نصوص ومقالات مختارة

  • بحوث في طهارة الإنسان (36)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    الآية الثانية التي يمكن ان يستند اليها فيما يتعلق بطهارة اهل الكتاب هي الآية الخامسة من سورة المائدة قال تعالى اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حلٌ لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم اذا آتيتموهن اجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي اخدان ومن يكفر بالايمان فقد حبض حمله وهو في الاخرة من الخاسرين هذه الآية المباركة من حيث ضبط الآية وقراءة الآية تقريباً يوجد اجماع بين القراء في ان ضبطها هو هذا الضبط الذي يوجد حفص عن عاصم اذن من هذه الجهة هذه خير قرينة على ان الضبط او هذه القراءة هي القراءة المشهورة بل المجمع عليها.

    الأمر الثاني هو انه اساساً لم ترد عندنا في أي رواية معتبرة صادرة عن ائمة اهل البيت يبينون قراءة اخرى وراء هذه القراءة اذن هذا ايضا عامل مساعد آخر على ان هذه القراءة الموجودة وهذا الضط الموجود في هذه الآية لا يوجد فيه خلاف نعم يوجد خلاف صغير هذا الخلاف الصغير لا يغير من المعنى شيئاً في كتاب المصحف وقراءاته الجزء الأول صفحة 368 يقول اوتوا الكتاب حلٌ لكم يعني وطعام الذين اوتوا الكتاب حلٌ لكم في مصحف سعيد بن جبير اوتوا الكتاب من قبل كم حلٌ لكم الي هذه اوتوا الكتاب من قبلكم لاحقاً جاءت من قبلكم الان هو يدعى بأنه بعض القراءات الاخرى اوتوا الكتاب وطعام الذين اوتوا الكتاب حلٌ مصحف سعيد بن جبير يقول لا، اوتوا الكتاب من قبلكم فيتكرر من قبلكم فهذا لا يغير المعنى شيئاً من هذه النقطجة هذا هو البحث الأول.

    البحث الثاني: الذي لابد ان يشار اليه والامر الثاني هو انه هذه الآية المباركة عرضت لاحكام ثلاثة الحكم الأول هو حلية طعام الذين اوتوا الكتاب للمسلمين وحلية طعام المسلمين لأهل الكتاب هذا هو الحكم الأول.

    الحكم الثاني ان هذه الحلية او حلية الطعام هل يستفاد منها فقط طعام اهل الكتاب هذا هو الحكم الأول.

    او بالاضافة الى ذلك يستفاد منها حلية ذبائح اهل الكتاب يعني لا يشترط في الذابح ان يكون مسلما هذا هم الحكم الثاني واما الحكم الثالث في الآية فهو جواز النكاح من المحجصنات من الذين اوتوا الكتاب، اذن توجد احكام ثلاث في الآية، الحكم الاول طهارة اهل الكتاب الحكم الثاني حلية ذبائح اهل الكتاب يعني عدم شرطية الاسلام في الذابح، الحكم الثالث جواز نكاح الكتابيات والآية مطلقة لا معنى لتقييدها قرآنياً اتكلم لا روائية، والآية مطلقة قلنا لا بتأقييدها بنكاح المؤقت بل هي اعم من الدائم والمؤقت من اذواح سوف لا ندخل لا بالحكم الثاني ولا بالحكم الثالث، لانه الحكم الثاني مرتبطة بكتاتب الذباح والاطعمة والذباحة والصيد ونحو ذلك والحكم الثالث مرتبط بباب النكاح الان اذا صارت مناسبة نقف عندهما ولكنه الان محل البحث اين؟ فيما يتعلق بأن هذه الحلية في الآية المباركة لطعام اهل الكتاب هل يستفاد منه طهارة اهل الكتاب او لا يستفاد منه ذلك هذا هماتينه الامر الثاني.

