نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (78)

  • أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

    قال: (فكذلك الحق حق يحفظ خلقه بالإنسان الكامل عند استتاره بمظاهر أسمائه وصفاته، وكان هو الحافظ لها قبل الاستتار والاختفاء واظهار الخلق ).

    بيّنا فيما سبق بأنه أساساً ما هي الحاجة وما هي الضرورة إلى وجود الخليفة، في جملة واحدة مختصرة قلنا أن الحاجة إلى الخليفة إنما هو في المورد الذي لا يمكنه سبحانه وتعالى أن يظهر كما هو عليه في الواقع ونفس الأمر، فعندما لا يمكن أن يكون ظاهرا بمقتضى {لمن الملك اليوم} يعني لا يمكنه أن يظهر بمقتضى الواحد القهار، وإلاّ لو ظهر بهذا الاسم المبارك لانتهى كل شيء إلى البطون، وحيث انه مقتضى الحكمة الإلهية أن يكون هناك ظهور وان يكون هناك بطون، فإذا كان ظهور فلابُدّ أن يراعى حال القوابل، والاستعدادات، {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} ومن هنا قلنا فيما سبق أن الإنسان الكامل والكون الجامع هو واجد لكمالات الوجوب والإمكان، وهو برزخ بين الوجوب والإمكان، فببعده الوجوبي والإلهي يأخذ بهذه اليد، وببعده الامكاني والخلقي يعطي الآخرين، وهذا أوضحناه مفصّلاً فيما سبق .

    (فكذلك الحق يحفظ خلقه بالإنسان الكامل) ولكن متى توجد حاجة إلى الإنسان الكامل؟ عندما يستتر ويكون باطنا ؛ لماذا لا؟ لأنه لا يستطيع أن يظهر، بل لأنه لو ظهر لما أبقى أي شيء آخر، فلابُدّ أن يظهر بمقتضى القوابل، بمقتضى الحضرات الإمكانية، وقابليات الحضرات الإمكانية، من هنا تأتي ضرورة الإنسان الكامل، ولذا تجدون انه عندما أراد أن يحفظ الأشياء بمقتضى حقيقته التي هو عليها لم يحتج إلى الإنسان الكامل، متى احتاج، عفوا تعبيرنا بالاحتياج عنه تعالى ليس المراد منه احتياج الحق ذاته بل احتياج فيض الحق الذي يريد أن يصدر إلى القوابل المختلفة، يعني {انزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها }.

    قال: ( فكذلك الحق يحفظ خلقه بالإنسان الكامل ) ولكن عند بطونه (عند استتاره بمظاهر أسمائه وصفاته ) إذا تتذكرون كان عندنا بحث قلنا إذا وضعنا يدنا على أي مظهر من المظاهر، وان كان بحسب الظاهر مظهر الاسم الكذا، ولكن بحسب الباطن هو فيه كل الخصائص والصفات الأخرى ( وكان ) الحق تعالى (هو الحافظ لها ) أي للخزائن، ولكن بأي وجود للخزائن ؟ ليس بوجودها الخاص بها، بل بوجودها الذي للحق ( وكان هو الحافظ للخزائن قبل الاستتار وقبل الاختفاء وقبل إظهار الخلق ) إذن قبل إظهار الخلق لا توجد حاجة إلى الإنسان الكامل، لأنه هو يمكنه أن يظهر (فحفظ الإنسان للخزائن ) بالأصالة أم بالخلافة ؟ كما أن الختم حفظه للخزائن كان بالخلافة، لا بالأصالة، كذلك لأنه هو بصدد تشبيه الإنسان الكامل بالختم الذي يضعه الملك على الخزائن، فكما أن الختم على الخزائن عند غيبة الملك بالخلافة لا بالأصالة، كذلك الإنسان الكامل يحفظ الخزائن الإلهية  الوجودية بالخلافة.

    نعم اعلموا أن الخلافة قد تكون خلافة بالأصالة وقد تكون خلافة بالوراثة، بالاصطلاح نعم هو الصحيح الواسطة ولكنه بالوراثة , وهذا ما نعتقده نحن في النبي’ في الحقيقة المحمدية التي لها الخلافة على الخزائن بالأصالة، ولكنه لأوصيائه^ بالوراثة، وهذا ما سيصرح به بعد ذلك، شيء غريب؟ القيصري سوف يصرح بهذا المعنى، انه مادام هذا الإنسان الكامل، والكون الجامع، والخليفة بالأصالة موجود، هذا العالم موجود ومحفوظ، هو موجود أو من يقوم مقامه، ومن الذي يقوم مقامه ؟ أنتم قولوا (أ و ب و) من الناس واذكروا عرفاءكم، ونحن نعتقد أن من يقوم مقامه هم أئمة أهل البيت^، إذن القضية قضية، هذا الذي أشرت إليه مرارا : أن النظرية صحيحة، نعم إذا وقع الخلاف، القيصري قال المراد ممن يقوم مقامه هو الشيخ الأكبر، نقوله أنت مشتبه، هذه شبهة مصداقية، هذا خطأ مصداقي، ليس الشيخ الأكبر من يقوم مقام الإنسان الكامل، بل الذي يقوم مقامه هو الحجة×، الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت ^، هذه عبارته بعد ذلك بشكل واضح ستأتي.

