نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (65)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين

     قال: وفي العلم اعتبار آخر وهو حصول صور الاشياء فيه فهو ليس من حيث تبعيته لها عبارة عن نفس الامر بل من حيث أن صور تلك الاشياء حاصلة فيه عبارة عنه.

    في الدرس السابق الذي يفصل بيننا وبينه تقريبا خمسة أشهر وثلاثة أيام, في الدرس السابق نحن وقفنا عند هذه النقطة وهي انه ما هي ملاك الصدق والكذب في القضايا.

    طيب جملة وجواب متعارف هو أن ملاك صدق والكذب في القضايا هو المطابقة لنفس الامر فإذا كانت القضية مطابقة لنفس الامر فهي صادقة وان لم تكن مطابقة لها فهي غير صادقة, في البحث السابق نحن بينا أساساً متى نحتاج الى المطابقة وعدم المطابقة في كل القضايا اعم من أن تكون ذهنية وشخصية وخارجية وحقيقية او هناك سنخ معين من القضايا وصنف خاص من القضايا الى المطابقة وعدم المطابقة, هذا بحث, اشرنا إليه فقط أفهرس البحث حتى نصل الى محل الكلام, هذا بحث.

    بحث آخر كان عندنا وهو أن البحث في المطابقة وعدم المطابقة تارة هو بحث ثبوتي وأخرى بحث إثباتي بمعنى تارة نسأل عن ملاك الصدق في قضية والكذب فيها فنجيب انها أن كانت مطابقة فهي صادقة وان لم تكن مطابقة فهي غير صادقة وهذا بحث ثبوتي كبروي, ويوجد عندنا بحث إثباتي وهو انه كيف نعرف انها مطابقة او غير مطابقة هذا بحث غير البحث الاول, وهنا نتكلم نحن عن البحث الثبوتي لا البحث الإثباتي, هذا البحث الثاني.

    البحث الثالث: هو انه ما هو المراد من نفس الامر, هل المراد من نفس الامر هو لوح الواقع الذي هو أوسع من لوح الوجود كما عبر سيدنا الشهيد الصدر  + او المراد من نفس الامر هو العقل الاول او المراد من نفس الامر هو العلم الإلهي نظريات متعددة او المراد من نفس الامر الامر في نفسه كما عبر الحكيم السبزواري هذه نظريات أربعة او خمسة اشرنا إليها في ما سبق.

     

     

    هنا في المقدمة القيصري يجعل نفس الامر هو العلم الإلهي يقول: المراد من نفس الامر هو العلم الإلهي تعالوا معي الى ص78 قال: فنفس الامر عبارة عن العلم الذاتي يعني العلم الإلهي لا العلم الفعلي العلم الذاتي للحق عبارة عن العلم الذاتي الحاوي لصور الاشياء كلها كليها وجزئيها, هذه العبارات شرحناها مفصلا بعد لا نشير إليها, صغيرها وكبيرها جمعا وتفصيلا عينية او علمية {ما يعزب عن ربك مثقال ذرة في الارض ولا في السماء} هذا هو نفس الامر.

    بناءً على أن نفس الامر هو العلم الإلهي ورد اشكال, ما هو الاشكال الذي كان اشكال عويص اذا يتذكر الاخوة ووقفنا عنده لعله درس كامل وهو: أن العلم الإلهي تابع للمعلوم وبه تخلصنا عن شبهة الجبر, يتذكر الاخوة في بحث التوحيد كتاب التوحيد اشرنا الى هذه الشبهة واجبنا قلنا بأنه واحدة من أدلة المجبرة هو العلم الإلهي, وهناك نحن اجبنا أن العلم الإلهي تابع للمعلوم وليس متبوعا, نعم لو كان العلم الإلهي متبوعا للزم الجبر ولكن اذا كان تابعا فلا يلزم الجبر, وبينا معنى التبعية قلنا المراد من أن العلم الإلهي تابع يعني أن العلم نور يكشف الشيء عما هو عليه في الواقع ونفس الامر, المراد من التابعية ليس العلم ما بعد الكثرة لا العلم الإلهي يبقى العلم ما قبل الكثرة, مرادنا من التابعية هنا لأنه قد تطلق التابعية ويراد منها العلم ما بعد الكثرة يعني يوجد الشيء فنعلم به علم ما بعد الكثرة, وأخرى تطلق التابعية هو علم ما قبل الكثرة ولكن معنى التابعي يعني كاشف نور, كيف أن النور يكشف عما هو عليه, لا انه يغيره او يريد منه شيء آخر, أبدا, النور وظيفته كشف الاشياء كما هي عليها العلم الإلهي أيضاً كذلك.

