نصوص ومقالات مختارة

  • مواقف في الصميم (3) – الدليل الإجمالي لجواز التعبّد بجميع المذاهب الإسلامية ق 2

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    في الحلقة السابقة وقفت عند هذه المسألة وهي انه أين من أين تأتي أهمية مقولة جواز التعبد بجميع المذاهب الإسلامية أشرت إلى انه أساساً هذه المقولة وهذه الفتوى التي أفتي بها وكما قلت اعتقد بها هذه تحتاج إلى بيان والى الإشارة إلى الأصل والحيثيات التي تعتمد عليها، طبعاً كما هو واضح للمشاهد الكريم أنني لا أريد أن ادخل في البحث التفصيلي فيما يتعلق في البحث العقلي في البحث القرآني في البحث الروائي لا أريد أنا ادخل ولكنه بنحو الإجمال أشير إلى دليل هذه المقولة وسيتضح بأنّه هذا الدليل سوف يوسّع من دائرة جواز التعبد يعني نحن إلى هنا كنا نقول جواز التعبد بجميع المذاهب الإسلامية قد يأتي هذا التساؤل هل يجوز التعبد بغير الدين الإسلامي هل يجوز التعبد أساساً ببعض النِحل التي ليس لها أبعاد دينية أصلاً وغير مرتبطة بالأديان الإلهية هذا يرتبط بسعة وضيق الذي سنشير إليه أما الدليل بنحو الإجمال الدليل الذي يمكن أن نشير إليه هذا الدليل يقوم على أصول ثلاثة على قواعد ثلاثة أعزائي:

    الأصل الأول: أن المدار وان الملاك في جواز التعبد بأي عقيدة أو عملٍ من الأعمال إنما يدور مدار الدليل وليس الواقع يعني أعزائي نحن عندما نقول يجوز التعبد بالمذهب ألف أو بالمذهب باء لا نبحث عن أن الحق في الواقع مع ألف أو مع باء وإنما نبحث انه يوجد دليل على جواز التعبد أو لا يوجد دليل إذن الأصل الأول أن المدار والملاك هو على وجود الدليل على وجود الحجة، على وجود البرهان، وليس أنّه في الواقع صحيح أو ليس بصحيح أعزائي.

    الأصل الثاني بنحو الإجمال أعزائي لعلي إذا اضطررت في الأبحاث اللاحقة أفصّل الكلام الأصل الثاني أعزائي أن الدليل لابد أن يفيد الإنسان اليقين القطع، الآن لا أريد أن ادخل هل المراد هو اليقين الرياضي والمنطقي أو المراد هو اليقين الأصولي هذا بحث آخر معرفي لا أريد الدخول ولكنه لابد أن يكون عند الإنسان دليل على مستوى القطع وعلى مستوى اليقين ولو على مستوى اليقين الأصولي ولا يشترط أن يكون يقيناً رياضياً أو يقيناً منطقياً.

    الأصل الثالث: أن هذا الدليل لا يشترط أن يكون مصيباً للواقع ونفس الأمر قد يصيب الواقع وقد يخطئ الواقع من هنا أعزائي نجد طبعاً هذه المباحث التي أشرت إليها هاي الأصول الثلاثة يبحث عنها في نظرية المعرفة الدينية تقول سيدنا ما هو هذا القيد لماذا تقيّد المعرفة نظرية المعرفة بالدينية أعزائي نحن توجد عندنا نظرية معرفة عامة لكل المعارف الإنسانية وعندنا لكل دائرة من المعارف أيضاً نظرية ماذا؟ نظرية معرفة مختصة من قبيل ما ذكرنا انه يوجد عندنا منطق عام ويوجد عندنا منطق خاص مثلاً علم الفقه له منطق خاص به وهو الذي يصطلح عليه بعلم أصول الفقه علم أصول الفقه بتعبير أستاذنا الشهيد الصدر هو علم منطق علم الفقه أعزائي نظرية المعرفة أيضاً كذلك هذه الأصول الثلاثة هذه القواعد الثلاثة استدللنا عليها وأثبتناها في نظرية المعرفة الدينية الآن لا ادخل فيها طبعاً علما الأصول في مدرسة أهل البيت أيضاً اثبتوا هذه القواعد الثلاثة يعني أن علماء الأصول قالوا بحجية القطع يعني بحجية الدليل القطعي ليس إلا وقالوا بالتخطئة يعني نحن قد نصيب الواقع وقد نخطئ الواقع وقالوا أن المدار على الدليل وليس على الواقع وعدم إصابة الواقع في أبحاث التجري.

    الآن قلت لكم أنا لا أريد أن ادخل هذه المسألة معرفياً أما على مستوى نظرية المعرفة العامة أو على مستوى نظرية المعرفة الخاصة كل ما أريد أن أقف عنده هو أنه هل توجد عندنا أدلة نقلية، أُقيد هل توجد عندنا أدلة نقلية لإثبات هذه الأصول والقواعد الثلاث أو لا توجد؟

    أعيدها أعزائي الأصل الأول أن الملاك في جواز التعبد بأي ملةٍ أو نحلةٍ إنما هو الدليل ليس إلا.

    الأصل الثاني: أن الدليل لابد أن يفيد صاحبه العلم والاطمئنان والقطع.

    الأصل الثالث: أن هذا الدليل لا يشترط أن يكون مصيباً للواقع قد يصيب الواقع وقد يخطئ الواقع يعني المخطئة إذن هذه الأصول الثلاثة هل يوجد عليها دليل نقلي في النصوص الروائية الواردة عن النبي وأئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام أو لا يوجد دليل أقول للأعزة ليس دليلي فقط النصوص الروائية حتى يقول لي قائل سيدنا انتم تشككون في النصوص الروائية، هنا أدلتي عقلية في نظرية المعرفة وهذه النصوص الروائية إنما هي مؤيدات وشواهد لإثبات ذلك أو تؤيد ذلك الدليل العقلي الذي ثبت في نظرية المعرفة أعيد وأكرر مرةً أخرى ليس دليلي فقط النصوص الروائية حتى يقال أن هذه النصوص الروائية صحيحة أو ماذا؟ أو ضعيفة لا لا وإنما الدليل العقلي في نظرية المعرفة وهذه النصوص الروائية إنما هي الشواهد تؤيد هذا المعنى ولهذا إن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة سأقف عند جملة من النصوص الروائية التي تؤيد هذه الأصول الثلاثة التي أشرت إليها والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/08/04
    • مرات التنزيل : 2111

  • جديد المرئيات