نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (86) – محاولة لعرض رؤية أخرى

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في العامل الرابع أو في القاعدة الرابعة أو في الأساس الرابع الذي قلنا لابد من الوقوف عليه لنتعرف على مجمل ما يرتبط بأبحاث فقه المرأة في كلمات العلماء في الموروث الروائي في فهم المفسرين وغيرهم في العادات والتقاليد، وهذا يتوقف على معرفة تراث الآخر، الآخر أي آخر كان، وقلنا من أهم موارد تأثير الآخر غير الإسلامي على الثقافة الإسلامية هي الثقافة اليونانية، وبينّا بالأمس بأنه من الرموز العلمية الذين وقفوا على هذا البحث جيداً هو الأستاذ الدكتور إمام عبد الفتاح إمام، هذا الرجل كتب كتابات تحقيقية في هذا المجال وله آثار.

    من هنا سوف ندخل البحث مباشرةً، أوّلاً ما هو موقف أفلاطون من المرأة هل هو موقف ايجابي أم موقف سلبي؟ طبعاً الدراسة الأولى التي قدّمها إمام عبد الفتاح إمام تحت عنوان الفيلسوف هذه السلسلة الفيلسوف والمرأة أفلاطون والمرأة، هناك أبحاث مفصلة أن موقف أفلاطون من المرأة هل كان ايجابياً أم كان سلبياً؟

    في صفحة 13 من الكتاب في المقدمة يقول القضية التي يطرحها هذا البحث للدراسة تتلخص في محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة هل كان أفلاطون حقاً نصيراً للمرأة في العهد اليوناني؟ هل كان أول فيلسوف يدعو إلى المساواة بين الرجل والمرأة كما هو شائع في كثير من الكتب الفلسفية؟ أكان حقاً رسولاً لحقوق المرأة في العالم القديم؟ وهل سبق يعني أفلاطون حركات تحرير المرأة عندما دعا إلى عتقها من سجن الحريم؟

    واقعاً دراسات مختلفة في هذا المجال ولكنه هو ينتهي إلى هذه النتيجة كما يشير في المقدمة، يقول: ونخلص من ذلك كله إلى أن أفلاطون لم يخرج عن إطار التراث اليوناني الذي كان يحمل في أعماقه عداءً إن لم نقل كراهية للمراة، وسنبين تفصيل البحث عندما نقف عند أرسطو، فليس صحيحاً ما يقال من انه كان أول من نادى بتحرير المرأة أو انه دعا إلى المساواة بين الجنسين …إلى آخره.

    إذن فيما يتعلق بأفلاطون هناك اختلاف في وجهة النظر حول موقفه من المرأة، ولكنه في هذا الكتاب يحاول أن يثبت أو اثبت أن أفلاطون أيضاً لم تخرج رؤيته عن المرأة عن البعد السلبي وغير الايجابي، إنما الكلام كل الكلام فيما يتعلق بأرسطو والمرأة انتم تعلمون كما أشرت إلى ذلك بالأمس أن الثقافة وان الأسس وان المباني الفلسفية والسياسية والاجتماعية وغيرها هي التي انتشرت في الثقافة الغربية والعربية والإسلامية إنما كانت لأرسطو ولم تكن لافلاطون، وهذا واضح لا يحتاج إلى دليل، ولهذا في كتابه الثاني وهو الفيلسوف والمرأة رقم 2 يقول أرسطو والمرأة تأليف إمام عبد الفتاح إمام في صفحة 7 هذه عباراته وهي مهمة جداً، وتأتي خطورة نظرية أرسطو عن المرأة من أنها ترددت بعد ذلك ـ نظرية أرسطو ـ بكثرة في تراثنا العربي ربما لأنها وجدت أرضاً خصبة مهيئة لتقبلها باعتبار أن الواقع الجاهلي أيضاً كان واقعاً نظرته إلى المرأة نظرة ايجابية أم سلبية؟ من الواضح كانت نظرة سلبية فطبيعة الحال انه يتأثر بهذه النظرية لا بالنظريات الأخرى، بما تحتوي عليه من آراء مماثلة لا ينقصها…. إلى أن يقول: أن الصورة التي رسمها أرسطو للمرأة بالغة الأهمية وذات اثر هائل فقد ترسّبت في اعماق الثقافة الغربية أيضاً، لا يتبادر إلى الذهن لان الفلسفة والثقافة الأرسطية كما انتقلت إلى العالم العربي والإسلامي انتقلت إلى العالم الغربي وهي عبارة إلى آخره كذلك سنجد أفكار أرسطو عن المرأة متناثرة في تراثنا هنا وهناك حتى لقد أصبحت جزءً لا يتجزأ من ثقافتنا عموماً، تجدها عند المثقف والمفكر والفيلسوف، كما تجدها عند رجل الشارع سواءً بسواء، بعد ذلك سنقف أساساً نظرة علماء الأخلاق وعلماء المسلمين حول المرأة، وخصوصا أولئك الذين كتبوا موسوعات من أمثال الطوسي المحقق الطوسي و الغزالي في علم الأخلاق، عند ذلك سيتضح لكم تأثير الرؤية الموجودة لأرسطو على هذا الفكر الإسلامي عند الترجمة.

