نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (85) – محاولة لعرض رؤية أخرى

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    انتهينا إلى هنا من القاعدة الثالثة أو الأساس الثالث الذي على أساسه لابد من الدخول في أبحاث وبحوث فقه المرأة.

    أمّا القاعدة الرابعة: وهذه القاعدة أيضاً من القواعد والأسس المهمة للوقوف على الموروث أو على النظرة التي توجد في العالم الإسلامي حول المرأة، إن لم نقل من اهمها فهي من أهم هذه الأسس وهي تأثير الثقافات غير الإسلامية في تأسيس الرؤية والنظرة إلى المرأة في الثقافة الإسلامية هل كان لها اثر هذه الثقافات أم لم يكن لها اثر وإذا كان الأثر موجوداً فهل هو كبير وخطير أم انه قليل لا قيمة له أو لم يغير من النظرة الأساسية حول المرأة؟ لأن المسائل التي كانت قبل الإسلام ليست قليلة، ولكنه نجد في جملة من الموارد أن الإسلام استطاع أن يؤسس لنفسه نظرة جديدة تختلف عن النظرات والثقافات والأسس التي كانت قبل الإسلام، من قبيل مسألة التوحيد فإنه قبل الإسلام هذه الأسس  التي توجد للتوحيد في النظرية القرآنية على سبيل المثال لم تستطع الثقافات الأخرى بكل ما تملك من انحرافات ومن الضلال أن تؤثر على هذه، وإذا أثّرت فكانت الدائرة على سبيل الفرض قليلة، فهل أن التأثير في النظرة إلى المرأة والرؤية إلى المرأة هل استطاعت الثقافات الغير إسلامية أن تحرف هذه الرؤية الأساسية في النظرة الإسلامية أم لم تستطع؟!

    ولكن قبل أن أشير إلى ذلك بودي أن أبين مقدمة هذه المقدمة ليست أيضاً ضرورية هنا في فقه المرأة، موجودة لها آثار وتصورات في مجالات أخرى تطبيقات في مجالات أخرى، ولكن من ابرز تطبيقاتها ما يتعلق بفقه المرأة، وهي انه تارة نتكلم في نظرة الإسلام إلى المرأة تارة نتكلم على مستوى النصوص القرآنية، ماذا يقول القرآن عن المرأة؟ عن تكوينها عن خلقتها عن خصائصها عن أحكامها عن مقاماتها، عن درجاتها، عن الفروق التي بينها وبين الرجل ونحو ذلك، القرآن بما هو قرآن بغض النظر عن أي شيء آخر، لا ندخل لا هذا التفسير ولا ذاك التفسير ولا هذه الرواية ولا تلك الرواية إلى آخره، القرآن ماذا يقول عن المرأة كل الأبحاث المتعلقة بالمرأة تكويناً اجتماعياً اخلاقياً بيولوجياً ونحو ذلك، هذه المرحلة الأولى أو الدائرة الأولى.

    الدائرة الثانية: هو انه نذهب إلى الموروث الروائي لنرى ماذا يقول الموروث الروائي عن المرأة، مجموع الموروث الروائي في مختلف المجالات التكوينية العقائدية، الأخلاقية، الأسرة مقاماتها إلى آخر القائمة، وهذه هي الدائرة الثانية.

    الدائرة الثالثة: أقوال العلماء يعني أقوال المجتهدين لا المحدثين لان المحدثين يدخل في الدائرة الثانية نبحث عن أقوال المجتهدين يعني بدؤوا يستفيدون من القرآن أو من الرواية لبيان آرائهم الاجتهادية واستنباطاتهم في هذه المسألة، هذه الدائرة الثالثة.

    الدائرة الرابعة: هي مجموع العادات والتقاليد والثقافات الموجودة في المجتمع، من الواضح أن هذه الدائرة ليست بالضرورة هي الدائرة الثالثة، بل لعله تجد هناك مجموعة من العادات والتقاليد والأوضاع الاجتماعية حول الرجل أو حول المرأة ولكنه لا تجد لها أي أساس لا في الرواية ولا في كلمات العلماء ولا في النص القرآني، هذه هي الدوائر الأربعة.

