نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (76)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    تنبيه آخر: اعلم للأعيان الثابتة اعتبارين اعتبار انها صور الاسماء واعتبار انها حقائق الاعيان الخارجية, فهي بالاعتبار الاول كالأبدان للأرواح, وبالاعتبار الثاني كالأرواح للأبدان, وللأسماء أيضاً اعتبارين: اعتبار كثرتها, واعتبار وحدة الذات المسماة بها, بالأمس انهينا إلى هذا البحث, وهو أن الظاهر من كلمات الشيخ, يعني الشيخ الاكبر محيي الدين, أن الظاهر من كلمات الشيخ وجملة من أعلام مدرسة العرفان النظري, أو يستفاد من كلماتهم أن الفيض الاقدس إنما يبدأ من الاعيان الثابتة, يعني أول مستفيض من خلال الفيض الاقدس هي الا عيان الثابتة, هذه نقطة.

    النقطة الثانية, أن الاعيان الثابتة ليس لها الا القبول, الانفعال انها تقبل الفيض لا انها واسطة في إيصال الفيض لما دونها فليس لها دور الفاعلية وإنما ينحصر دورها في القبول والانفعال, هذان هما الأمران يريد العلامة القيصري في المقدمة أن يشير في هذا التنبيه إلى عدم تماميتهما, يريد أن يقول أولا: أن المستفيض بالفيض الاقدس ليس هو خصوص الاعيان الثابتة بل يتجاوز إلى الاسماء أيضا, هذا أولا.

    ثانيا: أن الاعيان الثابتة وان كانت هي قابلة للفيض بالفيض الاقدس الا انها فاعلة في الفيض المقدس, اذن فيها حيثيتان: حيثية بها تقبل وحيثية بها تعطي, حيثية بها مربوبة لما فوقها, وحيثية بها هي رب لما دونها, هاتان الحيثيتان موجودتان في الاعيان الثابتة, جهتا المربوبية والربوبية, جهة المربوبية لما فوقها, وجهة الربوبية لما دونها, ولكن هنا لا يتبادر إلى الذهن عندما نقول جهة الربوبية يقول احد أن هذا شرك كيف تنسبون الربوبية لغير الله, لا هذه وسائط الفيض ووسائط الفيض إنما تعمل اذا أردنا أن نتكلم بلغة الفلسفة فواعل ولكن ليست فواعل مستقلة ولكن هي فواعل بالتسخير, فواعل مسخرة لله سبحانه وتعالى, هذان هما الأمران اللذان يريد هنا القيصري في المقدمة في هذا التنبيه أن يشير إليهما, وهذان

     

    مطلبان واضحان واقعا, يوجد مطالب نحاول أن نقرأها من خلال العبارة والا لا يوجد مطلب جديد نضيفه على هذا الذي أشرت إليه.

