نصوص ومقالات مختارة

  • مواقف في الصميم (6) – التكفير في كلمات أهل السنة ق 5

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    في الأبحاث السابقة انتهينا إلى نتيجة أساسية وبيّنا بأنه أساساً أن الإنسان إذا انتهى إلى أي نتيجة عقدية أو عملية وانتهى إلى أي معتقد من المعتقدات ولكن على أسس علمية ومنهجية فإنه سوف يكون مجزيا وهذا المعنى اشرنا إليه في أبحاث سابقة وهو جواز التعبد بجميع المذاهب الإسلامية بل اتضح من خلال البحث بأن هذا الملاك لا يختص بالمذاهب الإسلامية بل جواز التعبد بجميع الأديان الإلهية لكن ضمن الشروط الثلاثة التي اشرنا إليها ضمن القواعد والاصول الثلاثة التي اشرنا إليها بل جواد التعبد لا بأي ملة من الملل بل بأي نحلة من النحل اعتقد أن هذا هو الحق وانتهى إليه بالدليل العلمي القاطع عنده وقلنا فيما سبق أن المدار على العلم وان المدار على الدليل وان المدار على الحجة وان المدار والملاك على البرهان قل هاتوا برهانكم أن كنتم صادقين.

    ولكنه في مقابل هذا الاتجاه أو هذه المقولة التي أسسنا لها في الأبحاث السابقة قلنا هناك مقولة أخرى ولعلها هي المقولة المتداولة الآن بين جميع الفرق الإسلامية بل حتى كانت هي المتداولة انتم ارجعوا إلى تاريخ المسيحية تجدون كم قتلة من الكاثوليك وپروتستانت لأنهم كانوا يعتقدون أن النجاة في الآخرة مختصة بالكاثوليك ولا تشمل غيرهم الحروب التي وقعت في اروپا لعقود ولعله لقرون الحروب الدينية كان منشأها أن كل مدرسة وكل فرقة كانت تعتقد أن الحق معها وان النجاة لا تكون إلا لهم وهذه هو مفاد روايات الفرقة الناجية أو الفرقة بتعبير بعض علماء المدرسة الفرقة المحقة وهكذا يعني هم أساساً من الأول يصادرون الآخرين الفرقة المحقة يعني باقي الفرق كلها بعد لها حق أو باطلة؟ كلها باطلة وهذا هو الذي صار منشئاً مثل هذه النصوص ومثل هذا المنهج من التفكر بعدم قبول الآخر واعتقاد أن الحقيقة المطلقة في جيبنا لا في جيب الآخرين في كيسنا لا في كيس الآخرين عند مبنانا لا عند مباني الآخرين هي التي أدت إلى التكفير بل أدت إلى التقتيل بل أدت إلى الإقصاء والى القضاء على الآخر وأنت عندما ترجع إلى تراث المدرستين الآن أتكلم بشكل عام لا القضية بين السنة والشيعة، بين السنة والسنة لا يتبادر إلى ذهنكم أن هذا التكفير والاتهام والإقصاء مختص بين الشيعة والسنة يعني السنة تكفر الشيعة والشيعة يكفرون السنة لا عزيزي أنا بودي أن ترجعون إلى التاريخ لتجدوا التقاتل الذي وقع بين الفرق الإسلامية بين أن هذا حنبلي وذاك شافعي وذاك  مالكي وهذا من أصحاب الرأي وذاك من أصحاب الحديث وهذا من المعتزلة وذاك من الاشاعرة وهذا قائل بخلق القرآن وذاك قائل بقدم القرآن انظروا التاريخ مليء والآن هم أمامك تجدون بأنه أساساً كما ذكرنا في حلقات سابقة انه أساساً الآن هؤلاء الذين يدعون أنهم يمثلون الإسلام سواءً على مستوى القاعدة أو على مستوى داعش أو على مستوى النصرة أو أي تسمية أخرى تجدون أنهم كما يقتلون الشيعة يقتلون السنة لماذا؟ لأنه المباني الفكرية والعقدية تنتج هذه النتيجة التي انتهوا إليها ومع الأسف الشديد أن هذا المرض العضال التاريخي بدأ في العقود الأخيرة أو لعله في القرون الأخيرة ينتقل إلى أتباع مدرسة أهل البيت والى شيعة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.