    تعالوا معنا إلى صفحة (249) السطر الرابع، قال : ( ولم يبقى في الأفراد الإنسانية من يكون متصفاً بكماله ) كمال من ؟ كمال الإنسان الكامل (ليقوم مقامه ) مقام الإنسان الكامل، إذن بهذا يتضح أن وجود الإنسان الكامل ليس بالضرورة الكون الجامع لابُدّ أن يكون هو الخليفة بالأصالة، قد يكون هو الخليفة بالأصالة كما في وجود الخاتم ’، أو من يقوم مقام وجوده الأرضي، قال : ( فحفظ الإنسان للخزائن إنما بالخلافة فتسمى ) الإنسان الكامل والكون الجامع ( بالخليفة لذلك ) نقطة، بحث آخر.

    هنا من التشبيه ورد إشكال إذا تتذكرون في البحث السابق، قلنا هذا التشبيه خلق لنا عدة مشاكل، لأنه شبّه الإنسان الكامل بالفص على الخاتم، وهذا الفص على الخاتم يختم به على الخزائن، جيد جدا، عندما هذا الختم موجود فالخزائن موجودة، وأما عند ذهاب الختم؟

    أولاً : لماذا تذهب الخزائن، الخزائن باقية ولكن الخازن يذهب ؟

    وثانيا: ما معنى الحفظ ؟ في الختم الحفظ معناه انه لا يستطيع شخص التصرف فيها، ولكن الخزائن غير قائمة بالختم وجودا، بل الختم دوره في المقام انه يمنع التصرف، الختم على الخزائن، يعني أنت عندما تختم على باب، هذا الختم ماذا يفعل؟ انه لا يبُقي لك وجود الغرفة، وإنما يمنع دخول أحد من غير إذن، هذا في الختم الذي يختمه على خزائنه صحيح، ولكن الإنسان الكامل فقط هذا دوره ؟ أم أن دوره واسطة الفيض حدوثا وبقاءً ؟ ولذا هنا قوله ( وحفظه ) يريد أن يجيب عن هذه المفارقة الموجودة بين المشبّه والمشبّه به، يقول لا يذهب ذهنك إلى أن هذا لإنسان الكامل دوره فقط انه يمنع ؟ لا ليس الأمر كذلك، هذا الإنسان الكامل كما يمنع التصرف وجودا إلاّ بإذنه، كذلك يحفظ وجود هذه الخزائن، وبعد ذلك ليس فقط يحفظ وجودها فإذا بقي في هذا العالم فالخزائن موجودة، ليس الخزائن باقية في هذا العالم، فإذا بقي فالدنيا باقية، وإذا ذهب الدنيا تصبح آخرة، لا أن الموجودين في الدنيا يصبحون في الآخرة، لا، فرق كبير بينهما، لا فقط أن الإنسان الذي كان في الدنيا يصبح إنسان أخروي، لا بل أن نشأة الدنيا تصبح آخرة، وبتعبير القران الكريم {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات مطويات بيمينه } خلص أصلاً هذه نلفها انتهت.

    لماذا انتهت ؟ لأن الإنسان الكامل يريد أن ينتقل إلى أصله، فإذا يرجع إلى أصله فالتوابع ترجع معه، وأيضاً أقولها للمرّة المائة : أذهب إلى الكتب الكلامية إلى الكتب الفلسفية إلى الكتب الحديثية، انظر هذا البيان لنظرية الإنسان الكامل، يعني لنظرية أوصياء محمد وآل محمد’، قولوا لنا أين نجد مثل هذا البيان؟ هذا البيان هذه نظرية الإنسان الكامل العرفانية التي شمّة منها جاءت في كلمات الفلاسفة وغير الفلاسفة .

    (وحفط الإنسان الكامل ) هذا جواب عن سؤال مقدر ( للعالم عبارة ) ليس فقط عن المنع من التصرف إلاّ بإذنه بل هو ( عبارة عن إبقاء الصور ) التفتوا جيدا، لم يقل : عن الإحداث، لأن الكلام ليس في قوس النزول، بل الكلام في قوس الصعود، وفي قوس الصعود نحن نريد بقاء لا حدوث، ولذا قال : ( عن إبقاء ) لأن الخلافة قلنا مرتبطة بقوس الصعود، أما وساطة الفيض مرتبطة بقوس النزول وحدوث من هناك .

