نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (46)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: لان ذاته تعالى اقتضت بذاته بحسب مراتب الإلوهية والربوبية صفات متعددة متقابلة كاللطف والقهر والرحمة والرضا والغضب والسخط وغيرها وتجمعها النعوت الجمالية والجلالية, إذ كل ما يتعلق باللطف فهو الجمال وما يتعلق بالقهر فهو الجلال.

    قبل أن ندخل في بحث هذا اليوم بودي أن أشير إلى نكتة أو نكتتين من بحث الأمس فيما يتعلق بقوله: والقيومية على احد معنييها, نحن بيناها بنحو قلنا: يوجد بعدان المراد هو البعد الأول لا البعد الثاني, في بعض كلمات الأعلام أن القيومية لها إطلاقان تارة تطلق ويراد منها القائم بذاته المقوم لغيره, هذا ليس هو المراد هنا, وأخرى تطلق ويراد القائم بذاته.

    إذن: عندما قال بأحدهم على احد معنييها إشارة إلى هذا الذي ذكره بعض الأعلام من أن المراد من القيوم أو أن القيوم له إطلاقان تارة يطلق بهذا النحو وأخرى يطلق بذاك النحو, هذه قضية.

    القضية الثانية: هذا المعنى الذي اشرنا إليه بالنسبة إلى الاخوة وهو أنه أساساً الفرق بين مقام الاحدية والواحدية ليس مرتبط بعالم المفهوم يعني انه في الاحدية هناك جمع مصداقي ومفهومي وفي الواحدية مصداقي واختلاف مفهومي, هذا البيان يتكرر في كلمات شيخنا الأستاذ الشيخ جوادي حفظه الله انه يميز بين مقام الواحدية والأحدية بهذا النحو, وهو انه جمع الجمع يعني الجمع المفهومي والمصداقي أما الواحدية الجمع يعني الجمع المصداقي وان كان اختلاف مفهومي.

    هذا البيان نحن لم نقبله في الابحاث السابقة قلنا بان التمييز بين الاحدية والواحدية ليس بهذا النحو وإنما التمييز بين الاحدية والواحدية مرتبط بالمصداق الخارجي فانه في الاحدية إسقاط التعينات, نفي التعينات, أما في الواحدية جمع التعينات, ومن هنا في الاحدية لا توجد كثرة بأي نحو من الأنحاء بخلاف الواحدية توجد كثرة, ولكن عندما نقول كثرة لا يتبادر إلى الاخوة يعني كثرة  تباينية لا هذه موجودة جميعا بوجود واحد حقيقة كما أن

     

    النفس بتعينات العقل والوهم والخيال والحس تتعدد شؤونها ولكن تعدد الشؤون ليس معناه تعدد النفس التي هي وراء هذه الشؤون.

    هذا المعنى في عبارة الفرغاني التي ينقلها في مصباح الأنس في الطبعة الحجرية ص63, تعالوا معي حاشية شيخنا الأستاذ الشيخ حسن  زاده في الحاشية رقم واحد تقريبا وسط الحاشية قال: إذا قال الفرغاني كما في مصباح الأنس, الآن نظروا كيف يميز بين الاحدية وبين الواحدية  لا يميز أن احدهما يوجد مفهوم والآخر لا يوجد مفهوم, انظر قال: الاحدية سقوط كافة الاعتبارات المراد من الاعتبارات هنا يعني التعينات يعني الشؤون, سقوط كافة الاعتبارات إذن لا توجد كثرة شأنية.

    أما والواحدية تعلقها في ظهور الذات ومتعلق, الآن دعوها يأتي, ومتعلق الاحدية بطون الذات وإطلاقها وأزليتها, التفت جيدا, ونسبة الأحد إلى السلب أحق من نسبة من الأحد إلى الثبوت, التفتوا جيد ما معنى السلب هنا؟

    ليس المعنى الذي اشرنا له نحن, مراد من السلب هنا نفي التعينات الذي مرجعه إلى أن هذه الذات توجد فيها كثرة أو لا توجد, لذا عبروا هذا التعبير أحفظوه جيدا وهو أن الاحدية إلى السلب اقرب وان الواحدية إلى الثبوت والإثبات اقرب.

