد ذلك هو سيشير إليه تعالوا معنا إلى ص237 السطر الثالث, يقول: وإنما قيد الكشف بالإلهي ليخرج الصوري والملكي والجني وكشف الخواطر والضمائر وأمثالها فإنها لا تعطي ذلك لا يتبادر إلى ذهنك كأني انظر إلى عرش الرحمن منصوب يوم القيامة وأهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار إذن بالضرورة عنده كشف رباني لا لا حتى مقام حارث أيضاً لم يصل إلى ذاك لا توجد ملازمة, الكشف الرباني شيء.

    إذن هو تلتفتون جيداً لا يلغي العقل وإنما يقول العقل في حدود نقبله ولا أيضاً يقبل الكشف الرباني مطلقاً وإنما يقبل الكشف في حدوده, ما أدري واضح المنهج, هذا الذي عبر عنه في المصباح قال: وتعيين ما يسلكه أهل الاستبصار ما هو طريقهم, ليس طريقهم هو كل من ادعى الكشف إذن هو ماذا؟ وهذا أيضاً في الاتجاه العقلي أيضاً هكذا الآن كل واحد عرف أربع كلمات في المنهج العقلي والبحث الفلسفي يصير صار حكيم وفيلسوف؟ لا أبداً كل من انكشفت له أربعة قضايا هذا ليس بالضرورة أنه صار عارفاً ربانياً وصار منهجه منهج عرفاني, على أي الأحوال, تعالوا معي إلى العبارة.

    أي هذا الأمر أي أمر أخواني نحن أين كان حديثنا, وهذا الضمير على من يعود؟ هذا الأمر أي أمر؟ هذا الأمر أي أمر؟ لم يأتي إلى ذهنكم هذا أي أمر, هذا أي أمر الذي يقول: وهذا, الذي يقول: أي هذا الأمر المذكور وتحقيقه.

    إخواني الأعزاء هذا الأمر المذكور يعني أن الإنسان الكامل هو روح هذا العالم وأن كلما في عالم الإمكان هو بمنزلة القوى لهذا الإنسان, واقعا هذه الدعوى دعوىً كبيرة, يعني قد نحن هنا في المجلس نذكرها وأنت أيضاً إما أنسك بهذه المعارف أو إيمانك تقبلها وإلا ليس أمراً سهلاً أنه أنت تقبل أن شخصاً اسمه الإمام الصادق× تقول بأنه كل عالم الإمكان بمنزلة قواه تأتمر بأمره هذا ليس بهذا البساطة يمكن أن يكون, نحن إلى الآن لم نستطع مولانا ليلة القدر نقول بأنه الملائكة تنزل وتأخذ أوامرها من الإمام إلى الآن الآن كثيراً كثيراً من العلماء عندما كثيراً ما يقولون بلي ليلة القدر ينزلون لكي يبلغوه ماذا يفعل, لا يأخذون أوامر منه حتى ماذا يفعلون؟ حتى يعطونه علم ماذا يفعل, وكثيراً ما هذا مقام للإمام وواقعاً مقام, هذا أيضاً المدارس الأخرى أيضاً يقبلونه أو لا يقبلونه؟ لم يستطيعوا أن يقبلونه, طيب وكيف أنت تعتقد بأنه كل عالم الإمكان بشراشره بقوس نزوله وصعوده وعالم عقله وملائكته وبرزخه وحشره كلها بمنزلة القوى التي يمتلكها الإنسان لموجود واحد, واقعاً:

    أولاً: إثبات هذا بدليل عقلي صعب متعسر إن لم نقل متعذر, واقعاً إثباته ليس بسهلٍ.