    وهنا أقول لكم أصلاً كلياً فيما يتعلق بفقه المرأة كلما اقتربنا من النص القرآني فالرؤية ايجابية بالنسبة إلى المرأة وكلما ابتعدنا عن النص القرآني فالرؤية سلبية عن المرأة يعني إذا فرضنا أن النص الروائي سلبيته ثلاثين في المائة، عندما نصل إلى آراء العلماء نجد أنه النسبة تكون خمسين في المائة، عندما نصل إلى دائرة التقاليد نجد أن الرؤية السلبية ماذا؟ سبعين في المائة من باب المثال، إذن أعزائي هذه هي المراحل التي لابد من قراءتها بالنسبة الموقف إلى المرأة.

    سؤال: أن الثقافات غير الإسلامية ما هو قدر تأثيرها على الواقع الإسلامي فكرياً، اجتماعياً، ثقافياً ونحو ذلك؟

    الجواب: يبدأ التأثير على المرحلة الرابعة أوّلاً (لا المرحلة الأولى)، يعني على الوضع الاجتماعي والأوضاع الثقافية لماذا؟ باعتبار حتى في صدر الإسلام سواءاً كان في العهد المكي أو في العهد المدني الذين اسلموا وصاروا صحابة رسول الله كانوا يعيشون في مجتمع جاهلي، ومحيطة بهم الثقافة الجاهلية وخصوصاً في مكة التي كيف كان وضع المسلمون فيها؟ اقلية وقليلة جداً، وحتى عندما جاؤوا إلى المدينة أيضاً وضعهم قليل، وعندما بدأت الفتوحات في العقد الثاني والثالث والرابع للإسلام فدخلوا إلى امبراطوريات رومانية وفارسية وامم وثقافات وكانت هناك هجرة إسلامية إلى هذه المناطق، هجرات متعاكسة يعني هجرة إسلامية من مركز الإسلام إلى تلك المناطق والعكس أيضاً صحيح هجرة غير إسلامية أو هاجروا من تلك الدول إلى مركز الإسلام هؤلاء عندما جاؤوا إلى هذه المجتمعات يؤثرون أو لا يؤثرون؟ طبيعي لان هو سوف يتعامل على أساس ما يملك من الترسبات ما يملك من ثقافات حتى لو كان إنساناً عادياً ليس له قصدٌ أن يضع في الإسلام أو يغير في الإسلام، ولكنه ينظر إلى المرأة نظرته السابقة قبل الإسلام في المرأة فعندما يأتي النص القرآني أو الروائي يفهمه ضمن أي ثقافة؟ الثقافة التي كان جاء منها أو الذي هو الآن عليه.

    اضرب لكم مثالاً واحداً صغيراً هذا المثال يشير إليه الفخر الرازي في تفسيره التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب للرازي دار الكتب العلمية المجلد العاشر صفحة 73 في ذيل الآية 34 من سورة النساء: فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ انظر ماذا ينقل الرواية عن الخليفة الثاني: روي عن عمر انه قال: كنا معاشر قريش (يعني في مكة لأنه قريش اصالة في مكة) تملك رجالنا نساءهم، يعني أن الأمور كانت بيد الرجال فقدمنا المدينة فوجدنا نساءهم تملك رجالهم، فاختلطت نساءنا، فعندما اختلطت نساءنا اثروا أو لم يؤثروا؟ فذأرن على أزواجهن اساؤوا الخلق مع أزواجهن بدأن يخالفن أزواجهن لأنه يجدون ازواج أهل المدينة ليسوا هكذا، أي نشزن واجترأن، فأتيت النبي فقلت له ذأرت النساء على أزواجهن ونحن في المدينة، فأذن في ضربهن، إذن هذا حكم كلي أو قضية مرتبطة بالمدينة؟ ولكن جعلناها ماذا؟ على فرض صدور الرواية، فأذن في ضربهن فطاف إلى آخره… هذه العبارات انظروا أين موجودة روايتها؟ الفخر الرازي لا ينقل مصدر لهذه الرواية.