    قال: ونسبة الاسم الأحد إلى السلب أحق من نسبة الاسم إلى الثبوت, وأما متعلق الواحدية, الآن ما هو متعلق الواحدية التفت, وأما متعلق الواحدية وهي اعتبار اندراج النسب, وهذه النسب واحدة أو متعددة؟ هذه الإضافات والشوون والتجليات متعددة, الغير المتناهية في أول رتبة الذات وتحقق تفصيل تعيناتها في ثاني المرتبة, تلك الامور الموجودة في مقام الاحدية غير المتناهية بلا تعينات في التعين الثاني يحصل فيها تعدد يحصل فيها تفصيل, وهذا الذي عبرنا عنه أن مقام الاحدية ومقام الواحدية الفرق بينهما بالإجمال والتفصيل, وليس معناه أن الموجود في مقام الواحدية غير موجود في مقام الاحدية, كل ما هو موجود الواحدية موجود في مقام الاحدية ولكنه هناك موجود بنحو الاجمال والبساطة بنحو الوحدة, بنحو الاستبطان, إستجنان, أما في مقام الواحدة موجود بنحو التفصيل بنحو الكثرة, وهذه الوحدة والكثرة البساطة والتفصيل هذه كلها مرتبطة بعالم التعينات يعني الاحدية لا توجد تعينات في الواحدية توجد تعينات, فمن هنا في الواحدية تعين العلم تعين السمع تعين البصر أما هناك لا يوجد عندك تعين العلم عندك كمال العلم لا تعين العلم.

    قال: لذا تنشأ من هذه الوحدة أعيان الكثرة, أما على مستوى الصور العلمية الاعيان الثابتة, وأما على مستوى الاعيان الخارجية فتصير حقائق عينية, اتضح الفرق بين الواحدية والأحدية.

    هذا المعنى للاخوة الذي يطالعون الفارسي بشكل واضح ومفصل ورد في كتاب السيد الآشتياني في شرح مقدمة الفصوص لا في تعليقاته, في شرح مقدمة الفصوص صفحة 244, عبارته هذه > يقول مقام أحدية هيج حكم آز احكام بر نمي دارد < أما بخلاف مقام الواحدية فيه احكام حكم العلم غير حكم القدرة>كه مقام تعين علمي ولي نا بنحو تمايز صفات وتعينات آز يك ديكر< هناك يوجد علم, نسبة علمية موجودة ولكن بنحو تتميز الصفات ليس تميز مفهومي البحث ليس في المفهوم البحث الفرق بين الواحدية والأحدية نحن  نتكلم في عالم المفاهيم أو في عالم المراتب الخارجية, الاحدية والواحدية مرتبتان بحسب الحمل الشائع والمصداق الخارجي لا بحسب المفهوم, > أين حقيقة اكر با صفة الصفات در مقام تكثر حقيقي در واحدية لحاظ شود ذات بلحاظ أين صفة اسم ميكونيد < واضح الفرق بينهما.

    البحث في هذا اليوم عندنا مبحثين, أنا أقدم البحث الأول ولكن البحث الثاني في الضمن اذكر ضعوا ذهنكم معي, نحن إلى لنبدأ من الأسفل وليس من الأعلى إلى هنا قلنا أن تكثر هذه الاعيان الخارجية صار بعضها سماء بعضها ارض بعضها انسان بعضها بقر بعضها ملك بعضها عقل بعضها نفس إلى غير ذلك هذه الغير متناهية, قلنا سبب هذا الاختلاف منشأه اختلاف الاعيان الثابتة, لأنه هذه كل واحدة منها مظهر من مظاهر العين الثابتة.