    الامر الثالث الذي لابد ان نقف عنده وهو البحث الثالث ان هذه الآية المباركة مفتاح البحث فيها هي مفردة الطعام طبعاً المفردات الاخرى مفيدة كما سنقف ولكنه مفتاح البحث في طهارة اهل الكتاب اي مفردة؟ مفردة الطعام قال اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم اذن هنا هل يستفاد من قوله وطعام الذين اوتوا الكتاب هل يستفاد منه طهارة اهل الكتاب او لا يستفاد منه ذلك اذن لابد ان نقف عند هذه المفردة وهي مفردة الطعام في الآية المباركة في هذا الامر الثالث توجد ابحاث.

    البحث الاول وهو ما هو المراد من الطعام لغة هذا الأصل يتذكر الاعزة في الابحاث السابقة نحن ذكرنا مراراً وتكراراً  قلنا لا نستطيع في المفردة القرآنية ان نبتعد عن المفردة وعن المعنى اللغوي لماذا؟ لأن هذا القرآن نزل بلسان عربي مبين اذن لابد ان نرى ان الاستعمالات العربية بحسب لغة العرب او بحسب لغة اهل الحجاز او بحسب لغة المنطقة التي نزلت فيها الآية ونحو ذلك كيف كانوا يستعملون وما هو مرادهم من هذه المفردة ولهذا ذكرنا قلنا بأن مفتاح فهم القرآن  الكريم هي فهم المفردات اللغوية في القرآن الكريم طبعاً بالامس اتضح لنا فد بعد اساسي في المفردة القرآنية وهو الارتباط او العلاقة او التأثير النفسي للمفردة اللغوية في القرآن الكريم انا من باب فقط افتح لكم قوس حتى الاخوة كما قلنا علينا اثارت العقول اما تنويرها الى محل آخر المهم انه لابد ان نثيرها.

    انظروا القرآن الكريم بيني وبين الله من اوله الى آخره يؤكد جنات تجري من تحتها الانهار، اشجار ومياه الى آخره كم مورد عندكم في القرآن الكريم جنات تجري من تحتها الانهار؟ عشرات بل مئات اساساً المفتاح السحري للجنة في يوم القيامة جنات تجري من تحتها الأنهار وخمر وعسل مصفى والى غير ذلك الآن نأتي إلى المناطق الي هي الآن بعض المناطق كل ليل ونهارهم اشجار ومياه وخضرة إلى آخره الآن انت تعده تقول اذا فعلت كذا وامتنعت عن الطيبات اين نؤديك يقول هذه موجودات الآن عندي اين يريدون يؤدونني بعد؟ اما عندما تقول للعربي الي باطلع الروح يحصل قدح ماء فعندما يقولون له جنات واشجار وبحار ومياه مؤثر او غير مؤثر؟ يجتذبه أو لا يجتذبه إذن القرآن نازل للعالمين او نازل للعرب؟ الفواكه المذكورة انتم اقرؤوا الفواكه الموجودة بيني وبين الله 70 بالمائة من هذه الفواكه فواكه أي منطقه؟ المنطقة العربية، الفواكه الموجودة في بلاد العالم جاء اسمائها او ما جاء اسمائها؟ ما جاء اسمائها القرآن فقط جاء للعرب او لا؟ ولهذا وجدت فقط الشاطبي يشير إلى هذه المواصفات يقول لان هؤلاء كانوا يستأنسون هذه الاجواء وهذه الفواكه وهذه البحار وهذه الاجوار ولهذا امرنا ان نكلم الناس على قدر عقولهم انظروا المفردة وليس للاختصاص ولكنه هذا يفهمه ولا يفهم شيئاً آخر انت تريد ان تقول له شيء غير يفهمه ويجتذبه نفسياً حورٌ مقصورات الله بالجنة يعطينا خيام؟ إذن قصور وكذا اين؟ لأنه هو اساساً الذي يستذوقه هو الحور في الخيام هو يستذوقه، هذا الي يريد يجعلك ان تقول بأنه اساساً المستشرق الرؤية الغربية يقول هذا القرآن نزل لهذه الامة وما عنده علاقه، لتنذر ام القرى ومن حولها هذه وظيفتك وانتهى من يقول البشرية الآن تقول سيدنا وارسلناك رحمة للعالمين يفسر العالمين كذا نرجع إلى الآية.