    قال: اعلم أن للأعيان الثابتة اعتبارين, طبعا مرارا ذكرنا أن هذه الاعتبارات ليست هي اعتبارات أنياب الاغوال,اعتبارات عقلائية, اعتبارات عرفية تعدد بتعدد المعتبر, هذه اعتبارات نفس أمرية لها منشأ انتزاع قد يصيب الانسان في هذا الاعتبار وقد يخطأ بخلاف الاعتبارات العقلائية والعرفية يمكن أن تعدد بتعدد المعتبرين, وصحيحة أو باطلة؟ لا بحسب كل اعتبار وبحسب كل عرف وبحسب كل مجتمع يكون ذلك الاعتبار اعتبارا صحيحا, أما بخلاف هذه الاعتبارات من قبيل اعتبار هذا السقف فوق, هذا أمر اعتباري يعني انه الفوقية ليس أمر له ما بإزاء وإنما هي منتزعة من السقف ولكن ليس اعتبار عقلائي أو عرفي وإنما اعتبار نفس أمري له منشأ انتزاع, من قبيل ما قرأتم في أصالة الوجود واعتبارية الماهية فان الماهية أمر اعتباري ليس معناه أمر عرفي عقلائي أمره بيد المعتبر لا له منشأ انتزاع,  هنا عندما يقول أن للأعيان الثابتة اعتبارين هذان اعتباران نفس أمريان قد يصيبهما الانسان وقد يخطا, اعتبار انها, أي الاعيان, صور الاسماء وذكرنا مرارا أن المراد من الصور ليس المفاهيم والعلم الحصولي والعلم الارتسامي, وإنما المراد من الصور يعني الحقائق وهذا بحث تقدم في أول الفصل, أن للأعيان الثابتة اعتبارين, اعتبار انها صور الاسماء, بهذا الاعتبار تكون ظاهر أو مظهر؟ تكون مظاهر الاسماء تكون هويات الاسماء, واعتبار انها حقائق الاعيان الخارجية, التفتوا جيدا, الاعتبار الثاني تكون مظاهر أو تكون ظاهر؟ في الاعتبار الثاني تكون ظاهرا, والحقائق الخارجية تكون مظاهر لها تكون رقائق لهذه الحقائق, واعتبار انها حقائق الاعيان الخارجية, اذا كان الامر كذلك فهي بالاعتبار الاول لها جنبة القابلية, الأبدان بالنسبة إلى الروح قابل أو فاعل, من الواضح أن البدن بالنسبة إلى الروح له جنبة القابلية, حيثية القبول لا حيثية الفعل, فهي بالاعتبار الاول كالأبدان للأرواح والمراد من الأرواح هنا الاسماء الإلهية, وبالاعتبار الثاني تكون الاعيان كالأرواح للأبدان فتكون هذه الاعيان الخارجية اذا نسبت إلى الاعيان الثابتة من قبيل الأبدان بالنسبة إلى الارواح فتكون تلك الفاعلة وهذه المنفعلة, القابلة, وهذا المعنى اذا يتذكر الاخوة مرارا ذكرناه وأرواحكم في الأرواح قلنا واحده من معانية يعني اذا نسبت ارواحهم إلى ارواح  الآخرين ممن دونهم فنسبة ارواحهم إلى ارواح الاخريين نسية الروح إلى البدن, كسف أن الروح تكون فاعلة في البدن ارواح الآخرين تكون منفعلة من أراوحهم, ما معنى منفعلة؟ يعني تلك الارواح تكون واسطة فيض بالنسبة إلى ارواح الآخرين.

    قال: وللأسماء أيضا, إلى هنا انتهينا من الامر الاول الذي هو أن الاعيان فقط لها جنبة قبول أو فقط لها جنبة فعل؟ فقط قابلة أو من جهة قابلة ومن جهة أخرى فاعلة؟ فيما سبق العبارة كانت الاعيان ليس لها الا القبول والاستعداد, هذا المعنى بالأمس اشرنا إليه بالعبارة.

    قال: وبالأول تحصل الاعيان الثابتة واستعداداتها, بالفيض المقدس تحصل الاعيان, هذه الاعيان امور استعدادية امور قابلة لا امور فاعلة, لكن اتضح هنا الاعيان لها جنبة استعداد ولها جنبة فاعلية.  الآن تعالوا معنا إلى الاسماء وهذا هو البحث الإضافي الجديد وهو انه فيما سبق ظاهر العبارة كان يثبت لنا أن الفيض الاقدس أول مستفيض منه هي الاعيان, ولكنه هنا سيتضح انه لا أن الفيض الاقدس أول مستفيض هي  الاسماء,  فالأسماء مجعولة أو غير مجعولة, ولكن الاسماء بلحاظ كثرتها لا بلحاظ وحدتها, اذا يتذكر الإخوة قلنا بان الاسماء هي مجموعة التعينات, هذه التعينات الكثيرة هذه  أي مقام؟ في مقام الكثرة مقام الواحدية, مقام الواحدية التي هي مقام كثرة الاسماء وبتعبيرهم اذا يتذكر الاخوة مقام حضرة الجمع لا حضرة جمع الجمع لان حضرة الجمع الجمع هو حضرة الاحدية وحضرة الجمع الذي هو حضرة الواحدية, قلنا في حضرة جمع الجمع جمع للتعينات أو رفض للتعينات؟ رفض للتعينات لايوجد هناك تعين الا ما تعين عدم التعين, أما عندما نأتي إلى مقام الواحدية رفض ونفي للتعينات أو جمع للتعينات؟ جمع للتعينات. هذه المسألة لماذا تطرح, كان هذه قضية لابد أن نطرحها في أول الاعيان ولكن مناسبتها هنا تطرح, هذه المسألة لماذا تطرح؟ يوجد بحث أن الله سبحانه هل يعلم يعلم الاشياء قبل الإيجاد أو لا يعلم هذا سؤال؟