    ولهذا تعالوا في صفحة 9 يقول ومن هنا تأتي أهمية دراسة نظرية أرسطو عن المرأة ومقارنة آراءه وافكاره عنها بما يقال في تراثنا العربي قديماً وحديثاً.

    أهم خصائص هذه النظرية بعد ذلك عندما سنقول أن الموروث الموجود بأيدينا موروث غير إسلامي لا تخرج أصوات هنا وهناك من انه لماذا هذه الاتهامات لموروثنا الديني، إلا أن تقولوا موروث أرسطو أيضاً موروث وحياني كما فعل البعض لأنه يحتمل انه كان نبياً من الأنبياء، أفلاطون أيضاً نبي من الأنبياء، الآن الموروث الفارسي أيضاً نبحث عن كم نبي عند الفرس وعندما نأتي إلى مصر القديمة في الاسكندرية أيضاً نجد كم نبي هناك حتى كلها ماذا نفعل لها؟ وعندما نأتي أيضاً إلى الموروث الجاهلي أيضاً نجد كم حكيم وكم عاقل ولا أريد أقول كم نبي، كم حكيم وكم عاقل حتى ننقل التراث إليهم، بدلاً من أن نتهم هذا الموروث الذي بأيدينا ماذا نفعل؟ نذهب إلى الجذور فنصحح تلك الجذور، وأنا لا أقول ولكنه من يستطيع أن يصحح تلك الجذور، لأنه أنا عندما قلت تأثير التلمود البابلي اليهودي على الموروث الإسلامي، قالوا اليهودية أيضاً دين الهي لماذا دائماً تقولون اليهودية محرّفة يهودية محرّفة، لماذا تقولون المسيحية محرّفة مسيحية محرّفة، الحمد لله رب العالمين على مبانيكم كل هذا الموروث اليهودي والمسيحي والجاهلي دخل الإسلام انتهت القضية صححوها أساساً على أي الأحوال طبعاً أنا رؤيتي معاكسة أنا لا أوافق، لا أرسطو نبي ولا أفلاطون نبي ولا المسيحية الذي وصلت بأيدينا صحيحة ولا اليهودية ولا الإسرائيليات على أي الأحوال أهم الخصائص الذي يمكن أن نقف عندها في الرؤية الأرسطية أو النظرية الأرسطية حول المرأة.

    الخصوصية الأولى: أنها بحسب عالم التكوين والوجود لا بحسب الواقع الاجتماعي والعادات والتقاليد، أدنى عقلاً وقدرةً وطبيعةً من الرجل، الله سبحانه وتعالى في نظام التكوين، الطبيعة التكوين، المادة الله أياً ما تريد أعطاها الله خلقها دون الرجل وإنما وجدت، لماذا خُلقت؟ وإنما وجدت لأجل تكامل الرجل، كما الله سبحانه وتعالى خلق أشياء كثيرة لتكامل الرجل، خلق أيضاً المرأة لأجل الرجل، فليست هي إلا خادمة لكي يصل الرجل إلى كماله وإنما خُلقت لأجل الرجل وتكامل الرجل إذن المحورية في الكمالات هو من؟ هي للرجل والمرأة لأجله، ولهذا تجدون جملة من المفسرين عندما يأتون إليها وخلق منها زوجها ليسكن إليها يفسرون الآية بأي تفسير؟ أن الأصل هو الرجل ولكن المرأة لأجل ماذا؟ هذا الأصل الأول أو الخصوصية الأولى.