    في هذا الامر الثالث أبحاث:

    البحث الأول ما هو الطعام لغة؟ فيما يتعلق بمعنى الطعام لغة انا اشير إلى بعض كلمات الأعلام المورد الأول معجم مقاييس اللغة لابن فارس بن زيكريا الي هو من القدماء ومتوفى 395 في صفحة 618 بحسب هذه النسخة في مادة طعم في باب الطاء والعين وما يثلثهما، طَعَم الطاء والعين والميم أصل مطرد منقاس في تذوق الشيء يعني عندما يقول طَعَم يعني تذوق يقال طعمة الشيء طعم الآن هذا في مادةطَعَم او طَعِم في تذوق الطعام ما هو؟ يقول والطعام هو المأكول بعد مقيد او غير مقيد؟ أي مأكول يسمى طعاماً، نعم ويوجد قول يقال وكان بعض اهل اللغة يقول الطعام هو  البر خاصة إذن هذا وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ على القول الذي هو اول يعني كل مأكول، اما على الاحتمال الثاني يعني خصوص البر طبعاً هذا ما ذكره بعض اهل اللغة انا لا اعلم من هو لأنه عندما راجعنا لم نجد احد يقول باختصاص الطعام بالبر خاصة إذن من اين جاء؟ ساقول لكم هذه النكتة من اين جاءت هذه القضية هذا المورد الأول.

    المورد الثاني في لسان العرب لابن منظور المتوفى 711 من الهجرة هناك المجلد الثامن صفحة 164 قال الطعام (مادة طعم) اسم جامع لكل ما يؤكل الآن هذا الذي يؤكل كان من الحبوبات من البر من العدس من الحمص حبوبات عموماً؟ او كان من المطبوخ من اللحم إلى غير ذلك؟ كل مأكول يسمى طعاماً اسم جامع لكل ما يؤكل فهو طاعم إلى آخره هذا المورد الثاني لسان العرب.

    المورد الثالث للهروي الغريبين في القرآن والحديث تأليف العلامة الازهري محمد الهروي صاحب الازهري المتوفى 401 من الهجرة تحقيق احمد فريد المجلد الرابع صفحة 1107 باب الطاء مع العين قال: قوله تعالى ومن لم يطعمه فإنه مني أي من لم يذقه إذن طعم يعني ذاق الطعام من هو؟ قال والطعم الذوق والطعم الطعام يعني هم يطلق الطعم ويراد الذوق ويطلق الطعم ويراد الطعام والطعام الطعام واذا جعلته بمعنى الذواق يعني جعلت الطعم بمعنى الطعام والطعام بمعنى الذواق جاز بما يؤكدل او يشرب اساسا ليس فقط يختص بالمأكول يشمل المشروب أيضاً هذا المورد الثالث.

    المورد الرابع ما جاء في الصحاح للجوهري المجلد الخامس صفحة 1974 قال الطعام ما يؤكل وربما خص بالطعام البر خاصة يراد منه البر هذا المورد.

    المورد الذي بعده مجمع البحرين للطريحي في باب ما اوله الضاء الآن لا ادري ما اوله الطاء لابد ان يكون المجلد السادس صفحة 105 قال الطعام ما يؤكل بعد اعم من ان يكون براً او غير بر وسنبين الفرق لاحقاً بينهما قال تعالى إلى آخره.

    المورد الذي بعده الآن من هنا هؤلاء انتم وجدتم الجميع يقول وقيل باختصاص الطعام بالبر منشأ هذه الكلمة من اين؟ منشأها في كلمات الفراهيدي لان هؤلاء كلهم بعد الفراهيدي والفراهيدي متوفى 175 من الهجرة وماءة ولادته إلى مائة وخمسة وسبعين هذا الكلام قاله في كتاب العين الجزء الثاني هذه طبعة منشورات دار الهجرة صفحة 25 باب العين والطاء والميم معهما طعم طمع مطع معط مستعملات عمط عطم مهملات هذا الذي يقالون بأنه اساساً واقعاً الفراهيدي من معجزاته هذه وهو انه حاول ان يفصل بين المهملات وبين المستعملات.