    قال : ( عبارة إبقاء صور أنواع الموجودات على ما خلقت عليها) تلك الموجودات (الموجب لبقاء كمالاتها وآثار تلك الكمالات ) كيف ؟ ( باستمداده ) هذا الإنسان الكامل، كيف يبقي هذه الموجودات هي وكمالاتها وآثارها ؟ قال (باستمداد) الإنسان الكامل (من الحق ) يستمد ماذا ؟ (يستمد) مفعول استمداد( التجليات ) الآن هذه التجليات أعم من أن تكون تجليات ذاتية أو تجليات ماذا ؟ والرحمة الرحمانية والرحمة الرحيمية، على التفصيل الذي سيأتي.

    هذه التجليات من أين يستمدها ؟ يستمدها بواسطة الأسماء والصفات، هذه الباء باء السببية، يعني بسبب الأسماء والصفات يستمد هذه التجليات الذاتية والرحمة الرحمانية والرحيمية، (بالأسماء والصفات التي هذه الموجودات ) أي موجودات ؟ موجودات الحضرة الإمكانية ( صارت مظاهرها ) مظاهر من؟ مظاهر الأسماء والصفات ( ومحل استوائها ) يعني أين ظهرت تلك الأسماء والصفات ؟ ظهرت في هذه الحقائق التي هي مظاهر الأسماء والصفات (إذ الحق) تعالى باعتبار انه لا يمكن الحضرة الإمكانية أن يأخذ الفيض مباشرة، إذن يفيض على من أولا ؟

    >جعل قلوبنا أوعية لأرادته< يفيض على قلب الإنسان الكامل، هنا تأتي نقوش الأسماء والصفات، التي هذه الجملة أشار إليها، قال (هو محل جميع نقوش الأسماء الإلهية  ) كما في أول صفحة (247)، قال ( إذ الحق إنما يتجلى لمرآة قلب هذا الكامل، فتنعكس الأنوار ) ممن ؟ (من قلبه×) تنعكس على ماذا (إلى العالم، فيكون العالم باقيا بوصول ذلك الفيض ) بواسطة من ؟ قلب الإنسان الكامل (إليها ) أي إلى تلك الموجودات التي هي مظاهر الأسماء والصفات، اتضح هذا المعنى ؟