    وثانياً: حتى لو أمكن إثباته قبوله والإيمان به ليس أمراً مقبولاً وميسراً, ولذا أنا أتصور في هذا الكتاب إنشاء الله تقرؤون علم الإمام أنه لماذا أهل البيت سلام الله عليهم قالوا (إن في حديثنا صعب مستصعباً) أين الصعب المستصعب, يا رسول الله نحن أناس جيدون قولهم نحن أناس جيدون ونصلي صلاة الليل هذا صعب المستصعب, يقول: لا في عموم بعض العلماء تجده هذا, معصوم طيب ادعيت العصمة حتى لبعض العلماء أنه والله في كل حياته لم يرتكب معصية, الصعوبة أين أهل البيت سلام الله عليهم ما الذي يريدون أن يوصلوه لنا من هذه الأحاديث في (أن في أحاديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك) الآن تلك الروايات التي تقول لا يحتمله لا ملك لا نبي ذاك حديث آخر لا, (إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان) لا يحتمله إلا هؤلاء وهذا الذي إلى الآن كثير من الناس يستطيع أن يقبل هذا المقام لمعارفهم أو لا يستطيع؟ حتى هذا لم يستطيع أن يقبله, كيف يعقل بأنه هناك من معارفهم (لا يحتملها إلا نبي مرسل أو ملك مقرب) ولذا أمير المؤمنين× هو استدل لذاك قال (وكيف لا يكون كذلك ألم تنظروا إلى قوله تعالى الملائكة عندما الله أخبرهم {وعلم آدم الأسماء} تحملوا منه أو لم يتحملوا؟ لم يتحملوا, ذاك العبد الصالح عندما أخبر نبياً مرسلاً من أنبياء أولي العزم وهو موسى استطاع أن يصبر أو لم يستطع؟ طيب لماذا تقولون هذا زائد عليه, هذا صريح القران يقول أن هناك معارف احتملها نبي مرسل أو لم يحتملها؟ لا فقط لا فقط نبي مرسل لم يحتملها نبي مرسل من أولي العزم لم يحتملها {إنك لن تستطيع معي صبراً} هذا صريح القرآن, أنا أتكلم عن المبدأ الآن المصداق له حديث آخر, القرآن يثبت أن هناك درجة من العلم لا يحتملها حتى نبي من أنبياء أولي العزم وهناك درجة من العلم لا يحتملها حتى الملائكة المقربون هذا صريح القرآن الكريم, ولعله أولى من وجدت هذه الآية أو هذه الآيات خصوصاً في موسى أوضحها وكذلك في الآية الأولى للخلافة واقعاً الآلوسي في روح المعاني, بودي أنه ترجعون إلى هذين الموضعين فيما يتعلق بموسى نعم, لأن موسى كان يملك علم الظاهر وذاك العبد الصالح كان يملك علم الباطن ولا ملازمة بين من يحتمل علم الظاهر انه يحتمل علم الباطن, جدا بيان, ثم هو يستثني هو يقول: يقول إلا الخاتم ’ وورثته من بعده فإنهم جمعوا علم الباطن والظاهر, طيب هذا الإشكال قد يرد على من؟ على الرسول’ كان يملك علم الظاهر, يقول: لا لا, هذا نقول أن البرهان قام عندنا على الجامعية فقط في الخاتم أنه جمع علم الظاهر وعلم الباطن وورثته من بعده, الآن قد أنا والآلوسي نختلف هو يقول ورثته الشيخ محي الدين أن أقول ورثته من؟ هذا بحث صغروي.

    البحث الكبروي يؤكده هو بشكل واضح ويبينه, ولذا أنا بودي واقعاً إذا دخلتم إلى الأبحاث القرآنية, هذه جملة معترضة إخواني, في الفضائيات في الكلمات في المحاضرات في الكتابات إخواني لا تذهبون مباشرة إلى تثبيت المصاديق أذهبوا إلى تثبيت المبادئ القواعد ثبتوها عند ذلك اطمأنوا والله إن هذا القران يهدي إلينا {إن هذا القران يهدي للتي هي أحسن} قال يهدي إلينا, لن يجدوا له مصداق غير أئمة أهل البيت, لا تذهبون مباشرة إلى قوله تعالى {إني جاعلك للناس إماماً} قل أنظروا الآية تثبت إمامة علي ابن أبي طالب, طيب أي عاقل تقول له يقول ما علاقة هذه بعلي ابن أبي طالب آية تتكلم عن مقام إبراهيم الخليل نزلت في علي ابن أبي طالب وثبتت له العصمة ما هي ملازمتها؟ بيني وبين الله حقه, حق أو لا؟ حق بيني وبين الله, نحن آية {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} إلى الآن لم نستطيع أن نثبتها مختصة بهؤلاء الخمسة فكيف تريد إماما التي لإبراهيم نقول فيمن؟ نعم هذه الآية تثبت أن الإمامة مقام قرآني مجعول منصوب منصوص عليه من قبل الله هذا جدا مبدأ مهم, لأنه هم يقولون نحن عندنا نبوة, هذه الإمامة من أين أتيتم به؟