     السؤال الثاني: اذا كان يعلم الاشياء قبل الإيجاد عندما نقول قبل الإيجاد يعني في الصقع الربوبي, اذا كان يعلم الاشياء قبل الإيجاد فهل علمه بذلك إجمالي بسيط أو انه تفصيلي, أي منهما؟ هذا بحثان:

    البحث الاول: يعلم الاشياء قبل الإيجاد أو لا يعلم يعني في الصقع الربوبي.

    البحث الثاني: اذا كان يعلمها علمه بنحو البساطة والإجمال أو بنحو التفصيل؟

    تتذكرون في النهاية قرأتم انه يعلم الاشياء قبل الإيجاد إجمالا في عين الكشف التفصيلي ولكن علمه هناك إجمال ولكن هذا الاجمال كشف تفصيلي, أما هذا يمكن تصويره أو لا يمكن ذاك بحث, ومن هنا استندوا إلى قاعدة بسيط الحقيقة كل الاشياء وليس بشيء منها, العرفاء بالإضافة إلى ذلك العلم وهو العلم الإجمالي في عين الكشف التفصيلي يعتقدون انه في الصقع الربوبي قبل الإيجاد يعلم الاشياء علما تفصيليا لا إجمالي في عين الكشف التفصيلي كيف؟

    يقولون من خلال الاعيان الثابتة, واضح صار بحث الاعيان الثابتة الذي طرح عند العرفاء في النظرية العرفانية ما هو موقع هذا البحث؟ موقعه إثبات أن الله يعلم الاشياء تفصيلا وليس إجمالا في عين الكشف التفصيلي, ذاك ممكن تطبيقه على مقام الاحدية, أما هذا العلم التفصيلي ينطبق على مقام الواحدية مقام الإلوهية إن صح التعبير مقام الله الذي هو الجامع لكل ماذا؟ يعني الاسم الله, هؤلاء بصدد إثبات هذه الحقيقة وهو أن الله سبحانه وتعالى يعلم الاشياء{لا يعزب عن علمه مثقال ذرة لا في الارض ولا في السماء} يعملها تفصيلا لا إجمالا في عين الكشف التفصيلي, لا انه, التفتوا جيدا اذا تتذكرون في نهاية الحكمة هناك عندما أردنا أن نقرر بسيط الحقيقة قلنا من قبيل ملكة الاجتهاد, قلنا ملكة لا يوجد فيها تفاصيل ولكن فيها خلاقية التفاصيل, اذن يوجد التفصيل بالفعل أو خلاقية التفاصيل؟ خلاقية التفاصيل هذا القدر لا تكتفي به المدرسة العرفانية, والنظرية العرفانية لا تكتفي بالعلم الحق التفصيلي,تقول وراء هذه المرتبة توجد مرتبة مقام الواحدية وهي الكثرة, هذه الكثرة كثرة بالفعل لذا عبرنا عنها انها جمع للتعينات لا انها نفي للتعينات, اتضح المعنى, لذا الاخوة يأتون معي إلى صفحة 59, من الكتاب قال: وفي المرتبة الثانية, يعني في مرتبة الواحدية بعد الاحدية, يتميز العلم عن القدرة, وهي, أي العلم عن الإرادة, فتتكثر الصفات تكثرا واقعيا وبتكثر الصفات تتكثر الاسماء, وبتكثر الاسماء تتكثر مظاهر الاسماء, مظاهر الاسماء ما هي؟ الاعيان, أما اعيان علمية, اعيان ثابتة, وأما اعيان خارجية, فالأعيان الخارجية مظاهر للأعيان التي هي مظاهر للأسماء وعلى هذا الأساس فإذا كان الله سبحانه وتعالى عالما بهذه الاعيان فهو عالم بكل شيء تفصيلا, لأنه ما من شيء في عالم العين الا وله مظهر وله حقيقية في مظهر الاعيان الثابتة, اذا يتذكر الاخوة تعالوا معنا إلى هذه العبارة قال: والأشياء ما لم توجد في العلم لم يمكن وجودها في العين, فما من شيء وجد, صفحة 82, فما من شيء وجد في العين الا وهو مسبوق وجوده في العلم, أي علم؟ العلم الإجمالي؟ لا العلم التفصيلي, واضح صار انه هؤلاء لماذا طرحوا عنوان بحث الاعيان الثابتة وأنت عندما تراجع, أنا أردت أن آتي بالرواية ولكن نخرج عن البحث, أنا بودي انه ترجعوا إلى الروايات تجدون انه يوجد تأكيد على هذه الحقيقة, وهو أن يعلم الاشياء تفصيلا مكانا, وزمانا, وزيدا, وعمرا, وكل شيء بالتفصيل وليس عين إجمالي في عين الكشف التفصيلي بل يعلمها علما تفصيليا, هذا الذي أدى بالمعتزلة أن يؤمنوا بالثابتات الأزلية لأنه أرادوا أن يصوروا علم الحق سبحانه وتعالى بالأشياء قبل الإيجاد فلم يستطيعوا بل وقعوا في محاذير متعددة, هذا الذي حاولت الحكمة المتعالية من خلال قاعدة بسيط الحقيقة كل الاشياء, هذه كلها لتصوير علم الحق بالأشياء قبل الإيجاد تفصيلا, والنظرية العرفانية ترى أن الاعيان الثابتة هي علم الحق بالأشياء قبل الإيجاد تفصيلا ولكن لا في مقام الذات, لأنه هناك لا اسم ولا رسم ولا في مقام الاحدية لأنه نفي للتعينات بل في مقام الواحدية الذي هو جمع للتعينات, لذا في آخر صفحة 48, هذا المعنى جاء أيضا, قال: حقيقة الوجود اذا أخذت بشرط أن لا يكون معها شيء فهي المسماة عند القوم بالأحدية المستهلكة جميع الاسماء والصفات فيها, هذا الذي عبرنا عنه واحد القهار, قلنا قهارية, وهي التي تسمى عندهم بجمع الجمع أما وإذا أخذت بشرط شيء فأما أن تؤخذ بشرط جميع الاشياء, يعني جمع لكل التعينات كليها وجزئيها, الذي بينا فيما سبق أن الجزئية والكلية العرفانية, المسماة بالأسماء والصفات فهي المرتبة الإلهية المسماة عندهم بالواحدية ومقام الجمع, واضح صار البحث إلى هنا.