    اذن اذا نظرنا الى العلم الإلهي فهو تابع للمعلوم ونفس الامر تابع او متبوع؟ نفس الامر متبوع اذن لا يمكن أن نفس الامر هو الامر الإلهي قياس من الشكل الثاني, العلم الإلهي تابع, ونفس الامر ليس بتابع اذن نفس الامر هو العلم الإلهي او ليس هو العلم الإلهي, وهذا هو الاشكال, ما ادري واضح.

    فلذا إن قلت اذا يتذكر الاخوة الاشكال فان قلت العلم تابع للمعلوم وهو الذات الإلهية وكمالاتها فكيف يكون العلم عبارة عن نفس الامر؟ قلنا هنا يوجد قياس من الشكل الثاني, العلم تابع ونفس الامر ليس بتابع اذن نفس الامر ليس هو العلم.

    اذا يتذكر الاخوة كان يوجد عندنا مشكلة أخرى هذه المشكلة الثانية قلنا أن الماتن او المصنف لم يعرض لها نحن عرضنا لها وأجبنا عنها مفصلا, اذكر الاخوة بالشبهة وبالإشكالية وهي من الإشكاليات العويصة التي أنا عادة ما وجدتها في كلماتهم, وهي: نحن عندما نقول أن القضية مطابقة, طيب عندما نضع يدنا على القضايا او القضية نجدها واحدة أم متكثرة؟ حتى لو أخذنا قضية واحد في النتيجة القضية الواحدة لها جزء او لها أجزاء متعددة لا اقل لها ثلاثة أجزاء او خمسة, فإذا جعلنا نفس الامر هو العلم الإلهي العلم الإلهي واحد أم متعدد, بسيط أم مركب؟ كيف يعقل المطابقة بين أمر مركب مفصل كثير وبين أمر بسيط واحد غير مركب؟ كانت هذه إشكالية أخرى غير الإشكالية السابقة.

    هذه الإشكالية في انه العلم الإلهي تابع ونفس الامر ليس بتابع اذن لا يمكن أن يكون نفس الامر هو العلم الإلهي هذه الإشكالية إشكالية أخرى وهي أن المطابِق بالكسر, كثير مركب متعدد والمطابَق الذي هو العلم الإلهي بسيط واحد لا تركيب فيه, فكيف يعقل المطابقة بين المركب وبين البسيط, بين الكثير وبين الواحد؟ ونحو ذلك, هذا الإشكال اشرنا إليه في ما سبق واجبنا عنه يعني في الدرس 64 الاخوة يراجعون الدرس.

    يبقى عندنا هذا الاشكال الاول الذي أشار إليه في المتن وهذا أيضاً اشرنا إليه واجبنا عنه وبقيت العبارة نطبقها والا لا يوجد عندنا مطلب.

    في الجواب اذا يتذكر الاخوة قبل خمسة أشهر هكذا قلنا, قلنا: بان العلم الإلهي له اعتباران, باعتبار هو تابع, وباعتبار هو متبوع, ولا مشكلة في ذلك, فما هو تابع ليس هو بنفس الامر, وما هو نفس الامر ليس بتابع, إذن لا توجد مشكلة, اذن الجواب في جملة واحدة: المستشكل ماذا قال؟ قال: كيف يعقل أن يكون العلم الإلهي هو نفس الامر او أن نفس الامر يكون هو العلم الإلهي مع أن العلم الإلهي تابع ونفس الامر ليس بتابع؟ الجواب في جملة واحدة: أن العلم الإلهي له اعتباران نفس أمريان يعني اعتباران واقعيان لا فرضان بفرض الفارض, هذان الاعتباران بأحدهما يكون تابعا وبالآخر يكون متبوعا وأرجعنا ذلك الى العلم في مقام الاحدية والى العلم في مقام الواحدية, قلنا العلم في مقام الأحدية لا توجد فيه أي نحو من أنحاء الكثرة بخلاف العلم في مقام الواحدية الذي فيه نحو من أنحاء الكثرة وهذا فصلنا الكلام فيه في البحث السابق, الآن بقيت تطيبق العبارة.