    تعالوا معنا إلى كتاب (أرسطو والمرأة) صفحة 35 و36 أنا خلاصة ما ورد في هذا الكتاب أحاول أن نصل إليه، يقول: وهكذا تتضح فكرة الوظيفة عند أرسطو شيئاً فشيئاً، المراد من الوظيفة عند أرسطو يعني التسخير وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه، كما تظهر بوضوح العلاقات بين أولئك إلى أن يقول والواقع أننا لو سرنا قليلاً مع أرسطو لوجدنا أن الفائدة ـ يوجد في المجتمع سيد ويوجد عبد يقول السيد هو الحاكم والعبد هو المحكوم، والعبد لأجل مصالح السيد الصحيح أن السيد يعطيه ليأكل ولكنه يعطيه ليأكل حتى يخدم (السيد) ـ قال لوجدنا الفائدة تعود بالدرجة الأولى على الموجود الأعلى ولهذا نراه يقول إن العلاقة بين السيد والعبد هي من حيث الجوهر منفعة للسيد، ومن حيث العرض منفعة لمن؟ إذن العبد مقصود بالذات أو ليس مقصوداً بالذات؟ ليس مقصوداً وإنما مقصود بالعرض الذي ينبغي أن نحافظ على وجوده إذا أردنا لسيطرة السيد أن تبقى الآن هذا الأصل الكلي يطبقه على من؟ على الرجل والمرأة ولهذا يقول بأنّه والخطير في الأمر أن أرسطو يعتبر ذلك أمراً طبيعيا، فالطبيعة التي لا تفعل شيئاً باطلاً أو عبثاً هي التي رتبت الموجودات على هذا النحو، وهي التي حددت لكل موجود وظيفته التي يخدم بها الموجود الأعلى، من هو الموجود الأعلى؟ وهكذا كان النساء بالطبيعة، أدنى من الرجال وكانت وظيفتهم خدمة الرجال، ولهذا كان من الطبيعي أن يحكمهن الرجال، وكل هذه الوظائف والأوضاع والمراتب بالعرف والعادات والتقاليد أم بالطبيعة؟ يعني تكوين أم تربية؟ فإذن يمكن للمرأة أن تصل إلى مقامات الرجل أو لا يمكن؟ لا يمكن، إذن المرأة ناقصة العقول أو النساء ناقصات العقول هذا بحسب التربية أم بحسب التكوين؟ فماذا يترتب عليه؟ أن الأحكام التي قالت أن المرأة ليس لها دور فيمكن أن يتبدل أو لا يمكن؟ لا يمكن وهذه هي الثقافة التي الآن قائمة في حوزاتنا العلمية، من حقك أن تقول سيدنا القرآن لا يقول ذلك أقول انتظروا لنرى القرآن ماذا يقول أنا أوّلاً اثبت لك هذا الأصل لنرى القرآن أيّد هذه النظرية وهي أن المرأة تكويناً ما هي؟ دون الرجل فإذا ثبت أن القرآن يقول ما المحذور في ذلك، فيلسوف يوناني وصل إلى هذه الحقيقة، أما إذا أثبتنا عكس ذلك عند ذلك تفهم أن نصوصنا الروائية كلها جاءت من الآخر أن فهم العلماء جاء من الآخر أن ثقافتنا من هنا جاءت، إذن المحورية لابد أن يكون للفهم القرآني، وسيأتي على أي الأحوال قال ولهذا وهكذا كان قال وكل هذه الوظائف والأوضاع والمراتب بالطبيعة لا بالعرف ولا بالعادات ولا بالتقاليد، إذن تتغير أو لا تتغير؟ لا يمكن، تكويناً لا يمكن أن تتغير هذه الخصوصية الأولى.

