نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (97)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: (أي تقبل تلك الأمور الكلية الحكم من الموجودات العينية حال كونها عارضة عليها ولا تقبل التفصي ولا التجزي) جيد .

    كان الكلام في واحدة من أحكام ذلك الأصل الذي يريد أن يبين من خلاله المقصود هذا بعده مرتبط بذلك الأصل، أيضاً مرة أخرى صفحة (264) قال: (فبنى أصلا يتفرع عليه المقصود ).

    هذه العبارة نحن مرارا ناقشناها، قلنا أن ما ذكره هذا من قبيل التقريب إلى الذهن لا من قبيل الأصل الذي المقام واحدة من تطبيقاته وفروعه، هذه العبارة ظاهرها، أن تمثيله بين الوجود الذهني والوجود الخارجي، والعلاقة القائمة بينهما، هذا أصل ومن فروعه ما هو العلاقة بين الحق وبين العالم لا ليس الأمر كذلك، هذا لا نوافق عليه، لو قبلنا أنه يوجد هناك شيء في كلام الماتن فهو من باب التقريب إلى الذهن لرفع الاستبعاد، كيف يمكن أن يكون هناك علاقة بين أمرين أحدهما غيبي والآخر عيني، يقول: انظر إلى هذا الشاهد، علاقة بين الوجود الذهني والوجود الخارجي، مع أن أحدهما يؤثر في الآخر ولكن أحدهما غير الآخر .

    قال: قلنا فيما سبق بينا أنه كيف أن الأمور العينية تؤثر في الأمور الكلية أو الأعيان الخارجية تؤثر في الأمور الكلية، وإن الأمور الكلية يظهر لها الحكم في الأعيان الخارجية، (أي تقبل تلك الأمور الكلية الحكم من الموجودات العينية، حال كون تلك الأمور الكلية عارضة عليها) أي عارضة على الموجودات العينية . نقطة

    ( ولا تقبل التفصيل ولا التجزؤ، أو التجزؤ) يقول: إذا قاسينا بين الأمر الكلي وبين الأعيان الخارجية فإن الأمور الكلية لا تقبل التجزي لا تقبل التفصيل لا تقبل التعدد، ويضرب مثال لذلك بالأمس أيضاً قرأنا ذلك المثال .

    بقي الدليل، ما هو الدليل على أن الأمور الكلية لا تقبل التفصيل والتجزي من الأمور العينية، دليله هذا قلنا يوجد قياسان: قياس استثنائي وقياس اقتراني .

    أما القياس الاستثنائي: قال: (وذلك لأن تلك الحقيقة الكلية) يذكر هنا أقسام ثلاثة وإذا يتذكر الإخوة قلنا إذا تعدد القسم أكثر من اثنين إذن مبني على منفصلتين حقيقة على أكثر من منفصلة، الآن أنا أبين المنفصلتين:

    المنفصلة الأولى: الحقيقة الكلية أما بتمامها باقية في الأقسام أو لا، يعني إذا أردنا أن نضرب مثال الإنسان حقيقة هذه من الحقائق، أما باقية بتمامها في الأقسام وهي الأفراد أو لا .

    المنفصلة الثانية: ثم نأتي إلى الثاني، ليس بتمامها، أما بتمامها غير باقية أو لا، صار عندنا كم قسم؟ ثلاثة أقسام، المجموع يكون ثلاثة أقسام:

    1- بتمامها باقية .

    2- بتمامها منعدمة .

    3- ببعضها باقية وببعضها غير باقية .

    من أين حصلنا على هذه الأقسام الثلاثة؟ من منفصلتين، أما أن الحقيقة الكلية بتمامها باقية في الأقسام، يعني زيد وعمر وبكر وخالد، الإنسانية، أو لا، ثم نأتي إلى الثاني وهو لا، أما بتمامها غير باقية، يعني عندما نضع يدنا على زيد الحقيقة غير موجودة فقط زيد موجود لا الإنسانية، أو نقول في زيد لا تمام الإنسانية موجودة ولا تمام الإنسانية مرتفعة، بل بعض من الإنسانية في زيد وبعض منها في عمر، فكم تكون الأقسام؟ ثلاثة، من أين حصلنا عليها؟ من منفصلتين حقيقيتين.