    عندما نأتي إلى المعجم الأوسط لمحمد علي بيضون دار الكتب العلمية المجلد السادس يعني للطبراني المتوفى 360 من الهجرة، رقم الرواية 8764 صفحة 276 من المجلد السادس: كنا بمكة لا تكلم احدنا امرأته (المرأة ليس لها الحق أن تتكلم مع الرجل) إنما هن خادم البيت، فإذا كان له حاجة (الحاجة الخاصة) سفع برجليها فقضى منها حاجته، فلما قدمن المدينة تعلمن من نساء الأنصار فجعلن يكلمننا ويراجعننا، واني امرت غلماناً لي ببعض الحاجة، (طبعاً الرواية صدرها كنت أريد أن أسأل عمر بن خطاب أيضاً الرواية عن الخليفة الثاني) فقالت أمرأتي بل اصنع كذا وكذا، أنا قلت للغلام افعل كذا وكذا هي دخلت على الخط قالت لا، لا تفعل هكذا افعل هكذا وهكذا، فقمت إليها بقضيب فضربتها به، واضح هذا ولا زلنا لم ننتقل إلى ثقافة الرومان ولا ثقافة الفرس ولا ثقافة اليونان أبداً من مجتمع مكة إلى المدينة، فقالت يا عجباً لك ابن الخطاب تريد أن لا تكلّم (يعني ليس من حقنا أن نتكلم؟) فإن رسول الله يكلمنه نسائه فخرجت فدخلت على حفصه (والقضية مفصلة في هذا المجال وانه ماذا كان يقول).

    إذن الدائرة الأولى الذي تؤثر عليها الثقافة غير الإسلامية الدائرة والبعد الرابع، وهو انه الواقع الاجتماعي كاملاً يؤثر يخرجه من وضعه أو لا يخرجه؟

    ثم ننتقل إلى دائرة العلماء، العلماء أيضاً بيني وبين الله عندما يريدون أن يقرؤوا النص كيف يقرؤونه هو ابن من؟ ابن بيئته، وهذا ما ذكرناه مفصلاً في أبحاث سابقة انه لا يمكن لأحد أن يخرج عن قانون ماذا؟ إلا إذا كان نبياً أو كان معصوماً ذاك بحث آخر، ولكن لو كان إنسانا متعارفاً فهو وليد بيئته، وهذه ثابتة في نظرية المعرفة ومن يخالف ذلك كونوا على ثقة لا يعرف شيئاً من نظرية المعرفة) مصداقاً لقول هيگل أن الفلسفة هي عصرها ملخصاً في الفكر، أي فلسفة هي وليدة زمانها، وكما أن من الحمق أن نتصور إمكان تخطي الفرد لزمانه فإنه لمن الحماقة أيضا أن نتصور إمكان تجاوز الفلسفة لزمانها الخاص، هذا قانون كلي.

    ومن هنا اعترضنا، كما هم يعترضون علينا يقولون بأنه انتم الإسلاميين لماذا تريدون أن تجعلوا الفلسفة عابرة للزمان والمكان نحن أيضاً نقول للغرب أن فلسفتكم كونية أو ليست كونية؟ لا يمكن أن تكون كونية، كما نحن فلسفتنا تابعة للشرائط الزمانية، فلسفتكم أيضاً وثقافتكم وفكركم تابعٌ للشرائط الزمانية والثقافة الزمانية، إذن علماء كل عصر هم نتاج ذلك العصر، ومن هنا تجدون في زمان يُجمعون على نجاسة الكافر، في زمان آخر آراء أعلام كبار يقولون بطهارة من؟ والأدلة واحدة أو متعددة؟ الأدلة واحدة، الآيات والروايات نفس الآيات والروايات لماذا ذاك فهم منها النجاسة وأنت تفهم الطهارة؟ هذا تأثير الظرف والظروف وتأثير الواقع الاجتماعي عليه، إذن الدائرة الرابعة مؤثرة والدائرة الثالثة مؤثرة يعني فهم العلماء للنص الديني.

    الدائرة الثانية وهي الموروث الروائي يؤثر أو لا يؤثر؟ ثقافات غير الإسلامية؟ الجواب هذه الإسرائيليات، هذه ليست وظيفة العوام هذه وظيفة علماء تلك الأديان والمذاهب والملل والنحل عندما دخلوا الإسلام إمّا اشتباها وإما عمداً ارادوا أن يقضوا على الإسلام وهذه هي الإسرائيليات، هذا الموروث الروائي.

    يبقى عندنا اسلم الدوائر وهو النص القرآني طبعاً أيضاً يؤثر، ولكن إذا اثر يؤثر على نحو بعض المفردات عندما تصير عندنا تعدد القراءة أو كيفية القراءة، ولكن لا نتصور توجد اسرائيليات في النص القرآني، فهمك قد يكون متأثراً بالاسرائيليات ولكنه لا يوجد نصٌ اسرائيلي في القرآن، إلا إذا تعتقد أن محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله ليس بنبي ذاك بحث آخر، ولهذا تجدون أولئك الذين ارادوا أن يجعلوا من القرآن تاريخي أوّلاً قطعوا ارتباط هذا الإنسان بالوحي، قالوا ليس نبياً بل هو انسانٌ، وإذن يتأثر بمحيطه.