    الخصوصية الثانية: من أهم خصائص عالم التكوين أنّه الإنجاب لابد أن يستمر، لا فقط إنجاب الإنسان للإنسان، ولادة الإنسان، ولادة الحيوانات ولادة النباتات كل الأحيان هكذا، فهنا أيضاً أعطيت وظيفة الإنجاب لبقاء الإنسانية أُعطيت لمن؟ للمرأة أعوذ بالله واحدة دانية في صف الحيوانات والبهائم درجة أعلى بقليل كما يصنّف، أُعطيت للرجل ولكن الرجل يحتاج إلى وعاء الوعاء من؟ وانتم اذهبوا إلى شعر الجاهلية والى شعر الإسلام لتروا بأن المرأة ما هو موقعها؟ ظرف ووعاء.

    تعالوا معنا في صفحة 47 من الكتاب اقرب الوظائف إلى الطبيعة لكل كائن حي كامل، أقربه هو أن يخلّف وراءه كائناً شبيهاً به بحيث يشارك في الأزلي والإلهي بحسب طاقته، وهذا غير أننا سوف نتبين أن الذكر هو وحده في الواقع الذي يحقق الخلود، الذكر يحقق هذا؛ لأنه هو الذي يزوّد الجنين بالروح، وها هنا تكون أهمية الأنثى التي يحدد أرسطو دورها بوضوح فإذا كانت وظيفة العبد تزويد الأسرة بمطالبها فإنّ الوظيفة الأولى للأنثى هي الإنجاب ليس إلا، هذه في صفحة 47 وصفحة 48.

    تعالوا معنا إلى صفحة 57 من الكتاب يقول أن هذا النظام الأساسي عند أرسطو هو الذي يفسر كل شيء بما في ذلك عملية الإنجاب التي هي المبرر الوحيد لوجود الأنثى على الإطلاق، لها دور أو ليس لها دور؟ الآن بيني وبين الله في عصرنا الحاضر أنت تحتاج هذا الوعاء أم لا؟ المختبرات موجودة وتنجب، فيكون للمرأة دور أو ليس لها دور؟ إنّ الأنثى موجود يتسم بالعجز والقصور والدونية والسلبية، ولهذا ينبغي عليها الخضوع والاستسلام، أما الرجل فهو الايجابي النشط وهو الأعلى والأرقى والأسمى، ومن ثمّ فهو الذي يأمر وهو الذي يحكم وهو الذي يفكر ويناقش ويكوّن الآراء ويقدم الحجج، ولهذا فهو الإنسان على الأصالة وإذا أعطي دور للمرأة فهو بالتبع، بالعرض، الطرف الآخر الذي الآن يقرأ القرآن قراءة سلبية يقول هذا المنطق الأرسطي أو هذا المنطق اليوناني عندما يريد القرآن يمدح الناس لا يقول نساء لا تلهيهم يقول رجال لا تلهيهم، إذن منطقه أيضاً ماذا ؟ أرسطي، لماذا؟ يقول لأنه هذا الرجل الذي قال أنا نبي كلام المستشرق كلام الذي يقول هذا الذي يقول أنا نبي هو كان نابغة من نوابغ عصره متأثر ببيئته، فلهذا عندما ألّف القرآن قال رجال لا تلهيهم تجارة ولا ذكر عن بيع، نساءكم حرث لكم فأتوا حرثكم (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) (سورة البقرة: 223)  هذا تأييداً لهذا، واطمئنوا كلمات المفسرين نفس هذه، يعني يفهم الآيات القرآنية ضمن نفس هذه النظرية الأرسطية أو النظرية اليونانية، ولهذا قلت بالأمس أن هذا الموروث اليوناني أو غير الإسلامي أثّر على فهم العلماء للنص القرآني، قال ويكوّن الآراء ويقدّم الحجج ولهذا هو الإنسان على الأصالة، إلى أن يقول وإذا تساءلنا الآن عند تحديد دور الوالدين بدقة في جنس المولود لكانت الإجابة الواقع أن أرسطو يشير إلى دور الأب ولكن الأمر بنحو كذا إلى آخره هذه الخصوصية الثانية.