    يقول الطعم طعم كل شيء هو ذوقه ان يذوق الشيء طعم او استعطمه يعني استذوقه والطعم الأكل وهو وفلان إلى آخره وكل فعل إلى ان يقول والطعام، الآن تعرفون بأنه الانسان عندما يجعل فد نظارة على عينه عنده عمل هذه كلهن ينساهن فقط يذهب إلى الجملة التي يحتاجها وقال الفراهيدي كأنه الفراهيدي ما قال الا هذه الجملة قال: والطعام اسمٌ جامع لكل ما يؤكل وكذلك الشراب لكل ما يشرب كيف ان الشراب لكل ما يشرب الطعام لكل ما يؤكل إلى هنا يوجد اختلاف على الاخرين او لا يوجد؟ لا يوجد.

    والعالي في كلام العرب ان الطعام هو البر خاصة الآن مدرسة اهل البيت وفقهاء مدرسة اهل البيت لان الروايات قالت بأن الطعام هو البر خاصة او هو الحبوب كالعدس والحنطة ونحو ذلك فقالوا وذكر المحققون ومنهم الآن ولا يوجد الا الفراهيدي والفراهيدي ذاكر المراد هذا ولكنه في كلام العالي من العرب هم يوجد هذا والعالي في كلام العرب ان الطعام هو البر خاصة ويقال هذه كلها حذفوها وابدا لا يأتي احد على ذكرها ان الفراهيدي هم قال هذا، ويقال (الطعام) اسم له أي للبر وللخبز المخبوز الآن هنا ندخل على الخط والذي يريد ان يخبز الخمبر لابد ماذا يفعل اولاً؟ لابد اولاً يطحن وبعد ذلك يسوي كذا ويسوي كذا حتى يخبزه إذن يمسه بيده او لا يمسه؟ الآن ذاك البر يابس ولا يمسه واذا يمسه يده مرطوبة ما فيها اشكال اما الخبز ما فيه اشكال قال وللخبز المخبوز ثم يسمى بالطعام ما قرب منه (من الخبز المخبوز) الآن من لحم مطبوخ والى غير ذلك ويقال اسم له وللخبز المخبوز ثم ما يسمى بالطعام ما قرب منه وصار في حده وبعده الي كل الذي ما ذكروه في كلمات المتكلمين هذه ما قالوه قال وكلما يسد جوعاً فهو طعام كل ما يسد جوعك يسموه طعام هذا يختص بالحبوب او لا يختص؟ هذه كل، ولكنه قال تعالى احل لكم صيد البحر وطعام إذن سمى السمك طعام والسمك حبوب او لحم؟ لحم.

    هذه الكلمة انا بالأمس كثير بحثت بأنه ما هو المراد بقوله والعالي في كلام العرب يقول والعالي في كلام العرب ما هو؟ ما معنى هذه المفردة؟ بحثت كثيراً إلى ان وجدت بأنه يفسر هذه الكلمة الزخمشري في كتابه الفائق الذي هو من الكتب الأساسية اذا تعلمون ان الزخمشري من اعلام اللغة وهذه القضايا، الفائق لغريب الحديث للعلامة الزخمشري المتوفى 583 هناك يقول في صفحة 304 طبعاً في نفس المادة في مادة الطاء مع العين المجلد الثاني صفحة 303 هذه عبارته قيل الطعام البر خاصة هذا القيل لم اجده في مكان اذا واحد يجد للبر خاصة نعم موجود في كلام الفراهيدي العالي من كلام العرب وقولهم العالي شيء وانه خاص به شيء آخر ما هو المراد من العالي؟