    اذا اتضح هذا, في مقام الواحدية مفاضة أو غير مفاضة؟ الاسماء والصفات مفاضة أو غير مفاضة؟ مفاضة, أساساً لا يعقل أن تكون غير مفاضة, ببيان غير الذي يذكره هؤلاء الا علام وهو انه نحن اذا قبلنا أن نسبة الاعيان إلى الاسماء كنسبة الماهيات الوجودات, كنسبة ماهية الانسان إلى وجود الانسان, ما لم يجعل وجود الانسان يمكن انتزاع ماهية الانسان أو لا يمكن؟ ما لم يجعل الاسم يمكن انتزاع الاعيان أو لا يمكن؟ اذن ما لم تجعل الاسماء لا يمكن أن تكون الاعيان مجعولة فإذا كانت الاعيان مجعولة فلا بد أن الاسماء قبلها تكون مجعولة, يعني إنجعال الاعيان الثابتة ليس بالاستقلال وإنما, هذا بحث فلسفي كثيرا ينفع وهو أن الماهية مجعولة أو غير مجعولة؟ هناك نحن في الابحاث الفلسفية, هنا افتح حاشية, الذي لم يحضر عندنا الاسفار لا يستطيع أن يفهم هذا الذي أقوله أو لا يفهم؟ على المبنى الذي أنا حققته هناك, أن إنجعال جعل الوجود به تنجعل الماهية, هذا البيان اليوم نحن حققناه, اذا ذاك لم تضح هنا أيضا  لا يتضح وتبقى الصورة غائمة وغير واضحة, على أي حال ارجع إلى المطلب, ولكن نحن نفترض أن الاخوة رأو الاسفار والذي يريد ونفترض أيضاً الذي يريد أن يسمع الفصوص لابد أن يطلع على الاسفار ويسمع الفصوص.