    تعالوا معنا في القران لنرى أن الإمامة منصوصة أو لا هذا, عندك ذلك نبحث بحثا آخر أنها مستمرة أو منقطعة؟ النبوة انقطعت الإمامة أيضاً انقطعت؟ البحث عند ذلك يصير منطقي استدلالي, أما بهذا الشكل مباشرة {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} الأئمة سلام الله عليهم, طيب أين في الآية يوجد أئمة أهل البيت سلام الله عليهم؟ أما أنت أخرج من الآية أن الآية ماذا تريد أن تقول؟ تريد أن تقول بأنه يوجد صادقين وأن هؤلاء الصادقين في كل زمان ثبتها قرآنياً ثم ابحث عن المصداق واقعاً أين تطبقها لا يمكن لا تستطيع أن تطبقها في مكان آخر لا تجد لها مصداق إلا أين؟ يهدي إلينا أهل البيت, استعملوا هذا الأسلوب لا تذهبون إلى أسلوب المصداق مباشرة الذي نحن استعملناه على مدى مئات السنين وكتبنا الكلامية كلها مكثوث فيه الاتجاه المصداقي لا الاتجاه المبدئي بيان القواعد, ما أدري واضح هذا المعنى.

    إذن إخواني الأعزاء إن هذا الأمر أي أمر؟ وهو أن الإنسان الكامل موجود كل هذا العالم هو بمنزلة الروح لهذا العالم وأن كل ما في العالم (كلام أحد الحضور) لا لا هو الإنسان الكامل, الإنسان الكامل هو بمنزلة الروح لهذا العالم والعالم هو بمنزلة قوى هذا الإنسان الكامل هذا الأمر تحقيقه هذا واقعاً هنا البرهان لم يكن قادرا على أن يثبت ببساطة هذا الأمر, نعم حاول صدر المتألهين بكل ما أوتي من قوة ولكن الآن وفق أو لا, ذاك مقام آخر, يقول هذا لا يتحقق إلا عن كشف إلهي وإلا عن طريق عقل بطريق نظر فكري لا يمكن.

    قال: إن هذا الأمر المذكور ودع عنك الحواشي لا علاقة لك بها, الآن فلان ماذا قال وفلان ماذا قال كثيراً ما تقرؤونها في الحواشي لا المطلوب هو هذا لأن الحديث هو في هذا إذا تتذكرون كم مرة نحن قرأنا هذه العبارة ما هي العبارة التي قرأناها مراراً؟ قال: فاقتضى الأمر جلاء مرآة العالم فكان آدم عين جلاء تلك المرآة وروح تلك الصورة وكانت الملائكة من بعض قوى تلك الصورة التي هي صورة العالم فكانت الملائكة له كالقوى الروحانية والحسية إلى آخره.

    وبعبارة أوضح: هذه الجملة الأخيرة وإن فيها الأهلية لكل منصب عال ومنزلة رفعية عند الله لما عندنا من الجمعية الإلهية بينما يرجع إلى آخره, الحديث في هذه النقطة وهذا هو المذكور وتحقيقه.

