نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (02)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين

    مقدمة الشارح:

    قال: الحمد لله الذي عين الاعيان بفيضه الأقدس الأقدم وقدرها بعلمه بغيب ذاته وتمم ولطف برش نور التجلي عليها وانعم, وأظهرها بمفاتيح خزائن الجود والكرم عن مكامن الغيوب ومقار العدم .

    هذه المقدمة التي يشير إليها الشارح قبل الدخول في المباحث التفصيلة في الواقع خصوصا هذه المقاطع الاولى كل كلمة من هذه الكلمات توجد فيها أبحاث مفصلة وهذه الابحاث سوف تأتي مفصلة في مقدمة الشارح وتأتي أيضاً عند في مباحث ما ذكره في فصوص الحكم, نحن سوف لا نقف على تفصيلها باعتبار سوف تأتي واحدة تلو الأخرى, ولكن بنحو الاجمال نشير مثلا فيما يتعلق بالحمد, الحمد لله, تجدون في صفحه173 من نفس هذا الكتاب, يقول قول الشيخ الحمد لله منزل الحكم, يقول: ولما كان الحمد والثناء مترتب على الكمال ولا كمال الا لله ومن الله كان الحمد لله خاصة, وهذا بحث في انه هل يمكن أن يكون محمود غير الله سبحانه وتعالى أو لا يكون من الواضح بناء على الوحدة الشخصية للوجود لا يوجد محمود غير الله سبحانه وتعالى,  ثم يدخل في بيان اقسام الحمد يقول: وهو قولي, وفعلي, وحالي طبعا هذا المشهور في كلماتهم أن الحمد على ثلاثة اقسام ولكنه عندما تأتون إلى كلمات ميرزا مهدي الآشتياني سواء في مقدمة تعليقته على منطق المنظومة أو في مقدمة تعليقته وحواشيه على حكمة المنظومة هناك يشير إلى أن الاقسام ليست ثلاثة وإنما هي أكثر, هناك على سبيل المثال في تعليقته على منظومة الحكمة للسبزواري صفحه 2يقول: وقد ذكرنا في شرح خطبة المنطق, تفصيلا ذكره هناك أن الحمد إظهار اتصاف المحمود بأوصاف الكمال ونعوت الجمال والجلال سواء كان في قبال أفضاله وأنعامه أو كان لاستحقاقه الذاتي, وهذا بحثه سيأتي بان الحمد لله سبحانه وتعالى حمد لأنه مستحق للحمد أو حمد على فضائله وفواضله حمد على النعم التي بينها او أعطاها, أو لإستحاقه الذاتي التام الكامل وسواء كان المظهر لهذا الحمد نفس المحمود أو غير المحمود, وسواء كان, التفتوا إلى اقسام الحمد, كان بلسان الذات والاستعداد, واحد, أو بلسان الحال, اثنين, أو بلسان الفعل, ثلاثة, أو بلسان القال, أربعة, أو بلسان المرتبة, خمسة, أو بلسان الحكم, ستة, أو بلسان الأحدية الجمع الكمالي, سبعة, ويشير في أول المنطق انه على ثمانية اقسام, هذا كله إنشاء الله في أبحاث الحمد ستأتي, لذا الآن نحن فقط نشير ولا اقل لم نشير إلى المراجع  التي الاخوة يمكنهم أن يرجعوا إليها بعد ذلك, هذا فيما يتعلق بالحمد .

    كما قلنا أن الحمد إنما لله سبحانه وتعالى, ما هو مقصودهم من الله هذا اللفظ المبارك؟

    في كلمات العرفاء وقد يقع الخطأ والخلط فيها كثيرا أن هذه اللفظة المباركة تستعمل في كلماتهم على نحوين مرة تطلق هذه الكلمة وهذه اللفظة ويراد منها اسم من الأسماء ولكن أعظم الأسماء, وعلى هذا الأساس فهذا اللفظ يشير إلى الذات بما هي ذات أو يشير إلى تعين من تعينات الذات؟

    الجواب: بناء على هذا الاصطلاح الأول الله لفظ يحكي عن اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى وهو الذي يصطلح عليه بالاسم الأعظم, وهذا يعبرون عنه بالله الوصفي الذي هو وصف, في المقابل يوجد عندهم اصطلاح آخر في الله وهو ما يكون علما للذات المقدسة الذات بما هي ذات.

