نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (52)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين

    فكل اسم يكون مظهره أزليا وأبدياً فأزليته من الاسم الاول وأبديته من الاسم الآخر وظهوره من الاسم الظاهر وبطونه من الاسم الباطن.

    قبل الدخول في هذا المقطع اللاحق الذي اشرنا إليه وقرأناه نتمم الحديث عما قرأنا عن الطباطبائي من المجلد الثامن من الميزان ص365 السيد الطباطبائي + عندما يأتي الى هذه الرواية التي يعبر عنها, الآن تعرفون مباني السيد الطباطبائي في الرواية وفي فقه الرواية وفي سند الرواية, الرواية من حيث المباني الرجالية, سندها غير تام, لا أريد أن اعبر تعبيرا آخر, سندها بتعبيرنا (تعبان) ولكن يعبر عنها السيد الطباطبائي الرواية من غرر الروايات, اذن المبنى شيء آخر, لا انه مبنى انه في الكشي او النجاشي ماذا يقول عن صاحب السند, هذا مبنى آخر وهذا منهج آخر والرواية من غرر الروايات تشير الى مسألة هي ابعد سُمكاً من مستوى الابحاث العامة والإفهام المتعارفة, أصلاً عمقا آخر بحث آخر مستوى آخر من البحث, ولذلك اقتصرنا في شرح الرواية على مجرد الإشارات وأما الإيضاح التام فلا يتم الا ببحث مبسوط خارج عن طوق المقام غير انها لا تبتني على أزيد مما تقدم على البحث, هذه أصول البحث نحن أعطيناها إياكم هنا.

    الرواية فيها هذا المقطع وهو من أهم المقاطع في هذه الرواية.

    المقطع الاول: خلق اسما بالحروف غير متصوت, بينا معنى الخلق هنا.

    المقطع الثاني: الذي هو يستند إليه كثيرا, فجعله كلمة تامة, اذن أول مقام هو كلمته, فإذن الله متكلم في مقام الذات والأحدية الذي هو أول كلام صدر له, وهذا الذي إستفدناه في ما سبق بأنه مقام الأحدية كلام ومقام الواحدية كلام ولكنه كلام له هذه الخصوصيات, فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء معا ليس منها واحدا قبل الآخر, التفتوا جيدا, فاظهر منها ثلاثة, اذا يتذكر الاخوة نحن وقفنا في بحث مفصل في تمهيد القواعد قلنا ما هي النسبة بين مقام الأحدية ومقام الواحدية؟ (كلام أحد الحضور) الظهور والبطون احسنتم, قلنا بأن

     

    الأحدية والواحدية حقيقة شيء واحد ولكن باطنه الأحدية وظاهره الواحدية, الآن يشير الى أن هذا الواحد له ظهور وله بطون, ظهوره هذه الاجزاء الثلاثة وهي حجب ذلك الجزء الباطن, قال: فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها وبينا ما حاجة الخلق الى هذه الاسماء الثلاثة: الله, تبارك, وتعالى, وحجب واحدا منها, اذن تبين أن هذا المحجوب الذي هو الاسم المكنون المخزون أيضاً هو جزء هذه الكلمة ولكنه عندنا حاجب وهي هذه الاسماء الثلاثة وعندنا محجوب وهو ذلك الاسم المكنون المحجوب, وذاك صار مكنونا وهذه صارت ظاهره, اذن صار عندنا ظاهر وباطن, لا تعبرون غيب وشهادة لان الغيب والشهادة أكثر استعماله في المظاهر العينية في عالم الاعيان الخارجية لا في ذاك العالم, هناك في الاعم الاغلب يستعمل ماذا؟ تعبير الظهور والبطون لا الغيب والشهادة.