    إذن هذه القضية قضية مهمة جداً لأنه بعد ذلك تجد بأن النص القرآني يذهب باتجاه ولكن النص الروائي يذهب باتجاه آخر، والقرآن كان بايديهم، النص القرآني يذهب باتجاه ولكن آراء العلماء تذهب باتجاه آخر لماذا؟ النص القرآني يذهب باتجاه ولكن الثقافة العامة في المجتمع والأوضاع الاجتماعية تذهب باتجاه آخر، لماذا؟ الجواب: لأنه فقد القرآن مركزيته ومحوريته لفهم المنظومة الدينية، حتى على مستوى النظر قد يقول القرآن هو الأصل ولكن عندما تأتي تجد أن المحورية للقرآن أو للرواية أو لفهمه أو للأوضاع الاجتماعية؟ تجد أن القرآن ليس هو المحور.

    الآن على من نعتمد؟ هذه القضية تحتاج إلى دراسات معمقة عن ثقافات الأمم السابقة فلسفات الأمم السابقة رؤى ونظريات الأمم السابقة حول المرأة والرؤية للمرأة.

    من الاهم الرموز العلمية الذين وقفوا عند هذه المسألة هو المفكر المصري امام عبد الفتاح امام، وهذا لعله في أبحاث سابقة نحن اشرنا إليه قلنا لمن يريد أن يتعرف على هذه الشخصية بإمكانه أن يرجع إلى هذا المقال، مقال مفيد وجيد، مؤمنون بلا حدود مؤسسة دراسات وأبحاث قسم العلوم الإنسانية والفلسفة، عنوان البحث: (العقل المؤنث في تاريخ الفلسفة قراءة في فلسفة امام عبد الفتاح امام النسوية) الحق والإنصاف الدراسات التي قدمها هذا الإنسان في كتبه المتعددة التي تصل 3-4 في هذا المجال الحق والإنصاف مع الرجوع إلى المصادر الأصلية فيما يتعلق بهذه المسألة، طبعاً عباراته كثير مهمة جداً، يقول هو أهم شخصية من الرموز العلمية المعاصرة التي وقفت عند بحوث المرأة في الثقافات السابقة، بإمكان الأعزة أن يرجعوا هذه في صفحة 2 من المقال لان المقالة ليست كبيرة جداً بإمكان الأعزة أن يرجعوا إليها المقالة لا تتجاوز 35 صفحة بودي اليوم الإخوة يراجعون وعلى المواقع موجودة.

    في صفحة 2 و3 وفي صفحة 23 راجعوا هذا البحث بشكل دقيق ومفصل.

    ما أريد الوقوف عليه بالإجمال هذه، انتم تعلمون أن من أهم المؤثرات التي أثرت في فكر وثقافة الأمة الإسلامية في القرون الأولى هو فكر والثقافة اليونانية عندما ترجمت الكتب في اواخر القرن الثاني واوائل القرن الثالث حركة الترجمة بمئات إن لم اقل أصلاً تشكلت مكتبة كاملة من الكتب المترجمة من الثقافة اليونانية والثقافة الفارسية والثقافة المصرية والى غير ذلك ولكن أهم تأثير كان للثقافة اليونانية، واهم شخصية في الثقافة والفكر الفلسفي اليوناني كان ارسطو، صحيح سقراط موجود وافلاطون موجود افترضوا آخرين أيضاً موجودين ولكن التأثير لمن كان؟ والشاهد على ذلك إلى يومنا هذا الذي يحكم العقل الإسلامي والعقل الشيعي والعقل الاصولي في حوزاتنا الشيعة اي منطق يحكم؟ منطق الإمام الصادق؟ لا عزيزي المنطق الاورسطي، واعلموا أن المنطق الأورسطي هو منطق لغة اليونان، يعني أن اللغة اليونانية إذا حولناها إلى منطق يخرج عندنا المنطق الأورسطي، والى الآن الحاكم فينا هو هذا، ليس فقط المنطق الأورسطي بتبع ذلك الفلسفة الاورسطية إذن لابد أن نقف على رؤية ارسطو عن المرأة، واحاول في درس أو درسين أن أبين لكم أصول واعتقادات النظرية الاورسطية والفلسفة الاورسطية حول المرأة عند ذلك أنت تعال معنا إلى النصوص الروائية والى كلمات العلماء والى الثقافة الشعبية عندنا لنرى أي مقدار منها تنسجم مع الرؤية الاورسطية، وأي مقدار تختلف معها، هذا أن شاء الله تعالى إلى يوم غد.