    إذن: إذا وجدتم في الكلمات بعض الأحيان يقول الله اسم من الأسماء بل هو أعظم الأسماء وبعض الأحيان يقول علم للذات بما هي هي باعتبار انه باصطلاحاتهم يستعملون الله بهذين الاستعمالين: الله الوصفي, والله الذاتي, وهذا ميزنا بينهما في مباحث تمهيد القواعد, طبعا في هذا البحث أو في هذا الكتاب سيأتي إنشاء الله تعالى هذا المبحث في صفحه 175, هناك يشير إلى هذه القضية.

    قال: وذكر الشيخ الاسم الله لأنه اسم للذات, الاخوة الذين قرأوا التمهيد يعلمون جيد أن هؤلاء عندما يريدون أن يتكلموا عن الاسم العرفاني الذي هو الذات مع تعين من التعينات تشريفا وتعظيما, هل يقولون اسم الرازق أو الاسم الرازق, يعرفونها بالألف واللام, هنا في النسخة الحجرية موجودة وذكر الشيخ اسم الله, الشيخ حسن زادة آملي قام وعرفها بالألف واللام باعتبار بأنه بلا ألف واللام خلاف الاصطلاح, وكذلك شيخنا الاستاذ شيخ جواد آملي عندما جاء وصححها, والصحيح انها بلا ألف ولام باعتبار انه هو يريد أن يقول أن هذا الاسم له استعمالان: استعمال بما هو اسم عرفاني فيكون الاسم.

    بعبارة أخرى: يريد أن يقول هذا اللفظ له استعمالان استعمال به يكون اسما من الأسماء العرفانية بحسب الاصطلاح  العرفاني على هذا يدخل عليه الألف واللام, واستعمال آخر لا يكون اسما من الأسماء فلا يدخل عليه الألف واللام.

    إذن: هو لا يريد أن يعرف الاسم الذي هو اسم عرفاني ينقسم إلى قسمين, لا معنى أن المقسم ينقسم إلى قسمين احدهما هذا والآخر ذاك, لذا ذكر الشيخ اسم الله لأنه اسم للذات من حيث هي هي باعتبار وهذا هو الذي يصطلح عليه بالله الذاتي, واسمها من حيث إحاطتها, يعني اسم للذات, واسمها من حيث إحاطتها لجميع الأسماء والصفات باعتبار آخر وهذا هو الذي يصطلح عليه بالله الوصفي, وهو اتصافها بالمرتبة الإلهية .

    إذن: قد تبين أن  هذا اللفظ قد يستعمل ويشير إلى تعين إلى مرتبة من المراتب وهو المرتبة الإلهية فهو أعظم الأسماء وأشرفها.

    إذن: هنا عندما يقول في المقدمة الحمد لله لابد أن يعرف أن هذه الله هل مراد به الله الذاتي أو الله الوصفي, أنا أفهرس البحث والا الابحاث سيأتي, طبعا الجواب في جملة واحدة أن الحامد من هو فان كان الحامد ألف فحمده لمن؟

    إلى الله الذاتي على سبيل المثال, الإنسان الكامل عندما يحمد لمن يحمد, الذي مقامه ذاك المقام عندما يحمد لا يحمد مرتبة من المراتب وإنما يحمد الله الذي هو اسم للذات بما هي هي, ولكن أنا وأنت بعض الأحيان صحيح نقول الحمد لله ولكن نحن نقول الحمد للرازق, الحمد للباسط, الحمد للمعطي, نقول هذه لكن لساننا ينطق بالله, وبعضنا يقول الحمد لله ولكن الوصفي والا  لايوجد احد منا غير الموجود الذي فيه هذه الصلاحية ممكن أن يحمد حمدا للذات بما هي ذات,( كلام لاحد الحضور) باعتبار أن الإنسان الكامل الذات يقف عليها بوجه, وهذا ليس بحثه هنا وإنما في الإنسان الكامل.

    الحمد لله الذي عين الاعيان, تعلمون من الابحاث الاساسية في مباحث العرفان النظري هي مسألة الاعيان الثابتة, مسألة الاعيان الثابتة فيها مباحث مفصلة, فقط أنا أشير مفصلة, حتى الاخوة الذين يريدون أن يكتبوا في الاعيان الثابتة يكون فهرس البحث واضح بأيديهم.