    (احد الحاضرين) : …

    ج/ كيف ؟ لا يمكن باعتبار انه أساساً، وهذا ذكرناه في المقدمات، شيخنا بحث مفصل، نعم لابُدّ أن ترجع إلى ذلك البحث، هناك قلنا : انه أساساً كل أسم لا يستطيع، لأنه الآن على المثال الذي نحن ضربناه، هذه الخزائن قفل من عليها ؟ وختم من عليها ؟ الاسم الأعظم عليها، فإذن أي أسم من الأسماء عندما يريد أن يفعل شيئا لابُدّ أن لم يأخذ ؟ ومن أين يتصرف ؟ أحسنتم، صحيح أسم من الأسماء الإلهية ، ولكن أسم من الأسماء الإلهية  الجزئية التي كما في الحضرة العلمية كان بالإمكان أن يرتبط بالأحدية مباشرة أم بواسطة الاسم الأعظم ؟ كذلك هنا، هذا المظهر يريد أن يربط باسمه، فلا يستطيع أن يرتبط مباشرة، بتوسط من يرتبط ؟ بتوسط مزهر الاسم الأعظم، كيف هناك كان تحت مظهرية كان مرتبطا بالأسم الأعظم، هنا لابُدّ أن يكون مظهره المادي مرتبط بمظهر من ؟ نعم موجودة المميت، موجود المميت، هذا المميت وهو من أسماء الله التي ؟ ملك الموت ما هي وظيفته ؟ الاماتة، قبض الأرواح، مظهر من أسم المميت، أسم المميت هناك مرتبط بالذات مباشرة؟ أم بتوسط الاسم الأعظم الله ؟ وهنا عندما يريد أن يتحرك المحيي المميت، يعني ملك الموت لابُدّ من خلال مظهرية من يتحرك ؟ من مظهر الاسم الأعظم ؟ الإنسان الكامل في زمان، إذن عندما هذا الذي قلناه قبل يوم أو يومين قلنا : ملك الموت عند اليوم الذي يريد أن يقبض ألف إنسان ألفين إنسان خمسة آلاف إنسان لابُدّ إمضاء الختم من أين يأتي ؟ من الإنسان الكامل، وهذا معنى أن الروايات انه في كل صباح الملائكة الموكلين بوظائفهم في الأرض يصلون بخدمة الإنسان الكامل أولا، وفي المساء عندما يريدون أن يسلمون التقارير، لمن يسلموها ؟ للإنسان الكامل، انظروا إلى الروايات نصوص صريحة، ولكنه واقعا إذا ندخل يتسع البحث كثيرا ونطيل البقاء في المطلب، وبعض الإخوة يعترضون علينا بأننا لم نقرأ من العبارة إلاّ القليل، وإلاّ انظروا إلى الروايات تقول أن ملائكة الصباح أول ما ينزلون يصيرون بخدمة الإنسان الكامل، وعندما يذهبون وتأتي ملائكة المساء فلابُدّ أن يودعونه، وهذه ليست أمور من قبيل التشريفات المتعارفة، نعم هذه التشريفات التي تجودنها في الوضع الاعتباري هذه نسختها تكوينا تجدوها هناك، ترون بأن سفير أي بلد عندما يدخل في البلد لابُدّ أن يذهب إلى أعلى سلطة في البلد، يقدم أوراق اعتماده، ثم عندما يريد ان يذهب لا يستطيع أن يركب طائرته ويقول السفير الآخر قادم، يقولون له لابُدّ أن تأتي إلى توديع أعلى سلطة في البلد ثم تغادره، وإلاّ يكون فعله هذا خلاف الاتفاقات الدولية (البروتوكول) هذا البروتوكول اعتباري، لكن هذه الابروتوكولات الاعتبارية اطمأنوا مأخوذة من نسخة تكوينية، ملائكة الصباح عندما يريدون أن يودعون لابُدّ أن يأتون إلى هنا يقدمون يستأذنون بالصعود ثم يأتون ملائكة الليل وهكذا، كلها مظاهره، يعني أنت الذي مسؤول عن رزق الإنسان مسؤول عن حيات الإنسان مسؤول عن علم الإنسان، مسؤول مسؤول، هذا كله كل المسؤوليات، ولذا أنا قلت في البحث السابق وسيأتي تفصيله، قلت : هذه {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} لا تتصورون قضية في واقعة شخصية سجدوا وكل واحد ذهب إلى داره ؟ دائما أزلاً وأبدا هؤلاء في حالة السجود لمن ؟ يعني في خضوع وفي طاعة وانقياد تام للإنسان، والقرينة على هذا الكلام هو أن إبليس ما انقاد وهو في دوام مستمر في مخالفة الإنسان الكامل، وإلاّ كيف يعقل، أن ذاك لم يسجد فهو باقي أزلاً وأبدا من دون انقطاع، ولكن هؤلاء الذين سجدوا قضية في واقعة وانتهت وذهبوا على حالهم، لا يصح هكذا، وهذا يكشف لكل على انه ذلك السجود، هذا الذي أنا شرحته مفصّلاً وبعض الإخوة استثقل الأمر كثيرا، قلت هذه القضية ليست واقعة، هذه مثال للإشارة إلى نظام التكوين، وإلاّ لو قضية في واقعة فهي انتهت وخلصت، هذه قرينة أخرى وفي كلماتهم موجودة وستأتي.

    قال : ( إذ الحق إنما يتجلى لمرآة قلب هذا الكامل، فتنعكس الأنوار من قلبه إلى العالم، فيكون العالم باقيا بوصول ذلك الفيض ) إلى الموجودات التي هي مظاهر الأسماء والصفات (فما دام هذا الإنسان موجودا في العالم، يكون العالم محفوظ بوجوده ) الله، وهذه متفق عليه في النظرية العرفانية إخواني الأعزاء، يعني تقريبا هذه من بديهيات الإنسان الكامل في النظرية العرفانية، يعني أنت إذا تريد أن تشخص أن هذا مبناه عرفاني أم لا، تشخصه من هنا، كيف انه في الفلسفة إذا قال باصالة الوجود وتشكيك الوجود نقول هذا مبناه حكمة متعالية، وإذا قال : أن الواحد يمكن أن يصدر منه أكثر من واحد، نقول هذا ليس بفيلسوف بل هو متكلم، هذه مفاصل، هذا مفصل في النظرية العرفانية، نعم ارجع وأقول : هذه شبهة مصداقية، الذين ابتعدوا عن أهل البيت ^ تصوروا أن هذه في فلان وفي فلان، اشتبه في المصداق، وكم له من نظير، ولكن نحن اعتقادنا : انه هذه النظرية مصداقها الأتم في أوصياء النبي الأكرم ’ .