    قال: أي هذا المذكور وتحقيقه والتحقق به لا فقط وتحقيقه, واقعاً الإنسان يتحقق يعني أن يحصل له شهود أن يحصل له تحقق, نحن مراراً وتكراراً بشكل مفصل بينا الفرق بين التحقيق والتحقق في كتاب معرفة الله, في كتاب معرفة الله هذه المسألة بشكل رسمي ومفصل شرحناه أنه ما هو المراد من التحقيق وما هو المراد من التحقق, أي هذا الأمر المذكور وتحقيقه على ما هو عليه ما هو؟ طور وراء طور العقل أي العقل النظري, وبينا المراد من طور وراء طور العقل ليس معناه يقول شيء ينافيه العقل أو ينافي العقل لا لا, يقول شيئاً العقل يقول أنا راجل لا فقط راجع حافي أيضاً, هنا لا يستطيع العقل أن يقول شيء واقعاً لا يستطيع أن يقول شيء, يقول هذه قدرتي هذه هذا سقفي لا استطيع أن أتجاوز هذا السقف, ولكن بعض أصحاب هذا المنهج باعتبار أنه لا يعرف كما أن بعض أصحاب المنهج الحسي لا يعرف سقف المنهج الحسي فيتجاوز به فينفي ما ليس في مقدور وقدرة المنهج الحسي أن ينفي أو يثبت, كذلك المنهج العقلي قد يتجاوز دوره وسقفه فينفي أو يثبت ما ليس بوظيفته أو مسؤوليته أو قدرته النفي أو الإثبات هذا هو المراد من طور وراء طور العقل.

    فإن إدراكه إدراك هذا الأمر المذكور وتحقيقه, فإن إدراكه يحتاج إلى نور رباني بعد ذلك سيتبين أنه لماذا قيده بالرباني؟ حتى يخرج الملكي حتى يخرج الجني حتى يخرج وإلى غير ذلك, فإن إدراك هذا الأمر يحتاج إلى نور رباني يرفع ذلك النور الحجب عن عين القلب, وأنا أتصور في السنة الماضية نحن وقفنا عند هذا البحث تفصيلاً قلنا كما أنه للبصر الظاهري بصر إبصار وعمى كذلك للقلب ماذا التي هي البصيرة ماذا؟ عمى إبصار وعمى {لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} من الواضح أنه ينسب إليها العمى طيب إذا لم يكن لها بصر فلا معنى لأن ينسب العمى إليها, طيب هذا العمى من أين يأتي؟ {قال بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى} من الواضح أنه لا يمكن لعاقل أن يدعي هذا العمى هو عمى البصر.

    إذن يرفع الحُجب عن عين القلب ويحد بصره بصر القلب, {فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد} هذا في القيامة, طبعاً أقول في القيامة للبعض وإلا للبعض يستطيع ماذا (لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً) هذا أساساً بصره حديد, قال: ويحد بصره فيراه فيرى ذاك الأمر المذكور, فيراه القلب بذلك النور أي نور؟ النور الرباني بل يكشف ذلك النور الرباني إذا جاء لا فقط يرى تلك الحقيقة ماذا يرى؟ يرى كل حقائق العالم الكونية والإلهية, بل ذاك النور الرباني إذا جاء لا فقط يكشف عن حقيقة هذا الأمر المذكور بل يكشف عن جميع الحقائق الكونية يعني عالم ما سوى الله والإلهية يعني الصعق الربوبي, وأما العقل أي عقل؟ العقل الذي انفصل عن ذلك النور الرباني لا العقل الذي كان قوة من قوى ذاك النور الرباني قوة من قوى القلب, بالأمس إذا يتذكر الإخوة قرأنا العبارة, قلنا إذا صار العقل قوة من قوى القلب لا مذموم أو محمود؟ محمود أما إذا العقل انفصل عن ذلك النور وادعى ما ليس له ماذا يصير؟ يصير غاصب وإذا غاصب فيصير ظالم وإذا ظالم الله (سبحانه وتعالى) يفتح له الأنوار الإلهية أو لا يفتح؟ لا لا تفتح لهم أبواب السماء, هذا الموجود غاصب وهذا الغصب أيضاً غصباً تكوينياً لا غصب تشريعي.

    قال: وأما العقل بطريق النظر الفكري وترتيب المقدمات والأشكال القياسية, ذكرنا لكم بالأمس وقرأنا الرواية من توحيد الصدوق أن الرواية تعطي قيمة النصوص الدينية تعطي قيمة للمنهج العقلي أو لا تعطي؟ نعم تعطي قيمة ولكن تعطي قيمة بهذا القدر أثبته هذا القدر أنه في قبال النفي هذا موجود لا أكثر من ذلك, إذا أردت أن تتعرف عليه أكثر من ذلك من عرفه نفسه فقد عرف ربه من هنا لابد أن تأتي من طريق الشهود لابد أن تأتي من طريق معرفة النفس لابد أن تأتي لا من طريق المنهج العقلي وكل الشريعة.