    البحث الأول: ما هو الفرق بين الاعيان الثابتة عند العرفاء وبين الثابتات الأزلية عند المعتزلة, وهو من الابحاث الاساسية لأنه في كثير من الأحيان يتهم العرفاء أنهم يقولون بنظرية الثابتات الأزلية للمعتزلة, حيث أنهم لم يستطيعوا أن يميزوا جيدا بين الاعيان الثابتة للعارف وبين الثابتات الأزلية للمعتزلي.

     البحث الثاني: ما هي العلاقة بين الأسماء الإلهية بحسب الاصطلاح العرفاني, يعني الذات مع تعين من التعينات, ما هي العلاقة بين الأسماء بحسب الاصطلاح العرفاني والأعيان الثابتة, ما هي الرابطة, هذا البحث الثاني.

    البحث الثالث: هل الاعيان الثابتة هي الماهيات باصطلاح الفلاسفة ولكن في الصقع الربوبي أم انها شي آخر, التفتوا جيداً, في بحث العرفان النظري عندما نأتي إلى بحث منظومة الوجود نقسمها إلى قسمين: عالم الصقع الربوبي, وعالم المظاهر الكونية, والأعيان الثابتة مرتبطة بالصقع الربوبي, مرتبطة بوجه الله لا انها خارجة عن الصقع الربوبي, السؤال هل الاعيان هي الماهيات التي يصطلح عليها في الفلسفة أم انها شي آخر .

    البحث الرابع: هل أن الاعيان تنقسم إلى كلية وجزئية, كما أن الماهيات تنقسم إلى جزئية وكلية أو لا تنقسم؟ الماهيات عندنا جزئية وكلية, كلية من قبيل الإنسان, جزئية من قبيل زيد, وعمر, وبكر, أفراد هذه الماهية, هل الاعيان الثابتة تنقسم  إلى كلية وجزئية أو لا تنقسم؟

    البحث الخامس: هل أن الاعيان مجعولة أو غير مجعولة, نفس الكلام في الماهيات كان عندنا هذا البحث, وهي أن الماهيات مجعولة أو غير مجعولة.

    البحث السادس: ما معنى أن الاعيان ما شمت رائحة الوجود قط.

    البحث السابع: ما هي العلاقة القائمة بين الاعيان الثابتة من جهة وبين المظاهر الكونية من جهة أخرى.

    هذه أبحاث سبعة أساسية مرتبطة بمبحث الاعيان الثابتة عند العرفاء, والحق والإنصاف إذا لم اقول انه يمكن كتابة كتاب مستقل لا اقل تكون رسالة قيمة في الاعيان الثابتة عند العرفاء, الذي أريد أن أشير إليه هنا فقط في جملة واحدة, يعني بحث وبنحو الفتوى لا بنحو التفصيل, المسألة هذه: وهو ى أن الاعيان الثابتة هي محتوى وممضمون الأسماء الإلهية, كيف أن الماهية تبين لنا نحو ومحتوى الوجود الخاص, هذا وجود أمامي هذا الوجود ما هو محتواه؟

    من أين نقف على محتوى الوجود الخارجي؟ نقف عليه من خلال الماهية فالماهية تعين وتبين لنا نحو الوجود الخاص الخارجي, الاعيان الثابتة أيضاً تبين لنا محتوى الأسماء الإلهية في الصقع الربوبي, لأنكم تعلمون نحن عندما  نأتي إلى عالم الأسماء, عالم الأسماء الإلهية واحدة أو متعددة؟

    متعددة وعندما تكون متعددة يعني لكل اسم له حده الخاص ومحتواه وأثره ولوازمه الخاصة به, كل اسم من هذه الأسماء له حده الخاص به هذا الحد هو الذي يعبر عنه بالعين الثابتة, فالنسبة القائمة بين الا سماء وبين الاعيان هي النسبة الموجودة بين الوجود وبين الماهية.

    سؤال: هل انها مجعولة أو غير مجعولة؟

    الجواب: أن الأسماء الإلهية غير مجعولة, فبطبيعة الحال أن الاعيان أيضا غير مجعولة, لكن ظاهر العبارة كأنه يشم منها رائحة الجعل, لأنه يقول الحمد لله الذي  عين الاعيان.