    قال : ( فما دام هذا الإنسان موجودا في العالم يكون محفوظا بوجوده، وتصرفه بعوالمه العلوية والسفلية، فلا يجسر أحد ) ملائكة مقربين أو غيرهم، جبرئيل اسرافيل، روح أعظم غير أعظم، كلهم في خدمة وانقيادا وطاعة لهذا الإنسان الكامل ( من حقائق العالم وأرواح تلك الحقائق على فتح الخزائن الإلهية ، والتصرف فيها، إلاّ بإذن هذا الكامل) >أمين الله على خزائنه < انظروا إلى الروايات التي عبرت عنه انه أمين الله في أرضه، أمين على ماذا ؟ نعم تقول على شرائعه، نعم هذه من مصاديق الأمانة، ولكن حصرها بالشريعة في غير محله، الآن لماذا أعطي هذا المقام، لأنه هو صاحب الاسم الأعظم، هو مظهر الاسم الأعظم، في الحضرة العلمية هو الاسم الأعظم، وفي الحضرة العينية هو مظهر الاسم الأعظم، ولا يمكن لأحد لأن الختم ختم الاسم الأعظم، ومظهر الاسم الأعظم، فلا يمكن لأحد من الآخرين أن يتصرف إلاّ بإذن هذا الموجود، لأنه هو صاحب الاسم الأعظم، ( الذي به يربي أو يربُ العالم كله ) توجد نسختين : يربي، أو يربُ العالم، يعني يدار العالم  هو مدير العالم، هو رب العالم، هذا المعنى إذا يتذكر الإخوة نحن أشرنا إليه في صفحة (165) في السطر الثالث ما قبل آخر الصفحة، تعالوا معنا، الإخوة كنا نقف في المقدمات لهذا السبب، لأنه كل الأصول أصلها وأسّسها شيخ محمود القيصري هناك في المقدمات، تعالوا معنا قال: ( ويحفظ نظامها في الدنيا والآخرة، ويحكم  بربه الذي هو رب الأرباب بين الأسماء أيضاً، ويوصل كل منها إلى كماله ظاهرا وباطنا، وهو النبي الحقيقي والقطب الأزلي الأبدي أولاً وآخراً، ظاهراً وباطناً، وهو الحقيقة المحمدية ’ فهو مظهر  رب العالمين ) {الحمد لله رب العالمين } فهذا مظهر الربوبية المطلقة في الحضرة الإمكانية من هو ؟ هو مظهر الاسم الأعظم، وليس الاسم الاعطم، مظهر الاسم الأعظم، والروايات واضحة، فلهذا يقول >عندنا من الاسم الأعظم اثنين وسبعين حرفا< أما الباقي هذا خمسة وعشرين وذاك ستة وعشرين وذاك ثمانية، جيد جدا، ولكن المهم أتم مظاهر الاسم الأعظم هؤلاء ^ .

    قال : ( الذي يرب به العالم كله، فلا يخرج من الباطن إلى الظاهر معنى من المعاني إلاّ بحكم الإنسان الكامل) ليس بحكمة، (إلاّ بحكمه) بحكم الإنسان الكامل، هذا الحكم الوجودي التكويني ( ولا يدخل ولا ينتقل أحد من الدنيا ) باعتبار أن الآخرة هي باطن الدنيا، الدنيا ظاهر الآخرة {يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون} (فلا يدخل أحد من الظاهر إلى الباطن) يعني لا ينتقل أحد وموجود من هذا العالم إلى ذلك العالم إلاّ بإذن الإنسان الكامل، فمن يقول أن ملك الموت لابُدّ أن يقدم قائم يقول يابن رسول الله سيدي امضي هؤلاء اليوم ننقلهم أم يبقون، هذه كله لابُدّ أن يمضي عليه ؟ ولهذا بعض الأحيان يحتار، لأنه جاء ليمضي ووقت التنفيذ، يأمر بالتوقف، لماذا يتوقف ؟ لا يوجد استفهام، نفذ ثم ناقش، أصلا لا يستطيع النقاش، لماذا ؟ بيني وبين الله اليوم طالع من الصبح وأعطى صدقة بيد واحد وتبين أنها واقعة في محلها، الهي بحق محمد وال محمد الله يطيل في عمرك، والحسابات الإلهية  غير واضحة بأنه كيف رتبها هو، هذه المعادلات الرياضية، اطمانوا في كل وقت توجد في الحسابات الإلهية  كم حد مجهول، ولهذا لا يستطيع الإنسان العادي أن يعرف النتائج، رأيتم هذه المعادلات الرياضية عندما يكون فيها رقم رقمين أو ثلاثة مجهولة، واقعا أنت لا تعلم إذا جعلت رقم خمسة تطلع نتيجة تجعل سبعة تخرج نتيجة أخرى، تجعل سبعة عشر تخرج نتيجة ثالثة، هذه كم مفردة في المعادلة الرياضية الإلهية  لتدبير الكون، هذا الذي عبرت عنه أنا البداء، الذي هو فوق مقام الحضرة العينية مرتبطة بالحضرة العلمية، هذه معادلة وهذه خافية حتى على مظهر الاسم الأعظم، تقول فعلا هذه خافية، هذه المعادلة خافية، فلذا هو بين الخوف والرجاء، والروايات صريحة، ولكن إذا تفسرها تقول: واقعا هذا تعليم الآخرين، مع انه ليس بتعليم، بينك وبين الله الذي يريد أن يعلم الآخرين لا يبكي ولا يلطم ولا يغمى عليه، التعليم لا يريد إغماء، لا، هذه له، نعم أنا لا أريد أن أقول بالحصر وانفي التعليم للآخرين، يوجد ولكنه ليس كله تعليم للآخرين، ولذا تجدونه × : >لا تجزمي على ربكِ < ومكان آخر تجده يجزم >هي هي والله الليلة التي وعدنيها رسول الله < ينظر هي، يا أمير المؤمنين ما تعلم بأنها هي ؟ يقول: لا، القرائن والشرائط والموضوعات كلها هي هي، (فيتو) الهي، لعل الله سبحانه وتعالى هذه الليلة لم يقدرها، >لولا آية في كتاب الله لأخبرتكم بما كان، وبما يكون، وبما هو كائن، إلى يوم القيامة< هذا تفصيلا موجود في علم الإمام، معرفة الإمام في كتاب علم الإمام، إذن الذي، نعم مقام الإمامة لا أقل في بعدها العلمي هذا الكتاب طالعوه، بل ادرسوه ودرّسوه، أخواني كونوا على ثقة، به منافع عظيمة من بركات أهل البيت ^ .