    إخواني الأعزاء كونوا على ثقه هذه قاعدة أقولها لكم بالتحقيق أقولها لكم, كل الشريعة من أولها إلى آخرها هي لتربيت الإنسان لمعرفة نفسه, الشريعة أصلا هي التربية الانفسية للإنسان يقول له صلي هكذا صم هكذا مستحب هكذا مكروه هذا تكلم هكذا لا تتكلم هكذا أنظر لا تنظر غمض أصمت تكلم ماذا يقول يريد أنه يهذب النفس حتى تستطيع هذه النفس أن تنكشف على عوالم الملكوت, تقول بأنه نفعل ولا نتيجة, لا مشتبه لم تفعل, وإذا تفعل تفعل بشكل نقص وإلا الذين عملوا وفعلوا هم الأولياء وهم الأوصياء والأئمة بأي طريق وصلوا؟ بيني وبين الله تجربتهم العلمية قالوها لنا, قالوا أعمل هكذا أعمل هكذا هذه نظرياتهم أو عمليات؟ (ما من شيء أمرتكم به إلا وأتمرت به قبل ذلك) طيب الرسول’ لا يوجد عنده بحث نظري لم يكن عنده درس ليتكلم لا لا هو عمل ونتيجة العمل ماذا؟ يقول إذا أردت أن تصل إلى هنا من أين مر؟ هذا الطريق هذا الطريق المستقيم هذا الطريق المأمون يوصلك وإذا وجدت بأنه لم تصل المشكلة أين؟ المشكلة في عدم التطبيق الحرفي لما قال.

    قال: وأما العقل بطريق النظر الفكري وترتيب المقدمات والأشكال القياسية فلا يمكن أن يعرف من هذه الحقائق شيئاً, طبعاً إذا الإخوة يريدون بحث مفصل في أنه العقل له القدرة أو ليس له القدرة في أن يعرف حقائق الأشياء على ما هي عليه موجود في هذا الفصل الثالث لأنه يقول: معرفة حقائق الأشياء على ما هي عليه في علم الله بالأدلة النظرية متعذرة لوجوه مستنبطة من كلام الشيخ ومراده من الشيخ واضح عندكم, عند ذلك يذكر الأول الثاني الثالث الرابع الخامس السادس السابع الثامن التاسع, تسعة وجوه لبيان أن المنهج العقلي لا يوصلنا إلى معرفة الأشياء على ما هي عليها يعني لا يوصلنا إلى الحدود نعم أقصى ما يوصلنا إليه إلى الرسوم إلى الرسم المنطقي لا إلى الحد المنطقي, من ص32 من مصباح الأنس إلى ص35, جيد.

    فلا يمكن أن يعرف من هذه الحقائق شيئاً لماذا؟ هذه لأن بيان لماذا لا يمكن أن يعرف, يقول: لأنه أنت عندما تأتي إلى المنهج العقلي إما تصورات وإما تصديقات ولا يوجد غير هذا, المنطق الذي لك ما هو؟ إما تصديق أو تصور, التفت, لأنها يعني هذه المقدمات والأشكال القياسية, لأنها لا تفيد إلا إثبات الأمور الخارجة عن الحقائق, إذن تثبت حقائقها أو تثبت لوازمها؟ لوازمها, إلا إثبات الأمور الخارجة عن الحقائق اللازمة إياها أي لتلك الحقائق هذا القيد الثاني القيد الثالث ما هو؟ أي نحو من اللزوم؟ لزوماً غير بين لماذا قيده بغير البين؟

    يقول: لأنه إذا كانت بينة فتصير بديهية لا تحتاج إلى ترتيب مقدمات وأشكال قياسية, غير بين أنت تريد تثبته وإلا البينة ما هي؟ لا تحتاج إلى ترتيب مقدمات هذا في التصديقات, إذن كل المنهج العقلي في التصديقات يوصلك إلى معرفة اللوازم غير البينة يعني الحدود أو الرسوم؟ الرسوم, هذا على مستوى التصديقات.