    وهذا هو القياس الاستثنائي: أنه لو كانت الحقيقة الكلية منقسمة، التفتوا جيدا، إما لكانت بتمامها باقية أو بتمامها غير باقية، أو ببعضها باقية وببعضها غير باقية، والتالي بأسره باطل فالمقدم مثله وهو أن الحقيقة الكلية منقسمة، لا أعلم هل صار واضحا القياس الاستثنائي، أعيده للإخوة.

    لو كانت الأمور الكلية والحقائق الكلية منقسمة متجزئة بانقسام الأقسام لكانت أما بتمامها باقية، أو بتمامها غير باقية أو ببعضها باقية وببعضها غير باقية، والتالي بأسره باطل فالمقدم مثله، وهو أن الحقيقة الكلية تكون منقسمة، فإذن ليست بمنقسمة، لا أعلم واضح الاستدلال.

    أما بطلان هذه الأقسام الثلاثة :

    1- يقول: إذا فرضنا أن الحقيقة الكلية بتمامها باقية في الأقسام، إذن تقسمت أم لم تتقسم؟ لو فرض أن الحقيقة بتمامها في الأقسام موجودة إذن تقسمت أم لم تتقسم؟ لم تتقسم .

    2- إذا قلت ببعضها باقية وببعضها غير باقية، إذن زيد ليس بإنسان، زيد إنسان أم ليس بإنسان ؟ليس بإنسان، فلو كان بعضها باقيا وبعضها غير باقية، إذن هذا إنسان أو ليس بإنسان؟ المفروض إننا نريد أن نقول أنه يحمل علية الإنسانية .

    3- وكذلك إذا قلنا بتمامها غير باقية، أصلا عدم شيء ووجد شيئا آخر، والمفروض أن المقسم موجود في جميع الأقسام.

    إذن والتالي بأسره باطل، فالمقدم مثله، وهو أن الحقائق الكلية تتقسم أو لا تتقسم؟ لا تتقسم .

    نقرا العبارة، لا أعلم واضح الاستدلال.

    (احد الحاضرين ): ………..

    ج/ لا الآن التطبيق ليس لنا به حاجة، الآن هو يضرب مثال حتى نرى أنه أساسا تلك الحقيقة، آخر الكلام مرة نحن نتكلم في الاسماء الإلهية ونسبتها إلى مظاهرها يكون واضح، وأخرى نضرب مثال أين؟ الإنسان والأفراد، هنا تحصل عندنا مشكلة، انظروا أن المشكلة تأتينا من المثال، ولم تأتي من المطلب، ملتفتين، ليس المقصود فيه مشكلة، الأصل الذي فرع عليه فيه مشكلة، الآن نحن ننظر إلى الاستدلال ليتم الآن .

    يقول: (وذلك لأن الحقيقة الكلية) هذا بعد لم يبينه بطريقة القياس الاستثنائي، ولكن أنا بينته، قال: (انقسمت) يعني لو كانت الحقيقة الكلية منقسمة بتقسيم الأجزاء (ففي كل من أقسامها أن بقيت تلك الحقيقة الكلية بأعيانها فلا انقسام) لأن الحقيقة الكلية هنا وهنا وهنا.

    يعني بعبارة أخرى الحقيقة الكلية {وما أمرنا إلاّ واحدة} فأين الانقسام؟ هنا وهنا وهنا {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض} إله آخر أم نفس الإله؟ ولكن مع ذلك أرض وسماء وماء وشجر، ولكن هو ماذا إله.

    بعبارة أخرى أين ما نعم يوجد تعدد سماء وأرض وشجر وبحر وماء وجنة ونار وكذا، ولكن كله ماذا حقيقة واحدة ولكنها تظهر تارة بهذا المظهر وأخرى بهذا المظهر، ولكن الحقيقة تتعدد أم واحدة؟ الحقيقة واحدة .

    يقول: (فان بقيت الحقيقة كما هي بأعيانها) إذن (فلا انقسام لتلك الحقيقة، كالإنسانية في كل شخص) عجيب كيف الإنسانية؟ يقول: أنت انظر، هذه النكتة التي ذكرها بعض الإخوة بالأمس، انظر إلى الإنسانية في كل شخص، الإنسانية في شخص زيد، والإنسانية في شخص عمر والإنسانية، من حيث الإنسانية واحد أم متعدد؟ واحد إنسانية هذا لا تختلف عن إنسانية ذاك، حقيقة إنسانية واحدة، نعم، فهذا التعدد ما هو؟ يقول: هذا ليس تعدد الإنسانية هذا تعدد أن الإنساني لها مظاهر متعددة وإلاّ الإنسان، حقيقة الإنسانية واحدة، هذا المثال أحسنت هذا الذي قلته كما قلت وهو أن المثال، هو يقول: أصل مع أنه ليس بأصل بل هو أمر يقرب إلى شيء، وهو المثال الذي ضربه ابن عربي أيضاً في المتن أيضاً .