    إذن: كيف التوفيق بين انها غير مجعولة وبين انها مجعولة, هذا سيأتي البحث عنه تفصيلا أيضاً في هذا الكتاب الذي قلنا انه كتاب شرح القيصري بتحقيق شيخ حسن زاده آملي في صفحه81 من الكتاب الفصل الثالث في الاعيان الثابتة والتنبيه على المظاهر الاسمائية, اعلم أن للأسماء الإلهية صورا معقولة في علمه تعالى التي هي كذا وكذا وتفصيل البحث إنشاء الله يأتي هناك.

    الحمد لله الذي عين الاعيان بفيض الأقدس الأقدم, قبل أن أشير إلى هذا المقطع الثاني من عبارة الشارح في المقدمة, الآن اتضح لكم انه لم يقرأ الفلسفة جيدا انصحه أن لا يدخل في مباحث العرفان النظري, الآن انتم وجدتم في جملة واحدة أنا ما بينت نحو العلاقة الموجودة بين الوجود والماهية, وإنما قلت أن العلاقة بين الاسم وبين العين الثابتة هي العلاقة بين الوجود والماهية فإذا الشخص لا يعرف نحو تلك العلاقة, هل يستطيع أن يفهم هذا البحث أو لا يستطيع, لا معنى لان يقف وإذا لم يقف على عمق البحث الفلسفي وكم له نظير لماذا؟

    باعتبار يا إخوان أن الابحاث العرفانية أصحاب هذه النظرية أن هذه امور كشفية وصلوا إليها بالمكاشفات.

    إذن: عندما يريدون أن يكلمونا لابد أن يكلمونا بلغة نفهمها وأي لغة يمكن تفهيم العرفان النظري من خلالها أفضل من الابحاث الفلسفية.

    إذن: هي لتقريب تلك الحقائق الكشفية من خلال اللغة الفلسفية فما لم يقف الإنسان على البحث الفلسفي جيدا لا يمكنه أن يقف على المباحث العرفانية جيدا.

    النقطة الأخرى في هذا النص قال: الذي عين الاعيان بفيضه الأقدس, اللوحة التي يقدمها العارف لمنظومة هذا العالم  كما قلت في المقدمة تقوم على ركنين: الركن الأول: عالم الصقع الربوبي.

    الركن الثاني: عالم المظاهر الخلقية والكونية, فيما يتعلق بعالم الصقع الربوبي بنحو عام هناك يصورن لنا مراتب ثلاث, المرتبة الاولى: والتعبير عنها بالمرتبة مع ما فيه من المسامحة وسيأتي بيانه, المرتبة الاولى: هي مقام الذات الإلهية من حيث هي هي, هذه المعبر عنها اللا بشرط المقسمي, المرتبة الثانية: هي مرتبة التعين الأول, المرتبة الثالثة: هي مرتبة التعين الثاني, فالتعين الأول والتعين الثاني هي من مراتب الصقع الربوبي, أما ما هي العلاقة بين التعين الأول والتعين الثاني هل هما مرتبتان حقيقة أو مرتبة واحدة لها ظاهر ولها باطن ومرتبة الباطن هي الأحدية ومرتبة الظاهر هي الواحدية ثم ما هي العلاقة بين هاتين المرتبتين وبين الذات اللا بشرط المقسمي, هذه أبحاث ستأتي بعد ذلك ولكن المهم انه الانتقال من التعين الأول الذي هو مرتبة الأحدية إلى التعين الثاني الذي هو مرتبة الواحدية, هذا يكون من خلال الفيض الأقدس.

    إذن: هذا الانتقال وهذا العبور وهذا التحقق الذي من خلاله نعبر من خلال من التعين الأول الذي هو الأحدية إلى التعين الثاني الذي هو الواحدية, والأعيان الثابتة إنما هي لوازم الأسماء في مقام الواحدية, الاعيان الثابتة هي لوازم الأسماء الإلهية في مقام التعين الثاني, يعني الواحدية.

    إذن: عندما يقول: عين الاعيان بفيضه الأقدس, هذا معناه انه في مقام الأحدية توجـد أعيـان أو لا توجـد أعيـان؟ لا توجـد أعيان, توجد كثرة أو لا توجد كثرة؟ لا توجد كثرة.

