نصوص ومقالات مختارة

  • مواقف في الصميم (9) – نصوص أئمة أهل البيت(ع) في عدم جواز تكفير المسلمين في الدنيا والآخرة ق8

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    وعدنا الأعزة في الحلقة السابقة بعد أن وقفنا على المنطق القرآني وبيّنا أن القرآن لا يقبل منطق إقصاء الآخر ورفض الآخر وان الإنسان يملك هو الحقيقة دون الآخر ليس كذلك هذا المنطق غير مقبول عند القرآن الكريم كما اشرنا في ذلك للآية 113 من سورة البقرة ووقفنا عنده بشكل واضح في الحلقة السابقة.

    أما بحثنا لهذه الحلقة وهو انه أساساً ما هو منطق أئمة أهل البيت في هذا المجال هل أن منطقهم أن من لم يوافق ومن لم يعتقد بإمامة أئمة أهل البيت ابتداءً من الإمام أمير المؤمنين وانتهاءً بالإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت الإمام الحجة عليه أفضل الصلاة والسلام هل انه مخلدٌ في النار أو ليس كذلك.

    يتذكر الأعزة نحن في الحلقات السابقة اشرنا قلنا أن صاحب البحار بحار الأنوار المجلد 23 في صفحة 390 قرأنا العبارة قال من لم يعتقد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من ولده وفضّل عليهم غيرهم يدل على أنهم كفّار مخلدون في النار هذا المنطق الذي ذكره صاحب البحار وهو الذي أشار إليه صاحب الجواهر هل أن هذا المنطق يقبله أئمة أهل البيت أو أن أئمة أهل البيت لم يقبلوا هذا المنطق وإنما لهم منطق آخر وأحاول أن استند إلى النصوص الروائية الواردة في الكتب المعتبرة أنا لا أقول الروايات المعتبرة لأنه أنا بالنسبة إلي كما بيّنت مفصلاً في كتاب ميزان تصحيح الموروث الروائي قلت أوّلاً لابد أن نتأكد أن الكتاب معتبر أو غير معتبر أعزائي فإذا كان الكتاب معتبراً عند ذلك نأتي إلى النصوص الروائية الواردة الآن بعض هذه الكتب المعتبرة فيها روايات معتبرة سنداً وفيها روايات غير معتبرة سنداً ولكن حتى تلك الروايات غير المعتبرة سنداً بالنسبة إلي إذا كانت تنسجم مع الأصول والقواعد العامة القرآنية وتوجد هناك شواهد روائية أيضاً مقبولة عندي.

    إذن أنا عندما استدل بهذه الروايات ليس من باب أنها معتبرة سنداً لأنها ليس منهجي هو المنهج السندي الذي اعتمده السيد الخوئي وبعض تلامذة السيد الخوئي وإنما منهجي شيء آخر القواعد التي أصحح من خلالها النصوص الروائية شيء آخر كما بينته مفصلاً في كتاب ميزان التصحيح الموروث الروائي فلهذا هذا الذي يقوله البعض أن السيد الحيدري يرفض حجية الروايات واقعاً أما جاهل لم يطالع وأما مريض ومغرض وإلا أنا اقبل الرواية ولكن ضمن الشروط التي أشرت إليها في كتاب ميزان تصحيح الموروث الروائي من هنا سوف أقف عند جملة من الروايات في الكتب المعتبرة لا أن أسانيدها ماذا؟ ولعل بعض هذه الروايات أسانيدها أيضاً ما هي؟ معتبرة أيضاً ولكن أنا الآن مهم عندي أنها في الكتب المعتبرة النص الأول وهو من كتاب أصول الكافي وانتم تعلمون بأنّ كتاب أصول الكافي من أهم الكتب المعتبرة في مدرسة أهل البيت حتى ادعى بعض علماء الأخبارية أن رواياتها كلها ما هي؟ كلها متواترة بعضهم قال كلها قطعية صاحب البحار قال وإن لم تكن متواترة إلا إننا نطمئن بصدورها وإن كان السيد الخوئي يقول لا، لا هي متواترة ولا هي قطعية ولا هي مطمئنة بل هي أخبار آحاد أعزائي هذا بحث آخر في تقييم الروايات الواردة في كتاب أصول الكافي المهم أن هذا الكتاب يعد مو لا فقط من أهم الكتب المعتبرة عند الشيعة الامامية بل أهم الكتب المعتبرة عند الشيعة الامامية انظروا إلى منطق أهل البيت بودي أن الأعزة يلتفتوا أعزائي هاي النصوص ما اقرأ نصوص كثيرة أربعة خمسة نصوص اقرأ مولانا وهي عشرات النصوص في هذا المجال ولكن أنا اكتفي بهذه النصوص.