    قال: وحجب واحدا منها وهو الاسم المكنون والمخزون, فهذه الاسماء التي ظهرت فالظاهر الله, تبارك, والى آخره, ثم جعل لكل.. الى آخره, هنا يوجد عنده هذه عبارته, التفتوا لي الى العبارات انه كيف يبين مقام الواحدية ومقام الأحدية او يستفيد الأحدية والواحدية من هذا الحديث الشريف, يقول: فان الاسم المكنون المخزون لما كان اسما فهو تعين, لأنه عندما صار اسم فهو متعين او غير متعين؟ قانون في العرفان انه اذا تعين الشيء صار اسما وإذا كان اسما فهو متعين, لما كان اسما فهو تعين وظهور من الذات المتعالية, اذن هذا الاسم هو الذات المتعالية او غير الذات المتعالية؟ غير الذات المتعالية بل ظهور للذات المتعالية, نفس هذا الظهور سوف يصير غيب ومكنون بالنسبة الى الاجزاء الثلاثة اللاحقة, التفت انه كيف كلمة كلمة يحاسبها, يقول: لما كان اسما فهو ظهور للذات وإذ كان مكنونا فهو ظاهر او غائب؟ (كلمة غير مفهومة) بطون او ظهور؟ اذن التفتوا جيدا, مقام الأحدية اذا نسبناه الى الذات فهو ظهور او بطون؟ ظهور وإذا نسبناه الى مقام الواحدية فهو بطون او ظهور؟ بطون.

    قال: وإذ كان مكنونا بحسب ذاته غير ظاهر بحسب نفسه فظهوره ظهور من؟ ظهور هذا الاسم المكنون, فظهوره عين عدم ظهوره, ولكن احسنتم, وتعينه عين عدم التعين, لماذا؟ لأنكم تتذكرون في ما سبق قلنا في مقام الأحدية يوجد تعين جمع التعينات او رفض التعينات؟ تعينه سلب التعينات, بخلاف مقام الواحدية, فان تعينه بجمع التعينات.

    قال: وتعينه عين عدم تعينه وهو المعبر عنه أحيانا, التفت كثيرا لترى أن النهاية مكتوبة على أي مستوى, وهو ما يعبر عنه أحيانا ليس محدود بحد, اذن ليس بمحدود بحد هذه الذات او مقام الأحدية؟ (كلام أحد الحضور) نعم هذا يتكلم عن الاسم المكنون حده أن لا حد له, الذي تقرأه في النهاية هذا على مستوى البحث العرفاني يعتبره السيد الطباطبائي مقام الذات او مقام الأحدية؟ قال: انه ليس بمحدود بحد حتى بهذا الحد العدمي لا يحيط به وصف ولا نعت حتى هذا الوصف السلبي وهذا بعينه توصيف منا, انت عندما تقول وصفه أن لا وصف له, طيب هذا توصيف او ليس بتوصيف؟ نعم توصيف, اذن هو الذات او ليس الذات؟

    ليس الذات, لذا قال: وهذا بعينه توصيف منا والذات المتعالية أعظم منه واكبر, اذن الى هنا نحن نتكلم عن الاسم المكنون وان حده أن لا حد له, بعدنا نحن نتكلم عن الذات او ما دون الذات ظهور الذات؟ ظهور الذات, ولازمه لازم هذا الكلام الذي تقدم, ولازمه أن يكون اسم الجلالة يعني الله, الكاشف عن الذات المستجمعة لجميع صفات الكمال اسما من أسماء الذات, دونها ودون هذا الاسم المكنون, اذن اسم الجلالة الله, يقول: هذا لا اسم للذات بما هي هي ولا اسم لمقام الأحدية بل هو اسم لمقام الواحدية, المستجمعة لجميع الصفات يعني لجميع التعينات, واضح الى هنا كيف يتسلسل السيد الطباطبائي.