    سابقاً هسا قبل قرنين وثلاث كانت هذه المعركة بين الاصولية وبين الاخبارية ولكن مع الأسف الشديد الآن انتم تجدون على بعض الفضائيات الشيعة المنتسبة إلى التشيع المنتسبة إلى مرجعيات تدعي أنها اصولية ولكنها تجد أنها تكفر جميع علماء الشيعة إلا زيد وعمرو هؤلاء الشيعة والباقي كلهم من الكفار كلهم من المرتدين كلهم من الخارجين كلهم كلهم إلى آخره وأنا لا احتاج أن اذكر الأسماء لأنه أتصور أنها واضحة للمشاهد الكريم هذه الطريقة طريقة انه أو منهج أساساً هذا إطار فكري ومنهج فكري منهج معرفي وهو أن لا تقبل الآخر أن لا توافق من يخالفك أمّا أن يتفق معك فيما تقول وإما هو خارج كافرٌ ضال، مظل، مرتد والى ما شاء الله.

    أعزائي هذا المنطق أنا لا اعرف بأنه هذا المنطق طبعاً عندما تراجع أنت النصوص الواردة من المدرستين يعني من السنة ومن الشيعة نجد أنها تؤكد هذه الحقيقة انظروا إلى هذه القضية انظروا إلى كتاب نقض عقائد الاشاعرة والماتريدية خالد بن علي المرضي الغامدي دار اطلس الخضراء.

    في صفحة ثمانية يقول بأن جعل البعض أهل السنة ثلاث فرق: السلف والاشاعرة والماتريدية طبعاً فاليعلم الأعزة أن الاشاعرة يمثلون ثمانين إلى تسعين بالمائة من المسلمين وادخل هذين المذهبين في أهل السنة (المقصود الاشاعرة والماتريدية) وهذا كلام باطل ودعوا كاذبة إذ ليسوا من أهل السنة (لا الاشاعرة ولا الماتريدية فضلاً عن الشيعة) إذ ليسوا من أهل السنة وأهل السنة من كل مبتدع براء يعني كل المسلمين هم أهل البدعة كل المسلمين هم ليسوا من أهل السنة من هم أهل السنة؟ يقول أهل السنة أتباع محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية وهو يقول وهؤلاء أتباعهم قليلون جداً هذا مورد.

    المورد الثاني ما ورد في غربة الإسلام للشيخ حمود بن عبد الله التوجري المجلد الأول صفحة 216 أعزائي انظر ماذا يقول: يقول كل العالم الإسلامي يغوص ويرتع في الشرك فأما الطامات التي تفعل الآن في أكثر الاقطار الإسلامية (ليس الشيعة هذا الذي قلت سني سني، شيعي شيعي، سني شيعي يكفر بعضهم بعضا) يقول لاسيما في العراق ومصر فأمر لا يضبطه الوصف ولا تحيط به العبارة وحسبك شراً من مصرين (يعني العراق والمصر) كالبحر المحيط لأنواع الشرك بالله تعالى وربوبيته هؤلاء كلهم مشركون بالله إلى أن يأتي في صفحة 217 يقول وافتتن بها غيرهم في كثير من الاقطار الإسلامية كالشام ومصر والمغرب وبلاد العجم والهند والبحرين والقطيف والاحساء إلى آخره هؤلاء كلهم مشركون .

    إذن من هم أهل السنة والجماعة الواقعيون؟ يقول فإما أهل الإسلام الحقيقي فيهم فإنهم نذر قليلٌ مستضعفون في الأرض إذن واحد من المليون هؤلاء إسلام حقيقي والباقي كلهم من المشركين الآن لماذا يصر هؤلاء أن جميع باقي المسلمين جميعاً من المشركين ولا يقولون أنهم من الكفار؟ حتى تنطبق عليهم الآية المباركة (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) يعني هؤلاء إذا دخلوا النار يرجى لهم النجاة أو لا يرجى لهم النجاة؟ لا، مخلدون في النار هذا هو المنطق الذي نجده عند جملة من أعلام أهل السنة تتمة البحث أن شاء الله تعالى تأتي لاحقاً.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/08/09
    • مرات التنزيل : 2256

  • جديد المرئيات