    النص الأول ما ورد في الأصول من الكافي تحقيق قسم إحياء التراث مركز بحوث دار الحديث المجلد الرابع أعزائي صفحة 172 أعزائي يعني في كتاب الإيمان والكفر باب الضلال الحديث الأول لا أتكلم في سند الرواية أتكلم في أن الرواية واردة في كتاب معتبر كأصول الكافي الرواية هذه كنت أنا ومحمد بن مسلم وأبو الخطاب مجتمعين فقال لنا أبو الخطاب ما تقولون في من لم يعرف هذا الأمر يعني من لم يعتقد بولاية أئمة أهل البيت أعزائي هذا الاصطلاح من لم يعرف هذا الأمر ما كانت تعرف هذا الأمر تعرف هذا الأمر من الاصطلاحات أو من المعاني التي تطلق فيها هذه المفردة يراد من الأمر يعني الاعتقاد بإمامة أئمة أهل البيت وهذا ما أشار إليه جملة من العلماء منهم الطريحي في كتاب مجمع البحرين المتوفى 1085 هناك في المجلد الثالث صفحة 210 في مادة أمر يقول وفي الحديث رجل عرف هذا الأمر يعني أنكم أوصياء رسول الله حقا إذن هنا الرواية عندما تقول ما تقولون في من لا يعرف هذا الأمر يعني كان لا يعتقد بأن الأئمة أوصياء من؟ أوصياء رسول الله فما هو حكمه؟ تبين أن هذه المسألة أيضاً مطروحة في عهد الإمام الصادق يعني في أواسط القرن الثاني من الهجرة نجد أن الصحابة ماذا؟ أو أصحاب الأئمة اختلفوا بعضهم قال من لا يعرف هذا الأمر فهو كافر وبعضهم قال لا، من لا يعرف هذا الأمر إن قامت عليه الحجة العلمية أقمنا الحجة العلمية وقبل أنها حجة علمية ومع ذلك لم يقبل فهو ماذا؟ فهو كافر.

    يعني الأصول الثلاثة التي اشرنا إليها فيما سبق مرة أنه يقول لا توجد عندي حجة علمية على انه هؤلاء أوصيائه ومرة يقول توجد حجية علمية ولكن مع ذلك لا اعتقد هذا ينطبق عليه وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم انظروا ماذا يقول؟ ما تقولون في من لم يعرف هذا الأمر فقلت من لم يعرف هذا الأمر فهو كافر اللي عبر عنه صاحب البحار ماذا؟ كافر مشرك فقال أبو الخطاب ليس بكافر حتى تقوم عليه الحجة تبين الخلاف كان موجود بين أصحاب الأئمة قال لا إذا قامت عليه الحجة وقبل أنها حجة لأنه قد أقيم الحجة على المخالف يقول لا هذه الحجة غير تامة هذا لم تقم حجة عليه فقامت الحجة عليه يعني قبلها أنها حجة تامة ومع ذلك لم يعتقد هذا وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم قال: فإذا قامت عليه الحجة فلم يعرف فهو كافر يقول وقع الاختلاف بين أصحاب الإمام الصادق فاحتكمنا إلى من؟ إلى الإمام الصادق قال فلما حججت دخلت على أبي عبد الله الصادق أعزائي فهو كافر فقال أبو الخطاب ليس بكافر حتى تقوم عليه الحجية فإذا قامت عليه الحجة فلم يعرف فهو كافر قال فحججت دخلت على أبي عبد الله الصادق فأخبرته بذلك فقال انك قد حضرت وغابا ولكن موعدكم الليل الجمرة الوسطى بمنى التقوا بي في الجمرة الوسطى طبعا هذه الحلقة أنا استميح الأعزة عذراً انه قد تطول دقيقتين ثلاثة لأنه حتى انهي البحث .