    قال: وللأسماء أيضا اعتبارين, مراده من الاسماء هنا ليس اسماء الاسماء, ليس مرادنا هنا المفاهيم المعاني في الذهن, مرادنا الواقع الخارجي يعني الاسم العرفاني, وللأسماء أيضا اعتبارين: اعتبار كثرتها, الذي هو مرتبط بمقام الواحدية, باعتبار انه حضرة الجمع أو جمع كل التعينات, اعتبار كثرتها واعتبار وحدت الذات المسماة بها, لأنه النفس, انظر الآن >من عرف نفسه فقد عرف ربه< اقرب هذه الحقيقية هذه المقاربة من هذا القبيل.

    النفس لها قوى متعددة ولكن اذا نظرت إلى القوى فهي كثيرة أما اذا نظرت إلى الذات المتصفة بهذه القوى فهي واحدة أو كثيرة؟ واحدة, النفس في وحدتها كل القوى, فإذا نظرت إلى القوى فهي كثيرة أما اذا نظرت إلى الذات المتصفة بهذه القوى فهي واحدة أو كثيرة؟

    لذا قال: واعتبار وحدة, اذن هذه الاسماء تارة ينظر إلى الاسماء فهي كثيرة, وأخرى ينظر إلى اعتبار وحدة الذات المسماة بهذه الاسماء كما مر.

    سؤال: فباعتبار كثرتها محتاجة إلى الفيض أو غير محتاجة؟ نعم محتاجة, لان ما قلبها مقام الواحدية وما قبلها ماذا؟ فهي لها حدوث ذاتي, فباعتبار تكثرها محتاجة إلى الفيض من الحضرة الإلهية الجامعة لهذه الاسماء والصفات, محتاجة إلى الفيض وقابلة للفيض, هذه معطوف على محتاجة, فباعتبار تكثرها محتاجة إلى الفيض وقابلة للفيض كالعالم, يعني ما سوى, كيف أن ما سوى الله محتاجة إلى الفيض المقدس وقابلة للفيض المقدس, الاسماء أيضاً محتاجة إلى الفيض الاقدس وليس المقدس وقابلة له, وباعتبار وحدة الذات الموصفة بالصفات أرباب لصورها, فياضة لصور الاسماء, فياضة لصورها فياضة إليها, أي للأسماء.

    هنا مقدمة, هذا الذي لم نشر إليه هناك في الفيض الاقدس والمقدس هو بحثه سيأتي إنشاء الله في صفحة 222, يعني في الفص الآدمي, انظروا نحن ليس عندنا فيضان الفيض المقدس والآخر الفيض الاقدس, لا يتبادر إلى الذهن أن الله سبحانه وتعالى صنع فيض أقدس وانتظر مدة فبدا له أن يصنع في مقدس, لا هو فيض واحد صدره مقطع منه نسميه فيض أقدس ومقطع منه نسميه مقدس, لذا اذا يتذكر الاخوة في بحث تمهيد القواعد قلنا يوجد بحث بينهم أن الوجود المنبسط أو الوجود المنبسط أو عبر عنه ما شئت هذا هل يختص بالفيض المقدس أو يشمل المقدس والأقدس؟ هذا الوجود المنبسط أو النفس الرحماني هل يختص بما سوى الله يعني من الصادر الاول إلى العقل الاول أو يشمل الفيض الاقدس أيضاً؟ المهم فبالفيض الاقدس, الذي بينا سابقا لماذا سمي أقدس في قبال المقدس, فبالفيض الاقدس الذي هو التجلي, ما هو الفيض الاقدس؟ هو الظهور ولكن مظهرية لأي شيء؟