    إذن: مقام الأحدية مقام الوحدة مقام البساطة أما مقام الواحدية مقام الكثرة مقام التفصيل, ولكن بعد هذا التفصيل تفصيل على مستوى الصقع الربوبي, وإذا أردت أن أتكلم بلغة الفلسفة هذا المقام مقام بسيط الحقيقة كل الاشياء, لذا نحن في أبحاث التمهيد قلنا أن هذه القاعدة مرتبطة بمقام التعين الثاني بمقام الواحدية لا التعين الأول ولا مقام الذات اللا بشرط المقسمي, حتى تعرف أن الحكمة المتعالية مع كل جهدها الجهيد, إنما وصلت أن تصور علم الحق تعالى على مستوى التعين الثاني, والعرفاء يوجد عندهم بحث في التعين الأول وبحث ما قبل التعين الأول.

    إذن: عبارته الذي عين الاعيان بفيضه الأقدس الأقدم, لماذا يعبر عن هذا الفيض بأنه أقدس؟ ولماذا يعبر عنه انه أقدم؟ هناك بيانات متعددة وسيأتي البحث عن ذلك أيضاً مفصلا, هذا البحث الذي مرتبط بالفيض الأقدس والمقدس سيأتي إنشاء الله تعالى, فلنبين الفيض المقدس هذا فيما يتعلق بالفيض الأقدس وهو الانتقال من التعين الأول إلى التعين الثاني, في الفيض المقدس ما هو؟

    الانتقال من التعين الثاني الذي هو في الصقع الربوبي إلى المظاهر الخلقية المظاهر الكونية, تعالى معي الكتاب صفحه 82.

    قال: فان الفيض الإلهي ينقسم بالفيض الأقدس والفيض المقدس وبالأول تحصل الاعيان الثابتة واستعداداتها الأصلية تحصل بالعلم, وبالثاني تحصل تلك الاعيان في الخارج, يعني الخارج عن الصقع الربوبي والا أيضاً تلك خارجية, يعني في الفيض الأقدس أيضاً خارجية ولكن الخارج عن الصقع الربوبي, في الخارجي مع لوازمها وتوابعها.

    قال: الحمد لله الذي عين  الاعيان بفيضه الأقدس, أقدس من كل كثرة ومن كل امكان بيانه ستأتي, لماذا أقدم وليس القديم؟

    باعتبار أن الفيض المقدس هو القديم, نحن نعتقد أن الفيض منه دائم متصل, وهذا معنى دوام الفيض, فالفيض المقدس قديم وهذا أقدم من هذا القديم, لأنه هو السبب في كل هذه النعم الموجودة في الفيض المقدس, هو منبع هذه الفيوضات وهذه النعم الموجودة في الفيض المقدس.

    قال: الحمد لله الذي عين الاعيان بفيض الأقدس الأقدم وقدرها, هذه الاعيان, بعلمه في غيب ذاته وتمم, كما تعلمون بأنه عندما يأتي التقدير تأتي الوحدة أو الكثرة؟ تأتي الكثرة, وبهذا القرينة نستكشف أن عالم الاعيان الثابتة مرتبطة بعالم الكثرة لا بعالم الوحدة, الاعيان الثابتة مرتبطة بالواحدية لا انها مرتبطة بالأحدية, ولكن أي كثرة هذه هل الكثرة الخارجية العينية أم الكثرة العلمية؟ الشاهد موجود بالعبارة.

    قال: وقدرها بعلمه, أين قدرها, أين مفصلة, أين هي كثيرة؟ قال: في غيب ذاته, باعتبار انه إذا نسب عالم الخارج عالم التعين الأول إلى المظاهر الخلقية يكون ذاك غيب ويكون هذا شهادة, لماذا ذكرناه مرارا أن الغيب والشهادة أمران نسبيان, نعم إذا نسب التعين الثاني إلى التعين الأول يكون ظاهر والتعين الأول باطن أما إذا نسب التعين الأول إلى المظاهر الخلقية والوجودات الكونية فانه هو يكون غيبا وهذا يكون شهادة هو يكون باطنا وهذا يكون ظاهرا, وقدرها في علمه بغيب ذاته.