    قال: وفي العلم اعتبار آخر, الآن لماذا يقول في العلم اعتبار آخر, باعتبار انه قبل ذلك قال: الصفات الإضافية لها اعتباران اعتبار كذا واعتبار كذا, العلم من الصفات, طبعا الصفات الإضافية على ثلاثة كما تعلمون, العلم والإرادة والقدرة, طبعا هذا الذي نعرفه من الصفات الإضافية يعني صفات حقيقية ذات إضافة يعني لها متعلق, فان العلم يحتاج الى معلوم والقدرة تحتاج الى مقدور والإرادة تحتاج الى مراد.

    يقول: الصفات الإضافية او الحقيقية ذات الإضافة لها اعتباران والعلم من بين هذه الصفات له هذه الخصوصية, ما هي؟ قال: وفي العلم اعتبار آخر ما هو؟ وهو حصول العلم الإلهي, وهو حصول صور الاشياء فيه أي في العلم الإلهي, فهو بهذه الاعتبار, فهو ليس من حيث تبعيته أي العلم الإلهي لها أي للإشياء عبارة عن نفس الأمر نحن قلنا أن العلم تابع للمعلوم فبهذا الاعتبار هو نفس الامر او ليس نفس الامر؟ لا بهذا الاعتبار ليس هو نفس الامر, بل من حيث أي العلم الإلهي, بل من حيث أن صور تلك الأشياء حاصلة فيه أي في العلم الإلهي عبارة عن نفس الامر, اذن هذا العلم باعتبار هو علم وليس بنفس الامر وهذا العلم باعتبار آخر هو نفس الامر وليس بتابع.

    اذن باعتبار هو تابع ولا يكون بهذا الاعتبار نفس الأمر, وباعتبار آخر يكون نفس الامر ولا يكون تابعا.

    يقول: عنه, هذه ومن حيث تبعيته لها بعض النسخ تقول زائدة وهو الصحيح هذه العبارة لأنه لا علاقة هذه الجملة, هذا المطلب انتهى, قال: يقال: بل من حيث أن صور تلك الاشياء حاصلة في عبارة عنه يعني عن نفس الامر يقال: هذه الجملة ومن حيث تبعيته لها زائدة, يقال: الامر في نفسه كذا, ما معنى الامر في نفسه كذا؟ هذه أي بيان الامر, في نفسها بعد ذلك يأتي, التفت, الامر في نفسه كذا أي هذا بيان الامر, أي تلك الحقيقة التي يتعلق بها العلم وليست تلك الحقيقة تلك الذات لان المفروض بسيط الحقيقة كل الاشياء, لأننا فرضنا أن العلم الذاتي هو نفس الامر, يقول: أي تلك الحقيقة التي يتعلق بها أي بتلك الحقيقة العلم, وليست تلك الحقيقة غير الذات, الامر في نفسه هذا معنى الامر في نفسها يعني الحقيقة, بعد أن بين الامر ما هو قال في نفسها تلك الحقيقة كذا, هذا انتهينا.

    اذن الاشكال غير وارد, الآن ننتقل الى بحث آخر.

    يقول: ماذا تقول أننا نجعل نفس الامر العقل الاول, كما نسب الى المحقق الطوسي ونقلنا هذا عن الاسفار الجزء السابع يتذكر الاخوة, يقول لا محذور في ذلك باعتبار أن العقل الاول هو مظهر العلم الإلهي فلا محذور في أن نجعل العقل الاول أيضاً هو نفس الامر وجَعلُ وليس وجَعَلَ, وجعلُ بعض العارفين العقل الاول عبارة عن نفس الامر حق, أيضا لا مشكلة فيه, أن نجعل العقل الاول هو نفس الامر لكونه أي العقل الاول مظهرا للعلم الإلهي من حيث إحاطته أي العقل الاول بالكليات المشتملة تلك الكليات على جزئياتها, ولكون علمه يعني علم العقل الاول ولكون علمه مطابقا لما في علم الله سبحانه وتعالى, بل أكثر من ذلك نستطيع أن نجعل اللوح المحفوظ هو نفس الامر, وكذلك النفس الكلية المسمات باللوح المحفوظ بهذا الاعتبار أيضاً عبارة عن نفس الامر.