    قال: (كالإنسانية في كل شخص) يعني حقيقة الإنسانية في جميع الأشخاص واحدة أم متعددة؟ يعني مشترك معنوي أم مشترك لفظي؟ مشترك معنوي، حقيقة واحدة، كل الإنسانية أم جزء الإنسانية في الأشخاص؟ تمام الإنسانية في زيد وتمام الإنسانية في ماذا (وان بقيت) تلك الحقيقة (دون عينها) يعني بقيت بعضها ولم يبق بعضها الآخر، دون بعضها بقيت لكن دون عينها، يعني بقي بعضها دون البعض الآخر، لأنه يقول: (وإن بقيت) يعني الإنسانية باقية، ولكن بتمامها باقية أم ببعضها؟ ببعضها (وإن بقيت دون عينها إذن فعين تلك الحقيقة) موجودة أم منعدمة؟ منعدمة، لأنه حقيقة واحدة، فإذا انعدم بعضها، الكل ينعدم بانعدام جزء منه، فإذا انعدم جزء من هذه الحقيقة.

    إذن ليست هي الحقيقة (فعين تلك الحقيقة منعدمة حينئذٍ) لماذا (لانعدام بعضها) لأن المفروض أنها باقية، أما (وإن لم تبقى تلك الحقيقة) فمن باب أولى انعدمت الحقيقة، فعدم شيء ووجد شيء آخر، إذن أين الانقسام، الانقسام أن تكون الحقيقة موجودة، أما إذا انعدمت الحقيقة، فانقسام غير موجود، إذن هذا هو القياس الاستثنائي .

    أما القياس الاقتراني (هذا مع إن الحقيقة البسيطة لا يمكن أن يطرأ عليها التجزي أصلا) هذا قياس من الشكل الأول مضمن، كيف؟ هذه الحقيقة بسيطة، وكل بسيط يقبل التجزي أم لا يقبل التجزي ؟

    إذن هذه الحقيقة لا تقبل التجزي، والكلام في الكبر لا إشكال، يعني كلية الكبرى لا شك فيها، أن البسيط قبل التجزي أم لا؟ لا يقبل، ولكن الكلام في الصغرى وهي أن هذه الحقيقة بسيط من أين أتيت به، إذا تكلمت عن المثال، فبعض الحقائق بسائط أم مركبات تكون، أما إذا تكلمت عمن؟ عن الحقائق الوجودية، نعم بسائط خارجية، لا أعلم واضح أم لا؟ انظر كيف يحصل خلط بين المقصود وبين المثال، بين المقصود وبين المثال، هو ماذا يريد أن يقول:؟ يقول: بأن تلك الحقيقة هو الله والله بسيط أم مركب {هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله} وإله بسيط أم مركب؟ بسيط فإذا صار بسيطا يقبل التجزي أم لا يقبل التجزي ؟

    وهذا واضح واقعا، الله بسيط وكل بسيط لا يقبل التجزي فالله لا يقبل التجزي، هذا الذي نحن بالأمس إذا يتذكر الإخوة، قال: (وهذا البيان للتنبيه والإشارة إلى أن الذات الواجبية لا تقبل التجزي والتفصيل ونحو ذلك ).