    قال : ( ولا يدخل من الظاهر في الباطن شيء إلاّ بأمره، وان كان يجهله عند غلبة البشرية عليه ) هذه العبارة عظيمة، يقول لا يتبادر إلى ذهنك انه هذا الإنسان بكل مراتبه هذا مقامه، لا، إذا نظرت إلى مرتبته البشرية {إنما أنا بشر مثلكم } وإذا صار بشر مثلنا، فبمقتضى هذه المرتبة البشرية كل أحكام البشرية منطبقة، ولكن هذه المرتبة البشرية أنا وأنت مرتبطة بينبوع، وهذا الينبوع قد يصيب وقد يخطأ، أما هو مرتبته البشرية مرتبطة بينبوع ومعدن لا يخفى عليه شيء، إذن إذا نظرت إلى مرتبته البشرية تجده يرفع يده هكذا ويقول أنا أقل الاقلين، أنا الذرة أو دونها  >أنا الجأهل في علمي، فكيف لا أكون جهولا في جهلي< هذه أي مرتبة ؟ هذه المراتب، ولذا قال : ( وان كان يجهله عند غلبة البشرية عليه فهو ) الإنسان الكامل (البرزخ بين البحرين، والحاجز بين العالمين ) عالم الوجوب والإمكان ( واليه الإشارة بقوله {مرج البحرين يلتقيان}) أي بحر هذا ؟ بحر الوجوب وبحر الإمكان {يبنهما} بين الوجوب والإمكان {برزخ} من البرزخ؟ الإنسان الكامل {لا يبغيان} لا هذا يستطيع أن يكون حضرة إلهية ولا الحضرة الإلهية  بامكانها أن تكون حضرة إمكانية، إنما هذا البرزخ بينهما، ( قوله إلاّ ترى) قوله تعليل، هذا قوله مبتدأ وخبره تعليل الذي يأتي في صفحة (292) ( قوله إلاّ تراه) أي إلاّ ترى الإنسان الكامل، هذا دليل وتعليل واستدلال يعني، يقول : ما الدليل على أن الإنسان الكامل هو الذي يحفظ وجود العالم، يقول دليلي انه إذا ذهب ذهب العالم معه، وهل يوجد دليل أفضل من هذا، خير دليل على أن هذا معلول لتلك العلة وجدته يذهب بذهاب تلك العلة، وهذا يتبين أنها كانت علة له، وإلاّ لو لم تكن علة له فلماذا إذا ذهبت العلة ذهب الملول ؟ إذن نستكشف أنا أن هذا معلول الإنسان الكامل يعني هو واسطة الفيض، يعني هو الحافظ لبقاء هذا العالم ( إلاّ تراه) أي الإنسان الكامل (إذا زال ) المراد من زال أي انتقل، كما سيبين ( وفُكَ من خزانة الدنيا لم يبقى في خزانة الدنيا ما اختزنه الحق في هذه الخزانة، وخرج من الدنيا ما كان في خزانة الدنيا، والتحق بعضه ببعض) هذه إن شاء الله سوف يأتي بيانها، يقول لأن هذه الدنيا لم تكن هي كل الأصل، بل كانت فرعا وشأنا من شؤون الأصل، الأصل أين كان ؟ الآخرة، والآن عندما ينتقل الإنسان الكامل هذا البعض يلتحق بالكامل، بأصله (والتحق بعضه ببعض، وانتقل الأمر إلى الآخرة ) فصارت الدنيا آخرة، يعني بالصيرورة صارت، صيرورة انتقال من نشأة إلى نشأة أخرى (وانتقل الأمر إلى الآخرة ) فإذا صار آخرة ؟ يقول : هنا كان هو خاتم بمعنى حفظ الصور وبقاء العالم كان مؤقت، هناك يكون ختمه أبديا، (فكان ختما على خزانة الآخرة ختما أبديا ) عجيب، انظروا إلى هذه النظرية إلى أين تذهب، والآن من جديد أنت تفهم دور الإنسان الكامل، هنا بعض مظاهره الجزئية ظهرت لك، وهو واسطة الفيض في بقاء العالم، أما في بقاء الآخرة هناك سترى بعينك الشهودي أنه من هو واسطة الفيض ؟ ونحن إلى الآن ما استطعنا أن نرتب كل المسائل الشرعية نرجع إلى المعصوم ؟ ما زلنا في حيرة، انظروا إلى هؤلاء كيف يوسعون في نظرية النبي والإمام الذي نحن نعتقده، قول دره الأساسي من أين يبدأ؟ يبدأ من أول نشأة الآخرة، هناك أنت سوف ترى بعينك انه كيف هو واسطة الفيض، وكيف يختم على الأشياء وهو الحافظ لها أبدا، كما كان هو الحافظ لها أزلا، لأنه هو واسطة الفيض في قوس النزول، قال : ( كان ختما على خزانة الآخرة، ختما أبدياً ) هذا الكلام من المصنف من الماتن، قول (تعليل واستشهاد لقوله : فلا يزال العالم محفوظا مادام فيه هذا الإنسان الكامل ) بأي دليل ؟ انظر إذا انتقل انتقلت الدنيا معه، >لو لم يبقى في الدنيا إلاّ اثنان لكان بالضرورة أحدهما< فهذه الضرورة من أين ؟ هذه الضرورة الوجودية  لأن الدنيا قوامها من أين ؟ بالإنسان الكامل، بالحجة ×، وإلاّ إذا كان الإنسان الكامل غير موجود، فلا تبقى الدنيا وما فيها، فلا معنى لبقائها، ووضوح الروايات، وأنا باعتقادي كونوا على ثقة أن هذه الروايات التي ملئت كتاب الحجة من البحار في أربعة مجلدات طالعوها ولو بنحو عابر، كونوا على ثقة إذا كنتم في معزل من نظرية الإنسان الكامل في النظرية العرفانية، أساساً لا تجد تفسيرا صحيحا لهذه الروايات، فهما معقولا منطقيا لهذه الروايات لا تجد .