    يقول مظهرية بقانون الاول والباطن, لأنه الاخوة يتذكرون فيما سبق نحن قلنا بأنه يوجد قانون أن هذه الاسماء الأربعة الاول والآخر, والظاهر, والباطن, هذا البحث أيضا تقدم, أنا حتى لا احتاج أن اكرر تعالوا معي إلى صفحة 82, وذلك الطلب مستند أولاً إلى الاسم الاول والباطن, يعني الفيض الاقدس, ثم بهما إلى الاول والآخر, لان الظاهرية والباطنية للوجود العلمي, كما أن الأولية والآخرية ثابتة للوجود العيني, هنا أيضاً يقول, ثم بالفيض الاقدس الذي هو التجلي والظهور بحسب أولية الذات وباطنيتها, يعني بحسب هذين الاسمين الاول والباطن, يصل الفيض من حضرة الذات, مراد من الذات يعني لا بشرط المقسمي؟ مرارا ذكرنا اللا بشرط المقسمي ليس له علاقة مع شيء مراد من الذات هنا يعني الاحدية.

    قال: يصل الفيض من حضرة الذات إليها, إلى الاسماء, والى الاعيان, منقطع أو غير منقطع؟ يقول لا معنى للمنقطع كما في الاعيان الثابتة قلنا ليست حادثة حدوثا زمانياً ومتأخرة وجودا زمانيا بنحو الوجود الزماني عن الفيض أو عن المفيض ليس, ثم بالفيض المقدس الذي هو التجلي بحسب ظاهرية الذات وآخريتها, يعني الفيض المقدس ينتشي من الاسمين الظاهر والآخر, (بعد) هذا الفيض المقدس أمران( كافي) قلنا لا الاعيان الثابتة في الفيض الاقدس قابل, أما في الفيض المقدس ماذا تكون؟ تكون فاعلا, فلكي توجد الاعيان الخارجية وما سوى الله فقط الآخر والظاهر يكفي أو انه واسطة ثالثة موجودة وهي الاعيان الثابتة, لذا قال: هو التجلي بحس ظاهريتها وآخريتها وقابلية الاعيان واستعداداتها, إلى ماذا؟ يصل الفيض, التفت إلى التعبير هناك يصل الفيض من حضرة الذات وهنا يصل الفيض الحضرة الإلهية, اذن منشأ الفيض الاقدس الاحدية, منشـأ الفيض المقدس الواحدية, يصل الفيض من الحضرة الإلهية إلى الاعيان الخارجية, إلى هنا اتضح هنا اتضح ما هو مراد هؤلاء من الفيض الاقدس, من الفيض المقدس, بالفيض ماذا يوجد؟ لا فقط الاعيان بل الاعيان والاسماء, والأعيان الثابتة ليس لها بالضرورة القابلية فقط بل القابلية بنحو والفاعلية بنحو آخر.

    قال: وكل عين, يعني من الاعيان الثابتة, وكل عين من الاعيان هي كالجنس لما تحتها, انت عندما تأتي إلى الأجناس نسبته إلى ما تحته ما هو؟ وهو توجد تحت الأجناس أنواع وتوجد تحت الأنواع أفراد, الآن أنواع إضافية هكذا إلى أن نصل إلى النوع الحقيقي والنوع الحقيقي ماذا يوجد تحته؟ كذلك يقول العين الثابتة عندما ينظر إليه هو بالنسبة إلى ما دونه كالجنس لما دونه, يعني الاعيان تكون واسطة للفيض لما دونها, ثم تلك تكون واسطة لما دون دونها والى الآخر, ولكنه العين الثابتة في جميعها موجودة لأنها هي الواسطة في الفيض بالنسبة إلى كل ما دونها, يعني انت عندما تضع يدك على جنس كالحيوان مثلا, أو تضع يدك  على جنس كالجسم مثلا وهذا الجسم تحته أنواع, وتحت الأنواع أنواع إلى أن نصل إلى الاشخاص هذه الجسمية محفوظة أو غير محفوظة؟ محفوظة, العين الثابتة في كل ما تحتها تكون محفوظة إلى الآخر.