    سؤال: هذه الاعيان الثابتة لماذا اختلفت؟

    الجواب: أن الاعيان الثابتة هي مظاهر الأسماء في مقام الواحدية فان عين ثابتة, أحفظوا هذا التسلسل, فان كل عين ثابتة بمثابة مظهر لاسم من أسمائه, التفت جيدا الأسماء محدودة لأنه بعد ذلك سنرجعها إلى سبعة والباقية نرجعها إلى أربعة والأربعة نرجعها لعله إلى اثنين, إذن هذا التعدد من أين جاء؟

    الجواب: أن هذه الاسماء وان كانت الأمهات وما يتفرع منها محدودة ولكنه هذه الاعيان ليست مظاهر الاسماء بما هي هي بل مظاهر تناكح الاسماء بعضها مع بعض فان الاسماء عندما يحصل هذا النكاح الاسمائي الذي هو بحث مفصل سيأتي الكلام عنه, هذا البحث الذي يشير إليه تعالوا معنا إلى صفحة 71, واعلم أن بين كل اسمين متقابلين اسما ذا وجهين وجه من هذا ووجه من هذا, وهذا الذي يعبر عنه نتيجة كل تناكح بين اسمين ماذا؟ اسم ثالث متولد منهما, لا يذهب ذهنك ولكنه استعارة من هذه الاصطلاحات الموجودة عندنا للوصول إلى معارف حقيقة, متولدا منهما برزخا بينهما, بين الاسمين, كما أن بين كل صفتين متقابلتين صفة ذات وجهين متولدة منهما ويتولد مفهومياً من اجتماع الاسماء بعضها مع بعض سواء كانت الاسماء متقابلة أو غير متقابلة أسماء غير متناهية ولكل منها, من هذه الاسماء مظهر في الوجود العلمي الذي هو العين الثابتة,  ومظهر في الوجود العيني الذي هو الاعيان الخارجية الكونية, اتضح المعنى.

    إذن: الآن هذه الكثرة العينية مرجعها إلى كثرة  الصور العلمية التي هي الاعيان الثابتة, وكثرة الصور العلمية مرجعها إلى الكثرة الاسمائية, الكثرة الاسمائية من أين تأتي؟

    قلنا بان هذه الكثرة الاسمائية ليست كثرتها, الاسم من أين يأتينا؟

    يأتينا من الصفة التي تبين تعينا وشانا من شؤون الذات, إذن الأصل في الاسم هو الصفة, ومن هنا إنشاء الله تعالى يتضح بعد قليل انه في جملة من الأحيان يطلق على الصفة اسم لان الصفة هي منشأ تحقق الاسم. هذه الشؤون التي كانت هي صفات والصفات صارت سبباً للأسماء هذه الصفات لماذا تعددت؟ نحن قلنا بأن الاسماء مرجعها إلى تعدد الشؤون والصفات لكن هذه الصفات لماذا تعددت؟

    الجواب: هو انه هذه الصفات تعددت لان هذه الصفات التي صارت شؤوننا وتعينات هذه مرجعها إلى تلك الكمالات المستجنة في مقام الاحدية (كلام لاحد الحضور) احسنتم العلم غير موجود, التفت العلم غير موجود, القدرة غير موجودة بما هما تعين, السمع بهما تعين غير موجود ولكن كمال العلم, كمال القدرة, كمال السمع, كمال البصر, المتصورة موجودة هناك موجودة أو غير موجودة ؟

    هذه يعبرون عنها في جملة من الأحيان بالمعاني العقلية, ضع ذهنك معي, هنا يأتي كلام هذا التساؤل: نحن نتكلم عن المصداق, عن تلك الكمالات, أو المراتب الغيبية لماذا يعبر عنها معاني معقولة؟ هنا عند صدر المتألهين, بيان قيم لتوجيه لماذا يعبر عن تلك المراتب الغيبية التي هي وراء أو منشأ هذه الشؤون والصفات يعبر عنها بمعان معقولة؟

    التفت جيدا أريد أن اربط لك البحث ليس همي أن اقرأ لك النص أريد أن ارتب البحث.