    قال: (هذا مع أن الحقيقة البسيطة لا يمكن أن يطرأ عليها التجزي أو) أصلا قياس من الشكل الأول (فإنها) هذه قوله فإنها الضمير يعود إلى الأمور الكلية (فإنها) يعني إذا نريد أن نربط المتن بعضه ببعض نقول (فتقبل تلك الأمور الكلية الحكم في الأعيان فتقبل تلك الأمور الكلية الحكم من الأعيان الموجودة ولا تقبل التفصيل ولا التجزي، فإن ذلك محال عليها ببرهانين استثنائي واقتراني فإنها) من هو؟ الأمور الكلية (فإنها بذاتها في كل موصوف بها) يعني ماذا؟ يعني بتمامها موجودة في كل موصوف بها، أنت الآن زيد الخارجي ضع يدك عليه ماذا تقول؟ إنسان أم ليس بإنسان؟ يعني عشرة بالمائة من الإنسانية أم تمام الإنسانية موجودة هناك، تمام هذه الحقيقة موجودة هنا، يعني إنسان حقيقة، عندما أقول: إنسان حقيقة ليس لكل كمالات الإنسان، بل بمعنى ما به يتحقق إنسانية الإنسان، الآن افترضوا أن ما يتحقق به إنسانية الإنسان إدراك الكلي وهذا متحقق، هذا ليس جزء من إدراك الكلي موجود عندنا، بل هذا إدراك الكلي موجود بنحو القضية المهملة وهذه إنسانية الإنسان، إذا فسرنا الإنسانية بالقدرة على النطق، فبمجر أن فيه قابلية على النطق فهو إنسان، كم من الإنسانية موجودة فيه؟ لا الإنسانية لا تقبل التشكيك، مفهوم الإنسانية لا يقبل التشكيك، هذا النوع لا يقبل التشكيك .

    فيقول: (فإنها) أي الأمور أو الحقائق الكلية (بذاتها في كل موصوف بها كالإنسانية في كل شخص من هذا النوع الخاص، لم تتفصل الإنسانية ولم تتعدد الإنسانية بتعدد الأشخاص) التفتوا جيدا، لم تتعدد الإنسانية، يعني معنى الإنسانية وحقيقة الإنسانية تبقى واحدة، وليس أن الإنسانية إذا كانت بمعنى أليف في زيد فهي بمعنى باء في عمر، لا، تبقى الإنسانية هي الإنسانية، إذن ما الذي تعدد؟

    يقول: الذي تعدد العوارض، عرضه تعدد، واحد أطول ووحد أقصر، واحد أبيض واحد أسود، واحد عالم واحد جاهل، وهذه كلها دخيلة في الإنسانية ليست دخيلة في الإنسانية، وإلاّ الإنسانية إنسانية، لا نريد أن نقول: إن نسبة الكلي الطبيعي إلى أفراده نسبة الأب إلى الأبناء، حتى يقال: كيف يعقل أنه الأب واحد والأبناء متعددون.

    تتذكرون كان عندنا بحث في البداية والنهاية والأسفار الجزء الأول، قلنا نسبة الكلي الطبيعي إلى أفراده في الخارج، نسبة الأب إلى الأبناء، أم نسبة الآباء إلى الأبناء؟ قلنا نسبة الآباء إلى الأبناء، نحن نريد أن ندعي ليست نسبة الأب إلى الأبناء، بل نسبة الآباء إلى الأبناء، هذه إنسانية واحدة، وهذه أيضاً إنسانية، ولكن هذه الإنسانية وهذه الإنسانية بالحمل الأولي واحدة أم متعددة؟ واحدة حقيقة فقلم تتعدد الإنسانية، صار خلط بين الإنسانية بالحمل الأولي والمحل الشائع الذي تقولون تتعدد الإنسانية، تتعدد الإنسانية بلحاظ الحمل الشائع، أما الأفراد الخارجية، أما حقيقة الإنسانية واحدة، الإنسانية حقيقة واحدة نوع واحد في قبال أنواع.

    هذا الذين يقوله ابن عربي، ابن عربي لا يريد أن يقول: لا توجد عندنا أفراد للإنسانية، عندنا أفراد للإنسانية ولكنه حقيقة الإنسانية بتعدد الأفراد الحقيقة أيضاً تتعدد أم لا تتعدد؟ الحقيقة لا تتعدد، بل الحقيقة تبقى واحدة إذا تتذكرون كان عندنا في بحث في مسالة أصالة الوجود على مباني المشاءين قلنا أن المشاءون يقولون بأن حقيقة الوجود واحدة، يعني ماذا حقيقة؟ يعني زيد موجود، والسماء موجودة والأرض موجودة، هذا موجود موجود موجود حقيقة واحدة أم حقائق متباينة، حقائق بالاشتراك اللفظي؟ لا حقيقة واحدة بالاشتراك المعنوي، نفس الحقيقة هنا وهناك، وإن كانت الوجودات متعددة، لا أعلم واضح هذا المعنى؟ إذن ما ذكرناه من الإشكال بالأمس غير وارد على المتن .