    على مستوى التصورات, والأقوال الشارحة لابد يعني على مستوى التصورات قول شارح يعني التصور, والأقوال الشارحة لابد وأن تكون أجزائها معلومة قبلها إذا أنت تريد على مستوى التصرف تعرف شيئا طيب تأتي إلى أجزائه متى تأتي إلى أجزائه؟ معلومة قبلها إن كان المحدود مركباً إذا كان المحدود وهو الإنسان مركب من حيوان ومن ناطق لكي تعرف الإنسان لابد أن تعرف ماذا؟ الحيوان والناطق, طيب نأتي إلى الحيوان مركب أم بسيط؟ مركب طيب أيضاً لابد أن تعرف ماذا؟ لابد أن تعرف المكونات له, طيب نأتي إلى الأجزاء المكونة للحيوان بسيطة أم مركبة؟ إن كانت مركبة طيب ننقل الكلام إلى أن ننتهي إلى الأجزاء البسيطة والبسائط تعرف بالحدود أم بالرسوم؟ ماذا قرأتم في المنطق, ماذا قرأتم في الفلسفة, البسائط تعرف بالحدود أم بالرسوم؟ أساساً لا يمكن معرفة البسائط بالحدود لأنها لا حد لها حتى تعرف إذن تعرف بالرسوم نعم نجعل بما هو بمنزلة الجنس لها بمنزلة الفصل لها, طيب بمنزلة بمنزلة يعني ذاتياتها أم رسومها؟ إذن على مستوى التصديقات لا تصل إلى اللوازم غير البينة, على مستوى التصورات لا تصل إلا إلى معرفة الحدود, إذن الدليل العقلي أو المنهج العقلي يوصلك إلى معرفة الأشياء على ما هي عليه أو لا يوصلك؟ لا يوصلك.

    قال: والأقوال الشارحة لابد وأن تكون أجزائها معلومة قبلها قبل تلك الأقوال الشارحة إن كان المحدود مركباً والكلام فيها أي في أجزاء تلك المحدود المركب والكلام فيها كالكلام في الأول يعني ننتقل إلى تلك الأجزاء فإن كانت مركبة أيضاً وهكذا, وإن كان المحدود بسيطاً لم يكن مركباً لا جزء له في العقل ولا جزء له في الخارج فلا يمكن تعريفه إلا باللوازم البينة وهي الرسوم لا الحدود.

    هذا المعنى في جملة واحدة يشير إليه في مصباح الأنس يقول يؤيد ما اعترف به أهل الميزان بأسرهم أن البسائط لا تحد والرسم لا يعرف كنه الحقيقة ومعرفة المركب فرع معرفة بسائطه إذ كل مركب ينحل إليها في الوجودين الذهني والخارجي بحسب التركيب وإذ لا موقوف عليه فلا موقوف فلا علم بالحقائق أصلا وهو الإشكال السابع من الإشكالات التي يشير إليها في المقام.

    طبعاً هذا الذي أشار إليه وهو أنهم يعترفون أنهم لا يعرفون الحقائق على ما هو عليه, الشيخ بشكل تفصيلي أشار إليه في التعليقات, في التعليقات يعني في كتاب التعليقات, إخواني الأعزاء هذا كتاب التعليقات ليس تعليقات على كتاب هذه التعليقات على الفلسفة يعني الشيخ هذا الكتاب كتبه يريد أن يعلق على كل الفلسفة أنه في فلان مسألة هذا تعليقي.