    قال: في صفحة 65 السطر الثالث, قال: وهي معاني معقولة  في غيب الوجود, إذا صارت معقولة فماذا علاقتها في غيب الوجود الذي هو مرتبط بالمصداق والوجود الخارجي يعني مرتبط بالأحدية والأحدية مفهوم أو مصداق, الاحدية مفهوم أو مرتبة وجودية؟ مرتبة وجودية إذن لماذا يعبر عنها معاني معقولة؟

    هنا عبارة ينقلها شيخنا الأستاذ الشيخ حسن  زاده, تعال معي هذه المعاني المعقولة يعبر عنها مراتب غيبية, يعني هذا الشأن وهذه الصفة لها غيب وغيبها في الاحدية لأنه تعينها وكثرتها في مقام الواحدية إذن باطنها غيبها أين؟

    هذه المراتب الغيبية يعبر عنها بالمعاني المعقولة, انظروا ماذا يقول ملا صدرا تعالوا معي إلى صفحة 65 حاشية رقم 2, قال صدر المتألهين في شرح آية الكرسي والتكثر في الاسماء بسب تكثر الصفات, وذلك التكثر, أي تكثر الصفات, إنما يكون باعتبار مراتبها الغيبية, التفت جيدا.

    إذن: هذا التكثر في الصفة منشأه ما هو؟ أنه لكل شأن له ماذا, هذا الظاهر له باطنه أين؟ باطنه في مقام الاحدية.

    سؤال: الطريق إلى ذلك الباطن من أين يمر؟ يمر من خلال الصفة إذا عرفت الصفة, يعني إذا أردت أن تقف على باطني اعرف كتابي إذا عرفت كتابي تعرف ماذا؟ الآن إذا اسألك هل تعرف ماذا يوجد من معلومات عندي؟ لا تستطيع, أما اذا ظهر, إذا كان باطناً لا تستطيع أن تعرف لا  طريق إلى معرفته إلا بإظهاره, هذا الإظهار الذي هو  التعينات والشوون تكون مفاتيح الغيب, وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هُو, التفت جيدا إذن الصفات تكون مفاتح أو مفاتيح لا يوجد بينهما فرق كثير واضح صار لماذا يعبر عن الصفات مفاتيح الغيب, الآن تعرف لماذا أن صدر المتألهين واحدة من كتبه يسميها مفاتيح الغيب ماذا يريد أن يبحث؟ واضحة النكتة أو لا؟ التفت جيدا إلى الآن لم نصل إلى النكتة التي نريد.

    قال: وذلك التكثر في الصفات إنما يكون باعتبار مراتبها الغيبية التي, أي الصفات, هي مفاتيح وهي, أي المراتب الغيبية, وهي معان معقولة في عين الوجود الحق, هذه العبارات يتبين أنه أخذها من القيصري لأنه هذه عبارات القيصري هنا في المتن ولكن يشرحها الآن , ما معنى أن تلك المراتب الغيبية معان معقولة؟

    يقول: بمعنى, لماذا سميت تلك المراتب الغيبية باطن الصفات تسمى معانٍِ معقولة لماذا؟

    قال: بمعنى أن الذات الإلهية, يعني مقام الاحدية, لو وجد في العقل أو أمكن أن يلحظ الذهن تلك الذات لكان ينتزع منه هذه المعاني, يقول: علم قدرة سمع بصر, لذا تسمى تلك المراتب الغيبية بمعان معقولة, اتضحت النكتة.

    قال: لكان ينتزع منه هذه المعاني ويصف الذات بها فهو في نفسه, أي الذات, مصداق لهذه المعاني, وليس أن هذا اللفظ هناك موجود بل مصداقها هناك موجود, اتضح البحث إلى هنا. إذن التسلسل كيف مر؟ ما هو التسلسل؟

    الأعيان الخارجية مظاهر الأعيان الثابتة, الاعيان الثابتة مظاهر الاسماء, الاسماء وتعددها نتيجة تعدد الشؤون والصفات, الشؤون والصفات لماذا تعددت؟

    لتلك المراتب الغيبية الكمالات اللا متناهية الموجود في الذات الاحدية, اتضح هذا التسلسل, إذن يمكن أن نسال لماذا وجد هذا التعدد؟

    الجواب: نعم يمكن أن نسأل والجواب لأنه كل واحدة من هذه الامور مظهر لكمال من كمالات الذات, هذا الموجود مظهر لكمال, هذا الموجود مظهر لكمال, إلى أن نصل إلى ذلك الموجود الذي هو مظهر لجميع الكمالات الذي عبرنا عنه بالإنسان الكامل.