    قال: (تعليل واستشهاد لقوله : أي إلاّ ترى الإنسان الكامل إذا زال وفك أي فارق وانتقل من الدنيا إلى الآخرة، ولم يبقى في الأفراد الإنسانية من يكون متصفا بكمال الإنسان الكامل ليقوم مقامه ) قلنا هذه ضرورة وجود الإنسان الكامل بالوراثة كما نعتقدها (تنتقل معه الخزائن الإلهية إلى الآخرة ) فإذا انتقل انتقلت الخزائن، يعني انتقلت الدنيا وصارت آخرة، لماذا كل ذلك ؟ يقول : ( الكمالات كلها ما كانت قائمة مجموعة ومنحصرة محفوظة إلاّ بالإنسان الكامل هو واسطة الفيض حدوثا وبقاء، فلما انتقل الإنسان الكامل انتقلت الخزائن مع الإنسان الكامل، ولم يبقى في خزانة الدنيا ما اختزنه الحق فيها من الكمالات ) أنا أتصور والواقع الروايات فوق حد، ولكن رواية قرأتها على الإخوة والآن أقرأها مرة أخرى، وهي الرواية الواردة عن الإمام الباقر × قال : > قلت لأي شيء يحتاج إلى النبي والإمام ؟< هذه الروايات أوسع الروايات ذكرتها مظمونا >قال : لبقاء العالم على صلاحه < والمراد في صلاحه أي في مقابل الفساد، والمراد من الفساد يعني الانهدام، من قبيل قوله تعالى : {لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا } ماذا يعني بقوله {فسدتا} يعني العالم موجود ولكنه فاسد ؟ أو المراد انهيار النظام ؟ المراد هو اهنيار النظام، ليس المقصود هناك عالم ولكنه غير منضبط، غير مرتب متبعثر، لا، يعني انهدم النظام، لساخت .