    اذن الله إنشاء الله بحثه سيأتي, اسم من أسماء الذات, ونميزه عن اسم الفعل واسم الصفة وهذا غير التقسيم المعروف وهي الصفات الذاتية والصفات الفعلية لا لا, الآن نتكلم عن اسم الذات واسم الصفة واسم الفعل, يقول هذه كلمة الله هذا اسم الذات, ولكنه اسم للذات في أي مرتبة من مراتبها؟ لا اللا بشرط المقسمي ولا مقام الأحدية, بل هو مقام الواحدية طبعا لم توجد في كلماته أحدية وواحدية ولكنه واضح انظر الى العبارة, يقول: فيكون اسما من اسماء الذات دونها يعني دون تلك المرتبة التي وصفت انه لا حد له, دون الذات ودون هذا الاسم المكنون والمخزون, اذن اسم الله اسم لأي مرتبة؟ لا اسم للذات ولا اسم لذلك الاسم المكنون, وكذلك تبارك, وتعالى, اذن هذه الثلاثة اسم لأي شيء؟ هذه مرتبطة بمقام الواحدية لا الأحدية ولا اللا بشرط المقسمي.

    وكذلك تبارك, وتعالى ثلاثة اسماء معاً سندةً وحجاباً للاسم المكنون, هذه الحجب النورية التي قرأتموها اين؟ في دعاء الشعبانية, حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور, هذه الحجب النورية, حجاب واقعا حجاب, والعلم هو الحجاب الاكبر واقعا العلم هو الحجاب الاكبر ولكن مع الاسف الشديد هذه الكلمة فهمت بشكل خطأ في العوام, يكررون هذه الجملة بلي هذه العلوم كلها حجب, مولانا المقصود أن العلم الموجود في مقام الواحدية هذا مانع عن الوصول الى مقام ماذا؟ يعني انت اذا تريد أن تصل الى مقام الأحدية لابد أن تتجاوز مرتبة التعينات فتصل الى مرتبة تعين عدم التعين, وبينك وبين الله يوجد حجاب أقوى من هذا الحجاب؟ لا انه يريد أن يشير الى أن العلم أمر سلبي لابد أن ماذا تفعله له؟ أن تتخلص منه, بلي هذه العلوم الحصولية كلها حجب وانتم شاغلين أنفسكم بها, هذه اين والعرفاء المساكين اين يقولون العلم هو الحجاب الاكبر, ولأنه من أقوى الحجب في مقام الواحدية أي حجاب؟ تعين العلم.

    قال: وحجابا للاسم المكنون من غير أن يتقدم بعضها على بعضا, الآن هذه استفادته من الرواية السيد الطباطبائي أن هذه الثلاثة ما هي؟ في عرض واحد, وهذه الحجب الثلاثة المرتبطة بمقام الواحدية والاسم المكنون الذي هو مقام الأحدية المحجوب بها أي بهذه الثلاثة جميعا دون الذات, اذن نحن الآن في الله, وتعالى, وتبارك, نحن اين نعيش يعني؟ في مقام الواحدية, حتى لو تجاوزت هذه التعينات ووصلت الى تعين عدم التعين فانت بعدك اين وصلت الذات او لم تصل الذات؟ لم تصل الذات, وهذا الذي اذا يتذكر الاخوة قلنا يوجد عندنا الله وصفي والله ذاتي, أما هي هذه كلها كان ما دون الذات, أما هي ما هي؟ وأما هي فلا ينتهي إليها إشارة ولا يقع عليها عبارة إذ كلما تحكيه عبارة او تومأ إليه إشارة اسم من الاسماء محدود بهذا النحو والذات المتعالية أعلى منه وأجل.

    الآن يتضح لك بأنه اذن القرآن الكريم عندما يقول {الله نور السماوات والارض} هذا يتكلم انه مقام الواحدية, يعني يتكلم عن اسم من اسماء الذات, اسم, بعده لم يتكلم عن الاسم المكنون المخزون, واضح هذا البحث, لذا ترونه هو في الآخر يقول: والرواية من غرر الروايات.

    واقعا اذا يوجد انسان يستطيع أن يجعل مثل هذه الروايات تكون موضوعه واقعاً إمام يقتدى, هكذا انسان عنده هكذا قدرة واقعا, وهذا هو القاعدة المعروفة تصحيح السند بالمتون, هذا لا يذهب ذهنكم الى الفقه, الفقه لا علاقة له بهذه القاعدة لان الفقه احكام شرعية عقلائية قابلة للوضع والجعل والتلاعب في بيان الاجزاء والشرائط, اذن هذه القاعدة اين أصلها؟ أصلها في المباحث العقائدية لا في المباحث المرتبطة بالفروع والامور العملية التي هي أمر عقلائية طاهر ونجس, وحلال وحرام, و.. الى آخره, هذا بحث.