    إذا اتضح هذا البيان عندك أتصور تقترب مقدارا من قوله أو القول المنسوب إلى الشيخ, ما جعل المشمشة مشمشة ولكن أوجدها, لان هذه المشمشة مشمشة هي مظهر من مظاهر الكمالات الذاتية للحق سبحانه وتعالى.

    إذا كان الامر بهذا الشكل فلنأخذ نتيجة كلامية مباشرة حتى لا يذهب منا البحث, فعندما تضع يدك على أي موجود هل تستطيع أن تقسمه إلى حسن والى غير حسن أو لا تستطيع؟

    كل ما خلق فهو حسن, {الذي أحسن كل شيء خلقه} عندنا آيتين خلقه وخلقا, خلقه ثم بدأ خلق الإنسان من طين ميز الإنسان الإنسان له خصوصية, إذن نحن عندنا جيد وغير جيد, عندنا حسن وسيء أو ليس عندنا؟  نعم هذه الموجودات في بعض مراتبها  في سيرها الصعودي والتكاملي يزاحم بعضها بعضا, من هذا التزاحم انت تنتزع سيئة تقول ساءه, تقول مرضه, تقول منعه, تقول إلى غير ذلك, {الله خالق كل شيء الذي أحسن كل شيء خلقه} واضح صار.

    إذن: إذا شخص ينظر إلى هذا  الوجود كله هل يستطيع أن يرى فيه قبيحا أو لا يستطيع سلام الله عليكِ سيدتي زينب > ما رأيت الا جميلا < لان لا يوجد قبيح, قتل الحسين انت تراه قبيحا ولكن هذا ليس جميل فقط بل يعد هذا في  قمة الجمال الإلهي, نعم إذا نظرت إليه أنا قلبي يتألم نعم هذه التزحمات قد تكون كذا ولكن هو في نفسه هذا العمل هذه الهندسة الإلهية الجبارة التي أوصلت نظام النبوة والوصاية إلى كربلاء يقام بها, هذا قبيح حتى يسأل لما أو انه ليس جميل بل فوق الجمال, انظروا إلى الرؤية كيف تختلف عند ذلك كثير من القضايا تحل. هذا بحث أساسي أنا أشرت إليه حتى تتضح العبارات بشكل جيد وإنشاء أحاول أن أطبق بعض العبارات, الآن تعالوا إلى بحثنا حتى نطبق اليوم بعض العبارات.

    لأن ذاته, أي ذاته الاحدية لأنه تقول اقتضت, لان ذاته اقتضت, أما لماذا أن الذات اقتضت؟ إنشاء الله بيانه سيأتي بعد ذلك وتقدم مفصلا في تمهيد القواعد, ما هو؟ كنت كنزا مخفيا, إشارة إلى المعاني الغيبية, قلنا سيدنا مرارا حديث عن ذاك اللا بشرط المقسمي لا يوجد هنا, الحديث نحن نتكلم عن المراتب من الاحدية ونزولا > كنت كنزا مخفيا< يعني المراتب الغيبية للصفات والشوون يعني بعبارة أخرى: المعاني المعقولة في ذات الحق, هذا مرتبط بمقام الاحدية > كنت كنزا مخفيا فأحببت أن اعرف < أريد الآن أن يعرفوني كيف يعرفوني هل يستطيعوا أن يدخلوا إلى باطني ليعرفوا أو لا يستطيعون؟ لا يستطيعون الا الظهور فعندما ظهرت تلك المراتب الغيبية صارت شؤون وصفات وأسماء وترتب عليها أعيان علمية واعيان خارجية, > كنت كنزا مخفيا فأحببت أن اعرف فخلقت< إذن: لا طريق للوصول إلى تلك المراتب العينية أو تلك المراتب الغيبية الا بطريق الواحدية وما يترتب على الواحدية لذا قال: لان ذاته تعالى اقتضت, وقيد مباشرة لذاته حتى لا يتبادر إلى ذهنك يوجد عامل خارجي أدى به أن يقتضي لا هذه المحبة هي التي أدت إلى ذلك, تعالوا معنا حتى العبارات نربطها بعضها إلى بعض صفحة 66.