    (احد الحاضرين) : …

    ج/ من ؟ نعم يأتي ولكن المقصود، نعم ولكنه هنا يقول : بقاء العالم على صلاحه، ليس المراد انه موجودا ولكنه فاسد، بقرينة الآية المباركة التي تقول {لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا} لانتهت، قال : > فقال لبقاء العالم على صلاحه، وذلك أن الله عز وجل …< إلى آخر الرواية، لأن الرواية طوية الذيل [البحار المجد23 باب الاضطرار إلى الحجة ] عشرات الروايات تدخل في هذا المجال، والنصوص >هو الأول هو الآخر < > بكم فتح الله وبكم يختم < واضحة، وأنا لا أتصور بأن الإخوة يحتاجون إلى أن نطيل الكلام في هذه القضية، يعني أنت عندما ترجع إلى زيارة الجامعة وهي هذه الرواية من مفاخر معارف أهل البيت ^ الموجودة في هذه الرواية، وان كان بعض من لا بصيرة له، عنده مشكلة في السند ما استطاع أن يحلها، الآن هؤلاء ليس لنا، لا اعلم هل يستحقون الخطاب أو لا، ولكنه من يستحق الخطاب يقول >بكم فتح الله < يعني قوس النزول، هو الأول >وبكم يختم< يعني قوس الصعود، بعد في الوسط ماذا يحدث >وبكم ينزل الغيث< هذا هو الوسط >وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض< رحمة الله على شيخ عباس القمي هذا الخبير في هذا المجال، في المقدمة يقول لابُدّ أن تكبر الله مائة تكبيرة، يقول : [ولعل الوجه في الأمر بهذه التكبيرات هو الاحتراز عما تورثه أمثال هذه العبائر الواردة في الزيارة من الغلو، والغفلة عن عظمة الله سبحانه وتعالى] نكتة لطيفة جدا، يقول أنتم تجدون في الزيارة عندما نريد أن نقرأ أول مرة تذكر أن الله هو الأول هو الآخر هو كل شيء الله، ثم ادخل هنا {إلا بإذنه} رحمة الله تعالى عليه، لأن هذه العبارات واقعا من أنكر سندها أو شكك كذا، مشكلته في المظمون، ما استطاع أن يهظم المظمون، قال : >وبكم ينفس الهم، ويكشف الضر، وعندكم ما نزلت به رسله، وهبطت به ملائكته < انتم، وفي جملة جامعة × يقول : > أن ذكر الخير < الله هذا الخير هم كان التامة وكان الناقصة، وكمالات أولية وكمالات ثانوية، وآثار ماذا تريد يصدق عليه {ما بكم من نعمة فمن الله } جيد >ان ذكر الخير كنتم اوله واصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه< فلم يبقى لنا شيء، إذا هو أوله آخره معدنه أصله فرعه، لم يبقى شيء، وبعد ذلك نحن ماذا نكون ؟ نكون شؤون هذه الخيرات ببركته، بيمنه ×، الحمد لله على هذه النعمة، اشكروا الله على مثل هذه الابحاث، وإلاّ اطمانوا آلاف بل عشرات آلاف بمجرد أن تتكلم بهذه الأبحاث يقول لك اتركنا من هذه الأبحاث، لا نعلم من أين تأتون بهذا الكلام، لكنه تجد الآن عندما تستمع إلى هذه الأبحاث، ليس فقط لا تجد حالة إنكار، بل تجد حالة انشراح، هذا يكشف على أن الله سبحانه وتعالى هذه الصدور هذه القلوب أعطاها القابلية أن تنشرح لها، وإلاّ أمثالنا الآخرين خمسين سنة وسبعين سنة في الحوزات عندما جاءوا إلى الزيارة الجامعة ماذا قالوا ؟ ماذا كتبوا عليها ؟ ضعيفة السند والقوا بها جانبا، ولو كان لهم اقل تدبر، أنا شخصا من الذين اجزم، بل اقسم أن كل واحد من هذه المظامين الواردة في زيارة الجامعة أقيم عليها تواترا معنويا، أنا أقيم في كل مفردة تأتي بها آتيك بعدة مظامين بها، ولكن لا توجد خبرة في هذا الصدد تصوروا انه خبر آحاد وسندها فيه إشكال، هذه من الموارد التي يقال : يعرف السند من خلال المتن، يصحح السند من خلال المتن، قال : >كنتم أوله واصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه

    • تاريخ النشر : 2016/05/24
    • مرات التنزيل : 1856

  • جديد المرئيات