    قال: وكل عين هي كالجنس لما تحتها واسطة, اذن الاعيان فقط قابلة أو فاعلة؟ ها واسطة فيض تقع بإذن الله سبحانه وتعالى, ولك عين هي كالجنس لما تحتها واسطة في وصول ذلك الفيض, أي الفيض المقدس, إلى ما تحتها, من الأنواع والأصناف والأشخاص إلى آخره, من وجه, هذه الجملة من وجه لا ابد أن أقف عندها لماذا من وجه؟ هل يوجد من وجه آخر ليست واسطة فيض؟

    التفتوا جيدا من أهم, هذه تعد من مميزات العرفان النظري, هذه القاعدة التي أبينها, كيف انت الآن عندما تأتي إلى الحكمة المتعالية تجد من مميزاتها القول بالتشكيك الخاصي, القول باتحاد, هذه من مميزات الحكمة المتعالية, لما تأتي إلى الحكمة المشائية من مميزاتها الأصلية القول بالحقائق المتباينة ونحو ذلك, هذه من مميزات العرفان النظري, هولا يعتقدون أن نظام السببية والمسببية حاكم في هذا العالم, وسائط الفيض بأي معنى من معاني الوساطة أو السببية أخذتها> أبى الله أن يجري الامور الا بأسبابها فجعل لكل شيء سببا ولكل سبب علما< إلى آخر الحديث الوارد في هذا المجال, البرهان العقلي أيضاً يثبت هذه الحقيقة.

    اذن الله سبحانه وتعالى الله سبحانه وتعالى ارتباطه بهذا الأدنى مباشر أو من خلال الوسائط؟ نعم ارتباطه بالصادر الاول بلا واسطة, أما ارتباطه بهذا الأدنى أو الموجودات الوسطية أو المظاهر الوسطية والدانية والسافلة, مباشر أو مع الواسطة؟ مع الواسطة, الآن مرة تعبر علة الماء واسطة وعلة وموجدة بإذن الله, ومرة تعتبرها معد كما يقول صدر المتألهين المهم ارتباطه سبحانه وتعالى من الاشياء على نحوين: على طريقة منع الخلو, أما بنحو بلا واسطة وأما بما, طبعا الذي صار بلا واسطة لا يكون مع واسطة, والذي هو مع الواسطة لا يكون بلا واسطة على سبيل منع الخلو أما بهذا وأما بهذا, هذا المبنى الفلسفي, على أي مشرب كنت على الحكمة المتعالية, على المشائية, على إلى غير ذلك, العرفاء يقولون نعم نقبل هذا ولكن لا نقبل الانحصار, فان الموجودات التي لها ارتباط مع الله مع الواسطة كلها كل موجود من هذه الموجودات التي لها ارتباط مع الله مع الواسطة لها نحو ارتباط بلا واسطة, طبعا رواياتنا تؤيد هذه الحقيقية وهو أن الله سبحانه وتعالى يوم القيامة يري عبده بعض الأعمال التي سترها عن من؟ عن الملائكة الموكلين, لا يعلمها الا هو, اذن الحديث بلا واسطة أو مع الواسطة؟ هذا الارتباط بلا واسطة, لذا عبر هنا من وجه.

    قال: بان الاعيان واسطة في الفيض, يعني نظام التسلسل ونظام الوسائط محفوظ ولكن هذا من وجه ومن وجه آخر يوجد بلا واسطة, تعال قال: واسطة في وصول ذلك الفيض إلى ما تحتها من وجه, تعالوا إلى وسط السطر اللاحق, وان كان يصل الفيض إلى ما كل له وجود من الوجه الذي له مع الحق بلا واسطة.