    البحث الآخر المرتبط بالاسماء الحسنى ولو إجمالا, وهو انه: الآية المباركة في سورة الأعراف الآية 180 قالت {ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها} الحسنى مؤنث أحسن, وهذا معناه أن الله (سبحانه وتعالى) كل اسم يسمى به أولا: ليس بقبيح, وثانيا ليس بحسن بل هو أحسن, هذا التسلسل نحن اين وجدناه؟ وجدناه في قوله تعالى {ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} هناك ذكروا المفسرين ومنهم السيد الطباطبائي أن الدعوة بالحكمة ليس لها الا مصداق واحد وهي الدعوة بالحكمة لذا لم يقيدها لا بالحسن ولا بالأحسن, أما عندما جاء الى الموعظة فالموعظة تكون على قسمين: موعظة غير حسنة وموعظة حسنة, والمأمور المبلغ أن يعض الناس بالموعظة الحسنة, أما عندما جاء الى الجدال قال الجدال على قسمين او ثلاثة اقسام؟ ثلاثة اقسام: قسم ليس بحسن وقسم جدال حسن وقسم جدال أحسن المأمور الداعية ماذا يبلغ؟ بالجدال الأحسن, طيب هنا المشكلة كثيرا تتعقد لأنه تشخيص أي جدال حسن وأي جدال غير حسن تشخيص أي جدال حسن وأي جدال أحسن أمر سهل او غير سهل؟ واقعا عميق.

    في ما يتعلق بالاسماء الإلهية هكذا, هذه الآية تقول ولله الاسماء الحسنى ماذا تريد أن تقول؟ تريد أن تقول أن الاسماء على ثلاثة اقسام: قسم اسم غير حسن, وقسم اسم حسن, وقسم اسم أحسن, انت الذي تريد أن تدعوا الله ماذا ينبغي أن تدعوه؟

    بالأحسن طيب, كيف تشخص انت الاحسن من الحسن من غير الحسن؟ تستطيع او لا؟ انا وانت جنابك يطلق علينا عادل طيب اسم جميل كوصف لا كاسم بل كوصف, لنا العدالة, اذا يوجد عندنا رحمة يطلق علينا رحيم, اذا عندي كرم يصدق علي كريم, اذا جود يطلق عليه جواد طيب جنابك تأكل او لا؟ تنام او لا؟ تحمل رقي معاك وتذهب الى البيت او لا تحمل؟ طيب بيني وبين الله ائتي الى مجلس اقول أيها الحمال, صح او خطأ؟ أيها النائم, أيها انت الاسماء بيدك, (كلام أحد الحضور) نعم الأكول الاكل, النؤوم, انت ماذا تقول أن هذا يذمني او يمدحني مع انه بيني وبين الله انا اقول ما هو فيك, لماذا تتأذى انت؟

    الجواب: لأنه هذه في العرف اسماء حسنة او اسماء غير حسنة؟ الآن أما قبيحة وأما ليست أحسن, اذن اذا أريد أن أخاطبك لابد أن اقول ماذا؟ ادعوك باسمائك الحسنى لا باسمائك القبيحة.

    طيب تشخيص أن هذا الاسم, والا القرآن الكريم وصف نفسه الله (سبحانه وتعالى) بلا يستحي او لا يصف؟ {أن الله لا يستحي أن يضرب مثلا} طيب فبينك وبين الله الشيء الذي لك تقوله ما تستحي وهكذا, …. مع انه (كلام أحد الحضور) يا من لا يستحي, بينك وبين الله يصح او لا مع انه وصف نفسه قران هذا لا رواية وصف نفسه بعدم الاستحاء او لم يصف؟ وصف, وصف نفسه بالزارع او لم يصف؟ {أءنتم تزرعونه أم نحن الزارعون} فترفع يدك وماذا تقول له؟ يا زارع يا زارع وانت ترى الوضع مع أن القرآن وصف نفسه بها او لم يصف؟ يظل او لا يظل؟ (كلام أحد الحضور) لا لا يا مظل لا انه .. بلي لا انظروا أريد أن أبين لكم كم التسمية تصير مع أن التوصيف توصيف قراني ولكن التسمية تصح او لا تصح؟