    (كلام احد الحضور) بعد غير واردة احسنتم بلي الإشكالات التي تورد غير واردة بلي, طبعا الإشكالات التي أوردوها بعضها مرتبطة بمقام الإثبات لا انها مرتبطة بمقام الثبوت, لذا أنا ميزت لأنه شيخ مصباح مثلا في حواشيه في النهاية إشكاله يقول: طيب اذا جعلنا العقل الاول هو ملاك الصدق والكذب في القضايا كيف نتثبت أن قضيتنا مطابقة او غير مطابقة, هذا ليس اشكال ثبوتي هذا اشكال إثباتي, أولاً لابد أن نعرف ما هو نفس الامر بعد ذلك بعد إن ثبت أن العقل الاول هو نفس الامر عند ذلك نقول كيف نتثبت, هذه كيف نتثبت خلط اذا أشكل احد على العقل الاول جعل العقل الاول هو ملاك الصدق او هو نفس الامر بإشكال كيف نتثبت هذا خلط بين مقام الثبوت ومقام الإثبات.

    يبقى بحث آخر هنا من باب الإشارة يشير إليه واشرنا إليه مرارا في أبحاث النهاية وغير النهاية قال: ولا يعلم حقيقة العلم وكيفية تعلق العلم بالمعلومات الا الله سبحانه وتعالى, الآن لماذا لا يعلم؟

    باعتبار أن الكيفية لما قبلنا أن العلم عين الذات والذات مجهولة الكنه فحقيقة العلم أيضاً تكون مجهولة الكنه, هذه كالرياضيات واحد زائد واحد يساوي اثنين, نحن بعد أن قبلنا أن العلم عين الذات والذات مجهولة الكنه فالعلم الذي هو عينها أيضاً مجهول الكنه حقيقة العلم كيفية تعلق العلم بالمعلومات واقعا هذه مجهولة, نعم يبقى سؤال اذن ماذا تقولون أن العلم بديهي هذا من قبيل ما تقدم يتذكر الاخوة ومن اعرف الاشياء وكنه في غاية الخفاء, هذا في الوجود قلناه وفي العلم الذي هو مساوق للوجود أيضا مفهومه بديهي ومن اعرف الاشياء لا حقيقته وكنهه ومصداقه الخارجي, اذن لا يصير خلط عندنا بين مفهوم العلم وبين حقيقة العلم مصداق العلم, والذي هو مجهول الكنه مصداق العلم هذا الذي يعبر عنه في الروايات بعلم الكيفوفه, علم الكيفوفه من العلوم التي لا يمكن نيلها لا يمكن لاحد, يا من لا يعرف ما هو الا هو, هذه المرتبطة بالتشخص بالكنه بالكيفوفة ونحو ذلك, اذن ما ذكره السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه في أول مباحث العقل والعاقل والمعقول لا يتبادر الى انه يتنافى مع هذا, هناك قال: وجود العلم ضروري عندنا أصل الوجود وكذلك مفهومه بديهي لنا, التفت, لم يقل السيد الطباطبائي هناك أن حقيقة العلم كنه العلم بديهي لنا, وكذلك مفهومه بديهي لنا, لذا هنا يقول: ولا يعلم حقيقة العلم وكيفية تعلق العلم بالمعلومات الا هو (سبحانه وتعالى) والزعم ببداهته, أن العلم بديهي, والزعم ببداهته إنما ينشأ من عدم الفرق بين الظل وما هو هذا الظل ظله يعني ظل ذلك الأصل, ما هو بديهي لنا هو الظل الذي هو مفهومه في الذهن, هذا هو بديهي وما ندعي انه لا يمكن إكتناهه هو ذو الظل هو الأصل هو الشاخص.

    والزعم ببداهته إنما ينشأ من عدم الفرق بين عدم الظل وما هو ظله لان علوم الأكوان ظلال كوجوداتهم أيضاً هي ظلال, وبينا معنى الظل في أبحاث سابقة, وأرجعنا الظل الى الشأنية قلنا أن كل عالم الامكان بل حتى الصعق الربوبي ما يرتبط بمقام الواحدية وما يرتبط بمقام الاحدية هذه كلها شؤون شؤون تلك الحقيقة التي هي لا بشرط المقسمي, وبينا معنى الشأن, اخواني الاعزاء هذه مسألة الظل وان كانت هذه تتكرر ولكنها أجدها ضرورية.