    قال: (أي فإن تلك الحقيقة الكلية بذاتها موجودة في كل موصوف بها) وليست أنها غير موجودة أو بعضها موجود وبعضها غير موجود، وتعددها وتعدد أفرادها لا يؤدي إلى تعدد تلك الحقيقة، كالإنسانية وهو الكلي الطبيعي، يتذكر الإخوة ميزنا في محله بين الكلي المنطقي والكلي الطبيعي.

    قلنا الكلي الطبيعي يعني معروض الكلي المنطقي، يعني الإنسان، (وهو الكلي الطبيعي الذي للإنسان، فإنها) هذه الحقيقة الكلية (موجود في كل شخص شخص من هذا النوع) وهذه الحقيقة الكلية (لم تتفصل بتفصل أو بتعدد وبتفصيل الأفراد ولم تتعدد بتعدد الأشخاص) تبقى الحقيقة حقيقة واحدة (فإن قلت: الحصة التي في زيد منها غير الحصة التي في عمر من هذه الحقيقة)، من الواضح أن هذه الإنسانية، إنسانية زيد غير إنسانية عمر ؟

    الجواب: أحدهما غير الآخر بالحقيقة بالحمل الأولي؟ الجواب كلا، أحدهما غير الآخر بالحمل الشائع، ما معنى الحمل الشائع، يعني أن عوارض هذه الإنسانية غير عوارض هذه الإنسانية، وإلاّ الإنسانية واحدة في زيد وعمر، إذن زيد وعمر بماذا يختلفان؟ في الإنسانية؟ إذن بماذا يختلفان؟ طور وعرض وبياض وسواد زمان ومكان وعلم وجهل والى آخره .

    قال: (فإن قلت الحصة التي في زيد منها غير الحصة التي في عمر منها، فيتفصل بهذا الاعتبار، قلت أن أردت بالحصة بعض تلك الحقيقة فغير صحيح) لما بينا من القياس الاستثنائي (الآن البعض غير الكل إذا بقي البعض ولم يبقى البعض).

    إذن الحقيقة لا تبقى (فلا تكون تلك الحقيقة في شيء من الأفراد، وإن أردت) وهذا هو المقصود (وإن أردت أن تلك الحقيقة مع أنها حقيقة) في لوح الواقع ونفس الأمر الإنسانية واحدة أم متعددة؟ حقيقة واحدة (نعم تكتنف بعوارض مشخصة لها في زيد، فتصير بهذا الاعتبار غير الحقيقة المكتنفة بعوارض آخر التي لعمر).

    إذن الاختلاف ليس في الحقيقة، بل الاختلاف أين؟ في العوارض التي تعرض هذه الحقيقة إذن {وما أمرنا إلاّ وحدة} إذن إذا كانت واحدة سماء وأرض وصعود ونزول وجنة ونار وإنسان وبقر وهذه ماذا؟ نقول تلك كلها بمنزلة الجوهر وهذه ما هي؟ وهذا هو الذي أسسّنا له فيم سبق، يتذكر الإخوة مفصلا في الفصل الرابع من المقدمات، قلنا العالم كله عوارض، وذلك النفس الرحماني بمنزلة الجوهر، فالجوهر حقيقة واحدة ولكنه باختلاف العوارض تتصور توجد حقائق متعددة مع أنه حقيقة واحدة ولكن مع اختلاف العوارض تظهر بظهورات تلك الحقيقة الواحدة تارة تظهر بهذا الظهور وأخرى تظهر بهذا الظهور، >ومن عرف نفسه فقد عرف ربه< حقيقة النفس ما هي، زيد نفس واحدة أم نفوس متعددة؟ وكانت توجد نظرية تقول نفوس متعددة، قرأناها في الاسفار الجزء التاسع، ولكنه الصحيح زيد نفس واحد، هذه النفس الواحدة إذا جاءت بهذا اللباس نسميها عقل، جاءت بهذا اللباس نسميها متخيلة، جاءت هنا نسميها قوى حاسة وباصرة والى غير ذلك، وإلاّ النفس في وحدتها كل القوى، هذه النفس حقيقتها، ولكنها باختلاف العوارض تأخذ هذه التسميات المتعددة .