    يقول وعن الخليلي الآن يوجد تصحيف في الكلمة او يفسر العالي يقول وعن الخليل ان الغالب في كلام العرب هو البر خاصة يعني هسا اما يوجد تصحيف في هذه النسخة الذي بأيدينا واما الزخمشري يفسر كلمة العالي بالغالب يعني اذا قلنا الغالب يعني لا يستعمل في غيره او يستعمل في غيره؟ يستعمل ولكن كثرة الغلبة يقول يستعمل في البر كثير فرق بين ان نقول ان الطعام يرادف البر معناه البر وبين ان نقول لا الاستعمال عند الحجازيين عند الجماعة او قبيل او كذا او ما يقال طعام مرادهم أي طعام؟ يراد البر هم لكثرة الوجود ومتى تكون كثرة الاستعمال دليلٌ على الاختصاص والخاصة كما قرأنا في علم الاصول ولكنه في اعتقادي ان الذين قالوا بأن البر خاصة لم يرجعوا إلى كلام الفراهيدي والا لو راجعوا كلام الفراهيدي لو وجدوا انه يدعي مختص وانما يقول الغالب العالي وان كان يصرح كلمة بعد اخرى يقول والطعام اسم جامع لكل ما يؤكل يعني لغة ولغة الطعام لكل ما يؤكل الطعام ما هو؟ كلما يسد جوعاً هذا الفراهيدي ولكنه مع كل هذا تجدون في بعض الكلمات هذه العبارات مثل عبارات الحدائق وموجودة ومتكررة في كلمات الفقهاء.

    يقول واما الاستدلال بالآية هذه الآية في سورة المائدة فإن الظاهر من الاخبار تبين انه ما يريد ان يفهم المفردة القرآنية بحسب المنطقة والمنطق القرآني أي نظرة على عينه؟ الرواية ومن خلال الرواية ينظر إلى الآية القرآنية وهذا الذي نحن مراراً ذكرنا انه اساساً هؤلاء يفهمون القرآن او يفهمون الرواية ويسقطونها على القرآن أي منهما؟ يقول واما الاستدلال بالآية فإن ظاهر من الاخبار المؤيدة بجملة بكلام جملة من افاضل اهل اللغة هو تخصيص ذلك بالحنطة وغيرها اين وجدتموها وجدتم مكان للتخصيص؟ فقط يوجد في كلمات الفراهيدي تخصيص يوجد او غالب منهن؟ والغالب شيء والتخصيص انه يراد من الطعام البر خاصة ماذا؟ فيها، قال من افاضل اهل اللغة هو تخصيصه اما حقيقة الي هذا محل الإشكال واما تغليباً وتغليبا يوجد في كلام الفراهيدي اما حقيقة لا يوجد.

    الحدائق المجلد الخامس صفحة 171 ولذا في عبارة تاج العروس المجلد السابع عشر صفحة 437 دار الفكر يقول الطعام اذا اطلقه اهل الحجاز عنوا به البر خاصة ليس الطعام هذا معناه هذا اصطلاح عند من؟ اهل الحجاز انت لابد ان تثبت الآية نزلت بلسانهم هذا اول الكلام من قال نازلة بلسان اهل الحجاز من اين هذه؟ نحن نريد معنى اللغوي وكل اللغويين يقولون لكل ما يؤكل كل ما يسد جوعاً من هنا تجد بأنه اساساً وهذا كلام دقيق على هذه الكلمات الذي قرأناها العلامة المصطفوي في كتابه التحقيق المجلد السابع في هذه المادة صفحة 91 يقول ان الاصل الواحد في المادة هو اكل شيء او شرب شيء مع اشتهاء وذوق كثير دقة يوجد لان اذا كان الطعام هو اكل شيء إذن ما الفرق بين الاكل وبين الطعام يقول في الاكل لم يؤخذ الذوق ولكن في الطعام اخذ الذوق هو اكل شيء او شرب شيء مع اشتهاء وذوق وهذا هو الفارق بينها (أي هذه المادة) او بين الاكل والذوق والشرب فأن الاكل إلى آخره وفاطلاق المادة يعني طَعَم او طعم المصدر فاطلاق المادة في مفاهيم الاكل المطلق والذوق المطلق ومطلق الشرب هذا من قبيل المجاز والا فان الطعم شيء والاكل شيء آخر الطعم شيء والذوق شيء آخر الطعم شيء ومطلق الشرب شيء آخر مهم هذا يقول هذا مجاز كاطلاق هذه المادة في مطلق والحب والبر فانه مجاز لماذا مجاز؟ لأنه لكل ما يؤكل الآن انت تريد ان تخصصه لسبب هذا تابع اليك لقرينتين إذن لغوياً كما يقول العلامة المصطفوي انها مطلق.