    اذن كل موجود عنده طريق واحد مع الله أو طريقان؟ عنده طريقان: طريق مع الواسطة وهو الطريق العام موجود لكل موجود, وعنده طريق فيه خيط واحد يفعل هذا, انت لابد رأيت بعض رؤساء العالم عنده تلفون للطوارى يقولون له الخط الأحمر, حتى وقت الحاجة, احسنتم الخطوط الساخنة, الله سبحانه وتعالى معطي لكل عبد تلفون خاص به ولكن لا ادري ماذا اقول يبحث عن هذا السبب وعن ذلك السبب, وعلى هذه الوجاهة, وعلى هذا المقام, وعلى هذه النقود, ويتيه بين هذه الأسباب والوسائط وقد يصل إلى صاحب السبب الاصلي أو لا يصل؟ مثل الموظف عنده عمل يذهب إلى المدير العام, المدير العام يرسله إلى الأعلى منه, وذاك يرسله إلى الوزير أقصاه يصل إلى نائب رئيس الجمهورية وتقف المعاملة, هذه وسائط نظام الوسائط هو هذا, وليكون في علمكم انه في الاعم الاغلب الائمة ^يعملون ضمن نظام الوسائط, يعني إمامنا الحجة  × الوظائف الموكولة إليه يؤدونها هم أو لايؤدونها؟ لا, لا يدخلون على الخط, كثيرا يوكلك إليها, وهذا بحث قيم جدا ومهم جدا, لأنه إثباته فلسفياً معقد جدا من الناحية فلسفية انت كيف تصنع رابطة بين الذي بينه وبين الله عشر وسائط تجعله بلا واسطة, لذا يوجد تعبير بالفارسي أنا نقلته للاخوة هنا يقول أن الله سبحانه وتعالى يرتبط مع عباده من طريقين أما من طريق (سبب سازي), يوجد الأسباب, اذا أراد شيئا من عبد هيأ له أسبابه, وأما عنده طريق آخر يهيأ له وهو الذي يعبرون عنه (سبب سوزي) يحرق لأسباب, الأسباب وليس سبب سازي, يعني كل الأسباب التي يحاتجها  الشيء لكي يوجد هو يحرقها فيوجد الشيء بلا سبب كما يدعى, (كلام لاحد الحضور) وعنده كثير من المباني قائمة على هذا الأساس النظري, يعني انت اذا ما تفهم مبانيها النظرية لما تدخل إلى العرفان العملي تقول هذا على أساس هذا لماذا يعني؟ لماذا انه في ليلة الله سبحانه وتعالى يبعث البعض في مسيرة ألف سنة يبعثهم بليلة وذاك أيضا يجتذبهم والبعض يبقى 50 سنة يعمل وأخيرا ماشي خطوة أو لم يمشي فعلى ماذا؟

    لأنه هذا ذهب من الطريق المتعارف وذاك ذهب من طريق خاص والله جعل هذا الطريق الخاص لكل احد ولكن البعض يذهب إليه والبعض لا يذهب إليه, ندع هذه العبارة إلى الغد, أنا أوضح المطلب, انظروا  هذا ( السبب سوزي) أو هذا الطريق تعلمون منشأه ما هو؟ إذا يتذكر الإخوة الأعلام اعتقدوا بان الاعيان الثابتة ممكنة وممتنعة والأعيان الممتنعة لها مظاهر أو ليس لها مظاهر ومن هنا اعتقد مشهور الأعلام أن الاعيان الثابتة تنقسم إلى قسمين ممكنة لها مظاهر, وومتنعة لا مظاهر لها, أنا مولانا ليس من الناس المعتقدين بهذه النظرية وجملة من الأعلام لا يعتقدون كالسيد الطباطبائي لا يعتقد, أنا معتقد أن الاسماء جميعا لها مظاهر ما هو ممكن منها وما هو ممتنع ولكن المظاهر على قسمين: بعضها نعرفها مظهر بأي اسم من الاسماء, وبعضها ماذا؟ فكما أن الاسم مستأثر مظهره مستأثر, اذا واحد من هذه المظهر المستأثر لعله من باب الصدفة, لعله من باب التوفيق الإلهي يدخل على هذا الأثر قد يصل إلى ما لا يصله تلك الاسماء غير المستأثرة, لذا الله سبحانه وتعالى >أخفى أربعاً في أربع أخفى رضاه في طاعته< ولكن بعض الطاعات قال هذا أثره كذا, هذا أثره كذا, ولكن بعض الطاعات واقعا لا يعلم ما هي آثارها؟ والإنسان بعض الاحيان لا يعتني بها يستهين بها وهي لعله فيها رضا الله لعله في بعض معاصيه سخط الله, ترى أن انسانا 70, 80, يخدم كلمة تصدر منه واحدة والله تسقط ثمانين سنة في أعين الناس ولا يشفع له 80 سنة زهد وعبادة وصلاة, ومقامات, وكتب,  لا تشفع له, يا أخي ثمانين سنة اذا تريد أن تضعها في حساب الميزان لا تكون بهذا الشكل, المهم هذا البحث يحتاج توضيح إنشاء الله أوضحه.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/12/09
    • مرات التنزيل : 1307

  • جديد المرئيات