    قال: ومن وجه يرجع التكثر, التكثر الصفاتي والشؤوني, إلى العلم الذاتي لان علمه تعالى بذاته لذاته اوجب العلم بكمالات ذاته في مرتبة أحديته ثم المحبة الإلهية اقتضت ظهور الذات بكل من هذه الكمالات على انفرادها متعينا في حضرته العلمية  أعيان ثابتة, ثم العينية, الاعيان الخارجية, الأول بالفيض الأقدس والثاني بالفيض المقدس جيد.

    قال: لان ذاته تعالى بذاته اقتضت, ولكنه هذا الاقتضاء مرتبط بهذه الكثرة أين, بحسب مراتب الإلوهية والربوبية, اقتضت صفات متعددة بعضها مترادفة بعضها متقابلة, لأنه عبر عنه في صفحة 71, قال: متقابلة أو غير متقابلة, تعدد موجود ولكن ليس كل تعدد يعني تقابل, متقابلة اللطف والقهر والرحمة والغضب والرضا, والسخط, وغيرها, هذه الصفات كلها المتقابلة وغير المتقابلة تجمعها.

    قال: تجمع هذه الصفات جميعا النعوت الجمالية والجلالية, ما معنى النعت الجمالي هو الذي إذا عرفته تنجذب إليه؟ ما معنى النعت الجلالي هو الذي إذا وقفت عليه تنفر منه؟

    واضح جدا الجنة إذا عرفتها جنابك تنجذب إليها, النار إذا عرفتها تنفر, الرضا الإلهي إذا عرفته ماذا, في بعض الأحيان ترى إذا عندك عمل مع شخص مرتاح يضحك تقول هذه وقتها الآن لابد أن أتكلم معه, وإذا رايته مثل جنابي 24 ساعة مثلي انطبق تقول ماذا افعل معه هذا, الآن لا تستطيع أن تتكلم معه, هذا معناه غلبت الاسماء الجلالية علينا مولانا.

    لذا من هذا البيان يتضح لك لماذا أن رسول  |عندما يأتي يقول: > أرحنا يا بلال< لأنه في ذلك الوقت تنفتح أو تنبسط عله أسماء الجمال, ولكنه يصفر تارة ويحمر أخرى وتأخذه رجفة ورعشة فهنا تظهر له أسماء الجلال, كلها حالات مختلفة.

    قال: وتجمع هذه الصفات المتعددة النعوت الجمالية والجلالية إذ كل ما يتعلق باللطف فهو الجمال ويؤدي الانجذاب إلى العطف, إلى الرحمة, إلى غير ذلك, وما يتعلق بالقهر فهو الجلال.

    إذن: الجلالية الجمالية لها اصطلاحان, مرة تطلق  الجمالية والجلالية ويراد منها الثبوتية والسلبية, الجلالية ينزه عنها والثبوتية تثبت له, لا هنا كلها ثابتة له جمالية كانت أو جلالية ولكن بعضها تنجذب وبعضها لا تجذب. الآن في  الوسط ذكر قاعدة وليته لم يذكر هذه القاعدة لأنه وقتها إنشاء تعالى وقت مناسب يأتي, وهو انه يقول: ما من جمال ظاهر الا ويستطبن جلالا, وما من جلال ظاهر الا ويستبطن جمالا.