    الآن اذا تم هذا نأتي إلى الآية المباركة لنرى ان الآية المباركة قالت وطعام الذين اوتوا الكتاب حلٌ لكم هذا الطعام أي منهم ماذا يراد؟ قرانياً لا روائياً والبحث الروائي سيأتي بعد ذلك الآن نريد ان نؤصل المرجعية اين؟ القرآنية حتى على اساسها نفهم الروايات لأنه هذا منهجنا منهجنا ان الاصل في القرلآن الكريم اعرضوه على كتاب ربنا اريد الآن اولاً ان نحقق المرجعية ان نؤصل المرجعية كما هو مرجعنا في هذه الابحاث وبعد ذلك نرجع إلى الروايات لنرى ان الرواية تتفق او لا تتفق تخالف او لا تخالف وهذه الابحاث بعد لاحقة لا يقول لي قائل سيدنا اين الروايات الآن بحثنا ليس بحث روائي بحث قرآني إذن السؤال المطروح وهو سؤال اساسي وهو ما هو المراد من الطعام في هذه الآية المباركة سنبين للأعزة مجموعة من القرائن التي تبين ان المراد من الطعام في الآية المباركة هو ما قاله اهل اللغة يعني الاعم ما يشمل المطبوخ واللحم وما اتكلم مذبوح بيدهم او غير مبذوح ذاك بحث آخر هذا قلنا في باب الذباحة الآن ليس محل بحثنا ولكنه ما مس بيده وطبيعي اذا يقولون اهل الكتاب يطبخون فد شيء يمسونه برطوبة او لا يمسونه؟ لنرى ان الآية تشمل غير الحبوب أيضاً او لا تشمل.

    اما القرائن الداخلية في الآية يعني الآية وما يحيط بها من الايات ولاقرائن الخارجية يعني الايات الاخرى القرآنية التي استعملت مفردة الطعام اما القراءن الداخلية توجد عندنا قرائن ثلاثة:

    القرينة الأولى: انظروا هذا الذي انا قلت للأعزة مراراً وتكراراً انهم لابد ان يلتفتوا هذه الاصول الموضوعة لابد قد انتهوا منها أنه هذه الآية هي الآية الخامسة من سورة المائدة سؤال: هذا الترتيب بين الايات توقيفي نبي او ليس كذلك؟ فان قلت ليس ترتيباً نبوياً إذن انا اقدر استند إلى الايات التي سبقتا ولحقتا لفهم الآية او لا استطيع؟ لا، لماذا؟ لأنه بعض الصحابة اجتهد فوضع الآية هنا إليه قيمة او لا قيمة له؟ لا، اجتهاد قد نوافقه وقد نختلف اما اذا قلنا ان ترتيب الآيات ترتيب توقيفي إذن رسول الله هو امر ان تجعل هذه الآية بعد تلك الايات إذن هنا يأتي ليس سياق الآية يأتي سياق الايات السابقة واللاحقة للآية انظروا ماذا تقول الآية، قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم يا ايها الذين آمنوا اوفوا بالعقود احلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى علكيم إذن الكلام في الحبوب او في اللحوق بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم وسيأتي ما يتلى عليكم غير محل الصيد وانتم حرم ان الله يحكم ما يريد هذه الآية الأولى ثم نأتي إلى الآية الثالثة حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنز وما احل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما اكل السبع الا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وان تستقموا بالاذلام ذلكم الفسق الآن اليوم يأس الذين كفروا ذاك بحث آخر مرتبط بالبحث الولاية والامامة التي ليس محل بحثنا هذه الآية الثالثة.