    نرجع بحثنا في الإمامة بالأمس وعدنا الأعزة أن نقف عند هذه القضية، مسألة العصمة عصمة من؟ الآن ليس حديثنا في عصمة النبي صلى الله عليه وآله وإنما الكلام في عصمة الأئمة الذي يمثل هذا العنصر أو هذا الركن أو هذه القضية تمثل إن لم نقل أنها أهم ركن في المنظومة العقدية عند الشيعة الامامية الاثني عشرية فلا اقل انه من أهم الأركان، وفي المقدمة لابد أن أبين للأعزة أنا لا أتكلم عن رأيي الشخصي، هنا في المقدمة أقول رأيي الشخصي أن الدليل قائم عندي أن هؤلاء ثبتت عصمتهم الآن درجة العصمة أو حدود العصمة قبل البلوغ، الآن البلوغ قبل الإمامة بعد الإمامة تشمل الموضوعات لا تشمل الموضوعات هذه كلها تفاصيل لاحقة ولكنه بنحو القضية الأصلية أصل القضية كما يقال كان التامة فهم محكومون بماذا؟ بالعصمة، إذن غداً لا يقولون أن السيد الحيدري يشكك في مسألة العصمة أنا أوصف هذه القضية وهي هل العصمة عصمة أئمة أهل البيت هل كانت ضرورية في القرون الثلاثة الأولى أم لا، هل كانت مسلّمة أم لا؟ هل كانت اجماعية أم لا؟ هل كانت مشهورة أم لا؟

    الجواب في كلمة واحدة أنها كانت مسألة نظرية محل الاختلاف بين شيعة أئمة أهل البيت، لا أريد أن أقول لم تكن موجودة على الاطلاق حتى تأتي ليبشاهد انه فلان كان يعتقد ماذا؟ من قبيل الآن نظرية ولاية الفقيه إذا واحد قال لا يوجد احد أنت عندما تذكر واحد أو اثنين أو عشرة يؤمنون بولاية الفقيه هذا معناه يوجد إجماع على المسألة؟ هذا معناه مسلّمة؟ هذا معناه انها مشهورة؟ هذا معناه انها ضرورية؟ لا ابدٌ مسألة محل بحث علماء الامامية كما هو الآن أريد اثبت للأعزة أن هذه المسألة مسألة عصمة أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ماذا كانت؟ لا أريد أن أقول لم توجد، لا، وكلامي كما قلت بالأمس في مقام الإثبات لا في مقام الثبوت، لا أريد أن أقول غير موجودة ولكن أقول لم تكن مشهورة، فضلاً أن تكون اجماعية، فضلاً أن تكون مسلّمة فضلاً أن تكون ضرورة مذهبية، فضلاً أن تكون ضرورة دينية، والشواهد فوق حد الإحصاء فقط أشير إلى عناوينها الأعزة اليوم يبحثون.

    من الشواهد مخالفة خواص أصحاب الأئمة للائمة راجعوا في قضية الجمل، في قضية صفين، في قضية نهروان انظروا أن بعض خواص أمير المؤمنين خالفوه أو لم يخالفوه؟ بعضهم انتقل إلى الجبهة المقابلة، وبعضهم وقف على التل، فلو كانوا معتقدين بعصمة الإمام أمير المؤمنين كانوا يخالفون أو لا يخالفون؟ الآن مرجعك إذا قال شيء لا تخالفه، فما بالك الإمام المعصوم إذن في ذهن هذا المخالف كانت العصمة واضحة أو غير واضحة؟ لا أتكلم عن الثبوت أو واقع أمير المؤمنين ذاك بحث آخر، أتكلم عن مقام الذهنية التي يملكونها، وأوضح مصاديق ذلك مخالفة بعض خواص الإمام الحسن للإمام المجتبى في مسألة القضية مع معاوية، الآن عهداً كان صلحاً كان كذا كان يوجد هناك مخالف أو لا يوجد؟ هذا يكشف لك أن المسألة في اذهانهم لم تكن بهذا الوضوح، لا أريد أن أقول لا يوجد لعله عمار كان يعتقد لعله سلمان كان يعتقد ولكنه هل الجميع كانوا بمستوى عمار وسلمان، هذا الشاهد الأول وهذه عنوان عام ارجعوا إليه تجدون انه كثير وجملة من الموارد أنهم خالفوا.