    اذن ليس كل توصيف يكون سببا, التفتوا قاعدة أريد أن اذهب الى مكان آخر, عندي بحث كلامي كثير هنا, ليس كل توصيف يكون سببا للتسمية, صح او لا, الآن تعال الى البحث الكلامي, روايات نسبت الى ائمة أهل البيت الانبياء أوصافاً قرآنية وغير قرآنية, وصفتهم بيخلقوا {وإذ تخلق من الطين كهئية الطير} وصفتهم بالاحياء, ولكنه هل يصح انه كلما يصح التوصيف يصح التسمية؟ فاذن انت عندما تريد أن تخاطب ابراهيم فلك الحق أن تقول له يا خالق او ليس من حقك؟ (كلام أحد الحضور) نعم وهذا هو الخطأ الشائع مع الاسف الشديد والذي يأتي الى بعض منابرنا وهو أنهم يجدون في بعض الروايات توجد توصيف لمقامات أهل البيت فيتصور أن التوصيف يسمح له بالتسمية وهذا من الممنوعات, (كلام أحد الحضور) لا لا ذاك بحث آخر, تعبير بإذن الله بحث آخر, (كلام أحد الحضور) لا لا البحث الآن في التسمية والتوصيف الله (سبحانه وتعالى) وصف نفسه في القرآن الكريم ولكن مع ذلك عند الدعاء سمح بالتسمية او لم يسمح؟ لم يسمح ومن هنا نستكشف قاعدة وهي انه: ليس كل توصيف يسمح بالتسمية ولكن في الحق (سبحانه وتعالى) إنما لا يكون التوصيف سببا للتسمية باعتبار أن تلك التسمية في بعض الاحيان غير لائقة به (سبحانه وتعالى) يعني دون شأنه فلا يصح أن تقول له يا لامس, يا اشد الماكرين, مع أن صريح القرآن {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} التفتوا الى هذا لماذا لا نسمي؟ لا لأنه دون التسمية بل فوق التسمية لان في التسمية أما بعد لا يناسب وأما حسن وليس بأحسن ومن هنا أدب الدعاء أن لا يسمى بمثل هذه الاسماء التي فيها بعد أما قبيح وأما حسن غير أحسن, أما هناك عندما لا نسمي لماذا؟

    مع أن القرآن يثبت أن بعض الانبياء يخلق ولكن لا يسمح لنا أن نسمي خالق, لان اسم الخالق شأن من شؤون من؟ من شؤون الحق (سبحانه وتعالى) ولا ينبغي للعبد أن يسمى بشان من شؤون مولاه, فهو دون ذلك لا انه فوق ذلك, (كلام أحد الحضور) الجواب: أريد أن أبين أبين بأنه ليس التوصيف, التوصيف موجود ولكنه سمحوا هم قالوا أدب الدعاء اذا أردتم أن تدعونا تدعونا باسم يجلعنا شركاء مع مولانا او لا يصح؟ لا يصح لماذا؟ حتى هذه الشركة ترتفع, يعني أدب العبودية يبقى محفوظا, لأنه انت اذا سميت يا خالق يا رازق يا .. هذه الاسماء التي هي اسماء الافعال لله (سبحانه وتعالى) اذن تحصل الشركة او لا تحصل الشركة؟ حتى لو قيدتها بإذنه بإذنه.. ولكنه المحتوى مباشرة يأتي الى ذهن الانسان أن هذا شريك لمن؟ وهو يسمح بهذه الشركة ولو على مستوى الإلقاء الذهني او لا يسمح؟ فلذا ورد المنع عن أنهم يسمون بهذه الاسماء.