    اخواني الاعزاء صحيح أن الأعلام ذكروا بناء على الوحدة الشخصية للوجود كل ما عداه فهو الظل والظل أمر عدمي فأرجعوا كل الممكنات الى امور عدمية, هذا المعنى نحن لم نقبله, ولا نقبله في الوحدة الشخصية في الوجود, نحن نقبل نظرية الشؤون, لا نقبل نظرية الاعدام ولو على نحو الظلية, ومعنى الشؤون أننا نريد أن ننفي العُزلية والعِزلية بين الخالق وبين المخلوق, هذه البينونة , لا انه لا توجد بينونة, البينونة قائمة وموجودة ولكنه كما قال أمير الموحدين والبينونة بينونة صفة لا بينونة عزلة, انظروا الآن ارجع اذكر المثال.

    انت الآن زيد لك حقيقة التي تعبر عنها بأنا سواء كنت مدركا أم لم تكن؟ تقول أنا, سواء كنت متخيلا او لم تكن متخيلا تقول أنا, سواء كنت متكلما او لم تكن متكلما تقول أنا, سواء كنت مبصرا او لم تكن مبصرا تقول أنا, كل هذه الامور كنت قائما او قاعدا نائما او آكلا او شاربا, هذه كلها انت وشؤونك, العقل والخيال والحس المشترك و… والقيام والقعود والكلام والنظر والسماع والأكل والشرب هذه كلها انت أم شأن من شؤونك؟ طيب ما الفرق بينك انت وبين هذه التي نعبر عنها شؤون والفرق بيني وبينك؟ (كلام أحد الحضور) احسنتم أنا وأنت توجد بينونة, بينونة عزلة, أما أنا والعقل والإدراك والبصر والسمع والأكل والشرب والقيام والنكاح والضرب و.. فهل البينونة بينونة عزلة؟

    البحث يا اخواني الاعزاء بين العرفاء كما افهمه أنا أقوله بشكل واضح, هذا فهمي لنظرية الوحدة الشخصية, اخواني الاعزاء السؤال المطروح: أن الله (سبحانه وتعالى) نسبته الى كل ما سواه كالنسبة القائمة بيني وبينك؟ او النسبة الموجود بين زيد وبين قواه وشؤونه الإدراكية الفاعلة والعاملة أي منهما؟

    المتعارف في ذهن الفلاسفة غير الوحدة التشكيكية لملا صدرا, ملا صدرا هي الوحدة الشخصية للوجود لا يوجد شيء آخر, مرارا ذكرت والآن أأكد لا توجد عنده نظرية في قبال الوحدة الشخصية هي الوحدة الشخصية بلباس آخر, الكلام مع فلاسفة المشاء الذين جعلوا خالق ومخلوق, لا فقط هذا وجعلوا البينونة بينهما بينونة عزلة, العرفاء لهم مشكلة لا في التعدد لا في البينونة وإنما إشكالهم في العزلة.

    اذن لا ينسب احد الى العرفاء أن هؤلاء يقولون بأنه نحن الله, لا الله نحن ولا نحن الله, كما انه لا عقلك انت ولا انت عقلك, انت انت وعقلك شان من شؤونك قائم بك, ما عندي مثال آخر, واضح صار المطلب.

    اذن في الوحدة الشخصية نحن نريد أن ننفي الكثرة او لا؟ اخواني الاعزاء لا يصير عندكم خلط, القائلين بالوحدة الشخصية للوجود ليسوا بصدد نفي الكثرة كثانية ما يراه الأحول, ليس هكذا, هؤلاء يؤمنون بالكثرة ويؤمنون بان الخالق غير المخلوق ويؤمنون بكل هذه الضوابط وبكل هذه الاحكام ولكن يقولون البينونة وهذه الكثرة عزلية او غير عزلية؟ يقولون غير عزلية, وهذه نظرية التشأن ونظرية الشؤون.

    لذا الأقرب تعبر أن كل ما سواه شؤونه (سبحانه وتعالى) عندما قلت ظلال الظل يأخذ المثال ويأخذك الى أمر عدمي ويجعل لك خمسين ألف مشكلة, واضح المطلب.

    قال: والزعم ببداهته إنما ينشأ من عدم الفرق بين الظل وما هو ظله لان علوم الأكوان ظلال كوجودات الأكوان, وأيضاً حصول العلم بديهي وهذا واضح, لذا قال: وجود العلم ضروري عندنا, وأيضاً حصول العلم بديهي ولا يلزم من بداهة العلم بحصول الشيء بداهة العلم بحقيقته وماهيته, هذه الماهية بالمعنى الاعم لا الماهية بالمعنى الأخص لان المفروض أن العلم من سنخ الوجود والوجود لا ماهية له.