    الخصوصية الثالثة: في الخصوصية الثالثة أنها أضعف من حيث القدرات العقلية والأخلاقية، مهم جداً من حيث العقل تستطيع أن تصل إلى الرجل أو لا تستطيع؟ بعبارة أخرى تستطيع أن تصير مجتهد أو لا تستطيع؟ لا تستطيع لأنه يحتاج إلى تعقل إلى تفكير إلى استنباط، والمرأة ماذا؟ واللطيف يستدل بماذا؟ يقول انظر إلى التاريخ انه لا توجد نساء أصلاً انظر إلى النبوات لا توجد عندنا نساء نبيات وهكذا، إذن بطبيعتهن وتكوينهن ووجودهن هن دون هذا المستوى وهكذا في البعد الأخلاقي لا يمكنها أن تصل إلى الفضائل التي يصل إليها الرجل.

    تعالوا معنا إلى صفحة 76 من الكتاب هذه عبارته هناك: وأما المرأة فهي أقل من حيث العقل والذكاء كما سنرى بعد قليل، وهي أدنى من حيث المرتبة والمكانة طبعاً الوجودية لا المكانة الاجتماعية، معزولة تماماً عن ميدان السياسة، هذه آثار النظرية التكوينية ومستبعدة من الميدان الثقافي بصفة عامة، تقول لي سيدنا معقول هذا الكلام؟ الجواب الآن في دستور الجمهورية الإسلامية إلى الآن يحق للمرأة أن تترشح أو لا يحق؟ لا يحق، هذه أي نظرية، سياسة من هذه؟ النظرية السياسية لأرسطو أن المرأة تصلح أو لا تصلح؟ لا تصلح، تقول لي سيدنا من أين أتوا به؟ من الروايات، لأنه الروايات التي وردت بأن الأمة التي تولي أمرها امرأة ماذا يصير وضعها؟ إلى صغار والى ذلة والى آخره، هذه نصوص روائية كثيرة عن النبي عن طريق الفريقين، وكأنه لا يقرأون القرآن انه ملكة سبأ ما هو وضعها، عجيب هذا النص القرآني، إذن إذا كان تكويناً لا تستطيع تقول لي استثناء لأنه التكوين يقبل الاستثناء أو لا يقبل الاستثناء؟ التكوين لا يقبل الاستثناء، وعقلية الأحكام لا تخصص، الأمور التكوينية لا تقبل التخصيص، فإذن هذه الأمور إذا وجدناها في النساء منشأها ما هو؟ الطبيعة والتكوين أم العادات والتقاليد والتربية والثقافة أي منهما؟ طبعاً آسية قرآنياً ملكة سبأ قرآنياً في العصر الإسلامي فاطمة سيدة النساء والى غير ذلك.

    قال معزولة تماماً عن ميدان السياسة ومستبعدة من الميدان الثقافي بصفة عامة كما أنها غير قادرة على ممارسة فضائل الرجل الأخلاقية وغيرها، ولهذا كان لها في مجال الأخلاق فضائلها الخاصة، على سبيل المثال: من فضائل الرجل العالم أن يسكت أو أن يتكلم؟ أما من فضائل المرأة ما هو؟ الصمت هو زينة المرأة وتاجها، ولكنّه ليس كذلك بالنسبة للرجل، هذه أين؟ هذا في كتاب السياسة لأرسطو نفس هذا المضمون تجده في إحياء العلوم للغزّالي أصلاً نفس العبارات، إذن الغزّالي على أي أساس كتبها؟ على أساس القرآن أم على أساس النظرية الأرسطية؟ قارن مثلاً ـ هذا يقوله في الحاشية الكاتب (المؤلف) ـ قارن مثلاً شر خصال الرجل خير خصال النساء، وهذه روايات قرأناها فيما سبق، هذه أصلها أين؟ أين جذورها؟ رحمة الله على أستاذنا السيد الشهيد كان يقول ينبغي لكل مسألة أن تجذّر تاريخياً، نعرف جذور هذه المسألة من أين جاءت، الآن قد إذا جاءت إلينا تغيرت عشرة بالمائة عشرين بالمائة ثلاثين بالمائة بحسب الثقافة التي عندنا، ولكن جذر المسألة، أصل المسألة من أين؟ من عندهم، يقول قارن مثلاً شر خصال الرجل خير خصال المرأة، البخل والزهو والجبن أحياء للعلوم وهي نفس فكرة ارسطوا التي تقول ليس من المناسب أن تتحلى المرأة بفضائل الرجل أي أن تكون قوية أو شجاعة أو ذكية أو بارعة هذه في صفحة 76 .