    فلذا انت لا يوجد في دعاء من الادعية أن أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) سموا أنفسهم خالق ورازق ولكنهم قالوا نحن وسائط الفيض او لم يقولوا؟ قالوا بنا رزق الورى او لم يقولوا؟ ولكنه هذا كله توصيف او تسمية؟ (كلام أحد الحضور) اقول كله توصيف هذا تسمية لا معنى له, كله توصيف لماذا؟ لأنه قلت لك تلك النكتة موجودة وهي انه أن لا يلزم, لذا إنشاء الله يوجد عندنا بحث سيأتي في هذه الفصوص, وهو انه كلما ازداد العبد عبودية لله (سبحانه وتعالى) كلما ابتعد أن يلبس لباس الربوبية, فلذا توصيات وذكرتها للطلبة, توصيات اساتذتنا اصحاب السلوك العملي كانوا يقولون اذا تريد حاجة لا تذهب الى الإمام اذهب الى أولاد الإمام, (كلام أحد الحضور) ماذا تأدبا؟ (كلام أحد الحضور) لا لا, شيخنا لا, وهو أن الامام المعصوم لمحض عبوديته لا يرتدي لباس المولوية والربوبية ليقضي الحاجة, لا بحث آخر وأعمق من هذا, أما بخلاف هؤلاء الصغار أولاد الائمة صغار بالنسبة الى الكبار والا بالنسبة إلينا هم كبار ونحن لا شيء, هؤلاء بمجرد أن تطلب منه حاجة يرتدي لباس المولوية او لا يرتدي؟ يخرج من العبودية الى المولوية وهذه موجودة في سلوك الذين عندهم عمل, انا لا أكون عندها, انا نقلتها هذه ولم أكن عندها, فلهذا الذي يريد حاجة اين يذهب؟ أولياء الله انتم انظروا اقرؤوا في سير الصالحين والاولياء تراهم بأنه كان عنده ذكر وكذا اين يذهب؟ عند قبر من الاولياء ولم يذهب الى فلان وفلان من الائمة, اقرأوا في سيرهم تجدون هذه الحالة واضحة, لان الخروج كلما عظم الخالق عندهم, فالخروج من لباس العبودية صعب او سهل عليهم؟ صعب جدا عليهم.

    اذن القاعدة الى هنا اتضحت, ومنه تتضح قاعدة أخرى معنى توقيفية الاسماء الإلهية, معنى توقيفية الاسماء يعني مقتضى أدب العبودية أن يعلموك بأنه أي اسم ادعوا وأي اسم لا تدعوا, لأنه انت قادر على التشخيص او غير قادر على التشخيص؟ ومن هنا استثني المخلصون لأن المخلصين قادرين على ماذا؟ {سبحان الله عما يصفون} لك الحق او لا حق لك؟ {الا عباد الله المخلصين} هؤلاء لماذا؟ باعتبار أنهم وصلوا الى مقام يشخصون الاحسن او لا يشخصون الاحسن؟ فيمكنهم أن يصفوا وان يسموا ولكن هذا ليس للعموم, (كلام أحد الحضور) لا, توقيفية بهذا المعنى يعني مقتضى أدب العبودية.

    بعبارة أخرى: انا لا أريد أن ادخل المسألة في الحلية والحرمة ذاك بحث فقهي الآن ليس محله أريد أن اقول بأنه انت عندما تريد أن تدعوا شخصا تريد أن تدعوا موجودا مقتضى أدب العبودية أن تحفظ الاسم معه, كما قلت أما أن تقول له يا عالم او يا نائم كلاهما واقعي, ففي الواقع نائم هذا الانسان وكذلك عالم ولكن مقتضى العبودية أن تقول يا عالم او يا نائم؟ (كلام أحد الحضور) نعم.