    العنوان الثاني: أن الأئمة سلام الله عليهم لم يكونوا يستدلون بعصمتهم لوجوب الطاعة على الآخرين، انظروا إلى الإمام الحسين من خروجه من المدينة إلى أن وصل إلى كربلاء والى احاديثه في كربلاء والى خطبه في كربلاء، انظروا هل الإمام سلام الله عليه يقول لهم بأنه أنا امام معصوم تجب عليكم طاعتي أو لا يوجد لماذا؟ لأنه لا يعتقد بعصمة نفسه؟ لا كان معتقد ولكن الثقافة كانت ثقافة العصمة أو لا توجد؟ لا توجد، ولهذا لا تجد في كلمات أئمة أهل البيت نادراً الآن لا أريد أن أقول مطلقاً ولكنه نادراً تجد انهم يستدلون بعصمتهم، قد تقول سيدنا في كثير من الموارد قالوا تجب طاعتنا عليكم، مراراً ذكرنا وجوب الطاعة اعم من العصمة، كما أن المراجع في عصر الغيبة تجب طاعتهم أو لا تجب طاعتهم؟ ولكن هذا يدل على عصمتهم أو لا يدل؟ فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم، جعله حجة علينا يعني معصوم؟ يوجد احد يستطيع يستدل هذا الاستدلال؟ إذن كونهم مفترضي الطاعة ليس معناه العصمة هذا الثاني.

    الثالث: النصوص الروائية، أنا أريد أن أقف في هذا اليوم عند نص روائي واحد ومتى؟ أتكلم في أواسط القرن الثاني يعني المسافة كم بيننا وبين أمير المؤمنين؟ حدود أكثر من قرن، يعني طلبة الإمام الصادق الذي استشهد في 148 من الهجرة انظروا الخواص، من هم؟ عبد الله ابن أبي يعفور والمعلى ابن خنيس، من هو عبد الله ابن أبي يعفور؟

    تعالوا إلى رجال النجاشي رقم الترجمة 556 قال واسمه عبد الله ابن أبي يعفور ثقة ثقة جليل في أصحابنا كريم ومات في ايامه وكان قارئاً يقرأ في مسجد الكوفة هذا مورد هذا عبد الله ابن أبي يعفور.

    تعالوا المعروف برجال الكشي في صفحة 264 انظروا إلى مقاماته سمعت ابا عبد الله يقول ما احد أدى إلينا ما افترض الله عليه فينا إلا عبد الله ابن أبي يعفور، إذن كان كامل الإيمان أو ناقص الإيمان؟ الآن لا أريد أن أقول أكمل الإيمان وإلا ظاهر الرواية انه أعلى درجات الإيمان.

    رواية أخرى: دخلت على أبي عبد الله لاودعه فقال لي: يا زيد مالكم وللناس قد حملتكم الناس علي، إني والله ما وجدت أحداً يطيعني ويأخذ بقولي إلا رجلاً واحداً رحمه الله عبد الله ابن أبي يعفور، فإني أمرته واوصيته بوصية فاتبع أمري واخذ بقولي، إذن هذا خواص أو عوام الناس؟ خواص الإمام الصادق يعني إذا كانت فكرة العصمة مطروحة من زمن الإمام أمير المؤمنين يعني بعد مائة أو مائة وخمسين سنة قضية العصمة مطروحة في أوساط الشيعة.

    نأتي إلى معلى بن خنيس شهادته ووثاقته ومسنده أعداد ودراسة حسين الساعدي الذي هو واقعاً أن لم اقل أفضل تلامذتي في علم الرجال وعنده ثلاثة مجلدات إذا بامكانكم حتى تعرفون وهذه الكتاب هاديه إلي قبل 12 سنة 1427 إلى من علمني وملكني اضع بين يديه بعض ثمار أعمالي راجياً النظر فيه وان يسامحني على ما فهمني وفؤادي الاستاذ السيد الحيدري انظروا ماذا يقول وهذا نظري في معلى بن خنيس في صفحة 98 خلاصة البحوث بعد أن يقول: يقول حكمنا بوثاقته اعتماداً على الروايات بل متقدمة وعلى وثاقته كل اعتمد من الطوسي والعلامة والحلي واحمد بن طاووس والبهائي وأبو علي الحائري والسيد بحر العلوم والبروجردي وملا علي الماحوزي البحراني وعبد النبي الكاظمي إلى آخره فهو ثقة ثقة أيضاً المعلى ابن خنيس.