    قال: (فتصير بهذا الاعتبار غير الحقيقة المكتنفة بعوارض آخر التي لعمر، فمسلم) يقول: إن كنت تريد الأول فباطل وإن كنت تريد الثاني فمسلم، أما (ولا يلزم من هذا الشق الثاني التفصيل والتجزي والتعدد في نفس الحقيقة، وهكذا الحقيقة الجنسية بالنسبة إلى أنواعها) المثال الذي ضربه (الحقيقة النوعية بالنسبة إلى أصنافها والأصناف بالنسبة إلى أفرادها).

    الآن مثال آخر الحقيقة الجنسية بالنسبة إلى أنواعها (وهكذا الحقيقة الجنسية بالنسبة إلى أنواعها، لأنها) هذه الحقيقة الجنسية (في كل نوع منها مع عدم التجزي والتعدد) بعد تعالوا معنا بعد نحن نتكلم الضمير يرجع إلى الأمور الكلية.

    قال: (ومعلوم أن الأمور الكلية وإن كانت معقولة موجودة الحكم فإنها معدومة العين موجودة الحكم، كما هي محكوم عليها إذا نسبت إلى الموجود العيني فتقبل الحكم من الأعيان الموجودة ولا تقبل التفصيل والتجزي فإن ذلك محال عليها ولا برحت معقولة) لأننا تتذكرون قلنا عندما تظهر أحكام تلك الأمور الكلية في الأعيان الخارجية، هذا هو بنحو التجلي أو بنحو التجافي؟ نعم بنحو التجلي.

    إذن تبقى على ما هي عليه، ما شمت رائحة الوجود تبقى على حالها، كما أنه الآن أنا عندما امسك القلم واكتب كتابا، هذا كل الذي في ذهني أي اكتبه؟ في كتابي، تنزلت الآن أم لا؟ ولكن (ما برحت تلك) هذه الأمور، ما برحت ما هي؟ معقولة، ليس أنها إذا كتبت هنا بعد فرغ الذهن منها ،وإلاّ يلزم التجافي، يلزم أن الإنسان كلما كتب كتابا يكون علمه أكثر أم جهله أكثر؟ يكون جهله أكثر، لأنه كل ما يكتب مقدار ماذا؟ كما لو كان عنده مقدار من الأموال كلما نفق منها يقل، أحسنت لا يصرف منها أحسنت، لماذا لا ينفق لأنه كلما أنفق يصبح أفقر وبهذا أنت تفهم العطاء الإلهي عن العطاء غير الإلهي >لا تزيده كثرة العطاء إلاّ جودا وكرما< عجيب؟ لكما أعطى يعطي أكثر، كيف يكون ذلك ،هذه طيف تعقل ؟

    الجواب: الله تعالى عندما يعطي تحصل كان التامة يعني يوجد شيئا، وعندما صار كان التامة، فكان التامة ماذا تريد؟ تريد كمالاتها، كان الناقصة، فاستعداد ماذا يكون يتوسع أما يوجد أصلا الاستعداد خارجا بالحمل الشائع فإذا وجد يريد كان الناقصة فلابد أن يعطي أكثر، أما إذا ليس عنده موجود يعطي أم لا يعطي ؟

    فإذن كلما ازدادت موجوداته ازداد عطاؤه >لا تزيده كثرة العطاء إلاّ جودا وكرما< أما بالعكس، كلما يأتي يزداد بخلا، لأنه كلما ينفق يرى أمواله تنفذ، فيمسك يده ثم يمسك يده، لأنه يرى ازدياد العدد، لا أعلم واضح؟ >لا تزيده كثرة العطاء إلاّ جودا وكرما< إلاّ أن يصل الإنسان إلى مقام أنه واقعا الجود يكون جزء من ذاته، عند ذلك ليس فقط لا يتلذذ بالبخل، بل يتألم بعدم العطاء يتلذذ بالعطاء، لذته ليست بعدم العطاء لذته بالعطاء .

    قال: (ولا برحت معقولة أي لا تزال) ولهذا من هذه الجملة (ولا برحت معقولة) أنا احتمل بعد هذا احتمال آخر (فهي باطنة لا تزول) إذن تلك من الأفعال الناقصة لأن برح من الافعال الناقصة، هذا الذي ذكره في صفحة (263).