    في صفحة 87 يقول من حسن الحظ أن ارسطوا نفسه يقول أن تكوين النفس ذاته يكشف لنا الطريق فالنفس تتألف من جانبين أو عنصرين، العنصر العقلي والعنصر اللاعقلي، في الإنسان يوجد بعد عقلاني وبعد غير عقلاني، ومن الطبيعي بل ومن المفيد أن يحكم العقل العنصر العقلي ويسيطر على الجانب اللاعقلي في النفس، وهذا الذي أيضاً في ثقافتنا بأنه توجد نفس امارة يوجد هوى إلى آخر ذلك، وينبغي أن يحكم البعد العقلي على البعد غير العقلي في الإنسان، وهكذا نجد أن من العدل أيضاً أن يحكم الرجال النساء لماذا؟ لأنه مظهر البعد العقلي في الرجال ومظهر البعد اللاعقلي أين؟ هذه أي نظرية؟ ناقصات العقول، نفس النظرية، قال: صحيح أن لديهن ملكة التروي العقلية لكنها بلا فاعلية ومعطلة، لذا فمن السهل أن يسيطر عليهن العنصر اللاعقلي، يعني البعد الاحساسي والعاطفي، النتيجة ماذا؟ تصير قاضي أو لا؟ في الشهادة يكفي شهادة واحدة أو لا يكفي شهادة واحدة منهن؟ وهكذا هذه أحكام فقهية، وهكذا نجد لكنها ولذا من السهل أن يسيطر عليهن عنصر اللاعقلي وبالطريقة نفسها وهكذا يحاول ارسطوا بناءاً على عنصري النفس العقلي واللاعقلي أن يبرر فكرته التي تقول أن بعض فئات الموجودات هي بطبيعتها حاكمة بتكوينها لا بالوضع الاجتماعي لو ربيت وصلت، بطبيعتها حاكمة وبعضها الآخر هي بالطبيعة محكومة، تماماً مثلما أن أحداً جوانب النفس العنصر اللاعقلي يخضع للجانب الآخر العنصر العقلي وعلى هذا فالطبيعة لا تفعل شيئاً باطلاً ولا عبثا؛ لأنه الطبيعة مقصوده في كلمات هؤلاء الطبيعة أيضاً لها أحكامها ولهذا يقولون القسر لا يكون دائمياً ولا اكثريا لان الطبيعة هذه قوانين إلهية وضعها ارسطوا والى يومنا حاكمة، الطبيعة لا تفعل عبث انتهت القضية الآن لماذا؟ قاعدة، الآن تعالوا إلى أبحاث فلسفية قاعدة أسسوا عليها.

    قال: وعلى هذا فالطبيعة التي لا تفعل شيئاً باطلاً ولا عبثا هي التي فرضت على جنس الإناث أن يخضعن لجنس الذكور لأن الجنس قواها العقلية اقل والعنصر اللاعقلي كالانفعالات والشهوات والعواطف تطغى أو يطغى عليه، وانخدع الكثيرون بهذا البرهان، فذهبوا إلى أن المرأة بطبيعتها لا بحكم التربية هي عاطفية سريعة التأثر، هذه الخصوصية السادسة، الآن بينك وبين الله أنا لا احتاج أن أذهب إلى اليهودية ماذا قالت، البوذية ماذا قالت، الكونفشنوسية ماذا قالت، المسيحية ماذا قالت، الثقافة الجاهلية ماذا كانت تقول، هذا القدر كاف لنعرف الجذور هذا الفكر الذي يوجد أو الموروث الروائي والعلماء والعادات والتقاليد لا اقل جذورها أين موجودة؟ في المجتمع اليوناني وفي الثقافة اليونانية.