    بداهة العلم بحقيقته يقول ولا يلزم من بداهة العلم بحصول الشيء العلم ضروري عندنا بديهي عندنا, بداهة العلم بحقيقته وماهيته والله اعلم بالحقائق, هذا تمام الكلام في ما يتعلق بهذا الفصل الثاني, الذي كان مرتبط هذا الفصل الثاني بماذا؟ في أسمائه وصفاته تعالى.

    يوجد كم بحث يتعلق بالأسماء والصفات قبل أن ننتقل الى الفصل الثالث.

    في الواقع أن مسألة الأسماء والصفات لها أبحاث مفصلة في الآيات والروايات, الآن اتضح لنا أن العرفاء كيف دخلوا البحث وكيف خرجوا منه, انتهينا.

    من هنا بودي درس او درسين نقف عند مسألة بحث الأسماء والصفات في الآيات والروايات, يعني أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) القران الكريم قبل ذلك كيف دخل هذا البحث كيف خرج منه ما هو المائز الأصلي الذي ذكره الأعلام للتمييز وكيف نجعل أصلاً اسم ذات واسم فعل ونحو ذلك, هؤلاء ذكروا ما عندهم في هذا المجال.

    هنا توجد عدة أبحاث:

    البحث الاول: مقدمة لابد أن تعلموا بأنه ورد هناك تشويق وترغيب كبير في الروايات لمعرفة أسماء الله وصفاته, بل في جملة من الروايات جعلت الطريق تقريبا منحصر في معرفة الله الا من خلال أسمائه وصفاته, يعني ما لم نقف على أسمائه وصفاته يمكن التعرف إليه او لا يمكن؟ لا يمكن.

    الطريق للوصول إليه وللتعرف عليه إنما يمر من خلال الوقوف على أسمائه وصفاته والأخوة يتذكرون نحن ميزنا بين الاسم والصفة في الابحاث السابقة.

    من هنا كما قلت ورد تشويق كثير, من هذه التشويقات المعروفة هذا التشويق الوارد من الفريقين أن لله تعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة وأي ترغيب اكبر من هذا الترغيب وأي تشويق اكبر من هذا التشويق أن الانسان اذا وقف على هذه الأسماء يكون سببا للدخول الى الجنة وأي ترغيب اكبر من هذا, ولا احتاج الى الروايات في هذا المجال الاخوة يستطيعون مراجعتها في الكافي وغير الكافي موجودة وهي روايات متفقة عليها من قبل الفريقين, من هنا هذه الكتب التي جاءت في شرح الأسماء الحسنى من قبل الفريقين جاءت على أساس مضمون هذه الروايات من قبيل الكتب التي كتب في الأربعين, هذه الكتب التي كتبت عندنا في الأربعين منشأها ما هو؟ منشأها الروايات الواردة, من حفظ على أمتي أربعين حديثا حشر يوما القيامة فقهيا, فالأعلام بدأوا يكتبون وأيضاً من الفريقين, كذلك هذه شرح الأسماء الحسنى من الفريقين عندنا كتب هذه إنما جاءت من خلال هذا التشويق الوارد في هذه الروايات.

    ولكن هنا نكتة أنا بودي أن أقف عندها قليلا وهي انه ما هي المراد من الإحصاء في هذه الروايات؟ قد يتبادر الى الذهن أن المراد ولا محذور فيه أيضاً أن المراد من الإحصاء يعني الإحصاء العددي يعني نعدها واحد اثنين ثلاثة .. الى آخره, هذا درجة من الدرجات كما أن الذكر له درجات أدنى درجاته الذكر ما هو؟ اللفظي واللسان, هذا كذلك درجة من درجات الذكر, لم يقل احد أن هذا ليس ذكرا, هذا ذكر ولكنه هو أدنى درجات الذكر ينبغي على الانسان أن يرتفع يصل الى الذكر القلبي الى الذكر الحالي الى آخره.

    كذلك الإحصاء أيضاً له درجات ومراتب أدناه أدنى مراتب الإحصاء هو هذا الإحصاء الذي أن تقف على كل كلمة كل اسم ما هو المراد من ذلك الاسم آثار ذلك الاسم هذه درجة من درجات الإحصاء وأيضا تترتب عليها آثار دنيوية وأخروية, ولكن هناك درجات أخرى لكي يتضح الدرجات الأخرى أنا أشير الى قضية مشابهة لها.