    إذن: يتضح أن عالم الاعيان مرتبط بمقام الصقع الربوبي أو خارج الصقع الربوبي؟ التفتوا  بعلمه بغيب ذاته, إذن: نحن بعد نعيش في هذه اللوحة في الصقع الربوبي, ولكن الصقع الربوبي له مراتب, مرتبة من الذات, مرتبة التعين الأول, مرتبة التعين الثاني, حتى نكسر ثورة الاستبعاد في أبحاث أنا مراراً ذكرت انه من عرف نفسه فقد عرف ربه, تعالى إلى نفسك, لك ذات وهذه الذات لها مراتب مرتبة منها قوة عاقلة, مرتبة منها خيال, مرتبة منها حس, مرتبة منها حواس ظاهرية, مرتبة منها حواس باطنية, ولكن كلها زيد, الله سبحانه وتعالى هذه الحقيقة عندما نحللها أو عندما نريد أن نستكشفها عقلا نستطيع أن نرتب فيها مثل هذه المسائل طبعا, ذكرنا بان هذه المراتب إنما هي بحسب سلوك العارف والسالك إلى الله يصل إلى التعين الأول,ثم يصل إلى المثال يصل إلى العقل ثم إلى التعين الأول, ثم إلى التعين الثاني, ولكن ليست امور وهمية وإنما هي امور حقيقية عقلية نفس أمرية, وليست اعتبارات وهمية لا حقيقة لها, وقدرها بعلمه بغيب ذاته وتمم, لا فقط كان تقديرا, بل كان تقديرا على نحو التمام والكمال, ولطف, من هنا يبدأ عندنا الفيض المقدس, بعد التعين الثاني الانتقال من التعين الثاني أو من الصقع الربوبي إلى الخارج يعني إلى المظاهر الخلقية يكون بالفيض المقدس, ولطف.

    إذن: يظهر من خلال اسمه اللطيف انتقلنا من عالم الصقع الربوبي إلى عالم الاعيان الخارجية والوجودات الخارجية, ولطف برش نور التجلي عليها وانعم, مراراً ذكرنا للاخوة أن هؤلاء يعتقدون بين الخالق والمخلوق بين الواجب والممكن هي من خلال التجلي, الله يتجلى, التجلي معنى يختلف عن الإيجاد وبحثه تقدم في التمهيد وسيأتي مفصلاً.

    قال: ولطف برش نور التجلي عليها وانعم وأظهرها, اظهر تلك الاعيان الثابتة, أظهرها تلك التي كانت في الغيب الآن يريد أن يجعلها في الشهادة في الظاهر, لذا قلت انه مرتبط الفيض المقدس, واظهر تلك الاعيان, كيف أظهرها مباشرة أو بواسطة, كيف أظهرها بلا واسطة أو مع الواسطة؟

    قال: أظهرها بالواسطة, ما هي الواسطة؟ بمفاتيح خزائن الجود والكرم.

    إذن: يتضح بأنه هذه الآية المباركة التي قالت {وان من شي الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم} الله سبحانه وتعالى الآن يريد أن يخرج ما في خزائن ذاته, يعني الاعيان الثابتة التعين الأول يريد أن يخرجها إلى عالم الظاهر إلى عالم الاعيان الوجودية والمظاهر الخلقية, بواسطة مفاتيح , بقرينة خزائن, يعني أن هذه الخزائن تحتاج إلى مفاتيح جمع مفتاح, هذه المفاتيح ما هي؟

    من أوضح مصاديقها الأسماء الإلهية فإنها هي التي تقع واسطة في إظهار تلك الاعيان الثابتة إلى المظاهر الخلقية, وأظهرها بمفاتيح خزائن الجود والكرم, من أين أظهرها أين كانت؟

    قال: عن مكامن الغيوب, كانت مستجنة مستترة باطنة في غيب الذات ومقار العدم, يعني كانت معدومة؟ الجواب: كلا, والا لو كانت معدومة العدم له مقر أو ليس له مقر, ليس له مقر, مع انه يقول: أظهرها عن مقار العدم.