    ولكنه مع كل هذا توجد خصوصية أهمها جميعاً، إلى هنا كانت هذه مجموعة ادعاءات من قال ومن قال ومن قال؟ هذه الخصوصية الأولى والخصوصية الثانية والخصوصية الثالثة أهم ما يميز الرؤية الاورسطية عن المرأة هو أنه استطاع ارسطوا أن يبني هذه الرؤية المرتبطة بالمرأة والرجل، يؤسس لها مجموعة ضخمة من القواعد والأسس العقلية والفلسفية يعني لم يجعل القضية قضية نقلية حتى تناقش فيها وإنما جعلها قضية عقلية، يعني مرتبطة بالميتافيزيقيا ومرتبطة بالرؤية الكونية، وهذه أهم خصوصية في هذه، وإلا افلاطون هم كانت رؤيته رؤية سلبية ولكن ما استطاعت أن تؤثر ذلك التأثير لماذا؟ باعتبار أنها لم تؤسس على أسس عقلية، يقول فإن ارسطوا قد قنن هذا الوضع عندما بذل جهده ليضع نظرية فلسفية عن المرأة، وعندما نقول نظرية فلسفية يعني قواعد عقلية، ودعم تلك القواعد أسس تلك القواعد على قواعد منطقية، وضع أساساً المنطق والعقل الإنسان يحتاج إلى منطق أو لا يحتاج يستطيع أن يفكر بلا منطق أو لا يستطيع؟ فوضع أسساً لطريقة تفكير الإنسان، فإذا جنابك من اليوم الأول في الحوزات العلمية ماذا قرأت؟ منطق ارسطو فإذن تستطيع أن تفكر بطريقة غير طريقة ارسطو أو لا تستطيع؟ وهذه من اخطر وافسد ما في حوزاتنا العلمية، ولكن يلتفت إلى ذلك أو لا يلتفت؟ لا يلتفت، أن ارسطوا استطاع أن يضع قواعد واسس لطريقة تفكير الإنسان، أنت إذا تريد أن تفكر لابد أن تفكر بأي طريقة؟ بالطريقة التي أنا أضعها لك، يعني بعبارة أخرى من قبيل تريد أن تذهب إلى مكان يأتي احدهم ويضع لك طريقين ثلاثة يقول هذه الطريقة التي يوصلك إلى الغاية والى النتيجة والى الهدف، فانت تستطيع أن تخرج منها أو لا تستطيع؟ لا تستطيع لأنه بني فكرك بهذه الطريقة فبطبيعة الحال وضع طريقة للتفكير ثم وضع قواعد فلسفية مستقات من هذه الطريقة المنطقية، ثم أسس عليها اسساً في الرؤية الكونية والرجل والمرأة والسياسة والاجتماع إلى آخره، ولهذا التفت إلى عبارته يقول فإن ارسطوا قد قنن هذا الوضع عندما بذل جهده ليضع نظرية فلسفية عن المرأة يستمد دعامتها الأساسية من الميتافيزيقيا يعني من الرؤية الكونية، ثم راح يطبقها في ميدان البيولوجيا أوّلاً، وهو انه تكوينياً أن المرأة غير الرجل وان الرجل غير المرأة تكويناً، والأخلاق والسياسة بعد ذلك ليثبت فلسفياً صحة الوضع المتدني للمرأة التي وضعتها فيه العادات والتقاليد اليونانية، يعني أسس تأسيساً نظرياً لهذا المدعى، هذه في صفحة 7 .

    تعالوا في صفحة 10 إلى آخره أيضاً نفس الكلام يقوله: ولكي نفهم بعمق جذور هذه النظرية الارسطية التي أثرت في تفكيرنا ولا تزال رائدة في حياتنا الثقافية، هي الحاكمة فان علينا أن نفهم مجموعة من افكاره الفلسفية الأساسية، الأول هذه في المقدمة يأتي من صفحة 17 يقول دعائم ميتافيزيقية الرؤية الفلسفية لموقف ارسطو عن المرأة، من صفحة 17 إلى صفحة 38 في حدود عشرين الصفحة يبين المباني الفلسفية التي على أساسها قامة الرؤية الاورسطية للرجل وللمرأة.