    قال: (فهي باطنة لا تزول عن الوجود العيني) كان عندنا احتمال هناك أنها من الأفعال الناقصة أم ليست من الافعال الناقصة بقرينة ولا برحت، إذن لا تزول من الأفعال الناقصة (أي لا تزال تلك الحقيقة الكلية الموجودة في العقل، لا تتغير بالعروض على معروضاتها) إذا عرضت على الأعيان الخارجية ذلك الأمر الكلي يزول من محله أم لا يزول؟ لا، لأنه بنحو التجلي لا بنحو التجافي (ولا تتكثر بتكثر موضوعاتها كما هو الحال في تلك الحقائق الموجودة في الأعيان، إذ الحقائق الموجودة في الأعيان متكثرة بتكثر أعيانها، أما تلك العوارض يعني الأمور الكلية لا تتكثر بتكثر موضوعاتها، وهذا البيان) بعد هذا قرأناه مرارا.

    (وهذا البيان للتبنيه والإشارة إلى أن الذات الواجبية التي هي حقيقة الحقائق كلها ظاهرة فيها) أي في الأعيان الخارجية (من غير طريان التجزي والتكثر عليها) أي على الذات الواجبية أو على حقيقة الحقائق (في تلك المراتب ولا يقدح في وحدة عينها) عين من الذات الواجبية أو الأمر الإلهي (ولا يقدح في وحدة عينها تكثر مظاهرها) الحقيقة واحدة {وما أمرنا إلاّ واحدة} هذا الأمر الواحد هذا هو النفس الرحماني، هذا النفس الرحماني الآن أعم من أن يشمل، يختص بالفيض المقدس أو يشمل الفيض المقدس والفيض الأقدس هذا بحثه تقدم مفصلا في تمهيد القواعد وفي مقدمة هذا الكتاب .

    الآن بعد أن بين ببيان، ببيان من؟ ببيان الشارح (قال: بنا أصلا وفرع) الذي في قناعتنا ليس، لم يبني أصلا، ذكر مثالا الآن يريد أن ينتقل إلى الممثل من باب التقريب إلى الذهن، وليس من باب الأصل ويتفرع عليه الآن نرجع إلى المقصود ما هو المقصود، قال: (وإذا كان الارتباط بين ما له وجود عيني أو من له وجود عيني) هنا موجودة من ولكن نحن نتكلم أعم.

    نحن لا نتكلم في الإنسان، نتكلم في الحجر أيضاً مفهوم الحجر أيضاً حقيقة كلية، أمر كلي، إلاّ أن يقال: هذا أما تغليب أو يقال: بأنه ما من موجود إلاّ وله نحو من الحياة من العقل من الادراك من الفهم من التسبيح {وان من شيء إلاّ يسبح بحمده }.

    إذن بين من، وليس بين ما، لأنكم تعلمون ما غير مختصة بغير العاقل اعم من العاقل وغير العاقل إلاّ إذا جاء في قبالها من فتختص بغير العاقل، التفتوا لي جيدا، إذا كانت ما مطلقة تشمل العاقل وغير العاقل، إذا جاءت مقيدة يعني في قبالها من تختص بغير العاقل أما من مختصة بالعاقل، فكان المفروض أن يقول: (بين ما له وجود عيني) لا (بين من له وجود عيني) حتى يشمل العاقل وغير العاقل من الأعيان الموجودة، إلاّ أن يقال: أما من باب التغليب أو من باب أنه يرى كل ما له وجود عيني فهو موجود عاقل مدرك مسبح بحمده .

    (وإذا كان الارتباط بين من له وجود عيني وبين من ليس له وجود عيني )، هذه لا يمكن السكوت عنها، هذا ما ليس له وجود عيني مفاهيم ومن الواضح المفاهيم عاقلة أم غير عاقلة.

    إذن لماذا يعبر عنها بمن، إلاّ أن نفسر أعيان ولكنه ظاهر العبارة ليس هذا (وبين من ليس له وجود عيني قد ثبت).

    يقول: إذا كان الارتباط، هذه (قد ثبت) متعلقة بالارتباط (وإذا كان الارتباط بين من له وجود عيني وبين من ليس له وجود عيني قد ثبت وتحقق) بالبيان الذي تقدم (والمفروض أن من ليس له وجود عيني هي نسب عدمية) ما معنى نسب عدمية؟ يعني ليس لها تحقق في متن الأعيان، قلنا أن الحياة، التي هي الأمر الكلي له تحقق في متن الأعيان أم ليس له تحقق؟ ليس له تحقق، العلم الذي هو أمر كلي له تحقق في متن الأعيان أم ليس له نعم العالم له تحقق وليس العلم له تحقق .