    يقول اجتمعنا عند الإمام الصادق سلام الله عليه فقال: قال لنا الإمام الصادق ونحن أين؟ في منى في الحج ثم قال لنا ما تقولون في خدمك ونسائك واهليكم أليس يشهدون أن لا اله إلا الله قلت بلى قال أليس يشهدون أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله قلت بلى قال أليس يصلون ويصومون ويحجون قلت بلى قال فيعرفون ما انتم عليه يعني يعرفون الوصاية والإمامة أو لا يعرفون؟ فقلت لا، قال فما هم عندكم قلت من لم يعرف هذا الأمر فهو كافر هذا الذي قرأناه ممن؟ من البحار ومن الجواهر ومن ومن، قال سبحان الله الإمام استنكر عليه كيف تقولون أن هؤلاء كفار أما رأيت أهل الطريق يعني هؤلاء الذين كنتم في الطريق إلى الحج وأهل المياه قلت بلى قال أليس يصلون ويصومون ويحجون أليس يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله قلت بلى قال فيعرفون ما انتم عليه قلت لا قال فما هم عندكم قلت من لا يعرف هذا الأمر فهو كافر، قال سبحان الله أما رأيت الكعبة والطواف هذا الكلام أنا اوجهه الآن الشيعة عندما يجدون المسلمين يطوفون حول الكعبة أما رأيت الكعبة والطواف وأهل اليمن وتعلقهم بأستار الكعبة قلت بلى قال أليس يشهدوا أن لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله ويصلون ويصومون ويحجون قلت بلى، قال فيعرفون ما انتم عليه؟ قلت لا، قال فما تقولون فيهم؟ قلت من لم يعرفها فهو كافر قال سبحان الله التفت أعزائي هذا هو منطق أهل البيت الذي ينسجم مع منطق القرآن قال سبحان الله هذا قول الخوارج، إذن من كفّر مسلماً يشهد الشهادتين فهو ماذا بمنطق الإمام الصادق؟ فهو خارجي، مع الاسم الشديد هذه النصوص لا يقرأوها أهل المنبر على المنابر ولا يقرأونها أولئك الذين يكفرون المسلمين فضائيات الشيعية أتكلم ها هذا كلامي موجه إلى الفضائيات الشيعية إلى منابر الشيعة إلى خطباء الشيعة لماذا لا تقرأون هذه الروايات للناس لماذا لا تقولون أن أئمة أهل البيت لم يقبلوا بتكفير احد من المسلمين وان من كفّر مسلماً في الدنيا أو في الآخرة لا يقول لنا قائل نحن لا نكفّر، لا ، انتم تكفرونهم فقط في الدنيا وإلا تكفرونهم في الآخرة والإمام سلام الله عليه لم يقل ذلك قال هذا قول الخوارج.

    هذا هو النص الأول إذن النص الأول عن أئمة أهل البيت يقول لابد من قبول الآخر وعدم تكفيره إلا إذا تمت الدليل أو تمّت الحجة العلمية عليه وإلا إذا لم تتم الحجة العلمية عليه فلا يحق لنا أن نكفّره لا ظاهراً ولا باطناً لا في الدينا ولا في الآخرة نصوص أخرى إن شاء الله تأتي في الحلقات القادمة والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/08/14
    • مرات التنزيل : 2939

  • جديد المرئيات