    وهذا معنى القاعدة التي يتذكر الإخوة نقحناها في تمهيد القواعد قلنا: بأنه إذا ظهر اسم من الاسماء وصار مظهر لاسم  من الاسماء هذا ليس معناه أن باقي الاسماء غير موجودة بل هي موجودة  ولكن موجودة بنحو الاستجنان, البطون, الآن كما هو واضح هذه النجوم الموجودة في السماء هذه الآن ليس فيها نور؟  لا فيها نور ولكن استجنت بنور الشمس لا انه ليس فيها نور, فيها نور ولكن غلب عليها نور آخر, بطن نورها وظهر نور آخر.

    الآن يذكر بعض المصاديق بعض هذه المصاديق قد نقبلها قد نناقش بها ليس البحث هنا البحث في الأصل الكبروي: وهو انه يقول: {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب} واقعا كذلك, ظاهر جلال أو جمال في القصاص؟ جلال, قتل ذبح قطع, أيدي قطع, قطع أرجل, ولكنه يقول في باطنه يوجد حياة عبارة أخرى ينقلها عن أمير المومنين ×, وقال أمير عليه أفضل الصلاة, هذه المرة أخرى أحفظوها حتى غدا إذا قال لك احدهم لماذا تقرؤون كتب هؤلاء قولوا: والله بالله كلما ذكر علي بن ابي طالب مرة لم يقل علي أبدا, فلهذا مع الأسف تعارف عند بعض المثقفين  وإنصاف المثقفين يتصورن بان هذا من الكمال عندما يقول قال علي يعني يتصور>هواي صار ميانه مثلا< انظروا كيف يحفظ هؤلاء الأدب لا يوجد قال علي × أبدا, وقال أمير المؤمنين هذه مرة قالها في نفي الصفات عنه قال: قال أمير المؤمنين, وهذه المرة الثانية, هذه سجلوها حتى فيما بعد تقول في المقدمة ذكر عليا خمس مرات وكل مرة قال ماذا؟ بيني وبين الله انسان هكذا أدب عنده؟ فليقف في الصلاة يصلي بهذا الشكل >والله خيخلي رجليه فوكاتهن بهذا الشكل» ليس مهم, المهم هذا أدبه مع أمير المؤمنين × الذي نحن  كثير من عندنا هذا الأدب لا نحفظه مع الأسف الشديد.

    قال: قال أمير المؤمنين >سبحان من اتسعت رحمته لأوليائه في شدة نقمته, وأول دعاء الافتتاح هذا الآن أنا ما أحفظه هذا المضمون موجود, يعني ظاهر رحمة وباطن نقمة, ظاهر نقمة وباطن رحمة, سبحان من اتسعت رحمته لا وليائه في شدة نقمته واشتدت نقمته لا عدائه في سعة رحمته»

    هذه الخطبة واردة في الخطبة رقم 90 حسب الذي كتبه هنا, اقرأ لكم النص طبعا يوجد تغيير طفيف بالنص, النص بالضبط هذا أولاً سبحان لايوجد فيها, النص هذا>هو الذي اشتدت نقمته على أعدائه في سعة رحمته< فالمتأخر في كلام الأمير متقدم >اتسعت رحمته لأولياءه في شدة نقمته< هذا بنحو عام واقعا تطبيقه كثيرا موجود, أعطوني هذا القرآن,  هذه الآيات التي نحن مراراً قرأناها للاخوة بعض الآيات {أخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون} عجيب هذا البأساء والضراء إذا أدى أن يكون الإنسان كذا بينك وبين الله, نعمة أو نقمة؟ ظاهرها جلال, و اقلها يهرب الإنسان من البأساء والضراء  ولكن باطنه جمال يوصل الإنسان العبد{فقطعنا دابر القوم الذين} مضمون الآية في الأخير الحمد لله رب العالمين, انت تقول قطعنا دابرهم فما معنى الحمد لله رب العالمين؟ الحمد لله رب العالمين يعني هناك نعمة ولا بد أن يشكر عليها ولابد أن يحمد عليها, {تقول قطعنا دابر القوم الذي} فالحمد لله ليس لها معنى هنا؟