    وبعبارة أخرى: فتاواه الفلسفية موجودة هنا, في ص34 هناك عبارة مفصلة تقريباً في صفحتين ثلاثة الأخوة إنشاء الله عندهم الكتاب يراجعون ومع الأسف الشديد أن التعليقات لا يوجد فيه لا فصول ولا أبواب ولا كذا وإنما هي جمل, هذه العبارة بطولها نقلها الآملي في نص النصوص ص480 نص النصوص مقدمة شرح الفصوص في ص480 نقل هذه العبارة, وكذلك نقلها الآخوند في الأسفار الجزء الأول ص391 هذه يقول: واعلم أن الشيخ الرئيس ذكر في التعليقات بهذه العبارة أن الوقوف على حقائق الأشياء ليس في قدرة البشر, هذا الذي الآن أشار إليه هؤلاء ونحن لا نعرف من الأشياء إلا الخواص واللوازم والأعراض ولا نعرف الفصول المقومة لكل واحد منها الدالة على حقيقته بل نعرف أنها أشياء إلى كذا والذي نحن كتبنا هنا التعليقات ص34, عبارته في التعليقات هذه يقول: لما كان الإنسان لا يمكنه أن يدرك حقيقة الأشياء لا سيما البسائط منها, إذن المركبة لا يدركها فضلاً عن البسيطة بل إنما يدرك لازماً من لوازمه أو خاصة من خواصه, التفت إلى الاستدلال وجداً منطقي الاستدلال وحيث أن الواجب سبحانه وتعالى مركب أو بسيط؟ وكان الأول أبسط الأشياء إذن بعد كان غاية ما يمكن أن يدرك من حقيقة هذا اللازم هو وجوب الوجود إذ هو أخص لوازمه, إذن وجوب الوجود ذاته؟ لا أبداً كما أنه أنت جنابك عندما تأتي إلى الحياة لو أسألك ما هي الحياة ماذا تعرفها؟ (كلام أحد الحضور) لا تقول الحياة الحي يعني الفعال الدراك والفعال الدراك وبيان الحي لو آثار الحي؟ آثاره لوازمه, من كان حياً فهو دراك فهو فعال, بعد ذلك يأتي للتطبيق عبارات واسعة أنا أشير إلى بعضها الوقوف على حقائق الأشياء ليس في قدرة البشر ونحن لا نعرف من الأشياء إلا الخواص واللوازم والأعراض ولا نعرف الفصول المقومة لكل واحد منها الدالة على حقيقة كل واحد بل نعرف أنها أشياء لها خواص وأعراض فإنا لا نعرف حقيقة الأول ولا العقل ولا النفس ولا الفلك ولا النار ولا الهواء ولا الماء ولا الأرض كلها لا نعرف حقائقها نعرف ماذا؟ آثارها, ولا نعرف أيضاً حقائق الأعراض هذه الجواهر, والأعراض أيضاً ماذا؟ لا نعرفها إلا باللوازم, ومثال ذلك أنا لا نعرف حقيقة الجوهر وإنما نعرفه أنه موجود لا في موضوع ونعرف ونعرف إلى آخره واحدة واحدة هذه بينها في صفحتين ثلاث يقول وهكذا في النفس إنا رأينا جسماً يتحرك فأثبتنا لتلك الحركة  محركاً وهكذا.

    إذن تصريح علماء الحكمة والمنهج العقلي أنه يستطيع أن يتعرف على حقائق الأشياء أو لا يستطيع؟ أما في المنهج ماذا الكشفي لا أنت تريد أن تتعرف من خلاله على ماذا؟ حقائق الأشياء ألتفت جيداً حقائق الأشياء على ما هي عليه ولكنه على ما هي عليه في الواقع أو على قدرها أو على قدره؟ (كلام أحد الحضور) نعم على قدره ولكن هذا فيه مبنى فلسفي لابد يتم, أقول الجملة إنشاء الله وغداً أشير إليه وهو أن يثبت أن العلم الحضوري لا يختص بعلم الشيء بنفسه وإنما يشمل علم المعلوم بعلته عند ذلك يمكن العلم الحضوري, أما إذا نحن صار مبنانا مبنى المشائين يقولون أن العلم الحضوري يختص بماذا؟ بعلم الشيء بذاته فأنا المعلول أستطيع أن أعرف علتي من خلال علم حضوري أو لا أستطيع؟ لا أستطيع, وتوضيحه يأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2016/04/24
    • مرات التنزيل : 1339

  • جديد المرئيات