    فلذا تعبيرات هؤلاء الاعلام في كل مكان يقولون مقتضى أدب العبودية أن لا يسمى الا بما سمى به نفسه, السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه هذا المعنى يشير إليه يقول: وأما ما ورد مستفيضا أن لله تعالى كذا او ما يقرب من هذا اللفظ فلا دلالة فيها على التوقيف, هذا بالنظر الى البحث التفسيري, وأما البحث الفقهي فمرجعه فن الفقه والاحتياط في الدين يقتضي الاقتصار في التسمية على ما ورد به طريق السمع, انظروا مقتضى الاحتياط الديني الادب الديني لماذا؟ لأنه انت عندما تقول يا زارع هو بيني وبين الله زارع او ليس بزارع؟ بلي زارع ولكن هو مقتضى الادب او خلاف الادب؟ (كلام أحد الحضور) نعم واجب الوجود ذاك فيه بحث آخر, وأما مجرد الاجراء والاطلاق من دون تسمية فالأمر فيه, وأما مجرد الاجراء والاطلاق من دون تسمية يعني توصيف فالأمر فيه سهل.

    مع الاسف مولانا نحن بعجلة هذا عبر عنا عنه, هذا موجود قبل أن تدخل في بحث الرواية في ص359 في ذيل آية سورة الاعراف قبل دخول البحث الروائي.

    هنا ظاهرا لا يبقى عندنا شيء الا مطلب واحد أشير إليه, في ص342 من الميزان أيضا المجلد الثامن الذي لا أتصور انه بحث يستحق أن نقف عنده كثيرا, قال: وتوصيف الاسماء الحسنى, بلي هذا المعنى قررناه, وهي مؤنث أحسن يدل على أن المراد بها الاسماء التي فيها معنا وصفي دون ما لا دلالة لها الا على ذاته, لو كان ما بين أسمائه تعالى ما هو كذلك, ولا كل معنا وصفي يصح توصيفه بل المعنى الوصفي الذي فيه شيء من الحسن ولا كل معنا وصفي حسن بل كل ما كان أحسن بالنسبة الى غيره اذا اعتبر مع الذات المتعالية فالشجاع والعفيف من الاسماء الحسنة, اذا شخص واحد يصفونه ويقولون له يا شجاع جيد او لا؟ ولكن الله تصفه يا شجاع او لا؟ اذن تبين انه ليس كل حسن يصح توصيف وتسمية الحق به, فالشجاع والعفيف من الاسماء الحسنة ولكنهما لا يليقان بساحة قدسه لإنبائهما عن خصوصية جسمانية هذا البعد فيه, نقص, لا يمكن سلبهما عنهما ولو أمكن لم يكن مانعا لاطلاقهما عليه كالجواد والعدل والرحيم ذاك البعد المادي لم يوجد اذن مقارباتها يمكن انطلاقها عليه.

    تعالوا معنا الى هذه الجملة الأخيرة لنرى بأنه في هذا اليوم نستطيع أن نقرأها وندخل في ذاك البحث اللاحق او لا.

    فكل اسم يكون مظهره أزليا وأبديا, فأزليته من الاسم الاول وهذا واضح ذكرنا مراراً أن الاول والآخر والظاهر والباطن هذه شؤون من؟ شؤون الحق وكل شأن من شؤونه له مظهر او ليس له مظهر؟ له مظهر, اذن عندنا مظهر هو للاول ومظهر هو للآخر ومظهر هو للظاهر ومظهر هو للباطن, وعندنا مظهر لجامع هذه الاسماء الأربعة الجامع لها ماذا كان؟ الله, اذن يوجد عندنا مظهر لألله وهو الانسان الكامل.