    الجواب: إشارة إلى معاني ومنها ما ورد في سورة الرحمن الذي مرارا قرأناه للاخوة من الآيات 31 , فما بعد انظروا ماذا يقول تعالى, قال تعالى{سنفرغ لكم أيها الثقلان} الآن ليس عند شغل فيكم مشغولين عنكم عندنا شغل كثير الآن يوم القيام(انفرجيكم) بتعبير الأخ اللبناني, يوم القيامة نحن نقول(نوصل بخدمتكم)  صحيح أو غير صحيح, احسنتم, انت في بعض الأحيان تتكلم مع أولادك وهم يؤذونك وأنت عندك ضيف أو عندك مطالعة فتقول لهم ماذا تريدون أن تفعلوا افعلوا ولكن سأفرغ لكم, الله سبحانه وتعالى واقعا في هذه اللغة العرفية يقول{سنفرغ لكم أيها الثقلان} كل شغلي ادعه جانبا وان كان لا يشغله شان عن شان, ولكن هذه كناية عن تمام الظهور والمحاسبة هناك, سنفرغ لكم أيها الثقلان} بينك وبين الله هذا تهديد وعيد؟ ماذا تفهم من هذه الجملة{فبأي آلاء ربكما تكذبان} أي آلاء هنا مولانا هنا {سنفرغ لكم أيها الثقلان} ما هي العلاقة بين نفرغ لكم وبين بأي آلاء ربكما تكذبان, آلاء يعني النعم تتفرغ حتى تحاسبني بشكل جيد يعني هذه نعمة مولانا؟ أو انه تتجاوز عن واعبر نعمة؟ هذه واحدة.

    ثانيا: قال: {يرسل عليك شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران فبأي آلاء ربكما تكذبان} عجيب آلاء هنا مولانا نار, ونحاس, وفلا تنتصران إلى آخره.

    {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان}  لماذا لايسأل عن ذنبه انس ولا جان؟

    يقول: مباشرة نأخذهم لأنه {يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام} نحن نحتاج نسال احد أو لا نحتاج لماذا لا نحتاج؟

    لأنه أنا بينت في معنى الميزان في مطارحات في العقيدة قلت معنى الحساب ليس معناه يجلسون ويضربون اثنين زائد اثنين يساوي أربعة, معنى الحساب نتائج العمل يروك إياها,{اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} لا يحتاج إلى احد يحاسبك هذا عملك هذه الذي بذرته وهذه النتيجة انظر انت ماذا عملت, انت لا يحتاج إلى أن تحاسب لهذا انظر يقول:{مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها} ياويلتاه مفهومياً فيها, فيها ثبور, فيها ويل, اذن نحن هناك لا نقول انت ماذا عملت {فيومئذ لا يسال عن ذنبه انس ولا جان فبأي آلاء ربكما تكذبا} عجيب ما هو ربط الآلاء هنا,{يُعر ف المجرومون بسيماهم  فيؤخذ بالنواصي والأقدام فبأي آلاء ربكما تكذبان}  ألطفها جميعا هذا المقطع الأخير {هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن فبأي آلاء ربكما تكذبان}  بينك وبين الله ما هي العلاقة بين جنهم والطوف في جهنم وبين انها من نعم الله ومن آلاء الله هذه إشارة إلى هذه القاعدة. الآن يوجد بعض النقوض على هذه القاعدة يعني واقعا النار يوم القيامة ظاهرها جمال أو جلال, يعني يوجد فيها بطون جمال أو ليس فيها؟  على هذه القاعدة لابد أن يكون فيها الجنة ظاهرها جمال أو جلال؟

    جمال, يعني يوجد فيها بطون نقمة وجلال أو لا يوجد فيها؟

    على هذه القاعدة يكون فيها وهذه واقعا الالتزام بهما يحتاج قليلا إلى تأمل يأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/05/21
    • مرات التنزيل : 1845

  • جديد المرئيات