    انتم تعلمون بأنه يوجد تركيز في التوحيد في رواياتنا قول لا اله الا الله, (كلام أحد الحضور) لا فقط حصني, روايات متعددة أنا في التوحيد في توحيد الصدوق عندما وجدتها رأيت أن لها آثار كثيرة تذكر لهذا القول, على سبيل المثال: في ص20 الحديث الاول عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ما قلت ولا قال القائلون قبلي مثل لا إله الا الله, هذا تشويق كبير والظاهر المراد أي تشويق أي لا اله الا الله, لا اله الا الله القولي اللسان لأنه يقول ما قال, هذا رواية.

    رواية ثانية أيضاً واردة عن الإمام الصادق  × قال: قال رسول الله  ’خير العبادة قول لا اله الا الله, اذن يعطي درجة للقول هذه الدرجة الثانية.

    الرواية الثالثة عن الإمام الباقر  × قال سمعته يقول ما من شيء أعظم ثوابا من شهادة أن لا اله الا الله نفس هذه الشهادة ونفس هذا القول له ثواب عند, هذه مرتبة وواقعا تترتب عليه آثار عصم مني ماله دمه عرضه الى آخر, آثار تترتب ولكن انظروا الروايات كيف تترتب؟ التفت, هذه طبقة.

    ولكن طائفة ثانية من الروايات تقول لا اذا أردت ذاك الثواب وجبت له الجنة وغير ذلك اذا قالها مخلصا لا انه يقولها لقلقة لسان اذا يريد الآثار الأخرى لابد أن يقولها مخلصا, هذه واردة في التوحيد ص23 الرواية 26 الرواية عن محمد ابن حمران عن الإمام الصادق ×  قال من قال لا اله الا الله مخلصا دخل الجنة, اذن تبين أن تلك فيها ثواب ولكنها بشرطها وشروطها طيب ما هي شروطها؟ الشرط الاول الإخلاص, والا اذا لم يكن إخلاص تنتج او لا تنتج؟ لا تنتج الأثر المطلوب منها قد تكون لها بعض الآثار ولكن الأثر المطلوب, انتم تشاهدون أن البعض عندما يتمرض يأخذ بعض الأدوية ولكن بعض الناس يأخذ هذا الدواء ينتج مائة بالمائة وبعض يأخذ هذا الدواء ينتج مائة بالمائة او ينتج عشرين بالمائة؟ لماذا ما هو السبب؟ السبب أن هذا الانسان قام بشرطها وشروطها أم لا؟ لا المفروض كان يحتمل فلان قضية وفلان قضية لم يحتملها طيب, المفروض لا يأكل فلان شيء ولكن أكل فلان شيء, وهذا الدواء يؤثر أثره المطلوب او لا يؤثر؟ فكذلك هذه الامور في نظام التكوين, التفت, هذه الطبقة الثانية من الروايات, الآن التفت جيدا.

    الطبقة الثالثة من الروايات, طبعا حديث 11 أيضاً يشير الى هذا, الحديث 11 في ص23 من البحار, قال: رسول الله  ’الرواية عن ابي عبد الله الإمام جعفر الصادق  × قال: قال رسول الله  ’آتاني جبرائيل بين الصفا والمروة فقال يا محمد طوبى لمن قال من أمتك لا اله الا الله وحده مخلصا, روايات متعددة بهذا المضمون, هذه الطبقة الثانية.

    الطبقة الثالثة: ما هو إخلاصه؟ هذه بعد أن بين هناك طيب بماذا يتحقق الإخلاص؟ التفت الرواية الثالثة أيضاً واردة في توحيد الصدوق أيضاً الرواية 26 قال من قال لا اله الا الله مخلصا دخل الجنة وإخلاصه يعود على القول, وإخلاصه أن تحجزه لا اله الا الله عما حرم الله عز وجل, طيب اذا الانسان وجد إمامه معصية وتزلزت قدمه يقول لا اله الا الله مخلصا أم لم يقلها مخلصا؟ هذا كاشف إثباتي هذا, اذا رأى معصية لا اقول أقدم عليها لا لا, ذاك اذا أقدم عليها اذن يوجد اشكال في أصل التوحيد له, لا تزلزلت قدماه الآن نفعل أم لا نفعل؟ الآن نتوكل على الله والله كريم بعد ذلك أم لا؟ هذا اذن يوجد عنده إخلاص في التوحيد او لا يوجد؟ لا يوجد لان الإمام يقول وإخلاصه أن تحجزه لا اله الا الله عما حرم الله عز وجل, واضحة.