    قال: فكل اسم يكون مظهره أزليا وأبديا, فأزليته من الاسم الاول وأبديته من الاسم الآخر, وظهوره من الاسم الظاهر وبطونه من الاسم الباطن, فالاسماء المتعلقة بالإبداء والإيجاد اين داخلة؟ في الاول, الذي بعد ذلك سيتضح أن هذه اسماء الافعال لأنه فيها إيجاد فيها أحداث فيها خلق هذه كلها تدخل في اسماء الفعل, فالاسماء المتعلقة بالإبداء والإيجاد داخلة في الاول والمتعلقة بالإعادة والجزاء داخلة في الآخر, وما يتعلق بالظهور والبطون داخل في الظاهر والباطن, والأشياء في عالمنا, والأشياء كلها لا تخلو من احد هذه الامور الأربعة, أما داخلة تحت الاول أما داخلة تحت الآخر, أما الظاهر وأما الباطن, يوجد عندنا شيء لا أول ولا آخر ولا ظاهر ولا باطن؟ ولهذا تفهم النكتة لماذا انه في أول سورة الحديد الله يصف نفسه بهذه الاسماء الأربعة {هو الاول والآخر والظاهر والباطن} لأنه بعد لا يخلو شيء من هذه الامور, طبعا لا على نحو مانعة الجمع بل على نحو مانعة الخلو, يعني قد يجتمعان شيء واحد يكون أولاً ويكون آخراً, يكون ظاهرا ويكون باطنا, يكون أولا وظاهرا, ويكون آخرا وباطن, هذه كلها ممكن, لذا قلت ليست على مانعة الجمع بل على مانعة الخلو. هذا انتهى بحثه الى هنا.

    كم بقي من الوقت, (كلام أحد الحضور) أربعة دقائق.

    وتنقسم بنوع من القسمة, ادخل فقط البحث لكي نقول صفحة 69 وصلنا.

    وتنقسم, الى الآن قسمنا الاسماء الى التقسيم الاول ماذا كان عندنا؟ والاسماء ماذا قال؟ والاسماء تنقسم صحيح هذا التقسيم الاول, اذن التقسيم الاول انها تنقسم الى الاول والآخر والظاهر والباطن, التقسيم الثاني: تنقسم الاسماء الى اسماء الذات والى اسماء الصفات والى اسماء الافعال.

    اخواني الاعزاء كثيرا يقولون أن التمثيل لعله من أفضل الطرق للمعرفة, انت ماذا اسمك مولانا؟ علي, الآن ماذا؟ (كلام أحد الحضور) لا الآن جالس أحسنت, صحيح, حتى ماذا تفعل جئت الى هنا؟ (كلام أحد الحضور) لا لكي تتعلم, يوجد فرق… صحيح او لا اذا ليس بصحيح ناقشني سيدنا لماذا تذهب وتقول هكذا … جالس هنا سيدنا لا لكي تكتب جالس هنا لكي تتعلم, (كلام أحد الحضور) هذا انا أريد أن أرى أن هذا الفعل غرضه ماذا, بلي احسنتم.

    اذن اسمك علي, وفعلك جلوس ووصفك عالم, تريد أن تتعلم تصير عالم, اذن علي اسم ماذا؟ يشير الى وصف من أوصافك علي؟ لا يشير إليك بكلك بذاتك وبأعمالك وأفعالك وخصوصيات كلها اسميك ماذا؟ فلهذه يشير اسم الذات الى وصف من الاوصاف او لا يشير؟ لا يشير هذا ماذا نسميه؟

    اسم ذات, أما اذا يبين وصف من أوصافك ماذا نسميه؟ اسم صفة, أما يشير الى فعل من أفعالك نسميه ماذا؟ نسميه اسم, الله (سبحانه وتعالى) هو الآن ما أريد أن اقول الله, لأنه تبين أن الله ليس ذات تبين أن الله ما هو؟ من تقول الله تريد أن تشير الى وصف له فعل له او تريد أن تقول أن هذا الذات مسمات بهذا الاسم؟ فاذن الله اسم ماذا اسم ذات اسم فعل او اسم صفة؟ اسم ذات, الرحمن؟ (كلام أحد الحضور) أحسنت لماذا؟ لأنه يريد أن يبين صفة من صفاته, الخالق؟ (كلام أحد الحضور) فهاك الضابط, الضابط بيدك, الآن ومع الاسف الشديد أن الشيخ يعني الشارح القيصري مباشرة دخل الى القضية من دون أن يعطي بلا أن يبين ضابط اسم الذات اسم الفعل اسم الصفة, ونقل عن الشيخ الاكبر بعض المصاديق فقط, طيب هذه المصاديق تحل لنا المشكلة او لا تحل لنا المشكلة؟ لا تحل المشكلة.

    تتمة الكلام تأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/10/14
    • مرات التنزيل : 1745

  • جديد المرئيات