    قال: (وهي) الآن بعد ذلك سيبين لماذا سماها نسب؟ يعني هذه الذي ليس له وجود عيني، لماذا سميت نسب؟ ولماذا سميت عدمية؟ سيأتي بيانه بعد ذلك، فإذا كان الارتباط كذلك بين أمر عدمي وأمر وجودي ثابت، فما بالك بالارتباط بين أمر وجودي وأمر وجودي آخر، بعد الارتباط يكون بنحو أولى وأحق وأقوى (فارتباط الموجودات بعضها ببعض اقرب أن يعقل وان يثبت، لانه) لماذا؟ هذا بيان الاقربية والأحقية والأولوية (لأنه على كل حال بينها) بين من؟ بين الموجودات بعضها مع بعض (لأنه على كل حال بينها جامع) ما هو هذا الجامع؟ وهو الوجود العيني، لأنه الكلام أين؟ في ارتباط الموجودات العينية.

    بعبارة أخرى: الأعيان الثابتة موجودات عينية، بعبارة ثالثة الحق موجود عيني العالم موجود عيني فالارتباط بينهما يكون بنحو أولى وأعمق وأحق وأظهر إذا كان بين أمر عدمي وأمر عيني هناك ارتباط فما بالك بين أمرين عينيين الذي هو الحق والعالم ، كم عندنا من الوقت؟ جيد .

    (وإنما قال: أن تلك الأمور الكلية نسب عدمية) لماذا عبر عن الأمور الكلية بالنسب العدمية قال: (لأنها صفات).

    أولا: أنها قلنا توجد في الخارج بأعيانها أم لا توجد؟ إذن لا توجد إلاّ بوصفها صفة، بوصفها عارضة ،تقول زيد عالم، لأن موجود حي عادل.

    قال: (إن تلك الأمور الكلية نسب عدمية) لماذا نسب؟ قال: (لأنها صفات لا أعيان لها غير معروضاتها في الخارج إذن هي عدمية لأنها لا أعيان لها، ونسب لأنها أوصاف لغيرها، إنما قيل للأمور الكلية نسب لأنها صفات قيل عدمية؛ لأنها أعيانها موجودة في الخارج أم غير موجودة .

    قال: (فهي بالنسبة إلى خارج عدمية وإن كانت بالنسبة إلى العقل وجودية) لها وجود ذهني مثلا (وكونها نسبا إنما هو باعتبار أنها غير الذات ولازمة وعارضة على الأعيان الخارجية)

    التفت جيدا، لماذا قال: (أقرب أن يعقل) قال: لأنه هناك بين عيني وعيني يوجد جامع ما بين عيني وعدمي يوجد جامع أو لا يوجد؟ يقول: في المورد الذي لا جامع توجد العلاقة فما بالك في المورد الذي يوجد جامع قال: (لأنه على كل حال بينها جامع وهو الوجود العيني وهناك) هناك مراده ماذا؟ أي بين العدم و، بين الأمر العدمي والأمر العيني (وهناك فأما) نافية (فما هناك جامع ثم جامع، أي بين الأمور العدمية وبين الموجودات الخارجية، وقد وجد الارتباط) مع أنه لا يوجد جامع، ومع أن أحدهما عدمي والآخر وجودي وجد الارتباط، فما بالك بأمرين بينهما جامع وكلاهما أمر وجودي، الارتباط يكون أقوى وأحق واظهر.

    يقول: (وهناك فما ثم جامع وقد وجد الارتباط بعدم الجامع أي مع عدم الجامع إذن فبالجامع) أي مع وجود الجامع (يكون الإرتباط أقوى وأحق) واضح صار إلى هنا، الآن نقطة

    قلنا بالأمس من هنا سيبدأ بحثا بين الخلق، بين الحق، أو أن الإنسان خلق على صورة الرحمن.

    ولا شك أن المحدَث, نقرأ أو نقرأه بكرة, (كلام أحد الحضور) دعوه إلى بكرة إنشاء الله.

     

    والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2016/12/05
    • مرات التنزيل : 2319

  • جديد المرئيات