    اذن هنا عندما نقول أن لله عز وجل تسعة وتسعين اسما من أحصاها يكون المضمون من أي مضمون هذا الإحصاء له مرتبة واحدة أم له مراتب؟ من مراتبها الإحصاء العلمي والمعرفي من مراتبها الإحصاء التخلقي من تخلق بأخلاق الله كذا, تخلقوا بأخلاق الله وهذه ماذا؟ الأسماء والصفات أخلاقه (سبحانه وتعالى) من مراتب الإحصاء فوق الإحصاء العلمي والمعرفي والتخلقي التحققي أن يتحقق بهذه الأسماء الإلهية على قدر الطاقة البشرية, أن يكون مظهرا لاسم الجواد, أن يكون مظهرا لاسم الرحيم, وهكذا, هذه كلها مراتب الإحصاء التفت.

    قال: وإخلاصه أن تحجزه لا اله الا الله عما حرم الله عز وجل وهذه مرتبة, التفت.

    مرتبة رابعة: الآن كم مرتبة صارت؟ ثلاثة: قول لا اله الا الله, قول لا اله الا الله مخلصا, قول لا اله الا الله هذا الإخلاص الذي يحجزه عما حرم الله, المرتبة التي بعدها لا, المرتبة التي بعدها التفت جدا لطيفة هذه الرواية, التي نحن عادة نكررها ولكنه مضمونه فيها دقة, الرواية عن الإمام الرضا ×كما تعلمون قال سمعت رسول الله الرواية المعروفة قال سمعت رسول الله سمعت جبرائيل سمعت الله عز وجل يقول لا اله الا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي, هذا المراد من عذابي يعني لا يغترف الذنب لأنه اذا أذنب باطن الذنب ما هو؟ هو العذاب, ما الفرق بين تحجزه وبين تحصنه؟ لأنه هناك قال تحجزه وهنا قال ماذا؟ التفت جيدا.

    الفرق فرق كبير بين أن الإنسان لا يرتكب السوء والفحشاء فتحجزه هو لا يقدم, وبين أن هذه الفحشاء والمنكر لا يمكن أن يصل إليه, في المعنى الاول تحجزه الفاعل لا يفعل, أما اذا وقع في الحصن أساسا يستطيع أن يصل إليه الذنب او لا يصل؟ يعني الانسان اذا صار في الحصن الذنب يصل إليه او بعبارة أخرى: ينصرف عن الذنب او ينصرف عنه الذنب أي منهما؟ اذا كان بمعنى يحجزه هو ينصرف عن الذنب, أما اذا كان في الحصن فهو ينصرف عنه الذنب, هذا المعنى الذي ميزنا بينه بين المخلِصين وبين المخلَصين, لذا تجدون في سورة يوسف القران ماذا قال عن يوسف, قال: {وكذلك لنصرف عنه} لا لنصرفه لا هو ينصرف وإنما ينصرف عنه, هذه درجة من درجات الإحصاء, فرق كبير بين أن الانسان يحجز نفسه عن محارم الله وبين أن المحارم تصل إليه او لا تصل إليه؟ تكون تحت قدميه لا تصل إليه.

    هذا المعنى الذي يتذكره الاخوة في أبحاث أخلاقية قلنا بان المخلَص يصل الى درجة أن الشيطان لا يعرف ماذا يريد حتى يوسوس له, الا عبادك منهم المخلَصين هذا الاستثناء ليس ترحم من إبليس هو لا يعلم أن هؤلاء ماذا يريدون حتى يوسوس حتى يزين لهم, أولاً فليعرف انه ماذا يريدون حتى يزين حتى يلبسهم, طيب اذا لم يعرف ما يريدون طيب كيف يزين لهم, كيف يلبس عليهم الحق بالباطل.

    اذن البحث الاول ما يتعلق بالتشويق.

    البحث الثاني: هو ما يتعلق بالتمييز بين الأسماء والصفات الذاتية والفعلية وهذا بحثه سيأتي إنشاء الله تعالى.

     والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/11/01
    • مرات التنزيل : 1633

  • جديد المرئيات