    الآن انظروا النزاع بين هذين العلمين بين اثنين من خواص الإمام الصادق أقرأ لكم الرواية، الرواية واردة في الكشي المعروف برجال الكشي صفحة 261 رقم الرواية 456 والرواية معتبرة سنداً كما بيّن ذلك في مشرعة البحار الأنوار الجزء الأول صفحة 457 الباب التاسع يقول الروايات المعتبرة فيه كم رواية 3-10-40-41 ورقم 48.

    تعالوا معنا إلى البحار الباب نفي الغلو الباب التاسع الرواية كم؟ 48 فالرواية بحسب مباني السيد الخوئي ما هي؟ التي أشار إليها آصف محسني ومراراً ذكرنا عموماً مبانيه مرتبطة بالسيد الخوئي، الرواية تذاكر ابن أبي يعفور (نفس الرواية التي موجودة في صفحة 261 من الكشي) ومعلى ابن خنيس، علمان يعني مرجعان من مراجع عصر الإمام الصادق، فقال ابن أبي يعرفور الاوصياء (الأئمة) علماء وابرار واتقياء، هذه يطلع منها عصمة أو لا يطلع؟ هذه نظرية العلماء الأبرار المعروفة والذي ذهب إليها البعض جذرها في هذه النصوص، علماء أبرار اتقياء، وقال ابن خنيس الاوصياء أنبياء، من الواضح مقام ابن خنيس اجل من انه لا يعتقد بخاتمية النبوة، إذن مقصوده من الأنبياء يعني مقامهم مقام الأنبياء، وإلا لا يريد أن يقول أن الاوصياء ما هم؟ وإلا فقط هذا ليس فقط لا يكون شيعياً لا يكون مسلماً لأنه لا يعتقد بخاتمية النبي، وهما علمان من أعلام مدرسة أهل البيت ومن خواص تلامذة الإمام الصادق احدهم يعتقد مقامه مقام الأنبياء، والآخر يعتقد ليس مقامهم مقام الأنبياء.

    قال فدخل إلى أبي عبد الله الصادق قال: فلما استقر مجلسهما قال فبدأهما أبو عبد الله فقال: يا عبد الله ابرأ مما قال أنا أنبياء، يعني ابرأ من كلام معلى بن خنيس، فإذا اضفنا إليها الروايات التي قرأناها في عبد الله ابن برير لا يوجد مطيع لنا إلا من؟ إذن نظر الإمام الصادق في هذه الرواية قد تقول لي سيدنا توجد روايات معارضة أقول ليست عندي مشكلة ولكن أريد أقول لك بأن هذه القضية كانت ضرورية أم لم تكن؟ لم تكن، بدليل هذا الخلاف الموجود، كانت مسلّمة أو لم تكن؟ لم تكن بدليل الخلاف الموجود، كانت اجماعية أم لم تكن؟ لم تكن بدليل الخلاف الموجود، كانت مشهورة أو لم تكن؟ لم تكن، واضح المسألة؟ أنا لا أريد انفي ان البعض كان يعتقد بعصمة الأئمة الآن أيضاً أنا وكثير من علماء الامامية وأكثر واغلب علماء الامامية في زماننا يعتقدون بضرورة الاعتقاد بالعصمة، تقول لي يعني يوجد في زماننا من لا يعتقد بعصمتهم؟ الجواب لا أتكلم في مقام الثبوت أتكلم في مقام الإثبات بعد ذلك سأنقل بعض علماء المعاصرين يعني متأخرين، إن شاء الله غداً سوف ندخل في كلمات أعلام الامامية في القرون الثلاثة الأولى هل كانوا يعتقدون أو لا يعتقدون وان المشهور بين علماء الشيعة في القرون الثلاثة كانت عصمتهم أو كان المشهور عدم عصمتهم والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/03/11
    • مرات التنزيل : 1450

  • جديد المرئيات