نصوص ومقالات مختارة

  • مواقف في الصميم (2) – أهمية مقولة جواز التعبّد بجميع المذاهب الإسلامية ق1

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    من هذه الحلقة نحاول أن نقف عند هذه المقولة التي أشرت إليها في الآونة الأخيرة وهي مسألة جواز التعبد بجميع المذاهب الإسلامية هذه المسألة كما تعلمون أثارت لغطاً كبيراً وكثيراً في بعض الأوساط العلمية وكان بودي أن الأعزة الذين يريدون أن يتكلموا في مثل هذه المسائل أن يتعرفوا على الحيثيات التي تستند إليها هذه المقولة ولكنه في المقدمة بودي أن أشير إلى مسألة أساسية وهي انه أساساً أين تكمن أهمية طرح مثل هذه المسألة يعني نحن لماذا طرحنا هذه المقولة وهذه المسألة وهذه الفتوى التي أفتي بها واعتقد بها لا يتبادر إلى ذهن احد نحن عندما اشرنا إلى هذه المقولة أنها كانت كمقولة نظرية لا نتبناها لا نتبنى ذلك فكرياً وعقدياً وفقهياً وسأبين حيثيات وأدلة ذلك ولكنه في المقدمة لابد أن نشير إلى انه واحدة من أهم الأمراض التي ابتليت بها الأمة الإسلامية عموماً على مر التأريخ بل ابتليت بها المجتمعات الدينية عموماً على مر التأريخ هي مسألة عدم قبول الآخر.

    بودي أن الأعزة يلتفتوا إلى هذه المسألة نحن نجد بأن مسألة عدم قبول الآخر رفض الآخر، إقصاء الآخر، تكفير الآخر دينياً، وهذه ليست مختصة في الأمة الإسلامية نحن عندما نرجع إلى الحروب الثلاثين عام بين الكاثوليك والبروتستانت أعزائي في أوروبا والحروب الدينية التي وقعت في قرون متعددة في أوروبا نحن عند ذلك نجد أن المسألة ليست جديدة في الأمة الإسلامية وهكذا عندما نرجع إلى تأريخ الأمة الإسلامية الخلافات التي وقعت بين أو التقاتل ودخول السلطة على الخط مقصودي السلطة السياسية لترجيح أصحاب الحديث على أصحاب الرأي أو ترجيح أصحاب الرأي على أصحاب الحديث وانتم عندما ترجعون إلى مسألة خلق القرآن وان القرآن مخلوق أو ليس بمخلوق وما حدث في العصر العباسي في عصر المأمون في عصر المتوكل والأحداث التي عبّر عنها بالفتنة وغيرها وغيرها كثيرة جداً ما وقع بين الصوفية وبين أهل السنة ما وقع بين الاشاعرة وبين المعتزلة ما وقع بين السنة والشيعة ارجعوا إلى التأريخ تجدون في القرون الأولى وخصوصاً في القرن الرابع والخامس وما بعد ذلك وما قبل ذلك وهكذا أعزائي.

    حتى في المدرسة الواحدة يعني في مدرسة أهل البيت الخلافات التي وقعت بين الأصولية وبين الأخبارية الخلافات التي الآن نعاصرها بين الوهابية أو من ينتمون إلى محمد بن عبد الوهاب وبين غيرهم وتكفير أهل السنة بعضهم بعضا انتم الآن تجدون الآن هذه الحركات التي تدعي أنها تريد أن تطبق الإسلام في الواقع السني تجدون أنهم كما يقتلون الشيعة يقتلون السنة كثير من التفجيرات التي وقعت في البلدان العربية والإسلامية وخصوصاً التجربة في العراق تجدون بأنهم لم يقصروا أولئك التكفيريين لم يقصروا في قتل أهل السنة كما قتلوا مولانا الشيعة أعزائي أين تكمن المسألة أين واقعاً يعني النقطة الأساسية التي ينطلق هؤلاء منها لهذا التكفير سواء على مستوى التأريخ في تأريخ صدر الإسلام والقرون السابقة أو على مستوى الإسلام المعاصر.

    انتم انظروا إلى البلدان الإسلامية والآن خير نموذجاً لنا على ذلك هي القضية مولانا الآن في العراق وانتم تجدون ماذا يجري أعزائي اطمئنوا أن القضية الأصلية تكمن فيما يلي أوّلاً أن كل فرقة أو مذهب أو طائفة تعتقد أنها تملك الحقيقة مطلقاً أن الحقيقة موجودة عندها ولا توجد عند غيرها طبعاً واستندوا إلى روايات ادعوا تواترها وهي مسألة الفرقة الحقة أو الفرقة المحقة أو الفرقة ماذا الناجية ونحو ذلك والآن أنا ما أريد أن ادخل فيها هذا الأصل الأول، الأصل الثاني عدم قبول الآخر يعني لا توجد عندنا ثقافة قبول ماذا؟ قبول الآخر القضية الثالثة عدم نجاة الآخر في الآخرة يعني لا انه فقط يكفره في الدنيا بل يعتقد بأنه من المخلدين في النار أين في الآخرة ومن هنا انتهينا إلى مثل هذه النتائج التي انتم ترونها وهي انه يتقرب إلى الله تعالى بقتل الآخر الذي لا ينتمي إلى الفكر الذي ينتمي إليه طبعاً هذه القضية أعزائي أنا أقول أريد أضع يدي الآن على تجربة نعيشها في العراق في هذا العقد والنصف الأخير أعزائي نعيشها في العراق نجد بأنه أساساً كل الأحزاب فيما يتعلق بالأحزاب الإسلامية والإسلام السياسي واضح أنها كانت مؤطرة بإطار مذهبي أو طائفي وهذا واضح لا نحتاج إلى دليل بل نحن نجد حتى تلك الأحزاب وتلك التيارات السياسية من هذا الطرف أو من ذاك الطرف التي حاولت أن تنشئ حركات وأحزاب وتيارات عابرة للمذاهب أيضاً لم توفق في ذلك، بل حتى شيء غريب هذا بل حتى تلك التي تنتمي إلى الأحزاب والى الحركات المدنية يعني ليست لها مرجعيات دينية ولكن بقيت ضمن إطار وضمن السقف الإطار المذهبي والطائفي إذن أعزائي أين تكمن أو تكمنُ المشكلة هل حلها هاي المشكلة هل أن حل مثل هذه القضية التي ابتليت بها الأمة الإسلامية بل ابتليت بها الحركات الدينية عموماً والإسلام السياسي الآن في المنطقة وفي العراق خصوصاً هل حلها فقط يكون بالقضية الأمنية والعسكرية وجزاهم الله خيراً هذا جزء من الحل هل أن الحل يختصر في البعد السياسي وإعطاء المواقع السياسية في السلطة وفي الدولة حلها يكون بهذا هل أن الحل يكون بإعطاء الاستقلال أما الاستقلال إقليم معين أو كذا حل هذا أو أن هذه حلول جزئية لا يمكنها أن تحلّ الجذر الأساسي الذي يكمن وراء كل هذه المشكلة.

    أنا اعتقد أن المشكلة الأصلية تكمن في البعد الديني العقدي الفكري المعرفي إذن لابد أن نقف عند هذه المسألة وهذه الفتوى وهذه المقولة التي جاءت أو التي أشرت إليها وبينتها إنما هو لحل هذه المشكلة التي تضرب عمق الأمة الإسلامية عموماً وتضرب وضعنا الخاص في العراق بالخصوص وهذا ما سأحاول أن أقف عليه إن شاء الله تعالى في الحلقات القادمة والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/08/02
    • مرات التنزيل : 2266

  • جديد المرئيات