    إذن: يظهر أن هذا العدم العدم المطلق أو العدم النسبي, كانت موجودة بوجود علمي هذه الاعيان ولكن لم تكن موجودة عيني الاعيان, لذا قال: وأظهرها عن مكامن الغيوب ومقار العدم ووهب لكل منها, من هذه الاعيان ما قبل استعداده فأكرم, وهذا بحث الاستعداد بحث مفصل سيأتي إنشاء الله في الابحاث اللاحقة, واوجد من هذه الاعيان ما كان ممكنا, ضعوا ذهنكم معي, هذه المباحث التي اذكره الآن واستبق البحث عنهن, سيأتي بحثها ولكن أنا أقدم ما هو ضروري لفهم العرفان النظري, الامكان عند العرفاء غير الامكان عند الفلاسفة, الامكان عند الفلاسفة واضح وهو إحدى المواد الثلاث في قبال الوجوب وفي قبال الامتناع, أما هؤلاء عندما يقولون ما كان ممكنا منها ما هو مرادهم من الامكان؟

    الجواب: أن الأسماء الإلهية والأعيان الثابتة التي لها لسان الاستعداد وتطلب أن تخرج مكامن الغيوب ومقار العدم إلى عالم الوجود العيني والمظاهر الخلقية, هذه الاعيان الثابتة على قسمين قسم منها تطلب الظهور إلى عالم العين وقسم منها لا تطلب الظهور إلى عالم العين, قسم منها تطالب أن تأتي إلى عالم العين هذه تسمى أعيان ممكنة.

    إذن: ما هي الاعيان الممكنة؟ ليس المراد الاعيان الممكنة يعني الإنسان والأعيان الممتنعة يعني شريك الباري, هو من قال لكم أن الممتنع عقلا له عين ثابتة وهذا بحثه سيأتي إنشاء الله, أن الممتنعات بالذات كشريك الباري, كاجتماع النقيضين لها أعيان ثابتة في الصقع الربوبي أو ليس لها أعيان؟

    بحثه سيأتي لكن بنحو الاجمال نقول: من قال لكم أن الممتنعات بالذات لها أعيان, مع انه نحن نتكلم عن الاعيان نقول: الاعيان أما ممكنة وأما ممتنعة يعني أن المقسم هو الاعيان الثابتة والمفروض أن الممتنعات بالذات ليس لها أعيان, إذن خارجة عن المقسم,

    إذن: قوله عندما يقول: واوجد من تلك الاعيان ما كان ممكنا مراده يعني ما كان لسان حاله طلب الظهور في قبال تلك الاعيان التي ليس لها لسان حال تطلب الظهور , هي التي يصطلح عليها بالأعيان الممتنعة, واضح صار المطلب, إذن هنا الامكان الذي نقرأه في الفلسفة.

    قال: واوجد منها ما كان ممكنا واحكم بإظهار ملابس أسمائه في القدم, هذه الأسماء قديمة الأسماء الإلهية, ولكنه كل اسم من هذا الاسم إذا أراد أن يظهر يحتاج إلى لباس هذا اللباس من هو مظهر ذلك الاسم.

    إذن: عندما يقول واحكم بإظهار ملابس أسمائه, مراد من الملابس يعني المظاهر, فالاسم هو الظاهر الذي يرتبط بالصقع الربوبي والمظهر هو الذي يرتبط بالعالم العيني والمظاهر الخلقية, واحكم في إظهار ملابس أسمائه في القدم ودبرها, تلك كان كانت تامة وهذه كان الناقصة, ودبرها, يعني بعد أن أوجودها الآن ماذا فعل دبرها صار ربها, يعني هنا يأتي دور رب العالمين, ودبرها بحكمته فأتقن وابرم, إلى هنا إلى هذه الجملة انتهينا من الحمد الإلهي, قال: الحمد لله الآن بعد ذلك قال: فسبحان الذي, لان الحمد ينفصل عن التسبيح والتنزيه >وان من شيء الا يسبح بحمده< هذا يسبح بحمده ثابت بكل القرآن الا في موارد نقول: بأنه ليس كذلك, يسبح بحمده في كل القرآن الحمد ينقطع عن التسبيح أو لا ينقطع هنا نجد مباشرة بعد الحمد الله جاء دور التسبيح فقال: سبحان الذي تجلى وهذا بحثه سوف يأتي .

     

     

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/02/19
    • مرات التنزيل : 2740

  • جديد المرئيات