    سؤال: من أواسط القرن الثاني ماذا حصل عندنا؟ ترجمة من؟ ترجم عن الفرس، ترجم عن الملل القديمة، ولكن أضخم ما ترجم عن اليونان فإذن دخلت الثقافة اليونانية والفكر اليوناني والمنطق اليوناني، الآن يقولون سيدنا إذن أنت على ماذا عشرين وثلاثين سنة تدرّس الفلسفة؟ الجواب: نعم لابد أن تفهمها حتى تنقدها، والغريب انه نحن عندما بدأنا ننقد الفلسفة اليونانية وننقد العرفان وننقد الحديث ننقد التفسير الآن قامت القيامة ولم تقعد، لا نعلم والله ماذا نفعل مع هؤلاء، نؤيد الفلسفة يتكلمون كذا ننقد الفلسفة كذا والله عجيبة كان الله في عون لقمان وابنه، كونوا على ثقة الآن واقعنا العلمي أتكلم الواقع العلمي صار مع هؤلاء هذه الطريقة اقبل الفتاوى التقليدية يقولون انظروا كيف يقبل، ليس عنده اجتهاد ، ننقد الفتاوى التقليدية يقولون بالأمس هكذا يقول والله لا نفهم ماذا يقول هذا القضية وهذا واقعاً فترجمة المنطق اليوناني والفكر اليوناني والفلسفة اليونانية والثقافة اليونانية والسياسة اليونانية وهذه شكلت العقل ماذا؟ يقول لي سيدنا يعني أنت لا تؤمن بالترجمة؟ يقول لا، اؤمن بالترجمة ولكنه لابد أن نرجعها إلى ماذا؟ يكفيني مورد واحد المرأة ما هي؟ ناقصة العقل أو كاملة العقل؟ في الروايات ناقصة العقل.

    تعالوا معنا إلى النص القرآني قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) إلى من هؤلاء أولي الألباب عقال أو مجانين؟ هؤلاء أكمل الناس عقلاً أليس كذلك؟ ولكن مع الأسف الشديد كل الآيات لأن منطقنا نحوي ومنطقنا ذكوري فسرناها في الرجال قال والشاهد على ذلك القرآن قال الذين يذكرون الله هذا ضمائر مؤنث أو مذكر؟ مذكر، بعد (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا) (رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) إذن قالوا هذه أحكام من؟ أولي الألباب أحكام من؟ ولكن نسوا أن يقرؤوا الآية التي بعدها قال فاستجاب لهم ربهم أني لا اضيع عمل عاملٍ منكم من ذكر أو أنثى فإذن أولي الألباب فقط ذكر أو ذكر وانثى؟ إذن كيف ينسجم مع ناقصات العقول؟ إذن إذا لم يصلوا إلى هذا ليس فقط الانثى ناقصات العقل الرجل أيضاً ناقص العقل إذا وصلوا إلى ذلك يعني إلى هذا (وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) ليس فقط الرجل كامل العقل المرأة أيضاً كاملة العقل هذا منطق القرآن بعضكم من بعض يعني ذكراً وانثى، الذكر من الانثى أو الانثى من الذكر؟ لا، الانثى من الذكر والذكر من الانثى لأنه الآية لم تقل الأناس من الذكور قالت بعضكم من بعض، هذا نص القرآن هذا بينكم وبين الآية وحدة هذه الآية لا أريد أذهب إلى آيات أخرى وعشرات الآيات إن شاء الله في الوقت المناسب عندما اطرح كلها الرؤية العامة للقرآن عن المرأة الآية 190 والآية 195 من سورة آل عمران عند ذلك هذه الآية وحدها تنسخ هذه الخصوصيات أو لا تنسخ؟ ولكن لأن المحورية ليست للقرآن ولهذا نجد أن ذلك الموروث هو الذي حكم وإلا ماذا تقولون في قوله خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أن اكرمكم عند الله اتقاكم قانون عام والتقوى مع العقل أو بلا عقل؟ اذهبوا إلى نصوصكم الروائية أساساً يمكن أن تنفصل والتقوى ليس انه والله الرجل عنده أخلاق والمرأة عندها أخلاق وفضائل الرجل سيئات المرأة وسيئات المرأة فضائل للرجل أي منطق بائس هذا؟ وهذا منطق القرآن تتمة البحث يأتي والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/03/12
    • مرات التنزيل : 1414

  • جديد المرئيات