    الآية الرابعة يسألونك ماذا احل لهم السؤال إذن ما هو الحلال لنا وما هو الحرام علينا؟ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ َمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ، إذن الآية الأولى والثالثة والرابعة في الحبوب خاصة او للأعم؟ بل اساساً في اللحوم خاصة وشمولها لغير اللحوم يحتاج إلى ماذا؟ لان الآية الأولى بهيمة الانعام الآية الثالثة حرمة عليكم الميتة، الآية الرابعة مما امسكنا إلى آخره الآن تأتي الآية مباشرة اليوم احل لكم الطيبات والطعام الذين هذه الطعام يشمل اللحوم او لا يشمل اللحوم بقرينة السياق؟ كلها جاءت في سياق واحد فتخصيص الطعام بالحبوب خاصة قرآنياً توجد قرينة داخلية او لا توجد قرينة داخلية؟ لا توجد لتقول لي سيدنا ماذا تفعل بالروايات المتواترة كما ادعى بعضهم؟ هذه التواتر صارت فد موديل حتى يسكون واحد مباشرة يقولون له روايات متواترة الآن هي بيني وبين الله 4-5 روايات تنتهي إلى نفرين ثلاثة يصير متواتر ليس مهم ذاك بحث روائي إذن القرينة الأولى تبين لنا ان هذه الايات مرتبطة بماذا؟ ان لم نقل مختصة باللحوم ومن هنا هؤلاء ذهبوا إلى مسألة ان الذي يذبحه غير المسلم مشمولٌ بهذا الدليل يقولون مطلق هذه الآيات ومن هنا الا ان تثبت لي ان هذه الآية لا علاقة لها بالايات السابقة وهناك قرائن كثيرة تثبت العكس وخصوصاً اليوم إلى آخره هذه كلها قرائن ولذا تجد العلامة دروزة عندما يصل إلى هذه القضية في التفسير الحديث ترتيب السور حسب النزول المجلد التاسع صحفة 44 يقول ويلفت النظر إلى كلمة اليوم التي استهلت بها الآية ثم إلى جملة احل لكم الطيبات بعدها والتي احتوت مثل هذه الآية السابقة للآية فهذا وذاك من القرائن التي نراها قوية على صلة الآية بما سبقها نظماً وسياقاً وموضوعاً يقول انت عندما تقرأها تجدها سياقها سياقٌ واحد لأنه بهيمة الانعام وحرمة الميتة وثم قال وطعام الذين اوتوا الكتاب حلٌ لكم على قوة احتمال نزولها (يعني نزول هذه الآية) معها او عقبها وعلى ضعف احتمال انصراف كلمة اليوم إلى آخره.

    من اعلام السنة العلامة دروزة محمد عزة دروزة المتوفى سنة 1404 من الهجرة نفس هذا الكلام شيخنا الاستاذ شيخ جوادي يجعلها قرينة على انها لا تختص بالحبوب في كتابه تفسير تسنيم المجلد 22 صفحة 50 يقول سياق آيات مورد بحث نيز درباره حليت وحرمة لحوم است إذن سياق الايات ليس مطلقة تشمل اللحوم بل هي مرتبطة باللحوم فمن يريد ان يشمل غير اللحوم يحتاج إلى دليل نخست فرمود احلت لكم (نفس الكلام الذي قاله العلامة دروزة) بهيمة الانعام، سپس اقسام گوشتهاى حرام را برشمرد اولاً قال لكم احل لكم بهيمة الانعام ثم قال الا ما يتلى عليكم ثم بين ما يتلى علينا من المحرمات، سرانجام اقسام گوشتهاى حلال را ذكر كرد، ثم ذكر المحللات ومن المحللات وطعام الذين اوتوا الكتاب ولهذا يقول سرانجام اقسام گوشتهاى حلال را ذكر كرد پس به ظهور وحدت سياق نيز مراد از طعام ذبيحه ومواد پختنيست فهو أيضاً يعتقد ان المذبوح بيد اهل الكتاب بحسب القرآني التفسيري الآن ليس بحثنا حتى تقول سيدنا هذه فتوى اقول لا، لابد انه ماذا؟ لان ان تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تظلوا بعدي ابدا كتاب الله وعترتي إذن لابد ان نبحث العترة ولكن الآن البحث الاصل أي منهما؟ القرآن.

    قال مراد از طعام ذبيح ومواد پختنيست نه خصوص حبوبات البته اگر دليل متقني براى تخصيص عموم قرآني يا تطليق اطلاق آيات حكم به تخصيص يا تقييد شود، نعم اذا دل دليل على تخصيص والتقييد نقبل ذاك بحث روائي هذا بحث قرآني هذا هو الذي اشرنا اليها.

    والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2017/01/18
    • مرات التنزيل : 1857

  • جديد المرئيات